المجموع : 20
نأَتكَ بليلى نِيَّةٌ لم تُقاربِ
نأَتكَ بليلى نِيَّةٌ لم تُقاربِ / وما حُبُّ ليلى مِن فؤادي بذاهِبِ
مُنَعَّمةٌ تجلو بعودِ أراكةٍ / ذَرى بَرَدٍ عَذبٍ شَنيبِ المناصبِ
كأنَّ فضيضاً من غريضِ غمامةٍ / على ظمأٍ جادَت به أُمُّ غالِبِ
لمستهلكٍ قد كان من شِدَّةِ الهوى / يموتُ ومن طولِ العِداتِ الكواذبِ
صريعُ غوانٍ راقَهُنَّ ورُقنَه / لَدُن شبَّ حتى شابَ سودُ الذوائبِ
وثنتينِ مما قد يَلَذُّهما الفتى / جمعتُهما راحٍ وبيضاءَ كاعبِ
قُديديمةٍ التجريبِ والحلمِ أنني / أرى غفلاتِ العَيشِ قَبل التجارِبِ
وما ريحُ رَوضٍ ذي أَقاحٍ وَحَنوَةٍ / وذي نَفَلٍ من قُلَّةِ الحَزنِ عازِبِ
سَقَتهُ سماءٌ ذاتُ ظلٍّ فنقّعت / نطافاً ولمّا سَيلُ المذانِبِ
بأطيبَ مِن ليلى إذا ما تمايلت / من الليلِ وسنى جانِباً بَعدَ جانِبِ
تُلاعِبُ أتراباً من الحي مَوهناً / فصارَ الخُطا مُستَرخياتِ المناكبِ
تلاهَينًَ واستَنعَت بهن خريدة / إلى مَلعبٍ ناءٍ من الحَيِّ ناضِبِ
وبِيضِ حِسانٍ يتَّبِعنَ إِلى الصَّبا / رسولاً كميعادِ العِتاقِ النجائبِ
فأَقبَلنَ ما يمشينَ إِلا تأوّداً / حِسانُ الوجوه ضافياتُ الذوائبِ
فلما التقينا قامَ للعاجِ رَنَّةٌ / وكُنَّ صريعاً من سَليبٍ وسالبِ
وإني وإن كان المُسافِرُ نازِلاً / وإن كان ذا حق على الناس واجبِ
ولا بُدَّ أنَّ الضَّيفَ مخبرُ ما رأى / مخبّرُ أهلٍ أو مخبرُ صاخبِ
لمُخبرُكَ الانباءَ عن أمٍّ منزلٍ / تَضيّفتها بين العُذيبِ فراسِبِ
تلفَّعتُ في طَلٍّ وريحٍ تلُفُّني / وفي طِرمِساء غيرِ ذاتِ كواكبِ
إِلى حيزبونٍ تُوقِدُ النَّارَ كلَّما / تَلَفَّعت الظلماءُ من كُلِّ جانبِ
تصلّى بها بَردَ العِشاءِ ولم تكُن / تخالُ وَبِيصَ النارِ يبدو لراكِبِ
فما راعَها إِلا بُغامُ مطيتي / تُريح بمحسورٍ من الصَوتِ لاغبِ
تقول وقد قَربتُ كوري وناقتي / اليكَ فلا تَذعَر عليَّ ركائبي
فجنَّت جنوناً من دلالاتٍِ منيخةٍ / ومن رَجُلٍ عاري الأشاجِعِ شاحِبِ
سرى في جليدِ الليل حتى كأنما / تَخَزَّم بالاطرافِ شَوكَ العقاربِ
فَسلَّمتُ والتسليمُ ليس يَسُرُّها / ولكنّه حَقٌ على كُلِّ جانِبِ
فَرَدَّت سلاماً كارِهاً ثُمَّ اعرَضت / كما انحازتِ الافعى مخافةَ ضارِبِ
فقُلتُ لها لا تَفعلي ذا براكبِ / أتاكِ مصيبٍ ما أصابَ فذاهِبِ
فلما تَنازَعنا الحديث سأَلتُها / مَن الحيُّ قالت مَعشَرٌ مِن مُحاربِ
من المُشتَوينَ القَدَّ مما تراهم / جياعاً وريفُ الناسِ ليس بناضبِ
فلما بدا حِرمانُها الضيفَ لم يكُن / عليّ مُناخُ السوءِ ضَربَةَ لازِبِ
فَقُمت إِلى مُهريّةٍ قد تعوَّدَت / يداها ورجلاها خيببَ المواكبِ
تُفرّي قميصَ الليل عنها وتنتحي / كانّ بذفرَاها بُزاقَ الجنادِبِ
ترى كلَّ ميلٍ جاوزته غنيمةً / سُحيراً وقد صارَ القُميرُ بحاجبِ
تخوّدُ تخويدَ النَّعامةِ بعدما / تصوّبت الجوزاءُ قصدَ المغاربِ
كأني ورَحلي من نجاءِ مُواشِكِ / على قارحٍ بالمنصليةِ قاربِ
حدا إننا من ذي حَماسِ وعَرعَرٍ / لقاحاً يغشيها رؤوسُ الصياهبِ
مفدحةٍ قُبّاً خِفافاً بطونُها / وقد وازنتُ جِحشانها بالحوالبِ
تَمُرُّ كَمَرِّ الطَيرِ في كُلِّ غَمرَةٍ / ويكتحِلُ التالي بمورٍ وحاصبِ
إلا إنما نيرانُ قَيس إذا اشتَوَوا / لطارقِِ ليلٍ مثلُ نارِ الحباحبِ
إذا مُتُّ فانعيني بما كُنتُ اهله / لتغلبَ إنَّ الحَقَّ لا بُدَّ غالي
إذا الحيُّ حَلّوا فرط حَولٍ بغائطِ / جديبٍ مُنَدّاهُ انيقٍ لحاطبِ
دعاني الهوى إذ شَرَّقَ الحيُّ غدوةً
دعاني الهوى إذ شَرَّقَ الحيُّ غدوةً / وما كُنتُ تدعوني الخطوبُ الضَّعائِفُ
وهيَّج أحزاني حُمولٌ تَرَفَّعَت / عليهنَّ غِزلانٌ عليها الزَّخارِفُ
وبالأمسِ قد كانَت بَدَت ليَ طيرُهم / جَرَت بارِحاً لو زَجَّرَ الطيرَ عائِفُ
فيا قاتَلَ اللهُ الغواني فإنها / قريبٌ بَعيدٌ وَصلُهُنَّ تنائِفُ
تراهُنَّ يختلن الأقاومَ بالصبا / وهُنّ على ما يختَتِلنَ سَخائِفُ
بَكَرنَ فلم يُنجِزنَ وَعداً وَعَدنَه / إِلى البُخلِ تحدو ظَعنَهُنَّ المناصِفُ
وقد كانَ فيهِم ما دَنَوا لي نعمَةٌ / وقرةُ عينٍ دَمعُها اليومَ ذارِفُ
ومِن لذَّةِ الدنيا حَديثٌ ونعمةٌ / ولهوٌ وحاجاتٌ تُتلّى طرائِفُ
فَشَتَّ النوى من بَعدِ طولِ اقامةٍ / وما كُلُّ ما تهوى النُّفوسُ يُساعِفُ
فان أُمسِ قَد بُدِّلتُ حِلماً وشيبةً / مشيبيَ من بعدِ التَّبَختُر دالِفُ
فَكَم من حَبيبٍ بانَ نهوى جِماعَهُ / وخطب خطوبٍ كلَّفتني التَّكالِفُ
وراحٍ سُلافٍ شَعشَعَ التَجرُ مَزجها / لنحمى وما فينا عن الشّربِ صادِفُ
فصالوا وَصُلنا واتقَونا بماكِرٍ / ليعلمَ مافينا عن البَيعِ كانِفُ
فحطّوا إلينا شاصِياتٍ كأنها / مِن السِندِ مسلوبُ القميصِ رواعِفُ
فلما انتشينا عَدِّني من صديقِهِ / وعادَ الصَّبوحُ والشّواءُ السدائِفُ
أذلك أم بيضاءُ مِلأُنسِ حُرَّةٌ / أتاها بِوِدِّ القَلبِ مني الخطاطِفُ
لها رَوضَةٌ في القَلبِ لم يَرعَ مثلَها / فَروكٌ ولا المستعبراتُ الصلائِفُ
أرى الحَقَّ لا يعيى عليَّ سبيلُه / إذا ضافني ليلاً مع القَرِّ ضائِف
إذا كَبَّدَ النجمُ السماءَ بشَتوةٍ / على حين هَرَّ الكلبُ والثَّلجُ خاشِفُ
ربيعةُ أبائي الأُلى اقتسموا العلى / إذا عُدَّ باقٍ من زمانٍ وسالِفُ
وتغلِبُ بَحري طَمَّ سيلاً بأبحُرٍ / فلم يَستَطِع تيارَهُنَّ المجاذِفُ
وبَكرٌ وعبدُ القيسِ اخوتُنا معاً / كفتنا لُكَيزٌ منهُمُ والحَنائِفُ
وعِيلان منا يَومَ كُلَّ كريهَة / وتحلب غُزراً يَومَ تُدعى الخَنادِفُ
ومن خَندِفَ الداعي الرسولُ الى الهدى / ومِنّا الامامُ والنجومُ العواكِفُ
أخوكَ الذي لا تملك الحِسَّ نفسُه / وترفضُّ عند المحفظاتِ الكتائِفُ
فَنَحنُ الزِّمامُ القائدُ المُهتدي بهم / ومِن غيرنا المولى التبيعُ المحالِفُ
إذا اصطَك رأسانا حلَلَنا بباذخٍ / برُكنيهِ تعتاذُ التوالي الزعانيفُ
ونحن تَروحُ الخيلُ وَسطَ بيوتنا / ويَغبُقنَ مَحضا وهي مَحلٌ مَسانِف
ألا عَللاني كُلُّ حَيٍّ مُعَلَّلُ
ألا عَللاني كُلُّ حَيٍّ مُعَلَّلُ / ولا تَعِداني الشَّرَّ والخَيرُ مُقبِلُ
فانكما لا تَدريان أما مضَى / مِن الدَّهرِ أو ما قَد تأخَّرَ أَطوَلُ
وما لِلفتى مَالٌ إذا مَرَّ نَعشُهُ / على عَمَدٍ فَوقَ المناكِبِ يُحمَلُ
أحاديثُ عَن عادٍ وجُرهُمَ جمَّّةٌ / يُثوِّرُها العِضّان زَيدٌ ودَغفَلُ
لنا لَيلَةٌ منها بعَيساءَ اسهُمٍ / وليلتُنا بالجدّ أصبى وأجهَلُ
ولما عَرَفنَ الجدَّ جدَّ ابنِ ملقَطٍ / عَدَلنَ له وانصاعَ مِنهُنَّ أَوَّلُ
وَقَعنَ وقوعَ الموحشِ المبتغي القِرى / به لعدادٍ حُسَّرَاً مايُظل
فَظَلَّ يَرُدُّ الحائماتِ ابنُ ملقَطِ / وناداهم غُضفَ الجمامِ تَرَحَّلوا
وقالوا صَرانا اليومَ عَينٌ بَكيَّةٌ / وكذّانة صاقورُها يَتَفَلَّلُ
يَلُذنَ باعقارِ الحياضِ كأنها / نساءُ النَّصارى أَصبَحَت وَهيَ كُفَّلُ
وإني لَمُهدٍ مِدحَةً وَهَدِّيَةً
وإني لَمُهدٍ مِدحَةً وَهَدِّيَةً / لا سماءَ ذي الفَضلِ العظيم القُماقمِ
وما قائلٌ خيراً ومثنٍ بنائِلٍ / على آلِ بَدرِ بنِ مَعَدٍّ بنادِمِ
وَجَدُّكَ حُصنٌ قد بنى لك في العُلا / كما كان نُعمان بنى للعلاقمِ
أَغَرُّ إذا اصطَكَّ الجباهُ كأنه / هِلالٌ بدا مُسجفاتِ الغمائِمِ
إذا نحن زُرنا بيتَهُ قال مَرحَباً / لِجوا ثم لَم يَعرِض لنا بالسَّخائِمِ
ألَم تَرَ أنّا قد كسَوناك حلةً / نَمت بك ليست لِلئِّامِ الدَمائِمِ
مُفَدّاةُ بنتُ الحصنِ أُمُّكَ فانتسِب / إِلى النَّسَب الرَابي الرفيعِ الدَّعائمِ
وأمَّ بني بَدر فلا تَنسيَنَّها / وبَدراً أبا تلك النجوم الخَضارمِ
تَظَلُّ سَراةُ الحيِّ قيسٌ تَعودُهُ / وتغلبُ من معطي الخزامِ ووائِمِ
لَعَمري لَقَد سادَ ابنُ بَدرٍ بفضلِهِ / على وُدٍّ مسرورٍ بذاك وراغِمِ
وأَسنَد أمرَ الناسِ بعد التباسِهِ / إِلى كل جَلدٍ مُبرمِ الأمرِ حازِم
وأنت الذي ترجوكَ قيسٌ لفضلهِ / وحتى لُكَيزٍ من وراءِ اللهازِمِ
فَضُلت نزاراً يا ابن حُصنٍ تكرُّما / وحزماً بِشدّاتِ الفحولِ الصَّلادِمُ
بِجمَّالِ اثقالٍ إذا خَطَرَت بهِ / فزارةُ في يومِ الثّأى المتفاقِمِ
وقالوا فُقيمٌ قيّمُ الماءِ فاستَجِز
وقالوا فُقيمٌ قيّمُ الماءِ فاستَجِز / عُبادَةَ إنَّ المستجيزَ على قُترِ
فبينا عُميرٌ طامِحُ الطَّرفِ إذ رأى / عُبادةَ إن واجهتَ أضجمَ ذا خَترِ
شنِئتُكَ اذ أبصرتُ جَهرَك سيّئاً / وما غيّبَ الأقوامُ تابعةَ الجُهرِ
وقد كنتَ تُدعى عبدَ ياسوعَ مرةً / فأخلفتَ والإخلافُ من سيَّىء الذَّكرِ
واعييَتَ قيساً إن تجيءَ كضربهِ / وما كُلُّ ذي عِرقٍ ولو يستوي يجري
وباتت لقاحي بالقريِّ كأنما / تجاوبُ ثكلى من عَوانِ ومن بِكسرِ
وما ضَرَّها إن لم تكن رَعَتِ الحِمى / ولم تَطلُبِ الخيرَ الملاوِذَ من بِشرِ
وَرَدنَ مُدلاَّتِ وأصدَرنَ ذُبَّلاً / وقد لاحتِ الجوزاءُ في مَطلَعِ الفَجرِ
فلو كان حوضُ ابنِ السليلِ تعَطّنت / أصابَت بلا شُربٍ قليلٍ ولا كَدرِ
أُولاك البهاليلُ الأُلى يُهتدى بهم / إِلى اليوم فارحَل عن مُقاوَلةٍ زهرِ
فوارسُ بُسطامٍ عليك لأمِّهِ / بنو الشَّمس أدَّت بالسّعودِ من البَدرِ
وكنتُ اذا قَومٌ جَفَوني رَميتُهُم / بداهيةٍ شنعاءَ قاصمةِ الظَهرِ
تَرحَّلَ إخواني بعقلي إنني
تَرحَّلَ إخواني بعقلي إنني / تكلفَ قلبي كُلُّ جارٍ لجاوِرُه
وأرَّقَني ما لا يزالُ يروقني / غَزالُ اناسِ قاصِرُ الطَّرفِ فاتِرُهُ
له مستظلٌ بارِدٌ في مخدَّرِ / كنينٍ إذا شَعبانُ أحمَت هَواجِرُه
بعينيك تنظارٌ الى كُلِّ هَودَجِ / وكلِّ بَشيرِ الوَجهِ حُرٍّ مسافِرُه
تراه وما تَسطيعُهُ غير أنَّه / يكونُ على ذي الحلمِ داءً يُخامِرُه
إذا تاقَ قَلبي أو تطرَّبَهُ الهوى / فليست له بُقيا ولا الحِلمُ زاجرُه
عصى كُلَّ ناهٍ وآستَبَدَّ بأمرِهِ / فما هو الا كالعَشِيرِ تُؤامِرُه
وكَأسٍ تَمشّى في العِظامِ سبيئةٍ / من الرَّاحِ تعلو الماءَ حتى تكاثِره
كميتٍ إذا ما شَجَّها الماء صَرَّحَت / ذخائِرَ حانيٍّ عليها يناذِرُه
فجاءَ بها بَعدَ الإباءِ وَبَعدَما / بذلنا له ما آستامَ في السَّومِ تاجِرُه
شَرِبتُ وفتيان كجنَّةِ عَبقَرٍ / كرام اذا ما الأمرُ أَعيَت جرائرُهُ
فَقُلتُ اشرَبوا حيّاكم اللهُ واسبقوا / عواذِلَنا منها بريّ نُباكِرُه
فلما انتَشينا واستدارَت بهامِنا / وقلنا اكتفينا بَعدًَ عَفقِ نُظاهِرُه
وَرُحنا أُصَيلالاً نَجُرُّ ذُيُولَنا / بأنعمِ لَيلٍ قد تَطَاوَلَ آخِرُهُ
وَشَدَّ المطايا بالرِّحالِ كأنها / قطاً قلَّ عنهُ الماءُ صفرٌ غَرائِرُه
يعارضُ بَرّاقَ المُتون موقِّعاً / رضيضَ الحصا ما إن تنامُ سوافِرُه
تَعوجُ البرى والجُدلُ في كل رسلَةٍ / إذا كمشَ الحادي استحثَّت تُبادِرُه
طَواها السُّرى فالنِسعُ يجري كأنّه / وِشاحُ فتاةٍ دق عَنه مخاصِرُه
تَزَيَّدُ في فَضلِ العنان بصَدرِها / إذا اليومَ عاذَت بالظلالِ يعافِرُه
فَظَلَّ يُباريها سَمامُ كأنها / عوالي عروشٍ قد حَنَتهُ أواسِرُه
وُكلُّ صهابيٍّ كانَ عمامَةً / على الرَّأسِ مما قد كَسَتهُ مشافِرُه
فإني نفيسٌ في الشَّبابِ ورحلةُ ال / مطيِّ وبعضُ العَيشِ تعدى مياسِرُه
وفي صالحاتِ الخَيل إنَّ ظهورَها / مراكبُنا في كلِّ يومٍ نغاوِرُهُ
تُكَشِّرُ بادينا على كلِّ من بدا / قديماً واغنى مثلَ ذلك حاضِرة
فليس من الأحياءِ إِلا مُسوِّدٌ / ربيعةَ أعرابيُّهُ ومهاجِرُه
ونحن أُناسٌ لا ترى الناسَ اقرموا / إِلى قَرمِنا قَرماً يجيءُ بِخاطِرُه
اذا ما سما بَذَّ القورمَ جرانُه / ومها تصب انيابُه فهوَ عاقِرُه
اذا الحربُ شالت للتسَّلقُح لم تجد / لنا جانبا إِلا بهِ مَن يُصابرُه
نُطيعُ وَنعصي كلَّ ذاك أميرَنا / وما كلَّ حين لا نزالُ نشاورُه
وما يَعلمُ الغيبَ امرؤٌ قبلَ أن يَرى / ولا الأمر حتى تُستبانَ دوابِرُه
ألا بَكَرَت مَيِّ بغيرِ سَفاهَةٍ
ألا بَكَرَت مَيِّ بغيرِ سَفاهَةٍ / تعاتِبُ والمودودُ يَنفَعُه العَزرُ
فَقُلتُ لها إنّي بحلمِكِ واثِقٌ / وغنَّ سوى ما تأمرينَ هُوَ الآمرُ
وتَرعِيَّةٍ لم يَدرِ ما الخمرُ قبلَنا / سقيناهُ حتى صارَ قيداً له السُّكرُ
فثمَّ كفيناهُ البَدادَ ولم نكُن / لننكدَهُ عما يَضِنُّ به الصَّدرُ
وَظلَّ الى أن باتَ عندي بنعمةٍ / الى أن غدا لا لومَ أهلي ولا خَمرُ
غطاريفُ يَدعون الكريمَ أخاهم / وإن لم يكن فيهم له مِنهُمُ صَهرُ
وتغلِبُ حَيَّ وَرَّثَ المجدَ وائلاً / مَراسِلُها حُشدٌ مرافِدُها غُزرُ
دَعوا النَمرَ لا تثنوا عليهم خِنايَةً / فقد أحسنت فيما خلا بينَنا النَمرُ
وكنا كما كانوان إذا نَزَلت بهم / من المُعضلاتِ لا عَوانٌ ولا بِكرُ
وكنا إذا نابَت من الدَّهرِ نوبةٌ / كفتها الهوادي من بني جُشَمَ الزهرُ
ألم تَرَ همّاماً فتى تغلِب الذي / تعاورُه الأيامُ واضطَرَّهُ الدَّهرُ
بنى بَينَ حَيَّي وائِلٍ بصنيعةٍ / فلا تغلِبٌ لامَت أخاها ولا بَكرُ
لَعَمرُ أبي أمِّ الأراقم إنها / لَغرّاءُ مذكارٌ تجنُّبُها النَّززُ
ولو ثَوَّبَ الدّاعي بشَيبانَ زَعزَعَت / رماحٌ وجَاشَت من جوانِبِها القِدرُ
لَجِيميةٌ خرساءُ أو ثعلبيَّةٌ / يُحشنَ حُمَيَّاها المساعِرةُ الزَهرُ
هُمُ يَومَ ذي قارٍ اناخوا وجالَدوا / كتائبَ كسرى بعد ما وَقَد الجَمرُ
وظلت بناتُ الحُصنِ بالمِسكِ تطّلي / اليهم وقد طابَت بأيدِيهِمُ الخَمرُ
ألا يا ديارَ الحَيِّ بالأخضَرِ أسلَمي
ألا يا ديارَ الحَيِّ بالأخضَرِ أسلَمي / وليس على الأيامِ والدهرِ سالِمُ
تراوَحَها العصرانِ طوراً مسفَّةً / وطوراً صَباً من آخر الليلِ خارمُ
تَحِلُّ بها والحيُّ حيٌّ بغبطةٍ / تقرُّ بهم عَيناكَ لو دام دائمُ
ولم أرَ ذا شَرِّ تمايَلَ شَرُّهُ / على قومِهِ إلا انتمى وهو نادِمُ
فلو أنني هانَت عليّ عشيرتي / لسُبَّ عروضٌ واستُحِلَّت محارِمُ
إذن لانطَوَت عني شُعوبٌ وأقبلت / عليّ شكاةٌ منهم وملاوِمُ
وذي شَفَقٍ ما يَأتليني نصيحةً / عَصَيتُ وقلبي للَّذي قالَ فاهِمُ
فقلت له لا أنتَ راجعُ ما مضى / عليّ ولا ماف ي غد أنتَ عالِمُ
فأقبلَ مني حين وَدَّعتُ باطلي / أخٌ لك ذو شَغبٍ على من يُراجِمُ
وما هِندوانيِّ تنقّاه صيقَلٌ / بضربَتِهِ عند الكريهَةِ صارِمُ
بأصدقَ مني يبتليني وتبتَلى / له وقعةٌ منها تُتَرُّ الجماجِمُ
ومجهولةٍ قد خَرَّمَ السَّيلُ نُؤيَها / إذا اعتادَ عُثنونٌ من الصَّيفِ رازِمُ
ترى فَرطَ حَولَيها الأثافيَّ كأنّها / لدى موقدِ النارِ الحمامُ الجواثِمُ
واسُّ اواريِّ الديارِ كأنها / حياضُ عراكٍ هَدَّمتها المواسِمُ
وذي عِزَّةِ ضَخم السَّوادِ اذا هَوى / إِلى الأشعراتِ الدّالِحُ المُتزاحِمُ
ألا طالما احلولى نيامي وجرّني / الى الفضلات الأغيدُ المتناعِمُ
أخو من خلا واللهوُ ما أن يهمَّه / مراحٌ ولا غادٍ على الحيِّ سائِمُ
اذا حَلَّ جَنبَي عَرعَرٍ ركزت به / زجاجُ الرماحِ الاكثرون الأكارِمُ
بقودٍ واسلافٍ وسدٍ كأنهم / مخارمُ موصولٌ بهنَّ مخارِمُ
وَحل بنو سَعدٍ بيبرينَ فيهم / طوالُ القنا والمقرباتُ الصَّلادِمُ
وحَلَّ بنو قَيسِ بنِ عيلانَ دونَهُم / وباتَ بنو بَكرٍ هُناكَ الأعاجِمُ
تَذكرَّتُ هَمّاماً وذكَّرَني به / زَمانٌ كأحناءِ الرحالةِ آزِمُ
بأبيضَ ما ينفَكُّ عاقدَ رايةٍ / لمردٍ على جردٍ لَهُنَّ هماهِمُ
وَخُيَّرَ فاختارَ الجهادَ وقد يُرى / لديهِ نساءٌ مرشقاتٌ نواعِمُ
لإفراسِه يَوماً على الدَّربِ غارَةٌ / تصلصِلُ في اشداقِهنَّ الشَّكائِمُ
نَمى بك يا هَمّامُ شيخٌ ورَثتَهُ / بنى لك والآباءُ بانٍ وهادِمُ
فقُل لبني مَروان لا تَجعَلَنَّهُ / كآخَرَ يمتدُّ الضُّحى وهو نائِمُ
فأصبَحَ قومي قد تَفَقَّدَ منهُمُ / رجالُ العوالي والخطيبُ المراجِمُ
وما لمثاباتِ العروشِ بقيةٌ / اذا سُلَّ من تَحتِ العروشِ الدعائِم
ألم تَرَى للبُنيان تَبلى بيوُتهُ / وتبقى من الشَعرِ البيوتُ الصوارمُ
أتاني مِن الأسدِ النَذيرةُ بعدما
أتاني مِن الأسدِ النَذيرةُ بعدما / تناشدَ قولاً بالعِراقِ المجالِسُ
فقالوا عليكَ ابنَ الزُّبير فَعُذ به / أبى اللهُ أن اخزى وعَزَّ خنابِسُ
وإني امرؤٌ في العُودِ منّي صَلابَةٌ / وفي جَبَلَي بَكرٍ وتغلبَ حابِسُ
وما جَعَل اللهُ المهلبَ فارساً / ولكنّ امثالَ الهُذيلِ الفوارِسُ
أخو الحَربِ اما صادِراً فوسيقُهُ / جميلٌ وإمّا وارداً فمغامِسُ
يَجُرّ الخناذيدَ الجيادَ على الوجا / تُواعِسُ في ظلمائها ما تُواعِسُ
تعاد المراخي ضُمَّراً في جنوبها / وَهُنَّ من الشَطِّيِّ عارٍ ولابِسُ
على كُلِّ مَحبوكِ السراةِ مُقَلَّصٍ / تخببَ عنه لحمُه المتكاوِسُ
يُطالِبنَ ديناً في قُضاعَةَ لم يَكُن / ليمعَكَهُ الألوى ولا المتكادِسُ
تركن عُبيدَ اللهِ يوم لقينَهُ / وفي النَّفسِ من أرماحِ تغلبَ هاجِسُ
ومَن يَكُ أرعاه الحمى اخواتُهُ
ومَن يَكُ أرعاه الحمى اخواتُهُ / فمالي من أختٍ عَوانٍ ولا بِكرِ
تعادى السنونَ عن جراجبَ جلةٍ / مهاريسَ ليست من دياتٍ ولا مَهرِ
تناصي ضريبَ الحَمصِ ليلةَ غَبِّها / نصاءَ بني سَعدٍ على سَمَلِ العَذرِ
اذا احتَطَبَته نِيبُها قذَفت به / بلاعِيمُ أكراشٍ كأوتيةِ الغَفرِ
وما ضرَّها إن لم تكن رَعِتِ الحمى / ولم تطلب الخيرَ الملاوِذَ من بشرِ
جِبالٌ اذا صافَت هضابٌ اذا شتت / وفي القيظِ يعطفَن المياهَ على العَشرِ
مياهُ سوىً يحملَنها قبلَ العِرى / دليف الروايا بالمثممةِ الخُضرِ
بناتُ عِلَندى المنكبينِ كأنَّما / تُزِيِّنُهُ الإخصابُ بالمَغَرِ الحُمرِ
اذا رفع الراعي الهُراوةَ فوقَه / تخمَّطَ انكارَ العزيزِ من القَهرِ
يُعضُ عليها الحاسدونَ بنانَهم / وليس بأيديهم غنايَ ولا فَقرِي
طوالُ القِرى لا يلعنُ الضيفَ اهلُها / اذا هو ارغى وَسطَها بَعدمضا يَسري
اذا لم يَكُن فيها حلوبٌ تكشَّفَت / عن السَّيفِ مَصقولاً وأبيضَ كالبَدرِ
وما اتقي السَّاقَ التي تتقى بها / اذا ما تعادى الراتِكاتُ من العَقرِ
ويكفيك ألاَّ يَرحلَ الضيفُ لائماً / كراديسُ من نابٍ تغامسُ في القدرِ
أُنادي خَليطا بائِناً حينَ أعصَفَت
أُنادي خَليطا بائِناً حينَ أعصَفَت / شآميةُ الأقراب نكباءُ حَرجَفُ
ومن لا يَزَل يَستَحمِل الناسَ نفسَهُ / يعنَّف ويُنكرهُ الذي كان يَعرِفُ
ألا أيُّها اللاَّحي كفاك عِتابا
ألا أيُّها اللاَّحي كفاك عِتابا / ونَفسَك وفِّق ما استطعتَ صوابا
فإنَّ رعاةَ الحلمِ قد رَجَعوا به / عليّ وآذَنتُ السفاهَ فآبا
خلا أَنَّه لَيسَت تغنّي حمامَةٌ / على أَيكَةٍ الاَّ ذَكَرتُ رَبابا
وما مَتَّعتنا والركابُ مناخةٌ / على عَجَلٍ خفَّ المتاعُ وَطابا
تناوَلتُ منها مُسفِراً اقبلت به / عليَّ وهفّافَ الغَروبِ عذابا
كأن ثناياها ذرى اقحوانةٍ / علاها ندى الشؤبوبِ ساعةَ صابا
وسِربُ عذارى بينَ حَيِّين موهناً / من الليلِ قد نازَعتُهُنَّ ثِيابا
وقلن لنا أهلٌ قريبٌ فنتَّقي / عيونَ يقاظى مِنهُمُ وكلابا
دبيبُ القطا حتى اجتعلن نحيزةً / من الليلِ دُونض الكاشحينَ حِجابا
وَهُنَّ كَريعانِ المخَاضِ سبقتَها / بأوَّلها لا بل اخفُّ جنابا
تلاَهينَ عني واستنَعتُ بأربعٍ / كهِمةِ نفسٍ شارةً وشبابا
تلاَهين واستهلكتُ حتى تجهَّمت / قلوبٌ وهاماتٌ وَرَدنَ لهابا
اذا المعصمُ الرّيانُ باشرتُ بردَهُ / بكفيّ لاعَبتُ الوقوفَ لعابا
وما انطلقَ التيميُّ يطلبُ حاجةً / ولا كان اكرى بالعراقِ رِكابا
ولكن ما كان القطاميُّ يبتغي / نواعمَ خلاَّها العريبُ عرابا
تخاذَلَ جَفرانا ولو قَد تعاوَنا
تخاذَلَ جَفرانا ولو قَد تعاوَنا / رَوينا ومن يُخذَل عنِ الحَقِّ يُغلَبِ
قَبيلانِ لَم يَجعَل سواءً جباهما / لأهلٍ ولا جارٍ على حينَ مَرغَبِ
تداعى ولم تَظلم لقاحي على الملا / على حين لوحُ الراكبِ المتعصبِ
وحنَّت الى ذي الهَضبِ حتى كأنها / حنيٌّ وما حامَت عليه لِمشرَبِ
فلما رَأَت أَنّ الخطوبَ اضطررنها / الى ذائدٍ عما يلي الحوضَ مرهبِ
سَمَت فوقَها أعناقُها فتجاوَبَت / تجاوبنَ رجّافِ الضحى المتحلّبِ
فباتَ يباري النيبَ من بكراتِها / رعيلٌ كأسرابِ القطا المتَسَرِّبِ
اذا عارَضَت من عالجٍ مكفهِرّةٍ / زبونش الذُّرى من ظَهرِها المتقبِّبِ
تَفَرَّعنَ منها رأسَها فاتخذنَها / طريقاً فنالتها على مِثلِ مثقبِ
لها ساطِعٌ سامٍ حوالَي عمودِها / كثيفانِ منها مَن ذلولٍ وصعّبِ
وَمَرَّت بمعتمٍّ الجبالِ كأنَّها / عصائبُ فُرسانٍ على إثرِ مَطلَبِ
فَصَبَّحنَ قَبلَ الصُّبحِ أو بعدما بدا / زلالاً كماءِ العارضِ المتحلّبِ
ألارُبَّ يَومٍ صائفٍ قد رأيتها / تراعي بخبتٍ عازبٍ أم ربربِ
اذا ما أهابَ الراعيان تراجعت / الى رزِ محبوكِ البضيعةِ منجبِ
صِلَخدٌ عظيمُ المنكبينِ كأنما / عليه خميلٌ جيبَ لما يُهذّبِ
ترى الشّولَ تأوى جانِبَيهِ كانَّها / عذارى تهادى بينَ أهلٍ ومَلعَبِ
طوالُ الذُرى اعناقُها مُشمَخِرَّةٌ / كنخلِ القرى عِيدانُها لم تُشذَّبِ
ترى كُلَّ حرجوجٍ دلاثٍ ضليعةٍ / رفودٍ توفى محلباً بعد محلبِ
ذوارفُ عينيها من الحفلِ بالضحى / سجومٌ كتنضاحِ الشّنانِ المشرّبِ
وأخرى على عَسنٍ بنى الصَّيفُ نيَّها / عَرورٌ بها لولا الغِنى لم تحلّبِ
رَشوفٌ وراءَ الخورِ لو تندرىء لها / صبا وشمالٌ حَرجَفٌ لم تقلَّبِ
تَلوذُ الحواشي ليلةَ القَرِّ تحتها / لزوقَ القطا بالنيقِ من رأسِ غربِ
إذا بَرَكَت خَرَّت على ثَفناتها
إذا بَرَكَت خَرَّت على ثَفناتها / مجافيةً صلباً كَقنطرةِ الجِسرِ
كأنَّ يديها حينَ تجري ضفورُها / طريدانِ والرجلان طالبتا وِترِ
أرى البأسَ أدنى للرشاد وإنَّما
أرى البأسَ أدنى للرشاد وإنَّما / دنا العيُّ للإنسان من حيثُ يَطمَعُ
فَدَع أكثرَ الاطماعِ عنك فإنَّها / تضرُّ وإن اليأسَ لا زالَ يَنفَعُ
جَزى اللهُ خَيراً والجزاءُ بكفِّهِ
جَزى اللهُ خَيراً والجزاءُ بكفِّهِ / بني دارمٍ عن كُلِّ جانٍ وغارِمِ
هُمُ حملوا رَحلي وأدوا أمانتي / إِليَّ وردوا فيَّ رِيشَ القوادِمِ
ولا عَيب فيهم غَير أّنَّ قدورَهم / على المثل امثالَ السنينِ الحواطمِ
وإنَّ مواريثَ الأُلى يرثونَهُم / كنوزَ المعالي لا كنوزَ الدراهمِ
وما ضرَّ منسوباً أبوهُ وأمُّهُ / الى دارِمٍ أن لا يكونَ لهاشِمِ
أطَفنَ ببلكوثٍ ثلاثاً يَعُدنَه
أطَفنَ ببلكوثٍ ثلاثاً يَعُدنَه / ويومينِ لا يطمعن إِلاَّ الشكائِما
يُطالِبنَ دينا بعد ما قد مَنَعنَه / وكان طوالاً بالأسِنَّةِ عالِما
وأشرقَ اجبالُ العويرِ بفاعلٍ
وأشرقَ اجبالُ العويرِ بفاعلٍ / اذا خَبَت النيرانُ بالليلِ أَوقَد
فخرّ على شؤمى يديه فذادَها
فخرّ على شؤمى يديه فذادَها / بأظمأ من فرعِ الذؤابةِ أسحَما
كأن العقيليينَ يومَ لقيتُهم
كأن العقيليينَ يومَ لقيتُهم / فراخُ القطا لاقينَ اجدَلَ بازيا