القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إبراهيم الطَّبَطَبائيّ الكل
المجموع : 45
حبيبة قلب الوالدين ألا اذهبي
حبيبة قلب الوالدين ألا اذهبي / ولا تذهبي حتى يرى القلب ذاهبا
لبثت بنا خطف الوميض لشائم / كما أومض البرق اليماني كاذبا
أقمت بذي الوادي وأنت صغيرة / ولم تبرحي حتى أقمت النوادبا
ولا تحسبن رزء الأصاغر هينا / فإن وحي الأخفاف ينضي الغواربا
أواصلة للَّحد لا بمشقة / وقاطعة أرضا ربىً وسباسبا
تنشقت ريح العنبر الورد غدوة / نشقتُ بها فيك الرياح الحواصبا
لغادرت جدّاً لا يرى لك من أب / على حالة ألا تلقاه ناحبا
زوي الأضحيان البدر للعين حاجبا / بيوم به اخترت الثرى لك حاجبا
وهل نافعي عض الأباهم بعد ما / بادرد ناب قد قطعت الرواجبا
أمزمعة للقبر حسبكِ من أبٍ / يضن بدمع أو يجودك ساكبا
سأبكيك ما انهلت دموعي ذرَّفا / من العين حتى يرجع الدمع ناضبا
وإن تحبس العين الجمودة ماءها / سأبعثه دمعاً من القلب ذائبا
لقد عاد يومي فيك أسود حالكا / كأني به واريت أبيض قاضبا
لقد غال صرف الدهر من آل غالب / منعمة أرزت نزاراً وغالبا
ربيبة أقوام كرام تخالها / ربيبة آرام سنحن رباربا
وكم قالت للبدر المنير بوجهها / هوت من لها أهوى النجوم الكواكبا
لقد ضل من يعتاض بابن عن ابنة / غداة بنات الدهر جدَّت لواعبا
وقالوا تسلى سوف يعقب مثلها / فقلت ومن يبقى فيرجو العواقبا
أصاحب أن الدهر للمرء صاحب / مداجٍ إلى أن ينزع النفس صاحبا
وما لامرءٍ عن ساحة الموت مهرب / ومن ذا الذي ينجو من الموت هاربا
يميل الفتى عن خطة الموت ناكبا / ولا ينثني عن خطة الحتف ناكبا
وأين فتى ردَّ الردى بضرابه / وكم من فتىً ضربٍ يرد الكتائبا
فكم بازل قد دق منه جرانه / وشمَّر لا يلوي فقاد مصائبا
فمن نازل يمشي على قدم له / ومن راكب ولّى بحث الركائبا
تضلّ له الأعناق بالذل خشعا / وكم ذل مطلوب فعزز طالبا
لفرَّق أقواماً وجمَّع جحفلا / وأجرى له مجرى وجر مقانبا
وما الناس إلا الذود صبح بطرده / أهاب به الداعي فذعذع هائبا
وما تلكم الأيام إلّا أراقم / تدب الليالي خلفهن عقاربا
فيا ليت لا ألقى الزمان مسالما / وقد كنت لا ألقى الزمان محاربا
ولو كان يصغي الموت للعتب ظالما / عتبت ولكن ليس يسمع عاتبا
وما غائب إلّا ويرجع آيبا / سوى الموت لم يرجع إلى الحي آيبا
وعينك ما للعين بعدك مسرح
وعينك ما للعين بعدك مسرح / ولا لمزار الدمع بعدك من غبّ
إذا خطرت لي منك في القلب خطرة / تأوهت من كربي وحن لها قلبي
حنين صوادي العيس ضحوة خمسها / روامي بالأحداق للمنهل العذب
فقدتك فقد البدن مطرح جنبها / رواغي تحت الليل تخبط بالركب
فكم زفرة لي فيك تعقب زفرة / وسرب دموعٍ يشرئب إلى سرب
وكم لهفة لي فيك في أثر عبرة / بقلب هفا صب ودمع جرى سكب
بكيتك حتى قد قضى الدمع نحبه / عليك فهلا قد قضيتُ به نحبي
فللعين عين بالدموع سفوحة / وللغرب غرب يستهل على غرب
تركت لذيذ العيش فيك كأنما / يمثل لي عينيك في الأكل والشرب
ولست علىما بي من الهم ناسياً / تذكر حال منك في البعد والقرب
بقيت على حب يرقص بالحشا / عليك وظني قد بقيت على الحب
ولا تحسبن أن الذي بي هين / فبي منك فوق الترب ما بك في الترب
لقد كنت رحب الصدر جلداً على النوى / فمذ بنت لا قد بنت قد ضاق بي رحبي
وكنت على سلم مع الدهر برهةً / فصرت مع الأيام فيك على حرب
وحسبي خصم في الزمان متنازع / ينازعني العلق الثمين على غصب
ولو كان خطبي بعد فقدك واحد / حملت لوكن حمل خطب على خطب
أغالب أيامي وهن عواكس / مقاصد آمالي ومن ليَ بالغلب
ما بال هذا الدهر يعجم صعدتي / كأني والدهر الألد على ألب
لعمرك ما نبئت والسيف مرهف ال / مضارب إن السيف ينبو بلا ضرب
فأين زعيم العجم والعرب أين من / دعي بفتى الفتيان في العجم والعرب
وأين ابن أم المجد طار إلى علا / شرافتها تعلو على الأنجم الشهب
وأين مصون العرض ما نيل عرضه / وباذل عرض المال بالنائل النهب
وأين الذي إن عطلت للعلى رحى / غدا قطبها ثم استدارت على القطب
واين الذي قد عزَّ في الموت حزبه / وصارع حزب الموت وهو بلا حزب
أرى الآلة الحدباء يحمل فوقها / رجال رسوا هضباً على الهضب الحدب
ندبناك يا أزكى الرفاق وإنما / ندبناك للندب الحسين أخ الندب
وما مات من أبقى لنا بعد فقده / فتى مثله ضرباً شقيق الفتى الضرب
وكوكب فضلٍ عزَّ في الناس خدنه / فليس له ترب سوى النجم من ترب
جواداً متى بالجود يبسط راحة / يظل لها يغضي حياءً حيا السحب
عزاؤكما والحادثات نوازل / على مذهب الأمحال بالمنزل الخصب
ولا زال ممطور من الروض ممرع / يرف على مثواك بالمندل الرطب
تجهم وجه الموت وازورَّ حاجبه
تجهم وجه الموت وازورَّ حاجبه / فراح يرينا كيف تجثو غياهبه
تعصب أو يمري القلوب مصمما / ومازال حتى استفرغ الضرع عصابه
ولن يرجع الموت الزؤام ابن نجدة / على عقب أو يرجع الدرَّ حالبه
وما لبس الدرع الحصيدة حازم / من القوم إلا بزّه الدهر سالبه
هو الخطب لم تكفف بسلم كتائبه / يحارب بالأرزاء من لا يحاربه
له الويل كم يسعى بسود أراقم / لبيض المساعي وهو تسعى عقاربه
وشوهاً له يفري بحمر مخالب / قلوب العلى والموت حمر مخالبه
نعاتب هذا الدهر والدهر لم يزل / يخيب من قد جاء يوماً يعاتبه
فلا تصحبن الدهر إن كنت كيسا / فحسبك أن الدهر يخذل صاحبه
عذيريَ من دهر إذا ما وجدته / لدفع ملم أدركتني مصائبه
فيا لائميّ اليوم كفّا فما بقي / مع القلب صبر يوم زمت ركائبه
قضى البين ممن يزجر الطير قلبه / بيوم غراب البين ينعق ناعبه
لقد قاد صرف الحتف للحتف قائداً / تناقل بالسلب اللدن سلاهبه
وقد كان ورد الفضل عذباً شرابه / فمذ بان عاد الفضل رنقا مشاربه
خليليّ ما الأيام صادقة الجدا / تخيل مخيل البرق أومض كاذبه
وللمرء أحباب مضت وحبائب / فافجعنه أحبابه وحبائبه
هل غالمرء يلقى بالتصفح صحبه / وقد أدرجت تحت الصفيح صحائبه
وما الناس إلا كالأنامل أن تقس / تجد أصبعا من أصبع لا يناسبه
فمن ظاعن يمضي وتبقى مناقبه / ومن قاطن يبقى وتبقى مثالبه
وليس ابن أم المجد إلا ابن قفرة / ملوّح مبدي صحفة الوجه شاحبه
إذا ثار في الصفين نقع عجاجة / يخوض عجاج النقع شعثاً ذوائبه
هل المشهد الأعلى قضى بابن مشهد / بلى بعليّ فيه قامت نوادبه
فتى أغرب المطري المطيل بوصفه / فاعجزت المطري المطيل غرائبه
فتى بث في الآفاق بيض مناقب / فسارت مسير النيرات مناقبه
فتى إن رجونا منه دفعا لفاقة / أمدت بدفاع العطاء رواجبه
إذا غربت عن عينه نفس طالب / إنما له عيناً عليها تطالبه
فتى رد بالكتب الكتائب فانبرت / تثير عجاجاً كتبه لا كتائبه
فتى العزم إن أجرى العدو مقانبا / فعزمته في الجحفلين مقانبه
وذي قلم قد عاض عن كل لهذم / إذا خط في الخطي أوجز كاتبه
وهوب إذا استر فدت إحدى هباته / أتتك ثبا ملء الفجاج مواهبه
طلوب لأسباب العلى مدرك لها / وقد يدرك المطلوب من هو طالبه
لقد نال أقصى ما ينال من العلى / وقد تجلب الشيء البعيد جوالبه
بعيد عن الأقران من ذا يقاربه / ومن ذا يجاريه ومن ذا يغالبه
فمن ينزل الفج الذي هو نازل / ومن يركب النهجل الذي هو راكبه
فما زال يرعى المجد في المهد يافعا / ويكلؤه طفلاً لدن طرّ شاربه
أعاد وأبدى في الجميل ولم تزل / أوائله محمودة وعواقبه
سأبكيه مبكى الفاقدات ثواكلا / بدمع جرت مجرى العزالي سواكبه
وذي عصبة أمسى مقيماً بحفرة / عشية لا تجدي فتيلاً عصائبه
ومحتمل فوق المناكب زاحمت / مناكب رضوى يوم سارت مناكبه
لتعول بالويلات بعدك فتية / يجاوبها فيك الصدى وتجاوبه
لقد فتح الشبلي للمرتضى بابا
لقد فتح الشبلي للمرتضى بابا / علا بعلي ذروة العرش أعتابا
وحيث رأى الصحن الشريف تعاكفت / عليه وفود تبتغي الرفد طلابا
على المنهل الحوض الروي تزاحمت / وفي الحوض ساقي الحوض يملأ أكوابا
فشادله باب رفيعاً يود لو / يقوم عليه الدهر رضوان بوابا
ودام مدى الأحقاب باباً مشيداً / وخير صنيع الخير مادام أحقابا
هو الشبل لاغاب له فيكنُّه / ولم أرشبلا قط لم يفترش غابا
ولا يكل الحرب الزبون لغيره / وكم وكل لم يشهد الحرب هيابا
تراه إذا ما الحرب ألقت قناعها / بمعترك الهيجاءا أو كشرت نابا
يشب لظاها بالأنسة والظبى / فبالرمح طعاناً وبالسيف ضرابا
يسد من الثغر المخوف انشعابه / برأي كسيب الحية الذكر أنسابا
ومذ وقع الشبلي في باب حيدر / وجيز خطاب قد تضمن أطنابا
ترصع بالسبع الواري فأرخوا / نعم فتح الشبلي لحيدرة بابا
إلى الجانب الشرقي من أرض بابلٍ
إلى الجانب الشرقي من أرض بابلٍ / تهب بأشواقي صباً وجنوب
يذكرنيها الشوق ما طلعت ذكاً / ضحى بمحانيها وحان مغيب
إذا ما ذكرت الشعب من سفح بابل / رمت بي خرقاء اليدين شعوب
أحنُّ حنين الذود ذيد عن الروى / فضلَّ على الماء الرواء يلوب
تنكر لي دهري فشرد رفقتي / فطالت حزون بيننا وسهوب
قضيت بهم عصر الشباب بغبطة / إلى أن علتني حنوة ومشيب
لحي اللَه دهراً ما تزال سهامه / مفوقة ترمي بنا فتصيب
أأحبابنا حالت بكم غربة النوى / وحلَّت عرى الأجفان فهي غروب
أبت أن تذوق النوم مني مقلة / كأن عليها للسهاد رقيب
فبين جفوني والسهاد تسالم / وبين وسادي والرقاد حروب
إذا ما تزاورنا على البعد بيننا / تزاور أكباد لنا وقلوب
فلي فوق أكوار المطي تهجر / ولي بين أيدي اليعملات دؤوب
ولم أتعيف بالبوارح غدوة / ولا بغراب البين وهو نعوب
وما جائلات بالنسوع تناهبت / ثرى البيد فينا تغتدي وتؤوب
رواغي تحت الليل بالركب ترتمي / لهنَّ زفير بالسر ولغوب
تحنُّ إلى الوادي نواعب رزحاً / وأين من الوادي روازح نيب
قال شعاع الآل في رونق الضحى / ترقرق ماء طافح فتجوب
باشوق من قلبي عشية أنثني / أناديك أسوانا ولست تجيب
حبيب لقلبي ما أقام حبيب
حبيب لقلبي ما أقام حبيب / علقت به والعاشقون ضروب
إلى الجانب الغربي من نحو أرضه / تهبُّ بأشواقي صباً وجنوب
فمن ليَ أن ألقاه والوجه ضاحك / ووجه عذولي قد زواه قطوب
ولم الزمنَّ الدمع عيناً كليلة / تغالب خيل الدمع وهو غلوب
إذا لم تكن فالعيش ليس بطيب / بلى كل شيءٍ في لقاك يطيب
وليس غريب أن أبثك لوعة / ولكن كتمان المحب غريب
وقد كان لي قلب جليد على الهوى / وصدر إذا ضاق الخناق رحيب
فمالك يا ظبي الصريمة نافر / كأني إذا ما رمت وصلك ذيب
ومنسرح من أيمن الجزع باللوى
ومنسرح من أيمن الجزع باللوى / أرحت به حيث المراد خصيب
وماليَ فيه مأرب غير أنه / دعاني عهد للحبيب قريب
فرفهت عن خوص نوافح في البرى / عراها بوعثاء المسير لغوب
وإني امرؤ قطع المفاوز والربى / حبيب إليه أو يقيم حبيب
وقومي نزالون في كل مجهل / مخيف ولو ان المقام جديب
أهل وقفه للركب في رمل عالج
أهل وقفه للركب في رمل عالج / تروِّح لي قلباً كثير اللواعج
تشوق يستهدي بذي الضال نفحة / تفوه بريا البان من سفح ضارج
أهيج إليها كلما ذرَّ شارق / هيا المصاعيب الهجان النوافج
وكم قائل لي والخطوب كأنها / خوابط عشوافي الربى والمناهج
فمن ليَ والحاجات أرتج بابها / فقلت أدع موسى فهو باب الحوائج
إذا كنت بالآمال آخر داخل / به أبت بالنجاح أول خارج
إذا فاح لي ريعان طيب ضريحه / نشقت ولاءً طيب تلك الأرائج
وحسبي أني مذ ترعرعت ناشئاً / درجت على نهجيهما في المدارج
أمامان كل منهما قام عن أبٍ / نتيجة آباء كرام النتائج
همامان أن غشى دجى الخطب افرجا / ضبابته بالكاشفات الفوارج
طربت لعلوي من الريح شاقني
طربت لعلوي من الريح شاقني / لريا بريا البان من علَمي نجدِ
تنفس يهدي ل عقابل لوعة / بكاتمة للحب والناجيات بنا تخدي
ولما هبطنا الجزعِ من مسقط النقا / وطحنا على شيح الأباطح والرندِ
مغذّين نبغي سرحة القاع بالحمى / وللعيس إرسالٌ بذاك الثرى الجعدِ
خمائلُ أزهارٍ وزهرُ حمائِلٍ / مجودةِ أحوى الروض تعبق بالندِّ
فيا لتباريح تروح وتغتدي / عَليَّ بها دَعدٌ لِيَ اللضه من دَعدِ
لَقَد حكم البين المطوّح في الحشا / موءللة يعلقن بالحجر الصلدِ
أراجعةٌ أيّام لهويَ والهوى / باغلمةٍ مُردٍ وملمومةٍ جُردِ
وهل أطرقن تلك القباب مخاطراً / بمأثورةٍ قضبٍ ومطرودةٍ مُلدِ
وَهَل أُسرح العينَ الطليحة مسرحاً / بذي البان ملتفّ الأرجاع بالسَعدِ
مواطن إلّا في ومجمعِ رفقتي / صفا بهم عيشي وساغ بهم وِردي
ذكرتُهُم ذكراً على البعد بعدهم / ولَستُ بناسيهم على القرب والبعدِ
رَعيتُ لهم عَهد الأخاء وإن يكن / تجافوا فلم يرعو إذمامي ولا عهدي
رَموا بيَ مَرمى الهيم في كلِّ وهدةٍ / خلاءٍ خلَت حتى من البوم والربدِ
تلقيتُ فيها لفحَ حرِّ سمومها / بأفئدةٍ يُسدي لها الشوق ما يُسدي
عهدتك با ابن العسكري ترجّها
عهدتك با ابن العسكري ترجّها / عِراباً على أبناء ناكثة العهدِ
إِلى مَ ولما تَستفزك عزمةٌ / تُجشم فيها الحزن وخداً على وخدِ
وكم ذا وقلبُ الدين صادٍ غليله / تُلثم عرنينَ المهنّدِ بالصدِّ
أطلتَ نزوحاً والعدوَّ بمرصدٍ / يجردُ أسيافاً وسيفك في الغمدِ
إلى أيّ يوم لم يقم لك موقف / به الشوس تقعي والرؤوس به تخدي
فليس بمعذورِ فتى الحرب أو تُرى / له وثبة من دونها وثبة الأسدِ
أثرها تشدّ البيد شعواء غارةٍ / سميراك فيها الرمح والصارم الهندي
أباحوا بمستنِّ النزال دماءكم / بمسنونة الغَربين مُرهَفَةِ الجدِّ
وفتِ لابن هندٍ بالظعون فوَزعت / لحومكم نهشاً بأنيابها الدردِ
وكم بسطت كفّاً إليكم قصيرة / زعانف طول الدهر مقبوضة الأيدي
ومالت إليكم بالعوالي فأرغمت / أنوفاً برغم الدين منكم على عمدِ
فكيف وأنتم كالأسود ضواريا / تذودكم ذود الغرائب بالطردِ
فهبّوا إليهم واثبين بعزمة / تقطعُ غيظاً منكم حلق السردِ
وعسّالةٍ سمرٍ وبيضٍ بواتكٍ / واغلمةٍ مردٍ وملمومةٍ جردِ
وقودوا إليها المسرجات تخالها / إذا انبعثث باللجم قعقعة الرعدِ
فما بعدَ فوت الثار إلا مذلةٌ / إذا لم تروّوا من دماهم قنا الملدِ
تناسيتم بالطف جسم زعيمكم / جديلا عليه الخيل ضابحةً تردي
قضت بحدود السيف صحبٌ تفرست / بعض الثرى من دونه صهوة المجد
فمن كل ليث ذي براثن مشبل / يميس غداة الروع منسحب البردِ
فمن فارسٍ في المأزق الضنك فارس / يردّ صدور الخيل بالفرس النهد
وابيض وضاح الجبين مشمرٍ / لدى الهبوات السودعن ساعد الجدِّ
فما ظفرت منهم بكف مسالم / ولا قلب رعديد ولا بقناً مكدي
مغاوير لا يستضعف الكر جهدهم / بمزدلف أدّوا به غاية الجهد
فما راعهم قرع النصال ولا انثنوا / نواكص خوف الحتف عن منهج الرشد
تعانق خرصان الرماح كأنما / تعانق خمصان الحشا من ظبا نجد
تَقصد في لباتها تحت قسطلٍ / به الأروع المقدام حاد عن القصد
فكم طعنةٍ نجلاء منهم تخاوصت / إليها بنو الزرقاء بالأعين الرمدِ
وكم ضرةً روعاء منهم لأروعٍ / إذا أنكرتها الشوس تعرف بالقدّ
وعادوا يحيّوان النبال بأوجه / يصرح فيها النبل بالحسب العدِّ
تطامن منها الجائ في صدر معرك / تكدّش فيه الخيل قانية اللبدِ
إلى أن تهاووي كالنجوم غوارباً / بمشبوبة هيماء صالية الوقد
فما منهم إلا غياث لصارخ / وغوث لملهوف وغيث لمستجدي
وكم من فتاة من بني الوحي حرة / من الوجد ثكلى لا تعيد ولا تبدي
يفرط منها الرعب منظوم عقدها / فتبدو من الأستار منثورة العقدِ
تشيبُ نواصيها الخطوب فتنثني / تنادي شيوخا من بني شيبة الحمدِ
تنادي أباها الندب نادبة لهُ / وإن جدّ فيها الخطب تهتف بالجد
أهاشمُ لا كفٌّ تصول بساعدِ
أهاشمُ لا كفٌّ تصول بساعدِ / بقيتِ ولا كافٍ يقوم بقاعدِ
هوى بدركِ الموفي ونجمك ماثلٌ / ضئيلٌ وهل يجديك نجمُ عطارد
طوت منه بطن القاع نجدة قاضب / طرير شبا قطاع ظهر المناجد
وما السيف إلا للرجال قلادة / إذا هو لم يقطع مناط القلائدِ
أتيح له الموتُ الزؤام بمبرم / لوى من لوي البطش فتل السواعدِ
فيا صدمة صكَّت لتَصدَعَ بالصفا / وتأخذ نحتاً من متونِ الجلامدِ
ويا روعةً روعاء في الأفق جلجلت / سواداً رمت فيه بياض الفراقدِ
لعمَّتِ وإن خصت قريشاً باوجع / رمى كبشها بالمرجفات الأوابدِ
لقَد هدَمت سوراً لهاشم صيخدا / أشمَّ حديد الركن صعبَ المصاعدِ
وقد عجَمَت بالأمسِ سمراء صعدة / ليعربَ لم تُعجم بشقّ المبارد
وفلَّت ظبي قضبٍ لعدنان بتَكٍ / فردَّت ظباها ثلَّما للمغامدِ
وعضَّت نيوب الدهر غرابَ مُطرد / يشلُّ بنات الدهر شل الطرائدِ
لعاً لكَ من كابٍ تكعكع عاثراً / بزلة مقدام على الهول عامد
تقحَّم دون العز صعب مواردٍ / وما زال حتى راض صعب المواردِ
ونال بعيدات المنال خوائبا / بمختبآت في شدوق الأساود
فواهاً لدهرٍ كيف غالك غاشما / برصدٍ وكم قد غلتهُ بالمراصدِ
فيا موقدَ النار العتيقة للقرى / فنارك أولى نار حيٍّ لواقدِ
إذا فترت مالت إليها تشبهاً / على الهضبات الحمر أيدي الولائدِ
فمن بعدهُ يولي الطريف موفرا / ويتبعُ موفورَ الطريف بتالدِ
أبا صالحٍ والصبر ظهر أماجدٍ / يقوم برزءِ الأكرمين الأماجدِ
فثق بجميل الصبر منك تكرما / فصبرُ الفتى أكرومة في المشاهدِ
ول يعزبنَّ الحلم عنك فواحدا / كالفٍ والفٌ حلمهم حلمُ واحدِ
تداركتَ وهنَ الدين بالأمر قائماً / وما زلت حتى شدته بالقواعدِ
كلأت حمى الشرع الشريف مشاهداً / بعينك ترعاه وغيرَ مُشاهدِ
نصبت له في الدهر أذناً سميعة / وطرفا طموحَ اللحظ ليس براقدِ
فدم ولك السلوى بأشبل غابةٍ / ضواريَ أضرى من أسودٍ لوابدِ
بدورٍ بآفاق السماء شوارق / بحرر بدقّاع العطاء روافدِ
لقد شهدت منهم عليهم لهم علّا / بغرّ المساعي وهي أصدق شاهدِ
نعزيك لو يجدي العزاء فتى المجدِ
نعزيك لو يجدي العزاء فتى المجدِ / بملحودة في القلب لا بثرى اللحد
حليلة مجد بل فريدة عيلم / نوت ظعناً عن ساحة العلم الفرد
حداها الذي لا بدَّ منه وهل ترى / لها عن سياق الموت أن سيق من بدِّ
فبالرغم أمست وهي في طرف البلى / وبالأمس أضحت وهي واسطة العقد
وردت فقارنت الرزايا بساعة / كأنك فيها والرزايا على وعدِ
وددت لتلقاها سليماً من الردى / فكانت ولكن في نيوب الردى المردي
لقد عزَّ أن يلقَ العزيز بعوده / عزيزته ليست تعيد ولا تبدي
فما نقضت بالبين عهداً وذمة / كعهدك ما زالت على الحفظ للعهد
وما برحت ترعاك في البعد والنوى / فهل أنت ترعاها على النأي والبعد
فنهنه فتى العليا من الوجد بالأسى / فإنك جلدٌ والسى للفتى الجلد
فلا امرأةٌ بالجد تبقى ولا امرءٌ / يدافع شخص الموت بالهزل والجد
وكل له ورد معدٌّ يسيغه / فمن غبّ عن ورد كمن عبَّ بالورد
ومما يزيل النحس أن وليدها / جرى فاله يمنا بكوكبك السعد
أبا صالحٍ أبدي لديك شكاية
أبا صالحٍ أبدي لديك شكاية / من الوجد منها لا أعيد ولا أبدي
فلا تتركنّي للنوائب عرضةً / تقنِّع في فودي وتضرع من خدي
لقد زدت في فضلي وانقصت كاشحي / وشدت ذرى مجدي ونوهت في جدي
شحذت شبا عضبي وأطلقت مضربي / وزدتَ صقالا فيَّ رقرَق إفرندي
قدحتُ بزندٍ قد تصاعد وريُهُ / شراراً فلم يصلد بقادحة زندي
قصرتُ عليكم صادق الودّ مخلصا / وحسبي في العقبى قبولكم ودّي
قصدت وسيع العفو من باب جودكم / وعلمي يقينا لا أخيبُ في قصدي
متى تشرق الدنيا بيوم ممهدٍ / تنادي به الأملاك قد ظهر المهدي
ويُطوى لواء الغي من بعد نشره / وتُنشرُ في الآفاق الوية الرشدِ
وتطلعُ شمسُ الأفق في أفق غربها / فيسفُرُ صُبح الحق بالطالع السعدِ
فللَه من يوم أغرّ محجل / تعجُّ به للَه بالشكر والحمدِ
وللَه محبوبُ الجمال مغيَبٌ / أماط حجاب الغيب عن منظرٍ وردِ
لقد صدءَ السيف المضاجعُ غمده / فقم شاهراً للسيف منذلق الحدِّ
شدا طيرُ سعدي في الغصون مغردا
شدا طيرُ سعدي في الغصون مغردا / عشية أوفى الدهر بالعود موعدا
فأصبح مشمولَ الخمائل مربعي / يقبِّل فيه الغيث خدّاً مورّدا
ويا طيبَ نفس المرء والرَبع آهل / وقد كان عريانا يرنّ به الصدى
أبلُّ رداء المجد فيه فيغتدي / دلاصاً برقراق الدموع مزرّدا
لتهنا المعالي في قدوم مهذبٍ / يقرّط أذنيها الجمان المنضدا
فما هو إلا البدر أسفر فانجلت / غياهب تعرو الأفق مثنىً وموحدا
بيوم رقيق البردتين صباحه / أفاض على الدنيا ضياء مجدّدا
أعانق فيه البشر جهراً كأنما / أعانق مصقول الترائب أغيدا
فيا قادماً أقرى القلوب بشاشة / وسرَّ عليّاً والتقيَّ محمدا
همامان جازا في السباق فاحرزا / بسبقيهما في المجد عزّاً موطَّدا
فما منهما الأغياث لصارخٍ / وغيث سحاب يمطر الفضل والندى
فلو مدّ باعاً للريّاسة لانثنت / وسادتُه الجوزاء والبدر مسندا
وما كل من أجرى جواداً لغاية / ينال به عزّاً من الدهر سرمدا
لأنت وإن لم توسع الدهر وثبة / تغادرُ فيها ناظر الدهر أرمدا
لك العلماء الصيد ألقت قيادها / وما برحت تلقي لعلياك مقودا
فقم وتقلد صارم العزم باتكاً / فمثلك أحرى فيه أن يتقلدا
وهزَّ قناةَ الدين معتقلا لها / على ظهر مفتول الأياطل أجردا
ويا رُبّ صلّ ينفث السم مُطرِقا / وليث عرين يرهبُ الدهر ملبدا
لئن قعدت فيه نواهضُ عزمةٍ / فكم قائم يختار في العزّ مقعدا
إذا ما جرى في مُغمض الأمر فكره / وغار بمستنِّ العلوم وأنجدا
توسمت حبراً للأمور مجربا / وشاهدت بحراً بالفضائل مزبدا
ولو نَظرَت في الفضل عين بصيرة / لما أبصرت يوماً على يده يدا
أخو راحة وطفاء منه تهللت / تصوب علىالعافي لجينا وعسجدا
يدٌ تلد الإحسان فذّاً وتوأماً / وتعقبُ بالحسنى طريفاً ومتلدا
فيا ابن الهداة الصيد ما زال منهم / إمام هدىً يهدي الأنام إلى الهدى
فدىً لك نفس لست أملكُ غيرها / وأية نفس لا تكون لك الفدا
صبرتُ على ريب الزمان وإنَّما / لا حمد أبناء ترى الصبر أحمدا
فخذ عضدي واجذب إليك أزمَّتي / وألبسنيَ البردَ الرقيقَ المنضدا
ولولا عليّ بن الرضا الندب ذو العلى / شقيقك ما آنستُ في الدهر مسعدا
أخو الجود من يعطي الجميل موفرا / إذا غيره أعطى قليلاً منكدا
ولو لم يرش مني الجناح بسيبه / لكنتُ كمن يعتاض بالماء جلمدا
فما زال يوليني الرغائب جمة / وما زلتُ أوليه الثناء المخلدا
وليس بمحمود على الشعر ماجدٌ / يرى الشعر نقصاً أو يرى المجد منشدا
ولكن رأيتُ الفضل يُحمد ربه / فأديت فرض الحمد فيه لأحمدا
فكم حسدٍ أرغمتُ فيه أنوفهم / وما زلت طول الدهر أرغم حسَّدا
وما أنا لولا مجده بمحسَّد / ولكنني قد صرت فيه مُحسدا
هو البحر زخّارا هو البدر مشرقاً / هو الغيث هطالا هو الليث ملبدا
لئن خنتُ عهداً أو نقضتُ ودادا
لئن خنتُ عهداً أو نقضتُ ودادا / فلا حملت كفي ظبىً وصعادا
فتى الملك الضليل حسبي أن أرى / بك الهدي غيّاً والضلال رشادا
إذا شئت تهدي الصب خطة حتفه / تخيل أيا غصن النقا وتهادى
أصاحب عدّى عن هواه لصاحب / أجالد أعدائي عليه جلادا
أردّ حديد الهند عنه مثلَّماً / والسنة زرقا شحذن حدادا
أخا البدر من لي أن أشدَّ بصارمي / أقنَع عذالا عليك شدادا
وابعث أسراب الدموع تخاله / على الجيد أفراسا جرين جيادا
أزيدك ماء العين فيك تخاله / عيون الورى فوق الخدود مزادا
جمعت ليَ الحزن الطويل وطلما / قصرت على عيني الدموع بدادا
لأدميت لي بالبعد منك نواظراً / وروَّعت لي بالقرب منك فؤادا
رميتَ بأحشائي تأجَّج زفرةٍ / قدحت بها بين الضلوع زنادا
وما زلتُ على حالين لم أرَ منهما / محيصاً ولا ما عشت عنك محادا
فأما لأقضي في هواك صبابة / وأما لأقضي من هواك مرادا
معاداً فأنالروح بعدك أو شكت / ترى كل آن في الحياة معادا
إذا شاور السلوان قلبي مرة / دعوت به عد للغرام فعادا
لك اللَه هل من حاجةٍ بك تقتضي / ولو كنت تقضيها عناً ونكادا
وما خِلت بعد الصرم دون عيادتي / فرشت لي العود الصريم مهادا
وهل نَصَف أمسي فراشي عوسجا / جعلت له الشوك القتاد وسادا
ولن تطفئ الحرّ الأوام بمهجتي / سوى الريق عذبا من لماك برادا
ومن كان ذا دمع عليك يذيله / فرادى فلا دمع ثنى وفرادى
ولست وان شطَّ المزار بمضمر / سلوا وأن أبدى قلىً وتمادى
ومن كان يزجي للسماوة جسرة / فإني أزّجي جسرة وفؤادا
هي الدار والأقمار مشرقة بها / تكاثر أقمار السماء عدادا
فما بعدها دار تشوق ولا زهى / مراد ولا روى الغمام بلادا
معاهد خلاني ومجمع رفقتي / سقاها الرباب الممتهل عهادا
جممت لها بالعين مني عبرة / سأسقي بنوئيها ربى ووهادا
وأبيض غربيب القذال كأنما / على عاتقي منه طرحت نجادا
فما عنَّ لي إلا انثنيت بعبرتي / أجاهد عن نفسي هواه جهادا
حميد وهل في الدهر مثل حميد
حميد وهل في الدهر مثل حميد / أخي دون إخوان الصفا وعقيدي
جديد أخاء كالقديم صحبته / حبيبا وكم من لذَّة لجديد
أكاد إذا ما عنَّ بالورد ذكره / أغصُّ مِنَ الماء الروا بورودي
أقوم على شوق واقعد عن جوىً / ففيه قيامي في الهوى وقعودي
فيا جنتي للنائبات عددتها / ويا عدتي أسطو بها وعديدي
وياجنة الخلد التي وعدوا بها / كأني منها فائز بخلود
ولولا ذهاب القلب عبَّ بوردكم / وسار على الأعياء سير بريد
تذكرت بغدادا فيا جادها الحيا / فقلت لعيني بالمدامع جودي
وسددت لي سهماً على البعد صائبا / وما كل سهم نافذ بسديد
أردتَ به أما الوريد أو الحشا / فلم تألُ إذ أثبتَّهُ بوريدي
عسى اللَه أن يرتاح في جمع شملنا / ويعقب وصلاً بعد طول صدود
غزال نحا شيح الغوير وغاره
غزال نحا شيح الغوير وغاره / فدىً لغزال بالغوير شرودِ
وقالوا تغزل فيه قلت غزيل / من الأنس في جيد ولفتة جيدِ
تنشَّق ريحاً من زرود فراعه / ترصدُ عيني قانص بزرودِ
يصدُّ أذا ما حس في الورد نبأةً / بغلة صادي القلب خوف رصيد
فريد بدا كالبدر في برج حسنه / وليس سوى بدر السما بفريد
لو اعترضته خجلة من محبه / تدبج ورد من حيا بخدود
ويعرض للقلب المشوق معرضا / ببيض خدود تحت سود جعود
أقوم وأهوي في هواه كأنني / لما بيَ أمشي راسفاً بقيود
كثيرون أن عدّوا عليَّ جنوده / قليلون أن عدّوا عليه جنودي
إذا صرَحت منه سجية باخل / أقول لأسراب المدامع جودي
فلو أن قلبي من حديد بحبه / وهي كف ذا والقلب غير حديد
أخا البدر أوهاني الهوى بشديده / ولولاك ما كان الهوى بشديد
بروجرد يا حادي الركاب بروجردا
بروجرد يا حادي الركاب بروجردا / فلست ترى الأبها عيشة رغدا
زجرت إليها العيس عجلى بعزمة / تعير مضاء السيف منصلتاً حدّا
ركبت إليها والنجوم تخالها / إذا انجاب جنح للدجى أعيناً رمدا
ورحت أجوب البيد شوقاً كأنما / أروم بمسرى العيش رامة أو نجدا
ولم أصطحب إلا رماحاً شوارعاً / ومرهفة قضباً وملمومةً جردا
وذو الحزم من لم يصطحب غير صارم / جرازا رهيف الحد لم يصطحب غمدا
تراه إذا ما الحرب ألقت قناعها / وقد شمَّرت عن ساقها أسداً وردا
وحسبيَ فخراً أنَّ لي في الورى أخاً
وحسبيَ فخراً أنَّ لي في الورى أخاً / شددت به أزري على رغم حاسدي
لواء ذرى عزي وصارم عزمتي / وبدر سما سعدي وبطشة ساعدي
أفضُّ حديث الحب بيني وبينها
أفضُّ حديث الحب بيني وبينها / فأنشر ما تطوي عليه الضمائر
تريك محيا يخجل الشمس طلعة / على ضوئه أضحت تحوم الغدائر
وترنو على بعدٍ إلي بناظر / تحدث عنه المرهفات البواترُ
وترتاع أحياناً لدى السرى ريبة / كما ارتاع ظبي من تهامة نافرُ
أضاميم أسراب تبكر كالقطا / فتخطفها منا البزاة البواكرُ
نظائر أقمار السماء إذا بدت / وليس لأقمار السماء نظائر
صحيحات بيضات النهود كواعبٌ / سوى أنّ أجفانا لهنَّ كواسرُ
خفيفات مستنّ الوشاح إذا مشت / ثقيلات ما التفت عليها المآزرُ
نحيفات ما بين الحشا وهي بدَّن / ضعيفات رجع الطرف وهي قوادر
بلينا بما تبلى المحاجر عنوة / فمن بعد ما تجني علينا المحاجر
إذا مدّت الأجياد قلن جآذر / عواطٍ ولكن أين منها الجآذر
وإن رنّ خلخال اللجين بسوقها / تجبه نضار بالأكف الأساور
غرائب حسن بينهن تعاقد / على الهجر رودٌ كلهن غرائر
أما ومنىً والركن والبيت ذي الصفا / وأكرم ما ضمَّ الصفا والمشاعر
لقد ساغ لي منها على السخط والرضا / ذعاف نوىً تنقدُّ منه الحناجر

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025