المجموع : 9
أرَى أُمَّ صَخرٍ لا تَمَلُّ عِيادتي
أرَى أُمَّ صَخرٍ لا تَمَلُّ عِيادتي / ومَلَّت سُليمَى مَضجعي ومكاني
فأيُّ امرئ ساوَى بِأمٍّ حليلةً / فلا عاش إلَّا في شقىً وهوانِ
وما كنتُ أخشى أن أكونَ جِنازةً / عليكِ ومَن يُغتَرُّ بالحدَثَانِ
لعمري لقد نبهتِ من كان نائماً / وأسمعتِ من كانت له أُذُنانِ
أهُمُّ بأمر الحَزم لو أستطيعُهُ / وقد حِيلَ بين العَير والنَزَوانِ
فللموتُ خَيرٌ من حياةٍ كأَنّها / مَحَلّةُ يَعسوبٍ برأس سنانِ
وحيٍّ حريدٍ قد صبَحتُ بغارةٍ / كَرِجلِ الجرادِ أو دَباً كَتِفَانِ
فلو أَنَّ حيّاً فائت الموتِ فاتهُ / أخُو الحربِ فوقَ القارح العَدَوانِ
وعاذلةٍ هبَّت بليلٍ تلومني
وعاذلةٍ هبَّت بليلٍ تلومني / ألا لا تلوميني كفى اليومَ ما بِيَا
تقولُ ألا تهجو فوارسَ هاشمٍ / ومالي إذا أهجوهم ثُمَّ ماليا
أبى الشتم أني قد أصابوا كريمتي / وأن ليس إهداءُ الخنا من شماليا
إذا ما أمرؤ أهدى لميتٍ تحيَّةً / فحيَّاك ربُّ الناس عنيِّ معاويا
وهَوَّنَ وَجدي أنني لم أَقُل له / كذبتَ ولم أبخل عليه بماليا
لنعم الفتى أدَّى ابنُ صِرمَةَ بَزَّهُ / إذا راحَ فَحُلُ الشَّول أحدبَ عاريا
إذا ذُكِرَ الإخوانُ رَقرَقتُ عَبرةً / وحَيَّيتُ رَمساً عند ليّة ثاويا
وذي إخوة قطّعتُ ارحامَ بينهم / كما تركوني واحداً لا أخاليا
ألا لا أرى مستعتب الدهر مُعتَبَا
ألا لا أرى مستعتب الدهر مُعتَبَا / ولا آخِذاً منه الرّضا إن تغضَبا
وذي إخوةٍ قطّعتُ أقرانَ بينهم / إذا ما النفوس صِرن حَسرى ولُغَّبَا
أقولُ لرمسٍ بين أحجار لِيَّةٍ / سقَتكَ الغوادي الوابِلَ المُتَحَلِّبَا
أجارَتَنا إن الحُتوفَ تَنُوبُ
أجارَتَنا إن الحُتوفَ تَنُوبُ / على الناس كُلُّ المخطئين تُصِيبُ
أجارتَنا إِنَّا غريبان هاهنا / وكلّ غريبٍ للغريب نَسيبُ
أجارتَنا لستُ الغداةَ بظاعنٍ / ولكن مقيمٌ ما أقامَ عسيبُ
كأني وقد أَدنَوا إِليَّ شِفارَهم / من الصَّبرِ دامِي الصَّفحتَين نكيبُ
فإن تَسأَلِيني كيف صبري فإنني / صبورٌ على رَيب الزّمانِ صَليبُ
يعزّ عليَّ أن ترى بي كآبة / فيشمتُ عادٌ أو يُساء حبيبُ
فأَحمِلُ مَسفوحاً عليهم فلم يخِم
فأَحمِلُ مَسفوحاً عليهم فلم يخِم / وقد عجزَت هُدلُ الشّفَاهِ عن الفَمِ
إذا حبسونا في مضيقٍ رَمَيتُهُم / بِقُرحَتِهِ وفارسٍ غيرِ محجمِ
كأني ومهري صاعداً فوقَ حَورةٍ
كأني ومهري صاعداً فوقَ حَورةٍ / من النبل في بُنيان دَبرٍ وخَشرمِ
يَشبُّ وقَد شَكَّ المعابِلُ نَحرَهُ / كشكِّ القُيُون في الإِناءِ المثلّمِ
جَزى اللَهُ خيراً قومَنا إذ دَعاهُمُ
جَزى اللَهُ خيراً قومَنا إذ دَعاهُمُ / بِعَدنيَّةَ الحيُّ الخلوفُ المصبَّحُ
وغلمانُنا كانُوا أُسودَ خَفِيَّةٍ / وحُقَّ علينا أن يُثابوا ويُمدحُوا
هُمُ نَفَّروا أقرانَهم بمضرَّسٍ / وسَعرٍ وذادُوا الجيشَ حت تَزَحزحوا
كأنهم إذ يطردونَ عشيةً / بِقُنةِ مِلحانٍ نَعامٌ مُروَّحُ
وجاءَت تهزُّ السمهريَّ كتيبةٌ
وجاءَت تهزُّ السمهريَّ كتيبةٌ / عزيزٌ على المرء الجبان نِزالُها
مُعَوَّدَةٌ يوم النِّسار وبعدَهُ / إذا بَرَقَت بالموت يَصدُقُ خالُها
حملتُ عليها الوَردَ حتّى تبددَت / تَخِرُّ من الرّكضِ الحثيثِ نِعالُها
قَبائلُ من حَيَّي خُفَافٍ وأَصلُنا
قَبائلُ من حَيَّي خُفَافٍ وأَصلُنا / إذا ما نُسِبنا مِن مَعِيصِ بن عامرِ