القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : محُمَّد بنُ وُهَيْب الحِمْيَريّ الكل
المجموع : 13
هل الهَمُّ إلا كُربةٌ ثُمَّ تُفْرَجُ
هل الهَمُّ إلا كُربةٌ ثُمَّ تُفْرَجُ / لها مُعقِبٌ تحدى إليه وتُزعَجَ
هل الدهرُ إلا غمرةٌ ثم تَنْجَلي / وَشِيكاً وإلا ضِيقةٌ تتفَرَّجُ
وما الدَّهرُ إِلا عائدٌ مثلُ سالفٍ / وما العَيْشُ إلا جِدَّةٌ ثم تُنهِجُ
وكيف أَشيمُ البرقَ والبرقُ خُلَّبٌ / ويُطْمِعُني رَيْعانُه المتبلِّجُ
وكيف أُديمُ الصبرَ لا بي ضَراعَةٌ / ولا الرِّزْقُ مَحْظورٌ ولا أَنا مُحْرَجُ
ألا رُبَّما كانَ التَّصَبُّرُ ذِلَّةً / وأَدنى إِلى الحالِ التي هي أسْمَجُ
وهل يحملُ الهمَّ الفتى وهو ضامِنٌ / سُرى الليل رَحّالُ العَشِيّاتِ مُدلجُ
ولا صبرَ ما أعدى على الدهرِ مطلبٌ / وأمكنَ إدلاجٌ وأَصحر مَنهَجُ
أبى ليَ إغضاءَ الجفونِ على القَذى / يَقِينِيَ أَنْ لا عُسْرَ إلّا سيُفرَجُ
أخططُ في ظهرِ الحصير كأنني / أسيرٌ يخاف القتلَ والهمّ يُفرَجُ
لئن كنتُ محتاجاً إِلى الحِلم إنني / إِلى الجَهلِ في بعضِ الأَحايينِ أحوَجُ
ولي فَرَسٌ للحِلْمِ بالحِلمِ مُلجَمٌ / ولي فَرَسٌ للجهلِ بالجَهلِ مُسرَجُ
فَمَن شاءَ تَقْويمي فإِنّي مُقوَّمٌ / ومَن رامَ تعويجي فإِنّي مُعَوَّجُ
وما كنت أرضى الجهلَ خِدناً وصاحِباً / ولكنَّني أرضى بهِ حينَ أُحرَجُ
ألا رُبَّما ضاقَ الفَضاءُ بأهلهِ / وأَمْكَنَ مِنْ بَينِ الأَسِنَّةِ مَخرَجُ
وقد يُركَبُ الخَطْبُ الذي هو قاتِلٌ / إِذا لم يَكُنْ إِلّا عَلَيهِ مُعَرَّجُ
وإنْ قالَ بَعضُ النّاسِ فيهِ سَماجةٌ / فقد صَدَقُوا والذُّلُ بالحُرِّ أَسمَجُ
وإني لأرجُو اللّهَ حتى كأنَّني
وإني لأرجُو اللّهَ حتى كأنَّني / أرى بجميلِ الظنّ ما اللَهُ صانِعُ
رأت وضحاً في مفرقِ الرأس راعها
رأت وضحاً في مفرقِ الرأس راعها / شريحانِ مبيضٌّ به وبهيمُ
تفاريقُ شيبٍ في السوادِ لوامعٌ / وما خير ليل ليس فيه نجومُ
نفوس المنايا بالمنايا تشعب
نفوس المنايا بالمنايا تشعب / وكل له من مذهب الموت مذهب
نُراعُ لذكرِ الموتِ ساعةَ ذِكرِهِ / وتعترضُ الدنيا فلنهُو ونلعبُ
وآجالُنا في كلِ يومٍ وليلةٍ / الينا على غِرّاتِنا تتقَرَّبُ
أأيقنَ أنَّ الشيبَ ينعى حياتَه / مُدِرٌّ لأخلافِ الحطيئةِ مُذنِبُ
يقينٌ كأنَّ الشكَّ أغلبُ أمرِهِ / عليه وعرفانٌ الى الجهلِ يُنسَبُ
وقد ذَمّتِ الدنيا اليّ نعيمَها / وخاطبني أعجامُها وهو مُعرِبُ
ولكنَّني منها خُلِقت لغَيرها / وما كنتُ منه فهو عندي مُحَبّبُ
تكلَّمَ بالوحيِ البَنَانُ المُخَضَّبُ
تكلَّمَ بالوحيِ البَنَانُ المُخَضَّبُ / وللّهِ شكوى مُعجِمٍ كيفَ يُعرِبُ
أإيماءُ أطرافِ البَنانِ وَوَجههَا / أبانا له كيفَ الضَمير المُغيَّبُ
وقد كان حُسنُ الظنِ أنجبَ مرّةً / فأحَمدَ عُقبَى أمرِه المُتَعَقِّبُ
فلمّا تَدَبرتُ الظنونَ مُراقباً / تقلّبَ حاليها إذا هيَ تكذِبُ
بدأتَ بأحسانٍ فلمّا شكرتُه / تنكّرتَ لي حَتّى كأنِّيَ مُذنِبُ
وكُلُّ فتىً يَلقى الخطوبَ بعزِمِه / لَهُ مَذهَبٌ عمّن له عَنهُ مذهَبُ
وهل يصرعُ الحبُّ الكريمَ وقلبهُ / عليمٌ بما يأتي وما يتجَنّبُ
تأنيتُ حتّى أوضحَ العلمُ أنني / مع الدهر يَوماً مُصعِدٌ ومُصَوّبُ
وألحقتُ أعجازَ الأمور صدورها / وقَوَّمها غَمزُ القِداحِ المقَلِّبُ
وأيقنتُ أنَّ اليأسَ للعِرضِ صائنٌ / وأن سوفَ أغضَي للقَذَى حينَ أرغبُ
أغادرتني بينَ الظنونِ مُمَيّزاً / شَواكل أمرٍ بينهُنّ مُجَرِّبُ
يُقرّبني مَن كنتُ أصفيكَ دونَه / بوُدّي وتَنأى بِي فلا أَتَقَرّبُ
فللّه حَظّي منكَ كيفَ أضاعَه / سُلُوُّكَ عنيّ والأمورُ تَقَلّبُ
أبعدكَ أستَسقِي بَوارقَ مُزنَةٍ / وان جادَ هطّالٌ من المُزنِ هَيدَبُ
إذا ما رأيتُ البرقَ أغضيتُ دونَه / وقلتُ إذا ما لاحَ ذا البرقُ خُلّبُ
وإن سَنَحَت لي فُرصةٌ لم أسامِها / وأعرضتُ عنها خوفَ ما أترقَّبُ
تَأدّبتُ عن حُسنِ الرجاءِ فلن أرى / أعودُ له إِنّ الزمانَ مُؤدِّبُ
عليمٌ بأعقابِ الأمورِ كأنما
عليمٌ بأعقابِ الأمورِ كأنما / تخاطِبُه من كلِ أمرٍ عواقِبُه
إذا اختلجَت عيني رأت مَن تُحِبّه
إذا اختلجَت عيني رأت مَن تُحِبّه / فدامَ لعيني ما حييتُ اختلاجُها
وما ذُقتُ كأساً مُذ تعلّقني الهَوى / فأشرَبها إلا ودَمعي مِزاجُها
تَشَبَّهتَ بالأعرابِ أهلِ التعَّجرُفِ
تَشَبَّهتَ بالأعرابِ أهلِ التعَّجرُفِ / فدلَّ على دَعواكَ قُبحُ التكّلُّفِ
لسانٌ عِراقي إذا ما صَرَفتَه / الى لغةِ الأعرابِ لم يَتَصَرَّفِ
لئن كنتَ للأعرابِ والنحو حافِظاً / لقد كنتَ من قُرّاءِ سُورَةِ يُوسُفِ
ودائعُ أسرارٍ طوَتها السرائرُ
ودائعُ أسرارٍ طوَتها السرائرُ / وباحَت بمكتُوماتِهنَ النواظِرُ
ملكتَ بها طي الضميرِ وتحتَه / شَبَا لوعةٍ غضَبُ الغِرارينِ باتِرُ
فأعجَم عنها ناطقٌ وهو معرِبٌ / وأعربت العجم الجفونُ العَواطرُ
ألم تغذني السَراءُ في ريقِ الهوى / غريراً بما تجني عليَ الدوائرَ
تُسالمني الأيامُ في عُنفوانهِ / ويكلؤني طرفٌ من الدهرِ ناظرُ
إلى الحَسَنِ الباني العُلا يَمَّمت بنا / عَوالي المُنى حيثُ الحَيَا المتظاهرُ
إلى الأملِ المبسُوطِ والأجَلِ الذي / بأعدائه تكبُو الجدُودُ العواثِرُ
ومَن أنبعت عينَ المكارمِ كفُّه / يقومُ مَقامَ القَطرِ والروضُ داثِرُ
تَعَصَّبَ تاجَ الملكِ في عُنفُوانهِ / وأطت به عَصرَ الشبابِ المنابرُ
تُعَظِمُه الأوهامُ قبلَ عِيانهِ / ويَصدُر عنه الطَرفُ والطرفُ حاسِرُ
به تُجتَدَى النُعمى وتُستَدرَكُ المُنى / وتُستكمَلُ الحُسنى وتُرعى الأَواصِرُ
أَصاتَ بنا داعي نَوالكَ مُؤذناً / بجودكَ إلا أنه لا يُحَاوِرُ
قَسَمَت صُروفَ الدهرِ بأسَاً ونائلاً / فمالُكَ مُوتُورٌ وسيفكَ واتِرُ
ولما رأى اللهُ الحلافة قد وَهَت / دعائمُها واللهُ بالأمر خابِرُ
بَنَى بكَ أركاناً عليكَ محيطةً / فأنتَ لها دونَ الحوادِثِ ساتِرُ
وأرعنَ فيهِ للسوابغ جُنَّةٌ / وسَقفَ سَماءٍ أنشأتهُ الحَوافرُ
لها فَلَكٌ فيه الاسِنَةُ أنجمٌ / ونقعُ المنايا مستيطرٌ وثائرُ
أجزتَ قَضاءَ الموتِ في مُهجِ العِدا / ضُحىً فاستباحَتها المَنايا الغَوادرُ
لك اللحظاتُ الكالِئاتُ قَواصِداً / بِنُعمى وبالبأسَاء وهو شَوازِرُ
ولو لم تَكُن إلا بنفسِكَ فاخِراً / لما انتَسَبَت إلا اليك المَفاخِرُ
ألا هل إلى ظِلّ العقيق وأهلِهِ
ألا هل إلى ظِلّ العقيق وأهلِهِ / إلى قصر أوسِ فالحزيزِ مَعَادُ
وهل لي بأكنافِ المُصَلّى فَسفَحِه / الى السّور مَغدَىً ناعمٌ ومُرادُ
فلم تُنسني نهر الأبلّةِ نيّضةٌ / ولا عرصاتِ المربدينِ بَعَادُ
هنالكَ لا تبني الكواعب خيمةً / ولا تتهادى كَلثمٌ وسُعادُ
أجدّي لا ألقى النّوى مطمئنةً / ولا يزدهيني مضجعٌ ومِهَادُ
أجارتَنا إن التَّعَفُّفَ بالياس
أجارتَنا إن التَّعَفُّفَ بالياس / وصَبراً على استِدرار دُنيا بإِبْساسِ
جَديرانِ أن لا يَبدَءَا بمذلّةِ / كريماً وأن لا يُحوِجَاهُ الى النّاسِ
ولي مُقلَةٌ تنفي القَذى عن جُفونها / وتأخذُ من إيحاش دهرٍ بإِيناسِ
أجارَتنا إن القِداحَ كَواذِبٌ / وأَكثرُ أَسبابِ النَّجاحِ مع اليَاسِ
وما زلتُ أَسْتَرعي لكَ اللهَ غائباً
وما زلتُ أَسْتَرعي لكَ اللهَ غائباً / وأُظهرُ إِشفاقاً عليكَ وأكتمُ
وأعلمُ أن الجودَ ما غبتَ غائبٌ / وأَن النَّدى في حيث كنت مخيِّمُ
الى أن زجرتُ الطيرَ سعداً سوانحاً / وحُمَّ لقاءٌ بالسعُودِ ومقدَمُ
وظلَّ يُناجِيني بمدحِكَ خاطِرٌ / وليلي ممدودُ الرواقَينِ أدهَمُ
وقالَ طواهُ الحجُّ فاخشع لِفَقدِهِ / ولا عيشَ حتى يستهل المحرَّمُ
سيفخَرُ ما ضمَّ الحطيم وزَمزَمٌ / بمطّلبٍ لو أنه يتكلَّمُ
وما خُلِقَت إلا من الجُودِ كفُّهُ / على أنها والبأس خشدنانِ تَوأمُ
أعدتَ الى أكنافِ بهجةً / خُزاعيّة كانَت تُجلُّ وتُعظَمُ
ليالي سُمّارِ الحُجُونِ الى الصفا / خُزاعَةُ اذ خَلّت لها البيتُ جُرهَمُ
ولو نَطَقَت بَطحاؤها وحَجُونُها / وخِيفُ منى والمأزِمانِ وزَمزَمُ
إذن لدَعَت أجزاء جسمِكَ كلّها / تِنافِسُ في اقسامِه لو تُحَكّمُ
ولو رُدَّ مَخلوقٌ الى بِدءِ خَلقِهِ / اذن كنت جسماً بينَهُنّ تُقَسَّمُ
سما بكَ منها كلّ خِيفٍ فأبطحِ / غابكَ منهُ الجوهرُ المُتقَدّمُ
وحَنَّ اليكَ الركنُ حتى كأنّه / وقد جئته خلُّ عليكَ مُسَلِّمُ
فَتىً يتقي أن يخدِشَ الذمَّ عِرضَه
فَتىً يتقي أن يخدِشَ الذمَّ عِرضَه / ولا يتقي حَدَّ السيوفِ البَواتِرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025