القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : البُرَعي الكل
المجموع : 23
تَجَلَّت لِوحدانية الحق أَنوار
تَجَلَّت لِوحدانية الحق أَنوار / فدلت عَلى أَن الجحود هو العار
وَأَغرت لداعي الحق كل موحد / بمقعد صدق حبذا الجار وَالدار
وَأَبدَت مَعاني ذاته بصفاته / فَلَم يحتمل عقل المحبين أنكار
تَراءى لهم في الغَيب جل جَلاله / عيانا فَلَم يدركه سمع وَأَبصار
مَعان عقلن العقل وَالعَقل ذاهِل / واقباله في برزخ البحث أَدبار
اذاهمّ وَهم الفكر ادراك ذاته / تعارض أَوهام عليه وَأَفكار
وَكَيفَ يحيط الكيف ادراك حده / وَلَيسَ له في الكَيف حدو مقدار
وَأَينَ يحل الاين منه وَلَم يَكن / مَع اللَه غير اللَه عين وَآثار
وَلا شيء مَعلوم وَلا الكَون مضيئة / وَلا الرزق مَقسوم وَلا الخلق افطار
وَلا الشمس بالنور المنير مضيئة / وَلا القمر الساري وَلا النجم سيار
فأنشأ في سلطانه الأرض وَالسَما / ليخلق منها ما يَشاء وَيَختار
وَزين بالكرسي وَالعَرش ملكه / فمن نوره حجب عليه وَأَستار
فَسُبحان من تعنو الوجوه لوجهه / وَيَلقاه رهن الذل من هو جبار
وَمن كل شيء خاضع تحت قهره / تصرّفه في الطوع والقهر أَقدار
عَظيم يهون الاعظمون لعزه / شديد القوى كاف لدى القهر قهار
لطيف بلطف الصنع فضلنا على / خَلائق لا تحصى وَذَلكَ ايثار
يرى حركات النمل في ظلم الدجى / وَلم يحف اعلان عليه واسرار
وَيحصى عديد النمل وَالقطر وَالحصى / وما اشتملت نجد عليه وأغوار
ووزن جبال كم مَثاقيل بنوره / دراها وكيل البحر والبحر تيار
أَضاءَت قُلوب العارفين بنوره / فَباحَت بأحوال المحبين أَسرار
وَشق عَلى أَسمائهم من عَلى اسمه / عَلى الاصل فهو البر والقَوم أَبرار
فَذاكَ الَّذي يلجا إِليه توكلا / عليه وَيَعصى وَهُوَ بالحلم ستار
فأدنى الرجا للخلق من باب فضله / لتمعي اسا آن وَتغفر أَوزار
وَضامنة الآمال تَسعى مواشيا / إِلى مزن استغفاره وَهُوَ غفار
تسبح ذرّات الوجود بحمده / وَيسجد بالتَعظيم نجم وَأَشجار
وَيبكى غمام الغيث طوعا لامره / فتَضحَك مِمّا يَفعَل الغَيث أَزهار
ومن شق وجه الأَرض عن معشب الثرى / وَتَجري وَلا يَجري سِوى اللَهَ أَنهار
ومن عرد القمرى شكرا لربه / فَجاوبن بأسجع الالهى أَطيار
وان نفحت هوج النسيم تعطرت / به خلع الأَكوان وَالسكون معطار
تَبارك رب الملك وَالمَلكوت من / عَجائِب يرويهن بدو وَحضار
فَيا نفس للاحسان عودى فربما / أقلت عثارا فابن آدم معثار
وَيا فرقة الاحباب بالرغم لا الرضا / لعل بلطف اللَه تجمعنا الدار
فأصبح في الأَرض البَعيدة عهدها / فَلا ثم أَوطان وَلاثم أَقطار
وأدرك من ريحانة القلب نظرة / وَراها لصوم القلب عيد وافطار
الهى أذقني برد عفوك واهدنى / اليك بِما يُرضيك فالدهر غرار
وصل حبل أنسى باجتماع أحبتى / فَفي صرم حبل الانس بشمت غدار
وصن ماء وَجهي عَن مقام مذلة / وَحصنه من جور الطغاة اذا جاروا
فاني بِتَقصيري وَفَقري وَفاقَتي / عَلى أَملى من مصر حودك أَمتار
خَلعت عذارى واعتذرتك سيدى / وَلَم يَبقَ لي بعد اعتذاري أعذار
فَقل فزت يا عبدالرَحيم بِرَحمَتي / وَطبت وَلا خزى لديك وَلا عار
وأكرم لاجلى من يَليني وأعطنا / من النار أَمنا يوم تستعر النار
وَصل عَلى روح الحَبيب محمد / حميد المَساعي فَهُو في الخلق مختار
وَأَزواجه والآل وَالصحب انهم / له وَلدين الحق بالحق أَنصار
لَك الحَمد حمدا نستلذ به ذكرا
لَك الحَمد حمدا نستلذ به ذكرا / وان كنت لا أَحصي ثناء وَلا شكرا
لَك الحَمد حَمداً طَيبا يَملأ السَما / وَأَقطارها وَالأَرض وَالبر وَالبَحرا
لَك الحَمدُ حَمد اسر مدبا مُباركا / يقل مداد البحر عن كتبه حصرا
لَك الحمد تَعظيما لوجهك قائما / يخصك في السراء منى وَفي الضرا
لَك الحمد مقرونا بشكرك دائما / لَك الحمد في الاولى لك الحمد في الاخرى
لَك الحَمد حمد اطيب أَنتَ أَهله / عَلى كل حال يشمل السر والجهرا
لَك الحمد موصولا بغير نهاية / وَأَنتَ الهى ما أَحق وَما أحرى
لَك الحمد يا ذا الكِبرياء ومن يكن / بحمدك ذا شكر فقد احرزا الشكرا
لَك الحمد حَمدا لا يعد لحاصر / أَيحصى الحصى وَالنبت وَالرمل وَالقطرا
لَك الحَمد أَضعافا مضاعفة عَلى / لطائف ما أَحلى لدينا وَما أَمرا
لَك الحمد ما أَولاك بالحمد وَالثَنا / عَلى نعم أَتبعتها نعما تترى
لَك الحمد حمد أَنتَ وَفقتنا له / وَعلمتنا من حمدك النظم وَالنثرا
لَك الحَمدُ حَمد انبتغيه وَسيلة / اليك لِتَجديد اللطائف وَالبشرى
لَكَ الحَمد كم قلدتنا من صَنيعة / وَأَبدلتنا بالعسر يا سيدي يسرا
لَك الحمد كم من عثرة قد أقلتنا / ومن زلة أَلبستنا معها سترا
لَك الحمد كم خصصتني ورفعتني / عَلى نظرائي من بَني زَمَني قدرا
لَك الحمد حمدا فيه وردى وَمشرعي / اذا خابَت الآمال في السنة الغبرا
لَك الحمد حَمدا ينسخ الفقر بالغنى / اذا خرت يا مَولاي بعد الغنى فقرا
الهى تغمدني برحمتك الَّتي / وَسعت وَأَوسعت البرايا بهابرا
وَقوّ بروح منك ضعفي وَهمتي / عَلى الفقر واغفر زلتي واقبل العذار
فاني من تَدبير حالي وَحيلَتي / اليك ومن حولي وَمن قوتي أَبرا
ومن ماء وَجهي عَن سؤال مذلة / وَعَن جوردهر لَم يزل حلوه مرا
وَلا طف أَطيفالي واخوتهم فقد / رمتهم خطوب ما أَطاقوا لَها صَبرا
وَهم يألفون الخير وَالخير واسع / لديك وَلا وَاللَه ما عرفوا شرا
ربوافى ربا روض النَعيم وظله / فجدد لهم من جودك النعمة الخضرا
ومن محن الدنيا والاخرى تولهم / بخير وَيسرهم بفضلك اليسرى
وهبنى لهم أَسعى عليهم مجاهدا / لوجهك وافسح لي بطاعتك العمرا
وَبعد حَياتي في رضاكَ توفني / عَلى الملة البَيضاء وَالسنة الزهرا
وَفي القبر آنس وحشتي بند وحدتي / فان نزيل القر يَستَوحش القبرا
وان ضاق أَهل الحشر ذرعا بموقف / بك الكتب تعطى باليَمين وَباليسرى
فقل فزت يا عبدالرَحيم برحمتي / وَمَغفرتي لا تَخش بؤسا وَلا ضرا
وأكرم لاجلى مَن يَليني رحامة / وَصحبا وَفرج همنا واغفر الوزرا
وَلا نبق لي مِمّا نويت علاقة / وَلا حاجة كبرى وَلا حاجة صغرى
وَصل عَلى روح الحَبيب محمد / حميد المَساعي مقتَفي مضر الحمرا
صَلاة وَتَسليما عليه وَرَحمة / مباركة تَنمو فَتَستَغرق الدهرا
وَتَشمَل كل الآل ما هبت الصبا / وَما سرت الركبان في اللَيلة الغرا
عَسى من خفيّ اللطف سبحانه لطف
عَسى من خفيّ اللطف سبحانه لطف / بعطفة برّ فالكَريم له عطف
عَسى من لطيف الصنع نظرة رحمة / الى من جفاه الأهل وَالصحب والالف
عَسى فرج يأتي به اللَه عاجِلا / يسربه المَلهوف اذعمه اللهف
عَسى لِغَريب الدار تَدبير رأَفة / وبرّ من الباري اذا العيش لم يصف
عَسى نفحة فردية صعدية / بها تَنقَضي الحاجات وَالشمل يلتف
فاتى وَالشَكوى الى اللَه كالَّذي / رمى نفسه في لجة موجها يَطفو
فمن محن الأَيام قَلبي معذب / أَلمّ بروحي قبل حتف الفنا حتف
وانى لارضى ما قَضى اللَه لي وَلَو / عبدت عَلى حرف لازوى بي الحرف
ولَم ابن حسن الظن في سيدى عَلى / شفا جرف هارفينها ربي الجر ف
وَلَكِن دعوت اللَه يكشف كُربَتي / فَما كربة الاومنه لها كشف
فَكَم بسطت كف لسوء تريدني / فَقالَ لَها الكافى ألاغلب الكف
وَكَم هم صرف الدهر يصرف غابه / عَليّ فَجاء الغوث وانصرف الصرف
وَلَم أَعتَصِم بِاللَه الاومدلى / من البر ظلا في رضاء له وكف
واني لمستغن بِفَقري وَفاقَتي / اليه ومستقر وان كان بي ضعف
وَفي الغبب للعبد الضَعيف لطائف / بها جفت الاقلام واِنطَوَت الصحف
فَكَم راحَ روح اللَه في خلقه وَكَم / غَدا قبل أَن يرتد لِلناظر الطرف
بقدرة من شد الهوى وَبقى السما / طَرائق فوق الأَرض فهي لها سقف
وَمن نصب الكرسي وَالعَرش واِستَوى / عَلى العَرش والاملاك من حوله حفوا
ومن بسط الارضين فهي بلطفه / لحى بَني الدنيا وميتهم ظرف
وَأَلقى الجبال الشم فيها رواسيا / فَلَيسَ لها من قبل موعد هانسف
والبسها من سندس النبت بهجة / من القطر ما صنف يشابهه صنف
وَسخر من نشر السحاب لواقعا / اذا اِنتَشَرَت درث سحائبها الوطف
وأنشأ من الفافها كل حبة / بها الاب وَالريحان وَالحب وَالعَصف
وَيَعلَم مسرى كل سار وَسارب / وَما أَعلَنوه من خَطايا وَما أَخفوا
وبحصى الحصى وَالقطر وَالنبت في الثَرى / والاحقاف عداقل أَو كثرا لحقف
وَيَدري دَبيب النَمل في اللَيل ان سعت / وان وقفت ما أَمكن السعى وَالوقف
ووزن جِبال كَم مَثاقيل ذرة / وَكيل بحار لا يغيضها نزف
وَكَم في غَريب الملك وَالمَلكوت من / عَجائِب لا يحصى لا يسرها وصف
فَسُبحانه ان هم وهم لذاته / بكفء وَتكييف يلجمه الكف
وَلَم تحط الست الجهات بذاته / فأين يَكون الاين وَالقبل وَالخلف
الهى أقلنى عثرَتي وَتولتي / بعفو فان النائبات لها عنف
خلعت عذارى ثم جئتك عامِدا / بعذرى فان لم تعف عَني فمن يَعفو
وَأَنتَ غياثي عند كل ملمة / وَلَهفي اذا لَم يَبقَ بين الوَرى كهف
فَكَم صاحب رافقته ليَكون لي / رَفيقا فأَضحى وَهُو بادى الجفا خلف
وَما شئت من قوم أعد صديقهم / اذا اِستنصر وازالوا وان وزنوا خفوا
طباع ذئاب في ثياب جَميلة / بصائرهم عمى قلوبهم غلف
تَلوح عليهم لِلنفاق دَلائل / وَبالحك يَبدو الزيف وَالذَهَب الصرف
فحل سيدى ما عشت بيني وَبينهم / بحولك حَتّى يَخضع الفرد والالف
وَأَعلى مَقامي وانصب اسمي بحفظهم / لتصرف كل اسم يحق له الصرف
لانك معروفى ومنك عوارفى / اذا اِستنكر المَعروف واِنقطَع العرف
واثبت بنور العلم وَالحلم منك لي / سَعادة حظ ما لمثبتها حذف
وأيد بحرف الكاف وَالنون حِجَتي / لِيَسبق لي من كل صالحة حرف
وَقل فزت يا عَبد الرَحيم برحمة / وَمغفرة يوم المَلائك يصطَفوا
واكرم لاجلي من يليني واعطنا / من النار أَمنا يوم كل له ضعف
وَصل عَلى روح الحَبيب محمد / صَلاة عَلاها النور واِنتشر العرف
وأَزواجه والآل وَالصحب ما اِنثَنَت / أَراكَ الحمى وانساب بالابل الزحف
لَك الحَمد يا مستوجب الحمد دائما
لَك الحَمد يا مستوجب الحمد دائما / عَلى كل حالٍ حمدُ فانٍ لدائمِ
وَسُبحانك اللهم تَسبيح شاكِر / لمعروفك المَعروف ياذا المَراحِم
فَكَم لَك من ستر على كل خاطىء / وَكَم لَك من برعلى كل ظالم
وجودك مَوجود وَفضلك فائض / وَأَنتَ الَّذي ترحى لتكشف العَظائم
وَبابك مَفتوح لكل مؤمل / وَبرك ممنوح لكل مصارم
فَيا فالق الاصباح وَالحب وَالنوى / وَيا قاسِم الارزاق بين العَوالِم
وَيا كافِل الحيتان في لج بحرها / وَمؤنس في الآفاق وَحش البَهائم
وَيا مُحصي الأَوراق وَالنَبت وَالحَصى / وَرَمل الفلا عَدا وَقطر الغَمائم
اليك توسَلنا بك اغفر ذنوبنا / وَخفف عَن العاصين ثقل المَظالِم
وَحَبِب إِلَينا الحق واعصم قلوبنا / من الزيغ وَالاهواء يا خير عاصم
وَدَمِر أَعادينا بسلطانك الَّذي / أذل وأننى كل عات وَغاشِم
وَمن علينا يوم يَنكَشِف الغَطا / بستر خَطايانا وَمحو الجَرائم
وَصل عَلى خَيرِ البَرايا نَبينا / محمد المَبعوث صفوة آدم
اليه به سبحانه أَتَوَسَل
اليه به سبحانه أَتَوَسَل / وَأَرجو الَّذي يُرجى لديه واسأل
وأحسن قَصدي في خُضوعي وَذلتي / له وَعَليه وحده أَتوَكَل
وأصحب آمالي إِلى فضل جوده / وأنزل حاجاتي بِمَن لَيسَ يبخل
فَسُبحانه من أَوَّل هو آخِر / وَسُبحانه من آخر هُوَ أَوَّل
وَسُبحان من تعنو الوجوه لِوَحهِهِ / ومن كل ذي عز له يَتَذَلل
ومن هو فرد لا نَظير له وَلا / شَبيه وَلا مثل به يَتَمَثَل
ومن كلت الافهام عَن وصف ذاته / فَلَيسَ لها في الكيف والاين مدخل
تكفل فضلا لا وجوبا برزقه / عَلى الخلق فهو الرازِق المتكفل
وَلَم يأخذ العبد المسىء بذنبه / وَلكنه يرجى لامر وَيمهل
حَليم عَظيم راحِم متكرم / رؤف رَحيم واهب متطوّل
جواد مجيد مشفق متعطف / جَليل جَميل منعم متفضل
له الراسيات الشم تهبط خشية / وَتنشق عَن ماء يسيح وَيخضل
وأنشأ من لا شيء محبا هو اطلا / يسبح فيها رعدها وَيهلل
وأَحيا نَواحي الأَرض من بعد مَوتِها / بمنسجم غيث من السحب يهمل
واجرى بِلا نفخ رياحا لواقحها / تَسير بلا شخص يحاط وَيعقل
فَسُبحان مَجرى الريح في كل موضع / لتبلغ كل العالمين وَتشمل
عَلى أَنه في عز سلطانه يَرى / وَيَسمَع منا ما نجد ونهزل
يحيط بما تخفى الضَمائر عمله / وَيَدري دَبيب النمل وَاللَيل أَلبل
وَيَحصى عديد القطر وَالرَمل وَالحَصى / وَما هُوَ أَدنى منه عدا وأَكمَل
وَيَعلَم ما قدر الجبال وَوزنها / مَثاقيل ذر أَو أَخف وَأَثقَل
حَنانيك يا من فضله الجم فائض / وَمن جوده المَوجود للخلق يَشمَل
وَيا غافِر الزلات وَهي عَظيمة / وَيا نافِذ التَدبير ما شاء يَفعَل
وَيا فالق الاصباح وَالحب وَالنوى / وَيا باعِث الاشباح في الحشر تنسل
أَجِب دَعوَتي يا سَيدي واقض حاجَتي / سَريعا فَشأن العَبد يَدعو وَيعجل
فَما حاجَتي الا الَّتي قَد عَلِمتها / وان عظمت عِندي فَعندك تسهل
تول ابن يحيى الشارقى محمدا / وأبلغه في الدارَين ما هُوَ يأمل
وأسبل عَليهِ الستر من كل نكبة / فَسَترك مَسدول عَلى الخَلق مسبل
وأكرمه بالقرآن واجعله حجة / لَهُ شافعا اذ لا شَفاعَة تقبل
فَيا طول ما يَتلوه يَرجو بضاعة / مضاعَفة يَوم الجَزا لَيسَ تهمل
وَلاطفه وارحم من يَليه رحامة / وَصحبا فان البعض للبعض يحمل
أَجرهم من الدنيا وَمن نكباتها / وَجازهم يوم العشار تعطل
وَقائلها واغفر خَطاياه أَنَّه / أَسير باثقال الذنوب مكبل
أَتاكَ وَلا قَلب سَليم مطهر / وَلا عمل تَرضى به كان يفعل
وَلا يَرتَجي من عند غيرك رحمة / وَلا يَبتَغي فَضلا لمن يتفضل
بَلى جاء مسكينا مقرا بِذَنبه / ذنوب وَأَوزار عَلى الظهر تحمل
فَحَقِق رَجائي فيك يا غاية المنى / فانت لمن يَرجوك حصن مؤمل
وَقل أَنتَ يا عَبدالرَحيم لِرَحمَتي / خلقت ومن يعنيك فهو مجمل
سأغرقكم في بحر جودى كَرامة / وأومنكم يوم المراضع تذهل
وان فتحت جنات عدن لداخل / فَقُل يا عِبادي هَذه الجنة ادخلوا
فَجودك يا ذا الكبرياء مؤمل / وَحبلك للراجين بالخير يوصل
وَصل وَسلم كل لمحة ناظر / عَلى أَحمد ما حن رعد مجلجل
صَلاة تحاكى الشمس نورا وَرِفعَة / وتفضح أَزهار الرياض وَنجعل
تخص حَبيب الزائين وَتثنى / عَلى آله اذهم أَعز وَأَفضل
دمى طلل بين الطلول بحا جر
دمى طلل بين الطلول بحا جر / فَلا تعجَبوا من عبرة بمحاجري
وَخلوا فؤادي يستبيد فراقهم / غراما يَرى ما بين ناس وَذاكر
فذكرى حييمات الاباطح لم تزل / تهيج لِقَلبي وَجد مَجنون عامر
وَما الحب الا لوعة وَصَبابة / تذيب وَمهجور يحن لهاجر
وخل الهَوى العذرى ينم به الفَتى / بخلع عذار الحب من غير عاذر
عَسى نسمة من سفح نجد تهب لي / بريح الخزامى وَاليشام النواضر
وَتشرَح لي حال الغَريق فَربما / ازاحَت بذكري منجد وجد غائر
فَلِلَّه عيش بالحمى سمحت به / شحاح الغواني في المغاني الدوائِر
ليال سرقناهن من زمن مضت / به غفلات العيش من شعب حاجر
أَما وَالَّذي حج الخَلائق بيته / رجالا وَركباناعَلى كل ضامر
وَمن طاف تعظيما وهرول ساعيا / وَكرر أَذكار الصفا وَالمَشاعِر
لاستعطفن الوصل منكم عَلى النَوى / بلوعة قلب أَو بعبرة ناظر
فَما برحت مَرضى الرياح تنم عَن / قديم غرام في خفى ضمائري
وَيوم كظل الرمح خلفت طوله / وَرائي واِستقبلت ليلة ساهر
أَشيم بروقا من غوير تهامة / وأخرى بنجد نصب تلك الغَوائِر
وَتنظر عيني نور شمس جلاله / قبال قبا تجلود ياجى الدياجر
شعاع تسامى من ضَريح محمد / وأشرقن منه طالعات البَشائِر
هُوَ الرَحمة المهداة للخلق حبذا / كَريم السَجايا خير باد وَحاضِر
أَلَيسَ انشقاق البدر معجزة له / وَظل غمام الجو عند الهواجر
وَسجدة أَجمال وَسجدة ظبية / وَحنة جذع من هشيم المنابر
وَتَسبيح حصباء ليمن يَمينه / وَفيض زلال الماء يوم العَساكِر
واخبار عضو الشاة أنى مسمم / فتبا لافعال اليهود الاصاغر
وَيوم دعا الاشجار من غير حاجة / سعت نحو خير الخلق سعى مبادر
وأشبع يوم الخندق الجيش كله / بصاع شعير كان في بيت جابر
وَفي ثمر أَهوى بسهم فَلَم يزل / بِجيش لهم بالرمى من غير حافِر
وَمسرى رَسول اللَه من بطن مكة / الى المَسجد الاقصى كلمحة ناظر
فأم بها الاملاك وَالرسل واِنثَنى / الى الملا الاعلى بقدرة قادِر
وَساربه جبريل في سمر الرضا / وَبشر من أَهل السما كل سامر
وَزج به في النور حَتّى اذا اِنتَهى / الى موقف ما فيه نهج لسائر
اشار إِليه اللَه بالبشر فاِنثَنى / يَخوض بحار النور خوض مباشر
مشاهد لم توطأ بأخمص غيره / وآثار تخصيص عَلى كل آثر
وَبَيداء نور وحده جاز جنحها / عَلى قدم ساع إِلى الخير طاهر
فَلَمّا دَنا من قاب قَوسين رفعة / وألبسه الرحمن تاج المفاخر
سَقاه بكأس الحب من فوق عرشه / سلافة قرب لا سلافة عاصر
وَتوأه فوق النبيين رتبة / تحاشى بها عَن مشبه وَمناظر
وَشفعه في المذنبين مدائحا / خَصائص أخرى لا تعد لحاصر
غداة لواء الحمد وَالكوثر الَّذي / يوافيه ظامى الورد بالمصادر
اليك شفع المذنبين مدائحا / مؤلفة تزوى بنظم الجَواهِر
أَتيتك يا شمس الهدى متشفعا / بها لاخى في اللَه أَعنى الحصاورى
سميك يا مَولاي أَثقل ظهره / بفعل المناهى واِجتناب الاوامر
فَكن من جَميع النائبات حمى له / وَعامله بالحسنى وواصل وَناصر
ازح محن الدارين بالعطف منك عَن / مؤلفها عَبد الرَحيم المهاجري
وأتمم لنا النعمى عَلى ذي قَرابة / وَصحب وأَشياخ وَحار وَمجاور
وَصلى عليك اللَه ما هبت الصبا / وَما حن رعد في عريض المواطر
صَلاة اذا خصتك عمت بنورها / بقية أَصحاب وآل أَخاير
حروف معان أَو عقود جواهر
حروف معان أَو عقود جواهر / تحاكى مصابيح النجوم الزواهر
وابر يزتبر بزمن النظم فتحت / قوافيه زهرا في رياض الدفاتر
يَروح بأرواح المحامد حسنها / فيرقى بها في ساميات المفاخر
فَتلك عَلى بعد الديار وَقربها / قَريبة عهد بالحَبيب المهاجر
عَرائس لا ينكحن غير مهذب / كَريم وَلا يعشقن من لم يخاطر
اذا ما هَداها الفكر أَهدت لذي النهي / شَمائل أَشهى من شمول المعاصر
تشعشع من نور المَعاني عناية / بها تضرب الامثال بين المَعاشِر
وَتنظم مِن نثر المثانى قَلائدا / تزخرف جيد الجود من كل فاخر
وَتنشر من طي المروءة لِلفَتى / مَكارِم أَخلاق وَحسن سرائر
اذا ستروها بالحجاب تبرجت / محاسن تَبدو من وَراء السَتائِر
وان فض في الاكوان مسك ختامها / تعطر منها كل نجد وَغائر
تخيرتها للهاشمي محمد / حَميد المَساعي خير باد وَحاضِر
نبيّ أَتى وَالناس في جاهلية / يَخوضون في بحر من الشرك زاخر
عَلى الغي في طغيانهم يعمهون قد / هوت بهم الاهوا إِلى غير ناصر
فمد عليهم منه ظل هداية / وأرشد منهم للهدى كل حائِر
واحكم أَسباب النجاة وَهم عَلى / شفا جرف هار لانقاذ عاثر
له معجزات الوحي لا قولَ كاهِن / كَما زعموا زورا وَلا قول شاعِر
عَزيز عَن الافك الَّذي يَفتَرونه / عَلى اللَه مِن تَحريم ذات البحائر
وَعن رجس أَوثان وَخمر وَميسر / وَطغيان أَنصاب وازلام فاجر
فَنحن به في ملة خير ملة / عَلى خير دين ظاهر متظاهر
هدانا الصراط المُستَقيم بهديه / وأورى بنور الحق نور البَصائر
وَعلمنا الاحكام والرشد رحمة / لنا ووقانا دائرات الدوائر
سَقى واكف الوسمى اكناف طيبة / وَروى ربا تلك الرياض النَواضِر
مشاهد يَرضى اللَه مسح ترابها / وَيوضع فيها الوزر عن كل وازِر
وارض بها للهاشميّ مآثر / يَعود عَلَينا خير تلك المآثر
فَيا زائِرا روح الحَبيب محمد / بِنَفسي وَأَهلي من حَبيب وَزائِر
اذا ما رأت عَيناك روضة أَحمد / فَباه رياض الخلد فيها وَفاخر
وَقبل ثرى ذاكَ الحَبيب مسلما / عَلى خيرمَقبور بخير المَقابِر
سَلام اذا ما عد بالرمل وَالحصى / وَنبت الفلا حصرا وقطر المواطر
فَضاعف عَلى أَعشاره وَمئينه / بسبعين أَلفا ثم ضاعف وَكاثر
وَقل يا شَفيع المذنبين اعانة / لذى دعوة يَرجو اقالة عاثر
أَتاكَ يُنادي بالجاه محمد / وأَنتَ جواد باعه غير قاصر
وَما الظن يا مَولايَ فيك بخائب / وَلا العائذ اللاجي اليك بخاسر
فانى عَلى قربى وَبعدي رَفيقكم / وما دحكم في كل ناد وَسامر
فكن من أَذى الدنيا غياثي وَناصري / وَغوثى عَلى باغ عليّ وَغادر
وان ضاق يوم الحشر بالناس جانبا / فَقل لا تخف عَبد الرَحيم المهاجري
وَبرّ وأَكرم من يَليه لاجله / اذا قيل قم فاشفع لاهل الكَبائِر
فَلَيسَ لنا يَوم المعاد ذَخيرة / بلا وجهك المَيمون خير الذخائِر
فَما أَمل الراجين من مطلب الغنى / سواك وَما راجى سواك بظافر
وَصلى عَليك اللَه ما حن راعد / وَما لاحَ برق في دياجى الدياجر
صَلاة تسامى الشمس نورا وَرفعة / وَتزرى برياها عَبير المجامر
من الازل استفتاحها مستمرة / الى أَبد الآباد آخر آخر
تخصك يا فرد الوجود وَتنثني / عَلى آلك الغر الكِرام العَناصِر
أَيرجع لي قرب الحَبيب المعاهد
أَيرجع لي قرب الحَبيب المعاهد / وَتَجديد عهد الوصل بين المعاهد
وَهَل بعد شت الشمل وصل علائق / علقن بقلب فاقد غير فاقد
فَما زلت مطلولا دمي وَمدامعي / عَلى طلل بالابرق الفرد هامد
وَسفك دمي عَن سفح دمعي مفهم / بان عيون العين سم الاساود
وَبين بطاح الرمل من شعب عامر / خدور بدور ناعمات نواهد
كأن شعاع النور في قسماتها / شَقائق حسن في رياض خرائد
يرنحها سكر الشَبيبة وَالصبا / فعند الهَوى العذرى مطل الموارد
فَيالَيتَ شعري عَن خيمات حاجِر / وَسكان ذاك البرزخ المُتَباعِد
وَعن روضة كانَت مقيلا وَمسمرا / لنا وَلليلى في الزَمان المساعد
وَما كانَ من علم الفَريق وَما حكموا / عَن الطالِب المَهجور خلف العَضائد
قفا بي بذات الاثل من أَيمن الحمى / لا نشد قَلبا لا يرد بناشد
وأستخبر النجدى ان هب عائدا / بربع اللوى عَن ظنتي وَعقائدي
لعل عَليل الريح يهدى روائحا / لراحة صب للصبو مكابد
أَما وَالَّذي حج الملبون بَيتَه / يؤمونه بالهدى ذات القَلائد
ومن طافَ بالبَيت المعظم ناسِكا / وَشاهد من أَنوار تلك المشاهد
لئن ندرت لي عطفة بوصا لكم / عَلى بعد دارينا وَقرب الحواسِد
لاستغرقن العمر شكرا عَلى الَّذي / مَنَنتُم بِهِ مستعز ما غير جاحد
فَما صدني من بعدكم بعد منزلي / وَلا خوف قطع من ظَلام الشَدائد
وَبين قبا وَالشام شمس جَلالة / جلا الكَون سامى نورها المُتَصاعِد
نبيّ نضاه اللَه سيفا لدينه / وَمكنه من كل عاد معاند
وَناداه باسمي أَحمَد وَمُحَمَّد / عَلى أَنه مستجمع للمحامد
فَها هو خير الخلق من خير أُمة / يدل عَلى نهج لا رَشاد قاصِد
وَنحن به نَعلو عَلى الامم الَّتي / مضت وَكتاب اللَه أَعدل شاهِد
أَتانا بنور الحق وَالشرك عامر / فأصبح رسم الشرك واهى القَواعِد
وَمد عَلَينا منه ظل هداية / وَأَمطَرنا من بره كل جائد
ألا يا نَسيما هب من قبر طيبة / بثثت رياح المسك بين التَلائد
أَعدلي الى تلك الرياض هدية / لا كرم ساع في الانام وَقاعد
سلاما كعد الرمل وَالقطر وَالحصى / وَنبت الاراضي وَالنجوم الشواهد
جَديدا عَلى مر الجديدين جاريا / الى أَبدالا باد لَيسَ بنافد
عَلى خير خلق اللَه حيا وَمَيتا / وأشرف مَولود لا شرف والد
حَبيب زرعت الحب في كبدي له / وَلست لزرع الحب أَوّل حاسِد
وَقدمت مدح الهاشمي تجارة / الى موسم الارباح كنز الفَوائد
اليك شَفيع المذنبين انتهت بنا / طَلائِع فكر تَبتَغي حق وافد
كان فتيت المسك مسود خطها / وألفاظها تزرى بدر الفَرائد
هنيأ لها ان أَدركت مطلب الغنى / لديك وأَضحى سوقها غير كاسد
أَتَتكَ من النيابَتين مجيدة / بمدحك تَرجو منك مهر القَصائِد
لقائلها عَبد الرَحيم بن أَحمد / وَصاحبه عانى الذنوب ابن راشد
فَما زالَ في أَرضي المَغارِب حامِلا / لثقل ذنوب كالجبال الرواكِد
فَقيراً حَقيرا مستقرا بذنبه / يُبارِز بالعصيان أَعدل ناقد
وَذَنبي يا مَولاي أَضعاف ذنبه / وَبحرك للراجين عذب المَوارِد
وَجودك مَوجود وَفضلك فائض / وَمَهما سئلت الشيء جدت بزائد
فَلا تخلنا يا سيد المرسلين من / عَواطف بر أَو جَميل عَوائد
وَقل أَنتُما في ذِمَتي من جهنم / وَمن محن الدنيا وَمكر الحَواسِد
وَمن سَكَرات المَوت وَالقَبر وحده / وَعن كل هول واقف بالمراصد
وَبر وأَكرم من يَلينا رحامة / وَصحبة دين واتفاق عقائد
فَلَيسَ لنا ركن يَقينا مِن الَّذي / نحاذر لَولاك سهل المَقاصِد
وَلا عمل نَرجو النَجاة به سِوى / شفاعتك العظمى لساه وَعامد
وَصلى عليك اللَه ما لاحَ بارق / تجاوبه في الجوحنة راعد
وَما ارفض من واهى العراكل مسجم / وَقوّم من نبت الثرى كل ساجد
وَما غردت وَرقاء في عذباتها / سحيرا عَلى غصن من الايك مائد
صَلاة تبارى الريح مسكا وَعَنبرا / وَتَعلو بسامى النور فَوقَ الفراقد
وَتَستَغرِق الاعصار وَالحقب عمرها / بغير اِنتهاء خالد في الخَوالد
تخصك يا فرد الوجود وَتنثني / عموما عَلى الصحب الكِرام الموالد
عَتيق وَفاروق وَعثمان وَالفَتى / عَليّ وأتباع وآل أَماجد
أَنسمة طيب أَم صبا طيبة هبا
أَنسمة طيب أَم صبا طيبة هبا / سحيرا دَعا قَلبي فأسرع مالبى
وَطَلعَة نور التم أَم نور أَحمَد / تشعشع حَتّى شق ساطعه التربا
فذانك زاداني سروار وَفرجا / همومي وَحلا من عرا كبدي كربا
وَهَيهات ما كل النَسيم حجازيا / وَلا كل نور يبهج الشرق وَالغربا
لسكان تلك الأَرض عهد مؤكد / لدى وَخبر العهد ما أَنصب الحبا
وَما زلت أَستَسري النَسيم لا رضهم / عَلى بعد دارينا وأستمطر السحبا
تذكرني الاشواق من لست ناسيا / فَتَجري دُموعي في محاجرها صبا
فَيا لي من الذكرى وَيالي من الهَوى / وَيا دَمع ما أَجرى وَيا قَلب ما أَصبي
خَليلي من حبي كأن لَم يَرعَكما / رَحيل فَريق فارَقوا الهائم الصبا
فاصبح لا عهد قَريب بهم وَلا / طَليعَة علم عنهم تشرح القَلبا
دَعَته حمامات الحمى للبكا فَلَم / تدع اذ تَداعَت في الاراك له لبا
وأثمله مر النَسيم فَما دَرى / أنسمة طيب أَم ضيا طيبة هبا
وَما ذاكَ الا روح روضة جنة / ثَرى في ثراها سيد العرب العربا
نَبي هدى من ضل منا بهديه / وأدرك بالتَوحيد من يعبد النصبا
رجونا به من ظلمة الظلم رحمة / فمد علينا ظل ملته الغلبا
وَما زالَ يَدعونا إِلى اللَه وحدهِ / إِلى أَن رضينا اللَه سبحانه رَبا
وَلَولاه ما كانَ الوجود بموجد / وَلا أرسل الرحمن رسلا وَلا نبا
فما اشتملت أَرض عَلى مثل أَحمد / وَلا استودع الرحمن رحما وَلا صلبا
تَظاهَرَت الاخبار من قبل بعثه / بأن يظهر الرحمن أَعلا الوَرى كعبا
وَبشرنا موسى وَعيسى بن مَريَم / به ومن الاحبار من قرأ الكُتبا
فَلما اِستقلت أمه حمله رأت / به بَركات من عَديد الحصى أربى
وأهبطت الاملاك لَيلة وضعه / وَناداه من في الكَون رحبا به رحبا
ونكست الاصنام في كل وجهة / وَغلت يد الشَيطان تبا له تبا
وأخمدت النيرات في أَرض فارِس / وَكل يَهود الشام قد عدموا خبا
وَلاحَ شعاع النور في شعب مكة / فَقامَت رِجال الحق تَستَبقِ الشُعَبا
فَلما رأوه أَكبروه وَفاخرت / بطلعته البَطحاء أفق السما عجبا
رأوا منه ملء العين طفلا مُباركا / يَناسب غرا من بَني غالب غلبا
وَلَم ينكروا من آل وهب بن زهرة / خؤلتهم اذ كان أَكرَمهم وهبا
فَلاقَت قُرَيش منه ايمن طائر / واسعد فأل واِنثَنى جدبها خصبا
وَجلل أَهل الشرق وَالغَرب انعما / يقل مداد البحر عَن حصرها كتبا
وَعلم اهل الرشد ذكرا مُباركا / حوى الزجر والاحكام وَالفرض وَالندبا
وَبالغ في الانذار حَتّى اذا عتت / عليه رجال الشرك خاطبهم حربا
وَما زالَ حَتّى فل شوكة بأسهم / وابد لهم بالسَيف من امرهم رعبا
وَحل بلطف اللَه عقدة عزهم / وَذَلك حين اِستَعمل الطعن وَالضربا
وَلَم يَبقَ للكفار حصنا ممنعا / وَلا مَسلكا وَعرا وَلا مرتقى صعبا
فَكانَ فنا الطاغين في كل بلدة / وَمنتجع الراجين في السنة الشهبا
يبارى هبوب الريح جود يَمينه / اذا ما شمال الشام ناوحت النكبا
لئن كانَ ابراهيم خص بخلة / فَهَذا نبي أَوتى القرب والحبا
وان كان فوق الطور موسى مكلما / فأَحمد جاز السبع وأخترق الحجبا
وان فجر اليَنبوع موسى من الصفا / فأحمد أَروى من أَنامله الركبا
وان كلم الاموات عيسى بن مَريَم / فأحمد في عَيناه سجت الحصبا
لَقَد فضل الاملاك والرسل رفعة / عليهم وَساد الجن وَالعجم وَالعربا
أَلَم تَرَ أَن الانبياء جَميعهم / عليه يَحيلون الشَفاعة في العقبى
فَما أَحد منهم يَقول انا لها / سواه واى يَنتَهي مثله قربا
غداه نَرى من تحت ظل لوائه / حَبيبا وَحوضا طيبا بارِدا عذبا
عَلَيك سَلام اللَه عد بِكَرامة / لمن لا يَرى غير الذنوب له كسبا
وَقل أَنتَ يا عَبد الرَحيم غدامعي / بحضرة قدس عند من يغفر الذَنبا
وَكن من اذى الدارين حصتي فانني / اعدك لي من كل نائبة حسبا
وَمَهما تَناءَت عنك داري فانني / لا صبح يا شمس الهدى جارك الجنبا
فَما كانَ عودى ان حججت وَلَم أعد / اليك جفاء لا ومن فلق الحبا
وَلكن تَصاريف الزَمان عجيبة / وانت اذا اِستَعتَبت اجدر بالعتبى
فصل حبل مَدحي فيك واقبل وَسيلَتي / لادرك حسانا بفضلك اوكعبا
واكرم مَعي نسلي واهلي وَحيرَتي / وَسالف آبائي وَصَحبي وَذا القربى
وَصلى عليك اللَه ما ذر شارق / وَما اِبتَهجت في اللَيل افق السما شهبا
صَلاة وَتَسليما عَليك وَرَحمَة / مُباركة تَنمو فَتَستَغرِق الحصبا
تخصك يا مَولاي حيا وَميتا / وَتشمل في تَعميمها الآل وَالصحبا
كلام بلا نحو طعام بِلا ملح
كلام بلا نحو طعام بِلا ملح / وَنحو بلا شعر ظلام بلا صبح
وَمن يتخذ علما وَيلغهما يعد / بِلا رأس مال في الكَلام وَلا ربح
اذا شرحوا فضل العلوم فانني / غني بفضل النحو عن ذلك الشرح
يَليق الخطاب اليعربي بأهله / فيهدى الوفا للنقص والحسن للقبح
ومن شرف الاعراب ان محمدا / اتى عَربي الاصل من عرب فصح
وان المَثاني انزلت بلسانه / بما خصصته في الخطاب من المدح
يَكون محال الشعر وصفا لغيره / وَيَكفيه ما في سورة الشرح وَالفَتح
نَبي دَعاه المُذنِبون وهم عَلى / شفا جرف هار فَمَديد الصفح
واحيا منار الدين في كل وجهة / وَذب عَن الاسلام بالسَيف وَالرمح
وايام غارات تظل بها القنا / محطمة وَالخيل مشتدة الصبح
وَكَم في عيون الغي بالرشد من قذى / وَكَم في فؤاد الشرك من كبد نزح
محا نوره المَشهور نار عنادهم / وَهد بطود الهدى منهدم الصرح
وَفل جهادة اشوكة الشرك اذ دَعا / كباش جهاد المشركين الى الذبح
وَهدم رسم الكفر بالسَيف عنوة / واودع ذا البين داعية الصلح
وَما زالَ يَدعونا بِتَوفيق ربنا / الى الملة الغراء وَالمذهب السمح
اذا خابَت الآمال فانزل بطيبة / وَزر قبرها تظهر هنالك بالنجح
نضحت لظى ذَنبي بلذة ذكره / فاطفأت نار الذنب بالذكر وَالنضح
مَكين اذا اِستَنصَرته أَو دَعوته / لخطب أَتاك الغوث أسرع من لمح
وَلي لمن والى شديد عَلى العدا / عطوف عَلى العافين ذو خلق سمح
حَوى الشرف الاعلى بمجد مؤثل / منيف واحساب مهذبة وضح
وَرفعة قدر زانها طيب عنصر / وَطول يد أَندى من العارض السح
وَعز جناب مخضر السوح دائما / اذا اِغبرت الآفاق منحصر السوح
تَلوح عليه شيمة هاشمية / جَلال أَبيه البرّ أَو عمه اللح
خلاصة سر السر من عز غالب / أَولى الفضل لا شهم وَلا جمح الجمح
تسلسل في الاصلاب من عهد آدم / فَسارَ مسير الشمس في طالع النطح
وأشرق في شرق البلاد وَغربها / سناه وَما أَبقى الى الشرك من جنح
اليك رَسول اللَه جاءَت بسرعة / قلوب من الاشواق داعية الفرح
فأنتَ الَّذي لَولاكَ ما كانَ كائِن / وَلا كر من ليل بهيم وَلا صبح
كَفاكَ علا ان الجمادات سلمت / عليك ابتداء كالسجود من السرح
وانك في لفح الظَهيرة ظللت / عليك الغمام الهاطلات من اللفح
وَكَم لمست يمناك ذا المس فاِنثَنى / صَحيحا وَداوت معضل الداء بالمسح
وَسليت محزونا وأرشدت غاويا / وأشفيت من سقم وأبرأت من جرح
عَساكَ رَسول الَه تقبل عذر من / يظل وَيمسى في الذنوب كَما يضحى
يُناديك من نيابَتي برع فَقَد / كبازنده في الصالِحات عَن القدح
فشد عرا عَبد الرَحيم وَسربه / بمرحمة واغلل يد الضيق بالفسح
وان خضت في بحر الذنوب جهالة / فعطفك يا فرد الجَلالة بالصفح
فَبي فاقة للجود منك وَللندى / كفائه ظمآن صدىّ الى الرشح
واني اذا ضاقَت وجوه طالبي / أَسير بآمالي الى بابك الفسح
فصني لمدحي فيك واقبل وَسيلَتي / اليك وقم بي في مَعادي وَفي منحى
وصل حبل راويها وارحامه غدا / اذا طرحوا في النار مستوجب الطرح
وَصَلي عَليك اللَه ما هبت الصبا / وَما اِعتقبت دار الضحى عذب السفح
صَلاة تبارى الريح مسكا وَعَنبرا / وَتزرى بنور النور في طلع ذي الطلح
سقاك الحيا الوسمى ربعا تأيدا
سقاك الحيا الوسمى ربعا تأيدا / وَعادك عيد الانس وقفا مؤيدا
وَحيتك من روح النَسيم مَريضة / تساقط در الطل فيك منضدا
فَما أَنا في الآثار أَوّل قائِل / سقاكَ وَروّاك الغمام وَرددا
عكفت عَلى مغناك حَتّى توهمت / نهاتي باني قد تخذتك مسجدا
وَحددت عهد الحب منك بلوعة / اذا طفئت بالدمع زادَت توقدا
بكين حمامات الحمى فاِستفزني / جراح هوى في القَلب عاد كَما بدا
وَهاجَ الصبا النجدي وَجدي بحاجر / فأفنيت لَيلا بعد لَيل مسهدأ
وَما تَركت مني الصَبابة في الصبا / لمستقبل الوجد الجَديد تجلدا
عَذيري من هم دخيل وَحسرة / عَلى زَمن في الغور لم يك مسعدا
وَسوق لفقد الوصل أَعوز فقده / أَوالى له الصبر الجَميل تجددا
بِنَفسي لَيلات مضت بسويقة / وَشعب جياد ما أَلذ تهجدا
وَذات جمال في أَباطح مكة / محاسنها تحكي سناء توقدا
اذا ما رآها العاشِقون رأَيتهم / يخرون للاذقان يَبكون سجدا
عكوفا بمغناها حَيارى بحسنها / فَلِلَّه كَم أَصبت قلوبا وأَكبدا
وَما زلت أَوليها بوادر عبرتي / وأسأل عنها كل من راح أَوغدا
وَلَو أَنصفتني ساعدتني بزورة / أَعيش بها بعد الفراق مخلدا
فَواللَه لا واللَه ما بي طاقة / عَلى حكم دهر جائر جارو اِعتَدى
وَلكن انادى بالجاه محمد / لا سمع صوتي خير من سمع الندا
وانزل من اعلى ذوائِب هاشم / باسمح من فيض الغمام وجودا
بأحسن من في الكون خلقا وَخلقة / وأطيبهم اصلا وَفرعا وَمولدا
وأرجحهم وَزنا وارفعهم ذرا / واطهرهم قَلبا واطولهم يدا
فما ولدت في الارض حوا وأدم / بأشرف منه في الوجود وأمجدا
وَما اِشتملت أَرض عَلى مثل أَحمَد / أَبروأ وَفي من تقمص واِرتَدى
بنور الفَتى المكي قامَت دَلائِل / عَلى الحق لما قام فينا موحدا
وان الفَتى المكي شمس هداية / اذا اِستمسَك الغاوي بعروته اِهتَدى
لَقَد شملتنا منه كل كَرامة / وَصلنا به عزا وَفخرا عَلى العدا
هدانا الصِراط المُستَقيم بهديه / وألفتهم الاهواء في هوّة الردى
فأصبح يولينا عواطف بره / وَيوليهم السيف الصَقيل المهندا
وَما زالَ حَتّى فل شوكة شركهم / وَشد عر الدين الحنيفي وأكدا
الى أَن أَقام الحق بعد اعوجاجه / وَدل عَلى قصد السَبيل فأرشدا
عليك سَلام اللَه بدار بطيبة / به يختم الذكر الجَميل وَيبتدا
كأني بزوّار الحَبيب وَقَد رأوا / بيثرب نورا في السَماء تصعدا
وَهبت رياح المسك م نحو روضة / أَقام بها الداعي إِلى سبل الهدى
محمد الحاوي المحامد لم يَزَل / لمن في السَماء السبع والارض سيدا
ثمالى ومأمولي وَمالي وَموئلي / وَغاية مقصودى اذا شئت مقصدا
شددت به أزرى وَجددت أنعمى / وأعددته لي في الحوادِث منجدا
وَقيدت آمالي به وَبحبه / ومن وجد الاحسان قيدا تقيدا
سَلام عَلى السامي إِلى الرتب الَّتي / سرى الحيدرى فيها سما كاوفرقدا
فَتى جاوز السبع السَموات حائزا / فَضائِل سبق ما لميدانه مدى
وأدكاه من ناداه من فوق عرشه / ليَزداد في الدارين مجدا وَسوددا
أجب يا رَسول اللَه دَعوة مادح / يَراك لما يَرجو من الخير مرصدا
توسل بي برّ اليك صو يحب / لِيَمحو كتابا بالذنوب مسودا
وَما زالَ تعويلي عَلى جاهك الَّذي / يؤمله العبد الشقي ليسعدا
فَقُم بابن موسى احمد المذنب الَّذي / رَجاك وهب في الحشر موسى لاحمدا
وأَولاده والوالدين تولهم / وأقربه رحما اليه وابعدا
وَزد قائل الابيات فضلا وَرَحمَة / وأكرمه في دنياه واشفع له غَدا
وَقل أَنتَ يا عَبد الرَحيم وكل من / يَليك غَريق الخير في لجه الندى
فَما كنت بدعا أن جعلتك عدتي / وَلا كنت ذا عجز فَتَتركني سدى
وَلكنني أَلقى العدابك غالبا / وآوى الى الركن الشَديدا مؤيدا
فاعيت مَسافات مواسم ربحه / فحج وَما زارَ النَبي محمدا
فَيا ضيعة الايام ان هي أَدبرت / وَما انجزت بَيني وَبينك موعدا
وَصلى عليك اللَه ما ذر عارض / وَما صاح قمري الاراك مغردا
صَلاة تحاكي الشمس نورا وَرفعة / وَتَبقى عَلى مر الجَديدين سرمدا
تخصك يا فرد الجلال وَيَنثَني / سَناها عَلى الصحب الكِرام مرددا
قفا برياض الشعب شعب القرنفل
قفا برياض الشعب شعب القرنفل / نجد ما بدمع في المَحاجِر مسبل
وَتندب آثارا أَثارَت غرامنا / وأجرت حميا الوجد في كل مفصل
مَنازِل كنا أَهلها فاحالها / تقلب دهر بالبلاء موكل
فأضحت لارواح الرياح ملاعبا / تَناوحن فيها من جنوب وَشمأل
وَلَم يَبقَ منها غير سفع رواكد / وآثاراطلال وَبئر معطل
خَليلي لا تستخبر اني عَن الهوى / فَيَشكو لسان الحال حال التذلل
وَما أَنا للشكوى بأهل وانما / ملكت سَبيلا لست فيها بأول
لَقَد نزلت مني بربيع رَبيعة / تَرامى عيون العبر في كل مقتل
وَلَم يدر رب الربع أي دم جنى / وأي فَتى أفتى بحكم التحوّل
وَكَم من شهيد كرفى مشهد الهوى / فَراحَ وَروح الوصل غير موصل
تَقاضته باقي دينها غربة النَوى / فأصبح بعد الظاعنين بمعزل
اذا رام اعتاب الزَمان تعرضت / خطوب تذل العصم عَن كل معقل
فَكَيف تَراني أَرتَجي نجح مطلب / اذا لَم يَكن بالهاشمي توسلي
جعلت عَريض الجاه في كل حادِث / ثمالى ومأمولي وَمالي وَموئلي
اردبه كيد العدوّ اذا اعتدى / وألقى به سود الخطوب فتتجلى
وأورد آمالي منا هل برّه / وأنزل آمالي بأجوذ منزل
بأبلج من قرمي لؤي بن غالب / ملاذ غياث مستغاث مؤمل
بشير نذير مشفق متعطف / رؤف رَحيم شاهد متوكل
هوَ الشافِع المَقبول في الحشر للورى / اذا عمل الانسان لم يتقبل
أَيا نسمات الريح من طيب طيبة / أعيدي لروحي روح ند ومندل
وَياهطلات السحب جودي كَرامة / عَلى خير أَرض اودعت خير مرسل
محمد المستغرق الحمد باسمه / حَميد المَساعي ذو الجناب المجلل
نَبي زَكي أَريحي مهذب / شَريف منيف سربه غير مهمل
بتوراة موسى نعته وَصفاته / وانجيل عيسى وَالزبور المفصل
وَفي الملا الاعلى علو مناره / وَتَشريفه عَن كل ذي شرف عَلى
لمسراه ابواب السَموات فتحت / وَقيل له اهلا وَسهلا بك ادخل
وَخص بادنى قاب قوسين رفعة / وَبالحوض في بحر السنا المتهلل
وَبالآية الكبرى وَتَعليم ذى القوى / وَسبع المَثاني وَالكتاب المنزل
وَبالبدر منشقا وَبالضب ناطِقا / وَبالجذع وجدا وَالسحاب المظلل
وَكَم آية تقرا وأعجوبة تَرى / وَمعجزة تَروى بنقل مسلسل
فَما وَلدت انثى ولا اشتملت عَلى / اجل وأَعلى منه قدرا واجمل
وَلا ضمت الاقطار مثل ابن هاشم / بحسن واحسان وَمجد مؤثل
عسى منك يا مَولاي نهضة رحمة / بعبد الرَحيم السائِل المتوسل
واصحابه والوالدين وان علوا / وَقرباه والولدان أَسفل اسفل
فأَنتَ لنا كنز وَعز وَملجأ / وَنهج لمأمول وَفتح لمقفل
حَوائج في الدنيا بجاهك عجلت / وآجلة أخرى ليوم مؤجل
فصل حبل ودي ما ذكرتك واهدني / بمصباح نور العلم في كل مشكل
وَعند فِراق الروح كن لي مشاهدا / ليشهد بالتَوحيد قَلبي وَمقولي
اذا لَم تَكُن لي في الشَدائِد عدة / فمن يا شفيع المذنبين يَكون لي
وَصلى عليك اللَه ما لاحَ بارق / وَماسح ودق تحت رعد مجلجل
وَما سجعت ورق الحَمائم في الجمى / وغرد قَمَري لتغريد بلل
صَلاة تؤدي كل حقك رفعة / وَمجدا وَتَفضيلا عَلى كل أَفضل
وتشمل من والاك نصر أَو هجرة / وَكل محب للصحابة أَو ولى
فؤادي بربع الظاعنين أَسير
فؤادي بربع الظاعنين أَسير / يقيم عَلى آثارهم وأَسير
وَدَمعي غَزير السكب في عرصاتهم / فَكَيف أَكف الدمع وَهو غَزير
وان نبار يحى بهم وَصبابَتي / لهن رواح في لحشا وَبكور
أحن اذا غنت حَمائم شعبهم / وَينزع قَلبي نَحوهم وَيطير
وأذكر من نجد حوارس بأسهم / فتنجد اشواقي بهم وَتغير
فَيالَيت شعري عَن محاجر حاجر / وَعَن اثلاث روضهن تضير
وَعن عذبات البان يلعبن بالضحى / عليهن كاسات النَسيم تدور
ومن لي بان أَروي من الشعب شربة / وانظر تلك الارض وَهي مطير
واسمع في سفح البشام عشية / بكاء حَمامات لهن هدير
فَيا جيرة الشعب اليَماني بحقكم / صلوا أَو مرو اطيف الخيال يَزور
بعد تم وَلَم يبعد عَن القَلب حبكم / وَغبتم وَأَنتم في الفؤاد حضور
أَغار عليكم أَن يَراكم حَواسدي / وأحجب عنكم وَالمحب غيور
أَحباب قَلبي هَل سواكم لعلتي / طَبيب بداء العاشقين خَبير
غرستم بِقَلبي لوعة ثمراتها / هموم لها حشو الحشا سعير
جيوش هوا كم كل لمحة ناظر / عَلى حصن قَلبي بالغَرام تغير
أَعيروا عيوني نظرة من جَمالكم / وَما كل من يغلى الوصال يعير
أَقام عَلى قَلبي وَسَمعي وَناظري / رَقيب فَما يخفى عليه ضَمير
مرادي هواكم وَالهَوان كَرامَة / لحلو هَواكم وَالعَسير يَسير
أَعدّ علي ديني وَدُنياي بكم / فَتَنقَلب الاحزان وَهي سرور
وَتأَخذ قَلبي نشوة عند ذكركم / كَما اِرتاح صب خامرته خمور
واني لمستغن عَن الكَون دونكم / وَأما اليكم سادتي فَفَقير
أَصوم عَن الاغيار قطعا وَذكركم / لصوصي سحور في الهَوى وَفطور
وَلَيلة قَدري لَيلة بت آنسا / بكم وَلا قلام القبول صَرير
وَضحوة عيدي يوم أَضحى بقربكم / عَلى من اللطف الخَفي ستور
فَجود وابو صل فالزَمان مفرق / وأكثر عمر العاشقين قَصير
وَلا تغلقوا الابواب دوني لزلتي / فنتم كِرام وَالكَريم غفور
وَقَد أَثقلت ظهري الذنوب وانما / رَجائي لغفار الذنوب كَبير
وَجاه رَسول اللَه أَحمَد نصرتي / اذا لَم يَكن لي في الخطوب نَصير
وَمدح رَسول اللَه فأل سَعادَتي / افوز به يوم السَماء تمور
نَبي تَقي اريحىّ مهذب / بَشير لكل العالمين نذير
اذا ذكر اِرتاحَت قلوب لذكره / وَطابَت نفوس وانشرحن صدور
عدمنا عَلى الدنيا وجود نظيره / لَقَد قل موجود وَعز نظير
وَكَيفَ يسامى خَير من وَطىء للثَرى / وَفي كل باع عَن علاه قصور
وَكل شَريف عنده مُتَواضع / وَكل عَظيم القريَتين حقير
لئن كانَ في يمناه سبحت الحصى / فَقَد فاضَ ماء للجيوش نمير
وَخاطبه جذع وَضب وَظبية / وَعضو خَفي سمه وَبَعير
ودرّ له الثَدى الاجد كَرامَة / كَما اِنشق بدر في السَماء مُنير
وَمثل حَنين الجذع سجدة سرحة / وانس غَزال البر وَهي نفور
وَباض حمام الايك في اثره كَما / بنت عَنكَبوت حين كانَ يَسير
وان الغمام الهاطِلات تظله / بروح نَسيم ان أَلم هَجير
وَيوم حَنين اذرمى القوم بالحصى / فَولوا وَهم عمى العيون وَعور
وَجند في بدر ملائكة السما / فجِبريل تحتَ الرايَتَين أَمير
وَمن قومه في البئر سَبعون سيدا / قَتيلا وَمثل الهالِكين أَسير
وَمن عزمه تَخريب خَيبر مثل ما / قَريظة قرض وَالنَضير نَظير
وان رسول اللَه من مكة سرى / الى القدس وَالروح الامين سمير
فَجازَ السَماء السبع في بعض لَيلَة / وَلكن بعد السبع أَينَ يَصير
فَلاح له من رفرف النور لائح / من النور للهادي البَشير بَشير
وَشاهد فوق العرش كل عَجيبة / وماثم الازائر وَمزور
حَبيب تَملى بالحَبيب فحصه / وَشرفه بالقَرب وَهوَ جَدير
وَقالَ له سَلني رضاك فانني / عَلى كل شيء في رضاك قَدير
فَماد قَرير العين في خلع الرضا / وَقَد شملته بهجة وَحبور
محمد قم بي في الخطوب فان لي / تجارة مدح فيك ليس تبور
عَرائس لا تَرضى بغيرك ناكِحا / لهن عَزيزات المهور مهوز
علت وَغلت الاعليك فأرخصت / لترخص حور في القصور قصور
مؤلفها عَبد الرَحيم كَأَنَّها / كَواكب في جوّ السَماء تنير
لبسن مَعانيها بمدحك بهجة / فَلاح لَها نور وَفاح عَبير
فقل أَنتَ في الدارين في خربنا وَمن / يَليك صَغير سنه وَكَبير
وَصلى عَلَيك اللَه واِختص واجتبى / فأَنتَ هدى للعالمين وَنور
وَعم رضاه الآل وَالصحب انهم / لدينك يا شمس الزَمان بدور
مَتى يَستَقيم الظل وَالعود أَعوج
مَتى يَستَقيم الظل وَالعود أَعوج / وَهَل ذهبٌ صرف يساويه بهرج
ومن رام اخراج الزَكاة وَلَم يجد / نصابا يزكيه فمن أَينَ يخرج
هي النَفس وَالدنيا وابليس وَالهَوى / بطاعتهم عَن طاعة اللَه أَزعج
أَروح وَأَغدو شارِبا كأس غفلة / بماء الامانيّ الكَواذِب يمزج
وأَمسى وأَضحى حامِلا في بِطاقَتي / ذنوبا تَكاد الارض منهن تخرج
اذا قالَت للنفس اِستَعدي بتوبة / أَبت وشفى الحظ لا يتحجج
وان قلت للقَلب اِستَقم بي تعرضت / له شَهوات نارها تتأجج
فَكَم أَتر بالعبادة وَالتقى / رياء وَباب الرشد عني مرتج
أريد مقام الصالحين وَلَيسَ لي / كمنهجهم في الدين دين وَمنهج
وان حضر الاخوان للذكر وَالبكا / حضرت كأني لاعب متفرج
فَواخجلتي شيب وَعيب وَقددنا / رَحيلي وَلا أَدري علام أَعرج
وَللمرء يوم يَنقَضي فيه عمره / وَموت وَقبر ضيق فيه يولج
وَيَلقى نَكيرا في السؤال وَمنكرا / يَسومان بالتَنكيل من يتَلجَلج
وَلا يدمن طول الحساب وَعرضه / وَهول مقام حرّه يَتَوهَج
وديان يوم الدين يبرز عرشه / وَيَحكم بين الخلق وَالحمق أَبلج
فَطائِفة في جنة الخلد خلدت / وَطائِفة في النار تصلى فتنضج
فَيا شؤوم حَظي حين ينكشف الغطا / اذا لَم يَكن لي من ذنوبي مخرج
وَلَيسَ مَعي زاد وَلالي وَسيلَة / بَلى هاشمى بالبهاء متوّج
أَلوذ الى ذاكَ الجناب فاحتَمي / بمن هو عند الكرب للكرب يفرج
وأَدعوه في الدنيا فَتقضي حَوائجي / واني اليه في القيامة أَحوَج
اذا مدح الشعراء أَرباب عصرهم / مدحت الَّذي من نوره الكون ينهج
وان ذكروا لَيلى ولبنى فانني / بذكر الحَبيب الطيب الذكر ملهج
أَما وَمحل الهدى تدمى نحورها / وَمن ضمه البيت العَتيق المديج
لَقَد شاقَني زوّار قبر محمد / فَشَوقي مَع الزوار يسري وَيدلج
تظل الهَوادي بالهوادج تَرتَمي / وَمالي في ركب المحبين هودج
وَتمسى بروق الابرقين ضواحكا / فَتغري غَرامي بالبكا وَتَهيج
وأَرتاح من أَرواح أَطيب طيبة / اذ المسك في أَرجائِها يتأرج
بلاد بها جبريل يسحب ريشه / وَينزل من جوّ السَماء وَيعرج
نبيّ تَغار الشمس من نور وجهه / بهىّ لقىّ الثغر أَحور أَدعج
تَزيد به الايام حسنا وَيزدَهي / به الدين وَالدنيا به تتبرج
مَكارِم أَخلاق وَحسن شَمائِل / وَشيمة جود بحره متموّج
غياث لملهوف وَغوث لِرائد / وَليث اذا صال الكمىّ المدجج
يخاصمه الاعداء وَالسيف حاكم / عليهم وَريح النصر في القوم تتأج
ومن خلفهم بأس شَديد وَنجدة / وَرأى يَراه السمهري المزجج
فعز حماهم بالحماة مذلل / وَرأس علاهم بالكماة مشجج
فكم من أَسير في الوثاق مقيد / وَكَم مِن قَتيل بالدماء يضرج
بضرب تَلبيه الجَماجم وَالطلا / وَطعن ذبالات الحشام منه تسرج
اليك شَفيع المذنبين تِجارَتي / فَرائد في سلك المحامد تدرج
مؤلفها عَبد الرَحيم كَأَنَّها / نجوم لها في جوّ جودك أَبرج
فَصلني بما يَمحو رسوم حَواسدي / وَيَشرَح صَدري بالسرور وَيبلج
وأكرم لاجلي من يَليني فكلنا / الى الرىّ من فياض فضلك ينهج
وَصلى عليك اللَه ما هبت الصبا / وَما لاحَ فجر نوره متبلج
وَناز بحظ منك أَرباب هجرة / اليك وأوس ناصروك وَخزرج
أَتأمرني بالصبر وَالطبع أَغلب
أَتأمرني بالصبر وَالطبع أَغلب / وَتَعجَب من حالي وَحالك أَعجَب
وَتَطلب مني سلوة عَن رَبائِب / وَراهن أَرواح المحبين تطلب
فَما قَرّ لي دمع وَلا كف مدمع / وَلا طابَ لي عيش وَلا لذ مشرب
زَماني أَشكو منك عتبك دائما / فَلا أَنا مشكوّ وَلا أَنتَ معتب
تَروم ذهولي عَن فَريق مفارق / وَركب باكناف الاباطح طنبوا
وَتسألني عَن زينَب بنت مالِك / وَما سألت عني وَلا عنك زينَب
مروّعتي بالبين هَل من زيارة / تَعيش بها الارواح من قبل تَذهَب
فَلَم يَبقَ شيء غير فضله مهجة / وَقلب عَلى جمر الغضى يَتَقَلب
أَورّى بذكر الركب وَهو مشرق / وأَبكي فَيَبكيني الفَريق المغرب
الى الجيرة الغادين شوقي وانني / عَلى وَلَهي أَبكي الرسوم وأندب
اذا وَصلوا طاب الزَمان بوصلهم / وان هجَروا فالهَجر عِندي أَطيَب
تحن لترداد الحَنين حشاشَتي / وَيَستَعذب التَعذيب قَلبي المعذب
وَطيف خيال زارَني بعد هجعة / لَدى وطن ينأون عنه وَبقرب
يعللني ذكرى ليال تقدمت / وَلكنه من حيث يصدق يكذب
وَساجعة تَبكي فأبكي وانها / لتعجم شَكواها وأَشكو فأعرب
أَلا لَيتَ شعري عَن ربا الاثل هل غَدا / وَراحَ عَلى العلات فيهن صبب
وَدر فراد يس العقيقين هيدب / عَلى كل شعب منه يَرفض هيدب
وَهل روّع البرق الرياض بضاحك / يفضض أَزهار الرياض وَيَذهَب
يظل يناغى الشمس لؤلؤ ظله / وَيصبح دار النور بالنور يلهب
وَهل عذبات البان رنحها الصبا / فَعانقها ثم اِنثَنى وَهي تَلعَب
أَحساب قَلبي فرّق الدهر بَينَنا / فَلَم يَبقَ شيء بعد كم فيه أَرغَب
سوى الكرم الفَياض وَالصفح وَالرضا / أَرجيه بالظن الَّذي لا يخيب
من الهاشمي الطيب الطاهر الَّذي / اليه العلا وَالفَضل وَالفَخر ينسب
أَعز الوَرى أَصلا وَفِعلا وَمنشأ / وَأَعلى وأسما في الفخار وأحسب
وأحسن خلق اللَه خلقا وَخلقة / وأطولهم في الجود باعا وأرحب
وأكرم بيت من لؤى بن غالب / ومن غيرهم وابن الاطايب أَطيَب
تسلسل من أَعلى ذؤابة هاشم / أَشم رَحيب الباع أَروع أَغلب
سَرى لَيلَة المِعراج يقصد حضرة / بها الكاس من راح المحبين تشرب
وَحفت به الاملاك منهم مبشر / بِما نال من فضل ومنهم مرحب
وأَدناه رب العرش منه عَلى العلا / فَكانَ كَقاب القوس أَو هو أَقرَب
وآتاه في الحشر الشَفاعَة وَاللوا / عَلى الرسل وَالحوض الَّذي لا ينضب
فآياته بالمعجزات نواطق / وَراياته بالفتح وَالنصر تنصب
صلوه بما شئتم فَواللَه ما اِنطَوى / عَلى مثله في الكون أَم وَلا أَب
أَينبي الصَفا المَكي عَن جيرة الحمى / ومن ضمه البيت العَتيق المحجب
وَعَن عَرفات وَالمحصب من منى / فأمنيتي خَيفا مني وَالمحصب
وَمن لي بأَهل الدار من أَهل طيبة / فَوَجدي موجود وَقَلبي مقلب
الى روضة ما بين قبر وَمَنبَر / عَلَيها رباح الخلد تَصبو وَتجنب
شذاها من الفَردوس مسك وَعَنبَر / عَلى غاية الوصفين أَذ فر أَشهَب
أَلا بلغوا عني المحبين انهم / وان سَكَنوا قَلبي عَن العين غيب
أَحن اليهم من ديار بَعيدَة / وأسأل عنهم من يجىء وَيَذهَب
غَرامي بهم فَوقَ الغَرام وَمُهجَتي / تَذوب وَدَمعي في المَحاجِر يسكب
وَمن كل مشغوفا بحب محمد / وَحب أَبي بكر فَكَيفَ يعذب
سَلام عَلى الصديق اذ هو لَم يزل / لخير البَرايا في الحياتَين يَصحب
فَثانيه في الغار الخَليفة بعده / لامته نعم الحَبيب المقرب
أَجاب وَقَد صموا وأبصر اذ عموا / وَصدق بالحق المبين وَكَذبوا
وَصاحبه الفاروق ذاكَ المبارك ال / اغر أَمير المؤمنين المهذب
ضَجيع رَسول اللَه مظهر دينه / غضنفره في اللَه يَرضى وَيَغضَب
به اتسع الاسلام واتضح الهدى / وَلَم يَبقَ غير الحق للخلق مذهب
وَعثمان ذو النورين من سبح الحصى / بكفيه وارى الزند وَالبرق خلب
كَثير البكا وَالذكر منفق ماله / وَجهز جيش العسر وَالعام مجدب
لَدى الحشر يَلقى اللَه وَهوَ مطهر / برىء شَهيد بالدماء مخضب
وَمن كَعَلي كَرَمَّ اللَه وَجهه / كَريم به الامثال في الجود تضرب
أَخو الحلم بحر العلم حيدرة الرضا / أَمام به صدع الهداية يشعب
هَزبر وَلكن صده الصيد في الوَغى / وَمخلبه الرمح الاصم المكعب
وَعمى رَسول اللَه وَالحسنين من / بهم شَرفات المجد تَزهو وَتعجب
وَمن قومه قوم الى اللَه هاجَروا / وَخلوا مَغاني دورهم وَتغربوا
وَراضوا عَلى حب الحَبيب نفوسهم / فَكانَ لوجه اللَه ذاكَ التقرب
وآواه قوم آخرون وَناصَروا / وَذبوا العدا واِستمنعوا وَتغلبوا
أولئكم الانصار وَالسادة الاولى / نشا منهم فرع طَويل وَمنصب
سَلام عَلى ذاكَ النَبي وآله / وأزواجه وَالصحب ماجن غيهب
غداة للقا منهم أسود ضراغم / بسرد سَرابيل الحدائد تجلببوا
يَخوضون بحرا دونه البحر من دم / وأمواجه بيض وَسمر وَشذب
فكل طَويل الباع مقتحكم الوَغى / أَغر طريل العمر لاقيه يعطب
يَجود عَلى شوك الرماح بنفسه / وَيردى به في غمرة المَوت مقرب
وَسرباله في الروع درع درية / وأَبيض من ماء الحَديد مشطب
عليهم سَلام اللَه اذ مهدوا الهدى / ودان لهم بالسيف شرق وَمغرب
عَلى حب من هانَت لسطوة باسه / وَهيبته العظمى نزار وَيعرب
نبيّ حجازي رضىّ مكرم / كَريم جواد صادِق الوعد منجب
إِلى صاحب الجاه العَريض رمت بنا / هموم لَها في ابن العَواتك مطلب
من الحبر وَالنيابَتين تَراسَلَت / الى مقصد من دونه الهول يَركب
فَقامَت عَلى باب النَبي محمد / مَقام ذَليل خائف يترقب
وَحَطَت ببحبوح المَكارِم وَالرضا / لَدى سيد منه المَكارِم توهب
عَلى الساحَة الخَضراء وَالمشهد الَّذي / يَكاد بزوار النَبي يرحب
سَلام عَلى ذاكَ الحَبيب فانني / اليه عَلى بعدي أحن وأطرب
عَسى يا رَسول اللَه نظرة رحمة / الينا وَالا دعوة ليس تحجب
فأَنتَ حمانا مِن زَمان معاند / به ينكر المَعروف والدين يسلب
سميك يا مَولاي طال عكوفيه / عَلى كعبة العصيان وَالرأس أَشيَب
فَخَد بيد المقرى واشفع له وَلي / فَو اللَه اني مذنب وَهوَ مذنب
وَقم يا رَسول اللَه بي وَبصاحبي / وَقل ذا كَهَذا الاخلاف مرتب
فَقَد عظمت أَوزارنا وَذنوبنا / وَلَم نأت شيأ لِلكَرامة يوجب
وَقطعت الايام أَسباب بيننا / وَلكن اليكم يَلجأ المتسبب
أَحاط بنا طوفان زلاتنا وَما / لنا فيه الا فلك صفك مركب
اذا ما هممنا بالزِيارة عاقنا / بعادك عنا لا الجفا وَالتجنب
اليك توسلنا بك اصفح وجد وعد / فَما منك بدّلا وَلا منك مهرب
وَقل انقامني وَلي وَمَعي وَبي / وَعندي فاهوال القيامة تصعب
نَلوذ وَنَدعو المسلمين لظلكم / اذا أخذ الجاني بما كان يكسب
فَما منكم الا نفحة هاشمية / علينا وَالا رحمة تتشعب
وَصلى عليك اللَه ما در عارض / وَما لاحَ في السبع الطَرائِق كوكب
صَلاة تعم الآل وَالصحب دائما / بلاغا به ما دامَت الصحف تكتب
وَلا في بقاع الارض حيا وَميتا
وَلا في بقاع الارض حيا وَميتا / وَلا فوق آفاق السَماء كاحمد
تعلقت بالاسباب دون مدبري
تعلقت بالاسباب دون مدبري / فَقطعها بي فاِنقلبتُ الى حسري
وَلَو أَنَّني اِستَغنيت باللَه وحده / عَن الخلق لَم أَحتج لزيد وَلا عمرو
فَيا واسع اللطف الخَفي تولني / بلطفك واشرح سيدي بالرضا صَدري
وألبس حمى ذلي بعزك عزة / وأسبل عَلى الستر يا مسبل الستر
وَلا تَمتَحني في الورى بعَظيمة / يَضيق بها ذرعي وَيفنى لَها صَبري
وان رأت الاعداء كيف تكيدني / فخذها بكف الكف من حيث لا أَدري
وَصن ماءَ وَجهي عَن سؤال مذلة / بفضلك واشملني لدى العسر باليسر
وَجوهر بنور العلم قَلبي وَقالبي / وَضَع أَصر أَوزاري الَّتي أَنقضت ظَهري
وأكرم لاجلي من يَليني رحامة / وَحط أَنسهم بالخبر من شرر الشر
وَكن سَيدي عوني وَغوثي دائِما / وَعزى وَحرزى دائما وَغنى فقري
تطاول لَيلي بعد لَيلى بثهمد
تطاول لَيلي بعد لَيلى بثهمد / واحرق طول الهجر قَلبي وا كبدي
وَلما اِنتَهى صَبري وَعز تجلدي / سرى طيف لَيلى واطمأن بمرقدي
لتجديد عَهدٍ لَم يَكُن بِمُجَدَدِ /
فَما بك يا طيف الخيال لك الهنا / واسرك وَهنا من هناك إِلى هنا
يذكرني عهدا تقادم بيننا / فبت بليل طيب مثمر الجنى
وَأَصبَحَت في يَوم نَغيص منكد /
لَقَد فرق الهجران شملا تجمعا / وَهيج اشجان النفوس واوجعا
وَفتت اكباد القلوب وَقطعا / رعى اللَه أَيامالوصال وَلا رعى
زَماناً عَلى الأَحباب بِالهَجر مُعتدى /
أَما وَالهَوى العذرى ان بعدوا فَما / تغيرت عَن حفظ الواداد وانما
بليت بمن انجدت فيه واتهما / يَقولون لي سلوا وَصَبرا عن الحمى
وَما كانَ صَبري عَن أَولاك بِمسعدي /
لعمري ضاقت بي الجهات واظلمت / وَلَم أَدرِ عَن ذات اللمى اين يممت
واني اذا ورق الحمام ترنمت / ذكرت خياه بالاباطح قسمت
فُؤادي عَلى أَهل الطراف المُمَدَدِ /
تَرى تجمع الايام بعد شتاتها / مطافل غزلان الحمى وَحماتها
وَتضرب خدر الحسن في عرصاتها / وَفي الخدر بنت العشر في لحظاتها
مَلامح تَرمي الصَب في كُل معمد /
بِنَفسي فَتاة اغلق البين رهنا / يذكرني غصن الشَبيبة غصنها
وَلَم ادر ما اثنىعليها لانها / كلؤلؤة الغوّاص يجمع حسنها
زرود النَقى تَحتَ القَنا المُتَأوّد /
خَليلي دَع نَفسي تَموت بحزنها / وَردد احاديث الفَريق وَثنها
وان خطرت في الشعب لَيلى فغنها / لَقَد فضلت كل الحسان بحسنها
كَما فَضل السادات يحيى بِن أَحمَدِ /
كَريم السَجايا ما جد طيب الثَنا / اذا سئل الاحسان جاد فأحسنا
وان لم تجد مزن الغَمامة ارضنا / يَيَحيى غمام الخير يمطر بالغنى
وَبِالنعمة الخَضرا عَلى كُل مجتدى /
حسا الراح من خمر المكارم واِنتَشى / وَشيد بيتا للعَوارِف مذ نشا
يصرفه فعل المروأة حيث شا / وَمن مثل يحيى وَهو افضل من مشى
عَلى الأَرض قَطعا مِن مغير وَمُمَجَدِ /
فَتى عمت الدنيا عواطف عطفه / وامطر من فيها غَمائم لطفه
وَعطر افق الارض من عرف عرفه / وان عماد الدين في بطن كفه
فَوائد بَحر بِالمَكارم مزبَدِ /
فَلِلَّه من دين السَماحَة دين / يَجود اذا ما القطر ضن ضَنينه
وَيَلقاك ملء العين طلقا جبينه / تدر بارزاق العفاة يمينه
يَفيض الأَيادي البيض وَالكَرم النَدي /
فَيا ظامىء الآمال ليلك وَالسرى / وَزر بحر جود مخصب السوح مخضرا
أتظما وَذا يحيى بن أَحمد في الذرى / شَريف منيف طال مجدا وَمفخرا
بِأَحمَد وَالسَبطين مِن خَير مُحَمَدِ /
يسرك ان اوما لي لخط كاتِبا / وان قرأ القرآن ابدا عجائبا
يغادر أَكباد القلوب ذوائبا / وَيصدع بالنبر يزان قام خاطِبا
وَيُنسيك تَطريب الحَمامِ المُغَرِدِ /
فَتى جده البدر الامين المطهر / وأَعلى مَعاليه البتول وَحيدر
وَما هو الا بالمحامد يذكر / أديب أَريب فيصل متبحر
فَصيحٌ صَبيح زَندَهُ غَير مُصلَدِ /
قطعت حبال الفقر حين وصلته / وأَدركت منه كل شيء أملته
فَلِلَّه من يعلو عَلى الشعر نعته / يلذ مَديحي فيه مَهما مدحته
وَيَسكَر مِن غَير السَلافَةِ مُفتَدي /
جمعت مَعاني المدح تاح لاجله / وَنظمته عقدا يَليق بمثله
وأنزلته في داره وَمحله / وَما من يقول الشعر في غير أَهله
كَمادِح قَوم شُرِفوا بِمُحَمَدِ /
أَمَولايَ صنى عَن زَمان تبدلا / وَضعضعني حمل الذنوب وأثقلا
وَلَم أَلق غوثا أَستَغيث به بَلى / وَصلتك يا فرد المَكارم وَالعلى
لَعَلَ يَداً بَيضاءَ تَمُدُ بِها يَدي /
جعلت القَوافي نحو جودك منهجا / لعلي أَلقى من أَذى الدهر مخرجا
وَلي فيك يا بدر الدجى أحسن الرجا / فأَنتَ ثمال الخير وَالخَير يرتَجى
لَدَيكَ وَوَجهُ الخَير وَجهُكَ سَيدي /
مدحتك يا ذا الفضل وَالمفخر السني / بمن غيركم أَلجا اذا الضرّ مسني
وَهَل يطلب الاحسان من غير محسن / فرش حسن ظني بالعَوارِق واكنى
وَقَضَّ لَباناتِي وَوَدَّع وَزَوَّدِ /
بحقك يا مَولى عليّ له الولا / أَجرني وَزدني رحمة وَتَفضيلا
حَنانيك يا من جوده ملأ المَلا / بقيت لاهل الارض قصدا وَموئلا
وَبابُكَ يا فَرد العُلى غَيرُ مُؤصَدِ /
وَمدت بك النَعما غمائم جودها / مظللة في غورها وَنجودها
وَمدت لاهل الفضل شمس سعودها / وَلا زلت في الدنيا مناغ وَفودها
وَغَيمُ غِناها المُستَفيض بِعَسجَدِ /
أهاب سحيرا بالفراق مهيب
أهاب سحيرا بالفراق مهيب / فَلَباه وجد في الحشا وَلَهيب
وَحقق ظَنى بالرَحيل مودع / مَدامعه في وَجنَتيه تصوب
فَما كذبتَني رمزة معنوية / أَشار بها رى البنان خَضيب
يرد بطرفيه السَلام وَحَوله / رَقيب ومن حول الرَقيب رَقيب
حمته عَن التَوديع زرق اسنة / تَكاد تذيب الصخر وَهو صَليب
فمن أَينَ يَصفو العيش بعد احبة / رَكائبهم بين الشعاب شعوب
وَهَل سلوة بعد الفراق لهائم / شج قلبه قبل الفراق كَئيب
وَبين الخيام البيض من أَيمن الحمى / قلوب دعتها لِلرَحيل قلوب
اذا لَم أذب بعد الفَريق صبابة / فمن أَي شيء بعد ذاك أَذوب
يشوقني روح النَسيم فَلَوعَتي / لَها كلما هب النَسيم هبوب
اظل عَلى اظلالهم وَربوعهم / أَحن كاني في الحَنين رقوب
وأندب سفح البان ايام صبوتي / اليه وَبرد اللهو فيه قَشيب
دعَتني اضاليل المنى غير مرة / فَما كدت بعد الظاعنين أجيب
وأطعمني حكم الهَوى ان يعيدلي / طلوع شموس لم يشبه غروب
فَما عاضني بالابلق الفرد عائض / وَلا شاقَني بعد الكَثيب كَثيب
وَهَيهات ما كل المنازل رامة / وَلا كل بَيضاء الجَبين عروب
وَكَم من سمىّ لَيسَ مثل سميه / وان كان يدعى باسمه فَيجيب
فَياذا كرا عن ذي الاراك اعد لنا / حَديثك عَن أَهل الاراك يطيب
سمعتكم تحكى عن خيمات عالج / عَسى لك عهد بالخيام قَريب
صف الاثل وَالمرعى الخَصيب لحاجر / هَل الاثل وَالمَرعى الخَصيب خَصيب
وَما فعل الرمل العَقيقي هَل ذرت / عليه شمال أَم صبا وَجنوب
وَهَل سمرت بعدي لغوب عَلى اللَوى / فأين اللَوى مني وأين لغوب
أَما وَمَريضات الجفون ألية / لمن لم يكد عن حبهن يَتوب
ليَدري شهاب الدين أَحمد أَنَّني / لداعية في كل الامور مجيب
هُوَ الطيب ابن الطيبين وَعمدتي / عليه وَظبي فيه لَيسَ يخيب
لَقَد نابَ عني كل أَمر أَخافه / فَلَم أَخشَ أَمرا لِلزَمان يَنوب
كَفاني صروف الدهر من بعد ما سطت / عَلى مَخاليب لَها وَيَنوب
وَذاد الخطوب السود عني بجوده / فَما ساورتني للخطوب خطوب
فَلِلَّه بر اريحى مهذب / عَن الرجس أوّاه اغر منيب
حفىّ وَفىّ مشفق متعطف / عزيز منيع الجانبين مهيب
كَريم من الغر الكِرام وَسيد / من النجباء الصالحين نجيب
يَطول يدا بالجود للوفد انما / هو البحر جودا وَالكرام قليب
لنا منه خلق اَريحى وَمنظر / بهى وصدر بالنوال رَحيب
أَمَولاي جاني منك بعد اِفتراقنا / كَلام يَكاد الطفل منه يشيب
أَطلت مَلامي في أمور كَثيرة / فَلَم أَدر من أَي الذنوب أَتوب
وأمرضني منك العتاب وَلَيسَ لي / سواك اذا عز الطَبيب طَبيب
اذا غرني ضَيفان صَبري غدرتني / أَلَيسَ لنا بعد الحضور مغيب
أَراكَ عَلى بعد الطَريق تَلومني / اذا قيل لي تلك الطَريق قَريب
فَقَد كنت في ذابان اعثر مرة / وأسقط أخرى كل ذاك لغوب
الى أَن دهتني في جَوانب أَرضه / مَصائب تذوى الغصن وَهو رَطيب
فَحينئذ أَقسمت لا عجت موطئا / عَوانى ذئب أَو عداني ذيب
وَطلقت ذابان الثلات وَلَم أعد / اليه وَمالي فيه وَهو شغوب
وَكَيفَ قفو لي نحو بيت نويرة / وَقَد ساءَني يوم هناك عصيب
ذكرت كَلام الغشمري وَصنوه / وَما فعلاه وَالغَريب غَريب
سمعتهاما حين ابن عمك لم يقم / يَقولان ذياك الغَلام مريب
وَسل عليه ابن الفَواجِر خنجَرا / صقيلا يَرى للنمل فيه دَبيب
فذبيت عَن أعراضنا بصوارم / من الشعر ما فلت لهن غروب
وَلَولاك بل لَولا أَبوك عليكما / تزاح هموم أَو تزال كروب
فخذ بيدي يا آل شمس عمارة / وَلَو أن ذنبي يذبل وَعَسيب
وَكن عصمَتي من جور دهر معاند / به الحر عبدو الصدوق كَذوب
فَما أَنتَ الاسيد وابن سيد / وَبر كَما غيم عَلى سكوب
أَبوك حَبيبي قدس اللَه روحه / وَأَنتَ ابنه وابن الحَبيب حَبيب
تداركني باللطف وَالدهر عابس / واخصبت ربعى وَالزَمان جَديب
وَكَم لك عِندي من يَدلو وزنتها / لما وزناها منوح وَشعيب
سأطلب منك الصفح حَتّى يَكون لي / لديك منالصفح الجَميل نصيب
اذا كنت أَهل العفو عَن كل مذنب / وَلَم تعف عني ان ذا العَجيب
فَهاك من الدر النضد غَريبة / تَروق اعاريضها لهن ضروب
من اللاء لَم يسبق اليهن شاعر / سواي وَلَم ينطق بهن اديب
عَليك سَلام سرمدي مبارك / روائحه مسك يَفوح وَطيب
سَقاك خيام الغور صوب الحيا عهدا
سَقاك خيام الغور صوب الحيا عهدا / يجدد عنا في معاهدك العهدا
وَلا برحت فيك الرياح مريضة / تَناغى الغصون الخضر وَالقضب الملدا
وَتنثر در الطل في ظل روضة / ترش يد الانداء في وردها الوردا
كأن صبا نجد سقتها مدامة / عبيرية تهدي لمن لم يجدو جدا
فَاس خَزاماها وَباتَ حمامها / يغنى وَظل الزند يعتنق الزندا
رَعى اللَه اذ كنا برامة حيرة / وَمحكم أصل الاصل قد نسخ الصدا
وابكار بكر يسترقن عقولنا / بسحر عيون ان رنت قتلت عمدا
أَحباب قَلبي كَيفَ أَكتم حبكم / وأَحجده وَالدَمع لا يعرف الجحدا
صلوا واهجروا فالقَلب راض بفعلكم / فَلَم ار لي عنكم وَلا منكم يدا
وَأَحلى الهَوى ان مت في اسر حبكم / فَكَم من أَسير في للصبابة لا يفدى
وَما ضقت ذرعا دون ادراك مطلب / وَفي الرد من لم يخش سائله الردا
أَعاد عَلَينا اللَه من بَركاته / وَمد لنا الرحمن في عمره مدا
الى صارم الدين اِنتَهى أَمَلي فَلَم / أَجد قبله قبلا وَلا بعده بعدا
مَتى تأته تنزل بواحد أمة / هدى وندى جاء الزَمان به فردا
سَجاياه للراجي رَبيع مبارك / وَسبع سمان للزَمان اذا اشتدا
وَساحته مأوى الغَريب وَماله / عَلى رغم أنف البخل ينهبه الوفدا
فَتى ينسب الشيخ المبارك جده / كَما ينسب الاشراف خير الوَرى جدا
سَقى اللَه مِن قَبري عواجة مشهدا / كَريما تخذناه لحاجتنا قصدا
أَفي روضة القبرين روضة أَحمَد / فتحدى لَها عيس إِلى طيبة تحدى
أَم التزم الزوّار حجا وَعمرة / اليها فزموا العبس تطوي الفلا وَخذا
حوى قبرها حجرا أَو بيتا وَمذبحا / وَركنا يمانيا وآخر مسودا
فَكَم قبلوا تربا وَكَم مسحوا ثرى / وَكَم وَضَعوا الصرا وَكَم فتحوا عقدا
وَكَم ثملوا وجداوكم ولهو اهوى / وَكَم سكبوا دماوكم عفر واخدا
وَباتوا وَظلوا في رياض أَنيقة / يقل عليها الند لو فرشت ندا
تخفهم الاملاك من كل جانب / وَتَغشاهم الانوار عن طالع سعدا
لَدى حكمى لم تكن معجزاته / وآياته تحصى برمل الفلا عدا
اذا قالَ يا مَولاي لباه سل تنل / لطائف من لو شاء أَسرى به عَبدا
وَلَو سير الاجبال سارَت وان دَعا / ذرى صخرة لبت له الصخرة الصلدا
وَلَو سار فَوقَ البحر أَو طارَ في الهَوا / لامكنه وَالحق ما جاوز الحدا
سَرائر نورانية حكمية / بِها اللَه زان الارض وَالعرض وَالخلدا
هَنيأ لَك التَعظيم يا ابن محمد / محامد فيالدارين تَستغرق الحمدا
رَعيت رياض المجد طفلا وَناشئا / وَكَهلا فمن ذا يدعى معك المجدا
تَلوذ بك الآمال وَهي غَريبة / فتؤنسها جودا وَتوسعها رفدا
وَيَنزل منك الضيف أَخصب ساحة / فَتَحلوا لهم ودا وَتَصفو لهم وردا
عفاف وانصاف وَحسن شَمائل / تَفوق شمول الراح مَمزوجَة شهدا
أَيا سَيدي شهر كَريم وَغربة / وَدين اقاسيه ولست به جلدا
وَغيبة أَطفال وَبعد مَنازِل / واخوان صدق ذبت من اجلهم فقدا
فقض لباناتي وانجح مَطالِبي / وَما اِسطَعت من بر فَلا تألنى جهدا
بقيت لدين اللَه عزا وَللعدا / حساما وَللراجين عارفة تسدى
وَلا زلت للابدال خالف سالف / وَنور منار استضىء بك الرشدا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025