القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : لِسان الدِّين بنُ الخَطِيب الكل
المجموع : 3
أبا جعْفَرٍ إنّ الثّقيلَ الذي ثَوى
أبا جعْفَرٍ إنّ الثّقيلَ الذي ثَوى / بمَضْرِبِنا قدْ أعْجَلَتْهُ يدُ النّوى
وكمْ كَذَبَتْ عنْدَ السُرَى عزَماتُهُ / كما أحْدَثَ الإنسانُ منْ بعْدِ ما نَوى
وقدْ أمْكَنَتْنا خَلْوَةٌ فابْتَدِرْ لَها / تَبثُّ بِها شكْوَى الصّبابةِ والجَوى
على أنّ ظنّي فيكَ أنّ رَفيقَهُ / تحمّلَ منْكَ القلْبَ في شرَكِ الهَوى
ووالَى علَيْهِ منْ فُتورِ لحاظِهِ / كُؤوسَ الهوَى حتّى تملأ وارْتَوى
وكمْ حيلةٍ أضْمَرْتَ في غسَقِ الدُجى / زجَرْتَ لَها داعي الغَرامِ فما ارْعَوَى
سمَوْتَ بِها بيْنَ المضارِبِ موْهِناً / كما انْسابَ صِلُّ الماءِ في الماءِ والتَوى
فلَوْلاً عُيونٌ في الخِيامِ سَواهِرٌ / دبَبْتَ فسُدَّتْ منْ مَضارِبِها الكُوَى
لقضّيْتَ منْهُ حاجةً لوْذَعيّةً / وبرّدْتَ منْ نارِ الحَشا لاعِجاً كَوى
لَوى وعْدَهُ لمّا طمِعْتَ بوصْلِهِ / وكمْ موْعِدٍ منْ قبْلِ ذلِكَ قد لَوَى
فأصْبحْتَ في هَذا المحَصَّبِ ثاوِياً / وسارَ فكَمْ بيْنَ المحَصَّبِ واللِّوى
فصَبْراً لعلّ الدّهْرَ يعْدِلُ حُكْمُهُ / وقدْ ذُقْتَ هذا الصّدَّ فانْتَظِرِ الدّوا
بَقيتَ رِياضاً للمَحاسِنِ والنُّهَى / إذا صوّحَ الرّوْضُ المؤرَّجُ أو ذَوَى
يَميناً بنورِ الفجْرِ يوْماً إذا بَدا
يَميناً بنورِ الفجْرِ يوْماً إذا بَدا / وبالنّجْمِ في جوِّ السّماءِ إذا هَوى
لقدْ شِدْتَ رَبْعَ النّظْمِ بعْدَ دُروسِه / وأحْيَيْتَ منْهُ سفنّةً وافَقَتْ هَوى
وأنّسْتَ نفْساً طالَما لقِيَتْ بِها / صُروفُ اللّيالي في مُصاحَبَةِ النّوى
وأتْحَفْتَ بالدُرِّ الذي مَنْ يفُزْ بهِ / على كلِّ ذُخْرٍ في الوجودِ قدِ احْتَوى
خَلا أنّ دَعْوَى منْكَ غيْرُ صحيحةٍ / أتَتْ ضِدَّ ما أخْفَى الفُؤادُ وما نَوى
ويُكْذِبُها الحِسُّ الذي مَنْ يرُدُّهُ / فللجَهْلِ أصْغى أو إلى أهْلِهِ انْضَوى
إذا خبَرٌ ضُمّتْ إليه قَرينَةٌ / حكَمتَ بظنٍّ ليْسَ بالواهِنِ القُوَى
وزُهْدُكَ في الأنْثى شَهيدٌ مُثبِتٌ / وما ضَلّ مَنْ بالحَقِّ جاءَ ولا غَوى
وما قُلْتُ بيْتاً منْ نَسيبٍ مُشَبِّباً / بغانِيَةٍ أو بتَّ منْهُ علَى جَوى
إذا ما ذكَرْنا مَنْ يَهيمُ بغادَةٍ / ذُكِرْتَ فنَسْتَثْنيكَ منّا بِما سِوى
أتَقْعُدُ عنْ قاضِي القُضاةِ ابْنِ أكْتَمٍ / وعنْ حسَنٍ منْ بعْدِ ما نشَرَ اللِّوا
وأنتَ الذي شمّرْتَ في شدِّ أزْرِهِ / عنِ السّاعِدِ الأقْوى لتَنْشُرَ ما طَوى
فكمْ مُرْهَفِ العِطْفِ انْتَضى اللحْظَ مُرْهَفاً / عليْكَ وأحْوى الطّرْفِ لُبَّكَ قدْ حَوى
وزِدْتَ بأنّ الورْدَ عندَكَ إنْ بَدا / أنيقَ الجَنى والآسَ في وَجْنَةٍ سَوا
وهذا لعَمْري مَذْهَبٌ لمْ يُقَلْ بهِ / ولكنّ مَنْ لمْ يرْوِ ليْسَ كمَنْ رَوى
وإنْ أفْرَطَ الشّيْءُ اسْتَحالَ لضِدّهِ / وكمْ طابِخٍ كشْحانَ رمّدَ ما شَوى
ودونَكَها منّي إليْكَ بَديهَةً / أتَتْ لكَ من قَلْبٍ علَى حُبِّكَ انْطَوى
بقِيتَ أخا سعْدٍ جَديدٍ لباسُهُ / وعِزٍّ على الأيّامِ ممْتَنِعِ الصَّوَى
إذا كان عيْنُ الدّمْعِ عيْناً حَقيقةً
إذا كان عيْنُ الدّمْعِ عيْناً حَقيقةً / فإنْسانُها ما نحْنُ فيهِ ولا دَعْوى
فدَامَ لخَيْرِ الأنْسِ واللهْوِ مَلْعَباً / ولازالَ مَثْواهُ المنعَّمُ لي مَثْوى
تَوَدُّ الثُرَيّا أنْ يكونَ لهُ ثَرى / وتمْدَحُهُ الشِّعْرَى وتحْرُسُ العَوّا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025