القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : محمّد سَعيد الحَبّوبي الكل
المجموع : 35
وعفراء ود الظبي يحكي التفاتها
وعفراء ود الظبي يحكي التفاتها / وأنى يحاكي الظبي لفتة جيدها
لعينيك تبدو الشمس من ضوء خدها / كما أنها يبدو الدجى من جعودها
ألمت بنا والليل مرضى نجومه / كأجفان عينيها وقلب حسودها
فطارحتها عتباً رقيقاً كأدمعي / غداة افترقنا أو جمان عقودها
وذكرتها ما كان منها فأطرقت / على خجل من هجرها وصدودها
وقامت كمثل الغصن رنحه الصبا / تطوف بمثل النار عند وقودها
فبتنا ولم نشرب معتقة الطلى / نشاوي حميا ثغرها وخدودها
ونحن بحيث السحب ينهمل دمعها / على روضة يفتر ثغر ورودها
إذا اضطرم البرق اللموع بذي الغضا / ذكرت بذاك الشعب ماضي عهودها
وبلت جفوني مطرفي بأدمع / تصان على غير الهوى بجمودها
ولكن أعادتها علينا لييلةٌ / بدا مشرقاً في الأفق نجم سعودها
تزف بها من عصبة مضرية / مهاة كأن الظبي يعطو بجيدها
تهادى كعود البان مالت به الصبا / وهيهات لين البان من لين عودها
لأكرم مولى ينتمي لأكارم / غطارفة شم المعاطس صيدها
فتى فاق أهل الفضل في حلبة العلى / ففاق الورى من شيخها ووليدها
فهن به من عصبة المجد غلمة / على الشهب قد أربت برغم حسودها
لقد شيدت للمجد أبيات سؤدد / يطاول سامي المجد سامي عمودها
بهم تدفع الجلى إذا نزلت بمن / على الأرض من أحرارها وعبيدها
بهم شرعت للناس سنة أحمد / كما اتضحت سبل الهدى بجدودها
وهم قلدوا الدين الحنيف جواهراً / يفوق نظام الدر نظم عقودها
لقد ورثوا عن خير جد ووالد / مناقب لا أستطيع حصر عديدها
لئن فخروا يوماً ترى المجد والعلى / لهم والأيادي البيض بعض شهودها
إذا جئتهم تلقى على باب دارهم / ملوك الورى والدهر بعض وفودها
فللناس عن وكف السحاب لهم عنى / متى شح عاش الناس من فيض جودها
فلا برحوا نهب الثناء لمادح / وأبحر جود ساغ عذب ورودها
إذا بابن موسى جاء من نحو أرضكم
إذا بابن موسى جاء من نحو أرضكم / بما لو أتى عيسى به لتجملا
رسالة شوقٍ مذ فضضت ختامها / وجدت بها للدر عقداً مفصلا
فقبلت منها أحرفاً وحسبتني / أقبل من كفيك في الطرس أنملا
وشاهدت معناكم بها ولربما / بدا المرء في آياته متمثلا
فقلت أراني لست أهلاً لمثلها / فقال جواد قد حنا وتفضلا
وإني لم أبعث إليه رسالة / سوى الريح إن هبت جنوباً وشمالا
عليك سلام اللَه ما غردت ورق
عليك سلام اللَه ما غردت ورق / وما انهل وسمي وما أومض البرق
وما نظرت في الروض مقلة نرجس / جرى من ضروع المزن مدمعها الودق
وما حن مشتاق إلى من يشوقه / وما دام للقلب العلوق بكم خفق
وما غربت شمس النهار وأشرقت / وما دام من أوطانها الغرب والشرق
أحبك حباً لست أدري خواطر / من الخبل تعروني لذكرك أم عشق
فاخرس عن نطقي وتجري محاجري / بسري وكاد القلب إذ ذاك ينشق
فرب لسان كالعيون له بكا / ورب عيون كاللسان لها نطق
سلامٌ يفوق الزهر ما افتر زهره
سلامٌ يفوق الزهر ما افتر زهره / ويزري بنشر المسك ما ضاع نشره
وما هو ذاك اللؤلؤ الرطب خلته / أنيط بأعناق الصحائف نثره
ولكن ثم القلب خضخضة الهوى / إلى أن طفا فوق الألوكة دره
إليك أبا الهادي تحية شيق
إليك أبا الهادي تحية شيق / تضمخ فيها شمأل وشمول
فآية تليمي إذا ضاع عنبر / شذاه وما هبت صبا وقبول
فكل أريج ضاع فهو تحية / وكل نسيم هب فهو رسول
تنحت فأقصت من رباعي رباعها
تنحت فأقصت من رباعي رباعها / وصدت فقل فقد الشبيبة راعها
مهاة لها بالقلب مرعى وملعب / وإن نزلت من أرض نجد تلاعها
لها الأمر ما بين الملا فلو أنها / دعت للتصابي ناسكاً لأطاعها
أجن صبابات بها لو أقلها / برضوى لدب النمل يبغي اقتلاعها
ولو أن ثهلاناً تصدى لحملها / وساعدنه هضب الفلا ما استطاعها
فما بالها تجفو وفي القلب ما به / وتسدل واوجداه عني قناعها
لحى اللَه واشيها الزنيم فإنه / تتبع أسرار لنا فأذاعها
هي الشمس مرآها بعيد وإن تكن / تخيلت الأيدي تنول شعاعها
خليلي من قحطان ما حيلتي بها / وهذي النوى مدت إلى الحي باعها
فما ديمة هطلاء العرى / تروي بتسكاب الدموع بقاعها
بأغزر من عيني دمعاً وقد سرت / ركائبهم تطوي الفلا ورباعها
سلام على الدنيا فإني فقدتها / لفقدانها إذ حيث كانت متاعها
فلا تنكرا إعجالي العيس بالسرى / أناحي بها ضيق الفلا واتساعها
إذا انتجعت ليلى بلاداً رأيتني / وإن شحطوا أهلي أزور انتجاعها
أمر تجعاتٌ بالحمى غدواته / فإن ديون الحب أهوى ارتجاعها
خليلي مالي لا أري اليوم جيرتي / إذا ما بدت في الأرض كانت طلاعها
إذا ما تغنى سائق الركب حادثاً
إذا ما تغنى سائق الركب حادثاً / على سفح تيماء القلاص النواجيا
وقفت على الأطلا والعين ثرة / تسح دموعها قد حكين الغواديا
أيا منزل الأحباب قد كنت فيهم / ملاعب غزلان النقا وملاهيا
وما خلت أن الربع من بعد أهله / يعاني بهم ما كنت منهم معاينا
إذا لم يكن يغني البكاء لمنزل / فيا ليت شعري ما بكائي المغانيا
أيا ربع أين السرب من عهد مالك / سئلت ولكن ما أجبت سؤاليا
عهدناهم كالروض رق لرائد / يرق على جنب الغدير حواشيا
تراموا بعاداً منجداً خدورهم / تجوب بهم خوص المطي فيافيا
يؤمون أجراع العقيق من الحمى / يحلون أوعاساً له أو مطاليا
إذا أطنب العذال في الربع عذلهم / وقالوا مقالاً يكلم القلب واهيا
أقول الذي قد قال قيس بن عامر / فما زادني الراشون إلا تماديا
وفي الكلة الحمراء جؤذر رملةٍ / أطال عنائي في الهوى وبكائيا
إذا ما روى عن آية السحر طرفه / بسل حساماً في حاش القلب ماضيا
تريع فؤاد الصب من كل عاشق / إذا أسبلت وحف العقاص أفاعيا
وما روضة بالحزن طيبة الثرى / يهب عليها ناسم الريح وانيا
بأحسن منها نفحةً وشمائلاً / إذا ما بدت تدني من الغنج قاصيا
إذا ابتسمت عن أشنب الثغر في الدجى / أرتك بروقاً ومضها متعاليا
أسكان أكناف العواصم بعدكم / محاسن وجه الدهر أضحت مساويا
رحلتم عن الدهنا فظلت مداهناً / بحسن صنيعي عذلاً ولواحيا
لقط طلت يا ليل الصدود على الذي / يبيت يناجي فيك شهباً سواريا
أروح ولا عيني تصافح غمضها / ولا منهم طيف الخيال سرى ليا
لقد طال عهد البين بيني وبينهم / وأشجان قلبي باقيات كما هيا
خليلي ليس الحب إلا علاقة
خليلي ليس الحب إلا علاقة / تعلق في أحناء صدري داؤها
وحسب الفتى داء إذا برحت به / علاقة وجد ليس يلقى دواؤها
إذا هتفت تحت الظلام حمائم / يذكرني قمري نجد غناؤها
فألوي عنان الشوق تلقاء أربع / بأكنافها ما أن تراع ظباؤها
فبي أفتدي تلك الظباء وكل ذي / حشا عضها الشوق الممض فداؤها
رمت الخصر في ضناها فكانت / علة العين للموحش تسري
كشف الفجر عن جبينك لكن / عن ليال من الغدائر عشر
ومائسة الأعطاف مهضومة الحشا
ومائسة الأعطاف مهضومة الحشا / إذا ما انثنت تحكي الغصون قوامها
قصرت عليها لاعج الحب فانثنت / تطيل علي العاذلات ملامها
وللود عندي حرمة لا أطيعها / حفظت إذا لم يرع غيري دمامها
أميمة قد أورى الحشا لاعج النوى / فهل زورة تطفي أميمة أوارها
ليهنك تهويم الجفون وإنني / أبيت ولم تألف جفوني منامها
لقد بلغ الواشون فينا مرامهم / وما بلغت نفسي بسلمى مرامها
رعى اللَه أعلام المحصب من منى / وحيي الحيا أكنافها وأكامها
فياليتها دامت وهل كان نافعي / مناي لهاتيك الليالي دوامها
أقول لسعد والحمائم هتف
أقول لسعد والحمائم هتف / وأيدي المطايا بالأحبة تعنف
عداك الحجى إن كنت ذا الهوى / مدامعه من ذئب القلب تنظف
أحن إذا حنت لذي الأثل ناقتي / وأصبو إذا ما الورق في الأيك تهتف
وليس إلى حزوى حننت ورامة / ولا لمحاني المنحني الجفن مطرف
أجل لي في وادي الغريين أغيد / هضيم الحشا ساجي اللواحظ أهيف
غزال ولكن يخجل البدر طلعة / وغصن ولكن ليس يحنو ويعطف
فكم ليلة بالسفح من أيمن الحمى / أدار علينا الراح والليل مسدف
فبت وحولي غلمة لم تكن إلى / سوى الجود تصبو أو سوى السيف تألف
إذا غضبت يوم الكريهة خلتها / أسوداً لها ظلت حشا الأرض ترجف
إذا جردت يوم القراع بوارقها / ترى بسناها أنفس الشوس تخطف
وإن رجت السمر الوشيج ترى لها / خياشيم من قاني دم القوم ترعف
تصول على الجيش اللهام بعزمة / تدك الجبال الراسيات وتنسف
سكارى حميا عتقتها يد الهوى / من الثغر تحسى لا من الكأس ترشف
رعى اللَه ذياك القوام فإنه / يكاد إذا هبت صبا يتقصف
ولله قلبي يوم قوض ركبهم / خفافاً وحادي العيس يحدو ويهتف
فآونة يمشي الهوينا وتارة / يخب على آثارهم يتعسف
بأهلي وبي فرد المحاسن أغيدا
بأهلي وبي فرد المحاسن أغيدا / بقلبي من خديه جذوة مقباس
بعينيه معنى السكر من نشوة الطلى / وفي فيه ذوق الخمر من مزة الكاس
هو البدر في أوصافه ومناله / سوى أنه دان إلى أعين الناس
نعم قبلت منه النواظر وجنة / قد احمر منها الورد في خضرة الآس
وماذا يضر البدر لو نظر الورى / إليه ولم تلمسه أنمل لماس
قد انعطفت منه على غير ريبة / معاطف غصن لين العطف مياس
فبتنا كما شاء العفاف بملعب / من اللهو فيه رق لي قلبه القاسي
وناولني في كفه عنبية / إذا احتسيت طابت بها نكهة الحاسي
أثار بها التصفيق منها فواقعا / كرضراض در أو مباسم عباس
تغنت فهاجت لوعة الوجد والجوى
تغنت فهاجت لوعة الوجد والجوى / حمام بذات الأثل في الأيك تهتف
فأين استقلوا يوم زمت ركابهم / وخفوا سراعاً للمسير وأعنفوا
فإن تكن الجرعا محط رحالهم / فيا لا عدا الجرعا من السحب أوطف
وإن نزلوا وادي المعرف من منى / فيا حبذا وادي منى والمعرف
نأوا فتعرفت المنازل بعدهم / وما كنت لولاهم لها أتعرف
أسفت على تلك الليالي التي مضت / بسفح اللوا لو كان يجدي التأسف
وكم لي على تلك المعاهد لهفة / وهيهات يجدي المستهام التلهف
فؤادي لوصل الغانيات مشوق
فؤادي لوصل الغانيات مشوق / وما لي إلى ما اشتهيه طريق
بنفسي من البيض الحسان خريدةً / فؤادي بها دون الحسان علوق
إلى مثلها يرنو الحليم صبابة / إذاما انثنت كالغصن وهو رشيق
لقد راق عيشي بالعقيق وسفحه / فهل بعده عيش لدي يروق
رعى اللَه أياما سلفن بربعه / صبوح بها قد طاب لي وغبوق
إذا ما جرى ذكر العقيق ومن به / جرى مدمعي في الخد وهو عقيق
وإن خفقت نكباء من أيمن الحمى / بدا لفؤاد المستهام خفوق
وإن جن ليلي بت صبا مؤرقا / ولي من سقامي زفرة وشهيق
أميمة مني بالوصال فإنني / على مضض الهجران لست أطيق
فديتك إن عز الوصال فإنني / قنوع ولو أن الخيال طروق
ليهنك إن القلب عندك موثق / على أن مدمعي في هواك طليق
لعمرك أني صادق الود والهوى / وما كل من يبدي الوداد صدوق
ويارب لاح في الغرام سفاهة / وقلبي لنا الشوق فيه حريق
له الويل هل يصغي إلى لوم لائم / فتى من خمار الحب ليس يفيق
بخديك معنى للجمال بديع
بخديك معنى للجمال بديع / ومرعى لعين المستهام مربع
فكل مكان فيه شخصك جنة / وكل زمان أنت فيه ربيع
بثثتك شكوى لو سمعت وإنني / إليك وإن لم تشك لي لسميع
تبدد شمل الصبر عنك وقد غدا / لبعدك شمل الشوق وهو جميع
بجفنيك سيف صلت فيه صبابة / على أنه ماضي الشباة قطيع
ويا رشأ بالخيف أصبح ربعه / لك اليوم في وسطالفؤاد ربوع
مشى بالسرى خطو البطي وقد مشى / بقلبي أوار الحب وهو سريع
بلادك نجد والمحب عراقي
بلادك نجد والمحب عراقي / فغير التمني لا يكون تلاقي
ولو أن طيفاً زار طرفي ساهداً / لكنت رجوت القرب بعد فراق
بلى قد أرى تلك المغاني تعلةً / فأحسب أني زائر وملاقي
أرى الدهر يأبى في تألف شملنا / كأني أعاديه فرام شقافي
هي الشمس في أفق السماء مقرها / فكيف براقٍ نحوها ببراق
ألا هل أراني واجداً ريح وصلهم / وإن عدموني صحبتي ورفاقي
يقولون من نار تكون خده
يقولون من نار تكون خده / عجبت وماء الحسن في الخد سلسال
أجل هو من نار وماء تجمعا / وقد قيل من ماء فيا بعد ما قالوا
فلو كان من نار لما أخضر روضه / وبات بأيدي الشوق تجليه أمال
وما هو من ماء وإن سال رقة / ولو كان ماء لما احترق الخال
بلى أنا متبول الهوى ودنيف
بلى أنا متبول الهوى ودنيف / وداء الهوى لي تالد وطريف
فإن تصلوا فالوصل غاية منيتي / وإلا فسير اليعملات وجيف
فمثلي من يرجو الغرام مطية / ويحدو ولو أن الحداء عنيف
فخل زمام العيس تمرح بالسرى / فقد شاق قلبي صاحب وحليف
فما جيرة بالغور حلوا وإنما / لهم بفؤادي مربع ومصيف
نعم قبل أن يسقى سقانا فأسكرا
نعم قبل أن يسقى سقانا فأسكرا / رشاً قد أضاء الليل منه فأقمرا
على حورٍ زان الجفون وإنما / علقنا غزال السرب إذ كان أحورا
ذكرنا له عهد الصبا فاستمله / ليكتبه بالدمع لما تذكرا
فرشنا له حب القلوب فلم يطأ / إذا ما مشى إلا الحرير المحبرا
تقول فتاة الحي وهي عليمة
تقول فتاة الحي وهي عليمة / بأني لا أسلو أتسلو الهوى بعدي
فقلت ولي قلب يذوب ومدمع / يصوب كمنهل القطار على خدي
أيسلو الهوى صب يؤرقه الهوى / على قرب من يهوى فكيف على البعد
وخامرت من داء الصبابة نشوة
وخامرت من داء الصبابة نشوة / أخال لها ما إن مشيت نزيفا
وسار وجيباً نحوكم بين أضلعي / فؤادي إذ لا يستطيع وجيفا
وأنكرت كل الناس إلفاً وصاحباً / وكل المغاني مربعاً ومصيفا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025