المجموع : 7
إِلَيك رَسول اللَه وَجَهت وَجهتي
إِلَيك رَسول اللَه وَجَهت وَجهتي / وَأَنزلت حاجاتي بأعتابك العُليا
رَجَوتُك مِعواناً فَهَل أَنتَ خاذل / رَجا لائذٍ يا نصرة الدين وَالدُنيا
وَقَد كَفل المَولى جِوارك مَيِّتاً / كَما كُنت جاراً يُستجار بِهِ حَيّا
عَوائدك الغرّاء إِن لَم توفنا / فَمُرْنا لنبكي الجاه وَالدين وَالوَحيا
وَمُرْنا بِمَن نَرجو النَدى مِن يَمينه / إِذا كُنت يا بَحر العَطا تَمنع السقيا
لَكَ الغَوث هَل نَبَّهتُ إِلا مُنائيا
لَكَ الغَوث هَل نَبَّهتُ إِلا مُنائيا / وَهل جُبتُ إِلا القاصيات الفَيافيا
وَنحتُ فَهل ناديتُ إِلّا الصَدى وَقَد / بَكَيتُ فَهل أَبكيتُ إِلّا الغَواديا
وَردّدتُ مِن ذكرى الأَحبة وَالحِمى / نسيّاً فَما أَجدى وَجدّد باليا
وَهمتُ بشوقٍ لَستُ أَدري مكان مَن / لَهُ الشَوق أَو يَدري حَبيبٌ مكانيا
كَأَني إِذ ناديتُ فكريَ دالجٌ / أَضل الصَدى مسراه فَارتدّ باكيا
تَقاسَمُني الأَيّام حَتّى كَأَنَّني / منايا المنايا أَو أَماني الأَمانيا
تَمدُّ يدَ الشَنعاء نَحوي وَإِنَّما / أُصانعها دَفع المَوالي المواليا
أَتجهل أَني غرّة في جَبينها / وَقَد علمت أَني مَتى جرتُ عاديا
سَيكشفها عَني اعتصامٌ وَهمةٌ / وَصبرٌ يَردّ الدَهر حيران شاكيا
وَأَيّ فَتى والته مني عَزائمٌ / كَفته العَنا أَن يَستمدّ اليَمانيا
وَللنفس غايات وَللدهر آخر / وَكلّاً نَرى مَجهولة الكنه ما هيا
فَلا يَرجع الماضي وَلا الحال نَرتَضي / وَلا هوَ قَد يَبقى وَلا نَدري آتيا
ففيم العَنا يا نَفس وَالكُل زائل / وَفيم الهَوى وَاللاهي أَصبَح ناهيا
كَفى ما جَرى لِلّه ما زين الصبا / وَلِلّه هاتيك الليالي الخَواليا
فَكَم مَتعتنا مِن غَرير وَغادة / وَنلنا وَلاطفنا نَديماً وَساقيا
فرب مهاة بات يَرعى كناسَها / هزبرٌ دَعتهُ صَولَتي فَاِندَهى لِيا
وَرب هلال بات في مَطلَع السَما / تَناولته عَفواً فشرّف ناديا
وَقصر كَوِكنِ النسر أَمّا طَريقه / فَحزنٌ وَأَما نيله جدُّ نائيا
بربَّتِه وَفّيتُ للنفس حَقَّها / بَلى وَاغتَصَبتُ الغادرات اللياليا
وَكُلّاً أَراه وَالغواية تَنجلي / صَفا لعيوني ثُمَّ أَصمى فُؤاديا
خليليّ غَربُ العَينِ ما زال هاميا
خليليّ غَربُ العَينِ ما زال هاميا / وَإيماضُ برقِ الحَيِّ بعضُ اضطراميا
خليليّ غَربُ العَين دُون مسلسلي / وَهَيهاتَ أَروي بِالأَكُفِّ الغَواديا
خَليليّ غَربُ العَين مِنكُم أَضرّ بي / فحتام بَعد الوَصل يُدني التَنائيا
خليليّ غَربُ العَين أَضنى تجلدي / وَلَكنني ما عَنكُمُ الدَهرَ ساليا
خليليّ غَربُ العَين أَنتُم وَإِنني / لَأَهوى وَقَلبي ما بِهِ لَيسَ خافيا
خَليليّ غَربُ العَين من بَعض أَدمُعي / يُرَوّي جنان الحُسن وَالقَلب صاديا
خليليّ غَربُ العَين يحمل آنةً / وَلَكن إِذا ما دامَ هال الرَواسيا
خليليّ غَربُ العَين هَل كانَ ودّكم / وَإِلا فإني خلت سحباً غَواديا
سمعتُ ندا داعي الهَوى فأجبتُه
سمعتُ ندا داعي الهَوى فأجبتُه / وَكان سماعي دَعوةَ الحُبِّ داعيهْ
مَليكة حسنٍ أَصبح القَلب ملكَها / بِهِ غَنيت عَن وصلتي فهيَ غانيه
أَبحتُ لَها مَأوى الضَمير فحرّمت / عَلَيهِ سِواها وَهِيَ تعلم ما بيه
عجبت لَها كَيفَ استباحت حشاشَتي / فَباحَ لَها عَن مُضمَرِ الأمرِ حاليه
وَهانَ هَواها غَير صدّ وَمنعة / تسرّ التَداني وَالتَنائي عَلانيه
نسيم الصبا إِن جزتَ للحب وادياً
نسيم الصبا إِن جزتَ للحب وادياً / نعمتُ بِهِ فانشد لديهِ فؤاديا
تُرى قام ساقيها وَطافت كؤوسها / وَزينت الندمانُ تلك النَواديا
وَبلِّغ سلامي يا نسيمُ معاهداً / قضيتُ الهَوى فيها وَصافي زَمانيا
فَيا طالما بالحيّ وَالجَمع آهلٌ / عَلى قطب أَفكاري أَدرتُ اللياليا
وَيا طالما والت وولّت لذائذٌ / وَرعتُ المَنايا إذ قنصتُ الأَمانيا
وَيا طالما أَحسنت ظَني وَلم أَقل / سَيسلبُ ما أَعطى الزَمان مراديا
فَما كدت أَبسط للتمتع راحة / هَنيهة إِن ودّعت ما كُنت راجيا
أَيا واقفاً بِالدار بَعدَ ارتحاليا
أَيا واقفاً بِالدار بَعدَ ارتحاليا / عَليكَ سَلامُ اللَه بَلِّغ سَلاميا
وَقبِّل رسوم الحيّ عَني وَقُل لَهم / رَعى اللَه أَياماً لَنا أَو لياليا
فَلي فيهِ أَحبابٌ قَضى الدَهر بَيننا / وَصَرفُ اللَيالي غبّرت بعدُ حاليا
رَحلنا ليجفى الأنس بَعد رحيلنا / وَيا طالما أَمّلتُ لَو كانَ باقيا
مَنازلُ جيرانٍ إِذا مرّ حاملي / عَلَيهِ بَدا مني إليها مناديا
فَقال سَقاك اللَه يا معهد الهَوى / وَيا منزل الأَصحاب أَين صحابيا
زَمانك لا يرضيك في كُلِّ حالة
زَمانك لا يرضيك في كُلِّ حالة / فعش يا فتى ما بين جمع وَفُرقةِ
وفرحٍ وأحزانٍ وأنسٍ ووحشةٍ / وفرصةِ تغريرٍ وتبريحِ غصةِ
ولا ترتجي صفواً يَدوم فإنه / جهولٌ فتىً بالدعر أَحسنَ ظنه
فمن رام صفواً منه يَوماً وَظَنَّه / سيغتالُه بالفرحِ ما يبدى حزنه
صفاءٌ قليلٌ في ليالٍ يسيرةِ /
فلا تبتسم إن شمتَ دهرك يبسمُ / فقد تنقضي الغاياتُ والجمعُ يهزمُ
فرب ليالٍ بتَّ بالأنس تغنمُ / دَهتك عواديها بما لستَ تعلمُ
وكم من سرور كان أصل البليةِ /
متى الدهر وافى أو متى قيل حسَّنا / فَسَرَّكَ إلا كرَّ يوما فأحزنا
فإن كان ما يبقى سيدركه الفنا / وإن الفنا حتمٌ على الناس قبلنا
فماذا الَّذي نرجو بعيش ووصلة /