المجموع : 4
وَمَرهَنَةٌ عِندَ الغُرابِ حَبيبَهُ
وَمَرهَنَةٌ عِندَ الغُرابِ حَبيبَهُ / فَأَوفَيتُ مَرهوناً وَخَلَفاً مُسابِيا
أَدَلَّ عَلَيَّ الديكُ إِنّي كَما تَرى / فَأَقبِل عَلى شَأَني وَهاكَ رِدائِيا
أَمِنتُكَ لا تَلبَث مِن الدَهرِ ساعَةً / وَلا نِصفَها حَتّى تَؤوبَ مُآبِيا
وَلا تُدرِ كَنكَ الشَمسُ عِند طُلوعِها / فَأَعلَقَ فيهِم أَو يَطولَ ثَوائِيا
فَرَدَّ الغُرابُ وَالرِداءُ يَحوزَهُ / إِلى الديكِ وَعداً كاذِباً وَأَمانِيا
فَأَيَّةِ ذَنبٍ أَم بِأَيَّةِ حُجَةٍ / أَدعُكَ فَلا تَدعو عَليَّ وَلالِيا
فَإِنّي نَذَرتُ حِجَةً لَن أَعوقَها / فَلا تَدعوَنيَّ دَعوةً مِن وَرائِيا
تَطيرتُ مِنها وَالدُعاءَ يَعوقَني / وَأَزمَعتُ حَجاً أَن أَطيرَ أَماميا
فَلا تَبتَئِس إِنّي مَعَ الصُبحِ باكِرٌ / أُوافي غَدَاً نَحوَ الحَجِيجِ الغَوادِيا
لِحُبِ اِمرِئٍ فاكَهتُهُ قَبلَ حِجَتي / وَآثَرتُ عَمداً شَأنَهُ قَبلَ شانِيا
هُنالِكَ ظَنَّ الدِيكُ إِذ دالَ دَولةٌ / وَطالَ عَليهِ اللَيلَ أَن لا مَغارِيا
فَلَمّا أَضاءَ الصُبحُ طَرَّبَ صَرخَةً / أَلا يا غُرابُ هَل سَمِعتَ نِدائِيا
عَلى وُدِّهِ لَو كانَ ثُمَّ مُجيبَهُ / وَكانَ لَهُ نَدمانَ صِدقٍ مواتِيا
وَأَمى الغُرابُ يَضرِبُ الأَرضَ كُلَّها / عَتيقاً وَأَضحى الديكُ في القِدِ عانِيا
فَذلِكَ مِما أَسهَبَ الخَمرُ لُبَّهُ / وَنادَمُ نِدماناً مِنَ الطَيرِ غاوِيا
وَما ذاكَ إِلاّ الديكُ شارِبُ خَمرَةٍ / نَديمُ غُرابٍ لا يَمَلُّ الحَوانِيا
إِلى اللَهِ أُهديَ مِدحَتي وَثَنائِيا
إِلى اللَهِ أُهديَ مِدحَتي وَثَنائِيا / وَقَولاً رَصيناً لا يَني الدَهرَ باقِيا
إِلى المَلكِ الأَعلى الَّذي لَيسَ فَوقَهُ / إِلَهٌ وَلا رَبٌّ يَكونُ مُدانِيا
وَأَشهَدُ أَنَّ اللَهَ لا شَيءَ فَوقَهُ / عَلِيّاً وَأَمسى ذِكرُهُ مُتَعاليا
أَلا أَيُّها الإِنسانُ إِياكَ وَالرَدى / فَإِنَّكَ لا تُخفي مِنَ اللَهِ خافِيا
وَإِياكَ لا تَجعَل مَعَ اللَهِ غَيرَهُ / فَإِن سَبيلَ الرُشدِ أَصبَحَ بادِيا
حَنانيكَ إِنَّ الجِنَّ كُنتَ رَجاءَهُم
حَنانيكَ إِنَّ الجِنَّ كُنتَ رَجاءَهُم / أَرى أَدينُ إِلَهاً غَيرَكَ اللَهُ ثانِياً
وَأَنتَ الَّذي مِن فَضلِ مَنٍّ وَرَحمَةٍ / بَعثتَ إِلى موسى رَسولاً مُنادِيا
فَقالَ أَعِنّي بِاِبنِ أُمَتي فَإِنَني / كَثيرٌ بِهِ يا رَبِّ صِل لي جَناحِيا
فَقُلتَ لَهُ فإِذهَب وَهرونَ فَاَدعو / إِلى اللَهِ فِرعَونَ الَّذي كانَ طاغِيا
وَقولا لَهُ أَأَنتَ سَويتَ هَذِهِ / بِلا وَتَدٍ حَتّى إِطمَأَنَّت كَما هِيا
وَقولا لَهُ أَأَنتَ رَفَّعتَ هَذِهِ / بِلا عَمَدٍ أَرفِق إِذاً بِكَ بانِيا
وَقولا لَهُ أَأَنتَ سَوَّيتَ وَسطَها / مُنيراً إِذا ما جَنَّهُ اللَيلُ هادِيا
وَقولا لَهُ مَن يُرسِلُ الشَمسَ غَدوَةً / فيُصبِحُ ما مَسَت مِنَ الأَرضِ ضاحِيا
فَأَنبَتَ يَقطيناً عَليها بِرَحمَةٍ / مِنَ اللَهِ لَولا اللَهِ لَم يَبقَ صاحِيا
وَقولا لَهُ مَن يُنبِتُ الحَبَّ في الثَرى / فيُصبِحُ مِنهُ البَقلُ يَهتَزُ رابِيا
وَيُخرِجُ مِنهُ حَبَهُ في رُؤَوسِهِ / وَفي ذاكَ آياتٌ لِمَن كانَ واعِيا
وَأَنتَ بِفَضلٍ مِنكَ نَجيِّتَ يونُساً / وَقَد باتَ في أَضعافِ حوتٍ لَيالِيا
وَإِنّي لَو سَبَّحتُ بِاِسمِكَ رَبَّنا / لَأُكثرُ إِلاّ ما غَفَرتَ خَطائِيا
فَرَبَّ العِبادِ أَلقِ سَيباً وَرَحمَةً / عَلَيَّ وَبارك في بَنِيَّ وَمالِيا
رُشِدَّتَ وَأُنعِمَت اِبنَ عَمرٍ وَإِنَّما
رُشِدَّتَ وَأُنعِمَت اِبنَ عَمرٍ وَإِنَّما / تَجَنَبتَ تَنوراً مِنَ النارِ حامِيا
بِدَيِنِكَ رَبّاً لَيسَ رَبٌّ كَمِثلِهِ / وَتَركُكَ أَوثانَ الطَواغي كَما هِيا
وَإِدراكُ الدينِ الَّذي قَد طَلَبتَهُ / وَلَم تَكُ عَن تَوحيدِ رَبِكَ ساهِيا
فَأَصبَحتَ في دارِ كَريمٍ مَقامُها / تَعَلَلُ فيها بِالكَرامَةِ لاهِيا
تُلاقي خَليلَ اللَهِ فِيها وَلم تَكن / مِن النارِ جَباراً إِلى النارِ هاويا