القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عُمَر بنُ لَجَأ التَّيْميّ الكل
المجموع : 11
لِمَن مَنزِلٌ بِالمُستَراحِ كَأَنَّما
لِمَن مَنزِلٌ بِالمُستَراحِ كَأَنَّما / تَجَلَّلَ بَعدَ الحَولِ وَالحولِ مُذهَبا
بِهِ ذَرَفَت عَيناكَ لَمّا عَرَفتَهُ / وَكَيفَ طِبابى عَيِّنٍ قَد تَسَرَّبا
فَلَم أَرَ مِنها غَيرَ سُفعٍ مُواثِلٍ / وَغَيرَ رَمادٍ كَالحَمامَةِ أَكهبَا
تَهادى بِهِ هوجُ الرِياحِ تَهادِيا / وَيَهدينَ جَولانَ التُرابِ المُهَذَّبا
نَسَفنَ تُرابَ الأَرضِ مِن كُلِ جانِبٍ / وَمُنخَرِقٍ كانَت بِهِ الريحُ نَيسَبا
وَكُلِ سِماكيٍّ يَجولُ رَبابُهُ / مرته الصَبا في الدَجنِ حَتّى تَحَلّبا
إِذا ما عَلا غُوريُّهُ أَرزَمَت بِهِ / تَوالٍ مَتالٍ مُخَّض فَتَحَدَّبا
أَغَرُّ الذُرى جَوزُ الغِفارَة وابِلٌ / تَرى الماءَ مِن عُثنونِهِ قَد تَصَبّبا
مَضى فاِنقَضى عَيشٌ بِذي الرِمثِ صالِحٌ / وَعَيشٌ بِحُزوى قَبلَهُ كانَ أَعجَبا
لَياليَ يَدعوني الصِبا فَأُجيبُهُ / إِلى البَيضِ تُكسى الحَضرَميَّ المُصَلَّبا
نَواعِمَ يُسبينَ الغَويَّ وَما سَبى / لَهُنَّ قُلوبا إِذ دَنا وَتَخَلَّبا
وَصَوَرَهُنَّ اللَهُ أَحسَنَ صورَةٍ / وَلاقينَ عَيشاَ بِالنَعيم تَرَبَّبا
عِراضَ القَطا غُرَّ الثَنايا كَأَنَّها / مَها الرَملِ في غُرٍّ مِنَ الظِلِّ أَهدَبا
قَصارَ الخُطى تَمشي الهُوَينا إِذا مَشَت / دَبيبَ القَطا بِالرَملِ يُحسَبنَ لُغَّبا
إِذا ما خَشينَ البَينَ وَالبينُ رائِعٌ / تَواعَدنَ بَينَ الحَيِ والحيِ مَلعَبا
خَرَجنَ عِشاءً وَالتَقينَ كَما التَقى / مَها رَبرَبٍ لاقى بِفَيحانَ رَبرَبا
قَصَرنَ حَديثاً بَينَهُنَّ مُقَبَّراً / وَكُلٌّ لِكُلٍ قالَ أَهلاً وَمَرحَبا
رَقيقٌ كَمَسِّ الخَزِّ في غَيرِ ريبَةٍ / وَلا تابِعٍ زورَ الحَديثِ المُكَذَّبا
خِدالُ الشَوى لَم تَدرِ ما بؤُسَ عيشَةٍ / وَلَم تَرَ بَيتاً مِن كُلَيبٍ مُطَنَّبا
تَغَنّى جَريرٌ بِالرِبابِ سَفاهَةً / وَقَد ذاقَ أَيامَ الرِبابِ فَجَرَّبا
وَلَمّا لَقيتَ التيمَ يَومَ بُزاخَةٍ / وَرَهطَ أَبي شَهمٍ وَقَومَ ابنِ أَصهَبا
نَزَوتَ عَلَيها بَعدَما شُدَّ حَبلُها / وَلَم يُلصَقِ القَومُ العِقالَ المؤرَبا
رَأَيتُكَ بِالأَجزاعِ فَوقَ بُزاخَةٍ / هَرَبتَ وَخِفتَ الزاعبيَ المُذَرَّبا
فَلَم تَنجُ مِنها إِذ هَرَبتَ وَلَم يَجِد / أَبٌ لَكَ عَن دارِ المَذَلَّةِ مَهرَبا
فَإِنَّ الَّتي تُحَدى وَيُسبى رِجالُها / نِساءُ بَني يَربوعَ شَلاَّ عَصبصَبا
دَعَت يالَ يَربوعٍ فَلَم يَلحَقوا بِها / وَلَم يَكُ يَربوعٌ أَبوهُنَّ أَنجَبا
جَبُنتَ وَلَم تَضرِب بِسَيفِكَ مُغضِبا / لُؤمتَ إِذا لَم تُنهِلِ السَيفَ مُغضَبا
وَكَيفَ طِلابُ المَردفاتِ عَشيَّةً / وَقَد جاوَزَ الشَيخُ الغَميمَ وَيَثرِبا
تَخَطّى بِسَعدٍ وَالسعودُ لِغَيرِهِ / وَلَم يُغنِهِم مِن دونِهِ من تأَشَّبا
ثَلاثَةُ أَبواعٍ أَبوكُم يَعُدُّهُ / تَميمٌ وَيَعتَدونَ بكرا وَتَغلِبا
وَسَعدٌ بِغَيرِ ابن المَراغَةِ نَصرُها / إِذا هَتَفَ الداعي بِسَعدِ وَثَوَّبا
وَنَحنُ لِسَعدٍ مِغلبٌ غَيرَ خاذِلٍ / وَسَعدٌ لَنا أَمسَت عَلى الناسِ مِغلَبا
لَهُم هامَةٌ غَلباءُ ما تَستَطيعُها / نَمَت في قُراسيٍّ مِنَ العِزِّ أَغلَبا
هُمُ القَوم مَهما يُدرِكوا مِنكَ يَطلِبوا / وَإِن طَلَبوكُم لَم تَجِد لَكَ مَطلَبا
وَإِن جَدَعوا أُذني جَريرٍ وَأَنَفَهُ / أَقَرَّ وَلا عُتبى لِمَن لَيسَ مُعتِبا
هُم مَنَعوا مِنكَ المياهَ فَلَم تَجِد / لِجِسمِكِ إِلّا بِالمَصيقَةِ مَشرَبا
لَنا مَرقَبٌ عِندَ السَماءِ عَلَيكُمُ / فَلَستُ بِلاقٍ فَوقَ ذَلِكَ مَرقَبا
وَبَدرُ السَماواتِ العُلى وَنُجومُها / عَلونَ فَلَن تَسطيعَ مِنهُنَّ كَوكَبا
هُناكَ ابنَ يَربوعٍ عَلَونا عَليكُمُ / وَأَصبَحتَ فَقعا بِالبَلاط مُتَرَّبا
نُريحُ تِلادَ المَجدِ وَسطَ بيوتِنا / إِذا ما ابنُ يَربوعٍ عَنِ المَجدِ أَعزَبا
وَنَقري السِنامَ الضَيفَ إِن جاءَ طارِقا / يُمارِسُ عرنينا مِنَ القُرِّ أَشهَبا
وَيَقري ابنُ يَربوعٍ إِذا الضَيفُ آبَهُ / عَلى ناقَةٍ أَيرَ الحِمارِ المؤَدَّبا
لَنا مَجدُ أَيامِ الكُلابِ عَليكُم / بَني الكَلب لا نَخشى بِهِ أَن نُكَذَّبا
غَزانا بِهِ الجَيشُ اليَماني فَكافَحت / جُنودُهُم زَحفاً غَليظاً وَمِقنَبا
فَما غادَرَت إِلّا سَليبا مُشَرَّدا / بِثهلانَ مِنهُم أَو صَريعا مُلحَّبا
صَريعَ القَنا أَو مَقصَدا نالَ ضَربَةً / ذَرَت رَأَسَهُ عَن مَنكِبِ فَتنَكَّبا
لِقائِلِنا أَيامُ صِدقٍ يَعُدُّها / بِها فاز أَيامَ الخِطارِ فَأَوجَبا
فَأيَ فَعالٍ يا جَريرُ تَعُدُّهُ / إِذا الرَكبُ أمُّوا يَومَ نُعمانَ أَركَبا
أَتَدعو مُعيدا لِلرهان وَمُحقِبا / فَقَد نِلتَ إِذ تَدعو مُعيدا وَمُحقِبا
دَعَوتُ أَبا عَبدا وَأمّا لَئيمَةً / فَلا أُمَّ تَدعو في الكِرامِ وَلا أَبا
كَما كُنتَ تَدعو قَعنَبا حينَ قصرت / كُلَيب فَما أَغنى دُعاءُكَ قَعنَبا
فَخرت بِأَيامٍ لِغَيرِكَ فَخَرُها / ضَلِلتَ وَلَم تَذهَب هُنالِكَ مَذهَبا
فَخاطِر بيَربوعٍ فَلَستَ بِواجِدٍ / لَهُم حامِداً إِلّا لَئيما مُكَذَّبا
فَإِن قُلتَ يَربوعٌ نَصابي وَأُسرَتي / لَؤمتَ وَأَلأَمتَ النِصابَ المُركَّبا
وَلَم تَكُ يَربوعٌ من العزِّ حومة / فَنَخشى وَلا الفَرعَ الصَريحَ المُهَذَبا
وَلا مِثلَ يَربوعٍ عَلى الجَهدِ بَعدَما / غُلبتَ وَأَصبَحتَ الحِمارَ المُعَذَّبا
أَتَرجونَ عُقبى ابنِ المراغَةِ بَعدَما / مَدَدتُ لَهُ الأَشطانَ حَتّى تَذَبذَبا
وَفَرَّ وَخَلّى لي المَدينَةَ خاسِئاً / ذَليلاً وَعَضَّتُهُ الكِلابُ مُتَعَّبا
وَقِستُم حِماراً مِن كُلَيبٍ بِسابِقٍ / جَوادٍ جَرى يَومَ الرِهانَ فَعَقَّبا
تُقَرِّعُ يَربوعاً كَما ذُدتَ عَنهُم / وَذادَكَ عَن أَحسابِ تَيمٍ فَأَرهَبا
فَأَقصَرتُ لَمّا أَن قَصَدتَ وَلَم تَكُن / شَغَبتَ فَقَد لاقَيتَ في الجَورِ مَشغَبا
فَأَلقِ العَصا وَامسَح سِبالَكَ إِنَّما / شَرِبتَ ابنَ يَربوعٍ مَنيَّاً مقشَّبا
غُلِبتَ ابنَ شَرَّابِ المَني وَلَم تَجِد / لَكُم والِدا إِلّا لَئيما مُغَلَّبا
بِحَقِّ امريءٍ كانَت غُدانَةُ عَزَّهُ / وَسَجحَةُ وَالأَحمالُ أَن يَتَصَوَّبا
وَجَدنا صُبَيرا أَهلَ لؤمٍ وَدِقَّةٍ / وَعودَ بَني العَجماءِ في اللؤمِ مَنصَبا
أَلَستَ أبنَ يَربوعيَّةٍ يَسقُط ابنُها / مِنَ اللُؤمِ في أَيدي القَوابِلِ أَشيَبا
وَكانَ لَئيما نُطفَةً ثُمَّ مُضغَةً / إِلى أَن تَناهى خَلقُهُ فَتَشَعَّبا
لَشَرُ الفُحولِ المُرسَلاتِ رَضيعُها / لِأَبيهِ اللُؤمُ أَن يَتَجَنَّبا
يَشينُ حِجالَ البَيتِ ريحُ ثيابِها / وَخَبَّثَ خَدّاها الملابَ المُطَيَّبا
إِذا ما رَآها المجتَلي مِن ثيابِها / رَأى ظَرِبانا جِلدُهُ قَد تَقَوَّبا
وَإِن سَفَرت أَبدَت عَلى الناسِ سَوءَةً / بِها وَتواري سَوءَةً أَن تَنَقَّبا
خَبيثَةُ ريحِ المشفَرين كَأَنَّما / فَسا ظَربانٌ فيهِما أَو تَثَوَّبا
فَرابَ ابنَ يَربوعٍ مُشافِرُ عِرسِهِ / وَما بَينَ رِجلَيها لَهُ كانَ أَريبا
فَجُنَّ جُنوناً لا تَلُمهُ فَإِنَّهُ / رَأى سَوءَةً مِن واسِعِ الشِدقِ أَهلَبا
رَأى فَرجَ يَربوعيَّةٍ غَيرَ طاهِرٍ / إِذا ما دَنا مِنهُ الذُبابُ تَقرطَبا
لَها عُنبُلٌ يُنبي الثيابَ كَأَنَّهُ / قَفا الديكِ أَوفى عرفُه ثُمَّ طَرَّبا
فَهَذا ليَربوعٍ سِبابُ نِسائِهِم / حَباهُم بِهَذا شاعِرٌ حينَ شَبَّبا
تَغَنَّيتُ بِالفرعَينِ مِن آلِ وائِلٍ / فَعَرَّقتُ إِذ خاطَرتُ بَكراً وَتغلِبا
وَما كُنتَ إِذ خاطَرتَهُم غَيرَ فُرعُلٍ / أَزِلَّ عَلاهُ المَوجُ حَتّى تَغَيَّبا
وَلاقَيتَ مِن فُرسانِ بَكرِ بِن وائِلٍ / فَوارِسَ خَيراً مِن أَبيك وَأَطيَبا
لَعَلَّكَ ناهيكَ الهَوى أَن تَجَلَّدا
لَعَلَّكَ ناهيكَ الهَوى أَن تَجَلَّدا / وَتارِكَ أَخلاقٍ بِها عِشتَ أَمرَدا
أَفالآنَ بَعدَ الشَيبِ يَقتادُكَ الهَوى / إِلى الأَمرِ لا تَرضى مَغَبَّتَهُ غَدا
طَرِبتَ فَلَو طاوَعتَ إِذ أَنتَ واقِفٌ / بِأَسفَلِ ذي خَيمٍ هَواكَ لأَصعَدا
أُتيحُ الهَوى مِن أَهلِ غَولٍ وَثَهمَدٍ / كَذاكَ يُتاحُ الوِدُّ مَن قَد تَوَدَّدا
فَلَو أَنَّ أَياماً بِغَولٍ وَثَهمَدٍ / رَجَعنَ رَضَيناهُنَّ إِن كُنَّ عُوَّدا
سَقى ثَهمَدا مَن يُرسِلُ الغَيثَ وَاللِوى / فَرَوَّى وَأَعلاما يُقابِلنَ ثَهمَدا
بِما نَزَلَت مِن ثَهمَدٍ بَينَ بُرقَةٍ / سُعادُ وَطودٍ يَسبِق الطَيرَ أَقوَدا
إِذا هيَ حَلَّت بِالسِتارِ وَقابَلَت / مِنَ النير أَعلاما جَميعا وَفُرَّدا
وَأَهلُكَ بِالمَطلى إِلى حَيثُ أَنبَتَت / رياضٌ مِنَ الصِمانِ سِدرا وَغَرقَدا
تَقَطَّعُ مِنها الوُدُ إِلّا بَقيَّةً / وَجارَ الهَوى عَمّا تُريدُ فَأَبعَدا
فَأَصبَحَ هَذا الشَأنُ شَيئاً كَرِهتُهُ / عَسى أَن يُرى ما تَكرَهُ النَفسُ أَرشَدا
فَلَم تَرَ مِنّي غَيرَ أَشعَثَ شاحِبٍ / مُضَمَّنِ أَحسابٍ أَناخَ فَأَنشَدا
وَلَم أَرَ مِنها غَيرَ مَقعَدِ ساعَةٍ / بِهِ اِختَلَبَت قَلبي فيا لَكَ مَقعَدا
وَسَنَّت عَلَيهِ مُجسَدا فَوقَ يُمنَةٍ / عِتاقٍ وَلاثَت فَوقَ ذَلِكَ مُجسَدا
عَلى مَرسنٍ مِنها أَغَرَّ كَأَنَّهُ / سَنا البَرقِ لاقى لَيلَةَ البَدرِ أَسعَدا
إِذا اِرتادَتِ العَينان فيها رَأَيتَهُ / أَنيقاً لِطَرفِ العَينِ حَتّى تَزَوَدا
لَها لَبَّةٌ يَجري مَجالُ وِشاحِها / عَلى مُستَوٍ مِن ناصِعٍ غَيرِ أَكبَدا
وَكَشحٍ كَطيِّ السابِريِّ حبَت لَهُ / رَوادِفُ مِنها وَعَثَهُ فَتَخَضَّدا
كَأَنَّ نَقاً مِن عالِجٍ أُدجِنت بِهِ / سوارٍ نضَحنَ الرَملَ حَتّى تَلَبَّدا
تَلوثُ بِهِ مِنها النِطاقَينِ بَعدَما / أَمَرَّت ذُنوبي متنِها فَتأوَّدا
وَلاقَت نَعيماً سامِقا فَسَما بِها / سُموَ شَبابٍ يَملأُ العين أملدا
كَما سَمَقَت برديَّةٌ وَسطَ حائِرٍ / مِنَ الماءِ تَغذوهُ غِذاءً مسرهَدا
مُنَعَّمَةٌ لَم تَلقَ بؤسا وَلَم تَسُق / حِمارَ كُلَيبيٍّ أَقَلَّ وَأَجحَدا
عَجِبتَ ليَربوعٍ وَتَقديمِ سورَةٍ / مِنَ الخَطَفى كانَ اللَئيمَ فَأَنفَدا
فَلَو أَنَّ يَربوعاً عَلى الخَيلِ خاطَروا / وَلَكِنَّما أَجَروا حِمارا مُقَيَّدا
وَقالوا جَريرٌ سَوفَ يَحمي ذِمارَنا / كَذَبتُم وَلَكِنّي بِهِ كُنتُ أَنقَدا
فَما اِعتَرَفَت مِن سابِقٍ يَومَ حَلبَةٍ / كُلَيبٌ وَلا وافوا مَع الناسِ مَشهَدا
فَضَجَّ ابنُ اختاتِ استِها إِذ قَرنتَهُ / بِمِتنِ القوى مِني أَمَرَّ وَأَحصَدا
وَإِنَّكَ لَو جارَيتَ بَحراً مُقارِباً / وَلَكِنَّما جارَيتَ بَحرا تَغمَّدا
لَهُ حَدَبٌ غَمرٌ عِلاكَ بِزاخِرٍ / وَأَلفاكَ مُجتافا غُثاءً مُنَضَّدا
خَصَيتُ جَريرا بَعدَما شابَ رَأَسُهُ / وَكَسَّرَ نابَيهِ الذَكاءُ وَعَرَّدا
لِنَحيا جَريرِ اللؤُمِ فَوقَ حِمارِهِ / عَليهِ وَرِبقا أُمِّهِ كانَ أَعوَدا
وَأَهوَنُ مِن عَضبِ اللِسان بَنَت لَهُ / أَسودٌ وَساداتٌ بِناءً مشَيَّدا
نَزَت بِكَ جَهلاً مِن أَتانيكَ دِرَّةٌ / فَثَوَّرتَ غَيّاظَ العَدوِ مُحَسَّدا
أَتَفخَرُ بِالعَلهانِ بِرذَونِ عاصِمٍ / وَسَيَّبتَ جَدَّيكَ المعيدَ وَقَرهَدا
إِلى الخَطفى عَمَدا فَرَرتَ وَلَم تَجِد / بَني الخَطفى إِلّا اماءً وَأَعبُدا
وَما اِستَردَفَت خَيلُ الهُذَيلِ نِساءَنا / وَلا قُمنَ في صَفٍّ لِسَجحَةَ سُجَّدا
وَلَكِن مَنَعناهُم مِنَ الشِركِ بِالقَنا / وَفي السِلمِ صَدَّقنا النَبيَّ مُحمَّدا
إِذا فَزِعَت نِسوانُهُنَّ أَتَينَهُم / مِكاثاً يَزرُرنَ الدِخالَ المسردا
أَوامِنَ أَن يُردَفنَ خَلفَ عِصابَةٍ / سِوانا إِذا ما صارِخُ الرَوعِ نَدَّدا
نَغارُ عَلَيها غَيرَةً مُضرِيَّةً / إِذا ما اِنتَضَينا المشرَفيَّ المُهَنَّد
نَذودُ بِهِنَّ الوِردَ ما اِستَمسَكَت بِهِ / قَوائِمُها يَذرينَ هاما وَأَسعُدا
فَلا تُغزِنا آلُ الرِبابِ كَتيبَةً / معَدِّيَّةً أَو غَيرَ مَن قَد تَمَعدَدا
لَهُم رائِسٌ إِلّا قَتَلنا رَئيسَهُم / فَمَن شاءَ عَدَّدنا الفَعالَ وَعَدَّدا
وَنَحنُ قَتَلنا يَومَ قِنعِ هُبالَةٍ / شُمَيطاً وَحسّانَ الرَئيسَ وَمُرشِدا
وَنَحنُ أَخَذنا مِن بَني أَسَدٍ مَعا / بِوَشمِ القِرى قَسرا سويدا وَمَعبَدا
وَنَحنُ قَتَلنا مَعقِلا إِذ تَدارَكَت / بِهِ الخَيلُ إِذ هابَ الجَبانُ وَعَرَّدا
وَنَحنُ قَرَنّا مالِكاً وَهوَ جارُكُم / بِذي كَلَعٍ فينا أَسيرا مُقَيَّدا
وَنَحنُ حَسَرنا يَومَ سَخبانَ بِالَّتي / أَطاعَ بِها الناسُ الرَئيسَ المُسَوَّدا
وَعَبدَ يَغوثَ الخَيرِ يَومَ مُجيزَةٍ / تَرَكناهُ يَكبو في قَناً قَد تَقَصَّدا
وَغادَرَ حَسانَ بنَ عَوفٍ طِعانُنا / صَريعا عَلى خَدِّ الشِمالِ مُوَسَّدا
وَعَوفَ بِن نُعمانٍ أَخَذناهُ عَنوَةً / وَكُنّا نَفُضُّ الجُندَ مِمَّن تَجَنَّدا
وَمِن قَبلُ أَوثَقنا بِن خَضرانَ عَنوَةً / عَديّا وَطَرَّدنا ابنَ حسّانَ بُرجُدا
وَنَحنُ ضَرَبنا جَيشَ سَعدِ بِن مالِكٍ / بِلِبنانَ وَالأَعراضِ حَتّى تَبَدَّدا
وَمِن قَبلُ إِذ نالَت يَزيدَ رِماحُنا / مَنَنّا عَلَيهِ بَعدَ ايثاقِهِ يَدا
وَما عَرَضَت مِن طَيءٍ عَن أَسيرِنا / حُصَينٍ ثَوابا كانَ ذِكراً وَلا جَدا
مَنَنّا عَلَيهِ مِنَّةً لَم يَكُن لَها / ثَوابٌ سِوى ذِكرٍ يَكونَ غَدا غَدا
وَقَد أَسلَحَت فُرسانُ تَيمٍ ذَوي النُهى / أَبا نَهشَلٍ وَالدارِميَّ الضَفَندَدا
وَسُلمَةُ إِذ دارَت بِنا الحَربُ دَورَةً / كَسَونا فَقاهُ المُشرَفيَّ المُهَنَّدا
وَنَحنُ قَتَلنا مِن رياحٍ بِموحَدٍ / قَتيلاً أَفَتنا نَفسَهُ حينَ حَدَّدا
وَنَحنُ هَزَمنا بِالمَنيحينِ جَمعَكُم / وَكانَ لَكُم يَومُ المَنيحينِ أَنكَدا
قَتَلناكُم مِن بَعدِ أَسرٍ أَصابَكُم / فَساءَكُم القَتلُ الأَسيرَ المُصَفَّدا
فَأَوزَعنا الإِسلامُ بِالسِلمِ بَعدَما / قَتَلنا مُلوكَ الناسِ مُثنى وَمُوحَدا
وَلَم يُخزِ حَوضي ما جَبَت لي رِماحُهم / وَلَكِن لِقوّادِ الكَتائِبِ صُيَّدا
فَإِن تَكُ أَرضَتني الربابُ بِما بَنوا / فَقَد وَجَدوا عَنهُم لِسانيَ مذوَدا
فَخرتُ بِحَقٍ واِفتَخَرتَ بِباطِلٍ / وَزورٍ فَلَم يَجعَل لَكَ اللَهُ مَصعَدا
فَخِرتَ بِسَعدٍ كَالَّذي حَنَّ والها / إِلى القَمَرِ العالي إِذا ما توقَّدا
تَحِنُّ إِلى بَدرِ السَماءِ وَدونَهُ / نَفانِفُ تُنبي الطَرفَ أَن يَتَصَعَّدا
فَما مِن بَني اليَربوعِ قَيسُ بِن عاصِمٍ / وَلا فَدكيٌّ يا جَريرُ ابنُ أَعبُدا
وَلا آلُ جَزءٍ يا جَريرُ وَلا الَّذي / سَما بَجنودِ البَأسِ أَيامَ صَيهَدا
وَلا اللُبدُ اللَاتي بَسَطنَ مُقاعِسا / إِذا زَأَرَت في غَيطَلٍ قَد تَلَبَّدا
وَلا الغُرُّ مِن آلِ الأَجارِبِ أَصبَحوا / لِمَن نَصَروا رُكناً عَزيزاً مُؤَيَّدا
وَلا الزِبرقانُ بنُ العَرانينَ وَالذَرى / وَلا آلُ شَمّاسِ وَلا آلُ أَسعَدا
وَلا مِن بَني اليَربوعَ غُرٌّ حَبَت بِهِم / بحَورٌ مِنَ الآفاقِ مجدا وَسؤُدَدا
وَلَكِنَّما سَعدٌ عَلاكَ عُبابُها / وَقَبلَكَ ما غَمُّوا أَباكَ فَبَلَّدا
فَتِلكَ الذُرى لا قاصِعٌ وَمُنفِّقٌ / إِذا اتَّلجَ اليَربوعُ فيهن أُفرِدا
إِلى الغُرِّ مِنها أَن دَعَوتُ أَجابَني / خَناذيذُ في رَأسٍ مِنَ الغُرِّ اَصيَدا
فَدَع ناصِري لا ذَنبَ لي إِن عَلَوتُكُم / وَكُنتُ كَمَن يَرجو الرِباحَ فَأَكسَدا
وَلَمّا عَدَدنا كُلَّ بؤسى وَأَنعُمٍ / وَجَدَّ الرِهانُ الحَقُ حَتّى تَخَدَّدا
وَجَدتُ المَصَفيَّ مِن تَميمٍ سِواكُم / وَلُؤمَ بَني يَربوعَ شَيئاً مُخَلَّدا
فَلَو غَيرُ يَربوعٍ اَبوكُم صَلِحتُمُ / وَلَكِن يَزَبوعا أَبوكُم فَأَفسَدا
وَلَكِنَّ يَربوعاً سَقيطٌ إِذا دَعَت / غُدانَةُ أَستاهُ الإِماءِ مُقَلَّدا
وَعَمرو بِن يَربوعٍ قُرودٌ أَذِلَّةٌ / يَسوقونَ مَبتوراً مِنَ العِزِّ مُقعَدا
أَتَتكَ صُبَيرٌ وَالحَرامُ بِنَصرِها / وَذَلِكَ أَمسى نَصرُهُم أَن يُحَشَّدا
وَإِن تُعجَمِ العجَماءُ يوجَد نُحاسُها / لَئيما ولا تَلقى الإِهابينِ أَحمَدا
وَما دَرَنُ الأَستاهِ رَهطُ ابنِ مُرسَلٍ / بِكُفءِ كِرامِ الناس قِنّاً مُوَلَّدا
فَإِن هَمَّتِ الهَمّامُ يَوماً بِسَؤَةٍ / هَداها لَهُ ابليسُ حَتّى تَوَرَدا
تكن ذو طُلوحٍ مِن عَرينٍ وَلؤُمُهُم / إِذا ما غَدَوا بِالقُفِّ لِلشاءِ رَوَّدا
يُضافُ ابنُ يَربوعٍ وَما يُحسِنُ القِرى / إِذا ما رياحُ الشامِ أَمسينَ بُرَّدا
هَجَوتَ عَبيدا عَن قَضىً وَهوَ صادِقٌ / وَمِن قَبلِهِ غارَ القَضاءُ وَأَنجَدا
فَتِلكَ بَنو اليَربوعِ إِن كُنتَ سائِلا / فَيا شَرَّ يَربوعٍ طِعانا وَمَرفَدا
كذبتَ عُبَيدٌ سامَكَ الضَيمَ صاغِرا / فَلَم تَرَ إِلّا أَن تَقِرَّ وَتَقعُدا
أَقُلتُم لَهُ بَعدَ الَّتي لَيسَ مِثلَها / بِها رَقَّ أَفواهُ النساءِ وَجَرَّدا
وَمِن قَبلُ إِذ حاطَت جَنابُ حِماكُم / وَأَصدَر داعيكُم بِفَلجٍ وَأَورَدا
هُمُ اِستَلَبوا مِنكُم إِزارا ظُلامَةً / فَلَم تَبسِطوا فيها لِساناً وَلا يَدا
وَهُم مَنَعوا يَومَ الصُلَيعاءِ سَربَهُم / بِطَعنٍ تَرى مِنهُ النَوافِذَ عُنَّدا
وَبِالوَقَبى عُذتُم بِاَسيافِ مازِنٍ / غَداةَ كَسوا شيبانَ عَضباً مُهَنَّدا
فَلَولا حَميّا آلِ عَمروٍ لَكُنتُم / بِأَسفَلِ مَوسوجٍ نَعاما مُشَرَّدا
فَخِرتُم بِقَتلِ المانِحينَ وَغَيرُكُم / بَني شَر يَربوعٍ بِهِ كانَ أَسعَدا
أَلَستَ لِيَربوعيَةٍ تلزمُ استَها / إِذا شَرِبت صاعَ المَنيِّ المَصعَّدا
كَما أَرزَمَت خَوّارَةٌ حينَ باشَرَت / مَناخِرُها بوَّ الحِمارِ المُجَلَّدا
يَفِرُ مِنَ السِترينِ زَوجُ عَروسِهِم / فِرارا إِذا ما الفَسو مِنها تَرَدَّدا
تَرى البَظرَ مِنها مُرمَعِلّا كَأَنَّهُ / لِسانٌ بَدا مِن ذي حِفافينِ أَنجَدا
هَريتا كَجَفرٍ مِن عَمايةَ آجِنٍ / صَراهُ أَثارَتهُ الأَكُفُ فَأَزبَدا
إِذا أَرزَمَت استاهُهُنَّ تَهيَّجَت / أَعاصيرُ يَرفَعنَ الغُبارَ المُعَضَّدا
طَرِبَت وَهاجَتكَ الرُسومُ الدَوارِسُ
طَرِبَت وَهاجَتكَ الرُسومُ الدَوارِسُ / بِحَيثُ حَبا لِلأَبرَقينِ الأَواعِسُ
فَجانِبَ ذات القورِ مِن ذي سويقَةٍ / إِلى شارِع جَرَّت عَلَيهِ الرَوامِسُ
أَربَّت بِها هَوجاءُ بَعدَكَ رادَةٌ / مِنَ الصَيفِ تَسفي وَالغُيوثُ الرَواجِسُ
كأَن ديارَ الحَيِّ مِن بَعدِ أَهلِها / كِتابٌ بِنَقسٍ زَيَّنَتُهُ القَراطِسُ
عَفا وَنأى عَنها الجَميعُ وَقَد تُرى / كَواعِبُ أَترابٌ بِها وَعَوانِسُ
يقُدنَ بِأَسبابِ الصبابةِ وَالهَوى / رِجالا وَهُنَّ الصالِحاتُ الشَوامِسُ
فَهَل أَنتَ بَعدَ الصرمِ مِن أُمِ بَهدَلٍ / مِنَ الموئسِ النائي المَوَدَةِ آيسُ
يُبَدِّلنَ بَعدَ الحِلمِ جَهلا ذَوي النُهى / وَيَصبو الَيهُنَّ الغَويُّ المؤانِسِ
تَبيَّتُ بِالدَهناءِ وَالدَوِّ أنَهُ / هوَ البَينُ مِنها أَثبَتَتهُ الكَوادِسُ
فَأَسمَحتُ إِسماحا وَلِلصُرمِ راحَةٌ / إِذا الشَكُ رَدَّتهُ الظُنونُ الكَوابِسُ
وَما وَصلُها إِلّا كَشَيءٍ رُزيتَهُ / إِذا اِختَلَسَتهُ مِن يَدَيكَ الخَوالِسُ
تَرَكتُ جَريرا ما يُغَيِّرُ سَوءَةً / ولا تَتَوقاهُ الأَكُفُّ اللَوامِسُ
رَأَستُ جَريرا بِالَّتي لَم يَحُلُّها / بِنَقضِ وَلا يُنضيكَ إِلّا الرَوابِسُ
أَبا لَخَطَفى وَابني مُعيدٍ وَمُعرِضٍ / وَلَوسِ الخُصى يا بنَ الأتانِ تُقايسُ
جَعاسيسُ أَنذالٌ رُذولٌ كَأَنَّما / قَضاهُم جَريرُ ابنُ المَراغَةِ واكِسُ
وَجَدَّعَهُ آباءُ لؤمٍ تَقابَلوا / بِهِ واِفتَلَتهُ الأُمَهاتُ الخَسائِسُ
جَريتَ لِيَربوعٍ بِشؤمٍ كَما جَرى / إِلى غايَةٍ قادَت إِلى المَوتِ داحِسُ
وَتَحبِسُ يَربوعٌ عَنِ الجارِ نَفعَها / وَلَيسَ ليَربوعٍ مِنَ الشَرِ حابِسُ
هُمُ شَقوَةُ الغَريبِ فَلا بَنى / بِساحَتِهم إِلّا سَروقٌ وَبائِسُ
وَمَنزِلُ يَربوعٍ إِذا الضَيفُ آبَهُ / سواءً عَلَيهِ والقِفارُ الأَمالِسُ
فَبِئسَ صَريخُ المُردَفاتِ عَشيَّةً / وَبِئسَ مُناخُ الضَيفِ وَالماءُ جامِسُ
تُمَسِّحُ يَربوعٌ سِبالا لَئيمَةً / بِها مِن مَنيِّ العَبدِ رَطِبٌ وَيابِسُ
عَصيمٌ بِها لا يَرضَخُ المَوتُ عارَهُ / وَلَو دَرَجَت فَوقَ القُبورِ الروامِسُ
إِذا ما ابنُ يَربوع أَتاكَ مُخالِساً / عَلى مأكَلٍ إِنَّ الأَكيلَ مُخالِسُ
فَقُل لابنِ يَربوعٍ أَلَستَ بِراحِضٍ / سِبالَكَ عَنّي إِنَهُنَّ مَناحِسُ
عَجِبتُ لِما لاقَت رياحٌ مِنَ الشَقا / وَما اِقتَبَسوا مِنيّ وَلِلشَرِ قابِس
غِضابا لِكَلبٍ مِن كُلَيبٍ فَرَستُهُ / عَوى وَلِشَدّاتِ الأُسودِ فَرائِسُ
فَذوقوا كَما لاقَت كُلَيبٌ فَإِنَّما / تَعِستَ وَأَرَدتكَ الجُدودَ التَواعِسُ
فَما أَلبَسَ اللَهُ اِمرأً فَوقَ جِلدِهِ / مِنَ اللُؤمِ إِلّا ما الرياحيُّ لابِسُ
عَلَيهِم ثِيابُ اللؤمِ ما يُخلِقونَها / سَرابيلُ في أَعناقِهِم وَبرانِسُ
فَخَرتُم بِيَوم المَردَفاتِ وَأَنتُمُ / عَشيَّةَ يُستَردَفنَ بِئسَ الفَوارِسُ
كَأن عَلى ما تَجتَلي مِن وجوهِها / عَنيَّةَ قارٍ جَلَّلتها المَعاطِسُ
وَلاقَينَ بُؤساً مِن رِدافِ كَتيبَةٍ / وَقبلَ رِدافِ الجَيشِ هُنَّ البَوائِسُ
وَمِنّا الَّذي نَجيَّ بِدجلةَ جارَهُ / حِفاظاً وَنجَّتَهُ القُرومُ الضَوارِسُ
وَنَحنُ قَتَلنا مَعقِلا وابنَ مُرسَلٍ / بمرهَفَةٍ تُعلى بِهِنَّ القَوانِسُ
وَعَمراً أَخا دودانَ نالَت رِماحُنا / فَأَصبَحَ مِنّا جَمعُهُ وَهوَ بائِسُ
وَنَحنُ مَنَعنا بِالكُلابِ نِساءَكُم / وَقُمنا بِثَغرِ الجَوفِ إِذ أَنتَ حالِسُ
وَضَبَّةُ لَدَّتكَ المَنيَّ فانجزت / لَكَ الغَيظَ يَومَ الأَحوَزين مُقاعِسُ
أَتَشتُمُ أَقواماً أَجاروا نِساءَكُم
أَتَشتُمُ أَقواماً أَجاروا نِساءَكُم / وَأَنتَ ابنَ يَربوعٍ عَلى الضَيمِ وارِكُ
أَجَرنا ابنَ يَربوعٍ مِنَ الضَيمِ بَعدَما / سقتكم بِكأسِ الذُلِ وَالضَيمِ مالِكُ
غَداةَ أَرادَت مالِكٌ أَن نُحِلَّكُم / عَلى الخَسفِ ما هَبَّ الرياحُ السَواهِكُ
فَعُذتُم بِأَحواءِ الرِبابِ وَأَنتُمُ / كَفَقعِ التَناهي اِستَدرَجتُهُ السَنابِكُ
وَبِالعَرضِ إِذ جاءَت جُموعٌ تَجَمَّعَت / بِسَجحَة قادَتها الظُنونُ الهَوالِكُ
تَرَكناهُمُ صَرعى كأن ظُهورَهُم / عَلَيها مِنَ الطَعنِ العَبيطِ الدَرانِكُ
فَذُدنا وَأَرهبنا أَخاكُم فَأَصبَحَت / لَكُم مِنهُم أَيدٍ وَأَيدٍ شَوابِكُ
كَما قَد نَبا عَن مالِكٍ جُلُّ جَمعِكُم / بِسَهلِ الحِمى وَالهضبِ طَعنٌ مُدارِكُ
فَكَيفَ يَسُبُّ التيمَ مِن قَد أَجارَهُ / فَوارِسُ تَيمٍ والرِماحُ الشَوابِكُ
يُصَدِّقُ دَفعَ التيم عَنكُم إِذا اِنتَموا / إِلى المَجدِ غاراتُ الكُلابِ المَسايكُ
نَمتنىَ شُمُّ لِلذُؤابَةِ وَالذُرى / وَلي مِن تَميمٍ رَأسُها وَالحَوارِكُ
هُناكَ ابنُ تَيمٍ واسِطُ الأَصلِ فيهُمُ / وَأَنتَ ابنَ يَربوعٍ بَديلٌ مُتارِكُ
وَيَومَ إِرابَ السَهلِ يَومَ اِستَبتكُمُ / عَلاكُم بَني اليَربوعِ وَردٌ مَواشِكُ
بَنو تَغلِبَ الغَلباءِ راحَت عَشيَّةً / بِنسوَتكم لَم تَحمِهنَ النيازِكُ
وَمِن هَرَميٍّ قَد تَغَشَّت خَزايَةً / وُجوهُكُم ما دامَ لِلشِّعرِ حايكُ
وَأَسَلمتُمُ سُفيانَ لِلقَومِ عَنوَةً / وَلَو لَحِقَ المُستَصرَخاتُ اللَوائِكُ
وَبالعَكِن الكَلبي أَخزى نِساءَكُم / غَداةَ تُنادي البيضَ مِنها الفَوارِكُ
سَليطاً بِأَن تَستَنزلوهُنَّ بَعدَما / جَرى وَلهاً مِنها الدُموعُ السَوافِكُ
وَعَمرو بنُ عَمرٍو قادَكُم فاِشكُروا لَهُ / بِذي نَجَبٍ وَالقَومُ كابٍ وَبارِكُ
بِذي نَجَبٍ لَو لَم تَذُد مِن وَرائِكُم / بَنو مالِكٍ غالتكَ ثَمَّ العَوائِكُ
فَأَسلَمتُمُ فُرسانَ سَعدٍ وَقَد تُرى / بِدارِكُم المُستَردَفاتُ الهَوالِكُ
وَيَومَ عَلَت لِلحَوفزانِ كَتيبَةٌ / جَدودَ لَكُم مِن نَحوِ حَجرٍ مَسالِكُ
وَيَومَ بَحيرٍ أَنتُمُ شَرُ عُصبَةٍ / عَضاريطُ لَولا المازِنيُّ المعارِكُ
وَيومَ بَني عَبسٍ بِشَرجٍ تَشاهَدَت / عَلى قَتلِهِ أَعلامُكُم وَالدَكادِكُ
وَعَبقَرُ إِذ تَدعوكُمُ جَلَّلَتكُمُ / مِنَ الخِزي ثَوبَ الحائِضاتِ العَوارِكِ
سَتَمسَحُ يَربوعٌ سِبالاً لَئيمَةً / بِها مِن مَنيِّ العَبدِ أَسوَدُ حالِكُ
أَمِن دمنَةٍ بِالماتِحيِّ عَرَفتَها
أَمِن دمنَةٍ بِالماتِحيِّ عَرَفتَها / طَويلاً بِجَنبِ الماتِحيِّ سُكونُها
عَصى الدَمعُ مِنكَ الصَبرَ فاِحتَثَّ عَبرَةً / مِنَ العَينِ إِذ فاضَت عَلَيكَ جُفونُها
مَحاها البِلى لِلحَولِ حَتّى تَنَكَّرَت / كَأَنَّ عَلَيها رِقَّ نِقسٍ يَزِينُها
كِتابَ يَدٍ مِن حاذِقٍ مُتَنَطِّس / بِمسطَورَةٍ مِنهُنَّ دالٌ وَسينُها
فَما انصَفَتكَ النَفسُ إِن هي عُلِّقَت / بِكُلِّ نَوىً باتَت سِواكَ شُطونُها
لَها شَجَنٌ ما قَد أَتى اليَأسُ دونَهُ / مِنَ الحاجِ وَالأَهواءُ جَمٌّ شجونُها
أَتى البُخلُ دونَ الجُودِ مِن أُمِّ واصِلٍ / وَما أَحصَنَ الأَسرارَ الا أَمينُها
وَما خُنتُها إِنَّ الخِيانَةَ كاسمِها / وَما نَصَحَت نَفسٌ لِنَفسٍ تَخونُها
مدَدتَ حِبالا مِنكَ حَتّى تَقَطَّعَت / إِليَّ وَما خانَ الحِبالَ متينُها
أَلا تِلكَ يَربوعٌ تَنوحُ كُهولُها / عَلى ابنِ وَثيلٍ حينَ أَعيا هَجينُها
وَما زِلتَ مُغتَراً تَظُنُّكَ مُنسَأً / مُعاقَبَتي حَتّى أَتاكَ يَقينُها
يَسيرُ بِها الرَكبُ العِجالُ إِذا سَروا / عَلى كُلِ مِدلاجٍ يَجولُ وَضينُها
بِتَيهٍ تَحوطُ الشَمسُ عَنها مَخوفَةٍ / رَواعيَ الحِمى مِن سُرَّةِ القَفرِ عينُها
أَهَنتُ جَريرَ ابنَ الأَتانِ وَقَومَهُ / وَأَحسابُها يَومَ الحِفاظِ تُهينُها
لَعَمرُكَ ما تَدري كُلَيبٌ مِنَ العَمى / عَلى أَيِّ أَديانِ البَريَّةِ دينُها
سَيَبلُغُ يَربوعا عَلى نأي دارِها / عَوارِمُ مِنّي سَبَبتَّها شُجُونُها
تُشينُكَ يَربوعٌ إِذا ما ذَكَرتَها / وَأَنتَ إِذا ما ذُدتَ عَنها تُشينُها
فألأمُ أَحياءِ البَريَّةِ حَيُّها / وَأَخبَثُ مَن تَحتَ التُرابِ دَفينُها
وَكُلُ امرئٍ مِن طِينَ آدَمَ طينُهُ / وَيَربوعُكُم من أَخبَثِ الطينِ طينُها
وَورقاءَ يَربوعيَةٍ شَرُّ والِدٍ / غَذاها لَئيمٌ فَحَلُها وَجَنينُها
خَبيثَةُ ما تَحتَ الثِيابِ كَأنَّها / جِفارٌ مِنَ الجِفرَينِ طالَ أُجونُها
إِذا ذَكَرَت أَعتادَها حَنظَليةٌ / تَرَمرَمَ قُنباها فَجُنَّ جُنونُها
وَمَيثاءَ يَربوعيَّةٍ تَنطُفُ استُها / إِذا طَحَنَت حَتّى يَسيلَ طَحينُها
تَنالُ الرَحى مِن اسكتيها وَبظرِها / قِطابٌ إِذا الهاديَ نَحتَهُ يَمينُها
وَوُلِّهَ مِن سَبي الهُذَيلِ نِساؤُكُم / فَلَم يُدرِكوها حينَ طالَ حَنينُها
وَآخِرُ عَهدٍ منهُمُ بِنسائِهِم / وَقَد عُقِدَت بِالمؤخَراتِ قُرونُها
مُردَّفَةٌ تَدعوكُمُ وَشِمالُها / بِخِلفٍ وَفي إِثرِ الهُذَيلِ يَمينُها
فَلَو غِرتُمُ يَومَ الحَرائِرِ لَم تَرُح / مَع القَومِ أَبكارُ النِساءِ وَعونُها
تَرى بَينَ عَينَيها كِتابا مُبَيَّنا / مِنَ اللُؤمِ أَخزاها أَبوها وَدينُها
وَأَخزى بَني اليَربوعِ أَنَّ نِساءَهُم / مُقَرّاتُ أَوشالٍ لِئامٌ مَعينُها
إِذا أَمرَعَت أَخزَت رياحاً فُروجُها / وَإِن أَجدَبَت أَخزَت رياحا بُطونُها
تَصونُ حِمى أَحسابِ تَيمٍ حَياؤُها / وَأَحسابُ يَربوعٍ سُدىً ما تَصونُها
وَإِن نُسِبَت تَيمٌ أَضاءَ طِعانُها / وُجوهَ القَوافيِ فاِستَمَرَت مُتونُها
فَنَحنُ بَنو الفُرسانِ يَومَ تَناوَلَت / رياحا وَفَرَّت عاصِمٌ وَعَرينُها
وَأَبناءُ فُرسانِ الكُلابِ وَأَنتُمُ / بَنوا مُردَفاتٍ ما تَجِفُّ عُيونُها
فَأَبلِغ رياحاً هَذِهِ يا بنَ مُرسَلٍ / مُرَنَّحَةً إِنّي لَها سَأُهينُها
أَظَنَّت رياحٌ أَنَّني لَن أَسُبَّها / لَقَد كَذَبتَها حينَ ظَنَّت ظُنونُها
تَأَوَّبَني ذِكرٌ لِزَولَةَ كَالخَبلِ
تَأَوَّبَني ذِكرٌ لِزَولَةَ كَالخَبلِ / وَما حَيثُ تُلقى بِالكَثيبِ وَلا السَهلِ
تَحُلُّ وَرُكنٌ مِن ظَميَّةَ دونَها / وَجَوُّ قَسى مِمّا يَحُلُّ بِهِ أَهلي
تُريدينَ أَن أَرضى وَأَنتِ بَخيلَةٌ / وَمَن ذا الَّذي يُرضي الأَخلاءَ بِالبُخلِ
جَدَعتُ رياحا بِالقَصائِدِ بَعدَما
جَدَعتُ رياحا بِالقَصائِدِ بَعدَما / وَطِئتُ جَريرا وَطأَةَ المُتَثاقِلِ
فَإِن يُخزِ يَربوعا فِعالُ حَديثِهِم / فَقَد كانَ أَخزاهُمُ تُراثُ الأَوائِلِ
إِذا ما ابنُ يَربوعيَّةٍ طَرَّقَت بِهِ / فَقَد طَرَّقَت بِاللُؤمِ بَينَ القَوابِلِ
تَرى بَظرَها بَينَ القَوابِلِ كامِلا / ذِراعا وَشِبرا وَابنَها غَيرَ كامِلِ
وَشِعرٍ كَبَعرِ الكَبشِ فَرَّقَ بَينَهُ
وَشِعرٍ كَبَعرِ الكَبشِ فَرَّقَ بَينَهُ / لِسانُ دَعيٍّ في القَريضِ بَخيلِ
كَذَبتَ أَنا القَرمُ الَّذي دَقَّ مالِكاً
كَذَبتَ أَنا القَرمُ الَّذي دَقَّ مالِكاً / وَأَفناءَ يَربوعٍ وَما أَنتَ بِالقَرمِ
أَكُرُّ إِلى لَيلى وَأَحسِبُ أَنَّني
أَكُرُّ إِلى لَيلى وَأَحسِبُ أَنَّني / كَريمٌ عَلى لَيلى وَغَيري كَريمُها
فَأَصبَحتُ قَد أَجمَعتُ هَجراً لِبَيتِها / وَفي العَينِ مِن لَيلى قَذىً ما يَريمُها
لَئن آثَرَت بِالوُدِّ أَهلَ بِلادِها / عَلى نازِحٍ مِن أَرضِها لا نَلومُها
وَما يَستَوي مَن لا يُرى غَيرَ لِمَّةٍ / وَمَن هو ثاوٍ عِندَها لا يَريمُها
كَسا اللَهُ حَيَّ تَغلبَ ابنَةِ وائِلٍ
كَسا اللَهُ حَيَّ تَغلبَ ابنَةِ وائِلٍ / مِنَ اللُؤمِ أَظفارا بَطيئاً نُصولُها
إِذا اِرتَحَلوا عَن دار ذُلٍّ تَعاذَلوا / عَلَيها وَرَدّوا بَعضَهُم يَستَقليُها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025