القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابن غَلبون الصُّوري الكل
المجموع : 92
أرته اللّيالي كلَّ مستقبلٍ ذاهب
أرته اللّيالي كلَّ مستقبلٍ ذاهب / وأعلَمنه أنّ النوى للنوى صاحِب
أخا رفقةٍ يختصُّ منهم بفرقةٍ / وصاحب ركبٍ همه منهُم راكِب
وقالوا عتابٌ في الهَوى كلّ من أرى / من الناسِ مشغوفٌ بكم فمِن العاتِب
ولكنّه ذكرٌ يُهيّجُ لوعةً / كما يفعل الباكي إذا سمعَ النادِب
وغانيةٍ لا توجب الحبَّ حرمةً / عليها ولو كانت كما وجبَ الواجِب
أرى رميَ جفنيها من الضعف ناقصاً / فيُطمِعُني حتى أحسّ به صائِب
أتتني بأخرى مثلِها في زجاجةٍ / فقلتُ اصرِفيها أنتِ أسوغُ للشارِب
على أنَّ وجه الصومِ قد صدَّ عنكما / فقالت تعالوا وانظروا الزاهد الراغِب
وجدتُ بمضنونٍ لها فكأنَّني / عليُّ بنُ عبد الدائِم بن أبي التائِب
أبو كلِّ عافٍ قبلَ شدِّ إزاره / وإن أبا طفلاً لمِن أعجب العاجِب
ألستَ تراه كلما حل جانباً / من الأرضِ حلّ الجودُ في ذلك الجانِب
فتىً لينه للطالبين وبِشره / فخُيِّل في أوهامِهم أنَّه الطالِب
متى تلقَه ما بينَهم تلقَ واحداً / من الناسِ يخفي عنهمُ أنه الواهِب
ويبسمُ عن برقٍ فينشو بكَفِّه / سحابٌ له ذيلُ يمرُّ به ساحِب
إذا لم يكن يَبقى على المرءِ بعدَه / من المال إلا الذكرُ فالمتلف الكاسِب
له نَظراتٌ في الأمور تسابقَت / بكلِّ شهابٍ من عَزائِمه ثاقِب
وهمّ بِما نابَ البعيدَ كأنَّه / من الناسِ مأخوذٌ بما صَنع الغائِب
مناقبُ ألقاها عليَّ عطاؤه / فقلت انتظِرني ألتمس عاقداً حاسِب
إذا الجودُ لم يَعجَز عجزتُ بشكره / وقابلتُه بالمطل والموعِد الكاذِب
تعلَّم مِن مَولاه طول حجابه
تعلَّم مِن مَولاه طول حجابه / لينقطع الحجاب عن قصد بابهِ
شريفان ذاك ابن النبيِّ محمدٍ / وهذا ابن روح القدس حشو إهابهِ
لقد ضاعَ شعري بينَ عيسى بن مَريم / وبين رسول اللَه نيلُ ثَوابهِ
تعلَّقته سكرانَ من خمرة الصبا
تعلَّقته سكرانَ من خمرة الصبا / به غفلةٌ عن لوعتي ولهيبي
وشارَكني في حبه كلُّ أهيفٍ / يشارِكُهُ في مُهجَتي بنَصيبِ
فلا تُلزِموني غيرةً ما عَرِفتُها / فإنَّ حَبيبي من أحبَّ حبيبي
أتانا بها كالنار من قبل مَزجها
أتانا بها كالنار من قبل مَزجها / ومن بَعده كالشمس عند غُروبِها
لهيبُ قلوب الشّرب يطفى بشُربها / ويُخشى على أيديهُمُ من لَهيبِها
توقَّ إذا ما حُرمة العدل جلَّتِ
توقَّ إذا ما حُرمة العدل جلَّتِ / ملامي لتقضي صَبوتي ما تمنَّتِ
أغرَّك أن لم تستفزَّك لوعةٌ / بقلبي ولا استبكاكَ بينٌ بمُقلَتي
لك الخيرُ هذا حين شئت تلومُني / لَجاجاً فألا لُمتَ أيامَ شرَّتي
غداة أُجيبُ العيسَ إذ هيَ حنَّتِ / وأحدو إذا ورق الحمائِم غنَّتِ
وأنتهبُ الأيامَ حتّى كأنّني / أُدافع من بعد الحلولِ منيَّتي
واستصغِر البَلوى لمن عَرف الهوى / واستكثر الشكوى وإن هي قلَّتِ
أطيلُ وقوفي في الطلول كأنني / أحاولُ منها أن تردَّ تحيَّتي
لياليَ ألقى كلَّ مَهضومةِ الحشا / إذا عدلَت في ما جناه تجنَّتِ
أصدُّ فيدعوني إلى الوصل طرفُها / وإن أنا سارعتُ الإجابةَ صدَّتِ
وإن قلتُ سُقمي وكَّلت سقم طرفِها / بأبطالِ قولي أو بادحاضِ حُجَّتي
وإن سَمِعَت وأنار قَلبي شناعةً / عليها أجابَتني بوانارِ وجنتي
وأصرفُ همِّي عن هواها بهمَّتي / عزوفاً فتَثنيني إذا ما تثنَّتِ
وأنشدُ بينَ البينِ والهجرِ مُهجتي / ولم أدرِ في أيِّ السَّبيلين ضَلَّتِ
وما أحسبُ الأيامَ أيام هَجرِها / تطاولُني إلا لتقصيرِ مُدَّتي
دعوا الأمة اللاتي استحلَّت دمي تَكن / مع الأمَّة اللاتي بغَت فَاستَحلَّتِ
فما يُقتدى إلا بها في اغتِصابِها / ولا أقتَدي إلا بصَبرِ أئِمتي
أليس بَنو الزهراءِ أدهى رَزيَّةً / عليكم إذا فكَّرتُم في رَزِيَّتي
حُماتي إذا لانَت قَناتي وعُدَّتي / إذا لم تَكن لي عُدَّةٌ عند شِدَّتي
عُهودي إذا حالَت عُهودٌ فغيِّرت / عقودي إذا عانَت عُقودٌ فحلَّتِ
أقامَت لحَربِ اللَهِ حزب أيمَّةٍ / إذا هي ضلَّت عن سَبيلٍ أضلَّتِ
قلوبٌ على الدين العَتيقِ تَألَّفَت / لهم ومنَ الحقد القديم استملَّتِ
بماذا تُرى تحتجُّ يا آلَ أحمدٍ / على أحمدٍ فيكم إذا ما استعدَّتِ
وأشهرُ ما يَروونَه عنه قولهُ / تركتُ كتابَ اللَهِ فيكُم وعِترَتي
ولكنَّ دُنياهم سعت فسعوا لها / وتلك التي فلت ضميراً عن التي
هو اليأسُ إلا من حديثٍ مقوَّت
هو اليأسُ إلا من حديثٍ مقوَّت / يروحُ إليه باجتماع موَقَّتِ
يسيرُ ندىً يَبقى يَسيراً من المَدى / وما مثلُ هذا الماء يُبردُ غُلَّتي
وقد جَمعوا أخبارَ من شفَّه الهوى / وتِلك أحاديثي وأخبارُ إخوتي
لحا اللَهُ داراً في الحشا تنزلونها / فإنَّكم شرُّ الجوارِ لِمُهجَتي
وأغيدَ لوَّى بغضَه لأَحبَّتي / على ما أرى من بغضِه لِمَحَبَّتي
وقد كنت أمضى منه فيما يريده / وأولى به لولا فؤادي ومقلتي
وقالوا أفِق واستأنفِ العمرَ سالياً / فقلتُ لهم بل مدَّة الحبِّ مدَّتي
وكأسٍ عليها مسحةٌ من مُديرها / مذاقاً وتشبيهاً بريقٍ ووَجنةِ
إذا عبَّ فيها قابلَتهُ تصفُّحا / فصحَّ لها من وجهه ما استملَّتِ
وقد كان قبلَ اليوم حرَّم وصلها / فحرَّمتها والآن حلَّ فحلَّتِ
فهاتِ اسقِنيها وانسني الناس أنسَهم / إذا اقتطعَتني نشوةٌ بعد نَشوةِ
كأن يد المعروف حسناء حرةٌ / من الفخر كلَّ الفَخرِ إن هي ضنَّتِ
فأما حسِبتَ الجودَ من عثراتِهم / فخذ كلَّ رجلٍ بالمفضَّل زلَّتِ
تجد عدَّةً يَستثقل البخلُ حملها / فإن حملتها راحة الجود خفَّتِ
وكم ضَمنت عنه تباشيرُ وجههِ / نجاحاً لراجيه فوفَّت وأوفَتِ
أضافَ إلى القُربى القريبة مثلها / من الجود واستَغنت به واستقلَّتِ
وكانت صروفُ الدَّهر عندي مقيمةً / إلى أن تولَّى صَرفَها فتولَّتِ
يدٌ تتمنى أن ترى من تُنيلُه / على أنها لم تخلُ مما تمنَّتِ
وكم كسبت مالاً قريباً منالُه / عليها فما استَغنت فجادت فأغنَتِ
أخو نجدةٍ في المكرمات سريعةٍ / يكاد بها يصغي لمن لم يصوِّتِ
رأى الناسُ أسباب العلى فيه سهلةً / فهمت نفوسٌ لم تكن قطُّ همَّتِ
ولم يعرفوا أفكارَه وهمومَه / ولو عَرفوا دقَّت عليهم وجلَّتِ
إذا أنت لم ترعَ البروقَ اللوامحا
إذا أنت لم ترعَ البروقَ اللوامحا / ونمتَ جرى من تحتِكَ الماء طافِحا
غرستَ الهوى بالوصل ثم احتقرتَه / فأهملته مستأنساً ومُسامِحا
ولم تدرِ حتى أينعَت ثمراتُه / وهبَّت رياح الهجر فيه لواقِحا
وأمسيتَ تستدعي من الوصلِ عازِباً / عليك وتَستكري من النوم نازِحا
فأما حديثي كيف قضَّيتُ ليلتي / فإني وجدت الدهرَ سكرانَ طافِحا
فقابلتُ إنساناً بإنسانِ مُقلتي / فألفيتُه في ماءِ خديه سابِحا
فبرح بي لون التباريح واقفاً / على خدِّه من خدِّه ليسَ بارِحا
وفي العذر ما يلقاك أسود حالكاً / يقوم عليه أبيضُ اللون واضِحا
وولَّى وطال الشوق والليل بعده / ووكل طرفي بالطويلين ماسِحا
وماذا على المهموم من طولِ ليله / إذا اعترضَ الهمُّ المُماسي مُصابِحا
وأين يكون المستجدُّ من الضَّنى / وقد شَغلَ الماضي الحشا والجَوانِحا
نوائب لو كانت توالت صروفها / بحيث يراها صالحٌ كنت صالِحا
ولكن خَلت بي حيثُ لا يَبطش الندى / فيُخشى ولا يُصغي إذا قمتُ مادِحا
إلى أن دَعاني جودُه فاستَجرها / ولم أدر من ألقى إليه النصائِحا
فأقبل بي راجٍ من العُرف غادِياً / وولَّى بها ناجٍ من الخوفِ رائِحا
فتىً ينظر الأقوالَ من غير فعلِه / فيُبصر فيها من نداهُ ملامِحا
فمجدٌ يحثُّ القول من كلِّ قائلٍ / إليه وجودٌ يستحثُّ القَرائِحا
وإن أشرقَت ألفاظُه فطروسُه / دجى الليل ما بين النهارين جانِحا
بأرقشَ ماضٍ ما يداوي جريحه / وقد ينشر الموتى ويأسو الجرائِحا
إذا أنا قلت الشعر فيك وجدته / من الشعر ممدوحاً وإن كان مادِحا
فألفيتُهم يستعرضونَ حوائجي / إليهم ولو كانَت عليهم جوانِحا
تحمل لي الثقلَ الذي يستخفُّه / نداك وإن ألقاه غيركَ طارِحا
وكيف وهل يستنهضُ البحرُ للندى / أقلني فإني قلتُ ما قلتُ مازِحا
سل الظعنَ هل من نظرةٍ تستَزيدها
سل الظعنَ هل من نظرةٍ تستَزيدها / لزادك أم من وقفةٍ تستَعيدُها
وإلا فدع شيئاً هناك تُريده / لأشياءَ تأتي بعدَه لا تريدُها
وقد كنت تعتدُّ الهوى أمس نعمةً / وها أنتَ تبكي والبكاء جُحودُها
وظمياءَ إلا من دمي أفلا فتىً / يحلِّئُها عن وِردِها ويَذودُها
لها شفَةٌ تشكو برقَّتها الصدى / وحمرتها تنبيكَ كيفَ ورودُها
من الوحشِ أعيت أن تَرى من يَصدُّها / عن الفتكِ فضلاً أن ترى من يَصيدُها
إذا اختلَست باللحظ وافتَرست به / فلا عجبٌ سود العيونِ أسودُها
رأت طمعي فيها فأمست وأصبحَت / مواعيدُها من مثله وعهودُها
وكم أتناساها وللراح نشوةٌ / تذكِّرنيها ما لها جفَّ عودُها
ورُدَّ على شيطانها كيدُه بها / فأصبحَ من غيظٍ عليها يَكيدُها
وقام عليها ثائرٌ بعدَ ثائرٍ / بتلكَ العقولِ الخالياتِ يقيدُها
ودالَت عليه دولةُ الحقِّ والذي / سعى سَعيها حتى أقيمَت حدودُها
وسُدَّت به أطرافُها وثُغورُها / وشُدَّت به أركانها وعقودُها
فصحَّت لها أسماؤه وصفاتُه / مباركها وعزُّها وسعيدُها
خليلُ الردَينيَّاتِ لولا عقوقه / يبيد بها أعداءه ويبيدُها
ومازال معتاداً لخيلٍ يسوقها / إلى حيث لا يُدرى بخيلٍ يقودُها
وتسفرُ بيض الهند عن مثل وجههِ / إذا اشتَبَهت بيض الوجوه وسُودها
يفتشُ عما في القلوب بحدِّها / فتبدو على تلك الشِّفار حقودُها
وإن ضُربَت يوماً من النقع خيمةٌ / وطالَ على الأبطالِ منها ركودُها
تنادَوا وهُم أوتادها كلُّ واحدٍ / له طنبٌ منها وأنتَ عمودُها
وكم من يمينٍ أقسمَ الدهرُ أقسمَت / على حسنِها تلك اليمين وجودُها
يفيضُ نداه كل يوم سحابةً / صواعقها من بأسه ورعودُها
وتبقى بقاء الصيف عند عفاتِه / سيولُ العطايا بينهم ومُدودُها
لك اللَهُ ما دامت كماةٌ تجرُّها / لكسبِ المعالي أو كرامٌ تَسودُها
وما سَرحَت بالقول فيك قصيدةٌ / يسوق إليك السامعينَ نشيدُها
ومادام في الدنيا لها من يقولُها / ويسمعُها منه ومن يَستجيدُها
فكلٌّ أراه مستفيدُك نعمةً / لإحدوثةٍ من بعده يستفيدُها
عسى بعضُ هاتيكَ العوائد عائد
عسى بعضُ هاتيكَ العوائد عائد / يدول به يومٌ من الدهرِ واحدُ
أخَصمي من الأيام ينجدُني على / خِصام الهوى تلكَ الأماني الأباعدُ
وجيد كعابٍ عطَّلَته لرِحلَتي / فليسَ له إلا الدموع قلائدُ
بكت فتمنَّى الركب أنَّ جفونَها / لهم في الفيافي المعطِشاتِ مواردُ
وكادت تُريني البدرَ والبدرُ معرضٌ / بإعراضها والظبيَ والظبيُ صائدُ
لها بين جفنَي كلِّ جفن معاونٌ / على كلِّ من همت به ومساعدُ
ولكن عزماً تزعم النفسُ غيرَه / وكيف لها والعزمُ للعزم طاردُ
كأن السرى عند الكرى لي حَشيَّةٌ / ليالي افترَقنا والمَهارى وسائدُ
ألم تقنعي في الحسن بالغَيدِ الذي / خُصصت به حتى اعتراكِ التغايدُ
ذَريني وما ألقى فلستُ بصابرٍ / على ما أرى حتى تلينَ الشدائدُ
لأعتَسِفنَّ السيرَ إما عوائقٌ / تقوم بعذري أو أبو الجَيش حامدُ
يطاوِعني العاصي من الشعر عندَه / وتأنس بي فيه القوافي الشواردُ
تراه إذا ما اغترَّ مالٌ بكفِّه / فصاحبها كادَته منها المكائدُ
متى تلقَ أمراً أمره فيه نافذٌ / فبادِرهُ واستمتِع به فهو نافدُ
ويا أيها الغيثُ المباري يَمينه / أتدري إذا جاوَدتها من تجاودُ
وهَبك إذا جادَت وجُدتَ استويتما / فأيُّكما يومَ الجلادِ يجالدُ
لها في الندى مالٌ وبذلٌ وقاصدٌ / ويومَ الوغى سيفٌ وقلبٌ وساعدُ
وبَينَكُما الأولى بِغَيرِ سَوِيَّةٍ / وأنتَ على الأخرى له الدهر حاسدُ
أبا الجيشِ حسب الشعر ما أنت صانعٌ / وقد عجزَت عن وصفِ ذاك القصائدُ
أما انصلَحت للمال مِنكَ طويَّة / فتصلحهُ حتَّى مَتى أنتَ حاقدُ
سبقتَ بني الدنيا فما هبَّ نائمٌ / سواكَ إلى جودٍ ولا قامَ قاعدُ
وزرتُك لا ألوي على الناس عزةً / وها ماء وجهي لي بذلك شاهدُ
ولن يستطيعَ المظهرونَ معائبي / سوى أن يَقولوا ناقِص الحال زائدُ
إذا قصدَ العَوفي وجهاً من العُلى
إذا قصدَ العَوفي وجهاً من العُلى / فكن عنه إن رُمت السلامةَ حائِدا
فما واحدٌ من آل عوفِ بن عامرٍ / بتاركِ مجدٍ أن يَرى فيه واحِدا
وعوفٌ كثير في العِداد وفي العُلى / ولكنني أعني بذلكَ حامِدا
طوارقُ همٍ ما لِقلبي بها عَهد
طوارقُ همٍ ما لِقلبي بها عَهد / أتَتني ولم يسبق باتيانِها وَعدُ
تقسَّم جورُ البينِ قسمينِ في الهوى / فنارٌ لها قلبٌ ودمعٌ له خدُّ
ألا إنها كاسُ الهوى وهي مُرَّةٌ / ولكنَّ قلبي شاهدٌ أنها الشَّهدُ
تقولُ وقد أضمَرتُ غدراً بودِّها / إذا صحَّ منك الودُّ صحَّ لك الودُّ
فما نرجسُ الألحاظِ أولى بمهجَتي / ولا الوجناتُ اللاتي زَهرتُها الوَردُ
ولكنَّه حكمُ الهوى أنتَ صاحبي / على أنَّه ما شاء ليس له رَدُّ
له موردٌ ذو مصدرين وسلوةٌ / توافيكَ بعد اليأسِ منها أو اللحدُ
وجدتُ فؤادي حيث لا حدَّ في الهوى / كما ابنِ عليٍّ في العُلى حيثُ لا حدُّ
وإن تُنظمِ الأوصافُ من جوهر العلى / رأيت فتىً في كل صنفٍ له عِقدُ
جَنانٌ إذا الهنديةُ البيض حُكِّمت / نهتهُ العُلى عن أن تَحلَّ به هِندُ
فتى الأعجمي الأعجمي حسامُه / وإن نطقت آثارُه عندما يَبدو
فتىً جودُه من قبل رؤية شخصه / كذا الجودُ لا تسويفَ فيه ولا وعدُ
وهنَّ القَوافي أن أطيلَت وقُصِّرت / فمعروفُه في فِعلها وهو المجدُ
وقالوا هناء العيد بالعيد واجبٌ
وقالوا هناء العيد بالعيد واجبٌ / وأنت بصقعٍ واحدٍ ومحمدُ
فقمت لهم بالعذرِ والحالُ بيننا / تقومُ بتصديقي عليه وتشهدُ
عطاؤك أخفى العيد عني لأنَّني / بتجديده في كلِّ يومٍ أعيدُ
وكم مرةٍ قد قلتُ للغيثِ إذ بدا
وكم مرةٍ قد قلتُ للغيثِ إذ بدا / يعارضُني بالعارضِ المتزايدِ
ألا لا تَعقني عن طريقي وخلِّني / أفُز بنَصيبٍ من أبي الجيشِ حامدِ
فلما أبى إلا اللجاجةَ دلَّني / على أنها منه مكيدةُ حاسدِ
ليمناكَ إذ يمناكَ أسرعُ نائلاً / وأثبتُ صبراً في صُدور الشدائدِ
وأكثرُ ما بينَ البريةِ قاصداً / وأكثرُ أجداءً على كلِّ قاصدِ
فما لسحابِ الماء يقطعنَ عن فتىً / أنامل كفَّيه سحاب الفوائدِ
سَفَرنَ بدوراً وانتَقَبنَ أهلَّةً
سَفَرنَ بدوراً وانتَقَبنَ أهلَّةً / ومسنَ غُصوناً والتفَتنَ جآذِرا
وأبدينَ أطراف الشعور تَستُّراً / فأغدَرَتِ الدنيا عَلينا غَدائِرا
وربَّتَما أطلَعنَ والليلُ مُقبلٌ / وجوهَ شُموسٍ تُوقِفُ الليلَ حائِرا
فهنَّ إذا ما شِئنَ أمسَينَ أو إذا / تعرَّض أن يَصبَحن كنَّ قَوادِرا
فشرَّقت أبغي مطلع الشمس بالغنى
فشرَّقت أبغي مطلع الشمس بالغنى / وقد أشرقَت حتى امَّحَت ظُلمةُ الفقرِ
وشاكلَ ما خلَّفتُه ما وجدتُه / كأني بَريدٌ بين بَحر إلى بحرِ
ولكنَّ ذا عذب المواردِ آمن ال / مقاصد معمور المشاهِد بالشكرِ
له سفنٌ ردَّت على الريح حُكمَها / فصارَت بما شاءَت وشاءَ لها تَجري
حَمولتُها ما بينَ مجدٍ مؤثَّلٍ / إلى خُلُقٍ رَحبٍ إلى نائلٍ غَمرِ
صرفتُ بأدناها الزمانَ وصرفهُ / مجازَفةً والنصرُ حيث أبو النصرِ
وبين كثيبِ الرمل والبانَة التي
وبين كثيبِ الرمل والبانَة التي / على الرملِ مشدودٌ شِدادَتُه فترُ
ويفضلُ عنها مشبلٌ عند شدِّها / مع العقد فانظر كيف يختَصر الخصرُ
إذا ما انثَنى خِفنا علَيه وربَّما / يبيتُ علينا من سلامتِه نذرُ
تبيتُ أحاديثُ الهوى لك تُفتَري
تبيتُ أحاديثُ الهوى لك تُفتَري / فيُصبحُ عنها جانبُ الزورِ أزوَرا
خلَطتُ ببَردِ الليلِ بردَ رُضابِه / فأين به عنِّي إذا الهجرُ هجَّرا
سقى اللَهُ ليلاً بل سَقى كلَّ سامرٍ / إذا طال ليلٌ لم يُقصّر فقصَّرا
كأن صباحاً غارَ ليلةَ زارني / فَفاجَأني من وَجههِ مُتفجِّرا
دع الفلكَ الدوارَ بالصبح والدجى / ألستَ ترى هذا أخفَّ وأدوَرا
وذكَّر أسماءَ الغَواني اجتِراؤها / على الفَتكِ إن الفتكَ كان مذكَّرا
فأصبحت ألقي كلَّ بيضاء أبيضاً / حساماً وأُغشي كلَّ سمراء أسمَرا
ويا ربَّ ملقٍ في هَواها ملامةً / ترى العذرَ في أبياتها مُتعذِّرا
كشفتُ لها وجهَ احتجاجي بوجهِها / فأسرَعَ في القَولِ انقلاباً وغَيَّرا
يُسائِل عن شَأني فينهلُّ شأنُه / فيا لكَ منه مُرعِداً صار ممطِرا
وجاد فأجرى جَعفراً من جُفونه / كأن بِعَينيهِ أبا الفضل جَعفرا
أخو كلِّ عافٍ حلَّ فهو قسيمُه / أرى القسمَ لا يَبقى إذا ما تكرَّرا
وماء ندىً يكسُو فيُسبَلُ حوضُه / وفي كلِّ ماءٍ كلُّ من خاضَ شَمَّرا
عساكَ ظننتَ العُسر فضلاً فحُزتَه / وحُزتَ له مَناً فأصبحتَ مُعسِرا
سبقتَ بني الجودِ الذينَ اتَّبعتَهُم / فيا عَجباً إذ صارَ قدّامُهم وَرا
فلو أنَّني في السالفين محكَّمٌ / وفيكَ لما قدَّمتُ إلا المؤخَّرا
تَرى في العَطايا كلَّ جَورٍ مُعدلاً / وبين الرعايا كلَّ عدلٍ مجوَّرا
ولما أرادَ اللَهُ خيراً بمعشَرٍ / أرادَك إذ صاروا لك اليوم مَعشَرا
وكم خبرٍ لو صحَّ لم يبقِ منهُمُ / لمُستَخبِرٍ عَنهُم وعَنكَ مخبِّرا
أتاهُم على صدر النهار تحفُّهُ / غياهبُ ليلٍ لم يكن قطُّ مُقمِرا
فلمَّا دجى ليلٌ وأقتَم نوره / تداركَه رأي الإمام فأَسفَرا
وأيام رَوعٍ رُعتَها فتلوَّنَت / ولم يطلعِ المعروفُ إلا منكَّرا
وما صارَ منها أشهبُ اللونِ أدهماً / من النَّقع حتى صارَ بالدم أشقَرا
وكم لك في نَصرِ الإمامة مَورداً / ولو لم يكُن في اللَه ما كان أصدَرا
مساعٍ كقولي فيك تُحسَب سَهلةً / ولو رامَها مُستَسهلٌ لَتَوعَّرا
إذا ما تَناسى ذِكرَها فاح نشرُها / ولم أرَ ذكراً قبلها مُتعطِّرا
لئِن حُجِبَت نُجلُ العُيونِ وحورُها
لئِن حُجِبَت نُجلُ العُيونِ وحورُها / ففي كلِّ جسمٍ سقمُها وفتورُها
محاسنُ فيها وهيَ من كلِّ عاشِقٍ / مساوٍ وكلٌّ جاهِدٌ يَستَعيرُها
شَكونا إليها السقمَ وهي سَقيمةٌ / فما بالُنا مما بنا نستَجيرُها
وإنا لأولى بالنفورِ من الظّبا / وما حُمِّلَت منه ففيمَ نفورُها
ولما قَسَمنا الليلَ قِسمَينِ قرَّبا / مَزارَ التي شَطَّت عنِ العينِ دورُها
سُرىً وكَرىً إما بِهذا تَزورُها / إلى حيثُ كانَت أو بِذا تَستَزيرُها
وممنوعَةٍ بالصوم في كلِّ حجَّةٍ / ثلاثينَ يَوماً ثم تأتي شُهورُها
تهيم بها نفسُ الفَتى وهي ضرَّةٌ / فيا عجباً من ضرَّةٍ لا تُغيرُها
وحرَّمَها نصُّ الكتابِ فجاءنا / بتحليلِها نصُّ الهَوى ومُديرُها
وأقبلَ شوالٌ بها فافرِجُوا لها / وإن كان مَحظوراً عليكُم عُبورُها
أرى نائِباتٍ نابِياتٍ شفارُها / وما كفَّها إلا العُلى وأميرُها
وسيرةُ قومٍ في الندى تغلِبيَّةٌ / لكل زمانٍ منهم من يَسيرُها
وللدولة الزهراءِ نورٌ مطنِّبٌ / من الأفُقِ الأعلى وهذا مُنيرُها
فتىً يَسبِقُ الفتيان من كان قبلَهُ / فأولُ فتيانِ المَعالي أخيرُها
أبوها ابنُها فيما أرى وكبيرُها / على حُكم تاريخِ السنينَ صَغيرها
كأن أبا الهَيجاءِ لما اكتَنى بها / أبوه أبو الهَيجاءِ حين يُثيرُها
له في العُلى فِعلانِ إما يجرُّها / إلى حُكمِه فيها وإما يُجيرُها
أخو حضرةٍ لا يدخلُ الهزلُ شِعبَها / ولا يُمكنُ القولَ الذميم حُضورُها
ولا صَدَرت عنها العُفاةُ فلم تُعد / حقائبَها مملوءةً وصدورُها
خلائِقُ لولا حسنُ صورة وجههِ / لأعوزَ في الدنيا عَليها نظيرُها
وعامرِ دارٍ للخَنا وهو قبلَها
وعامرِ دارٍ للخَنا وهو قبلَها / لأوسَعَ منها تحتَ طِمريه مِعمارُ
تعزَّب في أرجائِها بفحولِها / فللَّه درُّ الدارِ ما تَستُر الدارُ
وقوف المَطايا بين حادٍ وناحر
وقوف المَطايا بين حادٍ وناحر / وقوف شَحيحٍ بي على البَينِ حائرِ
تَنازعها في العَطفِ رقَّةُ راحمٍ / فتَأخذُها في العَسفِ طاعةُ آمرِ
فيا أيُّها الركبُ المجدُّون فوقَه / قِفوا لي أحدِّثكُم ببعضِ سَرائِري
فيَجري بجَورِ البَينِ دَمعي فمن لكم / بكتمانِ سِر بينَ جارٍ وجائرِ
على أنَّ قلبي آمنٌ من فراقِكُم / إلى حيثُ سِرتُم كان أوَّلَ سائرِ
ويُطمعُني في راحَتي أنَّ حاجَتي / مُرددةٌ ما بين قَلبي وناظِري
فلا تَستَطيلنَّ اللَّيالي بكيدِها / فما كيدُها عِند الشريفِ بضائِري
رأيتُ مَساويها تعودُ محاسِناً / إذا انتسَبَت بابن الحُسَين بن طاهرِ
فتىً ناسَبَ الزهراءَ بالنِّسبةِ التي / تراقَت إليها بالنجوم الزواهرِ
أئمَّةُ من يأتَمُّ بالحقِّ والهُدى / ذخيرةُ مَن يَرجو لقاءَ الذخائرِ
بآل رسولِ اللَهِ آليتُ إنَّهم / مواردُ حقٍّ معوزاتُ المصادرِ
نفوسٌ تساوَت في المَساعي إلى العُلى / وأيدٍ تبارَت في العُلى والمنابرِ
أنارَت لإبراهيمَ نارَ عزيمةٍ / حكَت نارَ إبراهيمَ ذاتَ المساعرِ
أخو همَّة يُغني الفقيرَ غَناؤها / وخُلقٍ ذَلولٍ للوَرى مُتغافرِ
أبا حَسَنٍ تَغييرُ ودٍّ تحبّه / حَياتي ولَيست باستماحَةِ شاعرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025