القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 3
سل القلب عن صدق المودة في الذي
سل القلب عن صدق المودة في الذي / يودك إن القلب لا يقبل الرشوى
ولا تشتكي إلا لمن أنت عبده / فليس سوى المولى له ترفع الشكوى
وإن خانك الناس الذين تودهم / وما خنتهم في الود فاصبر على البلوى
فتى الغيب ذو علم وسمع ورؤية / يحرّر ميزان المعاملة الأقوى
رقيب على كل العباد وأمرهم / إليه فإما النار أو جنة المأوى
أنا العاشق السالي لوجهك يا علوُ
أنا العاشق السالي لوجهك يا علوُ / وطعم الجفا مرٌّ وطعم الوفا حلوُ
جمعت بها الأضداد من كل حالة / فميت وحيٌّ ثم معْ يقظةٍ سهوُ
وإني أنا الموجود عنها بها لها / وما أنا موجود وما لغتي لغو
وسكر ولاسكر إذا ما شهدتها / وإن حجبت عني فصحو ولا صحو
وسير ولا سير وكشف وغفلة / وعلم ولا علم وشجو ولا شجو
تجهمت شأو العشق في نشأة الصبى / وما من صبىً فيها ولا عشق لا شأو
وداء الهوى داء عضال لدى الورى / وما نافع فيه المداواة لا سأو
ونلت على قدر المنى رتب المنى / وما يستوي الولهان والفارغ الخلو
وما قيدتني حالة دون حالة / فلا كدر في الحب عندي ولا صفو
وأصبحت في أوج الحقيقة راقياً / فلا طلب مني لشيء ولا رجو
ولا وحشة والكون إنس وبهجة / يلذّ من الحادي لركبانه الحدو
ولا سفر لا غربة لا إقامة / ولا حضر يوم اللقاء ولا بدو
لقد شغلتنا الظاهرات بمن بها / لنا ظاهر حتى استوى الجد واللهو
ورقت غليظات الأمور وروقت / كؤوس المعاني فالأماني لها تلو
فلا عجب إن طرت من رونق الهوى / وإن زج بي في نور غيبي فلا غرو
وما الفخر إلا فخر مثلي على السوى / وزهو مقامي في التجلي هو الزهو
ولي نفَسٌ يعلو بغير تكلف / وغيري بتكليف له النفس الرَّبْوُ
وبحر المنى رهواً تركناه للورى / وما بحر عشقي عند خائضه رهو
بدت نار ليلى والظلام ينيرها / من الكون حتى زال عندي لها العشو
وما كل ذي قلب ينال منالَنا / من الغيب لكن كل بئر له دلو
هي الروضة الغناء أغنت بحسنها / عن الكل فيها عَرْعَرُ الغير والسَّرْوُ
وأغصانها منها تدلت كرامة / علينا وقد طاب التناول والعطو
هي الجنة الفردوس والقلب بابها / ومن جاءها من نفسه صده العمو
ولا جهل والعلم اللدنّي شعارها / ولا ذنب إذ منها التجاوز والعفو
تعلَّقها قلبي فأوردت الردى / لنفسي فأفنت والهوى للردى صنو
فريدة حسن لم تزل أحدية / وليس لها مثل وليس لها كفو
علامتها محو النفوس إذا بدت / وذلك محو للنفوس ولا محو
تجلت على العشاق نحو مرامهم / فلذَّ لهم في حبها ذلك النحو
ويسعى ويعدو كل شيء بأمرها / إليها فيحلو منهمُ السعي والعدو
وكنت وكانت حيث لا كان ههنا / ولكن على المعنى لها القهر والسطو
تعالت كما شاءت بنا وتباركت / فجلت عن الأفهام وانقطع الخطو
ولعت بذاك الحي والمورد الحلوِ
ولعت بذاك الحي والمورد الحلوِ / وأيقظني برق المنازل من علوِ
وبت أظن الحب بين أضالعي / لقرب أراني أنني ذبت من شجوي
وداد به قد خصني من عرفته / على فرط تقصيري فأنعم بالعفو
وثقت بعقلي والحواس فلم أنل / من العلم غير الفخر بالنفس والزهو
وعيت السوى حتى خرجت عن السوى / بقلب من الأكوان أجمعها خلو
وصلت وما أنني وصلت لمنتهى / ولكن إلى إثبات من جاء بالمحو
وكلتُ إليه الأمرَ في كل ساعة / وجئت بلا سعي إليه ولا عدو
وعيدي به وعدي لما قد تساويا / به الخير لي والشر في زمن الصحو
وهمت هنا أشياء ثم وجدتها / هي الحق يبدو في شئون على نحو
ولاه هو الأمثال تضرب للورى / ولم يدرها إلا المجانب للهو

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025