المجموع : 31
صَحا سكرٌ منه طويل بزينَبا
صَحا سكرٌ منه طويل بزينَبا / تَعاقَبهُ لما استبانَ وَجرّبا
وأحكمهُ شيبُ القَذالِ عن الصبا / فكيف تصابيه وقد صارَ أَشيبا
وَكان لهُ فيما أفادَ حلائِلٌ / عَجَلنَ إذا لاقينهُ قُلنَ مرحبا
فأصبحنَ لا يسألنه عن بما به / أصعَّدَ في عُلو الهوى أم تصوَّبا
طوامحُ بالأبصار عنه كأنما / يَرينَ عليه جُلَّ أدهمَ أجرَبا
فألآنَ إذ هازَلتُهنَّ فإنَّما / يَقُلنَ ألا لم يذهب المرءُ مَذهَبا
غَدا فتيا دَهرٍ ومَرَّ عليهمُ
غَدا فتيا دَهرٍ ومَرَّ عليهمُ / نهارٌ وليلٌ يَلحقانِ القرائِبا
إذا لَقيا حَيّا جميعا بغبطةٍ / أناخَ بهم حتى يُلاقُوا العَجائِبا
لها وَركا عنزٍ وساقا نعامةٍ
لها وَركا عنزٍ وساقا نعامةٍ / وأسنانُ خِنزير ومكشرُ أرنبِ
سَيجرحُ جُراحُ وأعقلُ ضَيمهُ
سَيجرحُ جُراحُ وأعقلُ ضَيمهُ / إذا كان مَخشياً من الضلع المُبدي
فآباءُ جَرّاحٍ ذؤابةُ دَارِمٍ / وأخوالُ جَراحٍ سراةُ بني نَهدِ
ولدت بِحادي النجم يحرق ما رأى
ولدت بِحادي النجم يحرق ما رأى / وبِالقَلبِ قلبِ العَقربِ المُتوقّدِ
فَما لكَ عَيني خارِئٍ في هَشيمهِ
فَما لكَ عَيني خارِئٍ في هَشيمهِ / رأي حَيَّةً في جُحرها فَهو يَزجُرُ
فَتىً يَشتَري حُسنَ الثَّناء بِمالِه
فَتىً يَشتَري حُسنَ الثَّناء بِمالِه / إِذا السنةُ الشهباءُ أعوَزها القطرُ
وغُوِدِرَ عِلوَدٌّ لَها مُتَطاوِلٌ
وغُوِدِرَ عِلوَدٌّ لَها مُتَطاوِلٌ / نَبيلٌ كَجُثمانِ الجَرادَةِ ناشِرُ
لعَمرُكَ ما أدري وإِن كنتُ دارِيا
لعَمرُكَ ما أدري وإِن كنتُ دارِيا / شُعيثُ بن سَهمٍ أم شُعَيثُ بن مِنقرِ
تُقَسِّمُ ما فيها فإن هي قَسمت
تُقَسِّمُ ما فيها فإن هي قَسمت / فذاكَ وإِن أكرَت فعن أهلها تُكري
أَحَقاً بني أبناء سَلمَى بن جَندلٍ
أَحَقاً بني أبناء سَلمَى بن جَندلٍ / وعيدُكُمُ إيايَ وَسطَ المجالسِ
فهلا جَعلتم نحوهُ من وَعيدكم / على رهط قعقاعٍ ورهط ابن حابسِ
هُمُ منعوا منكم تراثَ أبيكم / فصار التراثُ للكرام الأكايسِ
هُمُ أوردوكم ضَفّةِ البحرِ طامياً / وهُم تركوكم بين خازٍ وناكسِ
سَمَا بَصَري لما عَرفتُ مكانَهُ
سَمَا بَصَري لما عَرفتُ مكانَهُ / وأطّت إليَّ الواشجاتُ أطيطا
علوتُ بذي الحياتِ مَفرقَ رأسِه / فخرَّ كما خرَّ النساءُ عَبيطا
فأبلغ بني سَعدِ بن عجلٍ بأننا / حذوناهُمُ نَعلَ المثال سَميطا
وجهمان وكلنا بذكرة وائلٍ / يبيتُ إذا نام الخليُّ وقيطا
فدى لك أمي يوم تضربُ وائلا / وقد بلّ ثوبَيه النجيعُ عَبيطا
أتاني ولم أخشَ الذي تبعثانه
أتاني ولم أخشَ الذي تبعثانه / خفيرا بني سَلمى حُريرٌ ورافِعُ
هُما خيباني كل يومٍ غنيمةً / وأهلكتُهم لو أنّ ذلك نافِعُ
واتبعت أخراهم طريق الأهُم / كما قيل نجمٌ قد خوى متتائِعُ
وخير الذي أعطيكم هي شِرّةٌ / مُهَوَّلةٌ منها سيوفٌ لوامِعُ
فلا أنا مُعطيكُم عليّ ظُلامةً / ولا الحقّ معروفاً لكم أنا مانِعُ
وإني لأقري الضيف وصَّى به أبي / وجارُ أبي التيجان ظمآن جائِعُ
فقولا لتيحان بن عامرة استها / أمُجرٍ فلاقى الغيّ أم أنت نازِعُ
ولو أن تيحان بن بلج أطاعني / لأرشدته إن الأمور مطالِعُ
وإِن يك مدلولاً عليّ فإنني / أخو الحرب لا قَحمٌ ولا متجاذِعُ
ولكنّ تيحان بن عاقرة استها / له ذَنَبٌ من أمره وتوابِعُ
وإني لَشهمٌ حينَ تُبغَى شهيمتي
وإني لَشهمٌ حينَ تُبغَى شهيمتي / وصَعبٌ قيادي لم تَرُصني المقاذِعُ
أجَدَّ الشبابُ قد مَضى فَتَسرَّعا
أجَدَّ الشبابُ قد مَضى فَتَسرَّعا / وبانَ كَما بانَ الخليطُ فوَدَّعا
وما كان مذموماً لدينا ثناؤه / وصُحبَتُهُ ما لفَّنا خُلُطٌ معا
فبانَ وجَلّ الشيبُ في رسم دارهِ / كما خفَّ فَرخٌ ناهِض فَتَرفعا
فأصبح أخداني كأنّ عليهم / ملاءَ العراق والثغام المنزَّعا
يُبينُهمُ ذو اللبّ حينَ يراهُمُ / بسيماهُمُ بِيضاً لحاهُم وأصلعا
يآل عُبادٍ دَعوَةٌ بَعدَ هَجمَةٍ
يآل عُبادٍ دَعوَةٌ بَعدَ هَجمَةٍ / فهل منكُمُ من قوة وزمَاعِ
فتسعوا لجارٍ حَلّ وَسط بيوتكم / غريب وجارات تُركنَ جياعِ
وما كانت الأجواف منّي مُحَيَّةً / وساكنها من غُدَّة وأَفاعي
طَحُون كمُلقى مِبرَدِ القين فَعمَةٌ / بجرعَاء مِلحٍ أو بجَوِّ نطاعِ
كَذَبتُ عليكَ لا تَزالُ تَقُوفني
كَذَبتُ عليكَ لا تَزالُ تَقُوفني / كما قافَ أثارَ الوسيقةِ قائِفُ
أجارتنا غُضِّي من السّير أو قِفِي
أجارتنا غُضِّي من السّير أو قِفِي / وإن كُنتِ لما تُزمعي البَين فأصرِفي
أسائلكِ أو أُخبركِ عن ذي لُبانَةٍ / سقيم فؤادٍ بالحِسانِ مُكَلَّفِ
فَصَدَّت وقالَت والكَبيرُ بسُهمَة / متى يَبكِ يوماً للتصابي يُعَنَّفِ
ولو عَرضَت يوم الرَّحيل بنشرها / لذي كَربةٍ مُوفٍ على الموت مُدنَفِ
إذَن لشفته بعد ما خيل أنه / أخو سَقم قد خالط النفس مُتلِفِ
سبيّةُ سَفَّانين قد خُدعا بها / تصيبُ الفؤادَ من لذيذٍ وتشتفي
ولو لُقي النُّعمانُ حَيّاً لَنالها / ولو بعث الجنيّ في الناس يصطفي
لغاضَ عليها ذاتَ دلٍّ ومِيسمٍ / ووجهٍ كدينار العزيز المشوّفِ
أسِيلَةُ مُستَنِّ الدُّموعِ نَبيلةٌ / كأَدماء من أظبي نَبالةَ مُخرفِ
تَظَلُّ النهارَ في الظِلال وترتعي / فروعَ الهدَالِ والأراك المصَيّفِ
ويَذعَرُ سرب الحيّ وسواسُ حليها / إذا حركته من دعاثٍ ورفرفِ
ولم أرَ في سُفلي ربيعةَ مثلها / ولا مضرَ الأعلين قيس وخندفِ
إذا هي قامت في الثياب تأوذن / سقية غَيلٍ أو غَمامَة صيفِ
تداركني أسيابَ آل مُجَلّم / وقد كدت أهوى بين نيقين نفنفِ
همُ القومُ يُمسي جارُهم في غضارة / سليماً سَويّ اللحم لم يُتجرّفِ
وَهم يضربون الكبش يبرقُ بيضُه / بأسنانِهم والماسِخيِّ المزخرفِ
ليَبكِ عقالاً كلّ كِسر مؤربٍ
ليَبكِ عقالاً كلّ كِسر مؤربٍ / مذاخره للأكل المتحيِّفِ
فتجعل أيدٍ في حناجرَ أُقنعت / لعادتها من الخزير المُعَرَّفِ
وكُنتُ إذا ما قربَ الزادُ مُولعاً / بكل كُميت جِلدة لم يُوسِّف
مُداخلةَ الأقرابِ غير ضئيلةٍ / كُميت كأنها مزادة مخلف
أتاني من الأنباءِ أن مُجاشعاً
أتاني من الأنباءِ أن مُجاشعاً / وآلَ فُقَيم والكَراديسَ اصفقوا
وقالوا شَريسٌ قلتُ يكفي شريسكُم / سنان كنبراس النهامي مُفَتّق
نَمتهُ العَصَل ثم استمرَّ كأنه / شِهابٌ بكفّي قابسٍ يتحرّق