المجموع : 3
أبا جعْفَرٍ إنّ الثّقيلَ الذي ثَوى
أبا جعْفَرٍ إنّ الثّقيلَ الذي ثَوى / بمَضْرِبِنا قدْ أعْجَلَتْهُ يدُ النّوى
وكمْ كَذَبَتْ عنْدَ السُرَى عزَماتُهُ / كما أحْدَثَ الإنسانُ منْ بعْدِ ما نَوى
وقدْ أمْكَنَتْنا خَلْوَةٌ فابْتَدِرْ لَها / تَبثُّ بِها شكْوَى الصّبابةِ والجَوى
على أنّ ظنّي فيكَ أنّ رَفيقَهُ / تحمّلَ منْكَ القلْبَ في شرَكِ الهَوى
ووالَى علَيْهِ منْ فُتورِ لحاظِهِ / كُؤوسَ الهوَى حتّى تملأ وارْتَوى
وكمْ حيلةٍ أضْمَرْتَ في غسَقِ الدُجى / زجَرْتَ لَها داعي الغَرامِ فما ارْعَوَى
سمَوْتَ بِها بيْنَ المضارِبِ موْهِناً / كما انْسابَ صِلُّ الماءِ في الماءِ والتَوى
فلَوْلاً عُيونٌ في الخِيامِ سَواهِرٌ / دبَبْتَ فسُدَّتْ منْ مَضارِبِها الكُوَى
لقضّيْتَ منْهُ حاجةً لوْذَعيّةً / وبرّدْتَ منْ نارِ الحَشا لاعِجاً كَوى
لَوى وعْدَهُ لمّا طمِعْتَ بوصْلِهِ / وكمْ موْعِدٍ منْ قبْلِ ذلِكَ قد لَوَى
فأصْبحْتَ في هَذا المحَصَّبِ ثاوِياً / وسارَ فكَمْ بيْنَ المحَصَّبِ واللِّوى
فصَبْراً لعلّ الدّهْرَ يعْدِلُ حُكْمُهُ / وقدْ ذُقْتَ هذا الصّدَّ فانْتَظِرِ الدّوا
بَقيتَ رِياضاً للمَحاسِنِ والنُّهَى / إذا صوّحَ الرّوْضُ المؤرَّجُ أو ذَوَى
يَميناً بنورِ الفجْرِ يوْماً إذا بَدا
يَميناً بنورِ الفجْرِ يوْماً إذا بَدا / وبالنّجْمِ في جوِّ السّماءِ إذا هَوى
لقدْ شِدْتَ رَبْعَ النّظْمِ بعْدَ دُروسِه / وأحْيَيْتَ منْهُ سفنّةً وافَقَتْ هَوى
وأنّسْتَ نفْساً طالَما لقِيَتْ بِها / صُروفُ اللّيالي في مُصاحَبَةِ النّوى
وأتْحَفْتَ بالدُرِّ الذي مَنْ يفُزْ بهِ / على كلِّ ذُخْرٍ في الوجودِ قدِ احْتَوى
خَلا أنّ دَعْوَى منْكَ غيْرُ صحيحةٍ / أتَتْ ضِدَّ ما أخْفَى الفُؤادُ وما نَوى
ويُكْذِبُها الحِسُّ الذي مَنْ يرُدُّهُ / فللجَهْلِ أصْغى أو إلى أهْلِهِ انْضَوى
إذا خبَرٌ ضُمّتْ إليه قَرينَةٌ / حكَمتَ بظنٍّ ليْسَ بالواهِنِ القُوَى
وزُهْدُكَ في الأنْثى شَهيدٌ مُثبِتٌ / وما ضَلّ مَنْ بالحَقِّ جاءَ ولا غَوى
وما قُلْتُ بيْتاً منْ نَسيبٍ مُشَبِّباً / بغانِيَةٍ أو بتَّ منْهُ علَى جَوى
إذا ما ذكَرْنا مَنْ يَهيمُ بغادَةٍ / ذُكِرْتَ فنَسْتَثْنيكَ منّا بِما سِوى
أتَقْعُدُ عنْ قاضِي القُضاةِ ابْنِ أكْتَمٍ / وعنْ حسَنٍ منْ بعْدِ ما نشَرَ اللِّوا
وأنتَ الذي شمّرْتَ في شدِّ أزْرِهِ / عنِ السّاعِدِ الأقْوى لتَنْشُرَ ما طَوى
فكمْ مُرْهَفِ العِطْفِ انْتَضى اللحْظَ مُرْهَفاً / عليْكَ وأحْوى الطّرْفِ لُبَّكَ قدْ حَوى
وزِدْتَ بأنّ الورْدَ عندَكَ إنْ بَدا / أنيقَ الجَنى والآسَ في وَجْنَةٍ سَوا
وهذا لعَمْري مَذْهَبٌ لمْ يُقَلْ بهِ / ولكنّ مَنْ لمْ يرْوِ ليْسَ كمَنْ رَوى
وإنْ أفْرَطَ الشّيْءُ اسْتَحالَ لضِدّهِ / وكمْ طابِخٍ كشْحانَ رمّدَ ما شَوى
ودونَكَها منّي إليْكَ بَديهَةً / أتَتْ لكَ من قَلْبٍ علَى حُبِّكَ انْطَوى
بقِيتَ أخا سعْدٍ جَديدٍ لباسُهُ / وعِزٍّ على الأيّامِ ممْتَنِعِ الصَّوَى
إذا كان عيْنُ الدّمْعِ عيْناً حَقيقةً
إذا كان عيْنُ الدّمْعِ عيْناً حَقيقةً / فإنْسانُها ما نحْنُ فيهِ ولا دَعْوى
فدَامَ لخَيْرِ الأنْسِ واللهْوِ مَلْعَباً / ولازالَ مَثْواهُ المنعَّمُ لي مَثْوى
تَوَدُّ الثُرَيّا أنْ يكونَ لهُ ثَرى / وتمْدَحُهُ الشِّعْرَى وتحْرُسُ العَوّا