القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحمّد بنُ داوُد الظّاهِري الكل
المجموع : 61
يقول أبعد اليأس تبكي صبابة
يقول أبعد اليأس تبكي صبابة / فقلت وهل قبل الأياس بكاء
أبكي على من لست أرجو ارتجاعه / وأبكي على أن لا يكون رجاء
زعمت بنفسي أنت أنك مغرم
زعمت بنفسي أنت أنك مغرم / بذكري وإني عن وصالك مضرب
أعد نظراً فيما ادعيت ولا تحد / لتعلم من منا الشقي المعذب
أمن يتجنى ثم ينكر ما جنى / على إلفه أم من يقر ويعتب
ولو كنت تجزي بالذي نستحقه / غضبت ولكني من الهجر أهرب
فأغضي على جمر الغضا خشية القلى / ولولا الهوى ما ضاق عني مهرب
فحتام لا أنفك شوقاً إلى الرضا / أصدق من صدقي لديه مكذب
وما لي من ذنبٍ إليك تعده / علي سوى أن ليس لي عنك مذهب
وكنت أرى أن قد تناهي بي الهوى
وكنت أرى أن قد تناهي بي الهوى / إلى غايةٍ ما بعدها لي مذهب
فلما تفرقنا تذكرت ما مضى / فأيقنت أني إنما كنت ألعب
فقد والذي لو شاء لم يخلق النوى / عرضت فما أدري إلى أين أذهب
لعمرك ما قرب الديار بنافعٍ
لعمرك ما قرب الديار بنافعٍ / إذا لم يصل حبل الحبيب حبيب
وليس غريباً من تناءت دياره / ولكن من يجفى فذاك غريب
ومن يغترب والألف راعٍ لعهده / وإن جاوز السدين فهو قريب
أرى كل مرتاب يخاف خياله
أرى كل مرتاب يخاف خياله / كأن عيون العالمين تراقبه
يكاد لفرط الخوف يبدي ضميره / لكل امرئٍ تخشى عليه عواقبه
على بوادٍ من يخاف اغتيابه / تبت لديها في الأنام مناقبه
فإياكما يا صاحبي ومشهداً / تنسيكما ما سر منه عواقبه
وإياكما والذنب ترتكبانه / وإن كان في الأحيان يعذر راكبه
فما كل معذورٍ حقيقاً بعذره / ولا كل معذولٍ تعيب معايبه
رعى اللَه دهراً فات لم أقض حقه
رعى اللَه دهراً فات لم أقض حقه / وقد كنت طباً بالأمور مجربا
ليالي ما كانت رياحك شمالاً / علي ولا كانت بروقك خلبا
ليالي وفيت الهوى فوق حقه / وفاءً وظرفاً صادقاً وتأدبا
فلم أر وداً عاد ذنباً وقد مضت / له حقب يشجي بذكراه من صبا
ولم أر سهماً هتك الدرع وانتهى / إلى القلب قدماً ثم قصر أو نبا
ولا عذر للصمصام أن بلغ الحشا / وكل ولم يثلم له العظم مضربا
ولا لجوادٍ سابق الريح سالماً / وقام فأعيا بل تقطر أو كبا
فأني بعذرٍ في أطراحي وجفوتي / ونقض عهودٍ أكدت زمن الصبا
إذا عوقب الجاني على قدر جرمه / فتعنيفه بعد العقاب من الربا
أبت غلبات الشوق ألا تقربا
أبت غلبات الشوق ألا تقربا / إليك ونأي العذل ألا تجنبا
علي رقيب منك خالٍ بمهجتي / إذا أنا سلهت اطراحك صعبا
فهاءنذا وقف عليه مجرب / إذا ما نبا بي مركب رمت مركبا
وما كان صدي عنك صد ملالةٍ / ولا كان إقبالي عليك تطربا
ولا كان ذاك العذل إلا نصيحةً / ولا ذلك الأغضاء إلا تهيبا
ولا الهجر إلا فرط من ولا الرضى / بلا سبب إلا اشتياقاً معذبا
ومن يمنع العذب الزلال ويمتنع / من الشرب من سؤر الكلاب تغضبا
خليق إذا لم يستطع شرب غيره / وخاف المنايا أن يذل فيشربا
إذا المرء لم يقدر له ما يريده / أراد الذي يقضي له شاء أم أبى
قصرت عليك النفس حتى توهمت
قصرت عليك النفس حتى توهمت / بل استيقنت أن ليس غيرك مطلبا
فرامت بديلاً منك لما جفوتها / فحارت كأن لم يخلق اللَه منجبا
فإن تتفكر في انصرافي خائباً / وغدرك تعلم أينا عاد أخيبا
كسبت ملاماً واكتسبت بصيرة / بأمرك فانظر أينا عاد مكسبا
سأشكر ذنب الدهر فيك ولم أكن / على غير الأيام أشكر مذنبا
قسمك عليك الدهر نصفاً تعتبا
قسمك عليك الدهر نصفاً تعتبا / لفعلك في الماضي ونصفاً ترقبا
إذا استيقنت نفسي بأن لست عاذراً / لي الظن والإشفاق ألا تريبا
فقد والذي لو شاء غلب واحداً / فروح قلباً آمناً متهيبا
شككت فلا أدري لفرط مودتي / يبريك أم ظني يرينيك مذنبا
ولو كان قصدي منك وصلاً أناله / لقد كنت لي أندى جناباً وأخصبا
لو أدنو لأقللت العتاب ولم أزد / على أن تراني في امتداحك مطنبا
ولكن بي ظناً أبى أن يقيمني / لديك بما لا أرتضيه مصوبا
لئن رقد الواشي سروراً بما رأى
لئن رقد الواشي سروراً بما رأى / وهان عليه أن يقر وأنصبا
لقد أسهر العينيين مني صبابةً / وغادر قلبي مستهاماً معذبا
عدمت الهوى أن كنت عاشرت وافياً / سواك وقد طوفت شرقاً ومغربا
فإن لم تدع ما لا أحب تظرفاً / ولا راعياً عهدي فدعه تحوبا
سأكفيك نفسي لا كفاية غادرٍ
سأكفيك نفسي لا كفاية غادرٍ / ولا سامعاً عذلاً ولا متعتبا
ولكن يأساً لم ير الناس مثله / وصبراً على مر المقادير منصبا
وفي دون ما بلغته بل رأيته / بلاغ ولكن لا أرى عنك مذهبا
إلى اللَه أشكو عبرةً قد أظلت
إلى اللَه أشكو عبرةً قد أظلت / ونفساً إذا ما عزها الشوق ذلت
تحن إلى أرض الحجاز ودونها / تنائف لو تسري بها الريح ظلت
وإني بها لو لا أماني تغرها / وقد أرجفت هوج المطايا وكلت
أأمنع من وادي زبالة شربةٍ / وقد نهلت منه الكلاب وعلت
سقى اللَه رمل القاع والقاع فاللوى / فقد عطفت نفسي إليه وحنت
وأسقي لوى جبلي زرود ومربخاً / سحائب لا يلقي الظما ما أظلت
هممت فلم أربع على الفكر لحظةً / وقد كان حظ النفس أن لو تأنت
وأصبحت لهفاناً على ما أضعته / كذاك يكون الرأي ما لم يثبت
أمولاي لم تبعد عليك مطالبي
أمولاي لم تبعد عليك مطالبي / ولم تخش إن فكرت في فواتي
أمولاي لا أين المفر من الهوى / فقل لي لما بادرت بالنقمات
أأنسيت عهدينا بوادٍ معظمٍ / وليس بذي زرعٍ سوى الحسنات
وأنت حرام حرمة الحج والهوى / على العين ألا هفوة اللحظات
أخنتك كان العفو أولى بذي الهوى / أم أبلغت زوراً لم شفيت وشاني
سقى اللَه رمل القاع في النخلات
سقى اللَه رمل القاع في النخلات / فذاك الكثيب الفرد في السمرات
فقبر العبادي الذي دون مربخٍ / فمربخ فالغدران فالهضبات
فجبلي زرودٍ فالطليحة فاللوى / فإن لها عندي يداً وهنات
ولم يبق من لذاتها غير ذكرةٍ / تقطع نفسي عندها حسرات
لقصرٍ على وادي زبالة مشرفٍ / أكفكف في أكنافه عبراتي
أحب إلى نفسي وأشقى لشجوها / وأولى بها من هذه القريات
عسى اللَه لا تيأس سيأذن عاجلاً / بنصرة مظلومٍ وفك عناة
وترضى قلوبٌ قد تواتر سخطها / علي فعادتني بغير ترات
زبالة لا هم أسقها ثم روها
زبالة لا هم أسقها ثم روها / وقلت لها أضعاف ذي الدعوات
ألا هل إلى نجدٍ وماءٍ بقاعها / سبيل وأرواحٍ بها عطرات
وهل لي إلى تلك الطليحة عودة / على مثل تلك الحل قبل وفاتي
فأشرب من ماء السماء فأرتوي / وأرعى من الغزلان في الفلوات
وألصق أحشائي برمل زبالةٍ / وآنس بالظلمان والظبيات
أرقت بنارٍ بالطليحة أوقدت
أرقت بنارٍ بالطليحة أوقدت / تراءت للحظ العين ثم تسرت
علت وخبت ثم انجلت وتطاولت / على هضبات الرمل ثم تخفضت
فلم خب شوقي إذا خبت بل تلهبت / صبابة قلبي بالهوى إذ تلهبت
وما رد عنها الطرف بعد مكانها / ولكن دموع العين لما تهللت
ذكرت بها الدهر اذي ليس عائداً / وما نسيت أيامه بل تنسيت
فما أنصفت أذكت هوىً حين أذكيت / ولم تطف نيران الهوى حين أطفئت
وقد كان يسبي القلب في كل ليلةٍ
وقد كان يسبي القلب في كل ليلةٍ / ثامنون بل تسعون نفساً وارجح
يهيم بهذا ثم يعشق غيره / ويسلاهم من فوره حين يصبح
وكان فؤادي صاحياً قبل حبكم / وكان بحب الخلق يلهو ويمزح
فلما دعا قلبي هواك أجابه / فلست أراه عن ودادك يبرح
رميت بهجرٍ منك إن كنت كاذباً / وإن كنت في الدنيا بغيرك أفرح
وإن كان شيء في البلاد بأسرها / إذا غبت عن عينيَّ عندي يصلح
فإن شئت واصلني وإن شئت لم تصل / فلست أرى قلبي لغيرك يصلح
وكم ليلةٍ قد بت أرقب صبحها
وكم ليلةٍ قد بت أرقب صبحها / وأنجمها في الجو ما تتزحزح
ويماني فوق القلب تبرد حره / ويسراي تحت الخد والعين تسفح
فأصبحت مجهوداً عميداً من الهوى / وقد كان قلبي بالصبابة يطفح
وما علم الواشون عن العدى / بسرٍّ وما مثلي بسرك يصفح
فإن كان هذا القول عذراً قبلته / وإن كان تعذيراً فمثلك يصفح
أهيم بذكر الكرخ مني صبابةً
أهيم بذكر الكرخ مني صبابةً / وما بي إلا حب من حل بالكرخ
تجرعت كأساً من صدود محمدٍ / فقد أوهنت عظمي وجازت على المخ
فلست أبالي بالردى بعد فقده / وله يجزع المذبوح من ألم السلخ
ولما وقفنا للوداع وبيننا
ولما وقفنا للوداع وبيننا / أحاديث يعيي الحاسبين عديدها
تبادر دمعي فانصرفت تهضني / إلى عبرتي بقيا عليك أذودها
فما أشبهت عيناي ألا سحابة / دنا صربها واستعجلتها رعودها
فما زال زجر الرعد يحدو سحابها / فتبدو وأرواح الشمال تحيدها
فما أقلعت حتى بكت فتضاحكت / رياض الربى فأخضر بالعشب عودها
وهل تتلافى ذات عقدٍ جمانها / إذا انسل من تلك النظام فريدها
فقال رفيقي ما للونك حائلاً / وعينيك ما يعدو جفونك جودها
فأغضيت عن رد الجواب تبلداً / وخير قلوب العاشقين بليدها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025