المجموع : 6
وهذا أوان الصَّرمِ فاذهبْ ....
وهذا أوان الصَّرمِ فاذهبْ .... / عليكَ العَفا من صاحبٍ وخَليطِ
قَطَعتُكَ فاقطعْني فَغايةُ وصلِنا / إذا كان مِن مَرْوٍ إيابُ نَشيطِ
أعيني لقد جارَ الزمانُ فجَودي
أعيني لقد جارَ الزمانُ فجَودي / ولا تطلبي لي راحةً بجمودِ
لقد بنتِ يا هيلانَ مني فقيدةً / وربّ قرين بان غير فقيدِ
سقى الله دهرا كان يجمع بيننا / ويُرغمُ فيه أنفُ كلِّ حَسودِ
تمرّ لنا طيرُ الزّمان سوانحا / وأنجمُهُ تجري لها بسعودِ
ففقدُكِ ياهيلانَ كدَّرَ عيشتي / وأخلقَ من دُنيايَ كلَّ جَديدِ
نشدت بحقّ الله من كان مسلما
نشدت بحقّ الله من كان مسلما / أَعُمُّ بما قد قلته العُجْمَ والعَرَبْ
أعمّ نبيّ الله أقرب زلفةً / إليه أمِ ابنُ العمِّ في رُتبةِ النَّسَبْ
وأيّهما أولى به وبعهدِه / ومن ذا لهُ حقُّ التّراثِ بما وَجَبْ
فإن كان عباسٌ أحقَّ بتِلكُمُ / وكان علِيٌّ بعد ذاك على سَبَبْ
فأبناء عَبّاسٍ هُمُ يرثونَهُ / كما العمُّ لابنِ العَمِّ في الإرْثِ قد حَجَبْ
وفى حَسَنٍ إذ قلتُمُ فيهِ حُجَّةٌ / فقد باعَها لا يُنكِرُ النّاسُ أو وهَبْ
فإن كان ذا حَقٍّ فعَمدًا أضاعَه / وإن كان ذا دَعوى فكفّوا عن الشغَبْ
وهبْه كما قلتُمْ وليس كذاكُمُ / أما ذادَكم عنها المطالبُ واغتصبْ
فأهملتموها لم تروا حيلةً لها / إلى أن أرادَ اللهُ إتمامَ ما أَحَبّْ
فحظُّ بني مَروانَ مِنها وحظكم / مع الغيظِ والحرمانِ والعيلة الحَرَبْ
فقامَ بِها من لم يكلها إليكُمُ / ومن هو أولى بالذي بزَّ واستَلَبْ
إمامُ بني العَبّاس حين سَما لها / وبالله فيما رام أدركَ ما طلَبْ
فشرَّدَ أهلوه وأودى وصيّه / بحبس ابنِ مَروانٍ فسلَّمَ واحتسَبْ
فإنْ كانت القُربى فَهمْ أهل حقِّهِ / وهمْ أهلُها إن كان حقٌّ لمن غَلَبْ
أحاجيكم ماقوس لحم سهامها
أحاجيكم ماقوس لحم سهامها / من الرّيح لم توصل بقدّ ولا عقب
وليست بشريان وليست بشو حط / وليست بنبع لا وليست من الغرب
ألا تلك قوس الدحدحي معذّل / بها صار عبديّا وتمّ له النسب
تصكّ خياشيم الأنوف تعمدا / وإن كان راميها يريد بها العقب
فان تفتخر يوما تميم بحاجب / وبالقوس مضمونا لكسري بها العرب
فحي ابن عمرو فاخرون بقوسه / وأسهمه حتى يغدّب من غلب
هنيئا أمير المؤمنين لك الظّفر
هنيئا أمير المؤمنين لك الظّفر / فقد تمّت النّعمى وقد ساعد القدر
رآك إله الناس أولى بملكه / فأصغاكه لا منّ فيه ولا كدر
وقد كان يحيى الفاطميّ سمت به / له همة في الصّدر جاش لها وجر
أراد التى تهوي الجبال لكونها / وترجف منها الأرض لو تمّ ما أئتمر
وكان رجا بالطّالقان ذخيرة / كنوزا له كانت على الدهر تدّخر
فكان هو الكنز الذي أيّدت به / خلافة هارون الإمام وما شعر
أتاك بيحيى الفضل سلما يقوده / مقرا ولولا يمن جدّك ما أقر
لئن كان يوم الفضل فيه مشهّرا / لأكرم بيوم منه أفنى به الخزر
لقد برّز الفضل بن يحيى ولم يزل
لقد برّز الفضل بن يحيى ولم يزل / يسامي من الغايات ما كان أرفعا
رآه أمير المؤمنين لملكه / كفيلا لما أعطى من العهد مقنعا
قضى بالتي سدّت لهارون ملكه / وأجيت ليحيى نفسه فتمتّعا
فأمست بنو العبّاس بعد اختلافها / وآل علىّ مثل ربذى ترمّعا
لئن كان من سدّى القريض أجاده / لقد صاغ إبراهيم فيه وأوقعا