القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ قَسِيم الحَمَوي الكل
المجموع : 10
وما جاء كلب الروم إلا ليحتوي
وما جاء كلب الروم إلا ليحتوي / حماة وما يسطو على الأسد الكلب
أراد بها أن يملك الشام عنوةً / وقد غلبت عنه الضراغمة الغلب
وما ذم فيها العيش حتى صدمته / فمال جناح الجيش وانكسر القلب
فولى وأطراف الرماح كأنها / نجوم عليه بالمنية تنصب
وقفت مع العشاق في كل موقفٍ
وقفت مع العشاق في كل موقفٍ / بوصل خيط الدمع بعد انسجامِهِ
فلم أر إلا جائداً بحياته / على باخلٍ في طيفه بمنامه
سقاني على عينيه كأس رُضابه / فأسكرني أضعاف سكر مدامه
يعللني بالوصل طيف خياله / ويطربني في الأيك نوحُ حمامه
ومن عجبٍ أن يحدث البعد بيننا / سلواً وطرف الشوق مني حرامه
وأحسست من قلبي بداراً إلى الهوى / فقلت له كن منهما في ذمامه
وما كنت أدري أن خمار طرفه / يروق لي ما خلف در لثامه
هبوه أعار الشمس ضوء جبينه / فمن أين للخطي حسن قوامه
وإن أنتم أنكرتم أن قده / تقلد من عينيه مثل حسامه
فلا تنكروه إن حلية جيده / مفصلةٌ من ثغره وكلامه
كأن العيون النجل قاسمنه الهوى / لأن عليها مسحةً من سقامه
فتىً لم تزل أمواله وعداته / على خطرٍ من بذله وانتقامه
ولو خاف من يسري إلى ظل مجده / ضلالاً لناداه الندى من أمامه
ولم أكسه در المديح وإنما / أعرت نجوم الليل بدر تمامه
أما والذي أهدى الغرام إلى القلب
أما والذي أهدى الغرام إلى القلب / لقد فتنتني بالحمى أعين السرب
رمتنا ولكن عن جفونٍ مريضةٍ / عرفن مكان الحب من كبد الصب
وأطلعن من سجف الخدور أهلةً / جعلن سماء الحسن أسنمة النجب
وما كنت أدري أن غزلان عالجٍ / مراتعها بين الأكلة والحجب
لقد أخذوا بالبين من كل عاشقٍ / بقية نفسٍ لا تفيق من الحب
رأتهن من حمل السهام عوارياً / وما عندها أن الكنائن في النقب
ولو علم المشتاق أن حمامه / مع الركب لم يقرأ سلاماً على الركب
ولما رأين القرب عوناً على الجفا / لذي الحب سلطن البعاد على القرب
فيا قرب ما بين الصبابة والحشى / ويا بعد ما بين المسرة والقلب
وما صد عني النوم مثل مهفهفٍ / كأن به معنىً من الغصن الرطب
ثنى عن نفيس الدر فضل لثامه / كما افتر بدرٌ في الدجنة عن شهب
تقلد من ألحاظه مثل عضبه / فأصبح يعتد الجفون من القرب
وقد كنت أخشى السيف والسيف واحدٌ / فما حيلتي إذ قلد العضب بالعضب
خليلي هل ألقى من الدهر مسعداً / يعرفني مر الزمان من العذب
متى نجعت في لوعتي وبلابلي
متى نجعت في لوعتي وبلابلي / نميمة واشٍ أو نصيحة عاذل
وحسب الهوى أني إذا رمت نصرةً / من القلب لباني بنية خاذل
كأن نسيماً من صباً وشمائل / ألم بمعشوق الصبا والشمائل
فرنح في ثوب الملاحة قده / ترنح خوط البانة المتمايل
ولما رمى باللحظ قلت لجفنه / أخلفك طرفٌ أم كنانة نابل
وما هي إلا مقلةٌ رشئيةٌ / أصاب بها طرفي خفي مقاتلي
وإن بقاء النفس بعد فراقه / دليلٌ على أن الهوى غير قاتل
وكم قائلٍ لما فضضت حقائبي / لديك وسارت في علاك عقائلي
أأنت الذي صغت النجوم قلادةً / ليلبسها في الحفل شمس الأفاضل
والله أخلاقٌ إذا شئت أنتجت / فصاحة قسٍ من فهاهة باقل
سعى الدهر في هضمي فلما كفلتني / إليك تناهي في نمو فضائلي
فها أنا منه بين شاكٍ وشاكرٍ / وجودك فيه خير كافٍ وكافل
وقد زارك العيد الذي أنت عيده / بأبلج في بيت السعادة نازل
براه إليك الشوق حتى أصاره / بفضلة جسمٍ كالقلامة ناحل
أبت عبرات العين بعدك أن ترقا
أبت عبرات العين بعدك أن ترقا / ولوعة ما بين الجوانح أن ترقى
أعد لقاء الحتف من بعض ما أرى / ويصغر عندي الخطب في جنب ما ألقى
ويخطر لي معنى على البان منكم / فأبكي وأستبكي حمائمه الورقا
ووجدٍ إلى يوم الفراق شكونه / فلا لان لي قلب الفراق ولا رقا
ولم فرقوا بين المنية والنوى / ولم يجدوا في الفعل بينهما فرقا
أأحبابنا والله ما رمت عنكم / السلو ولا عودت حبكم المذقا
ولا لمحتني مقلة الشوق قائلاً / لحادثة الأيام بعدكم رفقا
وأذكر أيام الوصال وطيبها / وتلك الليالي البيض والزمن الطلقا
فألزم أحشاءً أقام بها الجوى / وقلباً أبى إلا الصبابة والخفقا
وما كنت أبقى ساعةً لا أراكم / ولكن دهراً سد دونكم الطرقا
فصرت إذا ما ازددت شوقاً أليكم / أعلل قلبي بالخيال الذي يلقى
وقفنا وقد غاب المراقب وقفةً
وقفنا وقد غاب المراقب وقفةً / أمنا بها أن يفتك السخط بالرضا
على خلوةٍ لم يجر فيها تنغص / بها عاد وجه الليل عندي أبيضا
نعيد حديثاً لا يمل كأنه / حياةٌ أعيدت لامرئٍ بعد ما قضى
سرى موهناً واستكتمته المهالكُ
سرى موهناً واستكتمته المهالكُ / حبيبٌ أضاء الليل والليل حالكُ
وكم من قوام في الأكلة مرهفٍ / يضيء له بدرٌ ويرتج عانك
من اللاء لا تلك الزيانب تنتمي / إليها ولا تلقاك منها العواتك
تصد الفتى عن قلبه وهو حازمٌ / وتثنيه عن سبل الهدى وهو ناسك
كأن ضنى أحداقها وخصورها / تقاسمه عشاقها والبواتك
ويهماء باتت كالقسي ضوامراً / من الأين فيها اليعملات الرواتك
وأصبحن من جذب البرين حواكياً / أزمتهن المسنمات التوامك
ولما أحست أنها من قواصد / ندى بن علي لم ترعها المهالك
لقد جاد لي حتى توهمت أنني / له في الذي تحوي يداه مشارك
وخولني فوق الذي كنت آملاً / فعدت ونظم الشعر للجود مالك
فلا ناكبٌ عن سبل ما أنا قائلٌ / ولا آخذٌ إلا لما أنا تارك
إذا اليوم أذكى نار حربٍ تصافحت / بساحته هام العدى والسنابك
وللشمس لألاءٌ يلوح كأنه / على البيض من تحت العجاج سبائك
وتضحي عتاق الأعوجيات ضمراً / يعل دماً منها القنا المتشابك
لها لجمٌ زرق الأسنة في الوغى / فهن لأطراف العوالي عوالك
إذا صادفت جلداً من الأرض رفعت / بأيدٍ وفيها أوجهٌ وترائك
وضاقت خروق الأرض وهي فسيحةٌ / عليها وما ضاقت عليها المعارك
ليهن المعالي والعوالي وما حوت / سروج المذاكي منكم والممالك
تزول الجبال الصم وهي رصينةٌ / ومجدكم باقٍ على الدهر آرك
لك العيد لا بل فيك للعيد رؤيةٌ / أتيناك نستجدي بها ونبارك
وأنت أمت البخل وهو مخلدٌ / عطاءً وأحييت الندى وهو هالك
وجدت ولم تسأل وغيرك واهبٌ / إذا سيل من دون العطية ماحك
رأوا جدرياً لاحَ في صحن خده
رأوا جدرياً لاحَ في صحن خده / كدر العقود في نحور الكواعب
وما هو إلا البدر لما تكاملت / محاسنه نقطنه بالكواكب
وقالوا رمته النائبات ضلالةً / وما علموا أن العلى بالنوائب
وكم ليلةٍ عاطاني الراح بدرها
وكم ليلةٍ عاطاني الراح بدرها / ونادمني فيها الغزال المشنف
ومنتقشٍ بالمسك وشي عذاره / كما انتظمت في جانب الطرس أحرف
وقد يتبادى لفظه وهو أعجم / كما يتقاوى خصره وهو مخطف
أدق من المعنى الغريب وفوقه / أرق من الماء المعين وألطف
معانٍ من الحسن البديع كأنها / خلال معين الدين تتلى وتوصف
ومستصغرٍ في الله كل عظيمةٍ / ولو أنه منها على الموت مشرف
كأن الملوك الغر حول سريره / نجومٌ على شمس الظهيرة عكف
فإن تلقه تلق ابن هيجاء دهره / يريك عنان الدهر كيف يصرف
سخيٌ جريءٌ لوذعيٌ كأنه / إذا ما بدا غيثٌ وليثٌ ومرهف
وقد هتف الداعي إلى الحمد باسمه / وقام منادي النصر باسمك يهتف
تألف شمل الدين عندك والعلى / وشمل العدى والمال لا يتألف
وحق الهوى لا خنت ميثاق عهده
وحق الهوى لا خنت ميثاق عهده / وإني لأغرى من فؤادي بوجده
وخلف الثنايا الغر ما يبرد الجوى / ويذهب من جمر الغرام بوقده
وحي على الماء النمير طرقته / وقد مل ساري الليل من طول وخده
فلم ترعيني والخيام كأنما / تزر على غزلان خبتٍ وأسده
بأصبر من قلبي على فقد صبره / ومنى على فقد الحبيب وبعده
وقد كان مفتوناً بمرسل صدغه / على وجنةٍ كالبدر ليلة سعده
فلما رأت أن ليس في حمص عقربٌ / مواشطه أخفين عقرب خده
وقلن لساقيها ودر حبابها / موكلةٌ أيدي المزاج بنضده
أأنت أعرت الكأس واضح ثغره / أم انتثرت فيها فرائد عقده

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025