أأبكيك أم أبكي الندى والمعاليا
أأبكيك أم أبكي الندى والمعاليا / وارثيك أم أرثي جميل عزائيا
الا انه اليوم الذي كنت مشفقا / على المجد منه ان يجر الدواهيا
فقد أصبحت نفسي شعاعاً أضمها / إلي وتأبى النفس الا تفانيا
إذا ما غروب الدمع جفت من البكا / فذائب أحشائي يمد المئاقيا
وقد كان عيشي فيك يخضر يانعاً / فقد عاد دمعي فيك يحمر قانيا
تسابقني عند الرثاء مدامعي / فانظم من دمعي ولفظي اللئاليا
رأيتك قد افنيت صبري وسلوتي / وأودعتني حزناً مدى الدهر باقيا
وما أنا وحدي فقد فقدتك واحداً / بل افتقدت فهر نفوساً زواكيا
هوى من سماء الهاشميين نير / سنا ضوئه قد كان يجلو الدياجيا
وقد فقدت ابناء هاشم كلها / عماد علاها والعميد المحاميا
فأوحش ربع المجد من بعد ما جد / به كان ربع المجد يزهو مغانيا
تزاحمت الأيدي افتخاراً بحمله / وما حملت الا الندى والاياديا
يد تمسك الأحشاء خوف سقوطها / وتحمل اخرى نعشه المتعاليا
وكيف استطاعوا ان يسيروا بنشه / وقد حملوا طودا من الحلم راسيا
ولا غرو ان تروي الصعيد دموعهم / فمن راحتيه يحملون الغواديا
برزء علي القدر صفوت أحمد / جفون العلا والمجد باتت بواكيا
دعوتك ياغوث اللهيف فلم تجب / وكنت توافينا بلبيك داعيا
يعز على الأخاق والنجدة التي / وصفت بها ان لا تجيب المناديا
إذا فزع المكروب يوماً بلهفة / إليك رأى كهفا هنالك واقيا
تجرد من ماضي العزيمة مرهفا / يفل شباه المرهفات المواضيا
طويت من الدنيا ثمانين حجة / بنشر خصال تحمل النشر ذاكيا
فلله نفس كلما طال شأوها / من العمر لا تزداد الا مساعيا
فريد المزايا من صفاتك ناظما / فرائد كان الدهر فيهن حاليا
تواضعت حتى ايقن الكبر انه / يبحاول شأواً من معاليك نائيا
فما زال في حل التكبر سافلا / وما زلت في حال التواضع عاليغا
وكان لتقوى الله عندك موضع / تذود الهوى عنه فيصبح نائيا
فيا بطلا قد حارب النفس والهوى / فتحت فخذ مني إليك التهانيا
نهارك احسان وليلك طاعة / كفيتهما لله درك كافيا
ولو كانت الأقدار ترضى بفدية / وتبقى لارخصنا النفوس الغوالي
مضيت وآثار الفعال خوالد / فحاشاك يا كنز الفوائد فانيا
إذا المرء ابقى في الزمان محامداً / وان فنيت أيامه كان باقيا
سقت سحب الرضوان ولطف والرضا / ضريحا به قد حل جسمك ثاويا
حوى الفضل والمعروف والنسك / والحجى فقدس قبراً للمكارم حاويا