المجموع : 26
أُضاحك ضيفي قبل إِنزال رحله
أُضاحك ضيفي قبل إِنزال رحله / ويخصبُ عندي والمحلُّ جديبُ
وَما الخصب للأَضياف أَن يكثر القِرى / ولكنما وجه الكَريم خَصيبُ
سميتُ مسكيناً وَكانَت لجاجةَ
سميتُ مسكيناً وَكانَت لجاجةَ / واني لمسكين الى اللَه راغبُ
وإِنّي امرؤ لا أَسأَل الناس مالهم / بشعري ولا تعمى عليَّ المكاسبُ
أَتَتني هنات من رجال كأَنَّها
أَتَتني هنات من رجال كأَنَّها / خنافس ليل ليس فيها عقاربُ
أَحلوا على عرضي فأَحرمتُ عنهم / وفي اللَه جار لا يَنام وطالبُ
ثلاثةُ املاك ربوا في حجورنا
ثلاثةُ املاك ربوا في حجورنا / فهل قائلٌ حقاً كمن هو كاذبُ
رب أُمور قد بريتُ لحاءها
رب أُمور قد بريتُ لحاءها / وقومتُ من أَصلابها ثم زعتها
أُقيمُ بدار الحرب ما لَم اهَن بها / فان خفتُ من دار هواناً تركتها
وأَصلحُ جلَّ المال حتىّ تخالني / شَحيحاً وان حق عراني أَهنتها
ولست بولّاج البيوت لفاقةٍ / ولكن اذا اِستغنيتُ عنها ولجتها
أَبيتُ عن الادلاج في الحي نائماً / وأَرض بادلاج وهمّ قطعتها
أَلا أَيُّها الجاري سنيحاً وبارحاً / يُعرّض نفساً لو أَشاء قتلتها
تعارض فخر الفاخرين بعصبة / وَلَو وُضعت لي في إِناء أَكلتها
وان لنا ربعيَّة المجد كلها / موارث آباءٍ كرام ورثتها
اذا قصرَّت أَيدي الرجال عن العى / مددت يدي باعاً عليهم فنلتها
وداعٍ دَعاني للعلى فأَجبته / ودعوة داع في الصديق خذلتها
ومكرمةٍ كانَت رعاية والدي / فعلمنيها والدي ففعلتها
وعَوراء من قبل امرىء ذي قَرابَةٍ / تصاممت عنها بعد ما قد سمعتها
رجاةً غد أَن يعطف الرَحم بيننا / ومظلمةٍ منه بجنبي عركتها
إِذا ما أُمورُ الناس رثَّت وضيعت / وجدت أُموري كلها قد رميتها
وإِنّي سألقى اللَه لَم ارم حرّة / وَلَم تتمنَّ يومَ سرِّ فخنتها
ولا قاذِفٌ نَفسي وَنَفسي بريئة / وَكَيفَ اعتذاري بعد ما قد قذفتها
أَخاكَ أَخاكَ إِنَّ من لا أَخاً لَه
أَخاكَ أَخاكَ إِنَّ من لا أَخاً لَه / كساعٍ الى الهيجا بغير سلاحِ
وإِن ابن عم المرء فاعلم جناحُه / وَهَل ينهضُ البازي بغير جناح
وَما طالبُ الحاجات إِلّا معذياً / وَما نال شيئاً طالب لنجاح
لحا اللَه من باع الصديق بغيره / وما كل بيع بعته برباح
كمفسد أَدناه ومصلح غيره / وَلَم يأَتمر في ذاك غير صلاح
ولا ذنب للعود القماري انه
ولا ذنب للعود القماري انه / يحرق إِن نمت عليه روائحه
إِذا خرَّقت قصباءة الريش خِلتها
إِذا خرَّقت قصباءة الريش خِلتها / نِصالا ولكنَّ النصال حَديدُ
وَقَد مات شماخ ومات مزردٌ
وَقَد مات شماخ ومات مزردٌ / وأَي كَريم لا أَباك يُخلدُ
إِن أَدعَ مسكيناً فاني ابن معشر
إِن أَدعَ مسكيناً فاني ابن معشر / من الناس أَحمي عنهم وأَذودُ
إِليكَ أَمير المؤمنين رحلتها / تثير القطا ليلا وهن هجودُ
لَدى كل قرموص كأَنَّ فراخه / كُلى غير أَن كانَت لهن جلودُ
وَهاجرة ظلت كأَنَّ ظباءَها / إِذا ما اتقتها بالقرون سجودُ
تَلوذ لشؤبوب من الشمس فوقها / كَما لاذ من حر السنان طَريدُ
أَلا لَيتَ شعري ما يَقول ابنُ عامر / وَمروان أَم ماذا يَقول سَعيدُ
بَني خلفاء اللَه مهلا فانما / يبوءها الرحمن حيث يريدُ
إِذا المنبر الغَربي خلاه ربه / فان امير المؤمنين يزيدُ
على الطائر الميمون والجد صاعد / لكل أُناس طائر وجدودُ
فَلا زلت اعلى الناس كعباً ولا تزل / وفود تساميها إِليك وفودُ
ولا زالَ بيت الملك فوقك عالياً / تشيد أَطناب له وعمودُ
قدور ابن حربٍ كالجوابي وتحتها / أَثافٍ كأَمثال الرئال ركودُ
إِذا كنت في حَمان في عُقر دارهم
إِذا كنت في حَمان في عُقر دارهم / فلست أُبالي من أَبرَّ ومن فجر
اذا بات جار القوم عند مضيعة / فجار بني حمان بات مع القمر
تبيت رماح الخط حول بيوتهم / كأَنَّ الوعول ثم بتن مع البقر
اذا فزعوا جاءوا بها غير عزل / فَلا أَجل واقٍ وكل دم هدر
وان قُتلوا طابوا وطابَت قبورهم / وان ظفروا فالجد عادته الظفر
إِذا صحبتني من أُناسٍ ثعالب
إِذا صحبتني من أُناسٍ ثعالب / لترفع ما قالوا منحتهم حقرا
فَكانوا كعنز السوء تثغو لحينها / وتحفر بالأَظلاف عن حتفها حفرا
وَهاجرةٍ ظلت كأن رؤوسها
وَهاجرةٍ ظلت كأن رؤوسها / علاها صداع أَو نوال تضورها
فَقُمتُ ولم تأَخذ إِليَّ رماحها
فَقُمتُ ولم تأَخذ إِليَّ رماحها / عِشاري ولم أَرجب عراقبها عقرا
أَخذتَ صديقاً طارفاً وأَضعتني
أَخذتَ صديقاً طارفاً وأَضعتني / تَليداً وهَل يَزكو الطَريف ويثمرُ
فمن ذا الَّذي بعدي يرّجيك نافعاً / وَلَم يُبد يأَساً منك في حيث تصدرُ
ولست إذا ما سرَّني الدَّهر ضاحكا
ولست إذا ما سرَّني الدَّهر ضاحكا / ولا خاشعاً ما عشت من حادث الدّهر
ولا جاعلا عِرضي لمالي وقاية / ولكن أَقي عرضي فيحرزه وفري
أَعِف لدى عسرى وأَبدي تجملا / وَلا خير فيمن لا يعفُّ لدى العسرِ
وإني لأَستحيي إِذا كنت معسراً / صَديقي وإِخواني بأن يعلموا فقري
وأَقطع إِخواني وما حال عهدهم / حياء وإِعراضاً وما بي من كِبَرِ
فان يك عاراً ما أَتيت فربما / أَتى المرء يوم السوء من حيث لا يدري
ومن يفتقر يعلم مكان صديقه / ومن يحيى لا يعدم بلاء من الدَهرِ
فان يك لجاني الزَمان إِليكم / حبيس الموالي في الصنيعة وَالذخرِ
وَنار دعوت المعتفين بضوئها
وَنار دعوت المعتفين بضوئها / فَباتو عليها أَو هديت بها سفرا
تضرّم في ليل التمام وقد بدت / هوادي نجوم اللَيل تحسبها جمرا
وَضيف يخوض الليل خوضاً كأَنَّما / يَخوض به حتى تأوبني بحرا
وَكَم من كَريم بوأته رماحه / فتاة اناس لا يَسوق لها مهرا
وَما أَنكحونا طائعين بناتهم / ولكن نكحناها بأَرماحنا قِسرا
وكائن ترى فينا من ابن سبيئة / إِذا لقي الابطالَ يطعنهم شزرا
فَما ردها فينا السباء وضيعة / ولا عريت فينا ولا طبخت قدرا
ولكن جعلناها كخير نسائنا / فَجاءَت بهم بيضاً غطارفة زهرا
وَمنعقد ثني اللسان بعثته / يخال النعاس في مفاصله جمرا
بأرض كساها اللَيل ثوباً كأَنَّما / كَساها مسوحاً أَو طيالة خضرا
إِذا لَم تجد بداً من الأَمر فائته / رَحيب الذراع لا تضيقن به صدرا
ولا تأمن الخلان إِلّا أَقلهم / عليك إِذا كانت صداقتهم مكرا
واني امرؤ لا آلف البيت قاعداً / الى جنب عرسي لا أُفارقها شبرا
ولا مقسم لا تبرح الدهر بيتها / لأَجعله قبل المَمات لها قبرا
إِذا هي لم تحصن أَمام فنائها / فَلَيسَ ينجيها بنائي لها قصرا
ولا حامل ظني ولا قال قائل / على غيرة حتىّ أَحيط به خُبرا
وَهبني امرءاً راعيت ما دمت شاهداً / فَكَيفَ اذا ما غبت من بيتها شهرا
وعوراء من قبل امرئ قدرددتها / بسالمة العينين طالبة عذرا
ولو انني اذ قالها قلت مثلها / أَو اكبر منها أَورثت بيننا غمرا
فأَعرضت عنه واِنتظرت به غداً / لعل غداً يبدي لناظره أَمرا
لأَنزع ضباً جاثماً في فؤاده / وأَقلم اظفاراً أَطال بِها حفرا
ولست باحيا من رجال رأَيتهم
ولست باحيا من رجال رأَيتهم / لكل امرىء يوماً حمام ومصرع
دعا ضابئاً داعي المنايا فجاءة / وَلَمّا دعوا باسم ابن دارة اسمعوا
وَحصن بصحراء الثويّة بيته / أَلا إِنَّما الدنيا متاع يمتعُ
وأَوس بن مغراء القريمي قد ثوى / له فوق أَبيات الرياحي مضجعُ
وَنابغة الجعدي بالرمل بيته / عليه صفيح من رخام مرصعُ
وَما رجعت من حميري عصابة / إلى ابن وثيلٍ نفسه حين تنزعُ
أَرى ابن جميل بالجَزيرة بيته / وقد ترك الدنيا وما كانَ يجمعُ
بنجران اوصال النجاشي اصبحت / تَلوذُ به طيرٌ عكوف ووقّع
وَقَد ماتَ شماخ ومات مزرَّد / واي عزيز لا ابالك يمنعُ
اولئك قوم قد مضوا لسيلهم / كَما ماتَ لقمان بن عاد وُتبعُ
أرى كل ريح سوف تسكن مرة
أرى كل ريح سوف تسكن مرة / وكل سماء لا محالة تقلعُ
واني والاضياف في بردة معاً / اذا ماتَ نصف الشمس والنصف ينزع
طَعامي طعام الضيف والرحل رحله / ولم يلهني عنه غزال مقنعُ
أَحدثه إِن الحَديثَ من القرى / وَتعرف نفسي انه سوف يهجَعُ
إِذا ما خليلي خانَني وائتمنته
إِذا ما خليلي خانَني وائتمنته / فَذاكَ وداعيه وذاكَ وداعها
رددت عليه وده وتركتها / مطلقة لا يُستَطاع رجاعها
وإِني امرؤ مني الحياء الَّذي تَرى / أَعيش بأَخلاق قَليل خداعها
أَواخي رجالا لست أَطلع بعضهم / على سرّ بعض غير أَني جماعها
يظلون شتى في البلاد وسرهم / الى صخرة أَعيا الرجال انصداعها
لكل امرىء شعب من القلب فارغٌ / وموضع نجوى لا يرام اطلاعها