القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عَمْرو بنُ أَحمَرَ الباهِلِيّ الكل
المجموع : 27
أَلا يا دِيارَ الحَيِّ بِالسَبعانِ
أَلا يا دِيارَ الحَيِّ بِالسَبعانِ / أَمَلَّ عَلَيها بِالبِلى المَلَوانِ
أَبيني دِيارَ الحَيِّ لا هَجرَ بَينَنا / وَلَكِنَّ رَوعاتٍ مِنَ الحَدَثانِ
نَهارٌ وَلَيلٌ دائِمٌ مَلواهُما / عَلى كُلِّ حالِ الناسِ يَختَلِفانِ
وَما أَنسَ مِ الأَشياءِ لا أَنسَ قَولَها
وَما أَنسَ مِ الأَشياءِ لا أَنسَ قَولَها / لِجارَتِها ما إِن يَعيشُ بِأَحوَرا
فَلَمّا تَجَلّى ما تَجَلّى مِنَ الدُجى
فَلَمّا تَجَلّى ما تَجَلّى مِنَ الدُجى / وَشَمَّرَ صَعلٌ كَالخَيالِ المُخَيَّلِ
تَفوتُ القِصارَ وَالطِوالُ يَفتُنَها
تَفوتُ القِصارَ وَالطِوالُ يَفتُنَها / فَمَن يَرَها لَم يَنسَها ما تَكَلَّما
وَراهُنَّ رَبّي مِثلَ ما قَد وَرَينَني
وَراهُنَّ رَبّي مِثلَ ما قَد وَرَينَني / وَأَحمى عَلى أَكبادِهِنَّ المَكاوِيا
فَمِثلُكَ أَلوى بِالفُؤادِ وَزَارَ بالـ
فَمِثلُكَ أَلوى بِالفُؤادِ وَزَارَ بالـ / ـعِدادِ وَأَصحا في الحَياةِ وَأَسكَرا
تَغَمَّرتُ مِنها بَعدَما نَفَذَ الصَبا / وَلَم يَروَ مِن ذي حاجَةٍ مَن تَغَمَّرا
فَبِتُّ أُعاطيها الحَديثَ بِمُسنِفٍ / مِنَ اللَيلِ أَبقَتهُ الأَحاديُ أَخضَرا
إِلى ظُعُنٍ ظَلَّت بِجَوِّ أُشاهِمٍ / فَلَمّا مَضى حَدُّ النارِ وَقَصَّرا
تَواعَدنَ أَن لا وَعيَ عَن فَرجَ راكِسٍ / فَرُحنَ وَلَم يَغضِرنَ عَن ذاكَ مَغضَرا
تَزاوَرنَ عَن مَردٍ وَدافَعنَ رَكنَهُ / لِمُنعَرَجِ الخابورِ حَيثُ تَخبَرا
وَعَبَّرنَ عَن فَرقيسَياءَ لِعَرعَرٍ / وَفُرضَةِ نُعمٍ ساءَ ذاكَ مَعَبَّرا
تُقَطَّعُ غيطاناً كَأَنَ مُتونَها / إِذا ظَهَرَت تُكسى مُلاءً مُنَشَّرا
إِلى نِسوَةٍ مَنَّينَها بِمُثَقَّبٍ / أَمانِيَّ لا يُجدينَ عَنكَ حَبَربَرا
عَلَيهِنَّ أَطرافٌ مِنَ القَومِ لَم يَكُن / طَعامُهُم حَبّاً بِزُغبَةَ أَغبَرا
لَقَد ظَعَنَت قَيسٌ فَأَلفَت بُيوتَها / بِسِنجارَ فَالأَجزاعِ أَجزاعِ دَوسَرا
وَقَد كانَ في الأَطهارِ أَو رَملِ فارِزٍ / أَوِ الدَومِ لَمّا أَن دَنا فَتَهَصَّرا
غِنىً عَن مِياهٍ بِالمُدَيبِرِ مُرَّةٍ / وَعَن خَرِبٍ بُنيانُهُ قَد تَكَسَّرا
أَبَعدَ حُلولٍ بِالرِكاءِ وَجامِلٍ / غَدا سارِحاً مِن حَولِنا وَتَنَشَّرا
تَبَدَّلَت إِصطَبلاً وَتَلّاً وَجَرَّةً / وَديكاً إِذا ما آنَسَ الفَجرَ فَرفَرا
وَبُستانَ ذي ثَورَينِ لا لينِ عِندَهُ / إِذا ما طغى ناطورُهُ وَتَغَشمَرا
أَبا سالِمٍ إِن كُنتَ وُلّيتَ ما تَرى / فَأَسجِح فَقَد لا قَيتَ سَكناً بِأَبهَرا
فَلَمّا غَسى لَيلي وَأَيقَنتُ أَنَّها / هِيَ الأُرَبى جاءَت بِأُمِّ حَبَوكَرا
وَأَفلَتُّ مِن أُخرى تَقاصَرَ طَيرُها / عَشِيَّةَ أَدعو بِالسَتّارِ المُجَبِّرا
فَزِعتُ إِلى القَصواءِ وَهيَ مُعَدَّةٌ / لِأَمثالِها عِندي إِذا كُنتُ أَوجَرا
كَثَورِ العَذابِ الفَردِ يَضرِبُهُ النَدى / تَعَلّى النَدى في مَتنِهِ وَتَحَدَّرا
تَقولُ وَقَد عالَيتُ بِالكورِ فَوقَها / يُسَقّي فَلا يَروى إِلَيَّ اِبنث أَحمَرا
أُخَبِّرُ مَن لا قَيتُ أَنّي مُبَصِّرٌ / وَكائِن تَرى مِثلي مِنَ الناسِ بَصَّرا
أَلا قَلَّ خَيرُ الدَهرِ كَيفَ تَغَيَّرا / فَأَصبَحَ يَرمي الناسَ عَن قَرنِ أَعفَرا
وَإِن قالَ غاوٍ مِن تَنوخٍ قَصيدَةً / بِها جَرَبٌ عُدَّت عَلَيَّ بِزَوبَرا
وَيَنطِقُها غَيري وَأَكلَفُ جُرمَها / فَهَذا قَضاءٌ حَقُّهُ أَن يُغَيَّرا
جَزى اللَهُ قَومي بِالأُبُلَّةِ نُصرَةً / وَبَدوا لَهُم حَولَ الفِراضِ وَحُضرا
هُمُ خَلَطوني بِالنُفوسِ وَأَشفَقوا / عَلَيَّ وَرَدّوا البَختَرِيَّ المُؤمَّرا
سَواسٍ كَأَسنانِ الحِمارِ فَلا تَرى
سَواسٍ كَأَسنانِ الحِمارِ فَلا تَرى / لِذي شَيبَةٍ مِنهُم عَلى ناشِئٍ فَضلا
عَرانينَ مِن عَبدِ بنِ غُنمٍ أَبوهُمُ
عَرانينَ مِن عَبدِ بنِ غُنمٍ أَبوهُمُ / هِجانٌ فَسامى في الهِجانِ وَأَنجَبا
فَوارِسُ سِلّى يَومَ سِلّى وَساجِرٍ / وَفارِسُ مَيّاسٍ إِذا ما تَلَبَّبا
تَدارَكنَ حَيّاً مِن نُمَيرِ بنِ عامِرٍ / أُسارى تُسامُ الذُلَّ قَتلاً وَمَحرَبا
فَلَم أَرَ يَوماً كانَ أَكثَرَ غارَةً / وَشَمساً أَبَت أَطنابُها أَن تَقَضَّبا
خُذا وَجهَ هَرشى أَو قَفاها فَإِنَّهُ
خُذا وَجهَ هَرشى أَو قَفاها فَإِنَّهُ / كِلا جانِبَي هَرشى لَهُنَّ طَريقُ
إِذا ماجَعَلتُ السِرَّ بَيني وَبَينَهُ
إِذا ماجَعَلتُ السِرَّ بَيني وَبَينَهُ / فَلَيسَ عَلى قَتلي يَزيدُ بِقادِرِ
فَجِئتُ وَقَد قامَ الخُصومُ كَأَنَّهُم / قُرومٌ تَسامى بَينَهُنَّ الحَناجِرُ
أُزاحِمُهُم بِالبابِ إِذ يَدفَعونَني / وَبِالظَهرِ مِنّي مِن قَرا البابِ عاذِرُ
وَمَلَّ صِيَهْمٌ ذو كَراديسَ لَم يَكُن
وَمَلَّ صِيَهْمٌ ذو كَراديسَ لَم يَكُن / أَلوفاً وَلا صَبّاً خِلافَ الرَكائِبِ
عَجيجَ المُذَكّي شَدَّهُ بَعدَ هَدأَةٍ / مُجَحدِلُ آفاقٍ بَعيدُ المَذاهِبِ
لَعَمرِيَ ما خُلِّفتُ إِلّا لِما أَرى
لَعَمرِيَ ما خُلِّفتُ إِلّا لِما أَرى / وَراءَ رِجالٍ اَسلَموني لِما بِيا
أَلا لا أَرى هَذا المُسَرِّعَ سابِقاً / وَلا أَحَداً يَرجو البَقِيَّةَ باقِيا
رَأَيتُ المَنايا طَبَّقَت كُلَّ مَرصَدٍ / يَقُدنَ قِياداً أَو يُجَرِّدنَ حادِيا
وَما كُنتُ أَخشى أَن تَكونَ مَنِيَّتي / ضَريبَ جِلادِ الشَولِ خَمطاً وَصافِيا
فَأَمسى جَنابُ الشَولِ أضغبَرَ كابِيا / وَأَمسى جَنابُ الحَيِّ أَبلَجَ وارِيا
إِلَيكَ إِلَهَ الحَقَّ أَرفضعُ رَغبَتي / عِياذاً وَخَوفاً أَن تُطيلَ ضَمانِيا
فَإِن كانَ بُرءاً فَاِجعَلِ البُرءِ نِعمَةً / وَإِن كانَ فَيضاً فَاِقضِ ما أَنتَ قاضِيا
لِقاؤُكَ خَيرٌ مِن ضَمانٍ وَفِتنَةٍ / وَقَد عِشتُ أَيّاماً وَعِتُ لَيالِيا
لَبِستُ أَبي حَتّى تَمَلَّيتُ عُمرَهُ / وَبَلَّيتُ أَعمامي وَبَلَّيتُ خالِيا
أُرَجّي شَباباً مُطرَهِمّاً وَصِحَّةً / وَكَيفَ رَجاءُ المَرءِ ما لَيسَ لاقِيا
وَكَيفَ وَقَد جَرَّبتُ تِسعينَ حِجَّةً / وَضَمَّ فُؤادي نَوطَةً هِيَ ما هِيا
وَلا عِلمَ لي ما نَوطَةٌ مُستَكِنَّةٌ / وَلا أَيُّ مَن عادَيتُ أَسقي سِقائِيا
وَفي كُلِّ عامس تَدعُوانِ أَطِبَّةً / إِلَيَّ وَما يُجدونَ إِلّا الهَواهِيا
فَإِن تَحسِما عِرقاً مِنَ الداءِ تَترُكا / إِلى جِنبِهِ عِرقاً مِنَ الداءِ ساقِيا
فَلا تَحرِقا جِلدي سَواءٌ عَلَيكُما / أَداوَيتُما العَصرَينِ أَم لَم تُداوِيا
فَإِن تُقصِرا عَنّي تَكُن لِيَ حاجَةٌ / وَإِن تَبسُطا لا تَمنَعاني قَضائِيا
أَلا فَالبِثا شَهرَينِ أَو نِصفَ ثالِثٍ / إِلى ذاكُما ما غَيَّبَتني غِيابِيا
شَرِبتُ الشُكاعى وَالتَدَدتُ أَلِدَّةً / وَأَقبَلتُ أَفواهَ العُروقِ المَكاوِيا
لِأُنسَأَ في عُمري قَليلاً وَما أَرى / لِدائِيَ إِن لَم يَشفِهِ اللَهُ شافِيا
شَرِبنا وَداوَينا وَما كانَ ضَرَّنا / إِذا اللَهُ حَمَّ القَدرَ أَلّا تُداوِيا
وَقالَت أَتَت أَرضٌ بِهِ وَتَخَيَّلَت / فَأَمسى لَما في الصَدرِ وَالرَأسِ شاكينا
أَقولُ لِكَنّازٍ تَوَقَّل فَإِنَّهُ / أَبى لا اَظُنُّ الظَأنَ مِنهُ نَواجِيا
تَتَبَّعُ أَوضاحاً بِسُرَّةِ يَذبُلِ / وَتَرعى هَشيماً مِن حَليمَةِ بالِيا
فَما لَكِ مِن أَروى تَعادَيتِ بِالعَمى / وَلا قَيتِ كَلّاباً مُطِلّاً وَرامِيا
فَإِن أَخطَأَت نَبلاً حَداداً ظُباتُها / عَلى القَصدِ لا تُخطِئُ كِلاباً ضَوارِيا
وَكُنّا وَهُم كَاِبنَي سَباتٍ تَفَرَّقا / سِوىً ثُمَّ كانا مُنجِداً وَتِهامِيا
فَأَلقى التَهامي مِنهُما بِلَطاتِهِ / وَأَلَطَ هَذا لا أَريمُ مَكانِيا
وَباتَ بَنو أُمّي بِلَيلِ اِبنِ مُنذِرٍ / وَأَبناءُ أَعمامي عُذوباً صَوادِيا
إِذا جاءَ مِنهُم قافِلٌ بِصَحيفَةٍ / يَكونُ عَناءً ما يُنَبِّقُ عانِيا
وَتَعرِفُ في عُنوانِها بَعضَ لَحنِها / وَفي جَوفِها صَمعاءُ تَحكي الدَواهِيا
أَبا خالِدٍ هَدِّب خميلَكَ لَن تَرى / بِعَينَيكَ وَفداً آخِرَ الدَهرِ جائِيا
وَلا طاعَةً حَتّى تُشاجِرَ بِالقَنا / قَناً وَرِجالاً عاقِدينَ النَواصِيا
وَلَم أَختَلِس بَينَ الشَقائِقِ حُجَّةً / وَقَد وَقَعَت بِالقُرِّ إِلّا تَلافِيا
وَيَومَ قَتامٍ مُزمَهِرٍّ وَهَبوَةٍ / جَلَوتُ بِمِرباعٍ تَزينُ المَتالِيا
وَخَصمٍ مُضِلٍّ في الضَجاجِ تَرَكتُهُ / وَقَد كانَ ذا شَغبِ فَوَلّى مُواتِيا
رَمَتني بِهَوراتِ الذُنوبِ وَباعَدَت
رَمَتني بِهَوراتِ الذُنوبِ وَباعَدَت / فِراشي فَيا لِلناسِ ماذا يُليقُها
تَقَلَّدَت إِبريقاً وَعَلَّقَت َجعبَةً
تَقَلَّدَت إِبريقاً وَعَلَّقَت َجعبَةً / لِتُهلِكَ حَيّاً ذا زُهاءٍ وَجامِلِ
فَلا تَحسَبَنّي مُستَعِدّاً لِنَفرَةِ / وَإِن كُنتُ نَطّاطاً كَثيرَ المَجاهِلِ
فَسِر قَصدَ سَيري يا اِبنَ سَمراءَ إِنَّني / صَبورٌ عَلىتِلكَ الرُقى وَالهَتامِلِ
فَسارَ بِهِ حَتّى أَتى بَيتَ أُمِّهِ / مُقيماً بِأَعلى الرَيبِ عِندَ الأَفاكِلِ
فَخَرَّ وَجالَ المُهرُ ذاتِ شِمالِهِ / كَسَيفِ السَرَندى لاحَ في كَفِّ صاقِلِ
عَلى حالَةٍ لا يَعرِفُ الوَردَ رَبُهُ / مِنَ الأَبلَقِ المَشهورِ وَسطَ القَنابِلِ
وَلَكِنَّ قَومي شَبرَقوها فُجاءَةً / بِأَورَقَ لا لَغبٍ وَلا مُتَخاذِلِ
بِمَنزِلَةٍ لا يَشتَكي السُلَّ أَهلُها
بِمَنزِلَةٍ لا يَشتَكي السُلَّ أَهلُها / وَعيشٍ كَمَلسِ السابِرِيِّ رَقيقِ
لَعَمري لَئِن حَلَّت قُتَيبَةُ بَلدَةً
لَعَمري لَئِن حَلَّت قُتَيبَةُ بَلدَةً / شَديداً بِمالِ المُقحَمينَ عَضيضُها
فَلِلَهِ عَيناً أُمَّ فَرعٍ وَعَبرَةً / تُرَقرِقُها في عَينِها أَو تُفيضُها
أَلا لَيتَ شِعري هَل أَبيتَنَّ لَيلَةً / صَحيحَ السُرى وَالعيسُ تَجري غُروضُها
بِتَيهاءَ قَفرِ وَالمَطِيُّ كَأَنَّها / قَطا الحَزنِ قَد كانَت فِراخاً بُيوضُها
وَرَوحَةِ دُنيا بَينَ حَيَّينِ رُحتُها / أَسيرُ عَسيراً أَو عَروضاً أَروضُها
كَبَيضَةِ أُدحي بِوَعثِ خَميلَةٍ
كَبَيضَةِ أُدحي بِوَعثِ خَميلَةٍ / يُهَفهِفُها هَيقٌ بِجُؤشوشِهِ صَعلُ
وَلَلشَيخِ تَكبيهِ رُسومٌ كَأَنَّها
وَلَلشَيخِ تَكبيهِ رُسومٌ كَأَنَّها / تَراوَحَها العَصرَينِ أَرواحُ مَندَدِ
تَماثيلُ قِرطاسٍ عَلى هَبهَبِيَّةٍ / نَضا الكورُ عَن لَحمٍ لَها مُتَخَدِّدِ
هَمَت نَعلُها بِالسَيلَحَينِ وَأَوفَضَت / بَوادي ثُمَيلٍ عَن جَنينٍ مُسَبَّدِ
طَرَحنا فَوقَها أَبيَنِيَّةً / عَلى مَصدَرٍ مِن فَدفَداءَ وَمَورِدِ
وَقَد نَضرِبُ البَدرَ اللَجوجَ بِكَفِّهِ / عَلَيهِ وَنُعطي رَغبَةَ المُتَوَدِّدِ
إِذا سَبَّنا مِنهُم دَعِيٌّ لِأُمِّهِ / خَليلانِ مِن خوذانِ قِنٌّ مُوَلَّدِ
أَلَم تَرِمِ الأَطلالَ مِن حَولِ جُعشُمِ
أَلَم تَرِمِ الأَطلالَ مِن حَولِ جُعشُمِ / مَعَ الظاعِنِ المُستَلحِقِ المُتَقَسِّمِ
إِلى عَيثَةِ الأَطهارِ غَيَّرَ رَسمَها / بَناتُ البِلى مَن يُخطِئِ المَوتَ يَهرَمِ
إِلى البِشرِ فَالقَتاّرِ فَالجِسرِ فَالصَفا / بِكالِحَةِ الأَنيابِ صَمّاءَ صِلدِمِ
أَرَبَّت عَلَيها ُلَّ هَوجاءَ سَهوَةٍ / زَفوفِ التَوالي رَحبَةِ المُتَنَسِّمِ
إِبارِيَّةٍ هَوجاءَ مَوعِدُها الضُحى / إِذا أَرزَمَت جاءَت بِوِردٍ غَشَمشَمِ
زَفوفٍ نِيافِ هَيرَعٍ عَجرَفِيَّةٍ / تَرى البيدَ مِن إِعصافِها الجَرى تَرتَمي
نَحِنُّ وَلَم تَرأَم فَصيلاً وَإِن تَجِد / فَيافي غيطانٍ تَهَدَّجُ وَتَرأَمِ
تَهُبُّ مِنَ الغَورِ اليَماني وَتَنتَهي / إِلى هُدبِ الحُوّارِ يا بُعدَ مَسعَمِ
تَبيتُ وَلَم تَهجَع فَيُصبِحُ ذَليلُها / لَهُ ثائِبٌ يَشقى بِهِ كُلُّ مَخرِمِ
لَها مُنخُلٌ تُذري إِذا عَصَفَت بِهِ / أَهابِيَّ سَفسافٍ مِنَ التُربِ تَوأَمِ
إِذا عَصَفَت رَسماً فَلَيسَ بِدائِمٍ / بِهِ وَتَدٌ إِلّا تَحِلَّةَ مُقسِمِ
يَمانِيَّةُ مَرّانُ شَبوَةَ دونَها / وَشَيخٌ شَآمٌ هَل يَمانٍ بِمُشئِمِ
فَلِلَهِ مَن يَسري وَنَجرانُ دونَهُ / إِلى ديرِ حَسمى أَو إِلى دَيرِ ضَمضَمِ
إِذا عَرَضَت مِنها بِنَجدٍ تَحِيَّةٌ / فَإِنَّ لَها أُخرى تَخُبُّ بِمَوسِمِ
وَكَم حَلَّها مِن تَيَّحانٍ سَمَيدَعِ / مُصافي النَدى ساقٍ بِيَهماءَ مُطعَمِ
طَوي البَطنِ مِتلافٍ إِذا هَبَّتِ الصِبا / عَلى الأَمرِ غَوّاصٍ وَفي الحَيِّ شَيظَمِ
وَدُهمٍ تُصاديها الوَلائِدُ جَلَّةٍ / إِذا جَهِلَت أَجوافُها لَم تَحَلَّمِ
تَرى كُلَّ هِرجابٍ لَجوجٍ لِهِمَّةٍ / زَفوفٍ بِشِلوِ النابِ جَوفاءَ عَيلَمِ
لَها زَجَلٌ جُنحَ الظَلامِ كَأَنَّهُ / عَجارِفُ غَيثٍ رائِحٍ مُتَهَزِّمِ
إِذا رَكَدَت حَولَ البُيوتِ كَأَنَّما / تَرى الآلَ يَجري عَن قَنابِلِ صُيَّمِ
وَكَوماءَ تَحبو ما تَشايَعَ ساقُها / لَدى مِزهَرٍ ضارٍ أَجَشَّ وَمَأتَمِ
وَذي بضدَنٍ أَو مَسبِلٍ فَوقَ قارِحٍ / جَميلِ الدُجى يَعدو بِلَدنٍ مُقَوَّمِ
إِذا اِنفَرَجَت عَنهُ سَماديرُ حَلقِهِ / وَبُردانِ مِن ذاكَ الخِلاجِ المُسَهَّمِ
أَتانا طَموحَ الرَأسِ عاصِبَ رَأسِهِ / فَمَن لَكَ مِن أَمرِ العَماسِ المُلَوَّمِ
يُصَلّي على مَن ماتَ مِنّا عَريفُنا / وَيَقرَأُ حَتّى يعصِبَ الريقُ بِالفَمِ
عَلِهنَ فَما نَرجو حَنيناً لِحِرَّةٍ / هِجانٍ وَلا نَبني خِباءً لِأَيمِ
فَيا راكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلِّغَن / قَبائِلَنا بِالأَخرَمينِ وَجورَمِ
وَبَلِّغ أَبا الوَجناءِ مَوعِدَ قَومِهِ / بِحَوريتَ تَظعَن راغِباً غَيرَ مُقحَمِ
نَأَت عَن سَبيلَ الخَيرِ إِلّا أَقَلَّهُ / وَعَضَّت مِنَ الشَرِّ القَراحَ بِمُعظَمِ
لِيَهنِكُمُ أَنّا نَزَلنا بِبَلدَةٍ / كِلا مَلَوَيها مُبئِسٌ غَيرُ مُنعِمِ
تُمَشّي بِأَكنافِ البَليخِ نِساؤُنا / أَرامِلَ يَستَطعِمنَ بِالكَفِّ وَالفَمِ
نَقائِذَ بِرسامٍ وَحُمّى وَحَصبَةٍ / وَجوعٍ وَطاعونٍ وَنَقرٍ وَمَغرَمِ
أَرى ناقَتي حَنَّت بِلَيلٍ وَشاقَها / غِناءٌ كَنَوحِ الأَعجَمِ المُتَوائِمِ
إِذا قالَ سَيفُ اللَهِ كَرّوا عَلَيهِمُ
إِذا قالَ سَيفُ اللَهِ كَرّوا عَلَيهِمُ / كَرَرتُ بِقَلبٍ رابِطِ الجَأشِ صارِمِ
وَمِنّا الَّذي يَحمي بِمُهجَةِ نَفسِهِ / بَني عامِرٍ يَومَ المُلوكِ القَماقِمِ
فَهَزَّ رُدَينِيّاً كَأَنَّ كُعوبَهُ / نَوى القَسبِ نَفّى التَمرَ عِندَ العَواجِمِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025