المجموع : 3
صَبابَةُ نَفسٍ لا تَرى الهَجرَ حالِياً
صَبابَةُ نَفسٍ لا تَرى الهَجرَ حالِياً / وَصَبوَةُ قَلبٍ ما تَرى الوَصلَ شافِيا
نَزَلتُ عَلى حُكمِ الصَبابَةِ وَالهَوى / فَصِرتُ أَرى لِلخَلِّ ما لا يَرى لِيا
وَلَولا الهَوى ما كُنتُ آمَلُ باخِلاً / وَأَحَمُ ظَلّاماً وَأَذكُرُ ناسِيا
وَمِن شَأنِهِ أَنّي إِذا ما حَضَرتُهُ / جَفاني وَسَمّاني إِذا غِبتُ جافِيا
عَلى أَنَّني أَنأى فَأَدنو تَذَكُّراً / وَلَستُ كَمَن يَدنو فَيَنأى تَناسِيا
وَيُعجِبُني حُبّي لَهُ وَصَبابَتي / إِلَيهِ وَإِمساكي عَلَيهِ وِدادِيا
فَلَو ظَنَّني أَسلوهُ لَم يَكُ هاجِراً / وَلَو خالَني أَنساهُ لَم يَكُ نائِيا
وَلَكِنَّ عِشقي في ضَمانٍ جُفونِهِ / فَيَأمَنُ سَلواني وَيَرجو غَرامِيا
وَقَفتُ عَلى يَحيى رَجائي وَإِنَّما
وَقَفتُ عَلى يَحيى رَجائي وَإِنَّما / وَقَفتُ عَلى صَوبِ الرَبيعِ رَجائِيا
إِذا ما اللَيالي أَدرَكَت ما سَعَت لَهُ / تَمَطَّيتُ جَدواهُ فَفُقتُ اللَيالِيا
إِذا غابَ جاءَ المُزنُ في الجودِ سابِقاً / وَإِن آبَ جاءَ المُزنُ في الجودِ تالِيا
إِذا الغَيثُ باراهُ ثَنى الغَيثُ مُقصِراً / أَوِ البَرقُ جاراهُ ثَنى البَرقُ كابِيا
فَتىً لَم نَزِنهُ بِالقَوافي وَإِنَّما / حَطَطنا إِلَيهِ كَي يَزينَ القَوافِيا
مِنَ الغُرِّ لاحوا أَشمُساً وَمَضوا ظُبىً / وَصالوا أُسوداً وَاِستَهَلّوا سَوارِيا
إِذا مَعشَرٌ في المَجدِ كانوا هَوادِيا / فَقيسوا بِهِ في المَجدِ عادوا تَوالِيا
رَأَيتَ جَمالَ الدَهرِ فيكَ مُجَدَّداً / فَكُن باقِياً حَتّى تَرى الدَهرَ فانِيا
غِنايَ غِنى نَفسي وَمالِي قَناعَتي
غِنايَ غِنى نَفسي وَمالِي قَناعَتي / وَكَنزِيَ آدابي وَزِيّي عَفافِيا
وَفَخرِيَ إِسلامي وَذُخري أَمانَتي / وَجُندِيَ أَشعاري وَسَيفي لِسانِيا
وَلي عَزَماتٌ كَالسُيوفِ قَواضِباً / إِذا عَنَّ خَطبٌ وَالحُتوفُ قَواضِيا
وَتَغشى صُدورَ النائِباتِ صُدورُها / كَما غِشِيَت سُمرُ العَوالي التَراقِيا
أَلا لا يَذُمَّ الدَهرَ مَن كانَ عاجِزاً / وَلا يَعذِلِ الأَقدارَ مَن كانَ وانِيا
فَمَن لَم تُبَلِّغهُ المَعالِيَ نَفسُهُ / فَغَيرُ جَديرٍ أَن يَنالَ المَعالِيا