المجموع : 13
أَلا طَرَقَت أَسماءُ في غَيرِ مَطرَقِ
أَلا طَرَقَت أَسماءُ في غَيرِ مَطرَقِ / وَأَنّى إِذا حَلَّت بِنَجرانَ نَلتَقي
سَرَت كُلَّ وادٍ دونَ رَهوَةَ دافِعٍ / وَجَلذانَ أَو كَرمٍ بَلِيَّةَ مُحدِقِ
تَجاوَزَت الأَعراضَ حَتّى تَوَسَّنَت / وَسادي بِبابٍ دونَ جِلذان مُغلَقِ
بِغُرِّ الثَنايا خَيَّفَ الظَلمُ نَبتَهُ / وَسُنَّةَ رِئمٍ بالجُنَينَةِ مونِقِ
وَلَم أَرَها إِلّا تَعِلَّةَ ساعَةٍ / عَلى ساجِرٍ أَو نَظرَةً بِالمُشَرَّقِ
وَحَيثُ الجَميعُ الحابِسونَ بِراكِسٍ / وَكانَ المُحاقُ مَوعِداً لِلتَفَرُّقِ
بِوَجّ وَما بالي بِوَجّ وَبالُها / وَمَن يَلقَ يَوماً جِدَّةَ الحُبّ يُخلِقِ
وَأَبدى شُهورُ الحَجِّ مِنها مَحاسِناً / وَوَجهاً مَتى يَحلِل لَهُ الطيبُ يُشرِقِ
فَأَمّا تَرَيني أَقصَرَ اليَومَ باطِلي / وَلاحَ بَياضُ الشَيبِ في كُلِّ مَفرقِ
وَزايَلَني رَيْقُ الشَبابِ وَظِلُّهُ / وَبُدِّلتُ مِنهُ سَحقَ آخَرَ مُخلِقِ
فَعَثرَةِ مَولىً قَد نَعَشتُ وَأُسرَةٍ / كِرامٍ وَأَبطالٍ لَدى كُلِّ مَأزِقِ
وَحِرَّةِ صادٍ قَد نَضَحتُ بِشَربَةٍ / وَقَد ذُمَّ قَبلي لَيلَ آخَرَ مُطرِقِ
وَنَهبٍ كَجُمّاعِ الثُرَيّا حَوَيتُهُ / غِشاشاً بِمُحتاتِ القَوائِمِ خَيفَقِ
وَمَعشوقَةٍ طَلَّقنَها بِمُرِشَّةٍ / لَها سَنَنٌ كَالأَتحَمِيِّ المُخرَّقِ
فَباتَت سَليباً مِن أُناسٍ تُحِبُّهُم / كَئيباً وَلَولا طَعنَتي لَم تُطَلَّقِ
وَخَيلٍ تَعادى لا هَوادَةَ بِينَها / شَهِدتُ بِمَدلوكِ المَعاقِمِ مُحنِقِ
طَويل عُظامٍ غَيرِ خافٍ نَمى بِهِ / سَليمُ الشَظا في مُكرَباتِ المُطَبَّقِ
بَصيرٌ بَأَطرافِ الحِدابِ مُقَلِّصٍ / نَبيلٍ يُساوى بِالطِرافِ المُرَوَّقِ
إِذا ما استَحَمَّت أَرضُهُ مِن سَمائِهِ / جَرى وَهوَ مَودُعٌ وَواعِدُ مَصدَقِ
وَمَدَّ الشمالَ طَعنُهُ في عِنانِهِ / وَباعَ كَبوع الشادِنِ المَتَطَلِّقِ
مِنَ الكاتِماتِ الرَبوَ تَمزَع مُقَدّماً / سَبوقاً إِلى الغاياتِ غَيرَ مُسَبَّقِ
وَعَتهُ جَوادٌ لا يُباعُ جَبينُها / بِمَنسوبَةٍ أَعراقُهُ غَيرِ مُحمِقِ
وَمَرقَبَةٍ طَيَّرتُ عَنها حَمامَها / نَعامَتُها مِنها بِضاحٍ مَزَلَّقِ
تَبيتُ عِتاق الطَيرِ في رَقَباتِها / كَطَرَّةِ بَيتِ الفارِسي المُعَلَّقِ
رَبَأتُ وَحُرجوجٍ جَهَدتُ رَواحَها / عَلى لاحِبٍ مِثلِ الحَصيرِ المُشَقَّقِ
تَبيتُ إلى عِدٍّ تَقادَمَ عَهدُهُ / بِحَرٍّ تَقى حَرَّ النَهارِ بِغَلفَقِ
كَأَنَّ مَحافيرَ السِباعِ حِياضَهُ / لِتَعريسِها جَنبَ الأَزاءِ المُمَزَّقِ
مُعَرَّسُ رَكبٍ قافِلينَ بِصرَةٍ / صِرادٍ إِذا ما نارُهُم لَم تُحَرَّقِ
فَدَع ذا وَلَكِن هَل تَرى ضَوءَ بارِقٍ / يُضيءُ حَبِيّاً في ذُرىً مُتَأَلّقِ
عَلا الأُكمَ مِنهُ وابِلٌ بَعدَ وابِلٍ / فَقَد أُرهِقَت قَيَعانُهُ كُلُّ مُرهَقِ
يَجُرُّ بِأَكنافِ البِحارِ إِلى المَلا / رَباباً لَهُ مِثلُ النَعامِ المُعَلَّقِ
إِذا قُلتَ تَزهاهُ الرِياحُ دنا لَهُ / رَبابٌ لَهُ مِثلُ النَعامِ المُوَسَّقِ
كَأَنَّ الحُداةَ وَالمُشايِعَ وَسطَهُ / وَعوذاً مَطافيلاً بِأَمعَزَ مُشرِقِ
أَسَالَ شَقاً يَعلو العِضاهَ غُثاؤُهُ / يُصَفِّقُ في قيعانِها كُلَّ مَصفَقِ
فَجادَ شَرَوراً فَالسَتارَ فَأَصبَحَت / يَعارُ لَهُ وَالوادِيانِ بِمَودِقِ
كَأَنَّ الضَبابَ بِالصَحارى عَشِيَّةً / رِجالٌ دَعاها مُستَضيفٌ لِمَوسِقِ
لَهُ حَدَبٌ يَستَخرِجُ الذِئبَ كارِهاً / يُمِرُّ غُثاءً تَحتَ غارٍ مُطَلَّقِ
يَشُقُّ الحِدابَ بِالصَحارى وَيَنتَحي / فِراخَ العُقابِ بِالحِقاءِ المُحَلّق
أيا أَيُّها المُهدي لِيَ الشَتمَ ظالِماً
أيا أَيُّها المُهدي لِيَ الشَتمَ ظالِماً / وَلَستُ بِأَهلٍ حينَ أُذكَرُ لِلشَتمِ
أَبى الشَتمَ أَنّي سَيِّدٌ وَاِبنُ سادَةٍ / مَطاعينَ في الهَيجا مَطاعيمَ لِلجُرمِ
هُم مَنَحوا الضُرّا أَباكَ وَطاعَنوا / وَذاكَ الَّذي يُرمى ذَليلاً وَلا يَرمي
كَمُستَلحَمٍ في ظُلمَةِ اللَيلِ مِحزِماً / رَأى المَوتَ صِرفاً وَالسُيوفَ بِها تُضمي
أَدِبّ عَلى أَنماطِ بَيضاءَ حُرَّةٍ / مُقابَلَةِ الجَدَّينِ ماجِدَةِ العَمِّ
وَأَنتَ لِحُنَفاءِ اليَدَينِ لَو انَّها / تُباعُ لَما جاءَت بِزِندٍ وَلا سَهمِ
وَإِني عَلى ما كانَ أَوَّلُ أَوَّلي / عَلَيهِ كَذاكَ القَرمُ يُنتَجُ لِلقَرمِ
وَأُكرِمُ نَفسي عَن أُمورٍ دَنيئَةٍ / أَصونُ بِها عِرضي وَآسو بِها كَلمي
وَأَصفَحُ عَمَّن لَو أَشاءُ جَزَيتُهُ / فَيَمنَعُني رُشدي وَيُدرِكُني حِلمي
وَأَغفِرُ لِلمَولى وَإِن ذو عَظيمَةٍ / عَلى البَغيِ مِنها لا يَضيقُ بِها جُرمي
فَهذيِ فِعالي ما بَقيتُ وإنَّني / لَموصٍ بِها عَقبي وَقَومي وَذا رَحمي
أَقولُ لَهُ وَالرُمحُ يَأَطِرُ مَتنَهُ
أَقولُ لَهُ وَالرُمحُ يَأَطِرُ مَتنَهُ / تَأَمَّلَ خُفافاً أَنَّني أَنا ذَلِكا
وَقَفتُ لَهُ عَلوى وَقَد خامَ صُحبَتي / لأ بنِيَ مَجداً أَو لأ ثَأرَ هالِكا
لَدُن ذَرَّ قَرنُ الشَمسِ حينَ رَأَيتهُم / سِراعاً عَلى خَيلِ تَؤُمُّ المَسالِكا
فَلَمّا رَأَيتُ القَومَ لا وُدَّ بَينَهُم / شَريحَينِ شَتّى طالِباً وَمُواشِكا
تَيَمَّمتُ كَبشَ القَومِ حَتّى عَرَفتُهُ / وَجانَبتُ شبّانَ الرَجالِ الصَعالِكا
فَإِن تَكُ خَيلي قَد أُصيبَ صَميمُها / فَعَمداً عَلى عَينٍ تَيَمَّمتُ مالِكا
فَجادَت لَهُ يُمنى يَدَيَّ بِطَعنَةٍ / كَسَت مَتنَهُ مِن أَسوَدِ اللَونِ حالِكا
فَخَرَّ صَريعاً وَاِنتَقَذنا جَوادَهُ / وَحالَفَ بَعدَ الأَهلِ صُمّاً دَكادِكا
أَنا الفارِسُ الحامي الحَقيقَةَ وَالَّذي / بِهِ أُدرِكُ الأَبطالَ قدماً كَذَلِكا
فَإِن يَنجُ مِنها هاشِمٌ فَبِطَعنَةٍ / كَسَتهُ نَجيعاً مِن دَمِ الجَوفِ صائِكا
لَو انَّ المَنايا حِدنَ عَن ذي مَهابَةٍ
لَو انَّ المَنايا حِدنَ عَن ذي مَهابَةٍ / أَهَبنَ حُضيراً يَومَ أَغلَقَ واقما
أَطافَ بِهِ حَتّى إِذا اللَيلُ جَنَّهُ / تَبَوأَ مِنهُ مَنزِلاً مُتَناعِما
وَأَودَينَ بِالرِحالِ عُروَةَ قَبلَهُ / وَأَهلَكنَ صَيّادَ الفَوارِسِ هاشِما
وَهَوَّنَ وَجدي أَنَّني لَم أَكُن لَهُ / كَطَيرِ الشِمالِ يَنتف الريشَ حاتما
إِذا أَنا وافاني حِمامي وَمَضجَعي
إِذا أَنا وافاني حِمامي وَمَضجَعي / وَسُوّي عَلَيَّ جَندَلٌ وَكَثيبُ
فَكُلُّ وَفاءٍ عِندَ ذَلِكَ مَيِّت / وَكُلُّ رَجاءٍ عِندَ ذاكَ يَخيبُ
وَكُلُّ سِنانٍ في الأَنامِ وَلَهذَمٍ / وَمَسرودَةٍ وَجداً عَلَيَّ تَذوبُ
فَصيلَ لَهُم قَرمٌ كَأَنَّ بِكفِّهِ
فَصيلَ لَهُم قَرمٌ كَأَنَّ بِكفِّهِ / شِهاباً بَدا في ظُلمَةِ اللَيلِ يَلمَعُ
مَتى تُلقِ فَودَيها عَلى ظَهرِ ناهِضِ
مَتى تُلقِ فَودَيها عَلى ظَهرِ ناهِضِ /
وَلَولا جَنانُ اللَيلِ أَدرَكَ رَكضُنا
وَلَولا جَنانُ اللَيلِ أَدرَكَ رَكضُنا / بِذي الرَمثِ وَالأَرطى عَياضُ بنُ ناشِبِ
قَتَلنا بِعَبدِ اللَهِ خَير لِداتِهِ / ذُؤاب بنِ أَسماء بنِ بَدرٍ بنِ قارِبِ
لَعَمري لَقَد أَعطَيتَ ضَيفَكَ فارِضاً
لَعَمري لَقَد أَعطَيتَ ضَيفَكَ فارِضاً / تُساقُ إِلَيهِ ما تَقومُ عَلى رِجلِ
وَعِندَ سَعيدٍ غَيرَ أَن لَم أَبح بِهِ
وَعِندَ سَعيدٍ غَيرَ أَن لَم أَبح بِهِ / ذَكَرَتكَ إنَّ الأَمرَ يَحدُثُ لِلأَمرِ
كَأَنَّ النَعامَ باضَ فَوقَ رُؤوسِهِم
كَأَنَّ النَعامَ باضَ فَوقَ رُؤوسِهِم / بِنَهيِ القِذافِ أَو بِنَهيٍ مُخَفِّقِ
فسوف ترى إن رَدَّتِ الأوْسُ حِلْفَها
فسوف ترى إن رَدَّتِ الأوْسُ حِلْفَها / وزالتْ وأَحسابُ الرجالِ تَزَيَّلُ
ولاقَيْتَها شَهْباءَ تَخْطرُ بالقَنا / وسَعْيَةُ يُدْعَى وسطها والسَّمَوَّلُ
وأبصرتَها وسطَ البيوتِ كأنها / إذا بَرقَتْ في عارض الصبحِ أعْبَلُ
وغُودِرَ وسط القوم لما اصطففتمُ / ثلاثةُ رَهْطٍ أَعرجانِ وأحْوَلُ
متى كان لِلْقَيْنَيْنِ قَيْنِ طَمِيَّةٍ
متى كان لِلْقَيْنَيْنِ قَيْنِ طَمِيَّةٍ / وقَيْنِ بَلِيٍّ مَعْدِِنٌ بفران