المجموع : 11
لِمَن مَنزِلٌ بِالمُستَراحِ كَأَنَّما
لِمَن مَنزِلٌ بِالمُستَراحِ كَأَنَّما / تَجَلَّلَ بَعدَ الحَولِ وَالحولِ مُذهَبا
بِهِ ذَرَفَت عَيناكَ لَمّا عَرَفتَهُ / وَكَيفَ طِبابى عَيِّنٍ قَد تَسَرَّبا
فَلَم أَرَ مِنها غَيرَ سُفعٍ مُواثِلٍ / وَغَيرَ رَمادٍ كَالحَمامَةِ أَكهبَا
تَهادى بِهِ هوجُ الرِياحِ تَهادِيا / وَيَهدينَ جَولانَ التُرابِ المُهَذَّبا
نَسَفنَ تُرابَ الأَرضِ مِن كُلِ جانِبٍ / وَمُنخَرِقٍ كانَت بِهِ الريحُ نَيسَبا
وَكُلِ سِماكيٍّ يَجولُ رَبابُهُ / مرته الصَبا في الدَجنِ حَتّى تَحَلّبا
إِذا ما عَلا غُوريُّهُ أَرزَمَت بِهِ / تَوالٍ مَتالٍ مُخَّض فَتَحَدَّبا
أَغَرُّ الذُرى جَوزُ الغِفارَة وابِلٌ / تَرى الماءَ مِن عُثنونِهِ قَد تَصَبّبا
مَضى فاِنقَضى عَيشٌ بِذي الرِمثِ صالِحٌ / وَعَيشٌ بِحُزوى قَبلَهُ كانَ أَعجَبا
لَياليَ يَدعوني الصِبا فَأُجيبُهُ / إِلى البَيضِ تُكسى الحَضرَميَّ المُصَلَّبا
نَواعِمَ يُسبينَ الغَويَّ وَما سَبى / لَهُنَّ قُلوبا إِذ دَنا وَتَخَلَّبا
وَصَوَرَهُنَّ اللَهُ أَحسَنَ صورَةٍ / وَلاقينَ عَيشاَ بِالنَعيم تَرَبَّبا
عِراضَ القَطا غُرَّ الثَنايا كَأَنَّها / مَها الرَملِ في غُرٍّ مِنَ الظِلِّ أَهدَبا
قَصارَ الخُطى تَمشي الهُوَينا إِذا مَشَت / دَبيبَ القَطا بِالرَملِ يُحسَبنَ لُغَّبا
إِذا ما خَشينَ البَينَ وَالبينُ رائِعٌ / تَواعَدنَ بَينَ الحَيِ والحيِ مَلعَبا
خَرَجنَ عِشاءً وَالتَقينَ كَما التَقى / مَها رَبرَبٍ لاقى بِفَيحانَ رَبرَبا
قَصَرنَ حَديثاً بَينَهُنَّ مُقَبَّراً / وَكُلٌّ لِكُلٍ قالَ أَهلاً وَمَرحَبا
رَقيقٌ كَمَسِّ الخَزِّ في غَيرِ ريبَةٍ / وَلا تابِعٍ زورَ الحَديثِ المُكَذَّبا
خِدالُ الشَوى لَم تَدرِ ما بؤُسَ عيشَةٍ / وَلَم تَرَ بَيتاً مِن كُلَيبٍ مُطَنَّبا
تَغَنّى جَريرٌ بِالرِبابِ سَفاهَةً / وَقَد ذاقَ أَيامَ الرِبابِ فَجَرَّبا
وَلَمّا لَقيتَ التيمَ يَومَ بُزاخَةٍ / وَرَهطَ أَبي شَهمٍ وَقَومَ ابنِ أَصهَبا
نَزَوتَ عَلَيها بَعدَما شُدَّ حَبلُها / وَلَم يُلصَقِ القَومُ العِقالَ المؤرَبا
رَأَيتُكَ بِالأَجزاعِ فَوقَ بُزاخَةٍ / هَرَبتَ وَخِفتَ الزاعبيَ المُذَرَّبا
فَلَم تَنجُ مِنها إِذ هَرَبتَ وَلَم يَجِد / أَبٌ لَكَ عَن دارِ المَذَلَّةِ مَهرَبا
فَإِنَّ الَّتي تُحَدى وَيُسبى رِجالُها / نِساءُ بَني يَربوعَ شَلاَّ عَصبصَبا
دَعَت يالَ يَربوعٍ فَلَم يَلحَقوا بِها / وَلَم يَكُ يَربوعٌ أَبوهُنَّ أَنجَبا
جَبُنتَ وَلَم تَضرِب بِسَيفِكَ مُغضِبا / لُؤمتَ إِذا لَم تُنهِلِ السَيفَ مُغضَبا
وَكَيفَ طِلابُ المَردفاتِ عَشيَّةً / وَقَد جاوَزَ الشَيخُ الغَميمَ وَيَثرِبا
تَخَطّى بِسَعدٍ وَالسعودُ لِغَيرِهِ / وَلَم يُغنِهِم مِن دونِهِ من تأَشَّبا
ثَلاثَةُ أَبواعٍ أَبوكُم يَعُدُّهُ / تَميمٌ وَيَعتَدونَ بكرا وَتَغلِبا
وَسَعدٌ بِغَيرِ ابن المَراغَةِ نَصرُها / إِذا هَتَفَ الداعي بِسَعدِ وَثَوَّبا
وَنَحنُ لِسَعدٍ مِغلبٌ غَيرَ خاذِلٍ / وَسَعدٌ لَنا أَمسَت عَلى الناسِ مِغلَبا
لَهُم هامَةٌ غَلباءُ ما تَستَطيعُها / نَمَت في قُراسيٍّ مِنَ العِزِّ أَغلَبا
هُمُ القَوم مَهما يُدرِكوا مِنكَ يَطلِبوا / وَإِن طَلَبوكُم لَم تَجِد لَكَ مَطلَبا
وَإِن جَدَعوا أُذني جَريرٍ وَأَنَفَهُ / أَقَرَّ وَلا عُتبى لِمَن لَيسَ مُعتِبا
هُم مَنَعوا مِنكَ المياهَ فَلَم تَجِد / لِجِسمِكِ إِلّا بِالمَصيقَةِ مَشرَبا
لَنا مَرقَبٌ عِندَ السَماءِ عَلَيكُمُ / فَلَستُ بِلاقٍ فَوقَ ذَلِكَ مَرقَبا
وَبَدرُ السَماواتِ العُلى وَنُجومُها / عَلونَ فَلَن تَسطيعَ مِنهُنَّ كَوكَبا
هُناكَ ابنَ يَربوعٍ عَلَونا عَليكُمُ / وَأَصبَحتَ فَقعا بِالبَلاط مُتَرَّبا
نُريحُ تِلادَ المَجدِ وَسطَ بيوتِنا / إِذا ما ابنُ يَربوعٍ عَنِ المَجدِ أَعزَبا
وَنَقري السِنامَ الضَيفَ إِن جاءَ طارِقا / يُمارِسُ عرنينا مِنَ القُرِّ أَشهَبا
وَيَقري ابنُ يَربوعٍ إِذا الضَيفُ آبَهُ / عَلى ناقَةٍ أَيرَ الحِمارِ المؤَدَّبا
لَنا مَجدُ أَيامِ الكُلابِ عَليكُم / بَني الكَلب لا نَخشى بِهِ أَن نُكَذَّبا
غَزانا بِهِ الجَيشُ اليَماني فَكافَحت / جُنودُهُم زَحفاً غَليظاً وَمِقنَبا
فَما غادَرَت إِلّا سَليبا مُشَرَّدا / بِثهلانَ مِنهُم أَو صَريعا مُلحَّبا
صَريعَ القَنا أَو مَقصَدا نالَ ضَربَةً / ذَرَت رَأَسَهُ عَن مَنكِبِ فَتنَكَّبا
لِقائِلِنا أَيامُ صِدقٍ يَعُدُّها / بِها فاز أَيامَ الخِطارِ فَأَوجَبا
فَأيَ فَعالٍ يا جَريرُ تَعُدُّهُ / إِذا الرَكبُ أمُّوا يَومَ نُعمانَ أَركَبا
أَتَدعو مُعيدا لِلرهان وَمُحقِبا / فَقَد نِلتَ إِذ تَدعو مُعيدا وَمُحقِبا
دَعَوتُ أَبا عَبدا وَأمّا لَئيمَةً / فَلا أُمَّ تَدعو في الكِرامِ وَلا أَبا
كَما كُنتَ تَدعو قَعنَبا حينَ قصرت / كُلَيب فَما أَغنى دُعاءُكَ قَعنَبا
فَخرت بِأَيامٍ لِغَيرِكَ فَخَرُها / ضَلِلتَ وَلَم تَذهَب هُنالِكَ مَذهَبا
فَخاطِر بيَربوعٍ فَلَستَ بِواجِدٍ / لَهُم حامِداً إِلّا لَئيما مُكَذَّبا
فَإِن قُلتَ يَربوعٌ نَصابي وَأُسرَتي / لَؤمتَ وَأَلأَمتَ النِصابَ المُركَّبا
وَلَم تَكُ يَربوعٌ من العزِّ حومة / فَنَخشى وَلا الفَرعَ الصَريحَ المُهَذَبا
وَلا مِثلَ يَربوعٍ عَلى الجَهدِ بَعدَما / غُلبتَ وَأَصبَحتَ الحِمارَ المُعَذَّبا
أَتَرجونَ عُقبى ابنِ المراغَةِ بَعدَما / مَدَدتُ لَهُ الأَشطانَ حَتّى تَذَبذَبا
وَفَرَّ وَخَلّى لي المَدينَةَ خاسِئاً / ذَليلاً وَعَضَّتُهُ الكِلابُ مُتَعَّبا
وَقِستُم حِماراً مِن كُلَيبٍ بِسابِقٍ / جَوادٍ جَرى يَومَ الرِهانَ فَعَقَّبا
تُقَرِّعُ يَربوعاً كَما ذُدتَ عَنهُم / وَذادَكَ عَن أَحسابِ تَيمٍ فَأَرهَبا
فَأَقصَرتُ لَمّا أَن قَصَدتَ وَلَم تَكُن / شَغَبتَ فَقَد لاقَيتَ في الجَورِ مَشغَبا
فَأَلقِ العَصا وَامسَح سِبالَكَ إِنَّما / شَرِبتَ ابنَ يَربوعٍ مَنيَّاً مقشَّبا
غُلِبتَ ابنَ شَرَّابِ المَني وَلَم تَجِد / لَكُم والِدا إِلّا لَئيما مُغَلَّبا
بِحَقِّ امريءٍ كانَت غُدانَةُ عَزَّهُ / وَسَجحَةُ وَالأَحمالُ أَن يَتَصَوَّبا
وَجَدنا صُبَيرا أَهلَ لؤمٍ وَدِقَّةٍ / وَعودَ بَني العَجماءِ في اللؤمِ مَنصَبا
أَلَستَ أبنَ يَربوعيَّةٍ يَسقُط ابنُها / مِنَ اللُؤمِ في أَيدي القَوابِلِ أَشيَبا
وَكانَ لَئيما نُطفَةً ثُمَّ مُضغَةً / إِلى أَن تَناهى خَلقُهُ فَتَشَعَّبا
لَشَرُ الفُحولِ المُرسَلاتِ رَضيعُها / لِأَبيهِ اللُؤمُ أَن يَتَجَنَّبا
يَشينُ حِجالَ البَيتِ ريحُ ثيابِها / وَخَبَّثَ خَدّاها الملابَ المُطَيَّبا
إِذا ما رَآها المجتَلي مِن ثيابِها / رَأى ظَرِبانا جِلدُهُ قَد تَقَوَّبا
وَإِن سَفَرت أَبدَت عَلى الناسِ سَوءَةً / بِها وَتواري سَوءَةً أَن تَنَقَّبا
خَبيثَةُ ريحِ المشفَرين كَأَنَّما / فَسا ظَربانٌ فيهِما أَو تَثَوَّبا
فَرابَ ابنَ يَربوعٍ مُشافِرُ عِرسِهِ / وَما بَينَ رِجلَيها لَهُ كانَ أَريبا
فَجُنَّ جُنوناً لا تَلُمهُ فَإِنَّهُ / رَأى سَوءَةً مِن واسِعِ الشِدقِ أَهلَبا
رَأى فَرجَ يَربوعيَّةٍ غَيرَ طاهِرٍ / إِذا ما دَنا مِنهُ الذُبابُ تَقرطَبا
لَها عُنبُلٌ يُنبي الثيابَ كَأَنَّهُ / قَفا الديكِ أَوفى عرفُه ثُمَّ طَرَّبا
فَهَذا ليَربوعٍ سِبابُ نِسائِهِم / حَباهُم بِهَذا شاعِرٌ حينَ شَبَّبا
تَغَنَّيتُ بِالفرعَينِ مِن آلِ وائِلٍ / فَعَرَّقتُ إِذ خاطَرتُ بَكراً وَتغلِبا
وَما كُنتَ إِذ خاطَرتَهُم غَيرَ فُرعُلٍ / أَزِلَّ عَلاهُ المَوجُ حَتّى تَغَيَّبا
وَلاقَيتَ مِن فُرسانِ بَكرِ بِن وائِلٍ / فَوارِسَ خَيراً مِن أَبيك وَأَطيَبا
لَعَلَّكَ ناهيكَ الهَوى أَن تَجَلَّدا
لَعَلَّكَ ناهيكَ الهَوى أَن تَجَلَّدا / وَتارِكَ أَخلاقٍ بِها عِشتَ أَمرَدا
أَفالآنَ بَعدَ الشَيبِ يَقتادُكَ الهَوى / إِلى الأَمرِ لا تَرضى مَغَبَّتَهُ غَدا
طَرِبتَ فَلَو طاوَعتَ إِذ أَنتَ واقِفٌ / بِأَسفَلِ ذي خَيمٍ هَواكَ لأَصعَدا
أُتيحُ الهَوى مِن أَهلِ غَولٍ وَثَهمَدٍ / كَذاكَ يُتاحُ الوِدُّ مَن قَد تَوَدَّدا
فَلَو أَنَّ أَياماً بِغَولٍ وَثَهمَدٍ / رَجَعنَ رَضَيناهُنَّ إِن كُنَّ عُوَّدا
سَقى ثَهمَدا مَن يُرسِلُ الغَيثَ وَاللِوى / فَرَوَّى وَأَعلاما يُقابِلنَ ثَهمَدا
بِما نَزَلَت مِن ثَهمَدٍ بَينَ بُرقَةٍ / سُعادُ وَطودٍ يَسبِق الطَيرَ أَقوَدا
إِذا هيَ حَلَّت بِالسِتارِ وَقابَلَت / مِنَ النير أَعلاما جَميعا وَفُرَّدا
وَأَهلُكَ بِالمَطلى إِلى حَيثُ أَنبَتَت / رياضٌ مِنَ الصِمانِ سِدرا وَغَرقَدا
تَقَطَّعُ مِنها الوُدُ إِلّا بَقيَّةً / وَجارَ الهَوى عَمّا تُريدُ فَأَبعَدا
فَأَصبَحَ هَذا الشَأنُ شَيئاً كَرِهتُهُ / عَسى أَن يُرى ما تَكرَهُ النَفسُ أَرشَدا
فَلَم تَرَ مِنّي غَيرَ أَشعَثَ شاحِبٍ / مُضَمَّنِ أَحسابٍ أَناخَ فَأَنشَدا
وَلَم أَرَ مِنها غَيرَ مَقعَدِ ساعَةٍ / بِهِ اِختَلَبَت قَلبي فيا لَكَ مَقعَدا
وَسَنَّت عَلَيهِ مُجسَدا فَوقَ يُمنَةٍ / عِتاقٍ وَلاثَت فَوقَ ذَلِكَ مُجسَدا
عَلى مَرسنٍ مِنها أَغَرَّ كَأَنَّهُ / سَنا البَرقِ لاقى لَيلَةَ البَدرِ أَسعَدا
إِذا اِرتادَتِ العَينان فيها رَأَيتَهُ / أَنيقاً لِطَرفِ العَينِ حَتّى تَزَوَدا
لَها لَبَّةٌ يَجري مَجالُ وِشاحِها / عَلى مُستَوٍ مِن ناصِعٍ غَيرِ أَكبَدا
وَكَشحٍ كَطيِّ السابِريِّ حبَت لَهُ / رَوادِفُ مِنها وَعَثَهُ فَتَخَضَّدا
كَأَنَّ نَقاً مِن عالِجٍ أُدجِنت بِهِ / سوارٍ نضَحنَ الرَملَ حَتّى تَلَبَّدا
تَلوثُ بِهِ مِنها النِطاقَينِ بَعدَما / أَمَرَّت ذُنوبي متنِها فَتأوَّدا
وَلاقَت نَعيماً سامِقا فَسَما بِها / سُموَ شَبابٍ يَملأُ العين أملدا
كَما سَمَقَت برديَّةٌ وَسطَ حائِرٍ / مِنَ الماءِ تَغذوهُ غِذاءً مسرهَدا
مُنَعَّمَةٌ لَم تَلقَ بؤسا وَلَم تَسُق / حِمارَ كُلَيبيٍّ أَقَلَّ وَأَجحَدا
عَجِبتَ ليَربوعٍ وَتَقديمِ سورَةٍ / مِنَ الخَطَفى كانَ اللَئيمَ فَأَنفَدا
فَلَو أَنَّ يَربوعاً عَلى الخَيلِ خاطَروا / وَلَكِنَّما أَجَروا حِمارا مُقَيَّدا
وَقالوا جَريرٌ سَوفَ يَحمي ذِمارَنا / كَذَبتُم وَلَكِنّي بِهِ كُنتُ أَنقَدا
فَما اِعتَرَفَت مِن سابِقٍ يَومَ حَلبَةٍ / كُلَيبٌ وَلا وافوا مَع الناسِ مَشهَدا
فَضَجَّ ابنُ اختاتِ استِها إِذ قَرنتَهُ / بِمِتنِ القوى مِني أَمَرَّ وَأَحصَدا
وَإِنَّكَ لَو جارَيتَ بَحراً مُقارِباً / وَلَكِنَّما جارَيتَ بَحرا تَغمَّدا
لَهُ حَدَبٌ غَمرٌ عِلاكَ بِزاخِرٍ / وَأَلفاكَ مُجتافا غُثاءً مُنَضَّدا
خَصَيتُ جَريرا بَعدَما شابَ رَأَسُهُ / وَكَسَّرَ نابَيهِ الذَكاءُ وَعَرَّدا
لِنَحيا جَريرِ اللؤُمِ فَوقَ حِمارِهِ / عَليهِ وَرِبقا أُمِّهِ كانَ أَعوَدا
وَأَهوَنُ مِن عَضبِ اللِسان بَنَت لَهُ / أَسودٌ وَساداتٌ بِناءً مشَيَّدا
نَزَت بِكَ جَهلاً مِن أَتانيكَ دِرَّةٌ / فَثَوَّرتَ غَيّاظَ العَدوِ مُحَسَّدا
أَتَفخَرُ بِالعَلهانِ بِرذَونِ عاصِمٍ / وَسَيَّبتَ جَدَّيكَ المعيدَ وَقَرهَدا
إِلى الخَطفى عَمَدا فَرَرتَ وَلَم تَجِد / بَني الخَطفى إِلّا اماءً وَأَعبُدا
وَما اِستَردَفَت خَيلُ الهُذَيلِ نِساءَنا / وَلا قُمنَ في صَفٍّ لِسَجحَةَ سُجَّدا
وَلَكِن مَنَعناهُم مِنَ الشِركِ بِالقَنا / وَفي السِلمِ صَدَّقنا النَبيَّ مُحمَّدا
إِذا فَزِعَت نِسوانُهُنَّ أَتَينَهُم / مِكاثاً يَزرُرنَ الدِخالَ المسردا
أَوامِنَ أَن يُردَفنَ خَلفَ عِصابَةٍ / سِوانا إِذا ما صارِخُ الرَوعِ نَدَّدا
نَغارُ عَلَيها غَيرَةً مُضرِيَّةً / إِذا ما اِنتَضَينا المشرَفيَّ المُهَنَّد
نَذودُ بِهِنَّ الوِردَ ما اِستَمسَكَت بِهِ / قَوائِمُها يَذرينَ هاما وَأَسعُدا
فَلا تُغزِنا آلُ الرِبابِ كَتيبَةً / معَدِّيَّةً أَو غَيرَ مَن قَد تَمَعدَدا
لَهُم رائِسٌ إِلّا قَتَلنا رَئيسَهُم / فَمَن شاءَ عَدَّدنا الفَعالَ وَعَدَّدا
وَنَحنُ قَتَلنا يَومَ قِنعِ هُبالَةٍ / شُمَيطاً وَحسّانَ الرَئيسَ وَمُرشِدا
وَنَحنُ أَخَذنا مِن بَني أَسَدٍ مَعا / بِوَشمِ القِرى قَسرا سويدا وَمَعبَدا
وَنَحنُ قَتَلنا مَعقِلا إِذ تَدارَكَت / بِهِ الخَيلُ إِذ هابَ الجَبانُ وَعَرَّدا
وَنَحنُ قَرَنّا مالِكاً وَهوَ جارُكُم / بِذي كَلَعٍ فينا أَسيرا مُقَيَّدا
وَنَحنُ حَسَرنا يَومَ سَخبانَ بِالَّتي / أَطاعَ بِها الناسُ الرَئيسَ المُسَوَّدا
وَعَبدَ يَغوثَ الخَيرِ يَومَ مُجيزَةٍ / تَرَكناهُ يَكبو في قَناً قَد تَقَصَّدا
وَغادَرَ حَسانَ بنَ عَوفٍ طِعانُنا / صَريعا عَلى خَدِّ الشِمالِ مُوَسَّدا
وَعَوفَ بِن نُعمانٍ أَخَذناهُ عَنوَةً / وَكُنّا نَفُضُّ الجُندَ مِمَّن تَجَنَّدا
وَمِن قَبلُ أَوثَقنا بِن خَضرانَ عَنوَةً / عَديّا وَطَرَّدنا ابنَ حسّانَ بُرجُدا
وَنَحنُ ضَرَبنا جَيشَ سَعدِ بِن مالِكٍ / بِلِبنانَ وَالأَعراضِ حَتّى تَبَدَّدا
وَمِن قَبلُ إِذ نالَت يَزيدَ رِماحُنا / مَنَنّا عَلَيهِ بَعدَ ايثاقِهِ يَدا
وَما عَرَضَت مِن طَيءٍ عَن أَسيرِنا / حُصَينٍ ثَوابا كانَ ذِكراً وَلا جَدا
مَنَنّا عَلَيهِ مِنَّةً لَم يَكُن لَها / ثَوابٌ سِوى ذِكرٍ يَكونَ غَدا غَدا
وَقَد أَسلَحَت فُرسانُ تَيمٍ ذَوي النُهى / أَبا نَهشَلٍ وَالدارِميَّ الضَفَندَدا
وَسُلمَةُ إِذ دارَت بِنا الحَربُ دَورَةً / كَسَونا فَقاهُ المُشرَفيَّ المُهَنَّدا
وَنَحنُ قَتَلنا مِن رياحٍ بِموحَدٍ / قَتيلاً أَفَتنا نَفسَهُ حينَ حَدَّدا
وَنَحنُ هَزَمنا بِالمَنيحينِ جَمعَكُم / وَكانَ لَكُم يَومُ المَنيحينِ أَنكَدا
قَتَلناكُم مِن بَعدِ أَسرٍ أَصابَكُم / فَساءَكُم القَتلُ الأَسيرَ المُصَفَّدا
فَأَوزَعنا الإِسلامُ بِالسِلمِ بَعدَما / قَتَلنا مُلوكَ الناسِ مُثنى وَمُوحَدا
وَلَم يُخزِ حَوضي ما جَبَت لي رِماحُهم / وَلَكِن لِقوّادِ الكَتائِبِ صُيَّدا
فَإِن تَكُ أَرضَتني الربابُ بِما بَنوا / فَقَد وَجَدوا عَنهُم لِسانيَ مذوَدا
فَخرتُ بِحَقٍ واِفتَخَرتَ بِباطِلٍ / وَزورٍ فَلَم يَجعَل لَكَ اللَهُ مَصعَدا
فَخِرتَ بِسَعدٍ كَالَّذي حَنَّ والها / إِلى القَمَرِ العالي إِذا ما توقَّدا
تَحِنُّ إِلى بَدرِ السَماءِ وَدونَهُ / نَفانِفُ تُنبي الطَرفَ أَن يَتَصَعَّدا
فَما مِن بَني اليَربوعِ قَيسُ بِن عاصِمٍ / وَلا فَدكيٌّ يا جَريرُ ابنُ أَعبُدا
وَلا آلُ جَزءٍ يا جَريرُ وَلا الَّذي / سَما بَجنودِ البَأسِ أَيامَ صَيهَدا
وَلا اللُبدُ اللَاتي بَسَطنَ مُقاعِسا / إِذا زَأَرَت في غَيطَلٍ قَد تَلَبَّدا
وَلا الغُرُّ مِن آلِ الأَجارِبِ أَصبَحوا / لِمَن نَصَروا رُكناً عَزيزاً مُؤَيَّدا
وَلا الزِبرقانُ بنُ العَرانينَ وَالذَرى / وَلا آلُ شَمّاسِ وَلا آلُ أَسعَدا
وَلا مِن بَني اليَربوعَ غُرٌّ حَبَت بِهِم / بحَورٌ مِنَ الآفاقِ مجدا وَسؤُدَدا
وَلَكِنَّما سَعدٌ عَلاكَ عُبابُها / وَقَبلَكَ ما غَمُّوا أَباكَ فَبَلَّدا
فَتِلكَ الذُرى لا قاصِعٌ وَمُنفِّقٌ / إِذا اتَّلجَ اليَربوعُ فيهن أُفرِدا
إِلى الغُرِّ مِنها أَن دَعَوتُ أَجابَني / خَناذيذُ في رَأسٍ مِنَ الغُرِّ اَصيَدا
فَدَع ناصِري لا ذَنبَ لي إِن عَلَوتُكُم / وَكُنتُ كَمَن يَرجو الرِباحَ فَأَكسَدا
وَلَمّا عَدَدنا كُلَّ بؤسى وَأَنعُمٍ / وَجَدَّ الرِهانُ الحَقُ حَتّى تَخَدَّدا
وَجَدتُ المَصَفيَّ مِن تَميمٍ سِواكُم / وَلُؤمَ بَني يَربوعَ شَيئاً مُخَلَّدا
فَلَو غَيرُ يَربوعٍ اَبوكُم صَلِحتُمُ / وَلَكِن يَزَبوعا أَبوكُم فَأَفسَدا
وَلَكِنَّ يَربوعاً سَقيطٌ إِذا دَعَت / غُدانَةُ أَستاهُ الإِماءِ مُقَلَّدا
وَعَمرو بِن يَربوعٍ قُرودٌ أَذِلَّةٌ / يَسوقونَ مَبتوراً مِنَ العِزِّ مُقعَدا
أَتَتكَ صُبَيرٌ وَالحَرامُ بِنَصرِها / وَذَلِكَ أَمسى نَصرُهُم أَن يُحَشَّدا
وَإِن تُعجَمِ العجَماءُ يوجَد نُحاسُها / لَئيما ولا تَلقى الإِهابينِ أَحمَدا
وَما دَرَنُ الأَستاهِ رَهطُ ابنِ مُرسَلٍ / بِكُفءِ كِرامِ الناس قِنّاً مُوَلَّدا
فَإِن هَمَّتِ الهَمّامُ يَوماً بِسَؤَةٍ / هَداها لَهُ ابليسُ حَتّى تَوَرَدا
تكن ذو طُلوحٍ مِن عَرينٍ وَلؤُمُهُم / إِذا ما غَدَوا بِالقُفِّ لِلشاءِ رَوَّدا
يُضافُ ابنُ يَربوعٍ وَما يُحسِنُ القِرى / إِذا ما رياحُ الشامِ أَمسينَ بُرَّدا
هَجَوتَ عَبيدا عَن قَضىً وَهوَ صادِقٌ / وَمِن قَبلِهِ غارَ القَضاءُ وَأَنجَدا
فَتِلكَ بَنو اليَربوعِ إِن كُنتَ سائِلا / فَيا شَرَّ يَربوعٍ طِعانا وَمَرفَدا
كذبتَ عُبَيدٌ سامَكَ الضَيمَ صاغِرا / فَلَم تَرَ إِلّا أَن تَقِرَّ وَتَقعُدا
أَقُلتُم لَهُ بَعدَ الَّتي لَيسَ مِثلَها / بِها رَقَّ أَفواهُ النساءِ وَجَرَّدا
وَمِن قَبلُ إِذ حاطَت جَنابُ حِماكُم / وَأَصدَر داعيكُم بِفَلجٍ وَأَورَدا
هُمُ اِستَلَبوا مِنكُم إِزارا ظُلامَةً / فَلَم تَبسِطوا فيها لِساناً وَلا يَدا
وَهُم مَنَعوا يَومَ الصُلَيعاءِ سَربَهُم / بِطَعنٍ تَرى مِنهُ النَوافِذَ عُنَّدا
وَبِالوَقَبى عُذتُم بِاَسيافِ مازِنٍ / غَداةَ كَسوا شيبانَ عَضباً مُهَنَّدا
فَلَولا حَميّا آلِ عَمروٍ لَكُنتُم / بِأَسفَلِ مَوسوجٍ نَعاما مُشَرَّدا
فَخِرتُم بِقَتلِ المانِحينَ وَغَيرُكُم / بَني شَر يَربوعٍ بِهِ كانَ أَسعَدا
أَلَستَ لِيَربوعيَةٍ تلزمُ استَها / إِذا شَرِبت صاعَ المَنيِّ المَصعَّدا
كَما أَرزَمَت خَوّارَةٌ حينَ باشَرَت / مَناخِرُها بوَّ الحِمارِ المُجَلَّدا
يَفِرُ مِنَ السِترينِ زَوجُ عَروسِهِم / فِرارا إِذا ما الفَسو مِنها تَرَدَّدا
تَرى البَظرَ مِنها مُرمَعِلّا كَأَنَّهُ / لِسانٌ بَدا مِن ذي حِفافينِ أَنجَدا
هَريتا كَجَفرٍ مِن عَمايةَ آجِنٍ / صَراهُ أَثارَتهُ الأَكُفُ فَأَزبَدا
إِذا أَرزَمَت استاهُهُنَّ تَهيَّجَت / أَعاصيرُ يَرفَعنَ الغُبارَ المُعَضَّدا
طَرِبَت وَهاجَتكَ الرُسومُ الدَوارِسُ
طَرِبَت وَهاجَتكَ الرُسومُ الدَوارِسُ / بِحَيثُ حَبا لِلأَبرَقينِ الأَواعِسُ
فَجانِبَ ذات القورِ مِن ذي سويقَةٍ / إِلى شارِع جَرَّت عَلَيهِ الرَوامِسُ
أَربَّت بِها هَوجاءُ بَعدَكَ رادَةٌ / مِنَ الصَيفِ تَسفي وَالغُيوثُ الرَواجِسُ
كأَن ديارَ الحَيِّ مِن بَعدِ أَهلِها / كِتابٌ بِنَقسٍ زَيَّنَتُهُ القَراطِسُ
عَفا وَنأى عَنها الجَميعُ وَقَد تُرى / كَواعِبُ أَترابٌ بِها وَعَوانِسُ
يقُدنَ بِأَسبابِ الصبابةِ وَالهَوى / رِجالا وَهُنَّ الصالِحاتُ الشَوامِسُ
فَهَل أَنتَ بَعدَ الصرمِ مِن أُمِ بَهدَلٍ / مِنَ الموئسِ النائي المَوَدَةِ آيسُ
يُبَدِّلنَ بَعدَ الحِلمِ جَهلا ذَوي النُهى / وَيَصبو الَيهُنَّ الغَويُّ المؤانِسِ
تَبيَّتُ بِالدَهناءِ وَالدَوِّ أنَهُ / هوَ البَينُ مِنها أَثبَتَتهُ الكَوادِسُ
فَأَسمَحتُ إِسماحا وَلِلصُرمِ راحَةٌ / إِذا الشَكُ رَدَّتهُ الظُنونُ الكَوابِسُ
وَما وَصلُها إِلّا كَشَيءٍ رُزيتَهُ / إِذا اِختَلَسَتهُ مِن يَدَيكَ الخَوالِسُ
تَرَكتُ جَريرا ما يُغَيِّرُ سَوءَةً / ولا تَتَوقاهُ الأَكُفُّ اللَوامِسُ
رَأَستُ جَريرا بِالَّتي لَم يَحُلُّها / بِنَقضِ وَلا يُنضيكَ إِلّا الرَوابِسُ
أَبا لَخَطَفى وَابني مُعيدٍ وَمُعرِضٍ / وَلَوسِ الخُصى يا بنَ الأتانِ تُقايسُ
جَعاسيسُ أَنذالٌ رُذولٌ كَأَنَّما / قَضاهُم جَريرُ ابنُ المَراغَةِ واكِسُ
وَجَدَّعَهُ آباءُ لؤمٍ تَقابَلوا / بِهِ واِفتَلَتهُ الأُمَهاتُ الخَسائِسُ
جَريتَ لِيَربوعٍ بِشؤمٍ كَما جَرى / إِلى غايَةٍ قادَت إِلى المَوتِ داحِسُ
وَتَحبِسُ يَربوعٌ عَنِ الجارِ نَفعَها / وَلَيسَ ليَربوعٍ مِنَ الشَرِ حابِسُ
هُمُ شَقوَةُ الغَريبِ فَلا بَنى / بِساحَتِهم إِلّا سَروقٌ وَبائِسُ
وَمَنزِلُ يَربوعٍ إِذا الضَيفُ آبَهُ / سواءً عَلَيهِ والقِفارُ الأَمالِسُ
فَبِئسَ صَريخُ المُردَفاتِ عَشيَّةً / وَبِئسَ مُناخُ الضَيفِ وَالماءُ جامِسُ
تُمَسِّحُ يَربوعٌ سِبالا لَئيمَةً / بِها مِن مَنيِّ العَبدِ رَطِبٌ وَيابِسُ
عَصيمٌ بِها لا يَرضَخُ المَوتُ عارَهُ / وَلَو دَرَجَت فَوقَ القُبورِ الروامِسُ
إِذا ما ابنُ يَربوع أَتاكَ مُخالِساً / عَلى مأكَلٍ إِنَّ الأَكيلَ مُخالِسُ
فَقُل لابنِ يَربوعٍ أَلَستَ بِراحِضٍ / سِبالَكَ عَنّي إِنَهُنَّ مَناحِسُ
عَجِبتُ لِما لاقَت رياحٌ مِنَ الشَقا / وَما اِقتَبَسوا مِنيّ وَلِلشَرِ قابِس
غِضابا لِكَلبٍ مِن كُلَيبٍ فَرَستُهُ / عَوى وَلِشَدّاتِ الأُسودِ فَرائِسُ
فَذوقوا كَما لاقَت كُلَيبٌ فَإِنَّما / تَعِستَ وَأَرَدتكَ الجُدودَ التَواعِسُ
فَما أَلبَسَ اللَهُ اِمرأً فَوقَ جِلدِهِ / مِنَ اللُؤمِ إِلّا ما الرياحيُّ لابِسُ
عَلَيهِم ثِيابُ اللؤمِ ما يُخلِقونَها / سَرابيلُ في أَعناقِهِم وَبرانِسُ
فَخَرتُم بِيَوم المَردَفاتِ وَأَنتُمُ / عَشيَّةَ يُستَردَفنَ بِئسَ الفَوارِسُ
كَأن عَلى ما تَجتَلي مِن وجوهِها / عَنيَّةَ قارٍ جَلَّلتها المَعاطِسُ
وَلاقَينَ بُؤساً مِن رِدافِ كَتيبَةٍ / وَقبلَ رِدافِ الجَيشِ هُنَّ البَوائِسُ
وَمِنّا الَّذي نَجيَّ بِدجلةَ جارَهُ / حِفاظاً وَنجَّتَهُ القُرومُ الضَوارِسُ
وَنَحنُ قَتَلنا مَعقِلا وابنَ مُرسَلٍ / بمرهَفَةٍ تُعلى بِهِنَّ القَوانِسُ
وَعَمراً أَخا دودانَ نالَت رِماحُنا / فَأَصبَحَ مِنّا جَمعُهُ وَهوَ بائِسُ
وَنَحنُ مَنَعنا بِالكُلابِ نِساءَكُم / وَقُمنا بِثَغرِ الجَوفِ إِذ أَنتَ حالِسُ
وَضَبَّةُ لَدَّتكَ المَنيَّ فانجزت / لَكَ الغَيظَ يَومَ الأَحوَزين مُقاعِسُ
أَتَشتُمُ أَقواماً أَجاروا نِساءَكُم
أَتَشتُمُ أَقواماً أَجاروا نِساءَكُم / وَأَنتَ ابنَ يَربوعٍ عَلى الضَيمِ وارِكُ
أَجَرنا ابنَ يَربوعٍ مِنَ الضَيمِ بَعدَما / سقتكم بِكأسِ الذُلِ وَالضَيمِ مالِكُ
غَداةَ أَرادَت مالِكٌ أَن نُحِلَّكُم / عَلى الخَسفِ ما هَبَّ الرياحُ السَواهِكُ
فَعُذتُم بِأَحواءِ الرِبابِ وَأَنتُمُ / كَفَقعِ التَناهي اِستَدرَجتُهُ السَنابِكُ
وَبِالعَرضِ إِذ جاءَت جُموعٌ تَجَمَّعَت / بِسَجحَة قادَتها الظُنونُ الهَوالِكُ
تَرَكناهُمُ صَرعى كأن ظُهورَهُم / عَلَيها مِنَ الطَعنِ العَبيطِ الدَرانِكُ
فَذُدنا وَأَرهبنا أَخاكُم فَأَصبَحَت / لَكُم مِنهُم أَيدٍ وَأَيدٍ شَوابِكُ
كَما قَد نَبا عَن مالِكٍ جُلُّ جَمعِكُم / بِسَهلِ الحِمى وَالهضبِ طَعنٌ مُدارِكُ
فَكَيفَ يَسُبُّ التيمَ مِن قَد أَجارَهُ / فَوارِسُ تَيمٍ والرِماحُ الشَوابِكُ
يُصَدِّقُ دَفعَ التيم عَنكُم إِذا اِنتَموا / إِلى المَجدِ غاراتُ الكُلابِ المَسايكُ
نَمتنىَ شُمُّ لِلذُؤابَةِ وَالذُرى / وَلي مِن تَميمٍ رَأسُها وَالحَوارِكُ
هُناكَ ابنُ تَيمٍ واسِطُ الأَصلِ فيهُمُ / وَأَنتَ ابنَ يَربوعٍ بَديلٌ مُتارِكُ
وَيَومَ إِرابَ السَهلِ يَومَ اِستَبتكُمُ / عَلاكُم بَني اليَربوعِ وَردٌ مَواشِكُ
بَنو تَغلِبَ الغَلباءِ راحَت عَشيَّةً / بِنسوَتكم لَم تَحمِهنَ النيازِكُ
وَمِن هَرَميٍّ قَد تَغَشَّت خَزايَةً / وُجوهُكُم ما دامَ لِلشِّعرِ حايكُ
وَأَسَلمتُمُ سُفيانَ لِلقَومِ عَنوَةً / وَلَو لَحِقَ المُستَصرَخاتُ اللَوائِكُ
وَبالعَكِن الكَلبي أَخزى نِساءَكُم / غَداةَ تُنادي البيضَ مِنها الفَوارِكُ
سَليطاً بِأَن تَستَنزلوهُنَّ بَعدَما / جَرى وَلهاً مِنها الدُموعُ السَوافِكُ
وَعَمرو بنُ عَمرٍو قادَكُم فاِشكُروا لَهُ / بِذي نَجَبٍ وَالقَومُ كابٍ وَبارِكُ
بِذي نَجَبٍ لَو لَم تَذُد مِن وَرائِكُم / بَنو مالِكٍ غالتكَ ثَمَّ العَوائِكُ
فَأَسلَمتُمُ فُرسانَ سَعدٍ وَقَد تُرى / بِدارِكُم المُستَردَفاتُ الهَوالِكُ
وَيَومَ عَلَت لِلحَوفزانِ كَتيبَةٌ / جَدودَ لَكُم مِن نَحوِ حَجرٍ مَسالِكُ
وَيَومَ بَحيرٍ أَنتُمُ شَرُ عُصبَةٍ / عَضاريطُ لَولا المازِنيُّ المعارِكُ
وَيومَ بَني عَبسٍ بِشَرجٍ تَشاهَدَت / عَلى قَتلِهِ أَعلامُكُم وَالدَكادِكُ
وَعَبقَرُ إِذ تَدعوكُمُ جَلَّلَتكُمُ / مِنَ الخِزي ثَوبَ الحائِضاتِ العَوارِكِ
سَتَمسَحُ يَربوعٌ سِبالاً لَئيمَةً / بِها مِن مَنيِّ العَبدِ أَسوَدُ حالِكُ
أَمِن دمنَةٍ بِالماتِحيِّ عَرَفتَها
أَمِن دمنَةٍ بِالماتِحيِّ عَرَفتَها / طَويلاً بِجَنبِ الماتِحيِّ سُكونُها
عَصى الدَمعُ مِنكَ الصَبرَ فاِحتَثَّ عَبرَةً / مِنَ العَينِ إِذ فاضَت عَلَيكَ جُفونُها
مَحاها البِلى لِلحَولِ حَتّى تَنَكَّرَت / كَأَنَّ عَلَيها رِقَّ نِقسٍ يَزِينُها
كِتابَ يَدٍ مِن حاذِقٍ مُتَنَطِّس / بِمسطَورَةٍ مِنهُنَّ دالٌ وَسينُها
فَما انصَفَتكَ النَفسُ إِن هي عُلِّقَت / بِكُلِّ نَوىً باتَت سِواكَ شُطونُها
لَها شَجَنٌ ما قَد أَتى اليَأسُ دونَهُ / مِنَ الحاجِ وَالأَهواءُ جَمٌّ شجونُها
أَتى البُخلُ دونَ الجُودِ مِن أُمِّ واصِلٍ / وَما أَحصَنَ الأَسرارَ الا أَمينُها
وَما خُنتُها إِنَّ الخِيانَةَ كاسمِها / وَما نَصَحَت نَفسٌ لِنَفسٍ تَخونُها
مدَدتَ حِبالا مِنكَ حَتّى تَقَطَّعَت / إِليَّ وَما خانَ الحِبالَ متينُها
أَلا تِلكَ يَربوعٌ تَنوحُ كُهولُها / عَلى ابنِ وَثيلٍ حينَ أَعيا هَجينُها
وَما زِلتَ مُغتَراً تَظُنُّكَ مُنسَأً / مُعاقَبَتي حَتّى أَتاكَ يَقينُها
يَسيرُ بِها الرَكبُ العِجالُ إِذا سَروا / عَلى كُلِ مِدلاجٍ يَجولُ وَضينُها
بِتَيهٍ تَحوطُ الشَمسُ عَنها مَخوفَةٍ / رَواعيَ الحِمى مِن سُرَّةِ القَفرِ عينُها
أَهَنتُ جَريرَ ابنَ الأَتانِ وَقَومَهُ / وَأَحسابُها يَومَ الحِفاظِ تُهينُها
لَعَمرُكَ ما تَدري كُلَيبٌ مِنَ العَمى / عَلى أَيِّ أَديانِ البَريَّةِ دينُها
سَيَبلُغُ يَربوعا عَلى نأي دارِها / عَوارِمُ مِنّي سَبَبتَّها شُجُونُها
تُشينُكَ يَربوعٌ إِذا ما ذَكَرتَها / وَأَنتَ إِذا ما ذُدتَ عَنها تُشينُها
فألأمُ أَحياءِ البَريَّةِ حَيُّها / وَأَخبَثُ مَن تَحتَ التُرابِ دَفينُها
وَكُلُ امرئٍ مِن طِينَ آدَمَ طينُهُ / وَيَربوعُكُم من أَخبَثِ الطينِ طينُها
وَورقاءَ يَربوعيَةٍ شَرُّ والِدٍ / غَذاها لَئيمٌ فَحَلُها وَجَنينُها
خَبيثَةُ ما تَحتَ الثِيابِ كَأنَّها / جِفارٌ مِنَ الجِفرَينِ طالَ أُجونُها
إِذا ذَكَرَت أَعتادَها حَنظَليةٌ / تَرَمرَمَ قُنباها فَجُنَّ جُنونُها
وَمَيثاءَ يَربوعيَّةٍ تَنطُفُ استُها / إِذا طَحَنَت حَتّى يَسيلَ طَحينُها
تَنالُ الرَحى مِن اسكتيها وَبظرِها / قِطابٌ إِذا الهاديَ نَحتَهُ يَمينُها
وَوُلِّهَ مِن سَبي الهُذَيلِ نِساؤُكُم / فَلَم يُدرِكوها حينَ طالَ حَنينُها
وَآخِرُ عَهدٍ منهُمُ بِنسائِهِم / وَقَد عُقِدَت بِالمؤخَراتِ قُرونُها
مُردَّفَةٌ تَدعوكُمُ وَشِمالُها / بِخِلفٍ وَفي إِثرِ الهُذَيلِ يَمينُها
فَلَو غِرتُمُ يَومَ الحَرائِرِ لَم تَرُح / مَع القَومِ أَبكارُ النِساءِ وَعونُها
تَرى بَينَ عَينَيها كِتابا مُبَيَّنا / مِنَ اللُؤمِ أَخزاها أَبوها وَدينُها
وَأَخزى بَني اليَربوعِ أَنَّ نِساءَهُم / مُقَرّاتُ أَوشالٍ لِئامٌ مَعينُها
إِذا أَمرَعَت أَخزَت رياحاً فُروجُها / وَإِن أَجدَبَت أَخزَت رياحا بُطونُها
تَصونُ حِمى أَحسابِ تَيمٍ حَياؤُها / وَأَحسابُ يَربوعٍ سُدىً ما تَصونُها
وَإِن نُسِبَت تَيمٌ أَضاءَ طِعانُها / وُجوهَ القَوافيِ فاِستَمَرَت مُتونُها
فَنَحنُ بَنو الفُرسانِ يَومَ تَناوَلَت / رياحا وَفَرَّت عاصِمٌ وَعَرينُها
وَأَبناءُ فُرسانِ الكُلابِ وَأَنتُمُ / بَنوا مُردَفاتٍ ما تَجِفُّ عُيونُها
فَأَبلِغ رياحاً هَذِهِ يا بنَ مُرسَلٍ / مُرَنَّحَةً إِنّي لَها سَأُهينُها
أَظَنَّت رياحٌ أَنَّني لَن أَسُبَّها / لَقَد كَذَبتَها حينَ ظَنَّت ظُنونُها
تَأَوَّبَني ذِكرٌ لِزَولَةَ كَالخَبلِ
تَأَوَّبَني ذِكرٌ لِزَولَةَ كَالخَبلِ / وَما حَيثُ تُلقى بِالكَثيبِ وَلا السَهلِ
تَحُلُّ وَرُكنٌ مِن ظَميَّةَ دونَها / وَجَوُّ قَسى مِمّا يَحُلُّ بِهِ أَهلي
تُريدينَ أَن أَرضى وَأَنتِ بَخيلَةٌ / وَمَن ذا الَّذي يُرضي الأَخلاءَ بِالبُخلِ
جَدَعتُ رياحا بِالقَصائِدِ بَعدَما
جَدَعتُ رياحا بِالقَصائِدِ بَعدَما / وَطِئتُ جَريرا وَطأَةَ المُتَثاقِلِ
فَإِن يُخزِ يَربوعا فِعالُ حَديثِهِم / فَقَد كانَ أَخزاهُمُ تُراثُ الأَوائِلِ
إِذا ما ابنُ يَربوعيَّةٍ طَرَّقَت بِهِ / فَقَد طَرَّقَت بِاللُؤمِ بَينَ القَوابِلِ
تَرى بَظرَها بَينَ القَوابِلِ كامِلا / ذِراعا وَشِبرا وَابنَها غَيرَ كامِلِ
وَشِعرٍ كَبَعرِ الكَبشِ فَرَّقَ بَينَهُ
وَشِعرٍ كَبَعرِ الكَبشِ فَرَّقَ بَينَهُ / لِسانُ دَعيٍّ في القَريضِ بَخيلِ
كَذَبتَ أَنا القَرمُ الَّذي دَقَّ مالِكاً
كَذَبتَ أَنا القَرمُ الَّذي دَقَّ مالِكاً / وَأَفناءَ يَربوعٍ وَما أَنتَ بِالقَرمِ
أَكُرُّ إِلى لَيلى وَأَحسِبُ أَنَّني
أَكُرُّ إِلى لَيلى وَأَحسِبُ أَنَّني / كَريمٌ عَلى لَيلى وَغَيري كَريمُها
فَأَصبَحتُ قَد أَجمَعتُ هَجراً لِبَيتِها / وَفي العَينِ مِن لَيلى قَذىً ما يَريمُها
لَئن آثَرَت بِالوُدِّ أَهلَ بِلادِها / عَلى نازِحٍ مِن أَرضِها لا نَلومُها
وَما يَستَوي مَن لا يُرى غَيرَ لِمَّةٍ / وَمَن هو ثاوٍ عِندَها لا يَريمُها
كَسا اللَهُ حَيَّ تَغلبَ ابنَةِ وائِلٍ
كَسا اللَهُ حَيَّ تَغلبَ ابنَةِ وائِلٍ / مِنَ اللُؤمِ أَظفارا بَطيئاً نُصولُها
إِذا اِرتَحَلوا عَن دار ذُلٍّ تَعاذَلوا / عَلَيها وَرَدّوا بَعضَهُم يَستَقليُها