وزاكية قد كض أحشائها الطوى
وزاكية قد كض أحشائها الطوى / تعاني السرى ليلاً وتطوي الفيافيا
تنادي بصوت زلزل الكون شجوه / وأوهى الجبال الشامخات الرواسيا
أخي يا حمى عزي إذا الدهر سامني / بقارعة شجواً تشيب النواصيا
فما كنت أخضى أن أراع بحادثٍ / يجر إلى القارعات الدواهيا
وكانت بك الأيام بيضاً فأصبحت / بفقدك يا شمس الوجود لياليا
لقد كنت أهوى أن أشاطر الردى / ولكن قضى الرحمن دون مراديا
قضى اللَه أمراً بالذي قد مضى به / وكان قضاء اللَه بالأمر جاريا
فلو أن قرماً يفتدي بمنيةٍ / لأرخصت الأقدار ما كان غاليا
أقلب طرفي حيث لم أز من بني / نزارٍ كفيلاً أو ولياً وحاميا
وتقتادنا آل الدعي حواسراً / طوايا الحشا ذبل الشفاه ظواميا
كأنك لم تول الجميل ولم تنل / جزيلاً ولم تطلق من الأسر عانيا
سأبكيك حتى يرتوي عاطش الثرى / بصيب دمعٍ ليس ينفك جاريا
وإن كان لا يجدي البكاء ولم يعد / على الأسا من ذلك العهد ماضيا
وقد حق لي حزناً أذيب حشاشتي / فتسكبها عيني دموعاً جواريا
ألا أيها الناعي يقتل ابن فاطم / أأسمعت أم أصممت ويحك ناعيا
رويدك ما أبقيت للجود مطعاً / ولا لذوي الحاجات في الناس راجيا
نعيت في الزهراء أفلاذ قلبها / وأدميت منها مقلة ومآقيا