المجموع : 7
ولائمة لامتكَ يا فيضُ في الندى
ولائمة لامتكَ يا فيضُ في الندى / فَقُلتَ لها لن يَقدَحَ اللومُ في البحرِ
أرادت لتثني الفيضَ عن عادةِ النَّدى / ومن ذا الذي يثني السحابَ عن القطرِ
كأنَّ وفودَ القوم لما تحملُوا / إلى الفيض لاقوا عندهُ ليلةَ القدرِ
مواقِعُ جُودِ الفيضِ في كُلّ بلدةٍ / مواقِعُ ماءِ المُزنِ في البلَدِ القَفَرِ
أتينا سليمانَ الأميرَ نَزُورُهُ
أتينا سليمانَ الأميرَ نَزُورُهُ / وكان امْرَأً يُحبى ويُكرَمُ زائِرُه
إذا كُنتَ بالنجوى به متفردا / فلا الجودُ مخليهِ ولا البخلُ حاضِرُه
كفى سائليهِ سُؤلَهُم من ضميرِهِ / عن البخلِ ناهِيهِ وبالجودِ آمِرُه
مخلدُ إن اللَهَ ما شاءَ يَصنَعُ
مخلدُ إن اللَهَ ما شاءَ يَصنَعُ / يجُودُ فيعطي ما يشاءُ ويمَنعُ
وإني قد أملت منكَ سحاببةً / فجادت سراباً فوق بيداءَ تلمعُ
فاجمعت صرما ثم قلتُ لعلَّهُ / يثوبُ إلى أمرٍ جميلٍ ويرجِعُ
فأيسني من خيرِ مخلدِ أنهُ / على كُلِّ حالٍ ليسَ لي فيه مطمَعُ
يجودُ لأقوامِ يودونَ أنَّهُ / من البغضِ والشنآنِ أمسى يُقطَّعُ
وَيبخلُ بالمعروفِ عمّضن يودُّهُ / فواللهِ ما أدري به كيف أصنعُ
أأصرمُهُ فالصرمُ شر مغبة / ونفسي إليهِ بالوصالِ تطلَّعُ
وشتانَ بيني والوصالِ وبينهُ / على كلِّ حلٍّ أستقيمُ ويضلَعُ
وقد كان دهراً واصلاً لي بوده / ومعروفهِ يعدو يزيدُ المفزَّعُ
واعقبني صرماً على غير إحنةٍ / وبخلا وقدما كان لي يتبرعُ
وغيرهُ ما غيرَ الناسَ قبلَهُ / فنفسي ببما يأتي به ليسَ تقنعُ
وصلتَ سماءَ الضر بالضرِّ بعدمكا
وصلتَ سماءَ الضر بالضرِّ بعدمكا / زعمت سماءَ الضر عنا ستقلعُ
فليتَ هشاماً كان حيا يسُوسُنا / وكنا كما كنا نُرجي ونطمعُ
وابيضَ بُهلولٍ إذ جئتُ دارَهُ
وابيضَ بُهلولٍ إذ جئتُ دارَهُ / كفاني وأعطاني الذي جئتُ أسألُ
ويعتُبني يوماً إذا كُنتَ عاتبا / وإن قلت زدني قال حقا سافعل
تراهُ إذا ما جئته تطلبُ الندى / كأنك تعطيه الذي جئت تسألُ
فلله أبناءُ المهلب فتيةٌ / إذا لقحت حربٌ عوانٌ تأكلوا
هم يصطلونَ الحربَ والموتُ كانِعٌ / بسمرِ القنا والمشرفيةُ عُسل
ترى الموتَ تحتَ الخانقاتِ أمامهُم / إذا وردوا علوا الرماحَ وأنهلُوا
يجودونَ حتَّى يحسبَ الناس أنهُم / لجودهم نذر عليهم يُحَلَّل
غيوتٌ لمن يرجو نداهم وجودهم / سمامٌ لأقوام صُحاةٌ وثُمَّلُ
كفاكَ من أبناءِ المهلبِ أنهُم / إذا سُئِلُوا المعروفَ لم يتسعلوا
فذلك ميراثُ المهلبِ أنَّهُ / كريمٌ نماهُ للمكارم أوَّلُ
جرى وجرت آباؤه فتجمدوا / من اقدم في عيطاء لا يتوقَّلُ
أمخلدُ لم تترك لنفسي بقيةً / وزدتَ على ما كُنتَ أرجُوَ وأمُلُ
فكنتَ كما قد قال مَعنٌ فإنَّهُ / بصيرٌ كما قد قال إذ يتمثلُ
وجدتُ كثيرَ المالِ إذ ضنَّ معدما / يُذَمُّ ويلحاهُ الصديقُ المؤمِّلُ
وإن أحقَّ الناسِ بالجُودِ من رأى / أباهُ جواداً للمكارمِ يُجزِلُ
يموت الذي قد كان قد والد / أغرّ إذا ما جئته يتهلَّلُ
وجدتُ يزيداً والمهلبَ برَّزا / فقلتُ فإني مثل ذلك أفعَلُ
ففُزتُ كما فازا وجاورت غايةً / يُقَصِّرُ عنها السابقُ المتمهِلُ
فأنت غياثٌ للتيامى وعصمةٌ / إليكَ رحاءُ الطالبي الخيرِ يَرحَلُ
أصاب الذي رجى نداك مخيلةٌ / تصبّ عزاليها عليك وتهطِلُ
ولم تُلفَ إذ رجوا نوالك باخلا / يظلُّ على المعروف والمال يعقلُ
وموتُ الفتى خيرٌ له من حياتهِ / إذا كان ذا مالِ يَضِنُّ ويبخُلُ
وذي سُنَّةِ لم يدرِ ما السيرُ قَبلَها
وذي سُنَّةِ لم يدرِ ما السيرُ قَبلَها / ولم يَعتَسفِ خَرقاً من الأرض مجهلا
ولم يدرِ ما حلُّ الحبالِ وعقدُها / إذا البردُ لم يترك لكفيه معملا
ولم يقر ما جرا ولا حج حجةً / فيضرب سهما أو يصاحب أكبلا
عدونا به كالبغل ينفضُ رأسَهُ / نشاطاً ثناهُ الحرُّ حتَّى تقيلا
ترى المحمل المحشو فاهُ عرامةً / ويأبى إذا أمسى من الشرِّ مُقبلا
وإن قلت ليلاً أين أنت لحاجةٍ / أجاب بأن لبيكَ عشراً وأقبلا
يسوقُ مطيَّ القومُ طوراً وتارةً / يَقودُ وإن شئنا جرى ثُم حلحلا
فأجلته مساً وقلتُ له انتظر / رُويداً وأجلنا المطيَّ ليذبلا
فلمل صدرنا عن زبالة وارتمت / ببنا العيسُ فيها منقلاً ثم منقلا
ترامت به المرامةُ حتى كأنما / يَشُفَّ بمعسولِ الثريد المذبلا
وحتى لو أن الليث ليثَ خفيةٍ / يُحاولُهُ عن نفسهِ ما تخلخلا
وحتى لو أن الله أعطاه سُؤلُهُ / وقالَ لهُ ما تشتهي قالَ محملا
فقلتُ له لما رأيتُ الذي به / وقد خفتُ أن ينفى لدينا ويهزلا
أطعني وكل شيئا فقال مُعذِّرا / من الجهدِ أطعمني تُراباً وجندَلا
فللموتُ خيرٌ منكَ جاراً وصاحبا / فدعني فلا لبيكَ ثثمَّ تحدَّلا
وقال أقلني عثرتي وارعَ حُرمتي / وقد فرَّ مني مرَّتين ليفعَلا
فقلت له لا والذي أنا عبدهُ / أقيلكَ حتى يُمسَحَ الرُّكنُ أولا
ألا تلمني يا ابن ما هان إنني
ألا تلمني يا ابن ما هان إنني / أخافُ على فخَّارتي أن تحطَّما
ولو أنني أبتاعُ في السوق مِثلَها / وجدِّكَ ما باليتُ أن أتقدَّما