المجموع : 10
بَكى صُردٌ لَمّا رَأى الحَيَّ أَعرَضَت
بَكى صُردٌ لَمّا رَأى الحَيَّ أَعرَضَت / مَهامِهُ رَملٍ دونَهُم وَسُهوبُ
وُخَوَّفَهُ رَيبِ الزَمانِ وَفَقرُهُ / بِلادَ عَدُوٍّ حاضِرٍ وَجَدوبُ
وَنَأيٌ بَعيدٌ عَن بِلادِ مُقاعِسٍ / وَإِنَّ مَخاريقَ الأُمورِ تُريبُ
فَقُلتُ لَهُ لا تُبكِ عَينَكَ إِنَّها / قَضيَّةٌ ما يُقضى لَها فَتَنوبُ
سَيَكفيكَ فَقدَ الحَيِّ لَحمُ مَغَرَّضٌ / وَماءُ قُدورٍ في الجِفانِ مَشوبُ
أَلَم تَرَ أَنَّ الدَهرَ لَونانِ لَونُهُ / وَطَورانِ بِشرٌ مَرَّةً وَكَذوبُ
فَما خَيرُ مَن لا يَرتَجي خَيرَ أَوبَةٍ / وَيَخشى عَلَيهِ مِريَةٌ وَحُروبُ
رَدَدتُ عَلَيهِ نَفسَهُ فَكَأَنَّما / تَلاقى عَلَيهِ مِنسَرٌ وَسُروبُ
فَما ذَرَّ قَرنُ الشَمسِ حَتّى رَأَيتُهُ / مُضادَ المَنايا وَالغُبارُ يَثوبُ
وَضارَبتُ عَنهُ القَومَ حَتّى كَأَنَّما / يُصَعِّدُ في آثارِهِم وَيَصوبُ
وَقُلتُ لَهُ خُذ هَجمَةً جَبريَّةً / وَأَهلاً وَلا يَبعُد عَلَيكَ شَروبُ
وَلَيلَةَ جابانٍ كَرَرتُ عَلَيهِمُ / عَلى ساحَةٍ فيها الإِيَابُ حَبيبُ
عَشيَّة كَدَّت بِالحَراميِّ ناقَةٌ / بِحَيِّهَلا يَدعو بِها فَتُجيبُ
فَضارَبتُ أُولَى الخَيلِ حَتّى كَأَنَّما / أُميلَ عَلَيها أَيدَعٌ وَصَبيبُ
يُكَذِّبُني العَمرانِ عَمرُو بنُ جَندَبٍ
يُكَذِّبُني العَمرانِ عَمرُو بنُ جَندَبٍ / وَعَمرُو بنِ سَعدٍ وَالمُكَذِّبُ أَكذَبُ
ثَكِلتُكُما إِن لَم أَكُن قَد رَأَيتُها / كَراديسَ يُهديها إِلى الحَيِّ كَوكَبُ
سَعَيتُ لَعَمري سَعيَ غَيرِ مُعَجَّزٍ / وَلا نَأنَأٍ لَو أَنَّني لا أُكَذِّبُ
كَراديسُ فيها الحَوفَزانُ وَحَولَهُ / فَوارِسُ هَمَّامٍ مَتى يَدعُ يَركَبوا
تَفاقَدتُم هَل أَنكِرَنَّ مُغيرَةً / مَعَ الصُبحِ يَهديهِنَّ أَشقَرُ مُغرِبُ
أَلَمَّ خَيالٌ مِن أُمَيَّةَ بِالرَكبِ
أَلَمَّ خَيالٌ مِن أُمَيَّةَ بِالرَكبِ / وَهُنَّ عِجالٌ عَن نُيالٍ وَعَن نَقبِ
أَمُعتَقِلي رَيبُ المَنونِ وَلَم أَرُع
أَمُعتَقِلي رَيبُ المَنونِ وَلَم أَرُع / عَصافيرَ وادٍ بَينَ جَأشٍ وَمَأرِبِ
وَأَذعَرَ كَلاّباً يَقودُ كِلابَهُ
وَأَذعَرَ كَلاّباً يَقودُ كِلابَهُ / وَمَرجَةُ لَمّا اِقتَبِسها بِمِقنَبِ
يا صاحِبَيَّ أَلا لا حَيَّ بِالوادي / إِلاّ عَبيدٌ وَآمٌ بَينَ أَذوادِ
أَتَنظُرانِ قَليلاً رَيثَ غَفلَتِهِم / أَم تَعدُوانِ فِإِنَّ الريحَ لِلعادي
وَعاشيَةٍ راحَت بِطاناً ذَعَرتُها
وَعاشيَةٍ راحَت بِطاناً ذَعَرتُها / بِسَوطِ قَتيلٍ وَسطُها يَتَسَيَّفُ
كَأَنَّ عَلَيهِ لَونَ بُردٍ مُحَبَّرٍ / إِذا ما أَتاهُ صارِمٌ يَتَلَهَّفُ
فَباتَ لَهُ أَهلٌ خَلاءٌ فِناؤُهُم / وَمَرَّت بِهِم طَيرٌ فَلَم يَتَعَيَّفوا
وَباتوا يَظُنُّونَ الظُنونَ وَصُحبَتي / إِذا ما عَلَوا نَشزاً أَهَلّوا وَأَوجَفوا
وَما نِلتُها حَتّى تَصَعلَكتُ حِقبَةً / وَكِدتُ لأَِسبابِ المَنيَّةِ أُعرَفُ
وَحَتّى رَأَيتُ الجُوعَ بِالصَيفِ ضَرَّني / إِذا قُمتُ تَغشاني ظِلالٌ فَأُسدِفُ
إِذا أَسهَلَت خَبَّت وَإِن أَحزَنَت مَشَت
إِذا أَسهَلَت خَبَّت وَإِن أَحزَنَت مَشَت / وَيُغشى بِها بَينَ البُطونِ وَتَصدَفِ
إِذا أَرمَلوا زاداً عَقَرتُ مَطيَّةً
إِذا أَرمَلوا زاداً عَقَرتُ مَطيَّةً / تَجُرُّ بِرِجلَيها السَريحَ المُخَدَّما
بِحَمدِ الإِله وَاِمرئٍ هُوَ دَلَّني
بِحَمدِ الإِله وَاِمرئٍ هُوَ دَلَّني / حَوَيتُ النِهابَ مِن قَضيبٍ وَتَحتَما
تُحَذِّرُني كَي أَحذَرَ العامَ خَثعَما
تُحَذِّرُني كَي أَحذَرَ العامَ خَثعَما / وَقَد عَلِمت أَنّي اِمرؤٌ غَيرُ مُسلَمِ
وَما خَثعَمُ إِلاّ لِئامٌ أَذِلَّةٌ / إِلى الذُلِّ وَالإِسحاقِ تَنمى وتَنتَمي