المجموع : 18
أرى الكونَ أضحى نورُه يتوقَّدُ
أرى الكونَ أضحى نورُه يتوقَّدُ / لأمر به نيرانُ فارِسَ تخمُدُ
وإيوان كسرى انشقَّ أعلاه مؤذناً / بأن بناءَ الدين عادَ يُشَيَّدُ
أرى أنَّ أمَّ الشِّرك أَضحت عقيمةً / فهل حان من خير النبيين مولدُ
نعم كاد يستولي الضلالُ على الورى / فأقبل يهدي العالمينَ محمدُ
نبيٌّ براهُ الله نوراً بعرشه / وما كان شيءٌ في الخليقة يوجدُ
وأودعه من بعدُ في صُلب آدمٍ / ليسترشد الضُّلاَّلُ فيه ويهتدوا
ولو لم يكن في صُلب آدمَ مُودَعاً / لما قال قِدماً للملائكة اسجدوا
له الصدر بين الأنبياء وقبلهم / على رأسه تاج النبوة يعقد
لئن سبقوه بالمجيء فإنَّما / أتوا ليبثُّوا أمره ويمهدوا
رسولٌ له قد سخَّر الكونَ ربُّه / وأيَّدَهُ فهو الرسول المؤيّد
ووحَّدَهُ بالعزِّ بين عباده / ليجروا على منهاجه ويُوَحِّدوا
وقارن ما بين اسمه واسم أحمد / فجاحده لا شكَّ لله يجحد
ومن كان بالتوحيد لله شاهداً / فذاك لِطه بالرسالة يشهد
ولولاه ما قلنا ولا قال قائل / لمالك يوم الدين إيّاك نعبدُ
ولا أصبحت أوثانهم وهِيَ التي / لها سجدوا تهوي خشوعاً وتسجد
لآمنة البشرى مدى الدهر إذ غَدت / وفي حجرها خير النبيين يولد
به بشَّرَ الإِنجيل والصُّحفُ قبلَهُ / وإن حاول الإخفاء للحقّ ملحد
بسينا دعا موسى و ساعير مبعث / لعيسى ومن فاران جاء محمد
فسل سفر شعيا ما هتافهم الذي / به أُمروا أن يهتفوا ويمجدوا
ومن وَعَدَ الرحمن موسى ببعثه / وهيهات للرحمن يُخلَفُ موعد
وسل من عنى عيسى المسيح بقوله / سأُنزله نحو الورى حين اصعد
لعمرك إن الحق أبيضُ ناصعٌ / ولكنما حظُّ المعاند أسود
أيخلدُ نحو الأرض متّبع الهوى / وعمَّا قليل في جهنّم يخلد
ولولا الهوى المُغْوي لما مال عاقل / عن الحقّ يوماً كيف والعقل مرشد
ولا كان أصناف النصارى تنصّروا / حديثاً ولا كان اليهود تهوّدوا
أبا القاسم اصدع بالرسالة منذراً / فسيفك عن هام العِدى ليس يغمدُ
ولا تخش من كيد الأعادي وبأسهم / فإن عليّاً بالحسام مُقلَّد
وهل يختشي كيدَ المضلّين من له / أبو طالب حام وحيدر مسعدُ
عليٌّ يدُ الهادي يصول بها وكم / لوالده الزاكي على أحمد يدُ
وهاجر أبا الزهراء عن أرض مكّة / وخلِّ عليّاً في فراشك يرقدُ
عليك سلام الله يا خير مرسل / إليه حديث العزّ والمجد يسندُ
حباك إله العرش منه بمعجز / تبيد الليالي وهو باقٍ مؤبّد
دعوتَ قريشاً أن يجيئوا بمثله / فما نطقوا والصمت بالعيِّ يشهدُ
وكم قد وعاه منهمُ ذو بلاغة / فأصبح مبهوتاً يقوم ويقعدُ
وجئت إلى أهل الحجى بشريعة / صفا لهمُ من مائها العذب موردُ
شريعة حق إن تقادم عهدها / فما زال فينا حُسنُها يتجدّد
عليك سلام الله ما قام عابد / بجنح الدّجى يدعو وما دام معبد
سل المجدب الظمآن أين مصيره
سل المجدب الظمآن أين مصيره / وها عندنا روض الهدى وغديره
وسل خابط الظلماء كم هو تائهٌ / ألم يرَ بدر الرشد يسطع نوره
ألا نظرة نحو اليمين تدلُّهُ / على قصده كي يستقيم مسيره
اذا ما اقتفى في السير آثار حائر / فمن عدل ديان الورى من يجيره
أبا حسن تالله أنت لأحمد / أخوه وقاضي دينه ووزيره
وإنّك عون المصطفى ونصيره / أو انك عين المصطفى ونظيره
فلا مشكل إلا وأنت مداره / ولا فلك إلا وأنت مديره
ولا أمة إلا وأنت أمينها / ولا مؤمن إلاّ وأنت أميره
وأنت يدُ الله القويِّ وحبله ال / متين وحامي دينه وسفيره
وأنت الصراط المستقيم وعندك ال / جواز فمن تمنحه جاز عبوره
بك الشرك أودى خيله ورجاله / وثقل قريش عِيرُهُ ونفيره
فما زلت للحث المبين تُبِينُهُ / وبالسيف من يبغيه سوءاً تبيره
إلى أن علا هام الجبال مناره / وأشرق في كل الجهات منيره
فمن جاء مغتالاً فأنت تميته / ومن جاء ممتاراً فأنت تميره
وأنت قسيم النار قسمٌ تجيزهُ / عليها وقسم من لظاها تجيره
ولم استتم الدين أوفى نصابه / وشِيدَت مبانيه وأحكم سوره
رقدت قرير العين لست بحافل / بحقدِ أخي حقد عليك يثيره
ومثلك مَن إن تَمَّ للدين أمره / فما ضَرَّهُ ألاَّ تتمَّ أموره
ولو شئت أثكلت العدو بنفسه / فأصبح يعلو ويلُه وثبوره
ببأس يدٍ لو صُلتَ يوماً بها على / ثبيرٍ إذاَ لاندكَّ منها ثبيره
ولكن رأيت الصبر أحجى ولم ينل / ثواب مقام الله إلا صَبُوره
فديتك أدرك بالشفاعة مذنباً / إذا أنت لم تنصره عَزَّ نصيره
ولايته إياك أقوى وسيلة / سَيُمحى بها تقصيره وقصوره
يمثِّلُكَ الشوق المُبَرِّحُ والفكرُ
يمثِّلُكَ الشوق المُبَرِّحُ والفكرُ / فلا حُجُبٌ تخفيك عني ولا سترُ
ولو غبتَ عنّي ألف عام فإن لي / رجاءَ وصال ليس يقطعه الدهر
تراك بكل الناس عيني فلم يكن / ليخلو ربع منك أو مَهمَهٌ قفر
وما أنت إلا الشمس ينأى محلها / ويشرق منأنوارها البرُّ والبحر
تمادى زمان البعد وامتدَّ ليله / وما أبصرت عيني محياك يا بدر
ولو لم تعللني بوعدك لم يكن / ليألف قلبي في تباعدك الصبر
ولكن عقبى كل ضيق وشدة / رخاء وإن العسر من بعده يسر
وإن زمان الظلم إن طال ليله / فعن كثب يبدو بظلمائه الفجر
ويطوى بساط الجور في عدل سيدٍ / لألوية الدين الحنيف به نشر
هو القائم المهدي ذو الوطأة التي / بها يذر الأطواد يرجحها الذر
هو الغائب المأمول يوم ظهوره / يلبيه بيت الله والركن والحجر
هو ابن الإمام العسكري محمد / بذا كله قد أنبأ المصطفى الطهر
كذا ما ورى عنه الفريقات مجملاً / بتفصيله تفنى الدفاتر والحبر
فأخبارهم عنه بذاك كثيرة / وأخبارنا قلَّت لها الأنجم الزهر
ومولده نورٌ به يشرق الهدى / وقيل لظامي العدل مولده نهر
فيا سائلاً عن شأنه اسمع مقالة / هي الدر والفكر المحيط لها بحر
ألم تدر أن الله كوَّن خلقه / ليمتثلوه كي ينالهم الأجر
وما ذاك إلاّ رحمة بعباده / وإلا فما فيه الى خلقهم فقر
ويعلم أن الفكر غاية وسعهم / وهذا مقام دونه يقف الفكر
فأكرمهم بالمرسلين أدلَّةً / لما فيه يرجى النفع أو يختشى الضرّ
ولم يؤمن التبليغ منهم من الخطا / إذا كان يعروهم من السهو ما يعرو
ولو أنّهم يعصونه لاقتدى الورى / بعصيانهم فيهم وقام لهم عذر
فنزههم عن وصمة السهو والخطا / كما لم يدنس ثوب عصمتهم وزر
وأيدهم بالمعجزات خوارقاً / لعاداتنا كي لا يقال هي السحر
ولم أدرِ لِم دلَّت على صدق قولهم / إذا لم يكن للعقل نهي ولا أمر
ومن قال للناس انظروا في ادعائهم / فإن صحّ فليتبعهم العبد والحرّ
ولو أنهم فيما لهم من معاجز / على خصمهم طول المدى لهم النصر
لغالى بهم كل الأنام وأيقنوا / بأنّهم الأرباب والتبس الأمر
كذلك تجري حكمة الله في الورى / وقدرته في كل شيء له قدر
وكان خلاف اللطف واللطف واجب / إذا من نبيٍّ أو وصيٍّ خلا عصر
أينشىء للإِنسان خمس جوارح / تحسُّ وفيها تُدرَكُ العين والأثر
وقلباً لها مثل الأمير يردها / إذا أخطأت في الحسِّ واشتبه الأمر
ويترك هذا الخلق في ليل ضلَّةٍ / بظلمائه لا تهتدي الأنجم الزهر
فذلك أدهى الداهيات ولم يقل / به أحد إلاّ أخو السفه الغر
فأنتج هذا القول إن كنت مصغياً / وجوب إمام عادل أمره الأمر
وإمكان أن يقوي وإن كان غائباً / على رفع ضرِّ الناس إن نالها الضرّ
وإن رمت نجح السؤل فاطلب مطالب ال / سؤول فمن يسلكه يسهل له الأمر
ففيه أقرّ الشافعي ابن طلحة / برأي عليه كل أصحابنا قرُّوا
وجادلَ من قالوا خلاف مقاله / فكان عليهم في الجدال له نصر
وكم للجوينيِّ انتظمن فرائد / من الدرّ لم يسعد بمنكونها البحر
فرائد سمطين المعاني بدرها / تحلَّت لأن الحلي أبهجة الدرّ
فوكل بها عينيك فهي كواكب / لدرِّيها أعياني العدُّ والحصر
ورد من ينابيع المودة مورداً / به يشتفي من قبل أن يصدر الصدر
وفتّش على كنز الفوائد فاستعن / به فهو نعم الذخر إن أعوز الذخر
ولاحظ به ما قد رواه الكراجكي / من خبر الجارود إن أغنت النذر
وقد قيل قدماً في ابن خولة إنه / له غيبة والقائلون به كثر
وفي غيره قد قال ذلك غيرهم / وما هم قليل في العداد ولا نزر
وما ذاك إلا لليقين بقائم / يغيب وفي تعيينه التبس الأمر
وكم جدَّ في التفتيش طاغي زمانه / ليفشي سرَّ الله فانكتم السرُّ
وحاول أن يسعى لإطفاء نوره / وما ربحه إلا الندامة والخسر
وما ذاك إلاّ أنّه كان عنده / من العترة الهادين في شأنه خبر
وحسبك عن هذا حديث مسلسلٌ / لعائشة ينهيه أبناؤها الغرّ
بأن النبيّ المصطفى كان عندهم / وجبريل إذ جاء الحسين ولم يدروا
فأخر جبريل النبي بأنه / سيقتل عدواناً وقاتله شمر
وان بنيه تسعة ثم عدَّهم / بأسمائهم والتاسع القائم الطهر
وأن سيطيل الله غيبة شخصه / ويشقى به من بعد غيبته الكفر
وما قال في أمر الإمامة أحمد / وأن سيليها اثنان بعدهم عشر
فقد كاد أن يرويه كل محدث / وما كاد يخلو منتواتره سفر
وفي جلها أن المطيع لأمرهم / سينجو إذا ما حاق في غيره المكر
ففي أهل بيتي فلك نوح دلالة / على من عناهم بالإمامة يا حبر
فمن شاء توفيق النصوص وجمعها / أصاب وبالتوفيق شُدَّ له أزر
وأصبح ذا جزم بنصب ولاتنا / لرفع العمى عنّا بهم يجبر الكسر
وآخرهم هذا الذي قلت إنّه / تنازع فيه الناس واشتبه الأمر
وقولك إن الوقت داع لمثله / إذا صَحَّ لِم ذبَّ عن لبه القشر
وقولك إن الاختفاء مخافة / من القتل شيء لا يجوزه الحجر
فقل لي لماذا غاب في الغار أحمد / وصاحبه الصديق إذ حَسُنَ الحذر
ولم أُمِرَت أم الكليم بقذفه / إلى نيل مصر حين ضاقت به مصر
وكم من رسول خاف أعداه فاختفى / وكم أنبياء من أعاديهم فروا
أيعجز ربّ الخلق عن نصر دينه / على غيرهم كلا فهذا هو الكفر
وهل شاركوه في الذي قلت إنه / يؤول الى جبن الإمام وينجرُّ
فإن قلت هذا كان فيهم بأمر من / له الأمر في الأكوان والحمد والشكر
فقل فيه ما قد قلت فيهم فكلهم / على ما أراد الله أهواؤهم قصر
وإظهار أمر الله من قبل وقته ال / مؤجل لم يوعد على مثله النصر
وليس بموعود إذا قام مسرعاً / إلى وقت عيسى يستطيل له العمر
وإن تسترب فيه لطول بقائه / أجابك أدريس وإلياس والخضر
ومكث نبيِّ الله نوح بقومه / كذا نوم أهل الكهف نصَّ به الذكر
وقد وُجِدَ الدجالُ في عهد أحمد / ولم ينصرم منه إلى الساعة العمر
وقد عاش عوج ألف عام وفوقها / ولولا عصى موسى لأخَّره الدهر
ومن بلغت أعمارهم فوق مائة / وما بلغت ألفاً فليس لهم حصر
وما أسعد السرداب في سرِّ من رأى / وأسعد منه مكة فلها البشر
سيشرق نور الله منها فلا تقل / له الفضل عن أم القرى ولها الفخر
فإن أخَّرَ الله الظهور لحكمة / به سبقت في علمه وله الأمر
فكم محنة الله بين عباده / يُمَيِّزُ فيها فاجرُ الناسِ والبَرُّ
ويعظم أجر الصابرين لأنهم / أقاموا على ما دون موطئه الجمر
ولم يمتحنهم كي يحيط بعلمهم / عليم تساوى عنده السرُّ والجهر
ولكن ليبدوا عندهم سوء مااجتروا / عليهم فلا يبقى لآثمهم عذر
وإني لأرجو أن يحين ظهوره / لينتشر المعروفُ في الناس والبرُّ
ويُحيى به قطرُ الحيا ميِّتَ الثرى / فتضحك من بشر إذا ما بكى القطر
فتخضرُّ من وكَّاف نائل كفه / ويمطرها فيض النجيع فَتَحمَرُّ
وَيَطهُرُ وجه الأرض من كل مأثم / ورجس فلا يبقى عليها دم هدر
وتشقى به أعناق قوم تطوّلت / فتأخذ منها حظها البيض والسمر
فكم من كتابيٍّ على مسلم علا / وآخر حربيٍّ به شمخ الكبر
ولولا أمير المؤمنين وعدله / إذن لتوالى الظلم وانتشر الشرُّ
فلا تحسبنَّ الأرض ضاقت بظلمها / فذلك قول عن معايبَ يَفتَرُّ
وذا الدين في عبد الحميد بناؤه / رفيع وفيه الشرك أربعهُ دثر
إذا خفقت بالنصر رايات عزه / فأحشاء أعداه بها يخفق الذعر
وعنه سل اليونان كم ميت لهم / له جدثان الذئب والقشعم النسر
وكم جحفل إذ ذاك قبل لقائه / بنو الأصفر انحازت وأوجهها صفر
عشية جاء المسلمون كتائباً / مؤيّدة بالرعب يقدمها النصر
ببيض مواض تمطر الموت أحمراً / ورقش صلال تحتها الدهم والشقر
فلا يبرح السلطان منه مخلداً / ولا يخل من آثار قدرته قطر
وخذه جواباً شافياً لك كافياً / معانيه آيات وألفاظه سحر
وما هو إن أنصفته قول شاعر / ولكنه عقد تحلَّى به الشعر
ولو شئتُ إحصاءَ الأدلّةِ كلَّها / عليك لَكَلَّ النظمُ عن ذاك والنثرُ
فكم قد روى أصحابكم من رواية / هي الصحو للسكران والشُبَهُ السكر
وفي بعض ما أُسمِعتَهُ لك مقنع / إذا لم يكن في أذن سامعه وقر
وإن عاد إشكال فعُد قائلاً لنا / أيا علماء العصر يا من لهم خُبرُ
بنفسي التي لا هُم أعزُّوا جوارها
بنفسي التي لا هُم أعزُّوا جوارها / ولا تركوها تستجير بدمعها
رأوها تُقَضِّي ليلها ونهارها / بكاءً على الهادي فجدُّوا بمنعها
ومذ ألفت ظل الأراكة لم تكن / تطيب نفوس القوم إلا بقطعها
إذا كان قصد القوم بيعة بعلها / فما كان يحدوهم على كسر ضلعها
غزال روت عن سحر عينيه بابل
غزال روت عن سحر عينيه بابل / وما أشبهته في البغام البلابل
له معطف كالغصن ريان بالصبا / ولكنه في معرك الحب ذابل
يروق لقلبي خصره وهو ناقص / ويصبيه بدر من محياه كامل
واستملح الممنوع من عذب ريقه / ويحلو لعيني جيده وهو عاطل
يعاتبني أني مطلت ديونه / ولو سمع الشكوى لبان المماطل
لقد جدَّ فتكاً بالحشا غير أنّني / أجدُّ له بالحب وهو يهازل
قد استوعرت منه مسالك وصله / ولم تجدني الأشواق وهي وسائل
إذا عن قوانين الهوى حين قربه / تعدَّى فهل تغني إليه الرسائل
أحبةض قلبي فيكم القلب آهلٌ / وإن أوحشت منكم ومنّا المنازل
سقى عهدكم دمعي إذا غب سقيه / من الحافلات الضرع هامٍ وهاملُ
ترحلتمو عني وصبري ذاهب / وسرتم ولبي بالصبابة ذاهل
فأصبح جسمي عنكم وهو نازح / مقيم وقلبي عندكم وهو راحل
ولم أنسكم حتى أقول ذكرتكم / ولا طمعت يوماً بعذلي العواذل
ولي فيكم خلٌّ بقلبي وداده / صحيح وجسمي بعدما غاب ناحل
صفا عنده ودِّي وعندي ودُّه / سواء ومثلي بالجميل يقابل
فلا بعدت منه شمائل لم تزل / بها من رياض المجد تزهو خمائل
ولفظ إذا ما أنشأ الدرّ ناظماً / تحلّت به لا بالجمان العقائل
إذا ما رقى الأعواد يوم خطابة / تشابه في الإِعياء قسٌّ وباقل
يحاكي نسيم الصبح لطفاً وإن يكن / ثبير حجى ما حركته الزلازل
فيا شيبة الحمد الذي أنا قاصر / ثنائي عليه وهو للنجم طائل
إذا أنزل الله الكتاب بمدحه / فماذا ترى في شأنه أنا قائل
أقلني عثاري إن تجدني مقصراً / فها أناذا في ظلّ عفوك قائل
تقربك الذكرى إليَّ كأنّما / لعيني بعد البعد شخصك ماثل
لئن كان حكم الدهر بالبين جائراً / فما القلب يوماً عن ولائك عادل
هواك مقيم لا يحول وإن يحل / من البعد ما بيني وبينك حائل
نهضت لحفظ الدين فاعتاقك الردى
نهضت لحفظ الدين فاعتاقك الردى / أحين ترجيناك تستأصل العدى
فديت نفوس المسلمين بمهجة / نفوس جميع المسلمين لها الفدا
وقمت بأمر الله لا متهيباً / من الحرب عقباها ولا مترددا
فلو أن ماء البحر سال كتائباً / أو انهار رمل الأرض جنداً مجنّدا
وأفردك الجمع الذي كان حاشداً / عليك للاقيت الكتائب مفردا
ولم أنس إذ تستنفر الناس للوغى / وتؤذن أن النفر موعده غدا
فقلت متى يطوي الظلام وينجلي / فتنجز للدين الحنيفي موعدا
ولو كنت أدري ما أرى في صباحه / تمنيت أن الليل أطبق سرمدا
فيا حافظاً دين النبي محمد / فقدنا بمثواك النبي محمدا
مضيت حثيث السير لم تشك علَّة / ولا بتَّ في فرش السقام مسهدا
ولا احتجت في وصف الدواء ممرضاً / ولا اختلف الأحباب نحوك عوَّدا
لأنك لا تنفك تطلب راحة ال / برايا ولم تبرح لنفسك مجهدا
خلائق قد عوِّدتهنَّ وإنما / لكل امرىءٍ من دهره ما تعوّدا
فهدَّ من الإسلام حصناً ممنعاً / وهدَّم للإِيمان قصراً مشيَّدا
وقمت ثقيل الخطو حتى كأنني / أجَرُّ بأغلال القيود مصفَّدا
إذا انطلقت رجلي كبوت لوجهتي / لأنّي في نعماك أمس مقيدا
ولم يدمِ قلبي يوم فقدك إنّنا / فقدنا أعزَّ الناس مجداً وسؤددا
وأحسن أهل الأرض خلقاً ومنطقاً / وأصدق من فيها وعيداً وموعدا
وأعلاهمُ كعباً وأدناهمُ ندىً / وأقربهم خطواَ وأبعدهم مدى
وأثبتهم رجلاً إذا وقفوا على / مزلٍّ وأقواهم إذا بسطوا يدا
وشخصاً بأبراد الفضائل كاسياً / إليها ملوك الأرض تدخل سُجَّدا
ولكن شجاني أن شملاً جمعته / مَعاذاَ له قد كاد أن يتبدّدا
وأن عيون الشرك قرَّت بفادح / به ناظر التوحيد أمسى مسهّدا
أحين نضاك الدين سيفاً مجرداً / تعود باطباق الصفايح مغمدا
وفي حين أعلام الضلال خوافق / تنكسك الأقدار يا علم الهدى
مضيت فكم أبكيت للعلم منبراً / وأوحشت من فقدِ العبادة مسجدا
وكم صارخ لم يلف بعدك مصرخاً / ومستنجد لم يلف بعدك منجدا
وكم حازم يبكي الفضائل والنهى / وذي عيلة يبكي السماحة والندى
أقام عليك المسلمون مآتماً / بيوم أقام المسلمين وأقعدا
ولم يندب الإسلام إلا لأنه / يخاف بأن تمسي فقيداً فيُفقدا
فيا علماء الدين هبوا لنصره / فإن قناهُ كاد أن يتقصدا
ألا نهضة ملِّيةٌ تنسف الربى / وتقذف موج البحر بالدم مزبدا
تحيل صباح الكفر بالنقع قاتماً / وتلبسه قطعاً من الليل أسودا
وتغشى الصليبيين فيها كتائب / ينادون في نقع العجاج محمد
إذا أبرقت أسيافهم سالت الدما / ولم يرهبوا صوت المدافع مرعدا
متى تتغنَّ البندقيات يسرعوا / لشرب كؤوس الحنف مثنى وموحدا
أجدَّك هل قبل القيامة ملتقى
أجدَّك هل قبل القيامة ملتقى / فقد هام في فقدانك العلم والتقى
وأرَّقت جفن الدين حزناً لكافل / له كان يولي الليل جفناً مؤرقا
وأذويت أعواد المنابر بعدما / بعلمك منها اليابس اخضَّر مورقا
وكاد من الأشواق يحمرُّ دمعه / لفقدك محراب له كنت شيِّقا
وخوف لقاء الله كم قمت باكياً / حزيناً فهذا اليوم بشراك باللقا
وأنفقت غالي العمر في الله فارتبح / بأضعاف ما قد كنت في الله منفقا
سكنت ببطن الأرض أوسع منزل / فعاد الفضاء الرحب بعدك ضيّقا
وجددت بالأكفان أثواب سندس / ولكن ثوب الصبر بعدك أخلقا
وأبدلت أزواجاً من الحور كنَّساً / بدنيا لها من قبل كنت مطلقا
وصبح الهدى قد عاد بعدك مظلماً / وبطن الثرى من نور وجهك مشرقا
عذرت الردى حيث انتقاك وما ارتضى / سواك فأنت الدر والدر ينتقى
لعمرك ما أدري وأنت فقيدنا / بمن أتسلى أو أقول لك البقا
خلقت من التقوى فهل عنك سلوة / لنا بالذي يبدي التقى متخلقا
سأبكيك ما أبقى لي الحزن ناظراً / وأرثيك لو أبقى لي الخطب منطقا
وأبكي جبيناً بالسجود معفَّراً / ولكنه أبهى من البدر رونقا
وأبكي لساناً بالصواب مقيداً / ولكنه أجرى من السيل مطلقا
مضيت سليم القلب ما فيك مغمز / سوى كثرة الإسراف في العلم والتقى
مضيت عديم المثل قد حزت غاية / يطأطىء عن إدراكها الوهم مطرقا
مضيت كريم النفس فرداً مجمعا / من المجد ما في الناس كان مفرَّقا
مضيت مقيم الذكر والمسك طبعه / إذا ما مضى أبقى النسيم معبقا
ونار الأسى لولا الأسى بمحمد / لأضرم ذاكيها القلوب وأحرقا
كريم الى طه انتمى وهو جده / فشابهه خَلقاً وخُلقاً ومنطقا
فتى كأبيه لا يزال وجده / إلى الخير مهدياً وفيه موفقا
إلى أن نرى إرشاده لشرايع / بها يغتدي علاّمةً ومحققا
فإنّا نرى بالجد والسعي يرتقي / إلى موضع الفرزان ما كان بيدقا
الست ترى فرع النبيّ محمدا / الى ذروة الآباء في جدّه ارتقى
سحاب أغاث المعتفين بوبله / فدام علينا برقه متألقا
طمى بحره بالعلم يمتد مزبداً / كما غيثه بالجود ينهلُّ مغدقا
له قدم أرست على ذروة العلا / وداست من العلياء هاماً ومفرقا
له راحة فيها لنا أي راحة / غدا كل جيد في نداها مطوقا
فدام لنا حصناً وكهفاً وجُنّةً / له يُلتَجَا من كل خطب ويُتقى
وأحدق ريحان الجنان وروحها / بمثوى به الإيمان والعلم أحدقا
لئن يغدُ شرق الأرض والغرب مأتما
لئن يغدُ شرق الأرض والغرب مأتما / فرزءُ حسين جلَّ في الأرض والسما
دهانا بشهر العيد رزؤك طارقاً / فأصبح شهر العيد فينا محرما
فلست ترى إلا مصاباً بوالدٍ / رماه به صرف الزمان فأيتما
فأجرت مآقينا النوائبُ أدمعاً / وفجرت الأحزانُ أحشاءنا دما
ألم تك للإسلام ركناً مشيداً / أعيذ بناه أن يقال تهدما
ألست الحمى للناس من كل طارق / ينوب فيا ذلاه من طرق الحمى
ألست لأفق الرشد بدراً فما له / أجيلً به طرفي فألفيه مظلما
مضيت حميد المأثرات ولا أرى / خلافك هذا العيش إلا مذمما
وكم منبر أبكيته كان قبل ذا / يكاد إذا ترقاه أن يتبسما
فلا بعدت تلك الليالي التي بها / سهرت وباتت أعين الناس نُوَّما
تقوم الى المحراب ترعد خيفة / كأنّك قد أبصرت فيه جهنّما
يشوقك أن ترقى إلى الله عارجاً / فتنصب للُّقيا صلاتك سُلَّما
اصابك صرف الدهر للدين حافظاً / وللمال متلافاً وللعلم عيلما
أصاب قلوب المسلمين وإنهم / ليرضون أن يفنوا جميعاً وتسلما
ولما رماكب الدهر أيقن أنه / أصاب وكلاّ لو أصاب لما رمى
برغمي يا غيظ الحواسد أن ترى / عدوَّك قد أمسى قريراً ونرغما
برغمي أن لا تستجيب لمن أتى / يبثك شكوى خصمه متظلما
برغمي ياسراً يضيق بكتمه / رحيب الفضا في اللحد تمسي مكتما
برغمي يا بدر الهدى أن تميل لل / غروب وإن شعت مزاياك أنجما
برغخمي أن يجري القضاء محتماً / عليك وقد كنت القضاءَ المحتما
وأجريت من أبناء فهرٍ مدامعاً / لغير حسين دمعها قط ما همى
فإن لم تكن منهم قديماً فإنهم / يرونك في الفضل الإمام المقدما
ولو لم تكن للهاشميين سيداً / لما عقدت ساداتهم لك مأتما
وحنُّوا حنين اليعملات بمحفلٍ / به لا ترى إلا هزبراً وضيغما
إذا أرخص الهادي وموسى لفادحٍ / دموعاً فعين ليس تبكي لها العمى
همامان قد حلاَّ من المجد موضعاً / تمنته لو تجدي المنى أنجم السما
إذا قيل من أزكى الورى وأعزَّهم / مقاماً وأوفاهم ذماماً فقل هما
خليليَّ بالصبر الجميل تدرَّعا / وإن جلَّ خطباً ما به قد أُصبتما
فهذا التقى ابن الحسين وصنوه / محمد في برج المعالي تسنما
لنا منهما كهلا حجًى إن تأخرا / زماناً فقد فاتا علاً وتقدما
قد احتذيا في كل فضلٍ أباهما / وهل أرقمٌ إلا ويعقب أرقما
ودوما مُناخاً للركائب وأبقيا / حمىً من تصاريف النوائب واسلما
ولست بمستسقٍ سحاباً لحفرةٍ / بها حلَّ بحر الجود والعمل مفعما
عذرتك إذ ينهلُّ دمعك جاريا
عذرتك إذ ينهلُّ دمعك جاريا / لمثل حسين فابك إن كنت باكيا
سأبكي حسيناً ثاويا في ثرى الحمى / بكائي حسيناً في ثرى الطف ثاويا
وأبكي حسيناً في قميصه مدرجاً / بكائي حسيناً من قميصيه عاريا
ألا أرخص الدمع المصون لمن له / غدا مرجل الأحزان في القلب غاليا
وما هو إلا الجفن ينهلُّ دامعاً / إذا ما أحسَّ القلب بالوجد داميا
أبا محسن حال القضاءُ فلم تكن / تعي داعياً أو تستجيب مناديا
رجوتك للجلَّى فخيبني الردى / وما كنت لولاه تخيِّبُ راجيا
مصاب بأهل البيت برَّح شجوه / إذ البيت أمسى ركنه متداعيا
عجبت لمن لم يمس للعيش ساخطاً / بيوم به أصبحت للموت راضيا
بيومٍ حتى ظهري وكان مقوَّماً / وقوَّم أضلاعي وكنَّ حوانيا
بيوم به قد أخرس الخطب منطقي / وإلا لأدَّى ما عليه لسانيا
لكنت إذن أبكي عقيقاً بأدمعي / وأبكي يراعي في الطروس لآليا
رثيتك لكن لو رأيت لواعجيٍ / لكنت لحالي بعد فقدك راثيا
برغمي غدا ظهر منك موحشاً / ينوح وأمسى بطنها بك زاهيا
وبينا يُرى في الناس شخصُكَ سائراً / إذا قد علا الأكتاف نعشك ساريا
يُثَقِّلُ أعناقاً خواضعَ تحته / بأيديك كم ثقلتهنَّ أياديا
أطفنا به واليوم أقتم غائم / ولست ترى فينا من الوجدن صاحيا
كأن السما تبكي حسيناً بساجم / حكى عبرتي لو كان أحمر قانيا
فليت المنايا آذنتني بقربها / وحسب المنايا أن يكنَّ أمانيا
ويا قلب هل يشفيك شيء سوى الردى / كفى بك داءً أن ترى الموت شافيا
سليت على جمر اللواعج إن تكن / لرزء حسين آخر الدهر ساليا
فيا من أمات الشرك والجهل علمه / وما زال في المحراب يحيى اللياليا
بنا شمت الأعداء جهلاً ولا أرى / من الخطب فينا ما يسرُّ الأعاديا
لأني رأيت اليوم حالك ميتاً / لحالك حيّاً مشبهاً ومدانيا
ولولا يتامى أو أيامى عليك قد / غدا يسعد الباكون منها البواكيا
نعم وبيوتٌ للتقى ومدارس / خلت فغدت تنعى السنين الخواليا
لكنت أعدُّ اليوم عيداً لأنه / به عدت من سجن المكاره ناجيا
ويا مربع الإحسان عاصفة الردى / دهتك الى أن عدت يا ربع عافيا
بليت فأنعم بالدموع جوارياً / لو أنَّ انسجام الدمع ينعم باليا
لئن بلغت فيك الحوادث قصدها / فقد بلغت نفسي عليك التراقيا
هلمَّ فأسعدني بنوحك إنما / عراك من الأحزان ما قد عرانيا
فذلك رزءٌ عاد فيه محمد / على صبره عند النوائب باكيا
ضللت طريق الصبر مقتدياً به / على أنه للناس أرسل هاديا
به قد غدت أفلاكها التسع عشرة / واصبحت السبع المثاني ثمانيا
إمام غدا للمال والجاه باذلاً / كما قد غدا للعرض والدين حاميا
أجلت بياني في بديع صفاته / فلم تسع الألفاظ منه المعانيا
أبا القاسم أعذرني فلست ببالغ / علاك ولو أفنيت فيك القوافيا
وما الشعر من طبعي ولكن نفثة / تنظِّمُ أفلاذ الفؤاد مراثيا
ويا قلمي أمسك فقد أُبرم القضا / وأرخ عظيم بالحسين مصابيا
يقولون صبراً فالنوائب لم تزل
يقولون صبراً فالنوائب لم تزل / تنوب وإن الصبر ما زال محمودا
بل هو محمود لدى الناس كلهم / ولكنه بالرغم أصبح مفقودا
صبرت ولم أجزع لفقد ومحنة
صبرت ولم أجزع لفقد ومحنة / وسلَّيت نفسي بالتأسِّي وبالرضا
وإنك إن أمددتني منك بالدعا / تيقنت أنّي فيه أستدفع القضاء
فلا زلت حرزاً للعشيرة واقياً / ونوراً إذا ما أظلمت أزمةٌ أضا
بطرفك والمسحور يقسم بالسحر
بطرفك والمسحور يقسم بالسحر / أعمداً رماني أم أصاب ولا يدري
تعرض لي في القانصين مسدد ال / إشارة مدلول السهام على النحر
رنا اللحظة الأولى فقلت مجربٌ / فكررها أخرى فأحسست بالشر
فهل ظن ما قد حرَّم الله من دمي / مباحاً له أم نام قومي عن الوتر
بنجدٍ ونجد دار جود وذمة / مطال بلا عسر وبخل بلا عذر
وسمراء ودَّ البدر لو حال لونه / إلى لونها في صبغة الأوجه السمر
خليليَّ هل من وقفة والتفاتة / على القبة السوداء من جانب الحجر
وهل من أرانا الحجن بالخيف عائد / على مثلها أم عدها حجة العمر
ولله ما أوفى الثلاث على منى / لأهل الهوى لو لم تحن ليلة النفر
لقد كنت لا أوتى من الصبر قلة / فهل تعلمان اليوم أين مضى صبري
وكنت ألوم العاشقين ولا أرى / مزية ما بين الوصال الى الهجر
فأعدى إليَّ الحب صحبة أهله / ولم يدر قلبي أن داء الهوى يسري
أيشرد لبي يا غزالة حاجر / وأنت بذات البان مجموعة الأمر
خذي لحظ عيني في الضعون إضافة / إلى القلب أوردِّي فؤادي الى صدري
بدا كوكب الإقبال والسعد طالعاً
بدا كوكب الإقبال والسعد طالعاً / ببرج علاً يسمو على برج كيوان
أهلَّ هلال السعد قد أرخوه أم / تولد عبدالله في نصف شعبان
بنفسي إمام حلَّ في خير مشهد
بنفسي إمام حلَّ في خير مشهد / بقبته زهر الكواكب تهتدي
وقدست أرضاً قلت فيها مؤرخاً / يغيب بها مهدي آل محمد
إذا كان فتح الباب للضيف سُبَّةً
إذا كان فتح الباب للضيف سُبَّةً / وعاراً فإنا منه سوف نتوب
وإن ناب عنا بالإقامة ضيفنا / فلا بُدَّ أنّا بالرحيل ننوب
ودعه يقم ما شاء فالبيت بيته / ونحن إذا اشتقنا إليه نؤوب
وفدنا عشياً في محل ابن يونس
وفدنا عشياً في محل ابن يونس / على خير موصوف واكرم منعوت
ولم نأل في ثارات يونس جهدنا / على أن أكلنا مرتين من الحوت
حللنا عشياً من فناء ابن يونس
حللنا عشياً من فناء ابن يونس / محلاً أنيساً عند أكرم مؤنس
ولم نستطع شكراً لوافر فضله / إلى أن أكلنا الحوت في ثار يونس
إلهي لئن أحضرتني ونشرت لي
إلهي لئن أحضرتني ونشرت لي / صحائف لا تبقي عليَّ ولا تذر
فقل لا تعدوه وإن كان حاضراً / فقد كان عبدي لا يُعَدُّ إذا حضر