نَديميَ ماسَ الآسُ فِي سُنْدُسِيِّهِ
نَديميَ ماسَ الآسُ فِي سُنْدُسِيِّهِ / وَأظْهَرَ ما أَخفى لَنا مِن حُليِّهِ
وَلاَحَ بِجِيدِ الغُصْنِ والصُّبْحُ طالِعٌ / مِنَ الطَّلِّ عِقْدٌ ماسَ فِي جَوْهَرِيِّهِ
وَقَدْ ذاعَ سِرُّ الزَّهْرِ حينَ وَشى بِهِ / تَنَفُّسُ نَدِّيِّ النَّسيمِ نَدِيِّهِ
وَألقَى الضُّحى فِي فِضَّةِ النَّهْرِ تِبْرَهُ / فَأَثْرِى الثَّرَى بِالنَّورِ مِن عَسْجَدِيِّهِ
هُوَ السِّيفُ إِن أصداه ظل غصونه / تولى شعاع الشمس صقل صديه
وَساقٍ لَهُ وَجْهٌ وَكَأْسٌ تقارنَا / فَسقَّاكَ شَمْسِيَّاً عَلى قَمَرِّيهِ
وَأطْلَعَ شَمْسَ الطَّاسِ عِنْدَ ابْتِكارِها / وَشَعْشَعَ نَجْمَ الكَأْسِ عِندَ عَشِيّهِ
سَقَى الرَّاحِ مِثْلَ الرَّاحِ مِنْ رِيقِ ثَغْرِهِ / وَأَيْنَ حَبابُ الرَّاحَ مِن لُؤْلُؤِيِّهِ
حَدَدْتُ لَمى فِيهِ ثَمانينَ قُبْلَةً / لأِنّي شَمَمْتُ الْخَمْر مِنْ عَنْبَرِيَّهِ
وَلِلْحُسْنِ مَعْنىً واضِحٌ مِنْ جَبينِهِ / وَفِي خَصْرِهِ مَعْنىً دَقِيقُ خَفِيّهِ
إِذْا ما جَنتْ جَفْناهُ قاصَصْتُ خَدَّهُ / فَلا بُرْءَ لي إلاَّ بِلَثْمِ بَرِيِّه
لَهُ وَجْنَةٌ بَلْ جَنَّةٌ دَبَّ فَوْقَها / عِذارٌ رَبيعُ العَيْنِ فِي سُنْدُسِيَّهِ
بِوَجْهٍ بَهِيِّ الْمُجْتَلَى قَمَرِيِّهِ / وَثَغْرٍ شَهّيِ الْمُجْتَنى سُكَّرِيِّهِ
أَيا يُوسُفِيَّ الْحُسْنِ لَوْلاَكَ لَمْ يَهُنْ / فَتىً مُوسَوِيُّ الْمُنْتَمَى أشْرَفِيُّهُ
مَليكٌ لِشَمْلِ الْحَمْدِ وَالْمُلْكِ جامِعٌ / بِتَدْبيرِ وَقَّادِ الذّكا أَرْوَعِيِّهِ
لَهُ خُلُقٌ يُرْضِي الإِله وَخَلْقَهُ / فَلا ساخِطٌ فِي أرْضِهِ عَنْ رِضِيِّهِ
لَهُ رَوْنَقُ السَّيْفِ الصَّقيلِ وَفِعْلُهُ / وَأَيْنَ ظُباهُ مِنْ مَضاءٍ مُضِيِّهِ
إِذْا ما سَرَتْ فِي لَيْلِ نَقْعٍ جيادُهُ / حَمِدْنا بِصُبْحِ النَّصْرِ مَسْرى سَرِيِّهِ
فَنَظْمُ الكُلَى بِالطَّعْنِ يُرْوي لِرُمْحِهِ / وَنَثْرُ الطُّلَى بِالضَّرْبِ عَنْ مَشْرَفِيَّهِ
فَكَمْ فَلَقَتْ حَمْلاتُهُ بَحْرَ جَحْفَلٍ / وَلَيْسَ عَصا موسى سِوى سَمْهَريِّهِ
كَريمٌ لَوَ أنَّ الْغَيْثَ طَلْقٌ كَوَجْهِهِ / لأَغْنى الْوَرى وَسْمِيُّه عَنْ وَلِيِّهِ
بِثَغْرِ خِلاَطٍ غُلَّةٌ بَعْدَ بُعْدِهِ / وَإنْ هُوَ يَوْماً عادَ عادَ بِرِيِّهِ
وَسُكَّانُهُ كالرَّوْضِ فِي خِلَعِ الرّضى / فَهُم فِي مَريِّ الْعَيْشِ أَو فِي هَنِيِّهِ