القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : هاشِم الكَعْبي الحائِري الكل
المجموع : 5
منى القلب أن تدنو مِنىً والمحصب
منى القلب أن تدنو مِنىً والمحصب / وللركب قصد دون ذاك ومطلب
إذا كان ما بي فات ما يطلبونه / وإن كان ما هم فات ما كنت أطلب
فكيف التئام الشمس وهو كما ترى / فريقان والقصدان شرق ومغرب
خليلي عوجا بي على الربع عوجة / عسى يشتفي فيها السقيم المعذب
ولو لم يكن إلا بتعريس ساعة / لماما نؤدي بعض فرض ونندب
خليلي لا واللَه لو قد علمتما / من النازح الثاوي به والمغيب
لما اخترتما يوماً على ذاك منزلا / ولو لم يكن إلا من الدمع مشرب
فعوجا بنفسي أنتما وتَبَيَّنا / فخير صِحاب المرء من لا يؤنب
تقولان قصد العيس جمع ويثرب / صدقتم وهذا الربع جمع ويثرب
ولا تعجباً مما يحاول مدنف / فامر كما في اللوم ادهي واعجب
دعاني وأشجان الفؤاد فإنني / جعلتكما في أوسع الحِلِّ فاذهبوا
صحبتكما كي تسعفاني على الجوى / أما سبة اذ لم تفوا ان تؤنبوا
جزا اللَه قوما احسنو الصبر والبلا / مقيم وداعي الخطب يدعو ويخطب
بحيث حسين والرماح شواخص / إليه وألحاظ الأسنة ترقب
وفرسان صدق من لُؤي بن غالب / يؤم بها يبغي المغالب أغلب
أخو الفضل لا اللاجي إلى طود عزه / يضام ولا الراجي لديه يخيب
سروا خابطي الظلماء في طلب العلا / إلى أن بدى منها الخفي المحجب
بكل محيا منهم ينجلي الدجى / كأن كل عضو منه في الليل كوكب
مضى ابن علي الليث لا نفس ماجد / تهم ولا قلب من الحزم يقرب
إذ الصارم الهندي خلا طريقه / وحاد عن القصد السنان المدرب
وخوفه بالموت قوم متى دَرَوْا / بأن حسيناً من لقا الموت يرهب
وقامت تُصادي دونه هاشمية / تحن إلى وصل المنايا وتطرب
فوارس من عليا قريش تسنموا / من المجد صعباً ظهره ليس يركب
أتوا في العلا ما ليس يُدْرى فأغربت / معاني الثنا في مجدهم حيث أغربوا
أسود لها الأسد الضراغم مطعم / وما سفك البيض الصوارم مشرب
ترى الطير في آثارهم طالبي القرى / متى ضمهم في حومة الطعن موكب
عشية أضحى الشرك مرتفع الذرى / وولت بشكل الدين عنقاء مغرب
تراع الوغى منهم بكل شمردل / نديماه فيها سمهري ومقضب
بكل فتى للطعن في حر وجهه / مراح وللضرب المرعبل ملعب
بكل نقي الخد لولا خطا القنا / ترى الشمس من معناه تبدو وتغرب
كثير حياً لولا وقاحة رمحه / لحق به للعارفين التشبب
كان الحداد البيض تخضب بالدما / لعينيه ثغر بارد الظلم اشنب
كان القنا العسال وهي شوارع / قدود تثنى في المراح وتلعب
كان صليل المرهفات لسمعه / غوان تغني بالصبا وتشبب
كأن منايا السود يطلع بينها / اخو البدر معشوق الجمال محجب
كان ركام النقع من فوق راسه / أرائك تبنى للوصال وتضرب
كان الظبا فيه نجوم مضيئة / ويومهم من ثائر النقع غيهب
كأن صدور البيض من ضربها الطلى / أخو صبوة مضنى الفؤاد معذب
كان اطاريف الأسنة تكتسي / دماً طرف صب احمر الدمع صيب
كان ازدحام القرن منه لقرنه / نديمان في كفيهما الراح تقطف
كان السهام الواردات لصدره / بنان يعاطيه المدام مخضب
كان حطيم السمر في لمس كفه / من الطعن هُدّابُ الدمقس المذهب
ومروا على مر الطعان كأنه / لديهم جَنِيَّ النحل بل هو أطيب
إلى أن ثووا تحت العجاج تلفهم / ثياب علا منهنَّ ما حاك قعضب
واقبل ليث الغاب يهتف مطرقاً / على الجمع يطفوا في الألوف ويرسب
إلى أن اتاه السهم من كف كافر / الا خاب باريه وضل المصوب
فخر على وجه التراب لوجهه / كما خر من رأس الشناخيب أخشب
ولم أنس مهما أنس إذ ذاك زينباً / عشية جاءت والفواطم زينب
عراها الاسى حتى استباح اصطبارها / وأذهلها حتى استبان المُنقَّب
اتت وهي حسرى الوجه مما يروعها / وكم حاسر في صونه يتنقب
تحن فيجري دمعها فتجيبها / ثواكل في احشائها النار تلهب
نوائح يعجمن الشَّجى عبراتها / تبين عن الشجو الخفي وتعرب
نوائح ينسين الحمام هديلها / إذا ما حدا الحادي وثاب المثوب
وما أم عشر أهلك البين جمعها / عداداً يقفي البعض بعضاً ويعقب
رأوا غارة شعواء قد وجبت لها / من الحي اكناف تنوح وتندب
فحلوا على أولى الطريدة لم تبل / قليل العنا فيما يقول المؤنب
فراحوا كرام تحت مشتبك القنا / يمزقهم منهن ناب ومخلب
وأبقوا فراخاً ما لهم قوت يومهم / ولا قدرة للكسب فيهم فيكسبوا
فباتوا جياعاً كلما عج منهم / صبي غدت بالويل تبكي وتنحب
فلما بدى صبح بدت خير غرة / تفتش عن قوت لهم وتنقب
فلم تلف ما منهم يسد لفاقه / على أن كلا من اذى الضر يثغب
فراحت لهم تبغي كفيلاً فلم تجد / من الناس من يحنو هناك ويحدب
فأمت بهم تنحو جواداً فلم يكن / سوى باخل من ذكره الجود يهرب
فعادت على بأس وهم يكنفونها / عويلا يذيب القلب شجواً ويشغب
فبينا هُمُ في حالة الضر إذ بَدا / لهم أشجعٌ قاسي الفؤاد عصبصب
اخو ترة أردى اباه ابوهم / فبات بقلب بالجوى يتقلب
وصادف منهم غرة بعد ان غدا / عداد سنين راصداً يتطلب
فغادرهم صرعى فهم نصب عينها / بعين لهم ترعى وروح تغيب
بأوهى قوى منهن ساعة فارقت / حسيناً ونادى سائق الركب ركبوا
فركبن حسرى لا قناعٌ ولا رِدا / سوى الصون يحمى والأشعة تحجب
ورُحن كما شاء العدو بعولة / يذوب الصفا منها ويشجي المحصب
أُسارى بلا فادٍ ولا من مناجد / يعنفها حاد ويعنف مركب
إلى اللَه أشكو لوعة عند ذكرهم / تسح لها العينانِ والخد يشرب
أما فيكم يا أمة السوء غيرة / اذا لم يكن دين ولم يك مذهب
بنات رسول اللَه تُسبى حواسراً / ونسوتكم بالصون تحمى وتحجب
بوادِيَ للرائين من كل ناظر / يُصَعِّد فيها طرفَه ويُصوِّب
اذا لم يكن حب القرابة قربة / فيا ليت شعري بعدها ما التقرب
أَبادوهُمُ قتلا وأسراً ومُثْلَةً / كأَنَّ رسولَ اللَهِ ليسَ لهم أَبُ
كأن رسول اللَه من حكم شرعه / على أهله أن يقتلوا أو يصلبوا
أو ان بنيه دينهم غير دينه / فشرَّقَ يَبغي رُشدَ قَومٍ وغرَّبوا
أو انهم قد نافقوا بعد موته / فحظهم في المسلمين التجنب
يذادون امثال الغرائب خالط الصـ / ـحيحةَ منها صاحبُ العَرِّ أَجرب
ففي كل نجد والبلاد وحاجر / لهم قمر يهوي وشمس تُغَيَّب
كأن لم يكن هدي النبيين هديهم / ولا حبهم فرض من اللَه يوجب
بني الوحي يا كهف الطريد ومن بهم / يلوذ فينجو الخائف المترقب
منازلكم للنازلين مرابع / يريف بها عاف ويخصب مجدب
وايديكمُ للسائلين سحائب / يهل بها عذب النوال ويسكب
واسيافكم حمر الظبا يوم معرك / لها الهام ملهى والترائب ملعب
واكنافكم للمعتفين تحوطهم / بأشفق من أم ومن واصِل أب
ومجدكم ذاك المدى كف فاقتي / تمد له دون البرايا وتنصب
وعيني اليكم لا إلى من عداكم / وان كان من قد كان ترنو وترقب
وقصد سواكم لا تؤم ركائبي / وان كان بالنعماء واديه مخصب
فيأس تراه النفس منكم وخيبة / أحب لقلبي من سواكم وأرغب
فمنعكمُ لي أَيُّ نُعمى وغيركم / نَداه رَدىً أشقى به وأعذب
وخُلَّبُ برق منكم فوق مطلبي / وبرق السوى عندي وإن جاد خُلَّب
فحسبي اذا ما كان حسبي انتم / ويا رب حسب حسبه ليس يحسب
فجد يا ابن طه بالذي أنت أهله / فأنت الذي أرجو وإياك أطلب
وكن حاضري عند احتضاري وناصري / إذا ما أتاني مُنكر وهو مُغضَب
ولي منك موعود أرجي نَجاحَه / وموعدك الحق الذي ليس يكذب
هنا الربع لا بين الدخول فحومل
هنا الربع لا بين الدخول فحومل / فعطفاً علينا يا ابنة القوم وانزل
صحبتك فاستصحبت عذلك جاهلاً / كأني لم أصحبك الا لتعذلي
دعيني واشجاني اكابد حملها / فان الذي بي فوق رضي ويذبل
تلومين دمعي يا ابنة القوم ان جري / على طلل عاف ورسم معطل
تقولين تبكي منزلاً بان أهله / ولم تعلمي يا هذه أي منزل
سلي يا ابنة الاقوام ثم تبيني / فان ساغ حكم اللوم عندك فاعذلي
وكيف ادخار الدمع عن خير منزل / تضمن من خير الورى خير نزل
من البيض بسامون في كل معرك / من البيض مشغول الفراغين ممتلي
بنو الوحي تتلى والمناقب تجتلي / وغر المساعي اولا بعد اول
لهم كل مجد شامل كل رفعة / لها كل حمد شاغل كل محفل
بنو المصطفى الهادي وحسبك نسبة / تفرع عن اسمي نبي ومرسل
سحائب افضائل بدور فضائل / كواكب اجلال بحور تفضلي
غيوث ليوث يومي السلم والوغى / مماة حياة للمعادي وللولي
فاكنافهم خضر الربا يوم فاقة / واسيافهم حمر الظبا يوم معضل
وانوارهم فتح لرشد موفق / وآثارهم حتف لغي مضلل
اذا سوبقوا يوم الفخار انتهت بهم / سوابق للمجل القديم المؤثل
تراهم ركوعا سجداً واكفهم / نوافلها مخلوطة بالتنفل
وعين العلى والعلم فيهم فهل ترى / سوى لا ولم للطالب المتوغل
مناجيد ازوال اماجيد سادة / صناديد ابطال ضراغم جفل
فسل بهم ركب البلا ساعة البلا / اناخ والفي الخطب فيها بكلكل
فهل ضاق ذرعاً بالفنا كل أمثل / وقد ضاق ذرعاً بالقنا كل هوجل
سروا يقطعون الخيل والليل والفلا / بعزم متى يستسهل الصعب يسهل
يؤم بهم طلاب مجد مؤثل / تورثه عن امثل بعد امثل
طلابا بصدر الرمح يرعف انفه / دما لا بكف السائل المتوسل
غداة رمته آل حرب بحربها / وقادت آليه القود في كل جحفل
غداة التقى الجمعان في طف كربلا / وما كربلا عن يوم بدر بمعزل
وقد سدت الآفاق بالنقع والوغى / فلم تر إلا جحفلاً تحت قسطل
وقد زعزعت ريح الجلاد فهيجت / ركام سحاب بالمنية مسبل
وقامت رجال اللَه من دون آله / تشب لظى الحرب العوان وتصطلي
بكل خفيف الحاذ من فوق سابق / تخال به الفتخاء من تحت اجدل
فكم مارق بالرمح ثغرة مارق / وكم فاصل بالسيف هامة فيصل
فطارت فراخ الهام إذا طلقت بها / اكفهم عقبان بيض وانصل
وبان لهم سر هناك فعجلوا / سرى البين نحو المنزل المتأهل
فناموا على الرمضاء بين معفر / بها الوجه أو دامي الجبين مرمل
وضل أخو الهيجاء يحمل شكة / على سابح موج المنية هيكل
أخو همم ياتي بكل عجيبة / تروق لعين الناظر المتأمل
ترى منه بدراً قد تسنم شاهقاً / تسربل بحراً حاملاً متن جدول
وكر بمشتن المكر بصارم / تبادره الهامات من غير أرجل
فاوثر طعناً كالرحيق معجلا / وثنى بضرب كالحريق مرعبل
تراه كأن الطعن بهدي له المنى / فيبدوا بوجه الباسم المتهلل
كأن ظلام النقع يبدي لعينه / ضياء صباح بالمسرة مقبل
كأن المنايا السود بيض خرائد / تعاطيه بعد الهجر عذب المقبل
واوتر رجس نحوه بمراشة / كثيرة وبل الشر عيطاء عيطل
وثنى سنان نحوه بسنانه / فجد له لهفي له من مجدل
واقبل شمر حين دبر حظه / فشمر عن ماضي الغرارين منصل
وادبر ينحو الفاطميات مهره / بعولة عان ناعياً للمعول
فقامت بها الآمال تعدوا إلى الروى / سراعاً ولا يدرين حال المؤمل
فابصرن رب الجود خلواً جواده / وطود العلى قد حطه الحتف من علي
فجئن فالفين الضبابي سيفه / يفصل من نحر الهدى كل مفصل
فعالقة اذيال شمر تذوده / دفاعاً وطوراً بالبكا والتوسل
تقول له يا شمر والدمع قد جرى / على خدها مثل الجمان المفصل
أبا شمر دعني والحبيب لعلني / أَبل غليلاً منه قبل التحمل
ولا تحرمني ساعة قرب سيدي / فانك عمر الدهر يا شمر مثكلي
أيا شمر من للجود بعد وجوده / ومن لبني الآمال بعد المؤمل
أيا شمر من للفضل يرعاه ان تكن / قطعت بحد السيف راس المفضل
ومرت تنادي السبط وهو مجدل / وتندبه يا موئلي ومؤمل
تقول ألا يا واحداً نسجت له الصبا / والظبا بردي نجيع وجندل
ويا واحداً ما للمساكين غيرة / اذا ما اثارت قسطلاً أم قسطل
ويا ماجداً ان هجر الخطب واغتدت / تريد اليتامى عندها ظل موئل
ويا منية السارين حين يلفهم / بليلان من ظلي سيقط وشمأل
ويا حسناً قد غاب عني جماله / أراني قبيحاً فيه حسن التجملي
لتبك المعالي بعد يومك شجوها / بكاء العطايا والنوال المعجل
فقل لبني الحاجات خلو عن السرى / وقطع الفيافي مجهلا بعد مجهل
وقل للمذاكي الجود لا تصحبي الوغى / ولا تركضي في جحفل تحت قسطل
وقل للمطايا لسير ما انت والفلا / فلا ضل منهال ولا ضل منهل
وقل للوغى صبراً فلا رفع قسطل / ولا ركض فرسان ولا ركز ذبل
وقل لليتامى والايامي قضى الذي / عليه عيال كل عاف ومرمل
وقل لعلوم الحق ويحك بعدها / من المعتدى والجاهل المتعقل
فلا دفع ايراد ولا دفع مبهم / ولا كشف اجمال ولا حل مشكل
اتتركني ما بين لاه ولاعب / وذو جدل لم يعط نصفاً ومبطل
مضى الماجد الضرغام والواحد الذي / تحمل من كل العلا كل مثقل
ربيع اليتامى المعتفين وكا / فل الأيامي وامن الخايف المتوجل
اقول لركب كالقسي تفرقوا / ذرا مثلها من كل وجناء عيهل
قفوا بي اذ ابان الطفوف واعرضت / مخايل ذاك العارض المتجلجل
وحلوا من الاكوار وابتدوا الثرى / فما بعد صدي للصدى ري منهل
وقوموا بنا يا قوم نبكي بربعها / لاشرف مقتول باشرف منزل
لثاو على الرمضاء لم يلق مشفقاً / على الترب عار بالنجيع مسربل
لهيف الحشى واري الفؤاد مقطع / ببيض الضبا ناء عن الأهل مهمل
مخلا بقفر مستلب الردى / تريب المحيا ميت لم يغسل
ذبيح قطيع الراس ظلماً من القفا / جريح كسير الظهر جسم معطل
قتيل بلا ذنب معلى براسه / على الرمح مأسور النساء مذلل
عليك ابن خير المرسلين تأسفي / وافراط احزاني ووجد يلذلي
فليت سهاماً خص نحرك وقعه / اصيب به دون البرية مقتلي
وليت القنا المهدى إلى نفسك الفنا / شربت به وهو المنى كاس حنظل
وليت العوادي عدن جسمي ففصلت / سنابكها من دون ظهرك محملي
ومالي على ما كان من فوت نصركم / سوى عبرة أو قرع سن بمفضل
وهل ينفع الراوي وقد فاته الروى / تحدر دمع فوق خديه مهمل
وان ارج فيك الفوز يا بن محمد / فانك بالأمر الذي ترتجي ملي
وان اجر في مضمار مدحت فسكلا / فهل سابق فيما هنا غير فسكلي
وما قدر شعري في علاك وذو العلى / حباك بخير المدح في خير منزلي
فيهنى القوافي ان حوت فيك مدحة / ويهنيك مدح المحكم المتنزل
أما طلل يا سعد هذا فتسئل
أما طلل يا سعد هذا فتسئل / نزالي فهذي الدار إن كنت تنزل
أما منزل يشجيك إن كنت عاشقاً / فهل عاشق من ليس يشجيه منزل
هي الدار لا شوقي إليها وإن خلت / يحال ولا عن ساكنيها يحول
قفوا بي على أطلالها علنا نرى / سميعاً فنشكوا أو مجيباً فنسأل
وعجوا إليها بالحنين واضرموا / باكنافها نار التصابي واشعلوا
عساها إذا ما ابصرت لاعج الحشا / تجيب فتشفي ذا ضناً أو تعلل
ابت شقوتي إلا هواها واهلها / وان بان عنها أهلها وتحملوا
إلى اللَه كم تلحوا اللواحي وتعدل / وكم ابتدى عذراً وكم اتنصل
يريدون بي مستبدلاً عن احبتي / احالوا لعمري في الهوى وتمحلوا
وقد علم اللاحون ان اخا الهوى / إلى اللَوم لا يصغى ولا يتعقل
متى كانت العذال تنصح عاشقاً / متى كانت العشاق للنصح تقبل
على الدار مني ألف الف تحية / وان غضبت منها وشات وعذل
وغزالة بعد النوى تطلب الصفا / وهيهات ما بعد النوى متغزل
أبعد نوى الهادين من آل هاشم / يروقك غزلان ويصبيك غزل
بنو الحسب الوضاح والمحند الذي / معانيه في العلياء لا تتعقل
بها ليل امثال البدور زواهر / وليل الوغى مستحلك اللون اليل
تفانوا على المجد المؤثل في العلا / كذا لكم المجد المؤثل يفعل
أفادهم المجد التليد اباءة / فافناهم والمجد للحر اقتل
ولا يومهم وابن النبي بكربلا / وللنقع في جو السماكين قسطل
يكر فتنحو نحوه هاشمية / فوارس امثال الضراغم ترفل
فوارس امثال الضراغم في الوغى / من الحزم لا من خيفة الطعن جفل
فرارس من عليا الريش وخندف / لهم سالف في المجد يروى وينقل
فوارس اذ نادى الصريخ ترى لهم / مكاناً بمستتن الوغى ليس يجهل
يؤم بهم للمطلب الصعب اصعب / مقبل اطراف البنان مبجل
ومنخرق السربال لم يوف عهده / غداة يوافيه الكمي المسربل
بكل فتى عدل القضا جائر النقا / صدوق كثير الطعن فيه معدل
إلى أن ثووا تحت العجاج تلفهم / ثياب علا منها قني وانصل
فضل وحيداً واحد العصر عزمه / كضيغم مطوي الضلوع شمردل
وشد على قلب الكتيبة مهره / فراحت ثباً مثل المهى تتجفل
اخو نجدة لم يثنه عن عزيمة / سنان ولم يمنعه ما رام منصل
يكر فلا تلقاه إلا جماجماً / تطير واجساداً هنالك تعقل
وإلا طلا تبرى ومعتقلاً يرى / وسابغة تفرى وعضب تفلل
فديتك كم من مشكل لك في الوغى / ألا كل معنى من معانيك مشكل
تحيي القنا رحباً وقد ضاقت المضا / وتوسعها ريا وقلبك مشعل
فتلك منايا أم اماني تنالها / وذاك حريق أو رحيق معسل
ومالاال يفري النحر والثغر سيفه / ويعقل ضرغاماً وآخر يرسل
إِلى أن أتاه الحشا سهم مارق / فخر فقل في يذبل قل يذبل
وادبر ينحو المحصنات حصانه / يحن ومن عظم البلية يعول
والحبلن ربات الحجال وللأسى / تفاصيل لا يحصى لهن مفصل
فواحدة تحنو عليه تضمه / وأخرى عليه بالرداء تضلل
واخرى يفيض النحر تصبغ وجهها / واخرى لما قد نالها ليس تعقل
واخرى على خوف تلوذ بجنبه / واخرى تفديه واخرى تقبل
تكف الدما عنه وتهمل مثلها / دموعاً فلم تبرح تكف وتهمل
واخرى دهاها فادح الخطب بغتة / فاذهلها والخطب يذهي ويذهل
وجاءت لشمر زينب ابنة فاطم / تعنفه عن امره وتعذل
تدافعه بالكف طوراً وتارة / إليه بطاها جدها تتوسل
تقول له مهلاً فهذا ابن احمد / وشبل علي المرتضى المتفضل
أيا شمر مهما كنت في الناس جاهلاً / فمثل حسين لست يا شمر تجهل
أيا شمر هذا حجة اللَه في الورى / أعد نظراً يا شمر ان كنت تعقل
أعد نظراً ويل لأمك بعدها / إذا الويل لا يجدي ولا العذر يقبل
أيا شمر لا تعجل على ابن محمد / فذو ترة في مثلها ليس يعجل
ومر يحز النحر غير مراقب / من اللَه لا يخشى ولا يتوجل
وزلزلت الارضون وارتجت السما / وكادت له أفلاكها تتعطل
وراحت له الأيام سوداً كأنما / تجلبها قطع من الليل أليل
وأضحى كتاب اللَه من أجل فقده / يحن له فرقانه والمفصل
ولم أنس لا واللَه زينب إذ دعت / بواحدها والدَمع كالمزن مسبل
تقول اخي يا شق روحي ومهجتي / ويا واحداً مالي سواه مؤمل
أخي يا أخي لو كنت تنظر زينباً / تساق وزين العابدين مكبل
أخي كيف تنسانا وتعلم أننا / لبينك لا نقوى ولا نتحمل
وراحت تنادي جدها حين لم تجد / كفيلاً فيحمي أو حمياً فيكفل
أيا جدنا هذا الحبيب على الثرى / طريحاً يخلى عارباً لا يغسل
يخلى بأرض الطف شلواً وراسه / إلى الشام فوق الرمح بهدى ويحمل
ايا جد لو عاينته وهو بالظمى / يقاسي المنايا والقنا منه تنهل
أيا جد ثغراً كنت تلهو برشفة / تساقط عنه بالقضيب المقبل
فلو خلت كيف الشمر بقطع راسه / وكيف حسين يستغيث وتقتل
وكيف عوادي الخيل تركض فوقه / فلم يبق منه مفصل لا يفصل
لتبك المعالي يومها بعد يومه / إذا ما بغى باغ واعضل معضل
وبيض الظبا والسمر تدمي صدورها / وخيل الوغى تخفي وبالهام تنعل
وغر المساعي والمراعي ولها / ومرملة في الحي تلحى ومرمل
ومنقبة تتلى وذكر يرتل / ومكرمة تبني ومجد يؤثل
وليلة مسكين تحمل قوته / اليه سراراً والظلام مجلل
ويوم الوغى والحرب تسعر والدجى / ومحرابه والطول والمتطول
وافراس غارات الصياح اذا اغتدى / بفرسانها للطعن تسعى وتعجل
بكاء العذاري الفاقدات كفيلها / عشية جدا الخطب والخطب مهول
متى نبصر النصر الألهي مشرقاً / بانواره تكسى الربى وتجلل
فيفرح محزون ويكمد حاسد / ويرتاح مشتاق ويرتاع عذل
يروم سلوى فارغ القلب مثله / وذلك خطب دونه الصعب يسهل
وآخر يدعوني إلى الحزن زاعماً / وهل واقع بعد الحصول يحصل
حرام على قلبي العزا بعد فقدكم / وفرط الجوى فيه المباح المحلل
ولولا الذي أرجوه من أخذ ثاركم / فاعلق آمالي به واعلل
لمت على ما كان من فوق نصركم / أسى وجوى والموت في ذاك امثل
ولي سيئات قد عرفت مكانها / فظهري منها احدب الظهر مثقل
ولي فيها من يد غير انني / عليكم بها بعد الاله اعول
وسمعاً بني المختار نظم بديعة / يذل لها بشر ويخضع جرول
تجاري كميتاً كالكميت ولم يكن / بها اخطل اذ ليس في الشعر اخطل
فان تمنحوا حسن القبول فشأنكم / وما عنكم ان يطردوا متحول
عليكم سلام اللَه ما لاح بارق / وما ناح قمري وما هب شمأل
أهاب به الداعي فلباه إذ دعى
أهاب به الداعي فلباه إذ دعى / وكان عصي الدمع فانصاع طيعا
عصى دمعه حاوي المطايا فمذ رأى / بعينيه ظعن الحي أسرع أسرعا
فبادر لا لوى به عذل عاذل / إذا قيل مهلاً بعض هذا تدفعا
تجلد إذ ظن النوى حكم هازل / فلما رأى جد المطايا تصدعا
فاوغل يجري خلفها لا يصده / حياء ولا لاح لحاه فاقذعا
ظعائن تسري والقلوب باسرها / على أثرها يجرين حسرى وظلعا
ظعائن في الاقمار تجري فحيثما / توجه حادي الركب ابصرت مطلعا
وفي البين عذراً للكريم إذا بكى / لذكرى حبيب إذ تشوق مربعا
خليلي ما بعد النوى من تعلة / وقد غرد الحادي بنجد ولعلعا
فلا ترج بعد الركب غلا مدامعاً / تسح واحشاء من الضعف وقعا
وبالنفس افدي ظاعنين تجلدي / لبينهم قبل التودع ودعا
مضوا والمعالي الغر حول قبابهم / تطوف جهات الست مثنى ومربعا
سروا وسواد الليل داج فشعشعت / على لونه انوارهم فتشعشعا
يحل الهدى أني يحلون والندى / فان أقلعوا لا قدر اللَه أقلعا
ترى الكون من آثارهم حزن روضة / سقا نورها عذب الحيا فترعوعا
مصاليت يوم الحرب رهبان ليلهم / بوارع في هذا وفي ذاك خشعا
ترى الفرد منهم يجمع الكل وصفه / كما لا كأن الكل فيه تجمعا
وتهوي الأيامي لو تحل ربوعهم / وقد تركت من حولها الروض ممرعا
رمت بهم نحو العلى المحض عزمة / لو الطود وافاها وهي وتصدعا
عشية أمسى الدين دين أمية / وأمسى يزيد للبرية مرجعا
يقول بلا فضل ويفتى بلا هدى / ويحكم لا عدلاً ولا رأي أمنعا
وهل خبرت فيما تروم أمية / بأن العلى لم تلف للضيم مدفعا
وقد علمت أن المعالي زعيمها / حسين إذا ما عن ضيم فافزعا
رأى الدين مغلوباً فمد لنصره / يمين هدى من عرصة الدهر أوسعا
فاوغل بطوي الكون ليس بشاغل / على ما به من كف علياه اصبعا
أفاد الفلا وخد المطايا ونصها / كأن السرى يجري رقانا وأذرعا
بقود إلى الحرب العوان ضراغماً / حواسرها امضى من الغير درعا
يجر من الرمح الطويل مزعزعاً / وينضي من السيف الصقيل مشعشعا
مطلا على الاقدار لو شاء كفها / جائته تترى حسبما شاء طيعا
فالقى ببيداء الطفوف مشمراً / إلى الموت لن يخشى ولن ينزوعا
وقامب رجال للمنايا فارخصوا / نفوساً زكت في المجد غرساً ومنبعا
تفرع من عليا قريش فان سطت / رأيت أخا ابن الغاب عنها تفرعا
بدور زهت افعالهم كوجوههم / فسرتك مرئى إذ تراها ومسمعا
أبو جانب الورد الذميم واشرعوا / مناهل أضحى الموت فيهن مشرعا
فاكسبها المجد المؤثل ابلج / غشى نوره جنح الدجى فتقشعا
إلى أن ثووا صرعى الغداة كأنهم / ندامى سقاها الوصل كاساً مشعشعا
وأقبل ثم الليث يحمي عرينه / بباس من العضب اليماني اقطعا
يكر فتلقى الخيل حين يروعها / أضاميم سرب خلفها الصقر زعزعا
فذعذع جمع الجمع قسراً كأنما / تجمع جمع الجمع كي يتذعذعا
يصرف آحاد الكتيبة رأيه / فلا ينثني إلا الكمي المقنعا
عصت أمره لما دعاها إلى الهدى / وجاءت لأمر السيف تنقاد طيعا
بطعن يعيد الزوج بالضم واحداً / وضرب بعيد الفرد بالقطع اربعا
ولما رمت كف المقادير رميمها / وحان لشمل الدين أن يتصدعا
بدى عن سراة السرج يهوي كأنما / جبال شروري من علاها هوت معا
وخر فلا تدري المقادير أيها / أصاب فاخطى حين أردى السميدعا
وجاء سنان طاعناً بسناته / يرى أنه كان الهزبر المشجعا
وأفبل شمر يعلن العجب اذ رقى / على الليث إذ امسى له الحتف مضجعا
وراح بأعلى الرمح يزهو كريمه / كبدر الدجى إذ تم عشراً واربعا
وعاثت خيول الظالمين فابرزت / كرائم أعلى ان تهان وأرفعا
فواطم من آل النبي حرائر / بكف العدى امست سواغب جوعا
ثواكل لم يبق الزمان لها حمى / يكن لا ولم يترك لها الدهر مفزعا
سوافر أعياها التبرقع والحيا / ينازعها مع سلبها أن تبرقعا
دعاها إلى معنى التقنع صونها / واعوزها الاعداء ان تتقنعا
فراحت ويمناها قناع لرأسها / وللوجه يسراها مع اللطم برقعا
عفائف افراط الصيانة طبعها / إذا غيرها نال العفاف تطبعا
تكاد إذا ما اسبلت عبراتها / تعيد الثرى من وابل الدمع مربعا
وكادت إذا ما اشعلت زفراتها / بأنفاسها يغدو لها الروض بلقعا
فما الفاقدات الالف شتت جمعها / غداة النوى أيدي العداة ووزعا
نوت فرقة للغرب منها وفرقة / إلى الشرق فالشملان لن يتجمعا
ولا مدنف يدعو الطلول فكلما / تصاممن لان القول منه تخضعا
ولانار مقر خاف اخماد ضوئها / فاذكى لظاها في الظلام ورفعا
ولا شنتا خرقاء أبلاهما البلا / ودامى على مجراهما فتقطعا
بأوهى قوى منها وأبين ذلة / واضرم احشاء وأضيع أدمعا
نوائح من فوق الركاب كأنها / حمام نأى عنه الخليط فرجعا
سبايا يلاحظن الكفيل مصفداً / على الرحل مغلول اليدين مكنعا
واسرتها الحامون للبيض مطعماً / وأموالها في النهب للقوم مطعما
وأَوجهها مكشوفة لعداتها / واطفالها في الذل غرثى وجوعا
إلى اللَه اشكو معشراً ضل سعيها / فجاءوا بها شنعاء تحمل أشنعا
جزا اللَه تيماً واللئيمة اختها / عن المصطفى شر الجزاء وأفضعا
فاقسم لولا بغيها وفجورها / وغصب علي ما ادعاها من ادعى
ولا راح يدعى حجة اللَه في الورى / يزيد فيعطي من يشاء ويمنعا
ولا راح يوم الطف سبط محمد / لدى القوم مطلول الدماء مضيعا
وكانت بنو حرب أذل وجمعها / أقل ولا شمت به العز أجدعا
دعتها نفاق الدهر حتى تراجعت / نكوصاً على الاعقاب لن تتنعنعا
فقامت على رغم المعالي امية / بنقض الذي قر ابرم المجد ولعا
أباحت لهم افعالهم سنن الأولى / وعهد عليه سالف الدهر أجمعا
أتاها يزيد بالذي فجرت به / وكر على آثارهم متوسعا
فمن ناشد تيماً على ضعف رأيها / وقبح الذي أبدى أخوها وابدعا
خليلي قولا وانصفا واسئلا الذي / تبرعها عن أي وجه تبرعا
بأي بلاء كان منه اغصه / بمر المنايا مقدماً فتجرعا
بادبارهم يوم اليهود وفرهم / غداة ابن ود قارعا ومقرعا
ولم تر في الإسلام تيم واختها / لها ناجماً في افق مجد تطلعا
أقل عناء في العلا جاهلية / واخفظ في الاسلام قدراً واوضعا
وما برحت ذلاً تشم باجدع / وترنوا بعماء وتسطوا باقطعا
مسودين اذناباً جاهلية / تسدد نصلاً حين تغرق منزعا
وكل على الإسلام غطى عيوبها / كما ان ضوء الشمس غطاه لعلعا
فباتت له ترعى الغوائل لا ترى / له مضجعاً إلا تمنته مصرعا
فماذا الذي ترجوه لو عاد عودها / على بدؤها في الشرك لو ثم من وعا
وما ضربت في الفضل أيام شركها / بسهم ولا قامت مع القوم مجمعا
بني المصطفى باخير من وطأ الحصى / وأكرم من لبى وطاف ومن سعى
ويا خير من أم المروعات ركنة / فامتها مناً وراع المروعا
ويا خير من أمته غرثى سواغباً / فاطعمها عذب النوال فاشبعا
ويا خير من جاءته ظمئاً نواهلا / فاصدرها ري القلوب فانقعا
ويا خير من يرجو المسيئون عفوه / فاولى به الصفح الجميل وأوسعا
سما رزؤكم كل الرزايا كما سما / على كل مجد مجدكم وترفعا
فاحرزتم الغايات في كل حلية / فقصر عن مسعاكم كل من سعى
سوابق في الهيجا سوابق في الندى / سوابق ان صد الخصام المشيعا
فوارس يوم البحث والخصم مانع / فاجلب صعب النقض قصداً وجعجعا
مصابكم اضنى فؤادي من الأسى / وازعج عيني أم تنام فتهجعا
إذا ذكرت نفسي عظيم مصابكم / تقسمها الشجو العظيم ووزعا
فقلبي لحر الوجد لم يفت صالياً / وطرفي بماء الدمع ريان منقعا
أروح بأنفاس السليم توجعاً / واغدوا بتذكار السقيم تفجعا
وهل ندم يجدي على فوت نصركم / كما نصركم في العالمين مشفعا
ترفعت أن تبكي من الدار آثارا
ترفعت أن تبكي من الدار آثارا / ألم تكفك الآثار أن تندب الدارا
تخيلت تبكيها وسكانها بها / على م البكا إن تلف داراً وديارا
تخيلت تبكيها خلاء وأهلها / بعينيك تمليها شموساً وأقمارا
تبوء بها والليل غار بنجمه / فانجد منه البعض والبعض قد غارا
قطعنا إليها الليل والخيل والفلا / ركائب شوق سائرين وعمارا
عكوفا وقوفا راحلين على ثرى / تناوح اصداء وتندب أحجارا
تلوم بها صحبي وليت الذي قضى / لها اللوم أقضاها ولوعا وتذكارا
تلوم ومن احدى المصائب عاشق / يراقب عذالاً ويرتاب عذارا
عشية أدنى المؤنسين مدامع / تصوب وأنفاس تصعد تزفارا
خلاء فلا الاحباب أهل بربعها / ولا السالف الديار فيهن ديارا
توهمت والتوحيد ديني أن من / كرامة أهل الدار أن يكرم الجارا
وهل أنا في دعوى الصبابة صادق / إذا لم أرويها سهولاً وأوعارا
وهل في البكا عار على رسم همنة / لبست بها برد الشبيبة أعصارا
تركت لها عيني وما استفيده / من الدهر أوطاراً لقلبي وأوتارا
وركب سرى والليل جم خطوبه / وما اليوم بالمأمون إن سائر سارا
حدت بهم نحو العلى محض عزمة / تفيد الضيا نوراً وتوري الحصا نارا
حجازية لا الثابت العزم ثابت / لديها ولا السيار إن تعد سيارا
يريد بها المجد المؤثل أبلج / قليل غرار الجفن أبيض مغوارا
معيد وغى يثني به البيض والقنا / من الضرب أنهاراً وللطعن آبارا
له سبق العلياء في كل مشهد / وإن بعد السارين فيهن مضمارا
كأني بهم والحرب تذكي ضرامها / وابنائهم بالحرب طائرهم طارا
تحف به الأعداء من كل وجهة / فما قل من عزم وإن قل أنصارا
يلاقي المنايا كالحات وجوهها / طليق المحيا باسم الثغر مسعارا
على مقبل لم تلفه الحرب مدبراً / فما انفك كراراً وما فك كرارا
كأن من الحرب العوان لعينة / مخضبة الاطراف هيفاء معطارا
تراه ولا من ناصر غير سيفه / عرمرم جيش يرهب الجيش جرارا
تخال اذى جال المجال جواده / به البحر زخاراً أو الليث هدارا
حليف ندى سلماً وحرباً فيومه / لدى السلم مثل الحرب منا وايثارا
ترى الطير من حيث استقل ركابه / ووحش الفلا من حيث ما سار قد سارا
ضمن له اسيافه ما يشاءه / فان الفتى لم يفت للضيف منحارا
واقصر شيء عنده عمر سيفه / ولكنه ما زال يسقيه أعمارا
سقى حده كأس الحياة بما سقى / فلو شاء أجراه على الأرض أنهارا
وأظمأ لا يرويه إلا دم الطلى / حريصاً ولو أسقيته المرن مدرارا
إذا اهتز ناجته القلوب كأنما / يفاوضها عن منطق الطعن أسرارا
وخر على وجه التراب كأنه / رعان هوى من قارع الطود فانهار
لقى حيث لا يلقى من الناس مشفقاً / سوى مقتض ديناً ومستأثر ثارا
تحاماه صدر الجيش وهو لما به / فيدير إصداراً ويقبل إدبارا
وتشذر عنه الخيل وهي تؤمه / فتحجم إقداماً وتقدم إصدارا
فيا شقوة البيض البواتر إذ برت / به مرهفاً ماضي العزيمة بتارا
عشية أضحى الكلب كلب ضبابها / يخضب من ليث العرينة أظفارا
فقل لأباة الضيم خلو عن السرى / فلا دافع جوراً ولا مانع جارا
وللخيل خلي عن مداك فلن ترى / ليومك مقداماً على الهول كرارا
وعاثت بها أيدي الأعادي فابرزت / حواسر بعد الصون عوناً وابكارا
أتاها الجوى من حيث أعي فؤادها / احتمالاً واشجاها بروزاً وإضمارا
ينازعها فرط الحيا عظم وجدها / فتغلبه طوراً ويغلب أطوارا
واين مراعاة الحيا من أسيرة / ترى أوجه البلوى عشياً وابكارا
تدافعها أيدي السهول إلى الربا / وترمي بها الاقطار في البيد أقطارا
مهتكة الاستار حسرى تحوطها / من الصون أعلاها حجالاً واستارا
عواري لا تلفي من الشمس ضله / ولا من ظهور العجف في السير أكوارا
بوادي للرائين عن سوء منظر / يسوء الأعادي ناظرات وأنضارا
تهادى بها حسادها وهي بينها / ثواكل لا يملكن نفعاً وإضرارا
تعن لها فوق الرماح كواكب / تفيد الدجى للسفر منهن إسفارا
لها نفحات الروض في خلل القنا / كأن على الارماح منهن اسحارا
بعالي السنان نورها طيب الشذا / فتشرق أنواراً وتعبق نوارا
تسيرى على أنوارها العيس في الدجى / فليس يبالي الركب إن سائر سارا
فيا آخذ الثار المرجى لأهله / على فترة أفديك من آخذ ثارا
أمنتظري طال انتظاري لطلعة / ملئت لها عيني قذى والحشى نارا
أما آن للسيف الذي أنت ربه / يبيد رقاباً فاجراة وفجارا
فقم سيدي فالسيل قد بلغ الزبى / وقد عمت البلوى سهولاً وأوعارا
فمن للهدى يا بن الميامين والندى / فهذا المدى قد جاء والعقل قد حارا
علاناً عداك العار والثار سيدي / خذ الثار يابن المصطفى واكشف العارا
لك الخير إن جئت الطفوف فبلغن / جزيل الثنا منها دياراً وديارا
وقف حيث مبتل الثرى من نحورها / وحيث ترى دمع الفواطم قد مارا
وحيث القبور المشرقات بأهلها / يقاوح آصالاً شذاها وأسحارا
هناك فزدني إن تزدني كرامة / ودعني وما يغني ولوعاً وتزفارا
فيا جنتي بل جنتي يوم فاقتي / ويا وزري ان خفت في الحشر أوزارا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025