المجموع : 16
ولي صاحبٌ سرِّي المكتَّمُ عِندَهُ
ولي صاحبٌ سرِّي المكتَّمُ عِندَهُ / مخاريقُ نيرانٍ بِلَيلٍ تُحَرَّقُ
عَطَفتُ على أسرارِهِ فَكَسَوتُها / ثِياباً مِن الكِتمانِ لا تَتَخَرَّقُ
فَمَن تَكُنِ الأسرارُ تَطفُو بِصَدرِهِ / فأسرارُ صَدري بالأحاديثِ تَغرَقُ
فلا تُودِعَنَّ الدهرَ سِرَّكَ أحمقاً / فإنَّكَ إن أودَعتَهُ منهُ أحمَقُ
وحَسبُكَ في سَترِ الأحاديثِ واعِظاً / مِن القَولِ ما قالَ الأريبُ الموَفَّقُ
إذا ضاقَ صَدرُ المرءِ عَن سِرِّ نَفسهِ / فَصدرُ الذي يُستَودَعُ السِّرَّ أضيقُ
لَقَد خانَني صَبري بأُمِّ مُحمِّدٍ
لَقَد خانَني صَبري بأُمِّ مُحمِّدٍ / فلم يَبقَ لي إلا التأسُّفُ من جَهدي
سِوى أن صبري تحتهُ مستكنَّةٌ / من الحُزنِ ما تُبقي على الرجل الجَلدِ
وإني مُذِ اليوم الذي لم أُطِق بهِ / عن ابنة أُمّي مدفعاً لعلى وعدِ
بكَت عَينُ مَن لم يَبكِ عِيسى بن قاسمٍ
بكَت عَينُ مَن لم يَبكِ عِيسى بن قاسمٍ / بأربعةِ حتَّى تَجِفُّ نَواظِرُهُ
فتى غابَ عنهُ أقربوه فلم يكُن / لهُ مَن يُحامِي دُونَهُ ويُؤازِرُه
مَرَرتُ على ربعٍ لهُ بَعدَ مَوته / فباطِنُهُ يَشكو الخَرابَ وظاهِرُه
تكادُ مَغانيه تَقولُ لِفَقدِهِ / لسائلها عن أهله ماتَ عامِرُه
سلامٌ على الأخوانِ والعيشِ بَعدَهُ / ومَن كُنتُ أصفيهِ الهَوَى وأعاشِرُه
ومَن كانَ يُسلى الهَمَّ عني حَديثُهُ / إليَّ إذا ضاقَت بأمري مَصادِرُه
فإن أسلُ عن شيءٍ فما عَنه سَلوَةٌ / ومَهما أضيعهُ فانيَ ذاكِرُه
سُليمانُ واللَهِ الذي أنا عَبدُهُ
سُليمانُ واللَهِ الذي أنا عَبدُهُ / لَقَلبي عَليلٌ ما بَقِيت حَزِينُ
تَقاضَاكَ دَهرٌ فاقتضاكَ بِدَينهِ / ولِلدَهر في نَفسي عَليَّ دُيُونُ
فَقَرَّت عَيُونٌ كُنتَ شَملَ جُفونِها / وجاءَت بحُزنٍ بالدِماءِ عُيُونُ
فَلَيسَ على دَهرٍ مُجيرٌ إذا عَدا / بِكُرهٍ ولا خَلقٌ عليهِ مُعينُ
بَنيَّ لَئِن ضَنّت جُفونٌ بمائِها / لقد قَرِحَت مِنّي عليكَ جُفونُ
دَفَنتُ بكَفّي بعضَ نفسي فأصبحت / لها دافِنٌ مِن نَفسِها وَدَفِينُ
فَلِلّهِ ما أعطى ولِلّهِ ما حَوَى / وأحرِ بأمرٍ كائِنٍ سَيكونُ
فَيا فَجعَةَ الدُنيا بِمَن شِبتُ بَعدَهُ / فَسِيَّانِ مَضنونٌ بهِ وضَنينُ
لهُ في ذُرى المَعروفِ نُعمى كأنَّها
لهُ في ذُرى المَعروفِ نُعمى كأنَّها / مواقِعُ ماء المُزنِ في البَلَد القَفُرِ
إذا ما أتاهُ السائلونَ تَوقَّدت / عليهِ مصابيحُ الطَلاقةِ والبِشرِ
معي كُلُّ فضفاضِ القَميصِ كأنَّهُ
معي كُلُّ فضفاضِ القَميصِ كأنَّهُ / إذا خَطَرَت مِنهُ المُدامُ فَتِيقُ
أما والذي نادى من الطُورِ عَبدَهُ
أما والذي نادى من الطُورِ عَبدَهُ / وأنزلَ فُرقاناً وأوحى إلى النَملِ
لقد ولدت حَوَّاءُ فِيكَ بَليَّةً / عليَّ أقاسيها وثِقلاً من الثِقلِ
فيا وَيحَ قَلبِ عَذَّبَ العَينَ بالبكا
فيا وَيحَ قَلبِ عَذَّبَ العَينَ بالبكا / على كُلِّ شِفرٍ مِن مَدامِعها غَربُ
ويا ويحَ مُشتاقٍ محا اليأس مارجا / لحرقته شَرقٌ ولَيسَ لها غَربُ
بقلبيَ شيءٌ لَستُ أعرفُ قَدرَهُ
بقلبيَ شيءٌ لَستُ أعرفُ قَدرَهُ / على أنَّهُ ما كانَ فهوَ شَديدُ
تَمُرُّ بهِ الأَيَّامُ تَسحَبُ ذَيلَها / فَتَبلَى به الأَيَّامُ وَهوَ جَديدُ
رأينَ الغَواني الشيبَ لاح بِعارضي
رأينَ الغَواني الشيبَ لاح بِعارضي / فأعرضن عنّي بالخُدودِ النَواضِرِ
وكُنَّ إذا أبصَرنني أو سَمِعنَ بي / سَعَينَ فَرَقَّعنَ الكُوى بالمحاجِرِ
لَئِن حُجَّبَت عَنَّي نواظِرُ أعينٍ / رَمينَ بأحداقِ المها والمحاجِرِ
فإني من قومٍ كِرامٍ أُصُولُهُم / لأقدامِهِم صِيغَت رُؤوسُ المنابِرِ
خلائِفُ في الإسلام في الشِّركِ قادَةٌ / بِهِم وإليهِم فَخرُ كُلِّ مفاخِرِ
وعما قليلٍ لن ترى باكياً لنا
وعما قليلٍ لن ترى باكياً لنا / سيضحكُ من يبكي ويُعرِضُ عن ذكري
ترى صاحبي يَبكي قليلاً لفُرقتي / ويضحكَ من طولِ الليالي على قبري
ويحدثُ إخواناً وينسى مَودَّتي / وتَشغَلُهُ الأحبابُ عنّي وعَن ذِكري
لقد شَمِتَ الأعداءُ بي وتَغيَّرت
لقد شَمِتَ الأعداءُ بي وتَغيَّرت / عُيونٌ أراها بعدَ مَوت أبي عَمرو
تَجَرا عليَّ الدَهرُ لمَّا فَقَدتُهُ / ولَو كان حيّاً لاجتَرأتُ على الدَهرِ
أسكانَ بَطنِ الأرض لو يُقبَلُ الفِدى / فَدَينا وأعطينا بِكُم ساكنَ الظَهرِ
فيا لَيتَ مَن فيها عَلَيها ولَيتَ مَن / عَليها ثَوى فيها مُقيماً الى الحَشر
وقاسمني دَهري بَنيَّ بشَطرِهِ / فلما تَوفَّى شَطرَهُ مال في شَطري
فَصاروا دُيوناً للمنايا ومَن يكُن / عليه لها دَينٌ قَضاهُ على عُسرِ
كأنهُمُ لم يَعرِفِ الموتُ غَيرَهُم / فَثُكلٌ على ثُكلِ وقَبرٌ على قَبرِ
وقد كُنتُ حَيَّ الخَوفِ قَبلَ وَفاتِهِم / فلمَّا تُوُفُّوا ماتَ خَوفي من الدَهرِ
وكنتُ به أُكنَى فأصبحت كُلَّما / كُنِيتُ بهِ فاضَت دُموعي على نَحري
ألا لَيتَ أُمّي لَم تلِدني وليتَني / سَبَقتُكَ إذْ كُنا إلى غايةٍ نَجري
وقد كُنتُ ذا نابٍ وظُفرٍ على العِدا / فأصبحتُ لا يَخشَونَ نابي ولا ظُفري
فللَّهِ ما أعطى ولِلَّهِ ما جرى / ولَيسَ لأيام الرَزِيَّةِ كالصَبرِ
فَحسبُك مِنهم مُوحِشاً فَقَدُ بِرّهِم / وحَسبُكَ مِنهُم مُسلِياً طَلَبُ الأجرِ
تَبَدًّلتَ من قلبي المَودَّةَ بالبُغضِ
تَبَدًّلتَ من قلبي المَودَّةَ بالبُغضِ / وصَيَّرتَ بَعدَ القُربِ منهُ إلى الرفضِ
وكان الهَوى غَضاً فلمَّا مَلَكتَهُ / تَقصَّفَ غُصناهُ وحالَ عَنِ الغَضِّ
فإن أكُ قَد أُخرِجتُ عن دارِ بِغضةٍ / فَليسَ بِكفَّيْ مُخرِجِي سَعَةُ الأَرضِ
رأيتُ غزالاً من سليمٍ وعامرٍ
رأيتُ غزالاً من سليمٍ وعامرٍ / فهَل لي إلى ذاكَ الغَزالِ سَبيلُ
محمدُ إن آنست منيَّ جانبا
محمدُ إن آنست منيَّ جانبا / بِقُربٍ لقد أوحشتَ بالبُعدِ جانبا
وقد عَظمت فيكَ المصائبُ أنَّها / تُصغِّرُ عندي في سواكَ المصائِبا
سلوتُ به عَمَّن تَقَدَّمَ قَبلَهُ / وآليتُ أُصفي بَعدَهُ الوُدَّ صاحبا
سَتبكيكَ أخلاقُ المُروءةِ إنَّها / مغيبةٌ ما دُمتَ عَنهُنَّ غائِبا
ولكن بنو خَيرٍ وشَرٍّ كلَيهما
ولكن بنو خَيرٍ وشَرٍّ كلَيهما / جَميعاً ومعروفٍ ألمَّ ومُنكَرِ