المجموع : 6
الهيَ يا رحمن ضاق بيَ الفضا
الهيَ يا رحمن ضاق بيَ الفضا / وعزني الملجا وذل مقاميا
وأنت وسعت الكل علماً ورحمة / وربيت بالرحمى الخليقة كافيا
برحمتك العظمى تمسكت ضارعاً / أغوث ملهوفاً وأهتف عانيا
وبي شدة يا أرحم الراحمين ما / يقوم لها صبري تصب الدواهيا
فصب على ضعفي شآبيب رحمة / فقد غادرت أقوى التجلد واهيا
الهي تداركني بحرمتك التي اس / تقامت بها الأكوان بدءاً وتاليا
أغثني بما نجيت ذا النون بعد إذ / تعمق في أحشائه البحر ثاويا
أغشني يا رحمن بالرحمة التي / رحمت بها أيوب في الضر باليا
حنانيك يا رحمن عطفاً ورحمة / فغير خفي عنك سوء مكانيا
بما ترحم الطفل الصغير وترحم ال / بهائم أدرك ذلتي وافتقاريا
بما ترحم الأملاك في رهبوتها / وتسبيحها ارحم لهفتي وابتهاليا
دهتني الرزايا سيدي وألمَّ بِي
دهتني الرزايا سيدي وألمَّ بِي / بلاءٌ عفى رسمي وآد احتماليا
وما أنا في شكواي ما لا أطيقه / غضوب على الأقدار أو لست راضيا
رضيت بما تقضي وآمنت أنه / قضاؤك عدل أي ما كنت قاضبا
ولكن قصارى العبد شكوى يبثها / إليك ودمع يستهل الماقيا
وتمزيقه في ظلمة الليل قلبه / وترجيعه غوثاه غوثاه فانيا
فأسر خفي اللطف بي في خصائصي / وذرات أطواري وحالي وحاجيا
فلطفك بي في عالم الذر شاهد / للطفك في أطوار كوني وشانيا
ولطفك بالمضطر أوحى إغاثة / وأسرع إدراكاً خفياً وباديا
ولطفك بالمضطر من حيث ضره / إذا كان تمحيصاً كلطفك كافياً
وما سريان اللطف إلا لحكمة / بمهما اقتضت ايراده كان ساريا
فإن يك ما أبليت منك محبة / فطوبى وبشرى لي رضيت مقاميا
على أنني عن حمل مثقال ذرة / بلاءً بعجزي شاهد وافتقاريا
وإن يك ابلاساً فإني عائذ / بوجهك أن أشقى عليك الهيا
أعوذ بما عاذت به الرسل منك في / بلائك من أن لا ترد بلائيا
بظهر اسم الذات عذت وكونه / بفردية التخصيص للجمع حاويا
وباسمك رب العالمين ومن يعذ / معاذي يوق المرديات الهواديا
وما عاذ بالرحمن ابلس عائذ / فابلسه منه ولو عاش عاصيا
وما سبحت باسم الرحيم وعوذت / لسان باخلاص فلم تلف كافيا
ولا اعتصمت نفسي وعاذت حقيقة / بما لك يوم الدين إلا كفانيا
الهي بسر الحمد فاتحة الكتا / ب والخمسة الأسماء عجل خلاصيا
وهيىء لنا من أمرنا رشداً بها / ونج من الكرب العظيم حياتنا
وطهر بها قلبي وأودعه حكمة / ونوراً وعلماً نافعاً منك هاديا
ويسر بها الأرزاق من كل وجهة / ولا تبق عسراً في المعيشة كاليا
ورد بها الأعداء عني وفلهم / فلست جليداً أن أرد الأعاديا
وسلط عليهم غضبة منك لا تذر / على الدهر منهم في البسيطة باقيا
وعجل عليهم منك صمصام نقمة / تحزبه أكبادهم والتراقيا
ولا تلق بالمظلوم فيهم مذللاً / وقد مد بالشكوى إليك الأياديا
وتلك مساعيهم على الحق غصة / فيا قاصم اقصم من سعى والمساعيا
ولا تيؤسني من شئون علمتها / وإن سكتت عن ذكرهن لسانيا
وإني لراج بعد كون وسيلتي / إليك اسمك الأعلى تمام رجائيا
وصل وسلم حسب ما ترتضي على / محمد المبعوث للخلق هاديا
صلاة أنال الخير من بركاتها / تفتح أبواب السما لدعائيا
واطهار أهل البيت والصحب واج / عل السعادة ختماً لي وأسنى مراميا
لقد طرقتني يا رحيم قوارع
لقد طرقتني يا رحيم قوارع / غواشٍ كثيفاتٍ تبثُّ غواشيا
وشؤم ذنوبي سامني خطط الردى / ومزق أطواري وانأى صلاحيا
لم أرفع الشكوى فيكشف كربتي / ويرحم تضراعي سواك الهيا
وأنت الرحيم الحق عطفك شامل / مطيعاً ولياً أو عصياً معاديا
وإني وإن أسرف على النفس جانيا / فإني ما زايلت حسن رجائيا
وزاد رجائي إنني بك مؤمن / وإني لم أقنط وإن كنت عاصيا
تباركت فرج كل كرب وغمة / وهم ونفس كل ضيق عرانيا
تعاليت انعشني بروحك واكفني / برحمتك الباساء والطف بحاليا
وحقك لم أيأس من الرحمة التي / رزقت بها النعاب في الوكر خاويا
ولا تقنطوا من رحمة اللّه دلني / ولا تيأسوا من روحه ما دعانيا
وفي الرحموت السابق الغضب انتهت / ظنوني فقابل يا رحيم انتهائيا
بإسمك يا اللّه أخلصت داعياً
بإسمك يا اللّه أخلصت داعياً / أزل حظ نفسي لا تدع منه باقيا
وخذني بنور اللّه عن بشريتي / إلى عالم التقديس من شهواتيا
ومزق حجاب القبض بيني وبين ما / توليت عنه من بسيط حياتيا
واشعل وجودي من بارق فيضه / بلامعة تمحو ظلام صفاتيا
وحقق بلاهوتية الاسم ذلتي / لتلبس ناسوتيتي العز واقيا
وجرد وجودي حيث لا أحديتي / وجود وجوداً آمراً بك ناهيا
يفيض عليه اسم الجلالة فيضة / فيسطو جلالي قاهراً متعاليا
ومن عالم التقديس منك مآخذي / بتأثيره في عالمي حسب حاليا
ومن بسطة الألطاف هب لي بسره / بسائط يفنى الكون وهي كما هيا
وقو شهودي بعد تحقيق ما أنا / بما هو واكشف لي به جهل ما بيا
وجلّ به ظلمات جهلي وغفلتي / فتسطع بالأنوار مشكاة ذاتيا
ويا رب يا رب اغتفر ما تجشّمَتْ
ويا رب يا رب اغتفر ما تجشّمَتْ / عبوديتي إذ لا تعاف المساويا
وخذ بيدي يا رب لا يربني / هواي فأردى في المهالك هاويا
ويا رب إن جاوزت طوري وغرني / بك الجهل مفتوناً بما لست راضيا
فما أسلمت وجهاً ولا أخلصت دعا / عبوديتي إلا لوجهك صافيا
ولا عرفت ربا إذا أخبتت له / سواك ونادته أجاب المناديا
وتلك خلال العبد يبطر ناعماً / ويجزع أما مسه الشر عافيا
أقم لي كمالي بالخضوع لعزة ال / ربوبية العظمى على نقص حاليا
فكوني عبداً فيك ذلي خالص / وسائر أطواري مقام فخاريا
وكوني عبداً قاهراً بك شهوتي / خلاصي واخلاصي وتحرير ذاتيا
بحولك ملكني تدابير عالمي / ولا تلق تدبيري لسوء اختياريا
على أنه لا حول عندي لذرة / لك الحول تقضي ما علي وما ليا
ويا مالك الأملاك ذا العز والبقا
ويا مالك الأملاك ذا العز والبقا / ء والمجد والآلاء والحمد وافيا
ومن يملك الأملاك في جبروتها / وما ملكت من ملكه ليس فانيا
ومن سبح العرش العظيم بحمده / وما فيه من خلق جهاراً وخافيا
ومن حكمة الأقدار تجري بحكمه / فما شاء من مقدوره كان جاريا
ومن حكمه عدل وفضل منزه / عن الظلم قطعاً كلما كان قاضيا
ومن ملكه لا ينقص المن شأنه / ولا تدرك الأوهام منه تناهيا
بطولك ملكني غنى غير نافد / وهب لي ملكاً مدة العمر كافيا
ووفر لي النعماء وافتح خزائن ال / مواهب وابسط لي ووسع ثرائيا
وصن بالغنى يا مالك الملك والرضا / صحيفة وجهي عن ذليل مثاليا
ولا تلق حاجاتي إلى غير قادر / على النزع والايتاء ما دمت باقيا
فلا خير إلا من يديك ولا غنى / لك الملك تؤتي الفضل تولي الأياديا