المجموع : 35
وعفراء ود الظبي يحكي التفاتها
وعفراء ود الظبي يحكي التفاتها / وأنى يحاكي الظبي لفتة جيدها
لعينيك تبدو الشمس من ضوء خدها / كما أنها يبدو الدجى من جعودها
ألمت بنا والليل مرضى نجومه / كأجفان عينيها وقلب حسودها
فطارحتها عتباً رقيقاً كأدمعي / غداة افترقنا أو جمان عقودها
وذكرتها ما كان منها فأطرقت / على خجل من هجرها وصدودها
وقامت كمثل الغصن رنحه الصبا / تطوف بمثل النار عند وقودها
فبتنا ولم نشرب معتقة الطلى / نشاوي حميا ثغرها وخدودها
ونحن بحيث السحب ينهمل دمعها / على روضة يفتر ثغر ورودها
إذا اضطرم البرق اللموع بذي الغضا / ذكرت بذاك الشعب ماضي عهودها
وبلت جفوني مطرفي بأدمع / تصان على غير الهوى بجمودها
ولكن أعادتها علينا لييلةٌ / بدا مشرقاً في الأفق نجم سعودها
تزف بها من عصبة مضرية / مهاة كأن الظبي يعطو بجيدها
تهادى كعود البان مالت به الصبا / وهيهات لين البان من لين عودها
لأكرم مولى ينتمي لأكارم / غطارفة شم المعاطس صيدها
فتى فاق أهل الفضل في حلبة العلى / ففاق الورى من شيخها ووليدها
فهن به من عصبة المجد غلمة / على الشهب قد أربت برغم حسودها
لقد شيدت للمجد أبيات سؤدد / يطاول سامي المجد سامي عمودها
بهم تدفع الجلى إذا نزلت بمن / على الأرض من أحرارها وعبيدها
بهم شرعت للناس سنة أحمد / كما اتضحت سبل الهدى بجدودها
وهم قلدوا الدين الحنيف جواهراً / يفوق نظام الدر نظم عقودها
لقد ورثوا عن خير جد ووالد / مناقب لا أستطيع حصر عديدها
لئن فخروا يوماً ترى المجد والعلى / لهم والأيادي البيض بعض شهودها
إذا جئتهم تلقى على باب دارهم / ملوك الورى والدهر بعض وفودها
فللناس عن وكف السحاب لهم عنى / متى شح عاش الناس من فيض جودها
فلا برحوا نهب الثناء لمادح / وأبحر جود ساغ عذب ورودها
إذا بابن موسى جاء من نحو أرضكم
إذا بابن موسى جاء من نحو أرضكم / بما لو أتى عيسى به لتجملا
رسالة شوقٍ مذ فضضت ختامها / وجدت بها للدر عقداً مفصلا
فقبلت منها أحرفاً وحسبتني / أقبل من كفيك في الطرس أنملا
وشاهدت معناكم بها ولربما / بدا المرء في آياته متمثلا
فقلت أراني لست أهلاً لمثلها / فقال جواد قد حنا وتفضلا
وإني لم أبعث إليه رسالة / سوى الريح إن هبت جنوباً وشمالا
عليك سلام اللَه ما غردت ورق
عليك سلام اللَه ما غردت ورق / وما انهل وسمي وما أومض البرق
وما نظرت في الروض مقلة نرجس / جرى من ضروع المزن مدمعها الودق
وما حن مشتاق إلى من يشوقه / وما دام للقلب العلوق بكم خفق
وما غربت شمس النهار وأشرقت / وما دام من أوطانها الغرب والشرق
أحبك حباً لست أدري خواطر / من الخبل تعروني لذكرك أم عشق
فاخرس عن نطقي وتجري محاجري / بسري وكاد القلب إذ ذاك ينشق
فرب لسان كالعيون له بكا / ورب عيون كاللسان لها نطق
سلامٌ يفوق الزهر ما افتر زهره
سلامٌ يفوق الزهر ما افتر زهره / ويزري بنشر المسك ما ضاع نشره
وما هو ذاك اللؤلؤ الرطب خلته / أنيط بأعناق الصحائف نثره
ولكن ثم القلب خضخضة الهوى / إلى أن طفا فوق الألوكة دره
إليك أبا الهادي تحية شيق
إليك أبا الهادي تحية شيق / تضمخ فيها شمأل وشمول
فآية تليمي إذا ضاع عنبر / شذاه وما هبت صبا وقبول
فكل أريج ضاع فهو تحية / وكل نسيم هب فهو رسول
تنحت فأقصت من رباعي رباعها
تنحت فأقصت من رباعي رباعها / وصدت فقل فقد الشبيبة راعها
مهاة لها بالقلب مرعى وملعب / وإن نزلت من أرض نجد تلاعها
لها الأمر ما بين الملا فلو أنها / دعت للتصابي ناسكاً لأطاعها
أجن صبابات بها لو أقلها / برضوى لدب النمل يبغي اقتلاعها
ولو أن ثهلاناً تصدى لحملها / وساعدنه هضب الفلا ما استطاعها
فما بالها تجفو وفي القلب ما به / وتسدل واوجداه عني قناعها
لحى اللَه واشيها الزنيم فإنه / تتبع أسرار لنا فأذاعها
هي الشمس مرآها بعيد وإن تكن / تخيلت الأيدي تنول شعاعها
خليلي من قحطان ما حيلتي بها / وهذي النوى مدت إلى الحي باعها
فما ديمة هطلاء العرى / تروي بتسكاب الدموع بقاعها
بأغزر من عيني دمعاً وقد سرت / ركائبهم تطوي الفلا ورباعها
سلام على الدنيا فإني فقدتها / لفقدانها إذ حيث كانت متاعها
فلا تنكرا إعجالي العيس بالسرى / أناحي بها ضيق الفلا واتساعها
إذا انتجعت ليلى بلاداً رأيتني / وإن شحطوا أهلي أزور انتجاعها
أمر تجعاتٌ بالحمى غدواته / فإن ديون الحب أهوى ارتجاعها
خليلي مالي لا أري اليوم جيرتي / إذا ما بدت في الأرض كانت طلاعها
إذا ما تغنى سائق الركب حادثاً
إذا ما تغنى سائق الركب حادثاً / على سفح تيماء القلاص النواجيا
وقفت على الأطلا والعين ثرة / تسح دموعها قد حكين الغواديا
أيا منزل الأحباب قد كنت فيهم / ملاعب غزلان النقا وملاهيا
وما خلت أن الربع من بعد أهله / يعاني بهم ما كنت منهم معاينا
إذا لم يكن يغني البكاء لمنزل / فيا ليت شعري ما بكائي المغانيا
أيا ربع أين السرب من عهد مالك / سئلت ولكن ما أجبت سؤاليا
عهدناهم كالروض رق لرائد / يرق على جنب الغدير حواشيا
تراموا بعاداً منجداً خدورهم / تجوب بهم خوص المطي فيافيا
يؤمون أجراع العقيق من الحمى / يحلون أوعاساً له أو مطاليا
إذا أطنب العذال في الربع عذلهم / وقالوا مقالاً يكلم القلب واهيا
أقول الذي قد قال قيس بن عامر / فما زادني الراشون إلا تماديا
وفي الكلة الحمراء جؤذر رملةٍ / أطال عنائي في الهوى وبكائيا
إذا ما روى عن آية السحر طرفه / بسل حساماً في حاش القلب ماضيا
تريع فؤاد الصب من كل عاشق / إذا أسبلت وحف العقاص أفاعيا
وما روضة بالحزن طيبة الثرى / يهب عليها ناسم الريح وانيا
بأحسن منها نفحةً وشمائلاً / إذا ما بدت تدني من الغنج قاصيا
إذا ابتسمت عن أشنب الثغر في الدجى / أرتك بروقاً ومضها متعاليا
أسكان أكناف العواصم بعدكم / محاسن وجه الدهر أضحت مساويا
رحلتم عن الدهنا فظلت مداهناً / بحسن صنيعي عذلاً ولواحيا
لقط طلت يا ليل الصدود على الذي / يبيت يناجي فيك شهباً سواريا
أروح ولا عيني تصافح غمضها / ولا منهم طيف الخيال سرى ليا
لقد طال عهد البين بيني وبينهم / وأشجان قلبي باقيات كما هيا
خليلي ليس الحب إلا علاقة
خليلي ليس الحب إلا علاقة / تعلق في أحناء صدري داؤها
وحسب الفتى داء إذا برحت به / علاقة وجد ليس يلقى دواؤها
إذا هتفت تحت الظلام حمائم / يذكرني قمري نجد غناؤها
فألوي عنان الشوق تلقاء أربع / بأكنافها ما أن تراع ظباؤها
فبي أفتدي تلك الظباء وكل ذي / حشا عضها الشوق الممض فداؤها
رمت الخصر في ضناها فكانت / علة العين للموحش تسري
كشف الفجر عن جبينك لكن / عن ليال من الغدائر عشر
ومائسة الأعطاف مهضومة الحشا
ومائسة الأعطاف مهضومة الحشا / إذا ما انثنت تحكي الغصون قوامها
قصرت عليها لاعج الحب فانثنت / تطيل علي العاذلات ملامها
وللود عندي حرمة لا أطيعها / حفظت إذا لم يرع غيري دمامها
أميمة قد أورى الحشا لاعج النوى / فهل زورة تطفي أميمة أوارها
ليهنك تهويم الجفون وإنني / أبيت ولم تألف جفوني منامها
لقد بلغ الواشون فينا مرامهم / وما بلغت نفسي بسلمى مرامها
رعى اللَه أعلام المحصب من منى / وحيي الحيا أكنافها وأكامها
فياليتها دامت وهل كان نافعي / مناي لهاتيك الليالي دوامها
أقول لسعد والحمائم هتف
أقول لسعد والحمائم هتف / وأيدي المطايا بالأحبة تعنف
عداك الحجى إن كنت ذا الهوى / مدامعه من ذئب القلب تنظف
أحن إذا حنت لذي الأثل ناقتي / وأصبو إذا ما الورق في الأيك تهتف
وليس إلى حزوى حننت ورامة / ولا لمحاني المنحني الجفن مطرف
أجل لي في وادي الغريين أغيد / هضيم الحشا ساجي اللواحظ أهيف
غزال ولكن يخجل البدر طلعة / وغصن ولكن ليس يحنو ويعطف
فكم ليلة بالسفح من أيمن الحمى / أدار علينا الراح والليل مسدف
فبت وحولي غلمة لم تكن إلى / سوى الجود تصبو أو سوى السيف تألف
إذا غضبت يوم الكريهة خلتها / أسوداً لها ظلت حشا الأرض ترجف
إذا جردت يوم القراع بوارقها / ترى بسناها أنفس الشوس تخطف
وإن رجت السمر الوشيج ترى لها / خياشيم من قاني دم القوم ترعف
تصول على الجيش اللهام بعزمة / تدك الجبال الراسيات وتنسف
سكارى حميا عتقتها يد الهوى / من الثغر تحسى لا من الكأس ترشف
رعى اللَه ذياك القوام فإنه / يكاد إذا هبت صبا يتقصف
ولله قلبي يوم قوض ركبهم / خفافاً وحادي العيس يحدو ويهتف
فآونة يمشي الهوينا وتارة / يخب على آثارهم يتعسف
بأهلي وبي فرد المحاسن أغيدا
بأهلي وبي فرد المحاسن أغيدا / بقلبي من خديه جذوة مقباس
بعينيه معنى السكر من نشوة الطلى / وفي فيه ذوق الخمر من مزة الكاس
هو البدر في أوصافه ومناله / سوى أنه دان إلى أعين الناس
نعم قبلت منه النواظر وجنة / قد احمر منها الورد في خضرة الآس
وماذا يضر البدر لو نظر الورى / إليه ولم تلمسه أنمل لماس
قد انعطفت منه على غير ريبة / معاطف غصن لين العطف مياس
فبتنا كما شاء العفاف بملعب / من اللهو فيه رق لي قلبه القاسي
وناولني في كفه عنبية / إذا احتسيت طابت بها نكهة الحاسي
أثار بها التصفيق منها فواقعا / كرضراض در أو مباسم عباس
تغنت فهاجت لوعة الوجد والجوى
تغنت فهاجت لوعة الوجد والجوى / حمام بذات الأثل في الأيك تهتف
فأين استقلوا يوم زمت ركابهم / وخفوا سراعاً للمسير وأعنفوا
فإن تكن الجرعا محط رحالهم / فيا لا عدا الجرعا من السحب أوطف
وإن نزلوا وادي المعرف من منى / فيا حبذا وادي منى والمعرف
نأوا فتعرفت المنازل بعدهم / وما كنت لولاهم لها أتعرف
أسفت على تلك الليالي التي مضت / بسفح اللوا لو كان يجدي التأسف
وكم لي على تلك المعاهد لهفة / وهيهات يجدي المستهام التلهف
فؤادي لوصل الغانيات مشوق
فؤادي لوصل الغانيات مشوق / وما لي إلى ما اشتهيه طريق
بنفسي من البيض الحسان خريدةً / فؤادي بها دون الحسان علوق
إلى مثلها يرنو الحليم صبابة / إذاما انثنت كالغصن وهو رشيق
لقد راق عيشي بالعقيق وسفحه / فهل بعده عيش لدي يروق
رعى اللَه أياما سلفن بربعه / صبوح بها قد طاب لي وغبوق
إذا ما جرى ذكر العقيق ومن به / جرى مدمعي في الخد وهو عقيق
وإن خفقت نكباء من أيمن الحمى / بدا لفؤاد المستهام خفوق
وإن جن ليلي بت صبا مؤرقا / ولي من سقامي زفرة وشهيق
أميمة مني بالوصال فإنني / على مضض الهجران لست أطيق
فديتك إن عز الوصال فإنني / قنوع ولو أن الخيال طروق
ليهنك إن القلب عندك موثق / على أن مدمعي في هواك طليق
لعمرك أني صادق الود والهوى / وما كل من يبدي الوداد صدوق
ويارب لاح في الغرام سفاهة / وقلبي لنا الشوق فيه حريق
له الويل هل يصغي إلى لوم لائم / فتى من خمار الحب ليس يفيق
بخديك معنى للجمال بديع
بخديك معنى للجمال بديع / ومرعى لعين المستهام مربع
فكل مكان فيه شخصك جنة / وكل زمان أنت فيه ربيع
بثثتك شكوى لو سمعت وإنني / إليك وإن لم تشك لي لسميع
تبدد شمل الصبر عنك وقد غدا / لبعدك شمل الشوق وهو جميع
بجفنيك سيف صلت فيه صبابة / على أنه ماضي الشباة قطيع
ويا رشأ بالخيف أصبح ربعه / لك اليوم في وسطالفؤاد ربوع
مشى بالسرى خطو البطي وقد مشى / بقلبي أوار الحب وهو سريع
بلادك نجد والمحب عراقي
بلادك نجد والمحب عراقي / فغير التمني لا يكون تلاقي
ولو أن طيفاً زار طرفي ساهداً / لكنت رجوت القرب بعد فراق
بلى قد أرى تلك المغاني تعلةً / فأحسب أني زائر وملاقي
أرى الدهر يأبى في تألف شملنا / كأني أعاديه فرام شقافي
هي الشمس في أفق السماء مقرها / فكيف براقٍ نحوها ببراق
ألا هل أراني واجداً ريح وصلهم / وإن عدموني صحبتي ورفاقي
يقولون من نار تكون خده
يقولون من نار تكون خده / عجبت وماء الحسن في الخد سلسال
أجل هو من نار وماء تجمعا / وقد قيل من ماء فيا بعد ما قالوا
فلو كان من نار لما أخضر روضه / وبات بأيدي الشوق تجليه أمال
وما هو من ماء وإن سال رقة / ولو كان ماء لما احترق الخال
بلى أنا متبول الهوى ودنيف
بلى أنا متبول الهوى ودنيف / وداء الهوى لي تالد وطريف
فإن تصلوا فالوصل غاية منيتي / وإلا فسير اليعملات وجيف
فمثلي من يرجو الغرام مطية / ويحدو ولو أن الحداء عنيف
فخل زمام العيس تمرح بالسرى / فقد شاق قلبي صاحب وحليف
فما جيرة بالغور حلوا وإنما / لهم بفؤادي مربع ومصيف
نعم قبل أن يسقى سقانا فأسكرا
نعم قبل أن يسقى سقانا فأسكرا / رشاً قد أضاء الليل منه فأقمرا
على حورٍ زان الجفون وإنما / علقنا غزال السرب إذ كان أحورا
ذكرنا له عهد الصبا فاستمله / ليكتبه بالدمع لما تذكرا
فرشنا له حب القلوب فلم يطأ / إذا ما مشى إلا الحرير المحبرا
تقول فتاة الحي وهي عليمة
تقول فتاة الحي وهي عليمة / بأني لا أسلو أتسلو الهوى بعدي
فقلت ولي قلب يذوب ومدمع / يصوب كمنهل القطار على خدي
أيسلو الهوى صب يؤرقه الهوى / على قرب من يهوى فكيف على البعد
وخامرت من داء الصبابة نشوة
وخامرت من داء الصبابة نشوة / أخال لها ما إن مشيت نزيفا
وسار وجيباً نحوكم بين أضلعي / فؤادي إذ لا يستطيع وجيفا
وأنكرت كل الناس إلفاً وصاحباً / وكل المغاني مربعاً ومصيفا