القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عَلِيّ بن جَعْفَر كاشِف الغِطاء الكل
المجموع : 7
أهاجك برق في دجى الليل لامعُ
أهاجك برق في دجى الليل لامعُ / نعم واستخفتك الربوع البلاقِعُ
أضاء فجلباب الظلام ممزق / كما مزق النقع السيوف القواطع
أما وامتطاء العيس في كل مهمه / مواضي كما شاء الهوى ورواجع
وركب تعاطوا في الدجى دلج السرى / يقودون داجي الليل والليل طالع
يجدون عن طعم الكرى فجنوبهم / جنوب خيول ما لهن مضاجع
لقد ذكرتني سالف العهد بالحمى / حمائم أيك في ذراه سواجع
ذكرتكم والخيل تعثر بالقنا / وبيض المواضي والرماح شوارع
فبت كأني ساورتني ضئيلة / من الرقش في أنيابها السم ناقع
وبين جفوني والسهاد تواصل / وبين ضلوعي والهموم تقارع
ولم يستطع كتم الهوى ذو صبابةٍ / له فيض دمع بالتباريح صادع
إذا سألوا عن سره فهو كاتم / وان سألوا عن وجده فهو ذائع
وما الحب إلا عبرة مستهلة / ونار جوى تطوى عليها الأضالع
وقد زارني طيف الخيال فزادني / إلى الوجد وجداً والعيون هواجع
فطيف للذات التواصل مانح / وخل لإهداء التحية مانع
أكان حراما لو تدارك مهجة / لئن لم تمت في الحب فهي تنازع
ألم يأن أن تروى قلوب من الصدى / وأن يجمع الشمل المشتت جامع
حلفت بمن وارى الستار وما هوت / إليه رقاب العيس وهي خواشع
لئن بعدت منا الجسوم عن الحمى / ففي ربعه منا القلوب ودائع
وليل بجنب الحي لا أستعيده / جنيت به حلو الجنى وهو يانع
يخادعني فيه رسيس من الهوى / ومن عجب الأيام مثلي يخادع
ألا ليت شعري هل أرى ذلك الحمى / وهل فيه أيام مضين رواجع
هي الدار لا شوقي القديم بناقص / إليها ولا قلبي من البين جازع
ولولا احمرار الدم لانبعثت لها / سحائب من دمعي هوام هوامع
هجرت الحمى لا أنني قد سلوته / وكيف ولي قلب إليه ينازع
ولكنني جانبت قوما كأنني / لآنافهم لما يَرَونِيَ جادع
أقلب طرفي لا أرى غير ناكث / يماذقني في وده ويصانع
قذفت إخاء كدر المذق صفوه / ولاحت عليه للضغون طلائع
يصافي أخاه إن بدا منه مطمع / ويهجره إن جانبته المطامع
سأشكوهم والعين يسفح ماؤها / وطير الجوى بين الجوانح واقع
إلى من إذا قد قيل من نفس أحمد / أشارت كليب بالاكف الاصابع
وروح هدى في جسم نور يمده / شعاع من النور الإلهي ساطع
وكنز عن العلم الربوبي إن تشا / يخبرك ظهر الغيب ما أنت صانع
مليك تجلى في سما المجد رفعة / شمائله فيها النجوم الطوالع
دنا فتدلى للعقول وإنها / لتقصر عن إدراكه فهو شاسع
يريك الندى في البأس والبأس في التقى / صفات لأضداد المعالي جوامع
يهم بمقدام على كل فتكة / يضيق بها رحب الفضا وهو واسع
مضت حيث لا لدن المثقف شائك / فيخشى ولا السيف المهند قاطع
خلال يضوع الشعر من طيب نشرها / ألا كل مد في سواك لضائع
وكم جحفل قد دك منه صفاته / له فوق أصوات الحديد صواقع
سقبت المنايا واقعا بنفوسهم / إذا الحرب سوق والنفوس بضائع
فليس لهم إلا الدماء مدارع / وليس لهم إلا القبور مضاجع
أراع فؤاد الدهر بطشك فانطوت / على ومجل أحشاؤه والاضالع
حسامك في الاعمار أمضى من الردى / وحلمك يوم الصفح للصفح شافع
وأنت أمين اللَه بعد أمينه / وأنت له صهر وصنو وتابع
لعمري لقد أيدته في حروبه / كما أيدت كفيه منه الاصابع
فلا واصل إلا الذي هو واصل / ولا قاطع إلا الذي هو قاطع
أقول لقوم أخروك سفاهة / وللذكر نص فيك ليس يدافع
دعو الناس ردوهم إلى من يسوسهم / فهل يستوي شم الذرى والاجازع
وهل يستوي السيف اليماني والعصا / وهل تستوي أسد الشرى والضفادع
ألا إن هذا الدين لولا حسامه / لما شرعت للناس منه الشرايع
ألا إنما الأقدار طوع بنانه / إذا ما دعي للأمر وافت تسارع
ألا إنما الأرزاق عند اقتسامها / فهذا له معطي وذلك مانع
إلا إنما التوحيد لولا علومه / لما كشفت للناس عنه البراقع
لك المعجزات الباهرات أقلها / لك الميت يحيا والضلوع جراشع
وفيك استغاث اللَه للذنب آدم / فلاح له برق من العفو لامع
وفيك التجى في اليم نوح وقد طغى / على كل طود لجه المتدافع
وفيك اغتدى في السجن يوسف راجيا / نجاة وقد سدت عليه المطالع
وآنس منك النار موسى بذي طوى / فسار إليها وهو للنعل خالع
وباسمك قد نادى الخليل فلم يخف / من النار هولا وهو في النار واقع
ومعناك كم أبدى لذي اللب معجراً / وكم رد وقع الخطب والخطب فاضع
وما هي إلا آية بعد آية / تسك بها للملحدين مسامع
حمى لا يريع الليث ظبي كناسه / فيذعره عن سربه وهو راتع
وجارك لا يعطي الزمان مقاده / ومنك له ركن شديد مدافع
ولا فاضعاً للدهر خوفا وان مضى / على الناس جوراً صرفه المتتابع
سهام المنايا للانام قواصد
سهام المنايا للانام قواصد / وليس لها إلا النفوس مصائد
أتأمل أن يصفو لنا العيش والردى / له سائق لم يلو عنا وقائد
وتطمع في حب البقاء وطوله / ونعلم ان الدهر للعمر فاقد
وما هذه الأيام إلا أساود / تلمض في أنيابها السم راقد
وتلك الليالي لا يغرك سلمها / وما هن إلا الثاكلات الفواقد
ألم تر إنا كل يوم إلى الثرى / نشيع مولوداً مضى منه والد
وحسبك بالاشراف من آل هاشم / فقد اقفرت أطلالهم والمعاهد
حدا بهم الحادي فتلك ديارهم / خواشع ما بين الديار هوامد
وقفت بها مستنشقا لعبيرها
وقفت بها مستنشقا لعبيرها / ودمعي مسكوب وقلبي واجد
وكم بين باك مستهام وبين من / تراه كئيبا وهو للوجد فاقد
أسائلها ما بالها حكم البلى / عليها وكيف استوطنتها الأوابد
مهابط وحي طامسات رسومها / معاهد ذكر أوحشت ومساجد
وعهدي بها للوفد كعبة قاصد / فذا صادر عنها وذلك وارد
وأين الألى لا يستظام نزيلهم / إليهم وإلا ليس تلقى المقالد
ذوي الجبهات المستنيرات في العلى / تقاصر عنها المشتري وعطارد
سما بهم في العز جد ووالد / ومجد طريف في الفخار وتالد
وما قصبات السبق إلا لماجد / نمته إلى العليا غر أماجد
معادن علم اللَه حكام شرعه / لديهم وإلا ليس ترجى المقاصد
تسود بني الدنيا وليست تسودهم / وهل أحد إلا مسود وسائد
لتغدو المنايا بعدهم حيث تبتغي / فما أنا من رزء وإن جل واجد
سأبكيهم ما فاض دمعي وإن يفض / فلي كبد ما عشت للوجد كامد
وأعظم أحداث الزمان رزية / بكتها الصخور الصم وهي جلامد
وداهية دهياء غم نهارها / وطار بها نقع إلى الافق صاعد
بها رقدت عين الضلال وسهدت / عيون حماة الحق وهي رواقد
سلام على الاسلام من بعد يومها / فليس له راع عن الضيم ذائد
سهدت وقد نامت عيون كثيرة / وما أنا لولا يوم عاشور ساهد
سل الليل عني هل مللت سهاده / وهل ألفت جنبي فيه المراقد
ولي مقلة محلولة الجفن بالبكا / وقلب على فرط الصبابة عاقد
وفي القلب أشجان وفي الصدر غلة / إذا رمت ابراداً لها تتزايد
فلا وجد إلا وهو عندي مخيم / ولا صبر إلا وهو عني شارد
أيمسي حسين بالطفوف مروع / وطرفي ريان من الأمن راقد
ويمسي صريعا بالعراء على الثرى / وتوضع لي فوق الحشايا الوسائد
فلا عذب الماء المعين لشارب / وقد منعت ظلماً عليه الموارد
ولا حملت ايدي الرجال سيوفها / وقد نهلت منه الرقاق البوارد
وما أنس لا أنساه ناء عن الحمى / غريبا تواسيه الرجال الأباعد
وما أنس لا أنساه وهو مروع / يكابد من أشجانه ما يكابد
بنفسي أبي الضيم لم يلف ضارعا / وقد أسلمته للمنون الشدائد
ولم ير مكثورا أبيدت حماته / وعز مواسيه وقل المساعد
بأربط جأشاً منه في حومة الوغى / إذ البيض فيها باديات عوائد
ينادي بهم هل من مجير يجيرنا / وما فيهم إلا قريب وجاحد
وينشدهم هم هل تعرفوني من أنا / وكيف وهل يستنطق العجم ناشد
فشمر لا يلوي إلى الحرب والردى / يمانعه عن نفسه ويراود
أمام يرد الجيش وهو كتائب / بسطوته يوم الوغى وهو واحد
إذا ركع الهندي يوما بكفه / لدى الحرب فإلها مات فيها سواجد
يلوح الردى في شفرتيه كأنه / شهاب هوى لما تطرق مارد
وان ظمي الخطي بل أوامه / لدى الروع من فيض الطلى فهو وارد
قريب الندى ناتي المدى مورد العدى / حياض الردى والضرب في الهام شاهد
يصول عليهم صولة حيدرية / يقيم لواء الدين واللَه عاقد
يخوض عليهم صولة حيدرية / ويوردهم حوض الردى وهو راكد
إلى أن هوى فوق الصعيد مجدلا / بنفسي وبي ثاو على الترب ساجد
فلا اخضر عود المجد بعدك والعلى / ولا رار روض الدين بعدك رائد
ولا جانب الدنيا بسهل ولا ضحى / بطلق ولا غصن المسرة مائد
بنفسي وبي ملقى ثلاثا على الثرى / تهب عليه الصافنات الصوارد
وما أسفى للراس يسمو على القنا / ترتل آي الذكر والركب هاجد
ولم أر يوما سيم خسفا به الهدى / وهدت به أركانه والقواعد
كيوم حسين والسبايا حواسر / تشاهد من أسر العدى ما تشاهد
تسير إلى نحو الشئام شواخصاً / على قتب تطوى بهن الفراقد
وتضرب قسراً بالسياط متونها / وتنزع أقراط لها قلائد
بنفسي أبو الفضل المواسي بنفسه / أخاه وباز الحرب للموت صائد
أخ ماجد لم يخزه يوم مشهد / له عضد في الحادثات وساعد
بنفسي زين العابدين مغللا / سقيما لوا الوجد المبرح عائد
فوا لهفتاكم من نفوس كريمة / إليها وإلا ليس تنمى المحامد
تسيل على زرق الأسنة والظبا / ويشمت فيها مبغض ومعاند
بنفسي وبي تلك الجسوم كأنما / عليهن من فيض الدماء مجاسد
توفوا عطاشا بالعراء كأنما / لهم بالمنايا في الطفوف مواعد
وللَه أقوام فدته نفوسهم / فكان لهم عز على الدهر خالد
كأنهم والخيل تعثر بالقنا / أسود رعت اشبالها وأساود
بها ليل مناعون للضيم أحسنوا / بآلائهم في اللَه غر أماجد
وفرسان موت مقدمون كأنما / فناها لاجال الرجال مقاود
وما كل مفتول الذراعين باسل / ولا كل سام في السماء فراقد
لتذهب بها مثل الجبال محامد / على الدهر أطواق لها وقلائد
عسى الغائب الموتور قد حان وقته / فيجبر مكسور ويصلح فاسد
ويصبح عود الدين بعد ذبوله / يميس قواما وهو ريان مائد
فديناك قد ضاق الخناق ولم يزل / يعنفنا فيك العدو المعاند
فلا تتركني قاعداً أرقب المنى / أقيم قناة الحرب والحرب قاعد
ودونكموها من عتيق ولائكم / قواف على جيد الزمان فرائد
جواهر لم تعلق بها كف ناظم / ولا لامستهن الحسان الخرائد
ولولاكم مافاه بالشعر مقولي / ولا شاع لي بين الأنام قصائد
عليكم سلام اللَه ما اهتزت الربى / وسحت عليها البارقات الرواعد
بنفسي نديم بات يقري مسامعي
بنفسي نديم بات يقري مسامعي / حديثا لمطوي الغرام به نشر
إذا ما تلا صحف ابن مريم صادعا / بالحان داود وقد هجع السمر
وهبت له نفسي وقلت له احتكم / فأنت بما تهوى لك النهي والأمر
أركب الردى هل من يؤدي رسالتي
أركب الردى هل من يؤدي رسالتي / إلى جدثٍ أمسى علي رهينه
تحية مشتاق ودعوة وامق / مقيم على عهد الوفا لن يخونه
يسائله عن غائب كيف حاله / وما حال من قد حالت الأرض دونه
هل ابن أخي باق هلالا كعهدنا / يجلي من الليل البهيم دجونه
وهل غير القبر الذي قد ثوى به / وقد كان وضاح الجبين جبينه
وهل هو في مشقوقة اللحد سامع / وقد أن مفجوع عليه أنينه
رعى اللَه من ودعته يوم بينه / وأودعته قلبا يواري شجونه
أكتم وجدي عن شماته يوم بينه / وأودعته قلب يواري شجونه
أقول لقوم يحملون سريره / ألا ثكلت أم الذي يحملونه
رضيت بحكم الدهر فيه ضرورة / ويرضى الفتى إذ لم يلاق معينه
سمحت به إذ لم أجد عنه مدفعا / وكنت به في الحادثات ظنينه
مضى طاهر الجثمان والعين والحشى / وخلف مكوي الفؤاد حزينه
هنيئا له البيت الجديد موسداً / على اليمن والاقبال فيه يمينه
مجاور سكن في ديار بعيدة / أطال بها ريب المنون سكونه
حلفت له لا آلف الصبر بعده / فشلت يميني ان نقضت يمينه
أجانب قوما لم يكن وسط عقدهم / واهجر ربعا لا يكون قطينه
أمر بقبر قد طواه صعيده / عسى يقضي جفن العين في ديونه
ولا عجب إن تمطر العين قومه / وأضحى سواد المقلتين دفينه
إلى كم يروع القلب منك صدوده
إلى كم يروع القلب منك صدوده / وسالف عيش كل يوم تعيده
أتأمل ان الوصل يخضر عوده / غنى في يد الآمال لا تستفيده
فدع عنك خلاً قد ثني عنك عطفه / فما ضر ظبي قانص لا تصيده
ودونك خلاً قد أطاعك قلبه / تعرفه في الأمر كيف تريده
أخاك الذي ان تدعه لملمة / يذد عنك مالا يستطيع نديده
يبيت يقاسي لوعة السهد والجوى / ينم عليه للصباح عموده
بقلب خفوق لا يزال الأسى / كما خنقت فوق الخميس بنوده
وطرف سكوب لا يمل من البكا / فوافره يجري دماً ومديده
شقي الهوى من لم يذق طعم صابر / ومن ذاقه يوما فذاك سعيده
إذا لم أشيد في الحشى لك منزلا / على حنق الواشي فمن ذا يشيده
فكم من بعيد في المرار قريبه / وكم من قريب في المزار بعيده
وتنسب للتشبيب مثلي ضلة
وتنسب للتشبيب مثلي ضلة / وكم لي عليها من يد مستهلةِ
ولا أعرف التشبيب إلا بوصفه / ولا كان يوما في الغرام تعلتي
وهل لامرىء بعد الثلاثين ملعب / وقد أدبرت أيامه وتولت
ألم ترني في كل يوم مشيعا / إلى القبر منهم ميتا إثر ميت
فكم خلطوا حلو الكلام بمره / وكم عرضوا بي مرة بعد مرة
ألم يعلموا أني أبو عذرها الذي / غدا طالعا بالفضل كل ثنية
ويعرف فضلي كل غاد ورائح / ويعمى حسودي عن بيان فضيلتي
وما أنا إلا الشمس يسطع نورها / وإن أنكرتها كل عين مريضة
انا ابن الألى قد طبق الأرض فضلهم / ولاذت بنو العليا بهم واستطلت
بها ليل في أبياتهم حطت العلى / وألقت لديهم رحلها فاطمأنت
فأية رجل في السباق وكم تكن / لهم سابقت يوم الفخار فزلت

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025