القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حسن الطّويراني الكل
المجموع : 6
نعم لي بسكان اللوى في الهَوى شَجوُ
نعم لي بسكان اللوى في الهَوى شَجوُ / وَمالي عَنهُم لَو سَلوا صحبتي سَلوُ
فَإِن وَاصلوا وَاصلت نَضرةَ عيشَتي / وَإِن هاجَروا فليهجر العَيش وَالصَفو
فَكُل مناءٍ رُبَّ يَومٍ مواصلٌ / وَكُل مَرير كانَ يَشفى الضَنا حُلو
وَأَي فُؤاد لا يروّعه الوَفا / فَذاكَ فُؤاد عَن هُموم العَنا خلو
وَكُل عُيون لا تَبيتُ سَهيدةً / وَكُل لِسان لا يُحركه الشَدو
فربهما لم يَدر ما حال شيق / بِهِ مِن فُنون العشق أَعجَب ما يَرْووا
وَهَيهات أَن يَدري الهَوى غَير ذي الهَوى / وَلَيسَ لَهُ قَلب أَليم وَلا عُضو
أَخلَّايَ لا قاسيتمُ حرقة النَوى / وَلا غالَكُم مِن دهركم لِلنَوى سَطو
وَلا راعَكُم تَوديع خل مفاصل / وَلَيسَ لَهُ حذو يؤم وَلا نَحو
وَلا بتِّمُ مثلي بقلبٍ مصدَّعٍ / وَجسم سَقيم لا يراح لَهُ شلو
فَكَم أَملٍ فَوق التَناول نَيله / أُحاول لكن لا يرام له شأو
وَاذكر يَوماً في الدِيار وَلَيلةً / قَضيت بها حَق الشَباب وَلا غرو
أَدير الحميّا صافياتٍ كُؤوسها / أَموت بِها سكراً وَيبعثني الحسو
مشعشعة حَمراء في جوّ جامِها / تَدور عَلَينا قَد تقدّمها اللَهو
عَلى رَوضةٍ غَناءَ عيناءَ ظلُّها / يَمدُّ القبابَ الخُضرَ أعمدها السرو
نَسيمٌ يُحييه وَمتن غَديره / يشعشعه صفو وينقشه ضفو
بُيوتٌ مِن اللذات لَم يَعفُ رَسمُها / عَلَينا عُروش اللَهو إِذ ذاكَ لَم يَخووا
تَميل وَلَكن لا نَميل عَن الهَوى / فَلما اِعتَدَلنا مال عَنا فلا صَفو
فَيا بنت خَير القَوم كَيف تبدّلت / بِنا الحال وَانحلت من العُهدة العرو
وَلليوم يشجيني الحجاز وذكره / وَتزجي سَماء العَين ما غالها صَحو
وَعِندي سِواكُم لَيسَ مما يشوقني / وَغَير حَديث الحي بَين الملا لغو
وَما كُنت أَنساه وَفيهِ محمد / نبيّ الهُدى مَن لا يَزال بِهِ الهَفو
نَبيّ أَتى وَاللَه يُعبَدُ غَيرُه / فَأَثبت دينَ اللَه مِن سَيفه المَحو
أَتى الخَلق من نسل لَه تنتمي العُلا / فَذل لَهُ حضْر وَدان لَهُ البَدو
وَكانَت بلاد اللَه في ظلمة فَمذ / تَبدّى أَنار الكَون وَاتضح النَحو
وَأَيده المَولى بِنَصر مُؤيّد / فَجلّ بِهِ جوٌّ وَصين بِهِ الدوّ
وَكَم مَن كَمالات يَكاد حصيرها / يعدّدها لو يَدنو من مقعد جوّ
بحلم وَعلم واحتكام وَحكمة / تَجلّى فَلا بَطش يَشين وَلا عَفو
وَلَو لَم يَكُن مِن فَضله غَير خَلقه / كَفى حزبَه فَخراً هوَ الفَضل وَالزَهو
سَرى فَوق عَرش اللَه جَل جَلاله / وَشاهد مَولاه فَما يبلغ الصنو
وَظلله غيم فَروّى بكفه / عَطاشاً وَشَقّ البَدر فَابتلج الخطو
فَبُشرى لِمَن قَد كانَ شيعةَ أَحمَد / عَلى سنة المُختار تَسعى بِهِ الخطو
لَنا الجاه يَوم الحَشر إن سعرت لَظى / شَفاعته العُظمى هِيَ الكنز وَالكفو
وَأَصحابه الغرّ الكِرام ذوو الهُدى / رِجال عَن الخلاق لَم يسههم سَهو
فَلم يَرتَضوا غَير الجِنان مَنازلاً / وَغَير رضا الرَحمَن أَجراً وَلم يَهووا
أَقاموا عِماد الدين بِالسَيف قائِماً / وَبِالرمح مياداً فشادوا فلم يَهووا
عَلَيهِ صَلاة اللَه ما قُلت منشئاً / نعم لي بسكان اللوى في الهَوى شَجو
عَن القَلب لا تَسأل فَقَد ذابَ وَاِكتَوى
عَن القَلب لا تَسأل فَقَد ذابَ وَاِكتَوى / وَلَم يَبقَ فيهِ غَيرُ منزلةِ الهَوى
هَوَيتُكمُ وَالصدُّ مِنكُم محققٌ / لعلمي ببعد الظَبي عَن كُل مَن هَوى
وَلَستُ عَلى ما قَد بَدا لي أَلومكم / فَهَذا جَزا مَن أَجّج النار بِالهَوى
ترحَّلَ من أَهوى وَزادَت بي البَلوى
ترحَّلَ من أَهوى وَزادَت بي البَلوى / لِمَن أَشتكي وَجدي وَما تَنفعُ الشَكوى
فَيا راحلاً عَني رَحلتُ بمهجتي / وَقاك إلهي عالمُ السرّ وَالنَجوى
رحلتَ وَقَلبي قَد تركتَ معذباً / وَعَينيكَ لَم يَدرِ المَسرّةَ وَالسَلوى
ففي القَلب نيرانٌ وفي العَين مزنةٌ / وَلا تلك قَد تُطفَى وَلا ذاكَ قَد يُروَى
رَعاكُم إلهي كَم ليالٍ قضيتُها / بقربكمُ أُنساً بأُنسكم صَفوا
وَلم أَنسَ أَياماً لَكُم ما أَلذَّها / وَأَوقات لم نَدري بِما تفصم الأَهوا
زَمانٌ إِذا فكرتُ بعض سُروره / جسستُ فؤادي لا يَطيرُ لَهُ شَجوا
سَكنتم بِهِ فاخترتموه كَمَنزلٍ / يَعزُّ عَليكُم أَن يراع وَأَن يقوى
قَضاء عَلى مثلي أَعيش مروّعاً / أَرى أَعيني عَبرى وَلي مُهجة تُكوى
فَيا هَل تَرى عَيني لبعدك غاية / وَهَل تبدء الأَيام يَوماً بِما نَهوى
يَقولون لي بح بِالأَحبة وَاسترح / فَقُلت نَعم لَولا العَزائم وَالتَقوى
سَقى اللَه صَوبَ القطر منعرجَ اللَوى
سَقى اللَه صَوبَ القطر منعرجَ اللَوى / وَحيى بِهِ دارَ الشَبيبة وَالهَوى
وَلا زالَ أَهلوه بخير وَنعمة / وَإِن أَكُ أَشقاني بهم لاعجُ الجَوى
وَلا زالَ ذاكَ الجَمعُ بَعديَ آهلاً / وَإِن فاتني ما رمت من حسن ما حَوى
وَنضَّر هاتيك الغُصون من الصفا / بروح التهاني كلما راعني النَوى
عليهم بهم أَفنيتُ عمري صَبابةً / وَأَمّلتُ آمالاً وَما كُل من هَوى
تَرى عَودة من بَعد بُعدٍ مبرّحٍ / ليشفَى بِها قَلبٌ بنار النَوى اِكتَوى
وَقَد بتنَ ظمأى من لقاهم عيونُه / وَإِن كانَ عَنها واكفُ الغَيث قَد رَوى
وَأَصبح وَلهاناً وَغايةُ قَوله / سَقى اللَه صَوبَ القطر منعرج اللَوى
نعم ربما يسلو محبٌّ لجفوةٍ
نعم ربما يسلو محبٌّ لجفوةٍ / ترامت به من بعدها غربةُ النَوى
ولكن مَتى ما أذكرته الَّذي مَضى / شُؤونٌ له يهتاجُه الشَوقُ والهَوى
وأذكر عَهداً مرّ بَيني وَبينه
وأذكر عَهداً مرّ بَيني وَبينه / وَعصراً تَولّى قَد تَرامَت بِهِ النَوى
فيهتاجني ما كانَ يهتاجني به / وَيعتاد ما يعتاد قلبي من الهَوى

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025