القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : يوسُف النَّبْهاني الكل
المجموع : 22
أَأَحبابَنا ما خُنتُ عَهدَكُم قَطّ
أَأَحبابَنا ما خُنتُ عَهدَكُم قَطّ / فَهَل بَعدَ هَذا القَبضِ يَحصلُ لي بَسطُ
وَلي مِن أَماني الدَهرِ أَعظَم منيَةٍ / إِذا قُلتُ قَد حانَت أَرى الدَهرَ يَشتَطُّ
أَزورُ أَبا الزَهراءِ في تَختِ مُلكِهِ / وَيُغرِقُني مِن بَحرِ إِحسانِهِ شَطُّ
وَمَن ذا يُطيقُ الفَيضَ مِن بَحرِ جودِهِ / وَحَسبُ جَميعِ الخَلقِ مِن غَيثِهِ نَقطُ
بِهِ زَيَّنَ اللَّهُ الوُجودَ بِخاتمٍ / لِأَعظَمِ أَفلاكِ السَما نَعلُهُ قُرطُ
أَجَلُّ مُلوكِ الأَرضِ مسكينُ بابِهِ / وَلَيثُهُم في يَومِ سَطوَتِهِ قطُّ
وَأَفرادُ آسادِ الوَغى في حُروبِهِ / نِعاجٌ وَأَهلُ الجودِ في بَحرِهِ بَطُّ
لَقَد عَمَّ كُلَّ العالَمينَ بِعِلمِهِ / وَما مِن سَجاياهُ القِراءَةُ وَالخَطُّ
بِهِ العُربُ نالوا كُلَّ عِزٍّ وَسُؤدَدٍ / وَدانَ إِلَيهِ الفُرسُ وَالرومُ وَالقِبطُ
وَسادَ جَميعَ الناسِ بِالمَجدِ رَهطُهُ / بَنو هاشِمٍ ما مِثلُهُم في الوَرى رَهطُ
أَلا حَبَّذا بَينَ النَخيلِ نُزولُ
أَلا حَبَّذا بَينَ النَخيلِ نُزولُ / وَظِلٌّ بِأَكنافِ العَقيقِ ظَليلُ
أَمان لَنا يا طَيبُ عِندَكِ يا تُرى / إِلَيها لَنا يَوماً يَكونُ وُصولُ
نُقَبِّلُ أَرضاً مَسَّها قَدَمُ الَّذي / لَهُ سُحِبَت فَوقَ السَماءِ ذُيولُ
سَرى راحِلاً لِلعَرشِ في بَعضِ لَيلَةٍ / وَعادَ لَهُ بَعدَ القَبولِ قُفولُ
نَبِيُّ جَميعِ الأَنبِياءِ مُحَمَّدٌ / نَعَم وَلِكُلِّ المُرسَلينَ رَسولُ
وَكُلُّ رَسولٍ خَصَّ قَوماً وَإِنَّهُ / بِبعثَتِهِ لِلعالَمينَ شمولُ
فَما كانَ بَينَ الخَلقِ مِثلٌ لِأَحَمَدٍ / وَلَيسَ لَهُ فيمَن يَكونُ مَثيلُ
وَكُلُّ صُنُوفِ الفَضلِ في كُلِّ فاضِلٍ / بِنِسبَةِ فَضلٍ قَد حَواهُ قَليلُ
يُحيلُ عَلَيهِ المُرسَلُونَ بِحَشرِهِم / وَلَيسَ عَلى غَيرِ الإِلَهِ يُحيلُ
فَيَحمِلُ أَثقالَ الخَلائِقِ وَحدَهُ / لَدى رَبِّهِ إِنَّ الكَريمَ حَمولُ
لِطَيبَةَ ميثاقٌ عَلَيَّ قَديمُ
لِطَيبَةَ ميثاقٌ عَلَيَّ قَديمُ / إِذا ذُكِرَت يَوماً لَدَيَّ أَهيمُ
وَما ذاكَ إِلّا أَنَّ فيها مُحَمَّداً / رَسولَ الهُدى روحَ الوُجودِ مُقيمُ
هُوَ الشَمسُ إِلّا أَنَّ في الكَونِ نُورهُ / يَدومُ وَنورُ الشَمسِ لَيسَ يَدومُ
هُوَ البَحر عَمَّ الكائِناتِ بِفَضلِهِ / بِساحِلِهِ كُلُّ الكِرامِ تَعومُ
هُوَ الدَهرُ عَمَّ الخَلقَ شامِلُ حُكمِهِ / وَما عَهدُهُ في النائِباتِ ذَميمُ
هُوَ العَبدُ عَبدُ اللَهِ سَيِّدُ خَلقِهِ / لَهُ الكَونُ عَبدٌ وَالزَمانُ خَدومُ
نَبِيّ الهُدى يا أَعظَمَ الناسِ نائِلاً / وَمَن جودُهُ في العالَمينَ عَميمُ
وَمَن هُوَ في الدارَينِ خَيرُ وَسيلَةٍ / شَفيعٌ لَدى الرَبِّ الكَريمِ كَريمُ
تَدارك أَغثني في أُموري فَإِنَّني / عَرَتني هُمومٌ مَسُّهُنَّ أَليمُ
وَما ذِكرُ تَفصيلاتها لَكَ لازِمٌ / فَأَنتَ بِأَسرار الغُيوبِ عَليمُ
لِعُربِ النَقا أَكرِم بِهِم عَرباً أَهوى
لِعُربِ النَقا أَكرِم بِهِم عَرباً أَهوى / وَما مُنيَتي مَيٌّ وَلا أَرَبي أَروى
فَكَم مِن يَدٍ عِندي لَهُم أَنعَموا بِها / وَما عِندَهُم مَنٌّ وَلا عِندَنا سَلوى
فَأَحبِب بِهِم قَوماً وَأَحبِبِ بِطَيبَة / حمىً فيهِ لِلمُختارِ خَير الوَرى مَثوى
أَعَزّ جَميعِ العالَمينَ مُحَمَّدٍ / وَأَكرَمِهِم شَمس الهُدى لَيثِهِ الأَقوى
غَدَت أَفضَل الأَفلاكِ حينَ ثَوى بِها / وَأَرفَعها قَدراً وَأَكثَرها جَدوى
بِهِ فاقَتِ الدُنيا وَصارَت أَعَزَّها / وَأَشرَفَها أَرضاً وَأَشرَقَها جَوّا
هَنيئاً لِقَومٍ جاوَروا خَيرَ مُرسَلٍ / وَكانَ لَهُم فيها بِأَكنافِهِ مَأوى
أَلا لَيتَ شِعري وَهيَ أَعظَمُ مُنيَةٍ / مَتى شُقَّةُ البَيداءِ ما بَينَنا تُطوى
أَشُدُّ رِحالي كَي أَرى البَدرَ مُشرِقاً / بِمَطلَعِهِ فيها وَما ضَرَّهُ العَوّا
وَأَعجَبُ شَيءٍ أَنَّهُ قَد هَدى الوَرى / وَقَد ضَلَّ في أَنوارِهِ ذَلِكَ الغَوّا
أَجَل لَيسَ لِلهادي الشَفيعِ مُماثِلُ
أَجَل لَيسَ لِلهادي الشَفيعِ مُماثِلُ / هُوَ البَحرُ لَم يُعرَف لَهُ قَطُّ ساحِلُ
فَعولُن مَفاعيلُن فَعولُن مَفاعِلُ / طَويلُ نِجادِ السَيفِ أَروَعُ باسِلُ
أَأَحبابَنا ما خنتُ عهدكم قطُّ
أَأَحبابَنا ما خنتُ عهدكم قطُّ / فهَل بعدَ هذا القبضِ يحصل لي بسطُ
وَلي مِن أماني الدهرِ أعظم منيةٍ / إِذا قلتُ قَد حانت أرى الدهرَ يشتطُّ
أَزورُ أَبا الزهراءِ في تختِ مُلكهِ / وَيُغرقُني من بحرِ إِحسانه شطُّ
وَمَن ذا يُطيقُ الفيضَ مِن بحرِ جودهِ / وَحسبُ جميعِ الخلقِ من غيثه نقطُ
بهِ زيّن اللَّه الوجودَ بخاتمٍ / لأعظمِ أفلاكِ السما نعلهُ قرطُ
أَجلُّ ملوكِ الأرضِ مسكينُ بابه / وَليثهمُ في يوم سطوته قطُّ
وَأَفرادُ آسادِ الوغا في حروبهِ / نعاجٌ وأهلُ الجود في بحرهِ بطُّ
لَقَد عمَّ كلّ العالمين بعلمهِ / وَما مِن سَجاياه القراءة والخطُّ
بهِ العربُ نالوا كلّ عزٍّ وسؤددٍ / وَدان إليهِ الفرسُ والروم والقبطُ
وَسادَ جميعَ الناسِ بالمجدِ رهطهُ / بنو هاشمٍ ما مثلهم في الورى رهطُ
أَلا حبّذا بينَ النخيلِ نزولُ
أَلا حبّذا بينَ النخيلِ نزولُ / وظلٌّ بأكنافِ العقيق ظليلُ
أَمان لنا يا طيبُ عندك يا ترى / إِليها لنا يوماً يكون وصولُ
نقبّلُ أرضاً مسّها قدمُ الّذي / لَه سُحِبت فوقَ السماء ذيولُ
سَرى راحِلاً للعرشِ في بعض ليلةٍ / وَعادَ لهُ بعدَ القَبول قفولُ
نبيُّ جميعِ الأنبياءِ محمّدٌ / نَعَم ولكلّ المرسلين رسولُ
وَكلُّ رسولٍ خصّ قوماً وإنّه / ببعثتِه للعالمين شمولُ
فَما كان بينَ الخلقِ مثلٌ لأحمدٍ / وَليسَ له فيمن يكون مثيلُ
وَكلّ صنوفِ الفضلِ في كلِّ فاضلٍ / بِنسبةِ فضلٍ قد حواه قليلُ
يحيلُ عليهِ المرسلونَ بحشرهم / وليسَ على غير الإله يحيلُ
فَيحملُ أثقالَ الخلائقِ وحدهُ / لَدى ربّه إنّ الكريم حمولُ
لِطيبةَ مِيثاقٌ عليَّ قديمُ
لِطيبةَ مِيثاقٌ عليَّ قديمُ / إِذا ذُكرت يوماً لديّ أهيمُ
وَما ذاكَ إلّا أنّ فيها محمّداً / رسولَ الهُدى روحَ الوجود مقيمُ
هوَ الشمسُ إلّا أنّ في الكونِ نورهُ / يدومُ وَنورُ الشمس ليس يدومُ
هوَ البحرُ عمّ الكائناتِ بفضلهِ / بِساحلهِ كلّ الكرامِ تعومُ
هوَ الدهرُ عمّ الخلقَ شاملُ حكمهِ / وما عهدهُ في النائبات ذميمُ
هوَ العبدُ عبدُ اللَّه سيّد خلقهِ / لهُ الكونُ عبدٌ والزمان خدومُ
نبيّ الهدى يا أعظمَ الناس نائلاً / وَمَن جودهُ في العالمين عميمُ
وَمَن هو في الدارَين خيرُ وسيلةٍ / شَفيعٌ لدى الربِّ الكريم كريمُ
تَدارَك أَغثني في أموري فإنّني / عَرَتني همومٌ مسُّهنَّ أليمُ
وَما ذكرَ تَفصيلاتها لكَ لازمٌ / فأنتَ بأسرارِ الغيوبِ عليمُ
لِعربِ النقا أكرِم بهم عَرباً أهوى
لِعربِ النقا أكرِم بهم عَرباً أهوى / وَما مُنيتي ميٌّ ولا أرَبي أروى
فَكَم مِن يدٍ عِندي لهم أنعَموا بها / وَما عندهم منٌّ ولا عندنا سلوى
فَأحبِب بهم قوماً وأحبب بطيبةٍ / حِمىً فيه للمختارِ خير الورى مثوى
أعزُّ جميعِ العالمين محمّدٌ / وَأكرمُهم شمسُ الهدى ليثهُ الأقوى
غَدت أفضلَ الأفلاكِ حين ثوى بها / وَأرفعها قَدراً وأكثرها جدوى
بهِ فاقتِ الدنيا وصارَت أعزّها / وَأشرفها أرضاً وأشرقها جوّا
هَنيئاً لقومٍ جاوَروا خير مرسلٍ / وَكانَ لهم فيها بأكنافهِ مأوى
أَلا ليتَ شعري وهيَ أعظم منيةٍ / مَتى شُقّة البيداءِ ما بيننا تُطوى
أَشدُّ رحالي كَي أَرى البدر مشرقاً / بِمطلعهِ فيها وما ضرّه العوّا
وَأعجبُ شَيءٍ أنّه قد هدى الورى / وَقد ضلّ في أنواره ذلك الغوّا
كتابٌ تسمّى حجّة اللَّه من وعى
كتابٌ تسمّى حجّة اللَّه من وعى / مُسمّاه فَهماً يُلفهِ طابَقَ الإسما
أَتى جامِعاً مِن معجزاتِ محمّدٍ / نبيّ الهُدى خيرِ الورى عدداً جمّا
نُجومٌ بأفقِ الدين كم ذا اِهتدى بها / بَصيرٌ وكَم أودى ولم يرَها أعمى
وَمُعجزةُ القُرآن كالشمسِ أَشرقت / وَدامَت وَسارت عمّتِ العربَ والعجما
هوَ الحجّةُ الكبرى على كلّ جاحدٍ / نبوّة خيرِ الخلقِ والآية العظمى
وَربَّ اِمرئٍ من نوره متضرّرٍ / يَرى الشركَ والخفّاشُ تعجبه الظلما
وَواللَّه لولا اللَّهُ قاضٍ على الورى / قَضاءً بعدلٍ وافقَ القدر الحتما
لما اِختارَ ذو عقلٍ سوى دين أحمدٍ / وَلكن قضاءُ اللَّه في خلقه تمّا
تَبدّى سَنا الأنوارِ من دون أستارِ
تَبدّى سَنا الأنوارِ من دون أستارِ / فأسفرَ عَن شمسِ الهدى أيّ إسفارِ
كتابٌ حَوى أوصافَ أفضل مرسلٍ / محمّدٍ المختار من كلّ مختارِ
فليسَ سِوى القرآن سفرٌ يفوقهُ / كما لم يفُق طه سوى الخالق الباري
مَواهبُ مَولاه له قد تجمّعَت / بهِ فهوَ سفرٌ جاء جامع أسفارُ
على أنّه لَم يحوِ معشار فضلهِ / وَلا عشرَ عشر العشر من عشرِ معشارِ
عليكَ بهِ فاِقرأه ما اِسطعتَ تلقَ ما / يسرُّكَ في الدارين يا أيّها القاري
وَباللَّه سَل لي مِن إلهيَ رَحمةً / تُبدِّلُ بالحُسنى مساويَ أوزاري
عليكَ بِهذا السفرِ إن كنت شيّقاً
عليكَ بِهذا السفرِ إن كنت شيّقاً / لِخيرِ الوَرى لازمه أيّ لزامِ
فإنّك إِن لازمتهُ بمحبّةٍ / تَرى المُصطفى في يقظةٍ ومنامِ
بِنورِ سراجِ العالمينَ محمّدٍ
بِنورِ سراجِ العالمينَ محمّدٍ / عَلى كلِّ جُزءٍ مِن جميعِ الورى نقشُ
هوَ الحرزُ مَحفوظٌ به كلُّ كائنٍ / هوَ الأصلُ منه العرش قد كان والفرشُ
أجَل ليسَ للهادي الشفيعِ مُماثل
أجَل ليسَ للهادي الشفيعِ مُماثل / هوَ البحرُ لَم يُعرف له قطّ ساحلُ
فَعولن مَفاعيلن فَعولن مفاعلُ / طويلُ نجادِ السيف أروع باسلُ
مثالٌ حَكى نعلاً لأفضل مرسلٍ
مثالٌ حَكى نعلاً لأفضل مرسلٍ / تمنّت مقامَ التربِ منه الفراقدُ
ضَرائرُها السبعُ السموات كلّها / غيارَى وتيحانُ الملوك حواسدُ
عَلى رأسِ هذا الكون نعلٌ محمّدٍ
عَلى رأسِ هذا الكون نعلٌ محمّدٍ / عَلَت فجميعُ الخلق تحت ظلالهِ
لَدى الطورِ موسى نوديَ اِخلع وأحمدٌ / عَلى العرشِ لم يؤذن بخلع نعالهِ
مِثالٌ لنعلِ المُصطفى ما له مثلُ
مِثالٌ لنعلِ المُصطفى ما له مثلُ / لِروحي به راحٌ لعيني به كحلُ
فَأكرِم بهِ تمثالَ نعلٍ كريمةٍ / لَها كلُّ رأسٍ ودَّ لو أنّه رجلُ
ولمّا رأيتُ الدهرَ قَد حاربَ الورى
ولمّا رأيتُ الدهرَ قَد حاربَ الورى / جعلتُ لنفسي نعل سيّده حِصنا
تحصّنتُ منهُ في بديع مثالها / بسورٍ منيعٍ نلت في ظلّه الأمنا
مقامُ أجلِّ الرسلِ أعلى وأعظمُ
مقامُ أجلِّ الرسلِ أعلى وأعظمُ / فَماذا يقولُ المادحون ومن همُ
نَعم جئتُ أَحكي بعض ما نحن نفهمُ / لِكَيما يصلّي سامعٌ ويسلّمُ
عَليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
وَإِلّا فَما للذرّ أَن يصفَ العرشا / وَهل يصفُ الأكوانَ ذو مقلةٍ عَمشا
هنالكَ أسرارٌ لأحمد لا تُفشى / خُلاصتها محبوبُ مولاه فاِفهموا
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
أتى شاهِداً قولُ المؤذّن أشهدُ / بأنَّ أجلَّ الخلقِ قدراً محمّدُ
قران تَعالى اللَّهُ باللَّهِ أسعد / على أنّه للَّه عبدٌ مكرّمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
عَلى العرشِ مَكتوبٌ وكلِّ المعالمِ / وَجُدرانِ جنّاتٍ بدت قبل آدمِ
شهادةُ حقٍّ بالنبيّ ابن هاشمِ / أَلا فاِعجبوا من أصلهِ الفرعُ أقدمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
بهِ آدمٌ والرسل كلٌّ توسّلا / فأَعطى لهُ مولاه ما كانَ أمّلا
وَلولاهُ دامَ الكونُ بالكفر مثقلا / وَلكن بهِ الرحمن ما زال يرحمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
بهِ بشّرَ الإنجيلُ قوماً فحرّفوا / وَبشّرتِ التوارةُ قوماً فأجحَفوا
وَلَو كانَ موسى والمسيحُ تخلّفوا / لَما اِستَنكفوا أن يتبعوهُ ويَخدموا
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
وَموسى كليمُ اللَّه في أفق السفرِ / رَأى أمّةَ المُختار كالأنجم الزهرِ
فَقالَ له الرحمنُ هم أمّةُ البدرِ / محمّدنا قال اِجعلنّي منهمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
وَعيسى سَيأتي تابِعاً شرع أحمد / يُصلّي بهِ مَهديّنا وهو يقتدي
فَأكرِم بِنا مِن أمّةٍ ذات سؤددِ / لَنا البدءُ طه وابن مريم يختمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
فَيا ليتَ أهلَ الكفرِ قد تَبعوهما / وَيا لَيتَهم في ديننا قلَّدوهما
فَإنّهمُ في جحدهِ أغضبوهُما / فَيا وَيحهم ماذا عليهم لو اِسلموا
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
فَما الخاسرُ المغبونُ إلّا جحودهُ / وَما الرابحُ المغبوط إلّا شهيدهُ
وَلا فعلَ خيرٍ للجحود يفيدهُ / وَليس يبالي ميّتٌ وهو مسلمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
فَلو عبدَ اللَّه الفَتى ألف حجّةٍ / وَلَم يعصهِ في أمره قدر ذرّة
وَلَم يَعترف في دهره بنبوّةٍ / لهُ فَله دارُ الخلود جهنّمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
وَما العقلُ إلّا ما يري ربّه الهدى / فَينُقذه من هوّة الكفر والردى
وَمَهما سَما نوراً إذا هو ما اِهتدى / إِلى دينِ طه فهو بالكفر مظلمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
ولا فرقَ بين المدركينَ زمانَهُ / وَمَن سمِعوا في سائر الدهر شانهُ
فمَن جَحدوه لن يَنالوا أمانهُ / وَجاحدهُ مهما اِتّقى فهو مجرمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
أَتى شرعهُ كلَّ الشرائع ينسخُ / وَيثبتُ في كلّ البلاد ويرسخُ
وَربُّك يَهدي مَن يشاءُ ويمسخُ / وحسّادهُ الأحبار بالمسخِ أعلمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
وَما مسخَ الرحمنُ من بعد بعثته / بِأمّته شَخصاً وأمّة دعوته
لِتَعميمهِ للعالمينَ برَحمته / بهِ اللَّه يُردي مَن يشاء ويرحمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
نعَم مسَخَ اللَّه القلوبَ ولا بدعا / نعَم مُسخت صَخراً وما نَبَعت نبعا
وَقَد عميَت لا تُدركُ الضرّ والنفعا / فَلَم ترَ نورَ المُصطفى وهو أعظمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
تَرى المرءَ في دنياهُ أعلمُ عالم / وَفي الدينِ أَغبى من ضعاف البهائمِ
فلَو كانَ مطويّاً على قلب آدمي / لَما ضلّ عنه والبهائم تفهمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
فَكَم مِن بهيمٍ قال إنّيَ أشهدُ / بأنَّ رسولَ اللَّه حقّاً محمّدُ
وَكانَ يغيثُ المستجيرَ فيسعدُ / وَبَعضٌ يدلُّ الناس والبعض يخدمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
وَكَم مِن جمادٍ لانَ إذ نال قلبه / محبّة طهَ حينما شاء ربّهُ
وَأَمّا قلوبُ الكافرين فحربهُ / وَإنّ لها لو تعقلُ السلم أسلمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
بودّي لو خلّى الفتى دين أمّهِ / وَحكّمَ في الأديان صادق فهمهِ
إذاً لاِرتَضى الإسلام ديناً بعلمهِ / وَقال أبو الزهراءِ أصدق أعلمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
وَلكِن رَأى ديناً تهيّأ قبلهُ / رَأى أصلهُ فيه يتابع أصلهُ
فَعاشَ عليهِ فرعهُ جاء مثله / وَما حقّقوا دينَ الحبيبِ ليفهموا
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
وَقَد غرّ قَوماً دهرُهم فهو مسعد / لِبعضٍ وبعضٌ بين قومٍ مسوّدُ
وَلو كانتِ الدُنيا حكاه محمّد / وربّكَ يُعطي من يشاء ويحرمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
عَلى أنَّ هَذا الكون أضغاثُ حالم / وَلذّته تَحكي سموم الأراقمِ
مُخالفُ طهَ في لظى غير رائم / وتابعُهُ في جنّةٍ يتنعّمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
فَيا عَجباً للناسِ أينَ عقولهم / لَقَد غَفلوا عَن شأنِ يومٍ يهولهم
وَلَو صدّقوا المختارَ كانَ رَحيلهم / إِلى جنّةٍ أو لا فتلكَ جهنّمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
أَما قرأوا قرآنهُ وعجائِبه / أَما سَمِعوا أخباره وغرائبه
أَما عَلِموا أتباعهُ وأصاحبه / فَعنهم جميعُ الكائناتِ تترجمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
رووا دينهُ بالصدقِ عن كلِّ صادق / وَلَم يَأخذوهُ هكذا نطق ناطقِ
لَقَد أَوضحوا منه دقيقَ الحقائقِ / فَبانَ لديهِ صدقه المتحتّمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
وَمَهما يزِد علماً به المرء يشرحُ / بهِ صدرهُ يزدَد يقيناً ويفرحُ
وَدينُ سِواه العلمُ فيه يوضّحُ / شكوكاً فدينُ المُصطفى هو أسلمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
وَدينُ سواهُ لا ترى برواتهِ / عليماً صدوقاً سالماً من هناتهِ
وَدامَ بجهلِ القومِ في ظلماتهِ / عُصوراً ودينُ المُصطفى ليس يُظلِمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
وَهَذا بيانٌ مجملٌ فمنِ اِهتدى / يَرى كلّ يومٍ منه نوراً مجدّدا
وَيشكرهُ واللَّه شُكراً مؤبّدا / عَلى نعمةِ الإسلامِ واللَّه منعمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
لَقَد بَعَث اللَّه النبيَّ محمّدا / إِلى كلِّ خلقِ اللَّهِ أحمرَ أسودا
فَمَن كانَ مِنهُم تابعاً دينهُ اِهتدى / وَساواهُ فيهِ المسلمُ المتقدّمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
نَعَم صحبهُ خيرُ القرونِ الأخايرِ / وَبعدهُمُ القرنان خير الأواخرِ
وَعُنصرهُ أَسنى وأَسمى العناصرِ / فَقَد ذهبَ الرحمنُ بالرجس عنهمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
وَبعدُ فكلُّ الناسِ أولادُ آدم / كَأسنانِ مشطِ العربُ مثلُ الأعاجمِ
وَقَد جعلَ التَقوى أجلّ المكارمِ / فَمَن كانَ أَتقى فهو أفضل أكرمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
وَإِنّا بحمدِ اللَّه أفضل أمّةٍ / بِنا كلُّ علمٍ نافعٍ كلّ حكمة
عَلَينا منَ الخلّاقِ أكبر نعمةٍ / بملّة خيرِ الرسل والفضل أعظمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
وَكَم جاءَ منّا واحدٌ مثل عالم / إمامٌ شهيرُ الفضلِ بين العوالمِ
بِمُفردهِ يَسمو على كلّ عالم / ومِن بحرِ طه طالبٌ يتعلّمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
فَمَن كأَبي بكرٍ رأى الناس في الورى / وَمَن كَأبي حفصٍ إماماً غضنفرا
وَمَن كاِبن عفّانٍ مضى أو تأخّرا / وَمَن كأخيهِ حيدرٍ يتقدّمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
وَمَن كنِساءِ المصطفى كلُّ فاضِله / وَمَن كاِبن مسعودٍ ومَن كالعباد له
وَمَن كمعاذٍ في الفضائل شاكله / وَأحبار أنصارِ النبيّ هم همُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
وَفي تابعيهم كلُّ أروعَ علّام / حَوى كلّ فضلٍ باِكتسابٍ وإلهامِ
فَأَحكَمَ أمرَ الدينِ أكملَ إحكام / وكانَ لربِّ الشرع والشرع يخدمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
فَمِنهم أُويسٌ والسعيدانِ والحسن / وَخيرُ بَني مروان مستأصلُ الفِتن
وَصاحبهُ الزهريُّ مَن حَفظَ السنن / وَدامَ لشرعِ الهاشميّ يعلّمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
وَأَتباعُهم مِنهم شموسُ المذاهبِ / طوالعُ في الآفاق غير غواربِ
بحورٌ لدَيها البحرُ جرعة شارب / وَمِن عذبِ بحرِ المصطفى قطرةٌ همُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
فَنُعمانُهم في الفقهِ صاحب تأسيسِ / وَمالكُهم والشافعيُّ بن إدريسِ
وَأَحمدُهم في الدين أصبرُ محبوس / وَفي شرعهِ كلٌّ إمامٌ مقدّمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
مَذاهِبهُم جاءَت أجلَّ وأوسعا / عَليها مدارُ الأمرِ في الناس أجمعا
لذلكَ قَد كانَت أعمّ وأنفعا / بِها شرعهُ في الكائنات معمّمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
وأَتباعُهم مثلُ النجومِ وأنورُ / بِهم يهتدي في الظلمة المُتحيّرُ
وَأمّةُ طهَ بينَهم تَتخيّر / فَما شذَّ عن أقوالهم قطُّ مسلمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
وَأكرِم بحفّاظِ الحديث الأكارمِ / أئمّة أصلِ الدين بين العوالمِ
جَهابذ أخبارِ النبيِّ الأعاظمِ / وَبينهمُ اِمتازَ البخاري ومسلمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
وَكَم مِن وليٍّ بينَ مَن قد تَقدّما / هو النيّرُ الأعلى إِذا الكون أظلما
بهِ الدينُ والدنيا بهِ الأرضُ والسما / تُصانُ ومنه يستمدّ فيغنمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
بَدا منهمُ الجيلي وأحمدُ أحمد / عليٌّ وإبراهيم والكلّ سيّدُ
أُلوفُ ألوفٍ عدّهم ليس ينفدُ / خلائفه في الكون كلٌّ محكّمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
وَفي كلِّ عصرٍ من وليٍّ وعالم / ألوفٌ لحفظِ الدين حفظ العوالمِ
رَقَوا فوقَ فوق الخلق دون سلالم / بَلى باِتّباعِ المصطفى فهو سلّمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
وَعَن نورِ خيرِ الخلقِ كلٌّ تفرّعا / ولولاهُ ما نالوا منَ الفضلِ أصبعا
أَرادَ بِهم خيراً فنادى فأسمعا / أَجابوهُ يا لبّيك قال ألا اِسلموا
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
فَدونكَ فاِعلم فضل خير أئمّةٍ / همُ السادةُ القادات من خير أمّة
عَلى أمّة المختارِ هم خير رحمةٍ / بِها أنفُ أهل الكفر ما زال يرغمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
بهِ وبِهم أرجو السماحَ من الباري / وَإِن عظُمت في سالف العمر أوزاري
ذُنوبيَ أوساخٌ وهو مثل أمطارِ / وطهَ هو البحر المحيط وأعظمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
عليهِ صلاةُ اللَّه تَترى تردّدُ / عَلى قدرهِ ليست تعدُّ فتنفدُ
عليهِ سلامُ اللَّه فهو المجدِّدُ / مَكارمَ أخلاقِ الورى والمتمّمُ
عليهِ عبادَ اللَّه صلّوا وسلّموا /
رَأى مدحَ خيرِ الخلقِ صَعباً فَأَحجما
رَأى مدحَ خيرِ الخلقِ صَعباً فَأَحجما / وَقادتهُ أنوارُ المَعاني فأَقدما
بَدا بدرهُ والكونُ يعبسُ مُظلما / فبثَّ بهِ نورَ الهدى فتبسّما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
بَرا نورَهُ الخلّاق قبل العوالمِ / ونبّأهُ مِن قبلِ طينة آدمِ
وَشفّعهُ فيهِ وَفي كلِّ آثم / وَحكّمهُ في ملكهِ فتحكّما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
وَمِن نورهِ كانَ الوجودُ بأسرهِ / وَلولاهُ ما بانَت حقيقة سرّهِ
وَما زالَ مطويّاً بعالمِ أمرهِ / وَلكِن عليهِ الحقُّ بالخلقِ أنعما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
أَبو الناسِ طرّاً أعرفُ الناسِ أرفعُ / أبو كلِّ هَذا الخلقِ والفضل أوسعُ
وَلا عَملٌ واللَّه للَّه يرفعُ / إِذا لَم يكُن من بابه قد تقدّما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
مُقدّم كلِّ الأنبياءِ خِتامهم / معوَّلُهم في المعضلات إمامهُم
فَلا فضلَ جلّت فيه حظّاً سهامُهم / على الخلقِ إلّا سهمهُ كان أعظما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
محمّدٌ المختارُ من آل هاشم / وَمِن كلّ أهلِ الأرض أولاد آدمِ
وَأهلِ السما طرّاً وكلّ العوالمِ / فَما مثلهُ خلقٌ بأرضٍ ولا سما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
تَشرّفتِ الكتبُ القديمةُ باِسمهِ / وَوصفِ مَزاياه وإظهار حكمهِ
نَعَم هيَ كانت من أبيه وأمّهِ / بِأوصافهِ العلياء أدرى وأعلما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
تَناقلهُ الأخيارُ من عهد آدم / كرامُ الورى في الطاهرات الكرائمِ
بكلِّ نكاحٍ من صحيحٍ ولازم / وَما اِقترفوا فيه سفاحاً محرّما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
لَقَد شرّف اللَّه الجدودَ بسرّهِ / بُطوناً ظهوراً والوجودَ بأسرهِ
تَولَّد مِن شمسِ الكمال وبدرهِ / فحلَّ بِهذا الكون نوراً مجسّما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
وَكَم مُعجزاتٍ أعجزَ الخلقَ دحضُها / أَطاعَت فأبدَتها سَماها وأرضُها
بِليلةِ ميلادٍ له كانَ بعضُها / ومِن بعدها بعضٌ وبعضٌ تقدّما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
سَلِ الفيلَ ما هذا الحرانُ الّذي جرى / أَرادوا لهُ التقديمَ وهو تأخّرا
أَكانَ لنورِ المصطفى شاهداً يرى / وَتضليلُ كيدِ الجندِ كان لهم عَمى
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
وَمِن أَين جاءَتهم طيورٌ أبابيل / رَمَتهم بسجّيلٍ بهِ الكلُّ مقتولُ
أَكانَ دَعاها حين عصيانهِ الفيلُ / عَليهم فلبّتهُ فُرادى وتَوأَما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
وَفي ليلةِ الميلادِ شهبُ الكواكبِ / دَنَت وتدلّت كالسهام الثواقبِ
وَنُكّست الأصنامُ من كلِّ جانب / وَقَد أعظَمت في وقتهِ أن تعظّما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
أَضاءَت قصورُ الشامِ مِن ضوء نورهِ / فأبصَرها المكّيُّ من وسط دورهِ
وَقَد فُتحَت في قربِ عهد وزيرهِ / فَكانَ إِليه الدينُ أسرعَ أدوَما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
وَأَطفأَ ذاكَ النورُ ناراً لفارس / فَكَم عابدٍ أبكته عبرة قابسِ
بُحيرتُهم صارَت دموع الأراجسِ / وَمِن بعدهِ أبكاهمُ صبحهُ الدما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
وَإِيوانُ كِسرى قَد هوت شرفاتهُ / وَصاحبهُ بالشقّ مرّت حياتهُ
وَسارَت برُؤيا الموبذانِ رواتهُ / سَطيحٌ بِبُشرى الهاشميِّ ترنّما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
وَناغاهُ بدرُ التمِّ وهو بمهدهِ / لِيقبسَ نوراً ذاكراً حسن عهدهِ
وَمِن بعدُ قَد ناداهُ من أفق سعدهِ / وَقالَ اِنقَسم قِسمين خرَّ مُقسّما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
حَليمةُ سَعدٍ ضاعفَ اللَّه برّها / عَلى حينِ تسقي درّة الكونِ درَّها
وَقَد شاهدَت منهُ نماءً فَسرّها / فيومٌ كشهرٍ وهو كالعام قد نَما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
وَعاشَ يتيماً مِن أبيه وأمّهِ / لَدى جدّهِ حتّى مضى فلعمّهِ
وَما زالَ لطفُ اللَّه أوفر سهمهِ / إِلى أَن نَشا فيهم عَزيزاً مُكرّما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
وَما شاركَ الأقوامَ حيناً بأمرِهم / وَلا سارَ يَوماً في الملاهي بسيرهِم
وَلَم يَرضَ فيما هُم عليه بكفرهِم / وَكانَ بِهم يُدعى الأمينُ المُحكّما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
وَلمّا أرادَ اللَّهُ إظهارَ دينهِ / وَكشفُ المخبّا من خبايا شؤونهِ
حَباهُ علومَ الرسلِ في أربعينهِ / وَجبريلهُ كانَ السفيرَ المعلّما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
تخيّرُه الرحمنُ مِن كلّ ناطق / وَأرسلهُ طرّاً لكلّ الخلائقِ
وَأولاهُ علماً في جميع الحقائقِ / فكانَ عَلى الرسلِ الإمامَ المُقدّما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
وَكَم طاوعَ الشيطانَ فيهِ حواسد / عليهِ لَهُم مِن كلّ شيءٍ شواهدُ
وَلكنّ أَشقى الناسِ غاوٍ معاند / رَأى نورَ طه ثمّ ما زال مُجرِما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
أَتى وَظلامُ الشركِ في الناسِ حالك / وَشيطانهُ في كلّ دين مشاركُ
وَفي كلِّ قلبٍ للظلامِ مبارك / فَجلّى بنورِ الحقِّ ما كانَ مُظلِما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
فَبعضٌ أصلّتهُ النجومُ الطوالعُ / وَبعضٌ لأصنامِ الغواية راكعُ
وَبعضٌ لأشجارِ الضلالة خاضعُ / هداهُم فَصاروا أعقلَ الناس أفهما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
فَلا عزَّ للعُزّى ولا لِمناتِهم / يغوث يعوق النسرَ إهلاكُ لاتهِم
عَلا دينُهم بالرغم عن سرواتهِم / وَهدّمهُ مِن أصلهِ فَتهدّما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
وَعاداهُ مِنهم كلّ شيخٍ مضلّل / عليهِ لأهلِ الشرك كلّ معوّلِ
لَقَد أَقدَموا في حربِ أفضل مرسل / فَما زادهُ الإقدامُ إلّا تقدّما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
عليهِ على حكمِ الضلالِ تعصّبوا / وَمِن كلِّ أوبٍ في أذاه تألّبوا
قَدِ اِجتَمعوا في كُفرِهم وتحزّبوا / فَأهلكَ بعضَ القوم والبعضُ أسلما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
وَكَم مِن رؤوسٍ حانَ وقتُ حَصادها / سَعَت ضدّهُ مِن جهلها بِمعادها
فَحارَبها مِن بعدِ يأسِ رَشادها / وَأَوصلَها بالسيفِ قطعاً جهنّما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
وَأَولاهُ مَولاهُ كرامَ أصاحب / تخيّرهم مِن قومهِ والأجانبِ
أَطاعوهُ حتّى في حروبِ الأقاربِ / فَما سالَموا منهم أباً ضلّ واِبنَما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
دَعاهُم أَجابوا واحِداً بعد واحدِ / عَلى خيفةٍ مِن شرِّ كلِّ معاندِ
تنحّى بِهم مِن قلّةٍ في المعابدِ / وَزادوا فَصاروا بعدُ جَيشاً عَرَمرما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
بِهِم أيّدَ الجبّارُ في الأرض دينهُ / أعزَّ بِهم مختارهُ وأمينهُ
فَلَم يَبرَحوا في أمرهِ يتبعونهُ / إِذا شاءَ شيئاً كان أمراً مُحتّما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
فَمِنهم بَنو أجدادهِ كلُّ باسل / خَبيرٍ بأحوالِ الوغا غير ناكلِ
يُرى معهُ في الحربِ في زيِّ راجلِ / وَأنتَ إِذا حقَّقت أبصرتَ ضَيغما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
لَقَد هجَروا مِن أجلهِ الدارَ والأهلا / وَقَد قَطعوا في حبّهِ الحَزنَ وَالسهلا
وَقَد لبِسوا العرفانَ إِذ خَلعوا الجَهلا / وَصاروا بهِ أَهدى البريّة أَعلما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
وَأَنصارهُ الأبطالُ أفضلُ أنصار / جَبانُهم في الحربِ كالأسدِ الضاري
أَطاعوهُ بالأرواحِ والمال والدارِ / فَروحي فِداهم ما أعزَّ وأكرما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
وَلا تَنسَ صَحباً مِن هُنا وهنالكا / أطاعوهُ خاضوا في رضاهُ المَعاركا
وَمِنهم مَوالٍ ثمّ عادوا موالكا / بأحمدَ نالوا العزّ فذّاً وتوأما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
صحابتهُ كلٌّ عدولٌ أفاضلُ / وَما منهمُ إلّا بهِ الفضل كاملُ
أئمّتَنا مَهما نَفى الحقّ جاهلُ / هَداهُم فكانوا في سما الدينِ أنجُما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
لَقَد جاهَدوا في اللَّه حقّ جهادهِ / وَقَد فتَحوا بالسيف جلَّ بلادهِ
ودينَ الحِجازي عمّموا في عبادهِ / وَلولاهمُ ما جاوزَ الدين زمزما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
وَلا سيّما الصدّيقُ وَالفاتح الثاني / عليٌّ أبو الأشراف من بعد عثمانِ
عَليهم وكلِّ الصحبِ أفضلُ رضوانِ / فَقَد خَدموا المُختارَ حيّاً وبعدما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
وَيا حبّذا الأطهارَ آل محمّد / وأكرِم بِزوجات النبيِّ ومجّدِ
حَوَت بنتهُ الزهراءُ أفضل سؤدد / بهِ فاقتِ الزوجات طرّاً ومريَما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
وَأَبناؤُها حتّى القيامة أفضلُ / منَ الناس طرّاً لا نبيٌّ ومرسلُ
فهُم بضعةٌ للمصطفى من يفضّلُ / سِواها غَدا بالجهلِ لا العلمِ معلما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
وَطهّرهم مِن كلّ رجسٍ مطهّرُ / هو اللَّه فاِفهم فالمُهيمن أخبرُ
وَعَن جدّهم جاءَ الحديث يبشّرُ / وَفاطمةٌ قَد أَحصنتهُ فحرّما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
وَسائرُ زوجاتِ النبيّ كرائمُ / عليهنَّ رضوانُ المهيمن دائمُ
فَضلنَ النِسا والفضل فيهنَّ لازمُ / وَكُنّ لديهِ أقربَ الناس ألزما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
مَواليه كلٌّ منهمُ سادَ قومهُ / وَقَد جعلَ المختارُ كالأهل حكمهُ
فَلا غروَ أَن خلّى أباهُ وعمّه / وَجاءَ له مولاه زيدٌ قد اِنتمى
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
خَوادمهُ والخادمونُ عليهمُ / سَلامٌ منَ الرحمنِ يسري إليهمُ
فَخِدمتهُ كانت فخاراً لديهمُ / وَقَد كانَ حسّادهم أنجمُ السما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /
صِفاتكَ يا خيرَ الخلائق تعظمُ / عنِ المدحِ مهما بالغ المتكلّمُ
وَلَكنّ شَرطي فيك عقدٌ منظّمٌ / وَدونكهُ قد تمّ عقداً منظّما
عَلى ذاتِهِ الرحمنُ صلّى وَسَلّما /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025