المجموع : 10
وما جاء كلب الروم إلا ليحتوي
وما جاء كلب الروم إلا ليحتوي / حماة وما يسطو على الأسد الكلب
أراد بها أن يملك الشام عنوةً / وقد غلبت عنه الضراغمة الغلب
وما ذم فيها العيش حتى صدمته / فمال جناح الجيش وانكسر القلب
فولى وأطراف الرماح كأنها / نجوم عليه بالمنية تنصب
وقفت مع العشاق في كل موقفٍ
وقفت مع العشاق في كل موقفٍ / بوصل خيط الدمع بعد انسجامِهِ
فلم أر إلا جائداً بحياته / على باخلٍ في طيفه بمنامه
سقاني على عينيه كأس رُضابه / فأسكرني أضعاف سكر مدامه
يعللني بالوصل طيف خياله / ويطربني في الأيك نوحُ حمامه
ومن عجبٍ أن يحدث البعد بيننا / سلواً وطرف الشوق مني حرامه
وأحسست من قلبي بداراً إلى الهوى / فقلت له كن منهما في ذمامه
وما كنت أدري أن خمار طرفه / يروق لي ما خلف در لثامه
هبوه أعار الشمس ضوء جبينه / فمن أين للخطي حسن قوامه
وإن أنتم أنكرتم أن قده / تقلد من عينيه مثل حسامه
فلا تنكروه إن حلية جيده / مفصلةٌ من ثغره وكلامه
كأن العيون النجل قاسمنه الهوى / لأن عليها مسحةً من سقامه
فتىً لم تزل أمواله وعداته / على خطرٍ من بذله وانتقامه
ولو خاف من يسري إلى ظل مجده / ضلالاً لناداه الندى من أمامه
ولم أكسه در المديح وإنما / أعرت نجوم الليل بدر تمامه
أما والذي أهدى الغرام إلى القلب
أما والذي أهدى الغرام إلى القلب / لقد فتنتني بالحمى أعين السرب
رمتنا ولكن عن جفونٍ مريضةٍ / عرفن مكان الحب من كبد الصب
وأطلعن من سجف الخدور أهلةً / جعلن سماء الحسن أسنمة النجب
وما كنت أدري أن غزلان عالجٍ / مراتعها بين الأكلة والحجب
لقد أخذوا بالبين من كل عاشقٍ / بقية نفسٍ لا تفيق من الحب
رأتهن من حمل السهام عوارياً / وما عندها أن الكنائن في النقب
ولو علم المشتاق أن حمامه / مع الركب لم يقرأ سلاماً على الركب
ولما رأين القرب عوناً على الجفا / لذي الحب سلطن البعاد على القرب
فيا قرب ما بين الصبابة والحشى / ويا بعد ما بين المسرة والقلب
وما صد عني النوم مثل مهفهفٍ / كأن به معنىً من الغصن الرطب
ثنى عن نفيس الدر فضل لثامه / كما افتر بدرٌ في الدجنة عن شهب
تقلد من ألحاظه مثل عضبه / فأصبح يعتد الجفون من القرب
وقد كنت أخشى السيف والسيف واحدٌ / فما حيلتي إذ قلد العضب بالعضب
خليلي هل ألقى من الدهر مسعداً / يعرفني مر الزمان من العذب
متى نجعت في لوعتي وبلابلي
متى نجعت في لوعتي وبلابلي / نميمة واشٍ أو نصيحة عاذل
وحسب الهوى أني إذا رمت نصرةً / من القلب لباني بنية خاذل
كأن نسيماً من صباً وشمائل / ألم بمعشوق الصبا والشمائل
فرنح في ثوب الملاحة قده / ترنح خوط البانة المتمايل
ولما رمى باللحظ قلت لجفنه / أخلفك طرفٌ أم كنانة نابل
وما هي إلا مقلةٌ رشئيةٌ / أصاب بها طرفي خفي مقاتلي
وإن بقاء النفس بعد فراقه / دليلٌ على أن الهوى غير قاتل
وكم قائلٍ لما فضضت حقائبي / لديك وسارت في علاك عقائلي
أأنت الذي صغت النجوم قلادةً / ليلبسها في الحفل شمس الأفاضل
والله أخلاقٌ إذا شئت أنتجت / فصاحة قسٍ من فهاهة باقل
سعى الدهر في هضمي فلما كفلتني / إليك تناهي في نمو فضائلي
فها أنا منه بين شاكٍ وشاكرٍ / وجودك فيه خير كافٍ وكافل
وقد زارك العيد الذي أنت عيده / بأبلج في بيت السعادة نازل
براه إليك الشوق حتى أصاره / بفضلة جسمٍ كالقلامة ناحل
أبت عبرات العين بعدك أن ترقا
أبت عبرات العين بعدك أن ترقا / ولوعة ما بين الجوانح أن ترقى
أعد لقاء الحتف من بعض ما أرى / ويصغر عندي الخطب في جنب ما ألقى
ويخطر لي معنى على البان منكم / فأبكي وأستبكي حمائمه الورقا
ووجدٍ إلى يوم الفراق شكونه / فلا لان لي قلب الفراق ولا رقا
ولم فرقوا بين المنية والنوى / ولم يجدوا في الفعل بينهما فرقا
أأحبابنا والله ما رمت عنكم / السلو ولا عودت حبكم المذقا
ولا لمحتني مقلة الشوق قائلاً / لحادثة الأيام بعدكم رفقا
وأذكر أيام الوصال وطيبها / وتلك الليالي البيض والزمن الطلقا
فألزم أحشاءً أقام بها الجوى / وقلباً أبى إلا الصبابة والخفقا
وما كنت أبقى ساعةً لا أراكم / ولكن دهراً سد دونكم الطرقا
فصرت إذا ما ازددت شوقاً أليكم / أعلل قلبي بالخيال الذي يلقى
وقفنا وقد غاب المراقب وقفةً
وقفنا وقد غاب المراقب وقفةً / أمنا بها أن يفتك السخط بالرضا
على خلوةٍ لم يجر فيها تنغص / بها عاد وجه الليل عندي أبيضا
نعيد حديثاً لا يمل كأنه / حياةٌ أعيدت لامرئٍ بعد ما قضى
سرى موهناً واستكتمته المهالكُ
سرى موهناً واستكتمته المهالكُ / حبيبٌ أضاء الليل والليل حالكُ
وكم من قوام في الأكلة مرهفٍ / يضيء له بدرٌ ويرتج عانك
من اللاء لا تلك الزيانب تنتمي / إليها ولا تلقاك منها العواتك
تصد الفتى عن قلبه وهو حازمٌ / وتثنيه عن سبل الهدى وهو ناسك
كأن ضنى أحداقها وخصورها / تقاسمه عشاقها والبواتك
ويهماء باتت كالقسي ضوامراً / من الأين فيها اليعملات الرواتك
وأصبحن من جذب البرين حواكياً / أزمتهن المسنمات التوامك
ولما أحست أنها من قواصد / ندى بن علي لم ترعها المهالك
لقد جاد لي حتى توهمت أنني / له في الذي تحوي يداه مشارك
وخولني فوق الذي كنت آملاً / فعدت ونظم الشعر للجود مالك
فلا ناكبٌ عن سبل ما أنا قائلٌ / ولا آخذٌ إلا لما أنا تارك
إذا اليوم أذكى نار حربٍ تصافحت / بساحته هام العدى والسنابك
وللشمس لألاءٌ يلوح كأنه / على البيض من تحت العجاج سبائك
وتضحي عتاق الأعوجيات ضمراً / يعل دماً منها القنا المتشابك
لها لجمٌ زرق الأسنة في الوغى / فهن لأطراف العوالي عوالك
إذا صادفت جلداً من الأرض رفعت / بأيدٍ وفيها أوجهٌ وترائك
وضاقت خروق الأرض وهي فسيحةٌ / عليها وما ضاقت عليها المعارك
ليهن المعالي والعوالي وما حوت / سروج المذاكي منكم والممالك
تزول الجبال الصم وهي رصينةٌ / ومجدكم باقٍ على الدهر آرك
لك العيد لا بل فيك للعيد رؤيةٌ / أتيناك نستجدي بها ونبارك
وأنت أمت البخل وهو مخلدٌ / عطاءً وأحييت الندى وهو هالك
وجدت ولم تسأل وغيرك واهبٌ / إذا سيل من دون العطية ماحك
رأوا جدرياً لاحَ في صحن خده
رأوا جدرياً لاحَ في صحن خده / كدر العقود في نحور الكواعب
وما هو إلا البدر لما تكاملت / محاسنه نقطنه بالكواكب
وقالوا رمته النائبات ضلالةً / وما علموا أن العلى بالنوائب
وكم ليلةٍ عاطاني الراح بدرها
وكم ليلةٍ عاطاني الراح بدرها / ونادمني فيها الغزال المشنف
ومنتقشٍ بالمسك وشي عذاره / كما انتظمت في جانب الطرس أحرف
وقد يتبادى لفظه وهو أعجم / كما يتقاوى خصره وهو مخطف
أدق من المعنى الغريب وفوقه / أرق من الماء المعين وألطف
معانٍ من الحسن البديع كأنها / خلال معين الدين تتلى وتوصف
ومستصغرٍ في الله كل عظيمةٍ / ولو أنه منها على الموت مشرف
كأن الملوك الغر حول سريره / نجومٌ على شمس الظهيرة عكف
فإن تلقه تلق ابن هيجاء دهره / يريك عنان الدهر كيف يصرف
سخيٌ جريءٌ لوذعيٌ كأنه / إذا ما بدا غيثٌ وليثٌ ومرهف
وقد هتف الداعي إلى الحمد باسمه / وقام منادي النصر باسمك يهتف
تألف شمل الدين عندك والعلى / وشمل العدى والمال لا يتألف
وحق الهوى لا خنت ميثاق عهده
وحق الهوى لا خنت ميثاق عهده / وإني لأغرى من فؤادي بوجده
وخلف الثنايا الغر ما يبرد الجوى / ويذهب من جمر الغرام بوقده
وحي على الماء النمير طرقته / وقد مل ساري الليل من طول وخده
فلم ترعيني والخيام كأنما / تزر على غزلان خبتٍ وأسده
بأصبر من قلبي على فقد صبره / ومنى على فقد الحبيب وبعده
وقد كان مفتوناً بمرسل صدغه / على وجنةٍ كالبدر ليلة سعده
فلما رأت أن ليس في حمص عقربٌ / مواشطه أخفين عقرب خده
وقلن لساقيها ودر حبابها / موكلةٌ أيدي المزاج بنضده
أأنت أعرت الكأس واضح ثغره / أم انتثرت فيها فرائد عقده