المجموع : 7
رَعى اللَهُ مَلِكاً ما رَمَتني بِرَبعِهِ
رَعى اللَهُ مَلِكاً ما رَمَتني بِرَبعِهِ / مَرامي النَوى إِلّا بَلَغتُ مَرامِيا
فَتىً رَبَّني بِالمَكرُماتِ وَبَرَّني / وَأَصلَحَ ما بَيني وَبَينَ زَمانِيا
وَكَم حاجَةٍ حاوَلتُها مِن جَنابِهِ / وَأَلحَقتُ في قَولي لَهُ وَخِطابِيا
فَلَم يَلقَ إِلحاحي بِحُبٍّ وَإِنَّما / أَجادَ التَغاضي إِذ أَسَأتُ التَقاضِيا
لَيالي الحِمى ما كُنتِ إِلّا لَآلِيا
لَيالي الحِمى ما كُنتِ إِلّا لَآلِيا / وَجيدُ سُروري بِاِنتِظامِكِ حالِيا
فَرَنَّقَ مِنكِ الدَهرُ ما كان رَيَّقاً / وَكَدَّرَ مِنكِ البُعدُ ما كان صافِيا
وَقَد كُنتُ أَخشى مِن تَجافي أَحِبَّتي / فَلَمّا فَقَدناهُم وَدَدتُ التَجافِيا
وَمَن لي بِصَدٍّ مِنهُمُ وَتَجَنُّبٍ / إِذا كانَ مِنّا مَنزِلُ القَومِ دانِيا
لَقَد أَرسَلَت نَحوي الغَوادي مِنَ الحِمى / رَوائِحَ أَرخَصنَ الكِبا وَالغَوالِيا
وَما أَذكَرَتني سالِفاتُ عُهودِهِم / تُذَكِّرُ بِالأَشياءِ مَن كانَ ناسِياً
وَأَغيَدَ رَخصِ الجِسمِ كَالماءِ رِقَّةً / أُكابِدُ قَلباً مِنهُ كَالصَخرِ قاسِيا
كَثيرِ التَجَنّي لَستُ أَلقاهُ شاكِراً / عَلى مَضَضٍ إِلّا وَأُلفيهِ شاكِيا
يَقولُ إِذا اِستَشفَيتُ مِنهُ بِنَظرَةٍ / كَفى بِكَ داءً أَن تَرى المَوتَ شافِيا
وَيَعجَبُ مِنّي إِن تَمَنّيتُ عَتبَهُ / وَحَسبُ المَنايا أَن يَكُنَّ أَمانِيا
فَوا عَجَبا يُدعى حَبيبي وَإِن غَدا / يُجاوِرُ في سوءِ الصَنيعِ الأَعادِيا
كَما قيلَ لِلخَرمِ المَخوفِ مَفازَةً / وَلُقِّبَ أَصنافُ العَبيدِ مَوالِيا
وَلَمّا اِعتَنَقنا لِلوَداعِ وَقَد وَهَت / عُقودُ لَآلي نَحرِهِ وَمَآقِيا
فَحَلَّت عُقودُ الدَمعِ ما كانَ عاطِلاً / وَعَطَّلَ عَقدُ الضَمِّ ما كانَ حالِيا
وَكَم سِرتُ إِثرَ الظاعِنينَ مُصَيِّراً / هَوايَ دَليلاً وَالتَذَكَّرَ حادِيا
أَسيرُ وَمَن فَوقي وَتَحتي وَوُجهَتي / وَخَلفي وَيُمنايَ الهَوى وَشِمالِيا
فَما لي إِذا يَمَّمتُ في الأَرضِ وُجهَةً / وَصَرَّفتُ في أَهلِ الزَمانِ لِحاظِيا
تَضيقُ عَلَيَّ الأَرضُ حَتّى كَأَنَّني / أُحاوِلُ فيها لِاِبنِ أُرتُقَ ثانِيا
مَليكٌ إِذا شَبَّهتُ بِالغَيثِ جودَه / هَجوتُ نَداهُ وَاِمتَدَحتُ الغَوادِيا
يُعيدُ شَبابَ الشَيبِ مَرآهُ في النَدى / وَفي الحَربِ مَرآهُ يُشيبُ النَواصِيا
يُرينا النَدى في البَأسِ وَالبَأسَ في النَدى / فَيُنعِمُ غَضباناً وَيَنقِمُ راضِيا
كَبيضِ الظُبى تُردي القَتيلَ ضَواحِكاً / وَسُحبِ الحَيا تَروي الغَليلَ بَواكِيا
وَما لِيَ لا أَسعى بِمالي وَمُهجَتي / إِلى مَن بِهِ اِستَدرَكتُ روحي وَمالِيا
إِلى مَلِكٍ يَستَخدِمُ الدهرَ بَأسُهُ / وَيُرجِعُ طَرفَ الخَطبِ بِالعَدلِ خاسِيا
إِلى مَلِكٍ يُخفي المُلوكَ إِذا بَدا / كَما أَخفَتِ الشَمسُ النُجومَ الدَرارِيا
إِلى مَلِكٍ يولي الإِرادَةَ وَالرَدى / وَتَحوي المَنايا كَفُّهُ وَالأَمانِيا
بِوَجهٍ غَدا لِلشَمسِ وَالبَدرِ ثالِثاً / وَقَلبٍ غَدا لِلجَوهَرِ الفَردِ ثانِيا
وَعَزمٍ يُزيلُ الخَطبَ عَن مُستَقَرِّهِ / رَأَينا بِهِ السَبعَ الطِباقَ ثَمانِيا
وَشِدَّةِ بَأسٍ تَترُكُ الماءَ جامِداً / وَرِقَّةِ خُلقٍ تَجعَلُ الصَخرَ جارِيا
وَكَفٍّ تَشيمُ السَيفَ غَضبانَ ضاحِكاً / وَتَثنيهِ بَعدَ الكَرِّ جَذلانَ باكِيا
هُوَ الصالِحُ السُلطانُ وَالمَلِكُ الَّذي / يَعُمُّ الأَقاصي جودُهُ وَالأَدانِيا
جَوادٌ أَبادَ المالَ إِلّا صِيانَةً / مَخافَةَ أَن يُمسي مِنَ البَذلِ خالِيا
لَهُ قَلَمٌ إِن خَرَّ في الطِرسِ ساجِداً / يَخُرُّ لَهُ ذو التاجِ في الأَرضِ حاكِيا
إِذا ما مَشى يَوماً عَلى الرَأسِ موحِياً / إِلى مَلِكٍ وافى عَلى الرَأسِ ماشِيا
إِذا أَعلَمَتهُ كَفُّهُ خِلتَ أَنَّهُ / يَسُنُّ سِناناً أَو يَسُلُّ مَواضِيا
لَقَد حَسَدَ الأَقوامُ لَفظي وَفَضلَهُ / وَقَد غَبَطوا إِحسانَهُ وَلِسانِيا
غَداةَ تَجارَينا إِلى السَبقِ فَاِغتَدى / يَشيدُ المَعالي أَو أُجيدُ المَعانِيا
وَقالوا أَجَدتَ النَظمَ فيهِ أَجَبتُهُم / يُرى الزَهرُ أَنّى أَصبَحَ الغَيثُ هامِيا
فَيا مُحسِناً إِلّا إِلى المالِ وَحدَهُ / وَفي ذاكَ إِحسانٌ لِمَن كانَ راجِيا
فَذَلِكَ قَومٌ لَو مَدَحتُ صَنيعَهُم / لَظَنَّ الوَرى أَنّي أَعُدُّ المَساوِيا
رَعيتُ أُمورَ المُسلِمينَ بِهِمَّةٍ / رَأَيتُ بِها مُستَقبَلَ الأَمرِ ماضِيا
لَقَد عَجِزوا عَن أَن يَرَوا لَكَ في النَدى / مَدى الدَهرِ أَو عَنهُ مِنَ الناسِ ثانِيا
وَيومٍ أَعَدتَ الصُبحَ كَاللَيلِ عِندَما / حَجَبتَ ذُكا لَمّا أَجَلتَ المَذاكِيا
وَأَجرَيتَها قُبَّ البُطونِ تَخالُها / إِذا ما سَعَت تَحتَ العَجاجِ سَعالِيا
يُمَزَّقُ تَكرارُ الصِدامِ جُلودَها / فَتُكسى دَماً ما أَصبَحَ السَيفُ عارِيا
سَقَيتَ بِها الأَعداءَ كَأساً مِنَ الرَدى / غَداةَ غَدا كُلٌّ مِنَ الكَرِّ ظامِيا
جَعَلتَ الرَدى راحاً وَخَيلَكَ راحَةً / وَبيضَ الظُبى كَأساً وَعَزمَكَ ساقِيا
وَكَم قَد كَسَيتَ العِزَّ مِن جاءَ آمِلاً / إِذا ما مَشى في رَبعِ قُدسِكَ حافِيا
بَسَطتَ مِنَ المَعروفِ أَرضاً مَديدَةً / وَأَنبَتَّ فيها لِلحُلومِ رَواسِيا
وَإِنّي وَإِن فارَقتُ مَغناكَ مُخطِئاً / لَأَعلَمُ أَنّي كُنتُ في ذاكَ خاطِيا
فَكيفَ بِعادي عَن مَغانٍ أَلِفتُها / وَأَفنَيتُ عُمري بَينَها وَشَبابِيا
وَقَضيتُ فيها الأَربَعينَ مُجاوِراً / مُلوكَ البَرايا وَالبُحورَ الطَوامِيا
أَصيفُ وَأَشتو بَينَهُم فَكَأَنَّني / نَزَلتُ عَلى آلِ المُهَلَّبِ شاتِيا
بَذَلتَ لَنا ياذا المَكارِمِ أَنعُماً / تَسُرُّ المَوالي إِذ تَسوءُ المُعادِيا
وَلَولاكَ لَم تُعنَ المُلوكُ بِمَنطِقي / وَلا خَطَبوا مَدحي لَهُم وَخِطابِيا
وَلَولاكَ لَم يُعرَف مُسَمّايَ بَينَهُم / وَلا أَصبَحَ اِسمي في المَمالِكِ سامِيا
وَلاسِيَّما لَمّا رَأَونِيَ راغِباً / عَنِ الرِفدِ لا أُبقي مِنَ المالِ باقِيا
أَحيدُ عَنِ السُحبِ الَّتي تُرسِلُ الحَيا / وَإِن كُنتُ حَرّانَ الجَوانِحِ صادِيا
فَسَوفَ أُجيدُ النَظمَ فيكَ وَأَنثَني / إِلى النَثرِ إِن أَفنى النِظامُ القَوافِيا
وَأَشكُرُكُم ما دُمتُ حَيّاً وَإِن أَمُت / وَلَم أوفِهِ أَوصَيتُ بِالشُكرِ آلِيا
وَعَدتُم وَأَعطَيتُم مَدى المَطلِ حَقَّهُ
وَعَدتُم وَأَعطَيتُم مَدى المَطلِ حَقَّهُ / عَلى قَدرِهِ حَتّى سَئِمنا التَمادِيا
فَلَمّا تَقاضَينا بِشِعرٍ سَخِطتُمُ / وَقُلتُم غَدا بَعدَ المَدائِحِ هاجِيا
وَما كانَ ذاكَ الهُزءُ ظُلماً وَإِنَّما / يُذِكِّرُ بِالأَشعارِ مَن كانَ ناسِيا
فَإِن قُلتُمُ إِنّا ظَلَمنا فَلَم نَكُن / ظَلَمنا وَلَكِنّا أَسَأنا التَقاضِيا
تُلَفِّقُ كِذباً ثُمَّ تَأتي بِضِدِّهِ
تُلَفِّقُ كِذباً ثُمَّ تَأتي بِضِدِّهِ / إِذا سَأَلوا تَكريرَ ما كُنتَ حاكِيا
فَإِن كُنتَ قَوّالاً فَإِنَكَ كاذِبٌ / وَإِن كُنتَ كَذّاباً فَلا تَكُ ناسِيا
شَهِدتُ بِأَنّي عَبدُ مَغناكُمُ الَّذي
شَهِدتُ بِأَنّي عَبدُ مَغناكُمُ الَّذي / عَلى بابِكُم أَرضى حِجابَكُمُ عَنّي
فَإِن شَنَّعَ الأَعداءُ عَنّي بِضِدِّهِ / فَلا تَشهَدوا إِلّا بِمَسموعِكُم مِنّي
وقفت على ما جاءني من كتابكم
وقفت على ما جاءني من كتابكم / وكان لآلام القلوب مداويا
وهيج لي شوقا وما كان كامنا / وأذكرني عهدا وما كنت ناسيا
توق حدود الله لا يأت محرما
توق حدود الله لا يأت محرما / إذا شئت أن تحظى بجناته العليا
وإن أمكنت يوما من الدهر لذة / فخذها ولا تنس النصيب من الدنيا