المجموع : 22
ولما رأيت الشيب لاح بياضه
ولما رأيت الشيب لاح بياضه / بمفرق رأسي قلت للشيب مرحبا
ولو خفت أني إن كففت تحيتي / تنكب عني رمت أن يتنكبا
ولكن إذا ما حل كُرهٌ فسامحت / به النفس يوماً كان للكُرهِ أذهبا
وما الدهر إلا دولتان فدولةٌ
وما الدهر إلا دولتان فدولةٌ / عليك وأخرى نلت منها الأمانيا
فلا تك من ريب الحوادث آمناً / فكم آمنٍ للدهر لاقى الدواهيا
ألم تعلمي يا ربة الخدر أنني
ألم تعلمي يا ربة الخدر أنني / أبِيٌّ إذا رام العدو تهضُّمي
أقدم مغروفي إلى كل طالبٍ / ويعرف في يوم اللقاء تقدمي
وأرهن نفسي بالوفاء لصاحبي / فمن دون غدري أن تغيب أعظمي
حلفت برب العيس تهوي بركبها
حلفت برب العيس تهوي بركبها / إلى حَرَمٍ ما عنه للركب مَعدِلُ
ولا بلغت أيدي المنيلين بسطةً / من الطول إلا بسطة الشكر أطول
ولا ثقلت في الوزن أعباءُ مِنّةٍ / على المرء إلا منة الشكر أثقل
فمن شكر المعروف يوماً فقد أتى / أخا العرف من جنس المكافاة مِن عَلُ
تخالهم صماً عن الجهل والخنا
تخالهم صماً عن الجهل والخنا / وخرساً عن الفحشاء عند التهاجر
ومرضى إذا لاقوا حياء وعفه / وعند الحفاظ كالليوث الخوادر
لهم ذل إنصافٍ وأنس تواضع / بهم ولهم ذلت وقاب المعاشر
كأن بهم وصماً يخافون عاره / وما وصمهم إلا اتقاء المعاير
ومن يأمن الأيام يوماً يرعنه
ومن يأمن الأيام يوماً يرعنه / كما ربما قد كن روعاً فواجيا
كعهدِ أبي العباس في نور ملكه / يسوس أموراً ثم أصبح غاديا
صروف الليالي رمنه ففجعنه / بمهجة نفس كان عنها محامياً
عدون عليه وهو في دار ملكه / وكن على المغبوط قدماً عواديا
فإن يك هذا الشيب جاء وأصبحت
فإن يك هذا الشيب جاء وأصبحت / لوائحه يشهقن منك الغواديا
فإني رلأأيت الموت أول رشقه / ولم أر مثل الدهر أصوب راميا
رمتني الليالي بالمشيب فأصبحت / لوائح هذا الشيب تبقى شبابيا
ومن يلتقص يبلغ دخيرة عمره / ولو عاش أعصاراً يعد اللياليا
كأني وهذا الشيب كنا بموعد / فلما أتى الميعاد جاء عوافيا
كأن المشيب جاءها وهو ساخط / علينا فانحنى بالملامة لاحيا
هلم اسقني كأساً ودع عنك من أبي
هلم اسقني كأساً ودع عنك من أبي / ورو عظاماً قصرهن إلى بلى
فإن نديمي غير شك مكرم / لدي وعندي من هواه الذي ارتضى
ولست له في فضلة الكأس قائلاً / لأصرعه سكراً تحس وقد أبى
ولكن أفديه وأكرم وجهه / وأشرب ما يسقي وأسقيه ما اشتهى
وليس إذا ما نام عندي بموقظٍ / ولا سامعٍ يقظان شيئاً من الأذى
أعجل ما عندي إذا كنت فاعلاً
أعجل ما عندي إذا كنت فاعلاً / ولست بقوال له اليوم أو غدا
لأني رأيت المال غير مخلد / لبيباً وأبصرت الثناء مخلدا
وهون وجدي أنني سوف أغتدي
وهون وجدي أنني سوف أغتدي / على إثره يوماً وإن نفس العمر
ولن يستطيع الدهر تغيير خلقه
ولن يستطيع الدهر تغيير خلقه / لئيمٌ ولن يسطيعها متكرم
نعى ناعياً عمرو بليل فأسمعا
نعى ناعياً عمرو بليل فأسمعا / فراع فؤاداً لا يزال مروعا
وما دنس الثوب الذي زودوكه / وإن خانه ريب البلى فتقطعا
دفعنا بك الأيام حتى إذا أتت / تريدك لم نسطع لها عنك مدفعا
فطاب ثرىً أفضى إليك وإنما / يطيب إذا كان الثرى لك مضجعا
مضى فمضت علي به كل لذة / تقر بها عيناي فانقطعا معا
مضى صاحبي واستقبل الدهر صرعتي / ولا بد أن ألقى حمامي فأضرعا
وما كنت إلا السيف لاقى ضريبة / فقطعها ثم انثنى فتقطعا
فدع عنك ما لا تستطيع إلى الذي
فدع عنك ما لا تستطيع إلى الذي / تنال ولا يذهب بك الجهل مذهبا
إذا استقفلت يوماً على سر صاحبٍ
إذا استقفلت يوماً على سر صاحبٍ / وثائق نفسي لم يفرج حجابها
أعاذل ليت البحر خمر وليتني
أعاذل ليت البحر خمر وليتني / مدى الدهر حوت ساكن لجة البحر
فأضحي وأمسي لا أفارق لجةً / أروي بها عظمي وأشفي بها صدري
طوال الليالي ليس عندي بناضبٍ / ولا ناقصٍ حتى أساق إلى الحشر
إذا المرء لم يحفظ سريرة نفسه
إذا المرء لم يحفظ سريرة نفسه / فلا تفشين يوماً إليه حديثا
عنت واعدتني الليالي فلا أرى
عنت واعدتني الليالي فلا أرى / لأهل نعيم غبطةً لم تضرم
قضى قبلنا قوم رجوا أن يقوموا / بلا تعب عيشاً فلم يتقوم
فكلهم لما رأى الدهر خانه / أقر على ذل فلم يترمرم
وما نحن إلا كالذين تفارطوا / وإن الذي يبقى لكالمتقدم
وبينا ترى السلطان بين مواكب
وبينا ترى السلطان بين مواكب / بدا لك يوماً شخصه وهو مفرد
سحابة صيفٍ كان فيها فأقشعت / فمقتضب منهم وآخر يحمد
إذا المرء لم يسعد على الدهر جده
إذا المرء لم يسعد على الدهر جده / وإن كان ذا عقلٍ يقال مفند
ويا رب محظور عليه رأيته / تناول ما أعيا الذي هو أوحد
وإن صمات الصمت خير مغبة
وإن صمات الصمت خير مغبة / من المنطق المغشوش للمتكلم