المجموع : 4
سَلامٌ عَلَى القُْدْسِ وَمَنْ بِهِ
سَلامٌ عَلَى القُْدْسِ وَمَنْ بِهِ / عَلَى جَامِعِ الأَضْدَادِ فِي إِرْثِ حُبِّهِ
عَلَى البَلَدِ الطُّهْرِ الَّذِي تَحْتَ تُرْبِهِ / قُلُوبٌ غَدَتْ حَبَّاتُهَا بَعْضَ تُرْبِهِ
حَجَجْتَ إِلَيْهِ وَالهَوَى يَشْغَلُ الَّذِي / يَحُجُّ إِلَيْهِ عَنْ مَشَقَّاتِ دَرْبِهِ
عَلَى نَاهِبٍ لِلأَرْضِ يُهْدِي رَوَائِعاً / إِلَى كُلِّ عَيْنٍ مِنْ غَنَائِمِ نَهْبِهِ
فَسُبْحَانَ مَنْ آتَاهُ حُسْناً كَأَنَّهُ / بِهِ أُوتِيَ التَّنْزِيهَ عَنْ كُلِّ مُشْبِهِ
تَلُوحُ لِمَنْ يَرْنُو جِبَالِهِ / أَشَدَّ اتِّصالاً بِالخُلُودِ وَرَبِّهِ
وَأَيُّ جَمَالٍ بَيْنَ سُمْرَةِ طَوْدِهِ / وَخُصْرَةِ وَادِيهِ وَحُمْرَةِ شِعْبِهِ
وَأَيْنَ يُرَى مَرْجٌ كَمَرْجِ ابْنِ عَامِرٍ / بِطِيبِ مَجَانِيهِ وَزِينَاتِ خِصْبِهِ
هُوَ البَيْتُ يُؤْتِي سُؤْلَهُ مَنْ يَؤُمُّهُ / فَأَعْظِمْ بِهِ بَيْتاً وَأَكْرِمْ بِشَعْبِهِ
بِهِ مَبْعَثٌ لِلْحُبِّ فِي كُلِّ مَوْطِيءٍ / لأَقْدَامِ فَادِي النَّاسِ مِنْ فَرْطِ حُبِّهِ
وَلَيْسَ غَرِيباً فِيهِ إِلاَّ بشَخْصِهِ / فَتًى زَارَهُ قَبْلاً مِرَاراً بِقَلْبِهِ
تَفَضَّلَ أَهْلُوهُ وَمَا زَالَ ضَيْفُهُمْ / نَزِيلاً عَلَى سَهْلِ المَكَانِ وَرَحْبِهِ
بِإِكْرَامِ إِنْسَانٍ قَلِيلٍ بِنَفْسِهِ / وَلَكِنَّهُ فِيهِمْ كَثِيرٌ بِصَحْبِهِ
سَأَذْكُرُ مَا أَحْيَا نَعِيمِي بِأُنْسِهِمْ / وَوِرْدِي مِنْ حُلْوِ اللِّقَاءِ وَعَذْبِهِ
إذَا المَرْءُ لَمْ يُنْصِفْ بِقَدْرِ جِهَادِهِ
إذَا المَرْءُ لَمْ يُنْصِفْ بِقَدْرِ جِهَادِهِ / فَإِنَّ لَهُ فَضْلاً بِقَدْرِ اجْتِهَادِهِ
تَوَخَّ عَظِيمَاتِ المُنَى وَانْحُ نَحْوَهَا / بِرَأْيٍ يُضِيءُ الدَّهْرَ وَرْيُ زِنَادِهِ
وَثَابِرْ تُصِبْ فَوْزاً فَمَا الفَوْزُ لِلْفَتَى / بِإِسْرَافِهِ فِي الجُهْدِ بَلْ بِاقْتِصَادِهِ
بِنَا حَاجَةُ النَّسْرِ المَهِيضِ جَنَاحُهُ / إِلَى جَوِّهِ العَالِي وَرَحْبِ مَرَادِهِ
أَيَرْقَى إِلَى أَوْجِ الكَمَالِ مُصَعِّدٌ / وَيَعْدُونه دُونَ الأَوْجِ نُقْصَانُ زَادِهِ
يُقَالُ الرِّضَى بَعْضُ الغِنَى قُلْتُ كُلُّهُ / وَلَكِنْ لِجِسْمِ المَرْءِ لا لِفُؤَادِهِ
نَفَيْنَا مِنَ الأَنْغَامِ مَا لَيْسَ مُفْضِياً / إِلَى ذُلِّ مَنْ يَهْوَى وَمَنْحِ قِيَادِهِ
جَعَلْنَا جَمِيعَ اللَّحْنِ شَجْواً وَأَنَّهُ / لِدَلِّ حَبِيبٍ مُعْرِضٍ أَوْ عِنَادِهِ
وَلا عِيدَ إِلاَّ لِلأَسَى فِي قُلُوبِنَا / أَمَا مَلَّهُ قَلْبٌ لِفَرْطِ اعْتِيَادِهِ
سُكَارَى يَكَادُ الصَّوْتُ يُوقِرُ هَامَنَا / إذَا مَا عَلا رُتْبَةٍ فِي انْطِيادِهِ
ألا طَرَبٌ يَا قُوْمُ فِي جَأْرِ مُغْضَبٍ / لأُمَّتِهِ أَوْ عِرْضِهِ أَوْ وِدَادِهِ
ألا طَرَبٌ وَالجَيْشُ يَحْدُوهُ مِعْزَفٌ / شَدِيدُ الوَغَى يُورِي اللَّظَى فِي جَمَادِهِ
ألا طَرَبٌ وَالبَحْرُ فِي ثَوَرَانِهِ / يُصَوِّرُ إِيقَاعٌ جَلالَ امْتِدَادِهِ
ألا طَرَبٌ وَالنَّهْرُ تَهْوِي سُيُولُهُ / إِلَى قَاعِهِ مُصْطَكَّةً بِصِلادِهِ
ألا طَرَبٌ فِي مَا يُرَدِّدُ حَانِقٌ / مِنَ الأُسْدِ فِي أَطْوَادِهِ أَوْ مِهَادِهِ
ألا طَرَبٌ وَالقَفْرُ كَالقَبْرُ سَاكِنٌ / لِنَاءٍ شَجَتْهُ حَمْحَمَاتُ جَوَادِهِ
أَلا يَوْمَ مَشْهُودٌ أَلا فَوْزَ حَافِلٌ / أَلا رَهْطَ يَعْلُو صَوْتُهُ بِاتِّحَادِهِ
أَمَا لِلفَتَى قُوْلٌ كَبِيرٌ لِنِدِّهِ / وَلا صَيْحَةٌ فِي فَخْرِهِ وَاعْتِدَادِهِ
أَلا رَعْدَ هَدَّادٌ أَلا بَرْقَ خَاطِفٌ / أَلا عَارِضٌ تَجْرِي الرُّبَى فِي اشْتِدَادِهِ
أَلا نَغَمٌ إِلاَّ إذَا حَيَّتْ الصَّبَا / غَرِيبَ حِمىً طَالَتْ لَيَالِي بِعَادِهِ
نَصُوغُ أَقَلَّ اللَّحْنِ دُونَ أَجَلِّهِ / وَنَهْوَى انْتِقَاضَ الفَنِّ دُونَ ازْدِيَادِهِ
وَلا وَصْفَ إِلاَّ أَنْ يُمَثِّلَ حَالَةً / مِنَ النَّفْسِ لَمْ تَبْلُغْ بَدِيهَةَ بَادِهِ
لَهَا لَمَعَانُ النَّصْلِ بَيْنَ اسْتِلالِهِ / إِلَى وَشْكِ أَنْ يَعْرَى وَبَيْنَ اغْتِمَادِهِ
نُحِبُّ مِنَ الإِنْشَادِ كُلَّ مُكَرَّرٍ / بِلَحْنٍ جُمُودُ الفِكْرِ مِنْ مُسْتَفَادِهِ
وَتَنْبُو بِنَا الآذَانُ عَنْ مُسْتَجَدِّهِ / فَكُلُّ عَتِيقٍ فَهْوَ مِنْ مُسْتَجَادِهِ
وَمَهْمَا يُعَدْ فِي صَيْغَةٍ بَعْدَ صِيغَةٍ / مُقَارِبَةٍ لَمْ نَشْكُ مِنْ مُسْتَعَادِهِ
بِنَا حَاجَةُ النَّسْرِ المَهِيضِ جَنَاحُهُ / إِلَى جَوِّهِ العَالِي وَرَحْبِ مَرَادِهِ
أَيَرْقَى إِلَى أَوْجِ الكَمَالِ مُصَعِّدٌ / وَيعْدُوهُ دُونَ الأَوْجِ نُقْصَانُ زَادِهِ
بَنِي وَطَنِي إِنْ نَلْتَمِسْ لِرُقِيِّنَا / عَتَاداً فَهَذَا الفَنُّ بَعْضُ عَتَادِهِ
إِذَا نَحْنُ أَحْكَمْنَاهُ أَعْلَى هُمُومَنَا / وَأَنْجَى سَوَاداً هَالِكاً وَالمُنَى وَالمَشَادِهِ
مَتَى يَغْدُ مِنَّا الجَيْشُ يَسْتَقْبِلُ الرَّدَى / وَيَسْمَعُ مَسْرُوراً نَشِيدَ بِلادِهِ
وَقَفْتُ عَلَى القَبْرِ الَّذِي أَنْتَ نَازِلُهْ
وَقَفْتُ عَلَى القَبْرِ الَّذِي أَنْتَ نَازِلُهْ / وُقُوفَ جَبانٍ بَادِيَاتٍ مَقَاتِلُهْ
وَمَا الْقَبْرُ إِلاَّ حَلْقُ غَرْثَانَ هَاضِمٍ / مِن المَوْتِ مَا يُلْقِي بِهِ فَهْوَ غَائِلُهْ
لِمِثْلِ أَمِينٍ يَجْزَعُ النَّاسُ إِذْ مَضَى / اَوَاخِرُهُ مَحْمُودَةٌ وَأَوَائِلُهْ
دَفَنَّاهُ مُبْكِيّاً نَضِيرُ شَبَابِهِ / وَمَبْكِيَّةً آدَابُهُ وَفَضَائِلُهْ
كَأَنَّا نُوَارِيهِ الثَّرَى كُلَّ سَاعَةٍ / أَسىً وَكَأَنَّا كُلَّ آنٍ نُزَايِلُهْ
هَوَى بَيْنَ أَيْدِينَا وَقَدْ وَدَّتِ المُنَى / لَوْ أَنَّ لِفَضْلٍ سَاعِداً فَهْوَ نَاشِلُهْ
كَمَا سَقَطَتْ فِي البَحْرِ دُرَّةُ بَاخِلٍ / أَحَاقَ بِهِ لُجٌّ مِنَ اليَأْسِ شَامِلُهْ
فَرَاحَ يُعِيدُ الطَّرْفَ لا هُوَ صَابِرٌ / وَلا هُوَ يَدْرِي أَيَّ أَمْرٍ يُحَاوِلُهْ
يُقَطِّرُ فَوْقَ الغَمْرِ سَائِلَ دَمْعِهِ / وَلا يُدْرِكُ الشيء الَّذِي هُو سَائِلُهْ
فَتىً كَانَ سَبَّاقاً إِلَى كُلِّ غَايَةٍ / وَيَعْلَمُ إِلاَّ قَدْرَهُ فَهْوَ جَاهِلُهْ
رَجَوْنَا لَهُ بِالطِّبِّ بُرْءاً يَسُرُّنَا / بِهِ وَإِذَا الطب المُؤَمَّلُ خَاذِلُهْ
وَمنْ قَلْبُهُ الدَّاءُ الَّذِي هُوَ يَشْتَكِي / فَمَاذَا تَدَاوِيهِ وَمَاذَا وَسَائِلُهْ
وَكَانَ عَلَى طِيبِ الزَّمَانِ وَخُبْثِهِ / جَنِيَّ ثِمَارِ الأُنْسِ عَذْباً مَنَاهِلُهْ
وَلا يَبْتَغِي إِلاَّ المَحَامِدَ وَالعُلَى / وَمَرضَاةَ وجْهِ اللهِ فِيمَا يُزَاوِلُهْ
إِذَا أَطْبَقَتْ سُحْبُ الحَوَادِثِ حَوْلَهُ / أَضَاءَتْ بِهَا أَخْلاقُهُ وَشَمَائِلُهْ
وَإِنْ تَدْنُ نَارُ الحِقْدِ مِنْهُ تَضَوَّعَتْ / مَنَاقِبُه طِيباً بِهَا وَفَوَاصِلُهْ
وَمَا انْقَبَضَتْ إِلاَّ عَنِ الشَّرِّ كَفُّهُ / وَمَا انْبَسَطَتْ إِلاَّ لِخَيْرٍ أَنَامِلُهْ
فَلا رَاعَنَا بَيْنَ الأَمِينِ وَكُلُّنَا / يَجِدُّ إِلَيْهِ وَالهُمُومُ رَواحِلُهْ
هَلِ المَرْءُ مَرْجُوٌّ عَلَى كُلِّ حَالَةٍ / لِطُول بَقَاءٍ وَاللَّيَالِي كَوافِلُهْ
فَإِنْ كَانَ طِفْلاً فَهْوَ منذ وِلادِهِ / رَهِينُ المَنَايَا وَالرَّزَايَا قَوَابِلُهْ
وَإِنْ كَانَ شَيْخاً فَهوَ قَدْ شدَّ رَأْسُهُ / إِلَى الأَرضِ مِنْ عَجْزٍ وَنَاءَتْ كَوَاهِلُهْ
إِذَا مَا فَرَنْسَا قَلَّدَتْكَ وِسَامَهَا
إِذَا مَا فَرَنْسَا قَلَّدَتْكَ وِسَامَهَا / فَخَاراً بِمِصْريٍّ يَجِيدُ لِسَانَهَا
فَكَيْفَ فَخَارُ الضَّادِ بِالعِلْمِ الَّذِي / نَمَتْهُ فَأَعْلَى فِي البَيَانِ بيَانَهَا
وَهَلْ كَانَ غَيْرُ العِلْمِ وَهْوَ وَلِيدُهَا / مُعِيداً إِلَيْهَا فِي اللُّغَاتِ مكَانها
تَدَارَكَهَا فِي البِدْءِ وَالعَوْدِ رَبُّهَا / بِنَصْرٍ عزِيزٍ صَانَهَا ثُمَّ صَانَهَا
بِطَهَ قَدِيماً عظَّمَ الوَحْيُ شَأْنَها / وَطَهَ حَدِيثاً عَزَّزَ العِلْمُ شَأْنَهَا