المجموع : 3
أَلا يا لَقَومي لِلرُّقادِ المُسَهَّدِ
أَلا يا لَقَومي لِلرُّقادِ المُسَهَّدِ / وَلِلماءِ مَمنوعاً إِلى الحائِمِ الصَّدي
وَللحال بَعد الحالِ يَركَبُها الفَتى / وَللحُبِّ بعد السَّلوَةِ المُتَمَرِّدِ
وللمرء لا عَمَّن يُحِبُّ بِمُرعَوٍ / وَلا لِسَبيلِ الرُّشدِ يَوماً بِمُهتَدي
وللمرء يُلحى في التصابي وقبلَهُ / صبابا لغواني كُلُّ قرمٍ مُمجَّدِ
وَقَد قالَ أَقوامٌ وَهُم يعذلونَهُ / لَقَد طالَ تَعذيبُ الفُؤادِ المصيَّدِ
وَكَيفَ تَناسى القَلبُ سَلمى وَحُبُّها / كَجَمرِ غَضىً بَينَ الشَّرايفِ موقدِ
إِلَيكَ إِمامَ الناس مِن بَطنِ يَثرِبٍ / وَنِعمَ أَخو ذي الحاجَةِ المُتَعَمَّدِ
رَحَلنا لِأَنَّ الجودَ مِنكَ خَليقَةٌ / وَأَنَّكَ لَم يَذمُم جَنابَكَ مُجتَدي
مَلَكتَ فَزِدتَ الناسَ ما لَم يَزِدهُمُ / إِمامٌ مِنَ المَعروفِ غَيرِ المُصَرَّدِ
وَقُمتَ وَلَم تَنقُض قَضاءَ خَليفَةٍ / وَلَكِن بِما ساروا مِنَ الفِعلِ تَقتَدي
وَلَمّا وليتَ المُلكَ ضارَبتَ دونَهُ / وَأَسنَدتَهُ لا تَأتَلي خَيرَ مُسنَدِ
جَعَلتَ هِشاماً وَالوَليدَ ذَخيرَةً / وَليينِ لِلعَهدِ الوَثيقِ المُؤَكَّدِ
وَأَمضَيتَ عَزماً في سُلَيمانَ راشِداً / وَمَن يَعتَصِم بِاللَّهِ مِثلك يرشدِ
نَأَتكَ سُلَيمى فَالهَوى مُتَشاجِرٌ
نَأَتكَ سُلَيمى فَالهَوى مُتَشاجِرٌ / وَفي نَأيها لِلقَلبِ داءٌ مُخامِرُ
نَأَتكَ وهام القَلبُ نَأياً بِذِكرِها / ولجّ كَما لَجَّ الخَليعُ المُقامِرُ
بواضحة الأَقرابِ خَفّاقَةِ الحَشى / برهرَهة لا يَجتَويها المُعاشِرُ
إِذا عَدَّدَ الناسُ المَكارِمَ وَالعُلا / فَلا يَفخَرَن يَوماً عَلى الغَمرِ فاخِرُ
تَراهُم خشوعاً حينَ يَبدو مَهابَةً / كَما خَشَعَت يَوماً لِكِسرى الأَساوِرُ
أغَرّ بِطاحِيٌّ كَأَنَّ جَبينَهُ / إِذا ما بَدا بَدرٌ إِذا لاحَ باهِرُ
وَقى عِرضَهُ بِالمالِ فَالمالُ جُنَّةٌ / لَهُ وَأَهانَ المالَ وَالعِرضُ وافِرُ
وَفي سَيبه لِلمُجتَدينَ عِمارَةٌ / وَفي سَيفِهِ لِلدّينِ عِزٌّ وَناصِرُ
نَماهُ إلى فَرعَي لُؤَيِّ بنِ غالِبٍ / أَبوهُ أَبو العاصي وَحَربٌ وَعامِرُ
وَخَمسَةُ آباءٍ لَهُ قَد تَتابَعوا / خَلائِفُ عَدلٍ مُلكُهُم مُتَواتِرُ
بهاليلُ سَبّاقونَ في كُلِّ غايَةٍ / إِذا اِستَبَقَت في المَكرُماتِ المَعاشِرُ
هُمُ خَيرُ مَن بَين الحجونِ إِلى الصَّفا / إِلى حَيثُ أَفضَت بِالبِطاحِ الحَزاوِرُ
وَهُم جَمَعوا هَذا الأَنامَ عَلى الهدى / وَقَد فرقَت بَينَ الأَنامِ البَصائِرُ
بَني عَمِّنا ما أَسرَعَ اللَّومَ مِنكُمُ
بَني عَمِّنا ما أَسرَعَ اللَّومَ مِنكُمُ / إِلَينا وَما نَبغي عَلَيكُم وَلا نَجُر
بَني عَمِّنا إِنَّ الرِّكابَ بِأَهلِها / إِذا ساءَها المَولى تَروحُ وَتَبتَكِر
بَني عَمِّنا إِنّا نَفيءُ إِلَيكُمُ / بِأَحلامِنا في الحادِثِ الهائِلِ النُّكُر
وَنَشرَبُ رَنقَ الماءِ مِن دونِ سُخطِكُم / وَلا يَستَوي الصافي مِنَ الماءِ وَالكَدِر
أَرى قَومَنا لا يَغفِرونَ ذُنوبَنا / وَنَحنُ إِذا ما أَذنَبوا لَهُم غُفُر