القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الإِمام عَليّ بن أَبي طَالِب الكل
المجموع : 99
تَحَرَّز مِن الدُنيا فَإِنَّ فِناءَها
تَحَرَّز مِن الدُنيا فَإِنَّ فِناءَها / مَحَلُّ فَناءٍ لا مَحَلُّ بَقاءِ
فَصَفوَتُها مَمزوجَةٌ بِكُدورَةٍ / وَراحَتُها مَقرونَةٌ بِعَناءِ
أَمِن بَعدِ تَكفينِ النَبِيِّ وَدَفنِهِ
أَمِن بَعدِ تَكفينِ النَبِيِّ وَدَفنِهِ / بأثْوابِهِ آسى على ميِّتٍ ثَوى
رُزِئنا رَسولَ اللَهِ حَقّاً فَلَن نَرى / بِذاكَ عَديلاً ما حَيينا مِنَ الرَدى
وُكُنتَ لَنا كَالحِصنِ مِن دونِ أَهلِهِ / لَهُ مَعقَلٌ حِرزٌ حَريزٌ مِن العِدى
وَكُنا بِهِ شُمُّ الأُنوفِ بِنَجْوَةٍ / عَلى مَوضِعٍ لا يُستطاعُ وَلا يُرى
وَكُنّا بِمَرآكُم نَرى النورَ وَالهُدى / صَباحَ مَساءَ راحَ فينا أَو اِغتَدى
لَقَد غَشِيَتنا ظُلمَةٌ بِعدَ فَقدِكُم / نَهاراً وَقَد زادَت عَلى ظُلمَةِ الدُجى
فَيا خَيرَ مَن ضَمَّ الجَوانِحَ وَالحَشا / وَيا خَيرَ مَيتٍ ضَمّهُ التُربُ وَالثَرى
كَأَنَّ أُمورَ الناسِ بَعدَكَ ضُمِّنَت / سَفينَةُ مَوجٍ البَحْرِ والبَحرِ قَد طَما
وَضاقَ فَضاءُ الأَرضِ عَنّا بِرَحبِهِ / لَفَقدِ رَسولِ اللَهِ إِذ قيلَ قَد مَضى
فَقَد نَزَلَت بِالمُسلِمينَ مُصيبَةٌ / كَصَدعِ الصَفا لا صَدعٍ لِلشَعبِ في الصَفا
فَلَن يَستَقِلَّ الناسُ ما حَلَّ فيهُمُ / وَلَن يُجبَرَ العَظمُ الَّذي مِنهُمُ وَهَى
وَفي كُلِّ وَقتٍ لِلصَلاةِ يَهيجُها / بِلالٌ وَيَدعو بِاِسمِهِ كُلَّما دَعا
وَيَطلُبُ أَقوامٌ مَواريثَ هالِكٍ / وَفينا مَواريثُ النُبُوَّةِ وَالهُدى
فَيا حَزَناً أَنّا رُزينا نَبِيَّنا / عَلى حينِ تَمَّ الدينُ وَاِشتَدَّتِ القُوى
كَأنّا لأُولى شُبهَةٍ سَفرُ لَيلَةٍ / أَضَلّوا الهُدى لا نَجمَ فيها وَلا ضَوى
نَصَرنا رَسولَ اللَهِ لَمَّا تَدابَروا
نَصَرنا رَسولَ اللَهِ لَمَّا تَدابَروا / وَثابَ إِلَيهِ المُسلِمونَ ذَوو الحِجى
ضَرَبنا غُواةَ الناسِ عَنهُ تَكَرُّماً / وَلَمّا يَرَوا قَصدَ السَبيلِ وَلا الهُدى
وَلَما أَتانا بِالهُدى كانَ كُلُّنا / عَلى طاعَةِ الرَحمَنِ وَالحَقِّ وَالتُقى
حَياتُكَ أَنفاسٌ تُعَدُّ فَكُلَّما
حَياتُكَ أَنفاسٌ تُعَدُّ فَكُلَّما / مَضى نَفَسٌ منها انتَقَصْتَ بِهِ جُزءاً
وَيُحييكَ ما يُفنيكَ في كُلِّ حالَةٍ / وَيَحدوكَ حادٍ ما يُريدُ بِكَ الهُزءا
فَتُصبِحَ في نَفسٍ وَتَمشي بِغَيرِها / وَمالَكَ مِن عَقلٍ تُحِسُّ بِهِ رُزءا
فَإِن كُنتَ بِالشورى مَلَكتَ أُمورَهُم
فَإِن كُنتَ بِالشورى مَلَكتَ أُمورَهُم / فَكَيفَ بِهَذا وَالمُشيرونَ غُيَّبُ
وَإِن كُنتَ بِالقُربى حَجَجتَ خَصيمَهُم / فَغَيرُكَ أَولى بِالنَبِيِّ وَأَقرَبُ
أَلَم تَرَ قَومي إِذ دَعاهُم أَخوهُمُ
أَلَم تَرَ قَومي إِذ دَعاهُم أَخوهُمُ / أَجابوا وَإِن يَغضَب عَلى القَومِ يَغضَبوا
هُمُ حَفَظوا غَيبي كَما كُنتُ حافِظاً / لِقَومِيَ أُخرى مِثلَها إِذ تَغَيَّبوا
بَنو الحَربِ لَم تَقعُد بِهِم أُمَهاتُهُم / وَآباؤُهُم آباءُ صِدقٍ فَأَنجَبوا
لَعَمرُكَ ما الإِنسانُ إِلّا بِدينِهِ
لَعَمرُكَ ما الإِنسانُ إِلّا بِدينِهِ / فَلا تَترُكِ التَقوى اِتِّكالاً عَلى النَسَب
فَقَد رَفَعَ الإِسلامُ سَلمانَ فارِسٍ / وَقَد وَضَعَ الشِركُ الشَريفَ أَبا لَهَب
أَبا لَهَبٍ تَبَّت يَداكَ أَبا لَهَب
أَبا لَهَبٍ تَبَّت يَداكَ أَبا لَهَب / وَتَبَّت يَداها تِلكَ حَمّالَةَ الحَطَب
خَذَلتَ نَبيّاً خَيرَ مَن وَطِئَ الحَصى / فَكُنتَ كَمَن باعَ السَلامَةَ بِالعَطَب
وَخِفتَ أَبا جَهلٍ فَأَصبَحتَ تابِعاً / لَهُ وَكَذاكَ الرَأسُ يتبَعُهُ الذَنَب
فَأَصبَحَ ذاكَ الأَمرُ عاراً يُهيلُهُ / عَلَيكَ حَجيجُ البَيتِ في مَوسِمِ العَرَب
وَلَو كانَ مِن بَعضِ الأَعادي مُحَمَّدٌ / لَحامَيتَ عَنهُ بِالرِماحِ وَبِالقَضَب
وَلَم يَسلِموهُ أَو يُصَرَّعَ حَولَهُ / رِجالُ بِلاءٍ بِالحُروبِ ذَوو حَسَب
تَرَدَّ رِداءَ الصَبرِ عِندَ النَوائِبِ
تَرَدَّ رِداءَ الصَبرِ عِندَ النَوائِبِ / تَنَلْ مِن جَميلِ الصَبرِ حُسنَ العَواقِبِ
وَكُن صاحِباً لِلحِلمِ في كُلِّ مَشهَدٍ / فَما الحِلمُ إِلّا خَيرُ خِدنٍ وَصاحِبِ
وَكُن حافِظاً عَهدَ الصَديقِ وَراعِياً / تَذُق مِن كَمالِ الحِفظِ صَفوَ المَشارِبِ
وَكُن شاكِراً لِلّهِ في كُلِّ نِعمَةٍ / يَثِبكَ عَلى النُعمى جَزيلَ المَواهِبِ
وَما المَرءُ إِلّا حَيثُ يَجعَلُ نَفسَهُ / فَكُن طالِباً في الناسِ أَعلى المَراتِبِ
وَكُن طالِباً لِلرِزقِ مِن بابِ حِلَّةٍ / يُضاعَف عَلَيكَ الرِزقُ مِن كُلِّ جانِبِ
وَصُن مِنكَ ماءَ الوَجهِ لا تَبذُلَنَّهُ / وَلا تَسألِ الأَرذالَ فَضلَ الرَغائِبِ
وَكُن مُوجِباً حَقَّ الصَديقِ إِذا أَتى / إِلَيكَ بِبرٍ صادِقٍ مِنكَ واجِبِ
وُكُن حافِظاً لِلوالِدَينِ وَناصِراً / لِجارِكَ ذي التَقوى وَأَهلِ التَقارُبِ
فإِن تَسأَلَنّي كَيفَ أَنتَ فَإِنَّني
فإِن تَسأَلَنّي كَيفَ أَنتَ فَإِنَّني / صَبورٌ عَلى رَيبِ الزَمانِ صَعيبُ
حَريصٌ عَلى أَن لا تُرى بي كَآبَةٌ / فَيشمَتَ عادٍ أَو يُساءَ حَبيبُ
يُغَطّي عُيوبَ المَرءِ كَثرَةُ مالِهِ
يُغَطّي عُيوبَ المَرءِ كَثرَةُ مالِهِ / يُصَدَّقُ فيما قالَ وَهوَ كَذوبُ
وَيُزْري بِعقلِ المَرءِ قِلَّةُ مالِهِ / يُحَمِّقُهُ الأَقوامُ وَهوَ لَبيبُ
فَلَو كانَتِ الدُنيا تُنالُ بِفِطنَةٍ
فَلَو كانَتِ الدُنيا تُنالُ بِفِطنَةٍ / وَفَضلٍ وَعَقَلٍ نِلتُ أَعلى المَراتِبِ
وَلَكِنَّما الأَرزاقُ حَظٌّ وَقِسمَةٌ / بَفَضلِ مَليكٍ لا بِحيلَةِ طالِبِ
وَأَفضَلُ قَسمِ اللَهِ لِلمَرءِ عَقلُهُ
وَأَفضَلُ قَسمِ اللَهِ لِلمَرءِ عَقلُهُ / فَلَيسَ مِن الخَيراتِ شِيءٌ يُقارِبُه
إِذا أَكمَلَ الرَحمَنُ لِلمَرءِ عَقلَهُ / فَقَد كُمُلَت أَخلاقُهُ وَمآرِبُه
يَعيشُ الفَتى في الناسِ بِالعَقلِ إِنَّهُ / عَلى العَقلِ يِجري عَلمُهُ وَتَجارِبُه
يَزينُ الفَتى في الناسِ صِحَّةُ عَقلِهِ / وَإِن كانَ مَحظوراً عَلَيهِ مَكاسِبُه
يَشينُ الفَتى في الناسِ قِلَّةُ عَقلِهِ / وَإِن كَرُمَت أَعراقُهُ وَمَناسِبُه
وَمَن كانَ غَلّاباً بِعَقلٍ وَنَجدَةٍ / فَذو الجَدِّ في أَمرِ المَعيشَةِ غالِبُه
إِذا رُمتَ أَن تُعلى فَزُر مُتَواتِراً
إِذا رُمتَ أَن تُعلى فَزُر مُتَواتِراً / وَإِن شِئتَ أَن تَزدادَ حُبّاً فَزُر غِبّا
مُنادَمَةُ الإِنسانِ تَحسُنُ مَرّةً / وَإِن أَكثَروا إِدمانَها أَفسَدوا الحُبّا
وَما الدَهرُ وَالأَيّامُ إِلّا كَما تَرى
وَما الدَهرُ وَالأَيّامُ إِلّا كَما تَرى / رَزِيَّةُ مالٍ أَو فِراقُ حَبيبِ
وَإِنَّ اِمرَءاً قَد جَرَّبَ الدَهرَ لَم يَخَف / تَقَلُّبَ حالَيهِ لِغَيرِ لَبيبِ
سَتَشهَدُ لِي بِالكَرِّ وَالطَعنِ رايَةٌ
سَتَشهَدُ لِي بِالكَرِّ وَالطَعنِ رايَةٌ / حَبانِيَ بِها الطُهرُ النَبِيُّ المُهَذِّبُ
وَتَعلَمُ أَنّي في الحُروبِ إِذا اِلتَظى / بنِيرانِها اللَيثُ الهَموسُ المُرَجَّبُ
وِمثلِيَ لاقى الهَولَ في مُفظِعاتِهِ / وَفُلَّ لَهُ الجَيشُ الخَميسُ العَطَبطَبُ
وَقَد عَلِمَ الأَحياءُ أَنّي زَعيمُها / وَأَنّي لَدى الحَربِ العُذَيْقُ المُرَجَّبُ
أَبى اللَهُ إِلّا أَنَّ صِفِّينَ دارُنا
أَبى اللَهُ إِلّا أَنَّ صِفِّينَ دارُنا / وَدارُكُمُ ما لاحَ في الأُفقِ كَوكَبُ
إِلى أَن تُموتوا أَو نَموتَ وَما لَنا / وَما لَكُمُ عَن حَومَةِ الحَربِ مَهرَبُ
إِذا جادَتِ الدُنيا عَلَيكَ فَجُد بِها
إِذا جادَتِ الدُنيا عَلَيكَ فَجُد بِها / عَلى الناسِ طُرّاً إِنَّها تَتَقَلَّبُ
فَلا الجُودُ يُفنيها إِذا هِيَ أَقبَلَت / وَلا البُخلُ يُبقيها إِذا هِيَ تَذهَبُ
فَلَم أَرَ كَالدُنيا بِها اِغتَرَّ أَهلُها
فَلَم أَرَ كَالدُنيا بِها اِغتَرَّ أَهلُها / وَلا كَاليَقينِ اِستَأنَسَ الدَهرَ صاحِبُه
أَمُرُّ عَلى رَمسِ القَريبِ كَأَنَّما / أَمُرُّ عَلى رَمسِ اِمرِئٍ ماتَ صاحِبُه
فَوَاللَهِ لَولا أَنَّني كُلَّ ساعَةٍ / إِذا شِئتَ لاقَيتَ امْرَأً ماتَ صاحِبُه
إِذا ما اِعتَزَيْتَ الدَهرَ عَنهُ بِحيلَةٍ / تُجَدِّدُ حُزناً كُلَّ يَومٍ نَوادِبُهُ
تَعَلَّم فَإِنَّ اللَهَ زادَكَ بَسطَةً
تَعَلَّم فَإِنَّ اللَهَ زادَكَ بَسطَةً / وَأَخلاقَ خَيرٍ كُلُّها لَكَ لازِبُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025