المجموع : 14
أعدها أخا المسرى السباسب
أعدها أخا المسرى السباسب / مهجنة من يعملات نجائب
تمزق سربال الظلام بعدوها / وتعلو بخفيها رؤوس الأهاضب
نتيجة حرف في الذميل كأنها / هبوب رياح أووميض سحائب
جسور بسير الأرحبيات تزدري / كما تزدري لينا بزين الخراعب
تشوقها السير الحثيث تشوفي / إلى قاصرات الطرف بيض الترائب
ويطربها الحادي المزمزم للسرى / كما طربت نفسي لذكر الكواعب
غداة بجرعاء الحمى من محسر / تبدين من أبراجها كالكواكب
وأرخِ لها فضل الزمام وخلها / تدوس لدى الإدلاج هام المتارب
وعرج بها يا عمرك الله قاصداً / متالع وادي الطف مأوى النوائب
وسل يا رعاك الله عني عراصها / عن السادة الأمجاد من آل غالب
كرام بهم قام الوجود وطوقوا / رقاب بني الدنيا ببذل المواهب
سجيتهم بذل النفوس وعندهم / شراب المنايا من ألذ المشارب
إذا فاضت الهيجاء خاضوا عبابها / على صهوات العاديات السلاهب
وصالوا ببيض مرهفات كأنها / بروق تجلت من خلال السحائب
فما جردت في الحرب ألا تناهبت / مضاربها أرواح أسد الكتائب
كأني بهم والجيش قد طبق الفضا / بسمر القنا والبارقات القواضب
يصولون كالأسد الضواري فينثني / لهام الأعادي هاربا اثر هارب
يذودون عن حامي الذمار ورهطه / وعن آله الأطهار شر عصائب
ولما قضوا منهم لباناتهم قضوا / وخروا لشكر الله فوق السباسب
وأضحى فريد الدهر فردا ولم يجد / له غير ماضي عزمه من مصاحب
باهلي وبي أفدي فريداً تزاحمت / عليه بنو سفيان من كل جانب
بسمر ذعاف الموت فوق صعادها / وبيض صقيلات ونصل صوائب
إذا ماسطافي مرهف الحد طأطأت / وخرت على الأذقان شوس الحرائب
يذود بغاة الغي عن خفراته / وعن هتك دين الله كل محارب
همام له من شيبة الحمد همة / لها شامخات المجد أدنى المراتب
اقطب رحى الإمكان هل لك في الوغى / وفي خوض تيار الردى من مآرب
أرى الموت عند الناس مراً مذاقه / وعندك أحلى من عناق الكواعب
نعم لك بأس من أبيك وعزمةٌ / تزيل بها لو شئت شم الأهاضب
ولكنك اخترت الوصول لرتبة الشهادة / شوقا وهي أعلى المراتب
فوافاك ما لو شئت عنك ذهابه / لكان بأمر منك أسرع ذاهب
وأمسيت رهن الحادثات وأصبحت / نساؤك يعد الصون بين الأجانب
حيارى يرددن النواح سواغباً / عطاشى فلهفي للعطاشى السواغب
ثواكل يلطمن الخدود نوادياً / فواحزني للثاكلات النوادب
ومن بينها مأوى البليات ربة / الزريات حلف الحزن المصائب
فريسة أفواه الحوادث زينب / ومنهب أنياب الردى والمخالب
تنادي وقد حف العدو برحلها / وتهتف لكن لم تجد من مجاوب
فمن مبلغ عني الرسول وحيدراً / وفاطمة الزهراء بنت الأطائب
ومن مبلغ عني القطين بيثرب / ذوي الحسب الوضاح من آل غالب
ومن مبلغ أهل البسالة من بني / نزار وأشياخاً ليوث حرائب
بأنا سبيناً والحسين عمادنا / غدا موطئا للعاديات الشوازب
سليب كسته شمأل ثوب عثير / وذا رأسه في الرمح أبلغ خاطب
وهذا ابنه السجاد أضحى مكبلاً / يكابد يا الله كبد النوائب
اتستامكم خسفاً طغام وأنتم / غياث وملجا كل عاف وهارب
ويسرى بنا نحو الشآم فلا سقت / معاهد أرض الشام جون السحائب
ونهدى إلى الطاغي يزيد نتيجة / الدعي ابن سفيان لئيم المناسب
وينكت ظلما بالقضيب مراشفاً / ترشفها المختار بين المصاحب
ولكن أمر الله قد حال بينكم / وبيني فجلت يالقومي مصائبي
على ظالميكم لعنة إثر لعنةٍ / من الله ماكرت جيوش الغياهب
فواحزني إذ لم أكن يوم كربلا / قتيلا ولم اقض هناك مآربي
فإن غبت عن يوم الحسين فلم تغب / بنو أسد أسد الهياج أقاربي
وسوف يراني الله أعلو بصارمي / مع القائم المهدي هام الكتائب
واشفي غليلي من أعادي محمد / واعطى بعون الله أقصى المطالب
ودونكم آل النبي فرائداً / من الشعر تزري بالحسان الكواكب
رجوت بها من فضلكم أمن جيرتي / ونفسي من البلوى وسوء العواقب
وإني المكنى بابن كموتة لكم / رجوت وراجي فضلكم غير خائب
فحبكم يا علة الكون مذهبي / وهذا لعمر الله خير المذاهب
عليكم سلام الله مقدار قدركم / لديه وما عدت لكم من مناقب
نوى ظعناً يبقي منى فالمحصبا
نوى ظعناً يبقي منى فالمحصبا / فأدنى إليه اليعملات وقربا
وفوض من بعد الأقامة راحلاً / يلف الربى بالبيدو والبيد بالربى
وجشمها شرق البلاد وغربها / إذا جاز منها سيسباً أم سبسبا
ليقضي عليها من منىً غاية المنى / فقد شاقه من شعبه ما تشعبا
وقد جنحت للخيف حتى كأنما / قوائمها نيطت بأجنحة الصبا
وأرسلها من طيه الأرض آصفا / وقد ذكرتني هدهداً جاء من سبا
وعرس كيما يستريح ركابه / بأعطانها مما عراها وأتعبا
ولما حدا الحادي وهاج أهاجها / رواقص للادلاج هجن تطربا
ووجه تلقاء المعرف وجهه / ليقضي به فرض الوقوف تقربا
ولما قضى التعريف والشمس آذنت / وقد أزف الترحال أن تتحجبا
وحيث أفاض الناس أرخى ركابه / وألوى به للمشعرين ونكبا
وضج فضج الناس كل مؤديا / من الذكر ما نص الإله وأوجبا
ومال إلى جمع الحجار ورميها / ولما رماها ساق هدياً وقربا
وطاف ببيت الله سبعاً إنابةً / إليه وصلى في المقام وعقبا
وقد أوسع الأركان عند استلامها / دموعاً فخيل السيل قد بلغ الزبى
وأكثر عند المستجار تنصلاً / إلى ربه مما أساءَ وأذنبا
وساغ إليه الورد من ماء زمزم / وأعذب بماء ورده ساغ مشربا
وللسعي بين المروتين مهرولاً / سعى وبجلباب الخضوع تجلببا
وسارع للتقصير غير مقصر / وشرق للتشريق ينحو المحصبا
ولما قضى نسكاً مناسك حجه / نحا يثرباً لا أبعد الله يثربا
بأم وقد زفت به العيس مرقداً / هو العرش بل أربى حضيضا ومنكبا
تجلى عليه الله جل جلاله / فوارى به نور التجلي وحجبا
وأوذعه صوناً حقيقة سره / وصان به علم الغيوب فغيبا
ومد رواقي ظله في رواقه / فخيم ظل الله فيه وطنبا
وغشى بما غشى أشعة نوره / حذاراً بأن يغشى العيون فتذهبا
فهذا هو المشكاة في كل وجهة / ترى منه مصباحا يضيء وكوكبا
فيا مدلج الوجناء والليل حالك / سلكت بها الأهدى إلى الرشد مذهبا
إذا ما ترآى سفح أعلام يثرب / ولاح لديها مسجد الفتح من قبا
ترجل فما الوادي المقدس بالذي / يضاهي وإن حاز التقدس يثربا
وأنى يضاهي مرقداً ضم علةً / بها كل معلول من الله سببا
حوى من إليه الله أدناه رفعةً / وقربه من قاب قوسين أقربا
وأوحى إليه ما أراد بخلقهذ / فبلغ ما أوحى إليه وأعربا
فهذا زعيم الرسل والرسل نبَّؤٌ / عن الله ما يملي عليها من النبا
هو المصدر الفياض والفيض صادر / بامداده ينهل للخلق صيبا
صفا فاصطفاه ذو الجلال لنفسه / ونزهه من كل ريبٍ وهذبا
فليس لذي لبٍ سبيل لنعته / وإن صعَّد الفكر السليم وصوبا
فعفر بمثواه جبينك مدركاً / من المجد أنهى ما تمنيت مطلبا
وبث لديه ما جرى يوم كربلا / فبالحشران قايسته كان أصعبا
أمستنزل الأقدار هلا جلبتها / وفاجأت قوماً أغضبوا الله مغضبا
وهلا بعثت الرسل تترى كتائبا / لمن حاد عن نص الكتاب وكذبا
وهلا ندبت الغلب فتيان غالبٍ / ونبهت فرسان الملاحم يعربا
وهلا يخيل الله طلاب وتره / ملأت فجاج الأرض شرقاً ومغربا
لتدرك ثارات الحسين فقد قضى / ظماً وقضت أبناؤه الغر سغبا
برغم العلى فوق العوالي رؤوسهم / تعلى وفي أجسامهم تعبث الصبا
وقد هتكت حجب الجلال وأبرزت / بناتك من حجب الجلالة للسبا
أبيح حماها ما استكانت ولم تجد / حميماً فيحميها ولم تر مهربا
وأعظم ما يشجي الغيور سفورها / وأعظم منه أن تسب وتسلبا
فيالحريمٍ قد أتبيح وحرمة / أبى الله إلا أن تصان وتحجبا
لعمرك ما الصبر الجميل بهتكها / جميل لدى أهل الحمية والابا
ومن زينب عز البتول بولدها / وعز عليها أن تراهم وزينبا
وناد بنادٍ في البقيع لثارها / بني مضر والسادة الغلب تغلبا
وجعجع بها شعث النواصي ضوابحاً / فسلهبةً صبحاً تسابق سلهبا
تقل رجالاً من لوي سيوفها / لادراك ثار الله مشحوذة الشها
جرى جريها حتم القضا وسيوفها / جرت جريها الأقدار ضربا ومضربا
كأن علياً في الحروب أعارها / ثباتا وغضباً بالقراع مجربا
قيم بها مغناه فهو زعيمها / ومفزعها إن ناب دهر وارعيا
وفاخر ملوك الأرض حول ضريحه / طوافاً وأملاك السماء تأدبا
وقل يا عظيماً عظم الله شأنه / فعبر في فرقانه عنه بالنبا
ويا فتنى الله التي فتن الورى / بها وبها اذرا خبيثا وطيبا
ويا لوحه المحفوظ والقلم الذى / به أثبت الله القضاء ورتبا
وآيته الكبرى وفرقانه الذي / على حفظه حث الأنام ورغبا
إليك أمير المؤمنين شكايةً / تغص شجامها وتنقض مغضبا
ويوشك أن تنبث حزنا لبثها / المهاد وأحرى أن تسيخ وتقلبا
أبا حسن أضحى الحسين مجدلاً / تريب المحيان بالدماء مخضبا
صريعاً تحاماه الأسود مهابةً / وتعدو عليه الأعوجيات شزبا
عجبت وما فكرت إلا وزادني / قعودك عن ثار الحسين تعجبا
قعدت ولم تنهض ولا زلت قائماً / بأعباء ما أعي القرون وأتعبا
ولم تبرح المثوى كأن مصابه / أصار فقار الظهر منك محدبا
وأجج في أحشائك النار كلما / خبت زادها ما ذاب منك تلهبا
وصعد أقذاءً لعينيك عن دم / فأوشك أن يجري مع الدمع صيبا
فما زالت الدنيا وأنت مليكها / تنوبك إن أعرضت عنها تجنبا
وكنت لحلم الله بالصبر مظهراً / وعن بطشه بالبطش لا زلت معربا
فقلبك أعي أن يراع فما الذي / عراه فأعياه أرتياعاً وقلبا
وسيفك لو حكمته في نفوسها / لأسكنها دار البوار وماصبا
أضعتم سرايا شيبة الحمد حمدكم / وبالضيم بوءتم إن عدلتم عن الإبا
متى أبصر الدنيا وقد غص رحبها / سروراً وتغر الدين يفتر أشنبا
أسأت إلى نفسي وأذنبت واثقاً / بصفكم عمن أساء وأذنبا
فأنتم أمام الخائفين ولم أكن / وإن ساء فعلي خائفاً مترقبا
كفاني حسين شافعاً ومشفعاً / وخدمته حسبي فخاراً ومنصبا
أقول إذا ما قست ذنبي بعفوه / ألا إنني في تركه كنت مذنبا
وسمط متى سرحت طرفي بنظمه
وسمط متى سرحت طرفي بنظمه / توسمت دراً فاق در القلائد
ففي كل حرف منه شاهدت شاهدا / على كل معنى من معاني الشواهد
عرا فاستمرّ الخطب واستوعب الدهرا
عرا فاستمرّ الخطب واستوعب الدهرا / مصابٌ أهاج الكرب واستأصل الصبرا
وطبق أرجاء البسيطة حزنه / وأحدث روعاً هولهُ هون الحشرا
وجاس خلال الأرض حتى أثارها / إلى الجو نقعاً حجب الشمس والبدرا
ومارت له حتى السماء وزلزلت / له الأرض وانهدت أخاشبها طرا
وغير عجيب أن تمور له السما / ومن أوجها تهوي النجوم على الغبرا
غداة تجلت للكفاح عصابةٌ / لها النسب الوضاح من مضر الحمرا
عدت إذ أعدت آل حرب لحربها / كتائب ضلت رشدها وعتت كبرا
وحيث التقى الجمعان والسبط قائمٌ / يذكرها في بطشه البطشة الكبرى
يكافحها والحرب ترسي جبالها / فتندك منه حين ينظرها شزرا
أراه وأمواج الهياج تلاطمت / يعوم بها مستأنساً باسماً ثغرا
يحيي الظبى طلق المحيا كأنما / تحييه إذ تستل للضرب بالبشرى
ولو لم يكفكفه من الفتك حلمه / لعفى ديار الشرك وأستأصل الكفرا
ومن عجبٍ يشكو الأوام وقلبه / جرى من خلال فجرته القنا نهرا
ولما تجلى الله جل جلاله / له خر تعظيماً له ساجداً شكرا
هوى وهوطود والمواضي كأنها / نسورٌ أبت إِلا مناكبه وكرا
هوى كوكباً وانقض للأرض جوهراً / وما شابت الأعراض طلعته الغرا
وأعظم بخطب زعزع العرش وانحنى / له الفلك الدوار محدوباً ظهرا
غداة أراق الشمر من نحره دماً / له انبجست عين السماء أدمعا حمرا
فيالدماء قد أريقت وياله شجىً / فتت الأكباد حيث جرت هدرا
وإن أنسً لم أنس العوادي جوارياً / ترض القرى من مصدر العلم والصدرا
ولم أنس فتياناً تنادوا لنصره / وللذب عه عانقوا البيض والسمرا
رجالٌ تواصوا حيث طابت أصولهم / وأنفسهم بالصبر حتى قضوا صبرا
وما كنت أدري قبل حمل رؤسهم / بأن العوالي تحمل الأنجم الزهرا
حماةٌ حموا خدراً أبى الله هتكه / فعظمه شأناً وشرَّفه قدرا
فأصبح نهباً للمغاوير بعدهم / ومنه بنات المصطفى أبرزت حسرى
يقنعها بالسوط شمرٌ فان شكت / يؤنبها زجرٌ ويوسعها زجرا
نوائح إلا أنهن ثواكلٌ / عواطش إلا أن أعينها عبرى
يصون بيمناها الحيا ماء وجهها / ويسترها أن اعوز الستر باليسرى
وجوهٌ تضاهيها الشموس فنورها / متى رمقته أعينٌ ردها حسرى
فيالحريمٍ قد أُبيحت وحرمةٍ / بها حرمات الله قد هُتكت جهرا
أقول وقد هاج الفريق لصاحبي / وللبين نار أوهجت كبدي الحرى
أقم صدرها فالركب قوض راحلاً / وقد طوح الحادي فحنت المسرى
ويمم بها وادي الغريين إنه / مقيل أعار المسك من طيبه النشرا
وعرج إلى مغنىً أسر ضريحه / حقيقة سر الله والآية الكبرى
ضريح فما البيت الحرام بحائزٍ / ولا الحجر إلا بالذي حازه فخرا
وعزِ علياً بالحسين ورهطه / وبلغه عني منشدا واغنم الأجرا
إليك أمير المؤمنين شكايةً / تغص شجىً من بثها سعة الغبرا
أراك وقد بادت ذراريك معرضاً / كأنك ما تدري وأنت بها أدرى
ألست الذي لم تخل منه سريرة / ولم يبق سر ما أحاط به خبرا
صبرت وكيف الصبر منك لفادحٍ / عرا وعليه لا تطيق الورى صبرا
أتنسى وهل ينسى لدى الطف موقف / تجدده في كل آن لك الذكرى
تغض وحاشا أن تغض على القذى / جفونا ولم تدرك لأبنائك الوترا
فقم موقظا عزماً له يشهد القضا / إذا جريا في حلبةٍ إنه أجرى
وبأساً يبيد الدهر رعباً وهمةً / تقود بها الأقدار إن أحجمت قسرا
وبادر إلى أرض الطفوف مذكراً / طواغيت حرب حين تغشاهم بدرا
وزلزل بهم أرجاءها واجلب القضا / لادراك ثار الله واستنهض النصرا
فقد عبثت في الذين آل أمية / وغالت رسول الله في ولده جهرا
ألا تعست من أمة ضل سعيها / وسول شيطان غواها لها المكرا
أبت تظهر الإيمان إلا خديعة / وآبت ولكن تبطن الشرك والكفرا
فما اتبعت إلا يعوق ضلالة / كما ابتعت آباؤها قبلها نسرا
وقل لسرايا شيبة الحمد ما لكم / قعدتم وقد ساروا بنسوتكم أسرى
يروق تجليها النواظر تارة / ويحجبها إجلالها تارة أخرى
تنوء بهن اليعملات وكلما / تجوز بها قفراً تجشمها قفرا
فقوموا غضاباً فالمقادير طوعكم / متى شئتم جاءتكم رسلها تترى
وجيئوا بها عدواً وفكوا وثاقها / فقد حملت مما تكابده وقرا
وأعظم ما يشجي الغيور دخولها / إلى مجلس ما بارح اللهو والخمرا
يقارضها فيه يزيد مسبة / ويصرف عنها وجهه معرضاً كبرا
ويقرع ثغر السبط شلت يمينه / فأعظم به قرعاً وأعظم به ثغرا
أينكت ثغرا طيب الدهر ذكره / وما بارح التسبيح والحمد والشكرا
عجبت وما في الدهر إلا عجائبٌ / متى ذهبت أعجوبةٌ فاجأت أخرى
يحكم في خير البرية شرها / وما خلت أشقاها يلي النهي والأمرا
بني الوحي لا أحصي جليل بلائكم / كحسن ثناكم لا أطيق له حصرا
منحتم بأبكار المعاني مشاعري / وصفيتم فكري فأنشأتها بكرا
وردت بها مسترفداً بحر جودكم / عدا رفده من لم يرد ذلك البحرا
مددت يدي فقراً إليكم ولم أكن / أمد يدي يوما إلى غيركم فقرا
خذوا بيدي فالوزر أوهى تجلدي / ولا وزرٌ لي غيركم يرفع الوزرا
كفاني وإن قصرت نسكا وطاعة / ولاكم وحسبي في المعاد به ذخرا
عليكم سلام الله مقدار قدركم / لديه وما مدت أياديكم الدهرا
أنامل مولانا علي لدى الندى
أنامل مولانا علي لدى الندى / لمن يجتديها كل أنملة بحر
فواعجباً للفلك كيف جرت به / وفي ضمنها إني جرت أبحر عشر
واعجب من الواحها حيث مسها / بيمنا علم تثمر ولا اخضرت الدسر
عصيت هوى نفسي صغيراً فعندما
عصيت هوى نفسي صغيراً فعندما / دهتني لليالي بالمشيب وبالكبر
اطعت الهوى عكس القضية ليتني / خلقت كبيراً ثم عدت إلى الصغر
رأيت من التسميط ما سلب النهى
رأيت من التسميط ما سلب النهى / وقرط لي أُذناً وقلد لي نحرا
مضى لابن ميكال وجاء مسمطاً / لمخدوم ميكال فكان به أحرى
ولما أتى موسى به قلت معجزٌ / ولو لم يكن موسى تيقنته سحرا
نسيم الصبا هيجت لاعج أشواقي
نسيم الصبا هيجت لاعج أشواقي / والحقت بالماضي من الرمق الباقي
يخبرني مسراك عن بانة الصبا / بأن لها شوقي اليهم وأعلاقي
تضوع نشر العامرية باللوى / فطاب لمشتاق الفؤاد بمشتاق
فيا صاحبي نجواي عوجا على الحمى / لعل به رقياً لما أعجز الراقي
فكم لي عهداً بالحمى متقادماً / ذوى غصن جسمي وهو ينمو بايراق
ويا عاذلي في حب ليلى وما عسى / تروم وميثاقي على الحب ميثاقي
تعالت بأفق العز ليلى عن الذرى / وعزت عن التكوين في أوج آفاق
لعل الذي أعي الورى كنه وصفه / يمن على علاني الأسير باطلاق
فدع عنك لومي لست أسمع لائماً / وكن مسعداً لي في جواي وأشواقي
الأمُ على منخصه الله في العلى
الأمُ على منخصه الله في العلى / وصيره في شرب كوثره الساقي
وزين فيه العرش فانتقش اسمه / على جبهة العرش المعظم والساق
وأودع من عاده نار جهنمٍ / فخلد في كفار قومٍ وفساق
لهم من ضريعٍ مطعمٌ ومواردٌ / إذا ورودها من حميم وغساق
أما إنني اكترت ذنبا وإنه / سيبدل أحمالي بعفوٍ وأوساقي
غداة أرى صحفي بكفيه في الولا / ينسق منها زلتي أي نساق
وأنظر لوامي تدع إلى لظىً / فيسقط منساقٌ على أثر منساق
تقصدت لفظ الساق في ذكر نعته / لانجو إذا ما التفت الساق بالساق
أنارٌ ورت من جانب الخال أم خال
أنارٌ ورت من جانب الخال أم خال / لنهب اللحاظ النجل أبرزه الخال
ونورٌ يرد الطرف سيماه خاسئاً / ويندك منإشراق لؤلوئه الخال
تعالى علي أن يراع جواره
تعالى علي أن يراع جواره / ومن غير جرمٍ تستباع محارمه
يباح حماه والقضا الحتم طوعه / ولم تعصه الأقدار والدهر خادمه
ألفت السرى والقلب بالوجد مضرم
ألفت السرى والقلب بالوجد مضرم / فأنجذ طوراً بالركاب وأتهم
وما زلت والأجفان بالدمع تسجم / أقول لركبٍ حيث بانوا ويمموا
سراعاً إلى الزوراء عوجوا وألمموا /
هو الطور لا برق الأماني خلب / لديه ولا ركب الرجاء مخيب
أحباي مالي في سوىالطور مطلب / إذا جئتم من جانب الكرخ غربوا
إلى الطور حث النور يبدو ويكتم /
هناك طود المكرمات وطورها / وأفق المعالي المشرقات بدورها
فأنتم إذا الزوراء لاحت قصورها / قفوا حيث نار الطور أشرق نورها
ولاح سناها والظلام مخيم /
به كل غم للمرجين يفرج / إذا ضاق للأرزاق في الدهر منهج
فياجيرتي بالركب للكرخ عرجوا / وحيث ترآى نور موسى فأدلجوا
إليه مع السارين والليل مظلم /
ولا تعدلوا عن طور سيناء عندما / ترآى وسحوا أدمع العيون عندما
سألتكم يا أهل ودي تكرما / فقوا بي إذا ما جئتم ذروة الحمى
على قبر موسى والجواد وسلموا /
ولوذوا بهاتيك المعالم كلما / لأحشائكم سيف النوائب كلما
وطوفوا احتراماً ثم أخفوا التكلما / على مرقد فيه ملائكة السما
تكون وجبريل الأمين المكرم /
كسته يد النور القديم غلالةً / فأمسى لأقمار الهداية هالةً
فكم ضم من خير البرايا سلالةً / ضريحٌ له يعنوا الضراح جلالةً
وينحط عنه العرش وهو المعظم /
به محكم الذكر العظيم قد انطوى / فأربى على الوادي المقدس في طوى
وطاول عرش الله فخراً بمن حوى / بل إنه عرشٌ على جنبه استوى
أناسٌ لعرش الله ركنٌ مقوم /
فهم أمن من يخشى عواقب جرمه / وهم سر ابداء الوجود وختمه
وهم حجج الرحمن مظهر حلمه / مهابط وحي الله خزان علمه
إليهم وفيهم كل فضل وعنهم /
كرامٌ أتى في الذكر تعظيم ذكرهم / وعم جميع الخلق فاضل برهم
وأنهم حقاً وشامخ ذكرهم / تراجمةٌ للوحي تجري بأمرهم
مقادير أمر الله بدءً وتختم /
أيرجع صفر الكف آمل نيلهم / وقد لاذ حياً تحت ظلهم
وهم خصب أبناء الرجا عام محلهم / بهاليل لا الراجي ندى فيض فضلهم
يخيب ولا اللاجي يخاف ويهضم /
بأنوارهم للحق قد كشف الغطا / وفي هديهم بأن الصواب من الخطاب
سرت عيس آمالي لهم تسرع الخطى / وأنهم باب الرجى لجج العطا
مناخ ذوي الآمال فيهم ومنهم /
كرامٌ كرام الرسل لم تحذ حذوهم / فخاراً ولم تلحق لدى السبق شأوهم
ولما رأيت الفوز يتبع تلوهم / قصدت ويممت الركائب نحوهم
وحاشا وكلا أن يخيب الميمم /
تخفف أثقال الورى عن ظهورهم / إذا استظلوا تحت ظل قبورهم
بهم قدز كاحجري لطيب حجورهم / وهم أسرتي يعزى إلى فضل نورهم
وجودي وأني منهم وهم هم /
حثت لهم عيسى وأملت ردفهم / وللنجح في الدارين أعددت ودهم
ولما الدهر في الطوع عبدهم / أنحنت بهم رحلي والقيت عندهم
عصاي وحاشا أن مثلي يحرم /
نزلت بهم ضيفاً وأعددتهم حمى / وللضيف حقٌ أن يعز ويكرما
وعرضت للشكوى لهم متظلما / عسى أنني أحظى بهم ولعلما
وسوف أنال القصد منهم وأغنم /
عرا الكوكب الدري خسف فاخفاه
عرا الكوكب الدري خسف فاخفاه / وطود المعالي دكدك الحتف أعلاه
واردى الردى من ذروة المجد ماجدا / أبى الله إلا مقعد الصدق مثواه
سرى نعشه السامي جلالا كأنما / يطاول أفلام السماء بمسراه
فسبحان من أسرى نهاراً بعبده إلى / الملأ الأعلى وحيا محياه
نجاذبه طوراً الينا وتارةُ تجاذبه / الأملاك شوقاً لرؤياه
نمد له الأيدي وأنى ينال من به / حلقت عن طائر الوهم علياه
فما هو إلا آية ما لنعتها / سبيل وسر حير العقل معناه
وخمصباح مشكاة الهدى غير أنه / تجلى ليهدي الناس لئلأ سيماه
جرى في عباب العلم كالفلك فكره / فجاراه باسم الله في البحر مجراه
حكت مقلتاي السحب والبحر أدمعي
حكت مقلتاي السحب والبحر أدمعي / ونار شجوني وجه قلبي تلفح
فوا عجبى كيف احتراقي وأنني / بلجة تيار المدامع أسبح