القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِسْماعِيل صَبْري باشا الكل
المجموع : 3
تَدَفَّق دُموعاً أَو دَماً أَو قَوافيا
تَدَفَّق دُموعاً أَو دَماً أَو قَوافيا / مَآتِمُ أولى الناسِ بِالحُزنِ هاهِيا
أَيَجمُلُ أن تُنعى الفَضائلُ لِلوَرى / وَلم تكُ في الباكينَ وَيحكَ باكِيا
اغَرَّكَ من بَعضِ اللَيالي سُكونُها / فَبِتَّ قَريراً ناعِمَ البالِ هانيا
لقد سَكَنَت لكن لِتُرهِفَ لِلوَغى / دقائِقَ من ساعاتها وَثوانيا
إلا إِنَّ بينَ الكاسِ والفَم فُرجةً / لِرَكضِ عظيماتٍ تُشيبُ النَواصِيا
فنَبِّه رَقيقاً من حِذاركَ كلَّما / رَأَيت بِأطرافِ الفُؤادِ أمانيا
محمدُ دورُ العِلمِ كانَت أَواهِلاً / بِفضلِكَ ما بينَ الأَنام زَواهِيا
فَصَبَّحَها إِلّا من الحُزنِ وَالأَسى / عَليكَ القَضاءُ المُستَبِدُّ خواليا
فَما لِلرَدى لا باركَ اللَهُ في الرَدى / أَحالَ بَشيرَ الأَمسِ في الكَونِ ناعِيا
بِرَغمِ الحجا وَالمجدِ أَن مسَّك البِلى / بِسوءٍ فَأَضحى عودكَ الصُلبُ ذاوِيا
وَأَن أُقفِلَ البابُ الذي كنتَ عندَه / تُقابِلُ مَلهوفا وَتَرصُدُ شاكيا
محمَّدُ من لِلدّين يحرُسُ حَوضَه / وَيَدرَأُ بَينَ الناس عنه العَواديا
تعرَّضَ قَومٌ لِلكتابِ وَأَثخَنوا / صراحَتَه شَرحاً عن القَصدِ نائِيا
فَأَرسَلتَ فيهِ نَظرَةً نَفَذَت إلى / صَميمِ مُرادِ اللَهِ إِذ قُمتَ هاديا
وَوَفَّقتَ بين الشَرعِ وَالعَقلِ بَعدَما / قد اعتَقَد الإِلفانِ أَلّا تَلاقيا
وَرُبَّ أُناسٍ حارَبوا دينَ أحمدٍ / فَثرتَ عليهم ثَورَةَ اللَيثِ عادِيا
وَقَفتَ وَأَقلامُ الغوايَةِ شُرَّعٌ / وَأقلامُ أهلِ الحقِّ تَرنو سواهيا
وَأَفحَمتَ بِالبُرهانِ كلَّ مُناضِلٍ / لو انَّك لم تَغضَب لَزادَ تَمادِيا
فَفاءُوا إلى الحُسنى ولو لَم تَحُجُّهُم / لَعادَت زَئيراً صَيحَةُ القَومِ داوِيا
هنيئاً لهُم فَليَحملوا حَمَلاتِهم / فقد أَصبحَ المَيدان بعدَكَ خالِيا
محمدُ وَفَّيتَ المُروآتِ حقَّها / وَقمتَ إِليها في حياتِكَ داعِيا
وَعلَّمتَ أهلَ العُرفِ في العُرفِ أوجُهاً / لها غُرَرٌ مَشهورَةٌ ومعانِيا
وَعالَجتَ أمراضَ القُلوب بحكمَةٍ / تَرى ظاهراً مِن خَلفِها البُرءَ صافِيا
وَأَودَعتَ في الطلّابِ أجزاءَ مُهجَةٍ / تَرى العِلمَ إِن لم يَعلُ بالمرءِ هاذِيا
مَناقِبُ إن عُدَّت تَضَوَّعُ بَينَنا / كَأنّا اتَّخَذنا ساحةَ الرَوضِ نادِيا
ألا نَم معَ الأَبرارِ في الخُلدِ ناعِماً / فكم بِتَّ فينا ساهِرَ العَزمِ عانِيا
جُزيتَ عن الإِسلام ما أنتَ أهلُه / فقد كُنتَ سَيفاً في يَدِ الحَقِّ ماضِيا
أجَل أنا مَن أَرضاكَ خلّاً مُوافِياً
أجَل أنا مَن أَرضاكَ خلّاً مُوافِياً / وَيُرضيكَ في الباكين لو كنتَ واعِيا
وَقلبِيَ ذاك المَورِدُ العَذبُ لم يَزَل / كَما ذُقتَ منه الحبُّ وَالوُدَّ صافِيا
سِوى أَنَّه يَعتادُه الحُزنُ كلَّما / رَآكَ عن الحَوضِ المُهَدَّدِ نائِيا
وَيَعثُرُ في بعض الخُطوب إذا مشى / إلى بعض ما يَهوى فَيرجِعَ دامِيا
وَإِن رامَهُ سِربُ المَسَرّاتِ لم يَجِد / مَحَلّاً بهِ من لاعجِ الهَمِّ خاليا
أَلا عَلِّلاني بِالتَعازي وَأَقنِعا / فُؤاديَ أَن يَرضى بهِنَّ تَعازِيا
وَإِلّا أَعيناني على النَوحِ وَالبُكا / فَشَأنُكما شَأني وما بِكُما بِيا
وَما نافِعي أن تَبكيا غيرَ أنّي / أُحبُّ دموعَ البِرِّ والمرءَ وافِيا
أَيا مصطفى تَاللَهِ نَومُكَ رابَنا / أَمِثلُكَ يَرضى أن ينامَ اللَياليا
تكلَّم فَإنَّ القوم حولَكَ أطرَقوا / وَقُل يا خطيبَ الحيِّ رَأيَكَ عالِيا
لقد أوشَكَت من طولِ صَمتٍ وَهجرَةٍ / تخالُكَ أعوادُ المَنابِرِ فانيا
وَتَبكيكَ لولا أنَّ فيها بَقِيَّةً / تُعَلِّلها من ذلك الصَوتِ داوِيا
فهَل أَلَّفَت ما بَينَ جَفنِكَ والكَرى / مُحالَفَةٌ أم قد أَمِنتَ الأَعاديا
فَقَدناكَ فُقدانَ الكَمِىِّ سِلاحَه / وَسارى الدِياجي كَوكَبَ القُطبِ هادِيا
وَبِتنا وَدَمعُ العَينِ أندى خَمائِلاً / وَأكثرُ إسعافا منَ الغَيثِ هاميا
وَلَولا تُراثٌ مِن أمانيكَ عندنا / كريمٌ بَكَينا إذ بَكَينا الأَمانيا
طَواكَ الرَدى طَيَّ الكتابِ تَضَمَّنَت / صحائِفهُ من كلِّ فخرٍ معانِيا
مَضاءٌ إذا البيضُ انتَمَت لِأُصولِها / غَضِبنا إذا سَمّاكَ قومٌ يَمانِيا
وَرَأيٌ يُجَلّى اليَأسَ واليَأسُ ضارِبُ / عَلى الأُفقِ ليلا فاحمَ اللَونِ داجِيا
إِذا ما تَقاضَينا وَلم تَكُ بيننا / ذَكَرناهما حتّى نُجيدَ التَقاضِيا
فَلَيتكَ إذ أَعيَيتَ كلَّ مُساجِلٍ / قَنِعتَ فَلم تُعيِ الطَبيبَ المُداوِيا
وَلَيتَكَ إذ ناضَلتَ عن مصرَ لم تُفِض / مع الحِبرِ قلباً يعلمُ اللَهُ غالِيا
لَقد ضاع إخلاصُ الطبيبِ وَحِذقُه / سُدىً فَبَكى الفخرَ الذي كان راجِيا
ولم تَنتَهِز تلك العَقاقيرُ فُرصَةٌ / تُرى الناسَ فيها فضلَ بُقراطَ بادِيا
يَحيّيك سَيفاً باتَ في التُربِ مُغمَداً / تَقَلَّدَه فيما مَضى الحقُّ ماضِيا
أداعي الأسى في مصر ويحك داعيا
أداعي الأسى في مصر ويحك داعيا / هددت القوى إذ قمت بالأمس ناعيا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025