ذري القلب يطوي حبّه ويواريه
ذري القلب يطوي حبّه ويواريه / ذريه فقد أقصى هواك أمانيه
ومن كفّك الصهباء صاب فاترعي / عدمتك كأسي واغربي لا تديريه
فلست على الحب القتيل بآسف / فحبّ كهذا لا تطاق مساويه
ولست على أمسي وغرسي بنادم / وتبّا لقلبٍ كاذب الحبّ يغريه
دعيني وهاتي يا هلوك رسائلي / فإنّ ربيب الإثم خابت مساعيه
وهاك الذي بالأمس كنت أضمه / إلى مهجتي الحرى وكنت أفدّيه
خذيه ففي طيّاته لك صورة / ودمع وبعض الدمع خرسٌ معانيه
ولي في يا أفعى دموع بعيد ما / أثار ابن جنبي فارعوى ما سأخفيه
ويا شبح الموت اذهبي وتصيّدي / عسى ولعلّ السهم يودي براميه
حنانيك يا ساقي الطلا أصبابة / تبلّ الصدى والحيّ عطشان شاديه
إذن هات هاتيك الزجاجة واسقني / ومثلي مدين بالحياة لساقيه
أغثني ففي روحي لحون حبيسة / وفي الصدر ما فيه أغثني لأبديه
ويا أيها اللاحي وكأسي في يدي / منار لنفسي وهي تحبط في التيه
أأترك كأسي والفؤاد ربيبها / وهيهات ينسى القلب فضل مربيه
أربّ الرفيق الجزل ألف تحيّة / ومثلك من أعماق قلبي أحيّيه
وأرفع إعجابي وشكري خالصا / له واعترافي صادقا وأهنّيه
ومثلك أهديه القريض مهذّبا / ولم لا وأنت الراقصات قوافيه
تغّنيت في الوادي فاسكرت نشأه / وأطربت دانيه ورقّصت قاصيه
ورحت على الأحلام في الروض نائحا / فأبكيت في فصل الربيع قماريه
وبتّ تبثّ الوجد والشوق زهره / فيلقي الضحى والدمع ملء مآقيه
وكم نبّهت شكواك في الدوح بلبلا / فشاطرك الشكوى ونارك تكويه
وكم لك من وجدانك الحيّ صرخة / بعثت بها ميتا وأيقظت ما فيه
وكم عبرة أرسلتها إثر عبرة / لمست بها جرحا تناساه آسيه
وكم لك من أغنية شفت الصدى / ومثلك عبد اللَه تشفي أغانيه
فتى الهاتفات الواثبات شواديا / ويا من بأفق الفنّ لاحت دراريه
فديتك طال الصمت والركب حائر / وخارت قوى حاديه مذ تاه هاديه
بربّك أطلقها لحونا مثيرة / تحرك في القلب الشعور وتذكيه
فكم صغتها والدر صعب مناله / عقودا بها الوادي فخور براميه
عقودا بها باهي النجوم وصانها / وما كل غوّاص تصان لآليه
أخي كم دعاني الشعر والفكر شارد / فلم أستطع والآن لبيت داعيه
فمن غور قلبي هاكها عسكريّة / مجنّحة والشاعر الحرّ أهديه