القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَرِير الكل
المجموع : 102
لَقَد هَتَفَ اليَومَ الحَمامُ لِيُطرِبا
لَقَد هَتَفَ اليَومَ الحَمامُ لِيُطرِبا / وَعَنّى طِلابُ الغانِياتِ وَشَيِّبا
وَأَجمَعنَ مِنكَ النَفرَ مِن غَيرِ ريبَةٍ / كَما ذَعَرَ الرامي بِفَيحانَ رَبرَبا
عَجِبتُ لِما يَفري الهَوى يَومَ مَنعِجٍ / وَيَوماً بِأَعلى عاقِلٍ كانَ أَعجَبا
وَأَحبَبتُ أَهلَ الغَورِ مِن حُبِّ ذي فَناً / وَأَحبَبتُ سُلمانَينَ مِن حُبِّ زَينَبا
يُحَيّونَ هِنداً وَالحِجابانِ دونَها / بِنَفسِيَ أَهلٌ أَن تُحَيّا وَتُحجَبا
تَذَكَّرتَ وَالذِكرى تَهيجُكَ وَاِعتَرى / خَيالٌ بِمَوماةٍ حَراجيجَ لُغَّبا
لَئِن سَكَنَت تَيمٌ زَماناً بِغِرَّةٍ / لَقَد حُدِيَت تَيمٌ حُداءً عَصَبصَبا
لَقَد مَدَّني عَمروٌ وَزَيدٌ مِنَ الثَرى / بِأَكثَرَ مِمّا عِندَ تَيمٍ وَأَطيَبا
إِذا اِعتَرَكَ الأَورادُ يا تَيمُ لَم تَجِد / عِناجاً وَلا حَبلاً بِدَلوِكَ مُكرَبا
وَأَعلَقتُ أَقراني بِتَيمٍ لَقَد لَقوا / قَطوعاً لِأَعناقِ القَرائِنِ مِجذَبا
وَلَو غَضِبَت يا تَيمُ أَو زُيِّلَ الحَصا / عَلَيكَ تَميمٌ لَم تَجِد لَكَ مَغضَبا
وَما تَعرِفونَ الشَمسَ إِلّا لِغَيرِكُم / وَلا مِن مُنيراتِ الكَواكِبِ كَوكَبا
فَإِنَّ لَنا عَمراً وَسَعداً عَلَيكُمُ / وَقَمقامَ زَيدٍ وَالصَريحَ المُهَذَّبا
سَأُثني عَلى تَيمٍ بِما لا يَسُرُّها / إِذا أَركُبٌ وافَوا بِنَعمانَ أَركُبا
فَإِنَّكَ لَو ضَمَّتكَ ياتَيمُ ضَمَّةً / مَناكِبُ زَيدٍ لَم تُرِد أَن تَوَثَّبا
فَوَدَّت نِساءُ الدارِمِيِّنَ لَو تَرى / عُتَيبَةَ أَو عايَنَّ في الخَيلِ قَعنَبا
أَزَيدَ بنَ عَبدِ اللَهِ هَلّا مَنَعتُمُ / أُمامَةَ يَومَ الحارِثِيِّ وَزَينَبا
أَخَيلُكَ أَم خَيلي تَدارَكنَ هانِئً / يُثِرنَ عَجاجاً بِالغَبيطَينِ أَصهَبا
فَهَل جَدعُ تَيمٍ لا أَبالَكَ زاجِرٌ / كَنانَةَ أَو ناهٍ زُهَيراً وَتَولَبا
فَلا يَضغَمَنَّ اللَيثُ عُكلاً بِغِرَّةٍ / وَعُكلٌ يَشِمّونَ الفَريسَ المُنَيَّبا
وَأُخبِرتُ تَيماً نادِمينَ فَسَرَّني / مَلامَةُ تَيمٍ أَمرَها المُتَعَقَّبا
عَجِبتُ لِهاذا الزائِرِ المُتَرَقِّبِ
عَجِبتُ لِهاذا الزائِرِ المُتَرَقِّبِ / وَإِدلالِهِ بِالصَرمِ بَعدَ التَجَنُّبِ
أَرى طائِراً أَشفَقتُ مِن نَعَباتِهِ / فَإِن فارَقوا غَدراً فَما شِئتَ فَاِنعَبِ
إِذا لَم يَزَل في كُلِّ دارٍ عَرَفتَها / لَها ذارِفٌ مِن دَمعِ عَينَيكَ يَذهَبِ
فَمازالَ يَستَنعي الهَوى وَيَقودُني / بِحَبلَينِ حَتّى قالَ صَحبي أَلا اِركَبِ
وَقَد رَغِبَت عَن شاعِرَيها مُجاشِعٌ / وَماشِئتَ فاشوا مِن رُواةٍ لِتَغلِبِ
لَقَد عَلِمَ الحَيُّ المُصَبَّحُ أَنَّنا / مَتى ما يُقَل يا لِلفَوارِسِ نَركَبِ
أَكَلَّفتَ خِنزيرَيكَ حَومَةَ زاخِرٍ / بَعيدِ سَواقِ السَيلِ لَيسَ بِمُذنِبِ
قَرَنتُم بَني ذاتِ الصَليبِ بِفالِجٍ / قَطوعٍ لِأَعناقِ القَرائِنِ مِشغَبِ
فَهَلّا اِلتَمَستُم فانِياً غَيرَ مُعقِبٍ / عَنِ الرَكضِ أَو ذا نَبوَةٍ لَم يُجَرَّبِ
إِذا رُمتَ في حَيِي خُزَيمَةَ عِزَّنا / سَما كُلُّ صَرّيفِ السَنانَينِ مُصعَبِ
أَلَم تَرَ قَومي بِالمَدينَةِ مِنهُمُ / وَمَن يَنزِلُ البَطحاءَ عِندَ المُحَصَّبِ
لَنا فارِطا حَوضِ الرَسولِ وَحَوضُنا / بِنَعمانِ وَالأَشهادُ لَيسَ بِغُيَّبِ
فَما وَجَدَ الخِنزيرُ مِثلَ فِعالِنا / وَلا مِثلَ حَوضَينا جِبايَةَ مُجتَبي
وَقَيسٌ أَذاقوكَ الهَوانَ وَقَوَّضوا / بُيوتَكُمُ في دارِ ذُلٍّ وَمَحرَبِ
فَوارِسُنا مِن صُلبِ قَيسٍ كَأَنَّهُم / إِذا بارَزوا حَرباً أَسِنَّةُ صُلَّبِ
لَقَد قَتَلَ الجَحّافُ أَزواجَ نِسوَةٍ / قِصارَ الهَوادي سَيِّئاتِ التَحَوُّبِ
يُمَسِّحنَ يا رُخمانُ في كُلِّ بيعَةٍ / وَما نِلنَ مِن قُربانِهِنَّ المُقَرَّبِ
فَإِنَّكَ يا خِنزيرَ تَغلِبَ إِن تَقُل / رَبيعَةُ وَزنٌ مِن تَميمٍ تُكَذَّبِ
أَبا مالِكٍ لِلحَيِّ فَضلٌ عَلَيكُمُ / فَكُل مِن خَنانيصِ الكُناسَةِ وَاِشرَبِ
لَقَد كانَ ظَنّي يا اِبنَ سَعدٍ سَعادَةً
لَقَد كانَ ظَنّي يا اِبنَ سَعدٍ سَعادَةً / وَما الظَنُّ إِلّا مُخطِئٌ وَمُصيبُ
تَرَكتُ عِيالي لافَواكِهَ عِندَهُم / وَعِندَ اِبنِ سَعدٍ سُكَّرٌ وَزَبيبُ
تُحَنّى العِظامُ الراجِفاتُ مِنَ البِلى / وَلَيسَ لِداءِ الرُكبَتَينِ طَبيبُ
كَأَنَّ النِساءَ الآسِراتِ حَنَينَني / عَريشاً فَمَشيِي في الرِجالِ دَبيبُ
مَنَعتَ عَطائي يا اِبنَ سَعدٍ وَإِنَّما / سَبَقتَ إِلَيَّ المَوتَ وَهُوَ قَريبُ
فَإِن تَرجِعوا رِزقي إِلَيَّ فَإِنَّهُ / مَتاعُ لَيالٍ وَالحَياةُ كَذوبُ
لَو كُنتُ في غُمدانَ أَو في عَمايَةٍ
لَو كُنتُ في غُمدانَ أَو في عَمايَةٍ / إِذاً لَأَتاني مِن رَبيعَةَ راكِبُ
بِوادي الحُشَيفِ أَو بِجُرزَةَ أَهلُهُ / أَوِ الجَوفِ طَبٌّ بِالنِزالَةِ دارِبُ
يُثيرُ الكِلابَ آخِرَ اللَيلِ صَوتُهُ / كَضَبِّ العَرادِ خَطوُهُ مُتَقارِبُ
فَباتَ يُمَنّينا الرَبيعَ وَصَوبَهُ / وَسَطَّرَ مِن لُقّاعَةٍ وَهوَ كاذِبُ
لَستُ بِمُعطي الحُكمَ عَن شَفِّ مَنصِبٍ
لَستُ بِمُعطي الحُكمَ عَن شَفِّ مَنصِبٍ / وَلا عَن بَناتِ الحَنظَلِيِّنَ راغِبُ
أَراهُنَّ ماءَ المُزنِ يُشفى بِهِ الصَدى / وَكانَت مِلاحاً غَيرَهُنَّ المَشارِبُ
لَقَد كُنتَ أَهلاً إِذ تَسوقُ دِياتِكُم / إِلى آلِ زيقٍ أَن يَعيبَكَ عائِبُ
وَماعَدَلَت ذاتُ الصَليبِ ظَعينَةً / عُتَيبَةُ وَالرِدفانِ مِنها وَحاجِبُ
أَلا رُبَّما لَم نُعطِ زيقاً بِحُكمِهِ / وَأَدّى إِلَينا الحُكمَ وَالغُلُّ لازِبُ
حَوَينا أَبا زيقٍ وَزيقاً وَعَمَّهُ / وَجَدَّةُ زيقٍ قَد حَوَتها المَقانِبُ
أَلَم تَعرِفوا يا آلَ زيقٍ فَوارِسي / إِذا اِغبَرَّ مِن كَرِّ الطَرادِ الحَواجِبُ
حَوَت هانِئً يَومَ الغَبيطَينِ خَيلُنا / وَأَدرَكنَ بِسطاماً وَهُنَّ شَوازِبُ
صَبَحناهُمُ جُرداً كَأَنَّ غُبارَها / شَآبيبُ صَيفٍ يَزدَهيهِنَّ حاصِبُ
بِكُلِّ رُدَينِيٍّ تَطارَدَ مَتنُهُ / كَما اختَبَّ سيدٌ بِالمَراضَينِ لاغِبُ
جَزى اللَهُ زيقاً وَاِبنَ زيقٍ مَلامَةً / عَلى أَنَّني في وُدِّ شَيبانَ راغِبُ
أَأَهدَيتَ يازيقَ بنَ زيقٍ غَريبَةً / إِلى شَرِّ ما تُهدى إِلَيهِ الغَرائِبُ
فَأَمثَلُ ما في صِهرِكُم أَنَّ صِهرَكُم / مُجيدٌ لَكُم لَيَّ الكَتيفِ وَشاعِبُ
عَرَفناكَ مِن حوقِ الحِمارِ لِزِنيَةٍ / وَكانَ لِضَمّاتٍ مِنَ القَينِ غالِبُ
بَني مالِكٍ أَدّوا إِلى القَينِ حَقَّهُ / وَلِلقَينِ حَقٌّ في الفَرَزدَقِ واجِبُ
أَثائِرَةٌ حَدراءُ مَن جُرَّ بِالنَقا / وَهَل في بَني حَدراءَ لِلوِترِ طالِبُ
ذَكَرتَ بَناتِ الشَمسِ وَالشَمسُ لَم تَلِد / وَأَيهاتَ مِن حوقِ الحِمارِ الكَواكِبُ
وَلَو كُنتَ حُرّاً كانَ عَشرٌ سِياقَةً / إِلى آلِ زيقٍ وَالوَصيفُ المُقارِبُ
أَصبَحَ زُوّارُ الجُنَيدِ وَجُندُهُ
أَصبَحَ زُوّارُ الجُنَيدِ وَجُندُهُ / يُحَيّونَ صَلتَ الوَجهِ جَزلاً مَواهِبُه
بِحَقِّ امرِئٍ يَجري فَيُحسَبُ سابِقاً / بَنو هَرِمٍ وَاِبنا سِنانِن حَلائِبُه
وَتَلقى جُنَيداً يَحمِلُ الخَيلَ مُعلِماً / عَلى عارِضٍ مِثلُ الجِبالِ كَتائِبُه
فَتى غَمَراتٍ لاتَزالُ عَوامِلاً / إِلى بابِ مَلكٍ خَيلُهُ وَنَجائِبُه
أَلا حَيِّ لَيلى إِذ أَجَدَّ اجتِنابُها
أَلا حَيِّ لَيلى إِذ أَجَدَّ اجتِنابُها / وَهَرَّكَ مِن بَعدِ اِئتِلافٍ كِلابُها
وَكَيفَ بِهِندٍ وَالنَوى أَجنَبِيَّةٌ / طَموحٌ تَنائيها عَسيرٌ طِلابُها
فَلَيتَ دِيارَ الحَيِّ لَم يُمسِ أَهلُها / بَعيداً وَلَم يَشحَج لِبَينٍ غُرابُها
أُحَلأُ عَن بَردِ الشَرابِ وَقَد نَرى / مَشارِعَ لِلظَمآنِ يَجري حَبابُها
وَنَخشى مِنَ الأَعداءِ أُذناً سَميعَةً / تُوَجَّسُ أَو عَيناً يُخافُ اِرتِقابُها
كَأَنَّ عُيونَ المُجتَلينَ تَعَرَّضَت / لِشَمسٍ تَجَلّى يَومَ دَجنٍ سَحابُها
إِذا ذُكِرَت لِلقَلبِ كادَ لِذِكرِها / يَطيرُ إِلَيها وَاِعتَراهُ عَذابُها
فَهَل مِن شَفيعٍ أَو رَسولٍ بِحاجَةٍ / إِلَيها وَإِن صَدَّت وَقَلَّ ثَوابُها
بِأَنَّ الصَبا يَوماً بِمَنعِجَ لَم يَدَع / عَزاةً لِنَفسٍ ما يُداوى مُصابُها
وَيَوماً بِسُلمانينَ كِدتُ مِنَ الهَوى / أَبوحُ وَقَد زُمَّت لِبَينٍ رِكابُها
عَجِبتُ لِمَحزونٍ تَكَلَّفَ حاجَةً / إِلَيها فَلَم يُردَد بِشَيءٍ جَوابُها
حَمى أَهلُها ما كانَ مِنّا فَأَصبَحَت / سَواءٌ عَلَينا نَأيُها وَاِقتِرابُها
أَبا مالِكٍ مالَت بِرَأسِكَ نَشوَةٌ / وَبِالبِشرِ قَتلى لَم تُطَهَّر ثِيابُها
فَمِنهُم مُسَجّاً في العَباءَةِ لَم يَمُت / شَهيداً وَداعي دَعوَةٍ لايُثابُها
فَإِنَّ نَداماكَ الَّذينَ خَذَلتَهُم / تَلاقَت عَلَيهِم خَيلُ قَيسٍ وَغابُها
إِذا جاءَ روحُ التَغلِبِيِّ مِنِ اِستِهِ / دَنا قَبضُ أَرواحٍ خَبيثٍ مَآبُها
ظَلِلتَ تَقيءُ الخَندَريسَ وَتَغلِبٌ / مَغانِمُ يَومِ البِشرِ يُحوى نِهابُها
وَأَلهاكَ في ماخورِ حَزَّةَ قَرقَفٌ / لَها نَشوَةٌ يُمسي مَريضاً ذُبابُها
وَأَسلَمتُمُ حَظَّ الصَليبِ وَقَد رَأَوا / كَتائِبَ قَيسٍ تَستَديرُ عُقابُها
لَقَد تَرَكَت قَيسٌ دِياراً لِتَغلِبٍ / طَويلاً بِشَطِّ الزابِيَينِ خَرابُها
تَمَنَّت خَنازيرُ الجَزيرَةِ حَربَنا / وَقَد حَجَرَت مِن زَأرِ لَيثٍ كِلابُها
عَجِبتُ لِفَخرِ التَغلِبِيِّ وَتَغلِبٌ / تُؤَدّي جِزى النَيروزِ خُضعاً رِقابُها
أَيَفخَرُ عَبدٌ أُمُّهُ تَغلِبِيَّةٌ / قَدِ اِخضَرَّ مِن أَكلِ الخَنانيصِ نابُها
غَليظَةُ جِلدِ المِنخَرَينِ مُصِنَّةٌ / عَلى أَنفِ خِنزيرٍ يُشَدُّ نِقابُها
جَعَلتُ عَلى أَنفاسِ تَغلِبَ غُمَّةً / شَديداً عَلى جِلدِ الأُنوفِ اغتِصابُها
وَأَوقَدتُ ناري بِالحَديدِ فَأَصبَحَت / يُقَسَّمُ بَينَ الظالِمينَ عَذابُها
وَأَصعَرَ ذي صادٍ شَفَيتُ بِصَكَّةٍ / عَلى الأَنفِ أَو بِالحاجِبَينِ مَصابُها
أَبا مالِكٍ لَيسَت لِتَغلِبَ نَجوَةٌ / إِذا مابُحورُ المَجدِ عَبَّ عُبابُها
إِذا حَلَّ بَيتي بَينَ قَيسٍ وَخِندِفٍ / لَقيتَ قُروماً لَم تُدَيَّث صِعابُها
كَذَلِكَ أَعطى اللَهُ قَيساً وَخِندِفاً / خَزائِنَ لَم يُفتَح لِتَغلِبَ بابُها
وَمِنّا رَسولُ اللَهِ حَقّاً وَلَم يَزَل / لَنا بَطنُ بَطحاوَي مِنىً وَقِبابُها
وَإِنَّ لَنا نَجداً وَغَورَ تِهامَةٍ / نَسوقُ جِبالَ العِزِّ شُمّاً هِضابُها
أَصاحِ أَلَيسَ اليَومَ مُنتَظِري صَحبي
أَصاحِ أَلَيسَ اليَومَ مُنتَظِري صَحبي / نُحَيِّي دِيارَ الحَيِّ مِن دارَةِ الجَأبِ
وَماذا عَلَيهِم أَن يَعوجوا بِدِمنَةٍ / عَفَت بَينَ عَوصاءِ الأُمَيلِحِ وَالنَقبِ
ذَكَرتُكِ وَالعيسُ العِتاقُ كَأَنَّها / بِبُرقَةِ أَحجارٍ قِياسٌ مِنَ القُضبِ
فَإِن تَمنَعي مِنّي الشِفاءَ فَقَد أَرى / مَشارِعَ لِلظَمآنِ صافِيَةَ الشُربِ
كَأُمِّ الطَلا تَعتادُ وَهيَ غَريرَةٌ / بِأَجمَدَ رَهبى عاقِدَ الجيدِ كَالقُلبِ
إِذا أَنا فارَقتُ العِذابَ وَبَردَها / سُقيتُ مِلاحاً لا يَعيجُ بِها قَلبي
وَإِنّا لَنَقري حينَ يُحمَدُ بِالقِرى / وَلَم يَبقَ نِقيٌ في سُلامى وَلا صُلبِ
إِذا الأُفُقُ الغَربِيُّ أَمسى كَأَنَّهُ / سَلا فَرَسٍ شَقراءَ مُكتَئبَ العَصبِ
وَنَعرِفُ حَقَّ النازِلينَ وَلَم تَزَل / فَوارِسُنا يَحمونَ قاصِيَةَ السَربِ
عَلى مُقرَباتٍ هُنَّ مَعقِلُ مَن جَنى / وَسَمُّ العِدى وَالمُنجِياتُ مِنَ الكَربِ
أَلا رُبَّ جَبّارٍ وَطِئنَ جَبينَهُ / صَريعاً وَنَهبٍ قَد حَوَينَ إِلى نَهبِ
بِطِخفَةَ ضارَبنا المُلوكَ وَخَيلُنا / عَشِيَّةَ بِسطامٍ جَرَينَ عَلى نَحبِ
نُشَرِّفُ عادِيّاً مِنَ المَجدِ لَم تَزَل / عَلالِيُّهُ تُبنى عَلى باذِخٍ صَعبِ
فَما لُمتُ قَومي في البِناءِ الَّذي بَنَوا / وَماكانَ عَنهُم في ذِيادِيَ مِن عَتبِ
إِذا قَرَعَ الصاقورُ مَتنَ صَفاتِنا / نَبا عَن دُروءٍ مِن حَزابِيَّها الحُدبِ
تَعَذَّرتَ يا خِنزيرَ تَغلِبَ بَعدَما / عَلِقتَ بِحَبلَي ذي مُعاسَرَةٍ شَغبِ
إِذا أَنا جازَيتُ القَرينَ تَمَرَّسَت / حِبالي وَرَخّى مِن عَلابِيِّهِ جَذبي
أَتُخبِرُ مَن لاقَيتَ أَنَّكَ لَم تُصِب / عِثاراً وَقَد لاقَيتَ نَكباً عَلى نَكبِ
أَلَم تَرَ قَيساً قَيسَ عَيلانَ دَمَّروا / خَنازيرَ بَينَ الشَرعَبِيَّةِ وَالدَربِ
عَرَفتُم لَهُم عَينَ البُحورِ عَلَيكُمُ / وَساحَةَ نَجدٍ وَالطِوالَ مِنَ الهَضبِ
وَقَد أَورَدَت قَيسٌ عَلَيكَ وَخِندِفٌ / فَوارِسَ هَدَّمنَ الحِياضَ الَّتي تُجبي
مَصاعيبَ أَمثالَ الهُذَيلِ رِماحُهُم / بِها مِن دِماءِ القَومِ خَضبٌ عَلى خَضبِ
سَتَعلَمُ ما يُغني الصَليبُ إِذا غَدَت / كَتائِبُ قَيسٍ كَالمُهَنَّأَةِ الجُربِ
لَعَلَّكَ خِنزيرَ الكُناسَةِ فاخِرٌ / إِذا مُضَرٌ مِنها تَسامى بَنو الحَربِ
لَئِن وَضَعَت قَيسٌ وَخِندِفُ بَينَها / عَصا الحَربِ ما أَوجَفتَ فيها مَعَ الرَكبِ
وَلَو كُنتَ مَولى العِزِّ أَزمانَ راهِطٍ / شَغَبتَ وَلَكِن لا يَدَي لَكَ بِالشَغبِ
تَعَرَّضتَ مِن دونِ الفَرَزدَقِ مُحلِباً / فَما كُنتَ مَنصوراً وَلا عالِيَ الكَعبِ
تَصَلَّيتَ بِالنارِ الَّتي يَصطَلي بِها / فَأَرداكَ فيها وَافتَدى بِكَ مِن حَربي
قُفَيرَةُ حِزبٌ لِلنَصارى وَجِعثِنٌ / وَأَمسى الكِرامُ الغالِبونَ وَهُم حِزبي
ما أَنتَ يا عَنّابُ مِن رَهطِ حاتِمٍ
ما أَنتَ يا عَنّابُ مِن رَهطِ حاتِمٍ / وَلا مِن رَوابي عُروَةَ بنِ شَبيبِ
رَأَينا قُروماً مِن جَديلَةَ أَنجَبوا / وَفَحلُ بَني نَبهانَ غَيرُ نَجيبِ
كَأَنَّ نَقيقَ الحَبِّ في حاوِيائِهِ
كَأَنَّ نَقيقَ الحَبِّ في حاوِيائِهِ / نَقيقُ الأَفاعي أَو نَقيقُ العَقارِب
وَما استَعهَدَ الأَقوامُ مِن ذي خُتونَةٍ / مِنَ الناسِ إِلّا مِنكَ أَو مِن مُحارِب
فَلا حَمَلَت بَعدَ الفَرَزدَقِ حُرَّةٌ
فَلا حَمَلَت بَعدَ الفَرَزدَقِ حُرَّةٌ / وَلا ذاتُ حَملٍ مِن نَفاسٍ تَعَلَّتِ
هُوَ الوافِدُ المَجبورُ وَالحامِلُ الَّذي / إِذا النَعلُ يَوماً بِالعَشيرَةِ زَلَّتِ
هَنيئاً مَريئاً غَيرَ داءٍ مُخامِرٍ
هَنيئاً مَريئاً غَيرَ داءٍ مُخامِرٍ / لِعَزَّةَ مِن أَعراضِنا ما اِستَحَلَّتِ
أَسيئي بِنا أَو أَحسِني لا مَلومَةً / لَدَينا وَلا مَقلِيَّةً إِن تَقَلَّتِ
أَرَبَّت بِعَينَيكَ الدُموعُ السَوافِحُ
أَرَبَّت بِعَينَيكَ الدُموعُ السَوافِحُ / فَلا العَهدُ مَنسِيٌّ وَلا الرَبعُ بارِحُ
مَحى طَلَلاً بَينَ المُنيفَةِ فَالنَقا / صَباً راحَةٌ أَو ذو حَبِيَّينِ رائِحُ
بِها كُلُّ ذَيّالِ الأَصيلِ كَأَنَّهُ / بِدارَةِ رَهبى ذو سِوارَينِ رامِحُ
أَلا تَذكُرُ الأَزمانَ إِذ تَتبَعُ الصِبا / وَإِذ أَنتَ صَبٌّ وَالهَوى بِكَ جامِحُ
وَإِذ أَعيُنٌ مَرضى لَهُنَّ رَمِيَّةٌ / فَقَد أُقصِدَت تِلكَ القُلوبُ الصَحائِحُ
مَنَعتِ شِفاءَ النَفسِ مِمَّن تَرَكتِهِ / بِهِ كَالجَوى مِمّا تُجِنُّ الجَوانِحُ
تَرَكتِ بِنا لوحاً وَلَو شِئتِ جادَنا / بُعَيدَ الكَرى ثَلجٌ بِكَرمانَ ناصِحُ
رَأَيتُ مَثيلَ البَرقِ تَحسِبُ أَنَّهُ / قَريبٌ وَأَدنى صَوبِهِ مِنكَ نازِحُ
إِذا حَدَّثَت لَم تُلفِ مَكنونَ سِرِّها / لِمَن قالَ إِنّي بِالوَديعَةِ بائِحُ
فَتِلكَ الَّتي لَيسَت بِذاتِ دَمامَةٍ / وَلَم يَعرُها مِن مَنصِبِ الحَيِّ قادِحُ
تَعَجَّبُ أَن ناصى بِيَ الشَيبُ وَاِرتَقى / إِلى الرَأسِ حَتّى اِبيَضَّ مِنّي المَسائِحُ
فَقَد جَعَلَ المَفروكَ لا نامَ لَيلُهُ / يُحِبُّ حَديثي وَالغَيورُ المُشايِحُ
وَما ثَغَبٌ باتَت تُصَفِّقُهُ الصَبا / بِصَرّاءِ نِهيٍ أَتأَقَتهُ الرَوايِحُ
بِأَطيَبَ مَن فيها وَلا طَعمُ قَرقَفٍ / بِرَمّانَ لَم يَنظُر بِها الشَرقَ صابِحُ
قِفا فَاِستَخيرا اللَهَ أَن تُشحَطَ النَوى / غَداةَ جَرى ظَبيٌ بِحَومَلَ بارِحُ
نَظَرتُ بِشِجعى نَظرَةً فِعلَ ذي هَواً / وَأَجبالُ شِجعى دونَها وَالأَباطِحُ
لِأُبصِرَ حَيثُ اِستَوقَدَ الحَيُّ بِالمَلا / وَبَطنُ المَلا مِن جَوفِ يَبرينَ نازِحُ
إِذا ما أَرَدنا حاجَةً حالَ دونَها / كِلابُ العِدى مِنهُنَّ عاوٍ وَنابِحُ
وَمِن آلِ ذي بَهدى طَلَبناكَ رَغبَةً / لِيَمتاحَ بَحراً مِن بُحورِكَ مايِحُ
إِذا قُلتُ قَد كَلَّ المَطِيُّ تَحامَلَت / عَلى الجَهدِ عيدِيّاتُهُنَّ الشَرامِحُ
بِأَعرافِ مَوماةٍ كَأَنَّ سَرابَها / عَلى حَدَبِ البيدِ الأُضاءُ الضَحاضِحُ
قَطَعنَ بِنا عَرضَ السَماوَةِ هَزَّةً / كَما هَزَّ أَمراساً بِلينَةَ ماتِحُ
جَرَيتَ فَلا يَجري أَمامَكَ سابِقٌ / وَبَرَّزَ صَلتٌ مِن جَبينِكَ واضِحُ
مَدَحناكَ يا عَبدَ العَزيزِ وَطالَما / مُدِحتَ فَلَم يَبلُغ فَعالَكَ مادِحُ
تُفَدّيكَ بِالآباءِ في كُلِّ مَوطِنٍ / شَبابُ قُرَيشٍ وَالكُهولُ الجَحاجِحُ
أَتَغلِبُ ما حُكمُ الأُخَيطَلِ إِذ قَضى / بِعَدلٍ وَلا بَيعُ الأُخَيطَلِ رابِحُ
مَتى تَلقَ حُوّاطي يَحوطونَ عازِباً / عَريضَ الحِمى تَأوي إِلَيهِ المَسالِحُ
أَتَعدِلُ مَن يَدعو بِقَيسٍ وَخِندَفٍ / لَعَمرُكَ ميزانٌ بِوَزنِكَ راجِحُ
يَميلُ حَصى نَجدٍ عَلَيكَ وَلَو تُرى / بِغَوريِّ نَجدٍ غَرَّقَتكَ الأَباطِحُ
فَلَو مالَ مَيلٌ مِن تَميمٍ عَلَيكُمُ / لِأُمِّكَ صِلدامٌ مِنَ العِزِّ قارِحُ
وَقُلتَ لَنا ما قُلتَ نَشوانَ فَاِصطَبِر / لِحُرِّ القَوافي لَم يَقُلهُنَّ مازِحُ
فَكَم مِن خَبيثِ الريحِ مِن رَهطِ دَوبَلٍ / بِدِجلَةَ لا تَبكي عَلَيهِ النَوايِحُ
تَرَدَّيتَ في زَوراءَ يَرمي بِمَن هَوى / رُؤوسَ الحَوامي جولَها المُتَطاوِحُ
مَسلَمُ جَرّارُ الجُيوشِ إِلى العِدى
مَسلَمُ جَرّارُ الجُيوشِ إِلى العِدى / كَما قادَ أَصحابَ السَفينَةِ نوحُ
يَداكَ يَدٌ تَسقي السِمامَ عَدُوَّنا / وَأُخرى بِرَيّاتِ السَحابِ تَفوحُ
إِذا ذَكَرَت زَيداً تَرَقرَقَ دَمعُها
إِذا ذَكَرَت زَيداً تَرَقرَقَ دَمعُها / بِمَطروفَةِ العَينَينِ شَوساءَ طامِحِ
تُبَكّي عَلى زَيدٍ وَلَم تَرَ مِثلَهُ / صَحيحاً مِنَ الحُمّى شَديدَ الجَوانِحِ
أُعَزّيكِ عَمّا تَعلَمينَ وَقَد أَرى / بِعَينَيكِ مِن زَيدٍ قَذىً غَيرَ بارِحِ
فَإِن تَقصِدي فَالقَصدُ مِني خَليقَةٌ / وَإِن تَجمَحي تَلقَي لِجامَ الجَوامِحِ
أَجَدَّ رَواحُ القَومِ أَم لا تَرَوُّحُ
أَجَدَّ رَواحُ القَومِ أَم لا تَرَوُّحُ / نَعَم كُلُّ مَن يُعنى بِجُملٍ مُتَرَّحُ
إِذا اِبتَسَمَت أَبدَت غُروباً كَأَنَّها / عَوارِضُ مُزنٍ تَستَهِلُّ وَتَلمَحُ
لَقَد هاجَ هَذا الشَوقُ عَيناً مَريضَةً / أَجالَت قَذاً ظَلَّت بِهِ العَينُ تَمرَحُ
بِمُقلَةِ أَقنى يَنفِضُ الطَلَّ باكِرٍ / تَجَلّى الدُجى عَن طَرفِهِ حينَ يُصبِحُ
وَأَعطَيتُ عَمرواً مِن أُمامَةَ حُكمَهُ / وَلِلمُشتَري مِنهُ أُمامَةَ أَربَحُ
صَحا القَلبُ عَن سَلمى وَقَد بَرَّحَت بِهِ / وَما كانَ يَلقى مِن تُماضِرَ أَبرَحُ
رَأَيتُ سُلَيمى لا تُبالي الَّذي بِنا / وَلا عَرَضاً مِن حاجَةٍ لا تُسَرَّحُ
إِذا سايَرَت أَسماءُ يَوماً ظَعائِناً / فَأَسماءُ مِن تِلكَ الظَعائِنِ أَملَحُ
ظَلَلنَ حَوالَي خِدرِ أَسماءَ وَاِنتَحى / بِأَسماءَ مَوّارُ المِلاطَينِ أَروَحُ
تَقولُ سُلَيمى لَيسَ في الصَرمِ راحَةٌ / بَلى إِنَّ بَعضَ الصَرمِ أَشفى وَأَروَحُ
أُحِبُّكِ إِنَّ الحُبَّ داعِيَةُ الهَوى / وَقَد كادَ ما بَيني وَبَينَكِ يَنزَحُ
أَلا تَزجُرينَ القائِلينَ لِيَ الخَنا / كَما أَنا مَعنِيٌّ وَراءَكِ مُنفِحُ
أَلِمّا عَلى سَلمى فَلَم أَرَ مِثلَها / خَليلَ مُصافاةٍ يُزارُ وَيُمدَحُ
وَقَد كانَ قَلبي مِن هَواها وَذِكرَةٍ / ذَكَرنا بِها سَلمى عَلى النَأيِ يَفرَحُ
إِذا جِئتُها يَوماً مِنَ الدَهرِ زائِراً / تَغَيَّرَ مِغيارٌ مِنَ القَومِ أَكلَحُ
فَلِلَّهِ عَينٌ لا تَزالُ لِذِكرِها / عَلى كُلِّ حالٍ تَستَهِلُّ وَتَسفَحُ
وَما زالَ عَنّي قائِدُ الشَوقِ وَالهَوى / إِذا جِئتُ حَتّى كادَ يَبدو فَيَفضَحُ
أَصونُ الهَوى مِن رَهبَةٍ أَن تَعُزَّها / عُيونٌ وَأَعداءٌ مِنَ القَومِ كُشَّحُ
فَما بَرِحَ الوَجدُ الَّذي قَد تَلَبَّسَت / بِهِ النَفسُ حَتّى كادَ لِلشَوقِ يَذبَحُ
لَشَتّانَ يَومٌ بَينَ سَجفٍ وَكِلَّةٍ / وَمَرِّ المَطايا تَغتَدي وَتَرَوَّحُ
أَعائِفَنا ماذا تَعيفُ وَقَد مَضَت / بَوارِحُ قُدّامَ المَطِيِّ وَسُنَّحُ
نَقيسُ بَقِيّاتِ النِطافِ عَلى الحَصى / وَهُنَّ عَلى طَيِّ الحَيازيمِ جُنَّحُ
وَيَومٍ مِنَ الجَوزاءِ مُستَوقِدِ الحَصى / تَكادُ صَياصي العَينِ مِنهُ تَصَيَّحُ
شَديدِ اللَظى حامي الوَديقَةِ ريحُهُ / أَشَدُّ أَذىً مِن شَمسِهِ حينَ تَصمَحُ
بِأَغبَرَ وَهّاجِ السَمومِ تَرى بِهِ / دُفوفَ المَهارى وَالذَفارى تَنَتَّحُ
نَصَبتُ لَهُ وَجهي وَعَنساً كَأَنَّها / مِنَ الجَهدِ وَالإِسآدِ قَرمٌ مُلَوَّحُ
أَلَم تَعلَمي أَنَّ النَدى مِن خَليقَتي / وَكُلُّ أَريبٍ تاجِرٍ يَتَرَبَّحُ
فَلا تَصرِميني أَن تَرَي رَبَّ هَجمَةٍ / يُريحُ بِذَمٍّ ما أَراحَ وَيَسرَحُ
يَراها قَليلاً لا تَسُدَّ فُقورَهُ / عَلى كُلِّ بَثٍّ حاضِرٍ يَتَتَرَّحُ
رَأَت صِرمَةً لِلحَنظَلِيِّ كَأَنَّها / شَظِيُّ القَنا مِنها مُناقٌ وَرُزَّحُ
سَيَكفيكَ وَالأَضيافَ إِن نَزَلوا بِنا / إِذا لَم يَكُن رِسلٌ شِواءٌ مُلَوَّحُ
وَجامِعَةٍ لا يُجعَلُ السِترُ دونَها / لِأَضيافِنا وَالفائِزُ المُتَمَنِّحُ
رَكودٍ تَسامى بِالمَحالِ كَأَنَّها / شَموسٌ تَذُبُّ القائِدينَ وَتَضرَحُ
إِذا ما تَرامى الغَليُ في حُجُراتِها / تَرى الزَورَ في أَرجائِها يَتَطَوَّحُ
أَلَم يُنهَ عَنّي الناسُ أَن لَستُ ظالِماً / بَرِيّاً وَأَنّي لِلمُتاحينَ مِتيَحُ
فَمِنهُم رَمِيٌّ قَد أُصيبَ فُؤادُهُ / وَآخَرُ لاقى صَكَّةً فَمُرَنَّحُ
بَني مالِكٍ أَمسى الفَرَزدَقُ جاحِراً / سُكَيتاً وَبَذَّتهُ خَناذيذُ قُرَّحُ
لَقَد أَحرَزَ الغاياتِ قَبلَ مُجاشِعٍ / فَوارِسُ غُرٌّ وَاِبنُ شِعرَةَ يَكدَحُ
وَما زالَ فينا سابِقٌ قَد عَلِمتُمُ / يُقَلِّدُ فِعلَ السابِقينَ وَيَمدَحُ
عَلَتكَ أَواذِيٌّ مِنَ البَحرِ فَاِقتَبِض / بِكَفَّيكَ فَاِنظُر أَيَّ لُجَّيهِ تَقدَحُ
لَقَومِيَ أَوفى ذِمَّةً مِن مُجاشِعٍ / وَخَيرٌ إِذا شَلَّ السَوامَ المُصَبِّحُ
تَخِفُّ مَوازينُ الخَناثى مُجاشِعٌ / وَيَثقُلُ ميزاني عَلَيهِم فَيَرجَحُ
فَخَرتُ بِقَيسٍ وَاِفتَخَرتَ بِتَغلِبٍ / فَسَوفَ تَرى أَيَّ الفَريقَينِ أَربَحُ
فَأَمّا النَصارى العابِدونَ صَليبَهُم / فَخابوا وَأَمّا المُسلِمونَ فَأَفلَحوا
أَلَم يَأتِهِم أَنَّ الأُخَيطَلَ قَد هَوى / وَطَوَّحَ في مَهواةِ قَومٍ تَطَوُّحُ
تَدارَكَ مَسعاةَ الأُخَيطَلِ لُؤمُهُ / وَظَهرٌ كَظَهرِ القاسِطيَّةِ أَفطَحُ
لَنا كُلَّ عامٍ جِزيَةٌ تَتَّقي بِها / عَلَيكَ وَما تَلقى مِنَ الذُلِّ أَبرَحُ
وَما زالَ مَمنوعاً لِقَيسٍ وَخِندِفٍ / حِمىً تَتَخَطّاهُ الخَنازيرُ أَفيَحُ
إِذا أَخَذَت قَيسٌ عَلَيكَ وَخِندِفٌ / بِأَقطارِها لَم تَدرِ مِن أَينَ تَسرَحُ
لَقَد سُلَّ أَسيافُ الهُذَيلِ عَلَيكُمُ / رِقاقَ النَواحي لَيسَ فيهِنَّ مُصفَحُ
وَخاضَت حُجولُ الوِردِ بِالمَرجِ مِنكُمُ / دِماءً وَأَفواهُ الخَنازيرِ كُلَّحُ
لَقيتُم بِأَيدي عامِرٍ مَشرَفِيَّةً / تَعَضُّ بِهامِ الدارِعينَ وَتَجرَحُ
بِمُعتَرَكٍ تَهوي لِوَقعِ ظُباتِها / خَذاريفُ هامٍ أَو مَعاصِمُ تُطرَحُ
سَما لَكُمُ الجَحّافُ بِالخَيلِ عَنوَةً / وَأَنتَ بِشَطِّ الزابِيَينِ تَنَوَّحُ
عَلَيهِم مُفاضاتُ الحَديدِ كَأَنَّها / أَضا يَومَ دَجنٍ في أَجاليدَ ضَحضَحُ
وَظَلَّ لَكُم يَومٌ بِسِنجارَ فاضِحٌ / وَيَومٌ بِأَعطانِ الرَحوبَينِ أَفضَحُ
وَضَيَّعتُمُ بِالبِشرِ عَوراتِ نِسوَةٍ / تَكَشَّفَ عَنهُنَّ العَباءُ المُسَيَّحُ
بِذَلِكَ أَحمَينا البِلادَ عَلَيكُمُ / فَما لَكَ في حافاتِها مُتَزَحزَحُ
أَبا مالِكٍ مالَت بِرَأسِكَ نَشوَةٌ / وَعَرَّدتَ إِذ كَبشُ الكَتيبَةِ أَملَحُ
إِذا ما رَأَيتَ الليثَ مِن تَغلِبِيَّةٍ / فَقُبِّحَ ذاكَ الليثُ وَالمُتَوَشَّحُ
تَرى مَحجِراً مِنها إِذا ما تَنَقَّبَت / قَبيحاً وَما تَحتَ النِقابَينِ أَقبَحُ
وَلَم تَمسَحِ البَيتَ العَتيقَ أَكُفُّها / وَلَكِن بِقُربانِ الصَليبِ تَمَسَّحُ
يَقِئنَ صُباباتٍ مِنَ الخَمرِ فَوقَها / صَهيرُ خَنازيرِ السَوادِ المُمَلَّحُ
فَما لَكَ في نَجدٍ حَصاةٌ تَعُدُّها / وَما لَكَ في غَورَي تِهامَةَ أَبطَحُ
وَباكِيَةٍ مِن نَأيِ قَيسٍ وَقَد نَأَت
وَباكِيَةٍ مِن نَأيِ قَيسٍ وَقَد نَأَت / بِقَيسٍ نَوى بَينٍ طَويلٍ بِعادُها
أَظُنُّ اِنهِلالَ الدَمعِ لَيسَ بِمُنتَهٍ / عَنِ العَينِ حَتّى يَضمَحِلَّ سَوادُها
لَحُقَّ لِقَيسٍ أَن يُباحَ لَهُ الحِمى / وَأَن تُعقَرَ الوَجناءُ إِن خَفَّ زادُها
أَلا يا لَقَومٍ ما أَجَنَّت ضَريحَةٌ
أَلا يا لَقَومٍ ما أَجَنَّت ضَريحَةٌ / بِمَيسانَ يُحثى تُربُها فَوقَ أَسوَدا
إِذا لَفَّ عَنهُ مِن يَدَي حُطَمِيَّةٍ / وَأَبدى ذِراعَي باسِلٍ قَد تَخَدَّدا
نَمَتهُ القُرومُ الصيدُ مِن آلِ جَعفَرٍ / وَأَورَثَ مَجداً في رِياحٍ وَسُؤدَدا
سَيُبكي صَداً في قَبرِ سَلمى ابنِ جَندَلِ
سَيُبكي صَداً في قَبرِ سَلمى ابنِ جَندَلِ / نِكاحُ أَبي الدَهماءِ بِنتَ سَعيدِ
أَصابوا جَواداً لَم يَكُن في رِباطِهِم / وَكانَ أَبو الدَهماءِ غَيرَ مُجيدِ
فَجاءَت بِهِ مِن ذي ضَواةٍ كَأَنَّهُ / جَحافِلُ بَغلٍ في مُناخِ جُنودِ
أَنتُم فَرَرتُم يَومَ عَدوَةِ مازِنٍ
أَنتُم فَرَرتُم يَومَ عَدوَةِ مازِنٍ / وَقَد هَشَموا أَنفَ الحُتاةِ عَلى عَمدِ
هُمُ مَهَّدوهُ رَجعَهُ بَعدَ رَثمِهِ / وَأَنتُم شُهودٌ مُعصِمونَ عَلى حَردِ
تَمَنَّونَ دَولاتِ الزَمانِ وَصَرفَهُ / إِذا ضاقَ مِنكُم مَطلَعُ الوِردِ بِالوِردِ
وَتَدعونَ ماروكاً أَبا العَمِّ ناصِراً / عَلَيهِم إِذا ما أَعصَمَ الوَغدُ بِالوَغدِ
فَلَم تُدرِكوا بِالعَمِّ ثَأراً وَلَم يَكُن / لِيُدرَكَ ثَأرٌ بِالتَنابِلَةِ القُفدِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025