القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو بكر الصولي الكل
المجموع : 4
أَلا قُلْ لَخِيْرِ النَّاسِ نَفْساً وَوَالِداً
أَلا قُلْ لَخِيْرِ النَّاسِ نَفْساً وَوَالِداً / وَرَهْطاً وَأجْدَاداً مَقَالَةَ مُخْتَصِّ
مَحمَّدٍ الْمَأْمُولِ وَالْمُقْتَدَي بهِ الْ / أَمِيرِ أبي الْعَبَّاسِ ذِي الْفَضْلِ النَّقْصِ
وَمَنْ جَمَعَ الآدَابَ بَعْدَ افْتِراقَهِا / وَثَقَّفَهَا بِالْبَحْثِ مِنْهُ وبِالْفَحْصِ
دقِيقِ حَوَاشِي الذّهْنِ هُذِّبَ طَبْعُهُ / وَمُحِّصَ فِي قُرْبِ الْمَدَى أَيَّمَا مَحْصِ
بَعِيدِ الْقَبُولِ مِنْ حَسُودِ مُكَاشِرٍ / تَخَلَّفَ عَنْ بِالنَّزْغِ والْفَرْصِ
لِئَنْ سَاغَ لِي أَكْلِي وَشُرْبِي فَإِنَّني / كَذِي شَرَقٍ مِنْ غَيْبَتِي عَنْهُ مُغْتَصِّ
وَقَدْ كُنْتُ ذَا حَظٍّ لَدَيْهِ وَزُلْفَةٍ / فَجَاءَ الَّذِي حَاذَرْتُ فِيهِ عَلَى غَفْصِ
بِفَسْخِ الَّذِي سَدَّى وأَلْحَمَ بَاطِلاً / وَقَد وَقَصَاهُ عَاجِلاً أَيَّمَا وَقْصِ
مِنَ أكْلُبِ خُوِزَسَتانَ نَغْلٌ مُحَقَّرٌ / ضَئِيلٌ خَفِيٌ الشَّخْصِ فِي صُورَةِ الدَّرْص
وَأَلْهَبَ مِنهُ الْجَمْرَ بِالنَّفْخِ حَابِلٌ / عَلُوقٌ بِأَذْنَابِ الأَكَاذِيبِ كَالشَّصِّ
بَنُو مُعْوَرَاتِ الطُّرْقِ جَاءُوا بِعَوْرَةٍ / ذَوُو الآنْفِ الذَّكَّاءِ والأَعْيُنِ الرُّمْصِ
أَولُوا بِظَنةٍ فِي بَاطِلٍ وتَكَذُّبٍ / وَصِدْقُهُمُ يَأْوِي إلَى أَبْطُنٍ خُمْص
فَمَا أَسْنَدُوا قَوْلاً إلَي ذِي تَمَاسُكٍ / ولاَ شَيَّدُوا زُورَ الْمَقَالِ عَلَى إِصِ
وَبِالْقَصْرِ قَوْمٌ إِنْ رَأَوْنَا تَبَلَّغُوا / وَحَطُّوا لَنَا الأَعْيَاقَ كَالرَّخَمِ الْقُصِ
تَلاَقَتْ بِتَأَلِيبٍ عَلْينَا جُفُونُهُمْ / وَفَرَّقَتِ الأَقْوَالَ بِالثَّلْبِ والْغَمْصِ
وَمَا قَبُلوا نُصْحَ الْعَرُوضِيِّ فِي الَّذِي / رآهُ وَرَصُّوا إفْكَهُمْ أَيّمَا رَصِّ
وَقَدْ هَطَلَتْهُ غَيْبَةٌ مِنْ سَحَابِهِمْ / وَكَالُوا لَهُ صَاعاً مِنَ النَّثِّ والْقَصّ
وَهَبَّ لهُ فِي بُعْدِه لَكَ قَاصِفٌ / مِنَ الْحزْنِ يُنْئِي عَنْكَ بَلْ بُقْصِي
فَغَصَّ بِشُربٍ مِنْ فِرَاقِكَ آجنٍ / عَصُوفٍ بِجَدْوَاهُ أَمَرَّ مِنَ الْعَفْصِ
وَإِنْ أَنْجَزَ الإِمْكَانُ يَوْماً بِجَلْسَةٍ / لَدَيْكَ أَتَاكَ الْقَوْلُ بِالشَرْحِ واللَّخْصِ
فَأَدْنَيْتَ حَقّاً قَدْ أُطِيحَ بِشَخْصِهِ إلَى / نزَوَانِ الْقَوْمِ بِالزُّورِ والْقَنْصِ
فَأَقْتَبَلُ الْعَيْشَ الْغَرِيرَ بِقُرْبِكُمْ / وَأَسْحَبُ فِي لَذَّاتِهِ أَذْيُلَ الْقُمْصِ
بِحَقّ أَفَاضَ الْقَلْبُ فَاضِل شَرْبَةٍ / مِنَ الهَمِّ حَتَّى جَاءَنِي الأَمْرُ مِنْ فَصِّ
وَأَطْلَعَ شَخْصُ الْحَقِّ عنْدَكَ وَجْهَهُ / إلَى أَنْ يَقُودَ الْقُرْبُ مَنْطِقَ مُسْتَقْصِي
تَحَيَّفَنِي رَيْبُ الزَّمَانِ بِبُعْدكُمْ / تَحَيُّفَ مِقْراضِ الْمُجَازِفِ فِي الْقَصِّ
إِلَيْكَ تَرَامَتْ بِي الأَمَانِي هِمَّةٌ / عَلَى لُحُق الأَقْرَابِ ضَامِرَةٍ حُصِّ
وَخُوصٍ سَقَتْهَا الآلَ كَأْسُ هَجِيرِهِ / فَأَفْنَتْهُ بِالْوَجْدِ الْمُواشِكِ والرَّقْصِ
إلَى ابْنِ الَّذِي أَحْيَا الْبَرِيَّةَ عَدْلُهُ / فَشُبِّهَ بِالْفَارُوقِ فِيهمْ أَبِي حَفْصِ
وَقَدْ كَانَ لِي وَعْدٌ عَلَيْكَ بِخَاتَمٍ / عَلُوقٍ بِلَحْظِ الْعَيْنِ مُسْتَمْلَح الشَّخْصِ
شَرِيف إِذَا ما رفعوه لسيد / تعاظم واستعلى به شرف الفص
فَلاَ أَنَا طَالَعْتُ الأَمِيرَ بِذْكِرهِ / بِتَعْرِيضِ قَوْلٍ فِي الْخِطَابِ وَلاَ نَصِّ
وَلاَ أَنْجَدَتْنِي مِنْهُ فِي ذَاكَ حُظْوَةٌ / تُذَكِّرُ إِنْجَازاً وَلَسْتُ بذِي حِرْصِ
وإِنِّي لأَرْجُو أَنْ يُسَرِّيَ لُبْسُهُ / فَيَأْخُذَ مِنْهُ اللَّبْسَ أَخْذَةَ مُقْتَصِّ
وَإِن لَمْ يَكُنْ كَرْعٌ يُقَاوِمُ غُلَّتِي / بِرِيٍّ قَنَعَا فِيه بِالرَّشْفِ والْمَصِّ
إِذا لَمْ يَكُنْ كُلُّ الَّذِي يَشْتَهِي الْفَتَى / فَفِي الرَّأَيِ أَنْ يَرْضَى ويَقَنَعَ بالَشِّقْصِ
وَلَسْتُ كَمَنْ يُمْضِي عَلَى الظَّنَّ حَكْمَهُ / وَيَجْعَلُ إِسْنَادَ الرِّجَالِ إلىَ حَصِّ
وإِنِّي لأُغلِي الْمَدْحَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي / يُغَالِي بِإِعَطَاء وَلَسْتُ بِذِي نَقْصِ
بِذِي هامَ قَلْبٌ لاَ بِخَرِيَدةٍ بِهَا / يَميسُ بِهَا غُصْنٌ رَطِيبُ عَلَى دعْصِ
صَليبَهُ عَزْمٍ الْقَلْبِ كَالصَّخْرِ قَلْبُهَا / عَلَى أَنَّهُ يَكْتَنُّ فِي جَسَدٍ رَخْصِ
وَلاَ بِشَمُولِ لَذَّةِ الطَّعْمِ قَرْقَفٍ / مَنَاسِبُهَا في كَركْينَ وَالْقُفْصِ
فَلَوْ كَانَ في حِمْصٍ يُرَجَّى شَبِيهُهُ / لَسَاقَ مَطَايَايَ الرِّجَالُ إليَ حِمْصِ
أَمِيلُ إلَى شُرْبِ الْكِرَامِ بِغُلَّتي / وَلَسْتُ لأَوْشَالِ اللِّئَامَ بِمُمْتَصِّ
فَقُولُوا لِمَنْ قَاسَ الأَمِيرَ بِغَيْرِهِ / تَأَيَّدْ فَمَا الْكَيْلُ الْمُحَصَّلَ كَالخَرْصِ
تَيَمَّمْتَ زَوراً فِي الْمَقَالِ وَبَاطِلاً / لَدَى خُرْقٍ سَادَ الصُّخُورَ عَلَى رَهْصِ
مَحَاسِنُ هَذَا الْخَلْقِ مِنْكَ ابْتَداؤُها / وَيْجْذُبَها ذُو كُلْفَة مِنْكَ كَاللِّصِّ
كَذَا الْمَجْدُ لاَ بِالْمَالِ يُجْمَعُ شَمْلُهُ / وبِالدُّورِ شِيدَتْ بِالقَرَامِيدِ وَالْجِصِّ
فَلاَ زِلْتَ للدَّهْرِ الْمُمَلَّكِ مَالِكاً / يَطيعُكَ فِيمَا تَشْتَهِيهِ وَلاَ يَعْصِي
وَحُزْتَ مِنَ الأَعْمَارِ أَقْصَى نِهَايَةٍ / تفُوتُ مَدَى الإِحْصَاءِ فِيهَا يَدُ الْمُحصِي
بَقِيتَ أَمِيرَ المُؤْمنينَ عَلَى الدَّهْرِ
بَقِيتَ أَمِيرَ المُؤْمنينَ عَلَى الدَّهْرِ / بِرَغْمِ الأَعادِي نافِذَ النَّهْى والأَمْرِ
شفَيْتَ غَليلاً كَانَ لَوْلاَكَ قاتِلاً / وخَفَّفْتَ هَمّاً ضَاقَ عَنْ حَمْلِهِ صَدْرِي
وقُمْتَ بحقِّ الله في قَتْلِ مَعْشَرٍ / سَعَوْا فِي الْبِلادِ بالفْسَادِ وبالكُفْرِ
وثَأَرِ أخٍ سادَ الأَنامَ وَلَمْ تَكُنْ / لتَغْفُل عَنْ ثَأْرٍ عِرَاكٍ وَلاَ دَثْرِ
وَلَسْتَ بلَيْثٍ أَفْلَتَتْهُ فَرِيسَةٌ / وقد عَلِقَتْ بالنَّابِ منْهُ وبالظُّفْر
ولاَ حيَّةٍ يَنْجُو بنَفْثٍ لَدِيغُها / ولاَ صارِمٍ يَهْوِي لضَرْبٍ ولاَ يَبْرِي
فعِشْتَ لِدِينِ اللهِ تَجْبُرُ وَهْنَهُ / وَبُلِّغْتَ أَقْصَى مَا هَوِيتَ منَ الْعُمْرِ
ويا لَيْتَنِي أُسِعدتُ فيكَ بنَظْرَةٍ / أُوَفِّي بهَا حَقَّ الْمَحامِدِ وَالشُّكْرِ
شَهِيداهُ إنْ لَمْ تَظْلِمِيهِ نُحُولُ
شَهِيداهُ إنْ لَمْ تَظْلِمِيهِ نُحُولُ / وَدَمْعٌ لَهُ فِي وَجْنَتَيْهِ هُمُولُ
أَيُرْضِيكِ أَنْ تَضْني فَدامَ لَك الرِّضا / سَيَقْصُرُ عَنْهُ حاسِدٌ وَعَذُلُ
تَقُولُ وَقَدْ أَفنَى هَواها تَصَبُّرِي / فَوَجْدِي عَلَى طُولِ الزَّمَانِ يَطُولُ
تَجاوَزْتَ في شَكْوَى الْهَوى كُنْهَ قَدْرِهِ / وَما هُوَ إلاَّ زَفْرَةٌ وَغَلِيلُ
ومَا أَرِقَتْ عَيْنٌ لَها فِيهِ لَيْلَةً / فَخَفَّ عَلَيْها الحُبُّ وَهُوَ ثَقِيلُ
وَجَدْتِ إلَى قَتْلِي سَبِيلاً وَلَيْسَ لِي / إلى الصَّبْرِ وَالسُّلْوانِ عَنْكِ سَبِيلُ
فَدُونَكِ نَفْسِي فَاجْعَلِي تُحْفَةَ الرَّدَى / حُشاشَتَها إذْ حانَ مِنْكِ رَحِيلُ
وَيَكْبُرُ مَنْ يُلْقِي إلَيْكِ بِوُدِّهِ / وإنَّ هَوانِي فيكُمُ لقَلِيلُ
وما ازدادَ إلاَّ صحَّةً بَعْدِكِ الهَوى / وَلكنَّ قَلْبِي ما نَأَيْتِ عَلِيلُ
لَعَمْرُكِ لا أَتْبِعْتُ ما فاتَ بِالأَسَى / وَرَأْيُ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ جَمِيلُ
هُوَ الدّينُ وَالدُّنْيا فَلَيْس لِطالِبٍ / وَلا راغِبٍ عَمّا لَدَيْهِ مُمِيلُ
سَميَّ خَلِيلِ اللهِ لا زِلْتَ مُقْبِلاً / عَلَيْكَ بِنُعْمى ذِي الجَلاَلِ قَبُولُ
وَقاكَ الَّذِ سَمّاكَ مُتَّقِياً لَهُ / فَأَنْتَ مِنَ الدَّهْرِ الغَشُومِ تُدِيلُ
مُطِيعُكَ أَنِّي حَلَّ فَالْعِزُّ جارُهُ / وَعاصِيكَ لْ نالَ النُّجُومَ ذَلِيلُ
فَأَضْحَتْ عُيُونُ الْعَدْلِ تَسْمُوا بِلحْظِها / وأَصْبَحَ طَرْفُ الْجَوْرِ وَهُوَ كَلِيلُ
أَضَاءَتْ بِكَ الدُّنْيا فَأَشْرَقَ نُورُها / وَأَنْتَ الَّذِي يُذْكِي سَناهُ أُفُولُ
فَكُلُّ عَلاءٍ إِنْ سَمَوْتَ مُقَصِّرٌ / وَكُلُّ فَخارٍ إنْ فَخَرْتَ ضَئِيلُ
وكُلُّ سَناءٍ مِنْ طَرِيفٍ وتَالِدٍ / إلَيْكَ مُشِيرٌ بَلْ عَلَيْكَ دَلِيلُ
ولَوْلا بَنُو العَبَّاسِ عَمّ مُحَمَّدٍ / لأصْبحَ نُورُ الْحَقِّ فِيهِ خُمُولُ
لَكُمْ جَبَلا اللهِ اللَّذانِ اصْطَفاهُما / يَقُومانِ بالإِسْلامِ حِينَ يَمِيلُ
نُبُوَّته ثُمَ الخِلافَةُ بَعْدَها / وما لَهُما حَتَّى اللِّقاءِ حَوِيلُ
أَتَتْكَ اخْتِيَاراً لاَ احْتِلاباً خِلافَةٌ / لَكَ اللهُ فِيها حافِظٌ وَوَكِيلُ
حَباكَ بِها مَنْ صانَها لَكَ إنَّهُ / بِإتمامِ نُعْماهُ عَلَيْكَ كَفِيلُ
وَلَوْ حِدْتَ عَنْها قادَها بِزِمَامِها / إلَيْكَ اصْطِفاهُ اللهِ وَهِيَ نَزِيلُ
ثَوَتْ حَيْثُ أَثْواها المَلِيكُ بِحُكمِهِ / وَلَيْسَ لِمَا أَثْوى المَلِيكُ حَوِيلُ
وَلا زال مَوْصُولاً إلَيْكَ حَنِينُها / كَما حَنَّ فِي إثْرِ الخَلِيلِ خَلِيلُ
لِيَهْنيكَ يا خَيْرَ الْبَرِيَّة ناصِحٌ / لَهُ خَطَرٌ فِي الْعالَمِينَ جَلِيلُ
لَقَدْ شَدَّ أَزْرَ الدِّينِ مَوْلاكَ بَجْكَمٌ / بِهِ يَتَسامى مُلْكُكُمْ وَيَطُولُ
هُوَ الحَتْفُ مَصْبُوباً علَى كُلِّ ناكِثْ / يظَلُّ بِهِ أَيْدِي الشَّقاءِ نُحُلُ
فَما لَكُمْ فِي المُنْعِمِينَ مُعانِدٌ / وَلَيْسَ لَهُ فِي النَّاصِحِينَ عَدِيلُ
فَلا زِلْتَ مَحْرُوساً لَكَ المُلْكُ دائماً / بَقاؤُكَ ما واصى الغُدُوَّ أَصِيلُ
لِعَبْدِكَ إذْ سَمّاكَ رَسْمٌ مُشَهَّرٌ / بِهِ يَتَسامى فِي الْوَرَى وَيَصُولُ
ومِثْلُكَ أَعْطى رَسْمَهُ مُتَنَوِّلاً / فَما زِلْتَ تُعْطِي مُنْعِماً وَتُنِيلُ
عَذَلْتَ امْرَءاً فِي عِشْقِهِ لَيْسَ يَعْذُرُكْ
عَذَلْتَ امْرَءاً فِي عِشْقِهِ لَيْسَ يَعْذُرُكْ / أمَا عَاشَ أنْ يَنْهاكَ عَنْهُ وَيَزْجُرُكْ
مَتَى لَمْ تَحْطِ خُبْراً بِما صَنَعَ الْهَوى / بِمَنْ فارَقَ الأَحْبَابَ فَالدَّمْعُ يُخْبِرُكْ
أَما لَوْ بَلَوْتَ الْحُبَّ واقْتَادَكَ الْهوَى / إلَى هَجْرِ مَحْبُوبٍ لَقَلَّ تَصَبُّرُكْ
شَرِبْتُ كُؤُوسَ الْحُبِّ صِرْفاً ودُونَ ما / شَرِبْتُ مِنَ الْمَمْزُوجِ ما لاَ يُسَكِّرُكْ
عَلَى الْيَمْنِ وَالتَّوْفِيقِ أُلْبِسْتَ خِلْعَةً / بِها المُتَّقِي لِلِه بِالْحَقِّ يُؤْثِرُكْ
وَفِي خَصْرِها قاضٍ كَرَأْيكَ في الْعِدَا / بِهِ تَنْقَضِي أَعْمَارُهُمْ وَيُعَمِّرُكْ
رَآكَ أَحَقَّ النّاسِ بالإِمْرَةِ الَّتي / يَمازِجُ فِيها جَوْهَرَ الْمُلْكِ جَوْهَرُكْ
يُقَدَّمُ لْلمَقْدُورِ دَهْرٌ مُعانِدٌ / سِواكَ إلَيْها ظالِماً وَيُؤَخِّرُكْ
إلَى أَنْ وَفا بِالْوَعْدِ فِيكَ أَبُو الوْفَا / فَكُلُّ أَمِيرٍ بِالصَّغارِ يُؤَمِّرُكْ
لَئِنْ كانَ لِلأَتْراكِ فَخْرٌ بِهاشِمٍ / فَقَدْ زادَهُمْ فِي الْبَأْسِ وَالفَخْرِ مَفْخَرُكْ
مَلَكْتَ فَمَلَّكْتَ الْمُنَى كُلَّ راغِبٍ / فَمَوْرِدُكَ الإِحْسانُ وَالحَقُّ مَصْدَرُكْ
إذا كاثَرَ الأَتْراكُ يَوْماً بِسَيِّدٍ / فَما أحَدٌ فِي سالِفِ الدَّهْرِ يَكْثُرُكْ
وَمَنْ كانَ مِنْهُمْ مَاجداً مُتَقَدِّماً / فَهُمْ رَهْطَكُ الْغُرُّ الكِرَامُ وَمَعْشَرُكْ
طُبِعْتَ عَلَى عَقْلٍ وَجُودٍ وَنَجْدَةٍ / فَما تَسْتَطِيعُ الْحادِثاتُ تُغَيِّرُكْ
وَسِيّان فِي الأَعْداء مَخْبَرُكَ الَّذِي / بِهِ يَنْصُرُ اللهُ الْوَليَّ وَيَنْصُرُكْ
وَهَلْ تَجِدُ الأَعْدَاءُ عِنْدَكَ غِرَّةً / وَأَبْيَضُكَ الْمَوتُ المُرَجَّى وَأَسْمَرُكْ
وَما نَصَرَ اللهُ امْرَءاً أَنْتَ حَرْبُهُ / وَأَنّى لَهُ بِالنَّصْرِ وَاللهُ يَنْصُرُكْ
تَخَيَّرَكَ الْبارِي أَمِيراً مُظَفَّراً / تَبارَكَ فِي تَدْبِيرِهِ مُتَخَيِّرُكْ
رَأَيْتُكَ لِلسُّلْطانِ مُحْييَ دَوْلَةٍ / فَهَذا اسْمُكَ الأَوْلَى بِوَصْفِكَ يُشْهِرُكْ
تَسَمَّ بِهِ تَكْبِتْ عَدُوّاً وَحاسِداً / كما قَدْ تَسَمَّى قَبْلُ مَنْ لَيْسَ يَعْشُرُكْ
إذا الْتَفَّتِ الأَقْرانُ وَاحْتَدَمَ الوْغَا / فَسَيْفُكَ بِالنَّصْرِ الْقَرِيبُ يُبَشِّرُكْ
عُرِفْتَ بِإقْدامٍ وَفَتْكٍ وَجُرْأَةٍ / فَما أَحَدٌ فِي كُلِّ ذَلِكَ يُنْكِرُكْ
وَإنْ جَرَّ يَوْماً عَسْكَراً ذُو تَجَمُّع / فَسَيْفُكَ فَرْداً في قتَالِكَ عَسْكَرُكْ
تُدَبِّرُ في تُرْبِ السِّنين أُمُورَنا / بِرَأْيٍ مُصِيبٍ وَالإلهُ يُدَبِّرُكْ
وَعَدْتُكَ هذَا لأَمْرَ مِنْ قَبْل كَوْنِهِ / وَوَعْدُكَ لِي بِالبذْلِ لاَ شَكَّ يُنْذِرُكْ
وَهذَا مَسِيحِيٌّ بقَوْلِي شاهِدٌ / وَحَسْبِي بِهِ عَدْلاً بِوَعْدِكَ يُذْكِرُكْ
وَمَا زِلْتُ مُذْ عَايَنْتُ شَخْصَكَ دَائبِاً / لَما نِلْتَهُ أُثْنى عَلَيْكَ وَأَشْكُرُكْ
لَقَدْ ظَفِرَتْ كَفَّاكَ بِالْمَالِ وَالْعِدا / بَرِأْي ابْنِ يَحْيَى الْقَرْمِ وَاللهُ يُظْفِرُكْ
وَثِقْتُ بِادْبارِ النُّحُوسِ عَنِ الوْرَى / وَإقبْال سَعْدٍ حينَ صارَ يُدَبِّرُكْ
أَبُو جَعْفَرٍ فِي الرَّأْي وَالْعَقْلِ وافِرٌ / بِهِ اللهُ بَعْدَ الانِتقاصِ يُوَقِّرُكْ
سَيُورِدُكَ الْعَذْبَ الزُّلالَ مُجَرِّبٌ / عَليمٌ بِتَدْبِيرِ الوْرَى كَيْفَ يُصْدِرُكْ
لَقَدْ ظَفَرَتْ كَفّاكَ مِنْهُ بِفاصِلٍ / بِهِ اللهُ مِنْ بَعْدِ القْلَيلِ يُكَثِّرُكْ
فَلا زَالتِ الأَيّامُ سِلْماً مُطِيعَةً / تُوَقِّيكَ ما تَخْشاهُ فِيها وتَخَفْرُكْ
وَفُزْتَ بِما تَهْوى وَصالَتْ عَلَى الْعِدَا / سُنُوكَ بِتَمْلِيكٍ عَلَيْهِمْ وَأَشْهرُكْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025