المجموع : 9
وَباتَ يُحَيّيني عَلى رَغمِ كاشِحٍ
وَباتَ يُحَيّيني عَلى رَغمِ كاشِحٍ / بِما لَم أَكُن لَولا الرِضا أَتَمَنّاهُ
بِخِمرَينِ خِمرٍ فَوقَ وَردَةِ خَدِّهِ / يَرِقُّ وَخَمرٍ في أَقاحِ ثَناياهُ
فَوَلّى ضِياءُ الصُبحِ مِن خَوفِ فَرعِهِ / وَوَلّى ظَلامُ اللَيلِ خَوفَ مُحَيّاهُ
وَقَد غِبتُ مِن فَرطِ السُرورِ بِقُربِهِ / كَأَنّي ما أَلقاهُ لَيلَةَ أَلقاهُ
وَقَبَّلتُهُ عَن أَن يَفوهُ بِعَتبِهِ / وَأَجلَلتُهُ عَن أَن أَبوحَ بِشَكواهُ
إِذا اِهتَزَّ في حَلي وَقَبَّلَ ثَغرَهُ / مُحِبٌّ فَسُقياهُ سَقاهُ وَغَنّاهُ
يَموتُ كَما ماتَ العُناةُ مُعَنّاهُ
يَموتُ كَما ماتَ العُناةُ مُعَنّاهُ / وَما عَلِمَ الواشي بِغامِضِ مَعناهُ
تَوَخّى رِضاكم أَو تَوَقّى جَفاكُمُ / فَماذا تَوَقّاهُ وَماذا تَوَخّاهُ
وَلَم يَشُمِ الشَكوى وَلا سَئِمَ الهَوى / وَلا سامَ ما يَهوى وَلَكِنَّهُم تاهوا
لَكَ المَجدُ تُروى عَن عِداهُ عُلاهُ
لَكَ المَجدُ تُروى عَن عِداهُ عُلاهُ / فَأَيُّ رَجاءٍ قَد عَداهُ نَداهُ
إِذا شِئتَ يَوماً أَن تَراهُ فَإِنَّما / تَرى ما تَرى في النَجمِ دونَ مَداهُ
وَجودُكَ سُحبٌ وَالسَحائِبُ أَرضُها / فَهَذي البَرايا لَو عَلِمتَ ثَراهُ
وَما نافِعي إِلّا الَّتي لَو بَلَغتَها
وَما نافِعي إِلّا الَّتي لَو بَلَغتَها / بَلَغتُ مِنَ الأَيّامِ ما أَتَمَنّاهُ
هُنالِكَ لَم يَزحَم بَخيلٌ بِمَنكِبي / لِأَنّي عَلَيهِ ما بَخِلتُ بِدُنياهُ
تَرَحَّلتُ عَنكُم جاهِلاً سَورَةَ النَوى
تَرَحَّلتُ عَنكُم جاهِلاً سَورَةَ النَوى / مَشوقاً إِلى رَوحِ الحَياةِ وَروحِها
فَلَو كُنتُ أَدري ما يُجَدِّدُهُ النَوى / لَما فَرَقَت روحي لِقاءَ مُريحِها
تَخَطّى إِلَيَّ السَهلَ وَالقَفرُ دونَهُ
تَخَطّى إِلَيَّ السَهلَ وَالقَفرُ دونَهُ / وَأَخطارُهُ لا أَصغَرَ اللَهُ مَمشاهُ
شَكَرتُ لِدَهري جَمعَهُ الدارَ مَرَّةً
شَكَرتُ لِدَهري جَمعَهُ الدارَ مَرَّةً / وَتِلكَ يَدٌ عِندي لَهُ لا أُضيعُها
وَطَلعَةُ مَولانا يُطالِعُ عَبدَهُ / وَكُلُّ رُبوعٍ كانَ فيها رُبوعُها
فُؤادٌ سَقاهُ لا يَعودُ غَليلُهُ / وَعَينٌ رَأَتهُ لا تَفيضُ دُموعُها
وَما الناسُ إِلّا قَدحَةٌ أَنتَ زَندُها
وَما الناسُ إِلّا قَدحَةٌ أَنتَ زَندُها / وَقَطرَةُ غَيثٍ أَنتَ مُنشي سَحابها
غِنىً في يَدِ الأَحلامِ لا أَستَفيدُهُ
غِنىً في يَدِ الأَحلامِ لا أَستَفيدُهُ / وَدينٌ عَلى الأَيّامِ لا أَتَقاضاهُ