القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو حَيّان الأندَلـُسي الكل
المجموع : 3
سَكِرتُ وَلَكن مِنكَ بِالمقلةِ النَشوى
سَكِرتُ وَلَكن مِنكَ بِالمقلةِ النَشوى / فَقَلبي لا يَختارُ عَن سُكرِهِ صَحوا
وَلذَّ ليَ الوَجدُ المُبَرِّحُ في الَّتي / أَمرَّ بِها عَيشي وَقَد كانَ لي حُلوا
وَقَد مَلأَت كُلّي بِبَعضِ جَمالِها / فَما لِسواها فيَّ مِن مَوضِعٍ خُلوا
وَعُلِّقتُها سَمراءَ أَمّا قَوامُها / فَللسُمرِ وَالأَلحاظِ للشادِنِ الأَحوى
تَفوقُ سَنىً شَمسَ الضُحى وَهِلالها / وَلِم لا وَلم تَخشَ كُسوفاً وَلا محوا
تُغازِلُني مِنها جُفونٌ نَواعِسٌ / يُؤثّرنَ في أَجفانِيَ السُهد وَالشَجوا
عَجِبتُ لَها إِذ نَلتَقي لا تَكَلُّمٌ / يَكونُ وَتَدري ما يرادُ مِن الفَحوى
وَتُعرِبُ عَما قَد أَكَنَّت نُفوسُنا / بِلَحنٍ وَلَم تَقرَأ كِتاباً وَلا نَحوا
تَرى مُقلةَ المَحبوبِ تَقرَأُ أَطرُفاً / مِن الحُبِّ قَد لاحَت بِصَفحَةِ مَن يَهوى
يُناجي ضَميري بِالمُرادِ ضَميرَها / فَيا لُطفَ مَعنىً انتجت تِلكُم النَجوى
وَأَشكو لَها وَجداً قَديماً حَديثُهُ / فَتُصغِي وَلَكن لا تُزيلُ لَنا الشَكوى
مِن التُركِ لَم تَرتَع بِأَكنافِ حاجِرٍ / وَرَضوى وَلم تَرتَع بِنَجدٍ وَلا حُزوى
وَلَكن إِلى خاقانَ يُعزى نِجادُها / وَفي مِصرَ مَرباها وَفيها لَها مَثوى
أَلَخصاءَ طَرفٍ هَل لِقَلبي مخلَصٌ / إِلى وَجنَةٍ أَضحَت لَنا جَنَّةَ المَأوى
لَئِن مُنِعَت مِنّا زَماناً فَطالَما / لَنا مُنِحَت نَجني بِها كُلَّ ما نَهوى
وَنَرشِفُ مِن تلكَ الثَنايا مُدامَة / وَنلثِمُ من غَضِّ الجَنى لَعَساً حُوّا
سَرى الجَوهرُ العُلويُّ للعالمِ العُلوِي
سَرى الجَوهرُ العُلويُّ للعالمِ العُلوِي / وَأُسكِنَ بَطنَ الأَرض مَستودَعَ السّلوِ
وَعُطِّلَ بَيتُ العِلمِ وَالدينِ وَالحِجا / مِن الذكرِ وَالقُرآنِ وَالفقهِ وَالنَحوِ
وَقَد كانَ مَعموراً بِسُنَّةِ أَحمَدٍ / فَها هُوَ ذا مِن بَعدِ أُنسٍ بِها مُقوي
وَكانَت نُضارٌ فيهِ شَمساً منيرةً / فَعوجِلَ ذاكَ النُورُ بِالكَسفِ وَالمَحوِ
فَتاةٌ كَأنَّ الحسنَ خُيِّرَ أينَ مَن / يَحِلُّ بِها فاختارَها طالبُ البَأوِ
جَرى الناس شَأواً للمعالي وَقَصَّروا / وَجاءَت نُضارٌ فيهِ سابِقَة الشَأوِ
وَما لنضارٍ في البَناتِ نَظيرةٌ / لَفاقَت بَناتَ الناسِ في الحَضرِ وَالبَدوِ
سَلامٌ عَلى ذاكَ الشَبابِ الَّذي لَها / تَرَدّى رِداءَ العلمِ وَالدينِ وَالسّروِ
سَلامٌ عَلى فَخرِ البَناتِ الَّتي غَدَت / لداتٌ لَها تزهى بِها أَيَّما زَهوِ
يُعَظِّمنَها إِمّا حَلَلنَ بِمُنتَدىً / فَيجلِسنَ سُفلاً وَهيَ تَجلِس في البَهوِ
يُقَبِّلنَ مِنها الردنَ عِظماً لِشأنِها / فَتُلقي لَهُنَّ الدُرَّ مِن مَنطِقٍ حُلوِ
أَبَعدَ نُضارٍ أَبتَغي صَفوَ عِيشَةٍ / وَقَد كُدِّرَت يا بُعدَ عَيشي مِن الصَفوِ
لَقَد أَشرَبَت قَلبي وَطَرفي وَمَسمَعي / وَما ليَ مِن فكرٍ وَما ليَ مِن عُضوِ
وَإِنّي مَعمورُ الزَمانِ بِشَخصِها / يمثل لي في الأَمسِ وَاليَومِ وَالغدوِ
وَعاهدتُ أَنّي لا أَزالُ إِزاءَها / مُقيماً كَئيباً دائمَ الشَوقِ وَالشَجوِ
إِلى أَن تُوافيني شَعوبُ فَنَرتَقي / مِن الوَهدَةِ السُفلى إِلى العالمِ العُلوي
لَئِن كانَ غَيري قَد سَها عَن حَبيبِهِ / فَما أَنا يَوماً عَن نُضارَ بذي سَهوِ
وَإِن كانَ سَكرانٌ مِن الحُبِّ قَد صَحا / فَإِنّي سَكرانٌ وَما لي مِن صَحوِ
سَقى رَوضَةً حَلَّت نُضارُ قَرارَها / مُغِبّ مِن الغُرِّ الغَوادِي بِلا صَحوِ
وَلا زالَ رَيحانٌ يُظِلُّ ضَريحَها / فَما رَوضَةٌ تَحوي كمثلِ الَّذي تَحوِي
أَيا مانِحي الحَلواءَ جُوداً وَمانِعي
أَيا مانِحي الحَلواءَ جُوداً وَمانِعي / عَلى بُخلٍ أَحلى وَأَشهى مِن الحَلوى
رُضابٌ حَكَتهُ الراحُ طَعماً وَنكهَةً / وَإِن لَم تَذُقهُ الروحُ راحَت بِهِ نَشوى
وَإِنّي وَلَو ذاقَتهُ دامَ اِنتِشاؤُها / إِلى الأَجَلِ المَحتومِ لا تَبتَغي صَحوا
وَقَد كُنتُ أَسلو لَو يَمُنُّ بِرَشفَةٍ / فَلا هُوَ ذُو مَنٍّ وَلا أَنا ذُو سَلوى

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025