القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو مُسلم البَهْلاني الكل
المجموع : 6
الهيَ يا رحمن ضاق بيَ الفضا
الهيَ يا رحمن ضاق بيَ الفضا / وعزني الملجا وذل مقاميا
وأنت وسعت الكل علماً ورحمة / وربيت بالرحمى الخليقة كافيا
برحمتك العظمى تمسكت ضارعاً / أغوث ملهوفاً وأهتف عانيا
وبي شدة يا أرحم الراحمين ما / يقوم لها صبري تصب الدواهيا
فصب على ضعفي شآبيب رحمة / فقد غادرت أقوى التجلد واهيا
الهي تداركني بحرمتك التي اس / تقامت بها الأكوان بدءاً وتاليا
أغثني بما نجيت ذا النون بعد إذ / تعمق في أحشائه البحر ثاويا
أغشني يا رحمن بالرحمة التي / رحمت بها أيوب في الضر باليا
حنانيك يا رحمن عطفاً ورحمة / فغير خفي عنك سوء مكانيا
بما ترحم الطفل الصغير وترحم ال / بهائم أدرك ذلتي وافتقاريا
بما ترحم الأملاك في رهبوتها / وتسبيحها ارحم لهفتي وابتهاليا
دهتني الرزايا سيدي وألمَّ بِي
دهتني الرزايا سيدي وألمَّ بِي / بلاءٌ عفى رسمي وآد احتماليا
وما أنا في شكواي ما لا أطيقه / غضوب على الأقدار أو لست راضيا
رضيت بما تقضي وآمنت أنه / قضاؤك عدل أي ما كنت قاضبا
ولكن قصارى العبد شكوى يبثها / إليك ودمع يستهل الماقيا
وتمزيقه في ظلمة الليل قلبه / وترجيعه غوثاه غوثاه فانيا
فأسر خفي اللطف بي في خصائصي / وذرات أطواري وحالي وحاجيا
فلطفك بي في عالم الذر شاهد / للطفك في أطوار كوني وشانيا
ولطفك بالمضطر أوحى إغاثة / وأسرع إدراكاً خفياً وباديا
ولطفك بالمضطر من حيث ضره / إذا كان تمحيصاً كلطفك كافياً
وما سريان اللطف إلا لحكمة / بمهما اقتضت ايراده كان ساريا
فإن يك ما أبليت منك محبة / فطوبى وبشرى لي رضيت مقاميا
على أنني عن حمل مثقال ذرة / بلاءً بعجزي شاهد وافتقاريا
وإن يك ابلاساً فإني عائذ / بوجهك أن أشقى عليك الهيا
أعوذ بما عاذت به الرسل منك في / بلائك من أن لا ترد بلائيا
بظهر اسم الذات عذت وكونه / بفردية التخصيص للجمع حاويا
وباسمك رب العالمين ومن يعذ / معاذي يوق المرديات الهواديا
وما عاذ بالرحمن ابلس عائذ / فابلسه منه ولو عاش عاصيا
وما سبحت باسم الرحيم وعوذت / لسان باخلاص فلم تلف كافيا
ولا اعتصمت نفسي وعاذت حقيقة / بما لك يوم الدين إلا كفانيا
الهي بسر الحمد فاتحة الكتا / ب والخمسة الأسماء عجل خلاصيا
وهيىء لنا من أمرنا رشداً بها / ونج من الكرب العظيم حياتنا
وطهر بها قلبي وأودعه حكمة / ونوراً وعلماً نافعاً منك هاديا
ويسر بها الأرزاق من كل وجهة / ولا تبق عسراً في المعيشة كاليا
ورد بها الأعداء عني وفلهم / فلست جليداً أن أرد الأعاديا
وسلط عليهم غضبة منك لا تذر / على الدهر منهم في البسيطة باقيا
وعجل عليهم منك صمصام نقمة / تحزبه أكبادهم والتراقيا
ولا تلق بالمظلوم فيهم مذللاً / وقد مد بالشكوى إليك الأياديا
وتلك مساعيهم على الحق غصة / فيا قاصم اقصم من سعى والمساعيا
ولا تيؤسني من شئون علمتها / وإن سكتت عن ذكرهن لسانيا
وإني لراج بعد كون وسيلتي / إليك اسمك الأعلى تمام رجائيا
وصل وسلم حسب ما ترتضي على / محمد المبعوث للخلق هاديا
صلاة أنال الخير من بركاتها / تفتح أبواب السما لدعائيا
واطهار أهل البيت والصحب واج / عل السعادة ختماً لي وأسنى مراميا
لقد طرقتني يا رحيم قوارع
لقد طرقتني يا رحيم قوارع / غواشٍ كثيفاتٍ تبثُّ غواشيا
وشؤم ذنوبي سامني خطط الردى / ومزق أطواري وانأى صلاحيا
لم أرفع الشكوى فيكشف كربتي / ويرحم تضراعي سواك الهيا
وأنت الرحيم الحق عطفك شامل / مطيعاً ولياً أو عصياً معاديا
وإني وإن أسرف على النفس جانيا / فإني ما زايلت حسن رجائيا
وزاد رجائي إنني بك مؤمن / وإني لم أقنط وإن كنت عاصيا
تباركت فرج كل كرب وغمة / وهم ونفس كل ضيق عرانيا
تعاليت انعشني بروحك واكفني / برحمتك الباساء والطف بحاليا
وحقك لم أيأس من الرحمة التي / رزقت بها النعاب في الوكر خاويا
ولا تقنطوا من رحمة اللّه دلني / ولا تيأسوا من روحه ما دعانيا
وفي الرحموت السابق الغضب انتهت / ظنوني فقابل يا رحيم انتهائيا
بإسمك يا اللّه أخلصت داعياً
بإسمك يا اللّه أخلصت داعياً / أزل حظ نفسي لا تدع منه باقيا
وخذني بنور اللّه عن بشريتي / إلى عالم التقديس من شهواتيا
ومزق حجاب القبض بيني وبين ما / توليت عنه من بسيط حياتيا
واشعل وجودي من بارق فيضه / بلامعة تمحو ظلام صفاتيا
وحقق بلاهوتية الاسم ذلتي / لتلبس ناسوتيتي العز واقيا
وجرد وجودي حيث لا أحديتي / وجود وجوداً آمراً بك ناهيا
يفيض عليه اسم الجلالة فيضة / فيسطو جلالي قاهراً متعاليا
ومن عالم التقديس منك مآخذي / بتأثيره في عالمي حسب حاليا
ومن بسطة الألطاف هب لي بسره / بسائط يفنى الكون وهي كما هيا
وقو شهودي بعد تحقيق ما أنا / بما هو واكشف لي به جهل ما بيا
وجلّ به ظلمات جهلي وغفلتي / فتسطع بالأنوار مشكاة ذاتيا
ويا رب يا رب اغتفر ما تجشّمَتْ
ويا رب يا رب اغتفر ما تجشّمَتْ / عبوديتي إذ لا تعاف المساويا
وخذ بيدي يا رب لا يربني / هواي فأردى في المهالك هاويا
ويا رب إن جاوزت طوري وغرني / بك الجهل مفتوناً بما لست راضيا
فما أسلمت وجهاً ولا أخلصت دعا / عبوديتي إلا لوجهك صافيا
ولا عرفت ربا إذا أخبتت له / سواك ونادته أجاب المناديا
وتلك خلال العبد يبطر ناعماً / ويجزع أما مسه الشر عافيا
أقم لي كمالي بالخضوع لعزة ال / ربوبية العظمى على نقص حاليا
فكوني عبداً فيك ذلي خالص / وسائر أطواري مقام فخاريا
وكوني عبداً قاهراً بك شهوتي / خلاصي واخلاصي وتحرير ذاتيا
بحولك ملكني تدابير عالمي / ولا تلق تدبيري لسوء اختياريا
على أنه لا حول عندي لذرة / لك الحول تقضي ما علي وما ليا
ويا مالك الأملاك ذا العز والبقا
ويا مالك الأملاك ذا العز والبقا / ء والمجد والآلاء والحمد وافيا
ومن يملك الأملاك في جبروتها / وما ملكت من ملكه ليس فانيا
ومن سبح العرش العظيم بحمده / وما فيه من خلق جهاراً وخافيا
ومن حكمة الأقدار تجري بحكمه / فما شاء من مقدوره كان جاريا
ومن حكمه عدل وفضل منزه / عن الظلم قطعاً كلما كان قاضيا
ومن ملكه لا ينقص المن شأنه / ولا تدرك الأوهام منه تناهيا
بطولك ملكني غنى غير نافد / وهب لي ملكاً مدة العمر كافيا
ووفر لي النعماء وافتح خزائن ال / مواهب وابسط لي ووسع ثرائيا
وصن بالغنى يا مالك الملك والرضا / صحيفة وجهي عن ذليل مثاليا
ولا تلق حاجاتي إلى غير قادر / على النزع والايتاء ما دمت باقيا
فلا خير إلا من يديك ولا غنى / لك الملك تؤتي الفضل تولي الأياديا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025