المجموع : 12
وَلَكِن مَعاذَ اللَّه لَستُ بِقاذِفٍ
وَلَكِن مَعاذَ اللَّه لَستُ بِقاذِفٍ / بَريئاً لِسَوّاقٍ لِقَومٍ نَوائِحِ
وَما قُلتُ في الأَعمى لِجَهلٍ وَأمِّهِ / وَلَكِن بِأَمرٍ بَيِّنٍ لي واضِحِ
سَأُعرِضُ صَفحاً عَن حُصَينِ لِأُمِّهِ / وَلَستُ عَنِ القرد اِبنِ برد بِصافِحِ
نُسِبتَ إِلى بُردٍ وَأَنتَ لِغَيرِهِ
نُسِبتَ إِلى بُردٍ وَأَنتَ لِغَيرِهِ / فَهَبكَ لِبُردٍ نِكتُ أمَّكَ من بُردُ
لَقَد صارَ بَشّارٌ بَصيراً بِدُبرِهِ
لَقَد صارَ بَشّارٌ بَصيراً بِدُبرِهِ / وَناظِرُهُ بَينَ الأَنامِ ضَريرُ
لَهُ مُقلَةٌ عَمياءُ واستٌ بَصيرَةٌ / إِلى الأَيرِ مِن تَحتِ الثِّيابِ تُشيرُ
عَلى وُدِّهِ أَنَّ الحميرَ تَنيكُهُ / وَإِنَّ جَميعَ العالَمينَ حميرُ
لَقَد كانَ في عَينَيكَ يا حَفصُ شاغِلُ
لَقَد كانَ في عَينَيكَ يا حَفصُ شاغِلُ / وَأَنفٌ كَثيرُ العودِ عَمّا تَتبعُ
تَتَبع لَحناً في كَلامٍ مرقّش / وَوَجهُك مَبنِيٌّ عَلى اللَّحنِ أَجمَعُ
فَأُذناكَ إِقواءٌ وَأَنفُكَ مُكفَأٌ / وَعَيناكَ إيطاءٌ فَأَنتَ المُرَقَّعُ
لَهُ جِسمُ بُرغوثٍ وَعَقلُ مُكاتِبٍ
لَهُ جِسمُ بُرغوثٍ وَعَقلُ مُكاتِبٍ / وَغُلمَةُ سِنّورٍ يبيتُ يُوَلوِلُ
مُحَمَّدُ يا اِبنَ الفَضلِ يا ذا المَحامِدِ
مُحَمَّدُ يا اِبنَ الفَضلِ يا ذا المَحامِدِ / وَيا بَهجَةَ النادي وَزينَ المَشاهِدِ
وَحَقِّكَ ما أَذنَبتُ مُنذُ عَرَفتَني / عَلى خَطَأ يَوماً وَلا عَمدِ عامِدِ
وَلَو كانَ ما أَلفَيتَني مُتَسَرِّعاً / إِلَيكَ بِهِ يَوماً تَسَرَّعَ واجِدِ
وَلَو كانَ ذو فَضلٍ يُسَمّى لِفَضلِهِ / بِغَيرِ اسمِهِ سُمّيتَ أمَّ القَلائِدِ
مَن مُقِرٌّ بِالذَّنبِ لَم يوجِب الل
مَن مُقِرٌّ بِالذَّنبِ لَم يوجِب الل / هُ عَلَيهِ بِسَيِّءٍ إِقرارا
لَيسَ إِلّا بِفَضلِ حِلمِكَ يُعتَد / دُ بلاءً وَما يُعِدُّ اعتِذارا
يا اِبنَ بِنتِ النَّبِيِّ أَحمَد لا أَج / عَلُ إِلّا إِلَيك مِنك الفِرارا
غَيرَ أَنّي جَعَلتُ قَبرَ أَبي أَي / يوبَ لي مِن حَوادِثِ الدَّهرِ جارا
وَحَرِيٌّ من اِستَجارَ بِذاكَ ال / قَبرِ أَن يَأمَنَ الرَّدى والعِثارا
لَم أَجِد لي مِنَ العِبادِ مُجيراً / فَاِستَجَرتُ التُّرابَ وَالأَحجارا
لَستُ أَعتاضُ مِنكَ في بُغيَةِ العِز / زَةِ قَحطانَ كُلَّها وَنِزارا
فَأَنا اليَومَ جارُ مَن لَيسَ في الأَر / ضِ مُجيرٌ أَعَزُّ مِنهُ جِوارا
يا اِبنَ بِنتِ النَّبِيِّ يا خَيرَ مَن حَط / طَت إِلَيهِ الغَوارِبُ الأَكوارا
إِن أَكُن مُذنِباً فَأَنتَ اِبنُ مَن كا / نَ لِمَن كانَ مُذنِباً غَفّارا
فَاِعفُ عَنّي فَقَد قَدِرتَ وَخَيرُ ال / عَفوِ ما قُلتَ كُن فَكانَ اِقتِدارا
لَو يُطيلُ الأَعمارَ جارٌ لِعِزٍّ / كانَ جاري يُطَوِّلُ الأَعمارا
أَلَستَ بوُدّي واثِقاً لَك إِنَّني
أَلَستَ بوُدّي واثِقاً لَك إِنَّني / بودّكَ مِنّي واثِقٌ بي فَاِعلَما
أَما وَالَّذي نادى مِنَ الطّورِ عَبدَهُ / وَكَرَّمَ بِالإِنجيلِ عيسى بنَ مَريَما
وَخَصَّ بِآياتِ القُرآنِ مُحَمَّداً / نَبِيَّ الهُدى صَلّى عَلَيهِ وَسَلَّما
لَقَد حُزتَ مِن قَلبي مَكاناً مُمَنَّعا / أَرى لَكَ فيهِ أَن أُريقَ لَكَ الدَّما
أَرى ذاكَ مِن غُنمٍ وَلَستُ أَرى الَّذي / يَرى الناسُ مِن غُنمِ المَكاسِبِ مُغنَما
سَأَشرَبُ كَأسَيكَ اللَّتينِ سَقَيتَني / وَإِن كانَتا وَاللَّهِ صابا وَعَلقَما
وَأُدخِلُ كَفّي إِثرَ كَفِّكَ في الَّذي / عَراكَ وَلَو أَدخَلتُها ثَقبَ أَرقَما
أَلا قُل لِعَبدِ اللَّهِ إِنَّكَ واحِدٌ
أَلا قُل لِعَبدِ اللَّهِ إِنَّكَ واحِدٌ / وِمِثلُكَ في هَذا الزَّمانِ كَثيرُ
قَطَعتَ إِخائي ظالِماً وَهَجَرتَني / وَلَيسَ أَخي مَن في الإِخاءِ يَجورُ
أُديمُ لِأَهلِ الوُدِّ وُدّي وَإِنَّني / لِمَن رامَ هَجري ظالِماً لَهَجورُ
وَلَو أَنَّ بَعضي رابَني لَقَطَعتُهُ / وَإِنّي بِقَطعِ الرّائِبينَ جَديرُ
فَلا تَحسَبَن مَنحي لَكَ الوُدَّ خالِصاً / لِعِزٍّ وَلا أَنّي إِلَيكَ فَقيرُ
وَدونَكَ حَظّي مِنكَ لَستُ أُريدُهُ / طَوالَ اللَيالي ما أَقامَ ثَبيرُ
أَلا مَن لِقَلب مُستَهامٍ مُعَذَّبِ
أَلا مَن لِقَلب مُستَهامٍ مُعَذَّبِ / بِحُبِّ غَزالٍ في الحِجالِ مُرَبَّبِ
يَراهُ فَلا يَسطيعُ رَدّاً لِطَرفِهِ / إِلَيهِ حَذار الكاشِحِ المُتَرَقِّبِ
وَلَولا مَليكٌ نافِذٌ فيهِ حُكمُهُ / لأَدّى وصالاً ذاهِباً كُلَّ مَذهَبِ
تَغَبَّرتُ خلفَ اللَّهوِ بَعد صِرارِهِ / فَبُحتُ بِما أَلقاهُ مِن حُبِّ زَينَبِ
أَخي كُفَّ عَن لَومي فَإِنَّكَ لا تَدري
أَخي كُفَّ عَن لَومي فَإِنَّكَ لا تَدري / بِما فَعَلَ الحُبُّ المُبَرِّحُ في صَدري
أَخي أَنتَ تلحاني وَقَلبُكَ فارِغٌ / وَقَلبي مَشغولُ الجَوانِحِ بِالفِكرِ
أَخي إِنَّ دائي لَيسَ عِندي دَواؤُهُ / وَلَكِن دَوائي عِندَ قَلبِ أَبي بِشرِ
دَوائي وَدائي عِندَ مَن لَو رَأَيتهُ / يُقَلِّبُ عَينَيهِ لأَقصَرتَ عَن زَجري
فَأُقسِمُ لَو أَصبَحتَ في لَوعَةِ الهَوى / لأَقصَرتَ عَن لَومي وَأَطنَبتَ في عُذري
وَلَكِن بَلائي مِنكَ أَنَّكَ ناصِعٌ / وَأَنَّكَ لا تَدري بِأَنَّكَ لا تَدري
أَلا أَيُّهَذا القانِتُ المُتَهَجِّدُ
أَلا أَيُّهَذا القانِتُ المُتَهَجِّدُ / صَلاتُكَ لِلرَّحمنِ أَم لِيَ تَسجُدُ
أَما وَالَّذي نادى مِنَ الطّورِ عَبدَهُ / لَمِن غَيرِ ما برٍّ تَقومُ وَتَقعُدُ
فَهَلا اِتَّقَيتَ اللَّهَ إِذ كُنتَ والِياً / بِصَنعاءَ تَبري مَن وَليتَ وَتَجرُدُ
وَيشهَدُ لي أَنّي بِذَلِكَ صادِقٌ / حُرَيثٌ وَيَحيى لي بِذَلِكَ يَشهَدُ
وَعِندَ أَبي صَفوانَ فيكَ شَهادَةٌ / وَبَكرٍ وَبَكرٌ مُسلِمٌ مُتَهَجِّدُ
فَإِن قُلتَ زِدني في الشُّهودِ فَإِنَّهُ / سَيَشهَدُ لي أَيضاً بِذاكَ مُحَمَّدُ