القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حَسَن القَيِّم الحِلّي الكل
المجموع : 9
بأَيِّ حمى قلب الخَليط مولع
بأَيِّ حمى قلب الخَليط مولع / وفي أيّ دارٍ كاد صبرك ينزع
إِذا أَنكرت منك الديار صبابة / فقد عرَفتها أَدمعٌ منك همَّع
وقفنا بها لكنها أَي وقفَةٍ / وجدنا قُلوباً قد جرت وهي أَدمع
ترجع ورقاء الصدى في عراصها / فَتُنسيك من في الأَيك باتَت ترجع
مضَت وَمَضى قَلب المشوق يؤمُّها / فَلا نأيها يَدنو ولا القَلب يرجع
فأَرسلت دَمعي فيهم حيث أَسرعوا / وودعت قَلبي فيهم حيث ودعوا
كأَنَّ حَنيني وانصباب مدامعي / زلازل إِرعادٍ به الغيث يهمع
جزعت ولكن لا لمن بان ركبهم / وَلَولاك يوم الطف ما كنت أَجزع
قَضَت فيك عطشى من بَني الوحي فتية / سقتها العدى كأس الردى وهو مترع
بيوم أَهاجوا بالهياج عجاجة / تقنع وجه الشمس من حيث تطلع
يَفيض نَجيع الطعن والسمر شرَّع / وَيسود ليل النقع والبيض لمَّع
بَخيلٍ سوى فرسانها ليس تَبتَغي / وقوم سوى الهيجاء لا تتوقع
تجرد فوق الجرد في كل غارَةٍ / حداد سيوف بينها الموت مودع
عليها من الأَقران كل ابن نجدَةٍ / يردُّ مريع الموت وهو مروَّع
أَحب اليها في الوَغى ما يضرها / إِذا كانَ مِمّا للمفاخر ينفع
وَما خسرت تلك النفوس بموقفٍ / يحافظ فيها المجد وهي تضيَّع
تدفِّع من تحت السوابق للقنا / نفوساً بغير الطعن لا تتدفع
وَلما أَبَت إِلّا المَعالي بمعرك / به البيض لا تحمي ولا الدرع تمنع
هوت في ثرى الغبرا ولكن سَما لها / على ذروة العلياء عز مرفع
فبين جَريح وهو للبيض أَكلةٌ / وبين طريح وهو للسمر مرتع
ثَوَت حيث لا يَدري بيوم ثوائها / أصيبت اسود أَم بنو الوحي صرعوا
فمنعفر خد وصدرُ مرضضٌ / وَمختضب نحرٌ وجسم مبضع
كأَني بها في كربلا وهي كعبةٌ / سجود عليها البيض والسمر ركَّع
فَيا لوجوه في ثرى الطف غيَّبت / ومن نورها ما في الأَهلة يسطع
وَلما تعرَّت بالعراء جسومها / كَساها ثياباً مجدها ليس تنزع
وظمآنة كادَت تروي غليلها / بأدمعها لو كان يروي وينقع
فذا جفنها قد سال دمعا وَقلبها / بكف الرَزايا بات وهو موزع
تبيت رَزايا الطف تأسر قلبها / وَتطلقه أَجفانها وهو أَدمع
هوت فوق أَجسادٍ رأَت في هوِّيها / حشاشاتها من قبلها وهي وقَّع
فَيا منجد الاسلام إِذ عَزَّ منجدٌ / وَيا مفزع الداعي إِذا عزَّ مفزع
حسامك من ضرب الرقاب مثلَّم / وَرمحك من طعن الصدور مصدَّع
فَما خضت بحر الحتف إِلّا وقد طَغى / بهام الأَعادي موجه المتدفع
إِذا حسرت سود المَنايا لثامها / فَللشمس وجه بالغبار مقنع
وَلَم أَدرِ يوم الطعن في كل فارس / قناتك أَم طير الردى فيك أَطمع
فجمعت شمل الدين وهو مفرَّق / وَفرَّقت شمل الشرك وهو مجمَّع
إِذا لم تفدهم خطبة سيفك اغتدى / خَطيباً على هاماتهم وهو مصقع
له شملة لو يطلب الافق ضوءها / لأَبصرت شمساً لم تغب حين تطلع
وَلَو كانَ سمع للصوارم لاغتدى / مجيباً إِلى داعي الوغى وهو مسرع
بِنَفسي جسماً قد حمى جانب الهدى / عشية لا تحمى سيوف وأَدرع
وقفت وقد حمَّلت ما لو حملنه / الجبال الرواسي أَصبحت تتصدع
ترِّحب صدراً في امورٍ لو أَنَّها / سرَّت بين رحب ضاق وهو موسع
بحيث الرماح السمهريات تَلتَوي / عليك وبيض المشرفيات تلمع
فَلا عَجَبٌ من هاشم حيث لَم تكن / تذب بيوم الطف عنك وتدفع
إِذا ضيَّعت حق الوصي ولم تقم / بنصرته فاليوم حقك أَضيع
تشيّع ذكر الطف وقفتك الَّتي / بقيت لديها عافراً لا تشيّع
لَقَد طحنت أَضلاعك الخيل والقنا / بجنبيك يوم الطف منهن أَضلع
فنحرك منحور وصدرك موطأ / وَرأَسك مشهور وجسمك مودع
إِذا لم تضيِّع عهد دَمعي جفوننا / عليك فعهد الصبر منّا مضيّع
وَإِن جفَّ صوب الدمع باتَت قلوبنا / لهن عيون في مصابك تدمع
وإِن أَدركت بالطف وترك هاشم / فَلا المجد منحط ولا الأَنف اجدع
تروي القنا الخطار وهي عواطش / وَتشبع ذؤبان الفلا وهي جوَّع
تدافع عن خدر الَّتي قد تقنعت / بسوط العدى إِذ لا خمار يقنع
أَموقع يوم الطف أَبقيت حرقة / لها كل آن بين جنبي موضع
سأبكيك دَهري ما حييت وإِن أَمت / فَلي مقلة عبرى وقلب مفجع
بِنَفسي أَوصال المكارم واصلت / سيوف العدى ثم اِنثَنَت تتقطع
مصارعها في كربلا غير أَنَّها / لها كلَّ آنٍ نصب عيني مصرع
فَلَو كانَ ينمى جيد الشعر لانتمى
فَلَو كانَ ينمى جيد الشعر لانتمى / الى شاعر من آل نوح مهذب
وَلَو كانَ ينمى جيد الشعر لانتمى / إِلى مبدع في كل فنِّ ومغرب
إِذا دامَ لا تهوى من الناس صاحباً / فَفي الشمس ما يغنيك عن ضوء كوكب
أُعاتب دهري مذ أَتى بالعجائب
أُعاتب دهري مذ أَتى بالعجائب / وأنى يفيد الدهر قول المعاتب
فَيا بؤس أَيام دهت أَطيب الوَرى / وَذا شأنها بالأَكرمين الأَطايب
ذهبن بمأوى الوافدين اذا بدت / ركائبهم تأَتيه من كل جانب
لَقَد كانَ سوراً آمناً كل خائف / وَبحر سخاء فيضه غير ناضب
وَسَيفاً صَقيلاً لا يفل بمعرك / اذا فلّ عند الروع حدَّ القواضب
سرى نعشه وَالروح قد كان حامِلا / مع الغرّ منه النعش فوق الكواكب
وَلَم تلو مني الصبر كل مصيبة / فها قد لوته اليوم ام المصائب
بِنَفسي من قد أَودع الوجد والأَسى / قلوب الوَرى في شرقها وَالمنارب
وَمَهما كتمت الوجد تبديه اعيني / أَسىً كل عين بالدموع السواكب
وَكادَت تَروي عاطش الأَرض مقلتي / بادمعها لَولا لَهيب ترائبي
فَيا غائباً قد أَودع القلب لوعة / وَجرعني كأس النوى والنوائب
ومن بعده ربع التقى راح مقفرا / غداة خَلَت منه عراص المحارب
أَلا من يعزي الغر من آل هاشم / برزء جليل من أَجل المصائب
دَهى صرفه قلب الهدى فاباده / ومن بعد ذا أَوهى احتكام الشناخب
غداة نعى الاسلام يندب جعفراً / فطبق كل الأَرض صوت النوادب
أَبا صالح صبراً لوقع رزية / وان أَصبحت في الدين ام المصائب
تخطى الردى في فيلق منه جرّار
تخطى الردى في فيلق منه جرّار / اليه فأَخلى أَجمة الأَسد الضاري
وفل شبا عضب يصمّم في العدا / بأَقطع من ماضي الغرارين بتار
أَبا أَحمد جاورت في ذلك الحمى / أَخا المُصطَفى غوث الندا حامي الجار
فحسبك نيل الامن في كل رائع / وَفوز نجاة في ولاه من النار
لَقَد حملوا بالامس نعشك والتقى / فَيالَك نعشاً وَالتقى معه ساري
ووسدّت فيها حفرة جاء نشرها / بمسكية من نافح الطيب معطار
أَبا حسن صبراً وإِن مض داؤُها / رَزايا سقاكم صرفها رنق اكدار
فَكَم حازم في الخطب يبدي تجلداً / وَزند الجوى عن نار مهجته واري
تسىء اللَيالي للكرام كأَنَّما / تطالبهم في النائبات بأَوتار
بقيت برغم الحاسدين بنعمةٍ / يوفرها عمر الزَمان لك الباري
فَكَم أَفوه أَخرسن منك لسانه / شقاشق فحل بالفصاحة هدار
دعوه وَغايات الفخار فانه / جرى سابقاً لم يكب قط بمضمار
يكل لسان المدح عنها مكارم / لك اِنتشرت ما بين نجد واغوار
تطيب بك الافواه ذكراً كأَنَّما / بكل فم أَودعت جونة عطار
فَلا زالَ نوء اللطف يسقي ضريحه / بمنسكب من هاطل العفو مدرار
ذروني وتسكاب الدموع السواجم
ذروني وتسكاب الدموع السواجم / لفقد عظيم القدر من آل هاشم
سرى الموت في سبط اليدين سماحة / يسيل ندى كفيه سيل الغمائم
سرى بعميد الطالبين كلها / حليف المَعالي والندى وَالمكارم
سرى نعشه والمكرمات وراءه / تنوح عليه مثل نوح الحمائم
ترف وراء النعش افئدة الورى / رَفيف قطاً دون الموارد حائم
فَيا لَك من رزء وهى المجد والعلى / فأَنسى وقوع القارعات العظائم
به وسدّوا تحت الثرى حلم احنف / وَمنطق قس بل وحبوة هاشم
اخو المكرمات ليس يصغى لعاذل / عليها ولم يقرع لها سن نادم
له العزة القعساء في الدهر ارجفت / من الرعب احشاء الليوث الضراغم
همام باعباء النقابة ناهض / يدبرها منه بأَراء حازم
بني بعده المجد المؤثل صنوه / وما أَحد ما كان يبني بهادم
فَذاكَ ابو عيسى الَّذي بنواله / يعدّ اكتساب الحمد احدى الغنائم
أَخو كرم راحَت انامل كفه / تغبر يوم الجود في وجه حاتم
له الطلعة الغراء من افق الندى / كَطلعة بدر لاح بين الغمائم
وَذو مقول قد أَخرس الخصم حده / فَقام مقام الماضيات الصوارم
باشجع من ليث العرينة فاتك / واقطع من ماضي الغرارين صارم
لقيت بزين الدين أَجمل سلوة / همام يحيى الخطب عن ثغر باسم
اذا أَعيت الآراء في حل مشكل / تجده سديد الرأي واري العزائم
وَما ماتَ سلمان وداود شبله / وَهَل ينتَمي شبل لغير الضراغم
عزاء بني العلياء عن فقد ماجد / بكته المَعالي بالدموع السواجم
بني المجد لا زلتم بأَرفع منزل / رَفيع العلا والسمك سامي الدعائم
هَل اِبتسمت عن لؤلؤ لم يثقب
هَل اِبتسمت عن لؤلؤ لم يثقب / عشية جالَت بالوشاح المذهب
اذا أَرسلت من جانب الصدغ وفرة / فقل الفت ما بين أَفعى وعقرب
وَمذ فاقَت التشبيه قلت فما أَتَت / بجيد غزال لا ولا عين ربرب
أَتَت من محياها بشمس منيرة / ومن شعرها المسود جاءَت بغيهب
تحارب عَن قدّ وعن لمح ناظر / برمح ردّيني وسيف مجرّب
وَمذ ودعتني أَرسلت من جفونها
وَمذ ودعتني أَرسلت من جفونها / دموعاً كمثل اللؤلؤ المتساقط
على طبق من ورد جيرون نقطت / أَواسطه بالمسك من غير ناقط
وَقَد أَرسلت فرعاً على المتن فاحماً / تعطر رياه أَكف المواشط
أعن بانة الوادي ترنح هيفها
أعن بانة الوادي ترنح هيفها / معاطف منها ليس يصحو نزيفها
وترّتج عن كثبان رملة عالج / من السرب اكفال ثقيل خفيفها
فتبصر في اعطافهن غصونها / وتوجد في أَردافهن حقوفها
نظرنا فضرجنا الدمى ولطالما / أَدرن عيونا ضرجتنا سيوفها
ضعائف يصرعن القوي وانه / لاقطع حداً بالسيوف رهيفها
يريني هلال الافق شكل سوارها / فصيما وتبدي لي الثريا شنوفها
مهاً يَستَعير الريم لفتة جيدها
مهاً يَستَعير الريم لفتة جيدها / سقت من دم العشاق ورد خدودها
بغرتها ساري الكواكب يهتَدي / وَيخبط في المسرى بليل جعودها
فَهَل وقفة من جانب الحي أَنَّها / بمنعطف الجزعين ملعب غيدها
يضم كعاباً ليس ارماح قومها / باوجع طعناً من رماح قدودها
يَزرون سجفاً لو تطيق بنو الهوى / لزرت حواشيه بحبل وريدها
عذاب الثنايا من جمان ثغورها / تنظم في الاعناق سمط عقودها
فَفي جيدها ما راق نظما بثغرها / وفي ثغرها ما راق نظما بجيدها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025