القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 9
لِيَبكِ مُسِنٌّ ثُمَّ أَجَلَّهُ
لِيَبكِ مُسِنٌّ ثُمَّ أَجَلَّهُ / مَعاشِرُ لَمّا قيلَ أَشيَبُ أَجلَهُ
إِذا سَأَلوا عَن مَذهَبي فَهُوَ بَيِّنٌ / وَهَل أَنا إِلّا مِثلُ غَيري أَبلَهُ
خُلِقتُ مِنَ الدُنيا وَعِشتُ كَأَهلِها / أَجِدُّ كَما جَدّوا وَأَلهو كَما لَهوا
وَأَشهَدُ أَنّي بِالقَضاءِ حَلَلتُها / وَأَرحَلُ عَنها خائِفاً أَتَأَلَّهُ
وَما النَفسُ بِالفِعلِ الجَميلِ مُدِلَّةٌ / وَلَكِنَّ عَقلي مِن حِذارٍ مُدَلَّهُ
لَعَمري الخَيرُ الذُخرِ في كُلِّ شِدَّةٍ
لَعَمري الخَيرُ الذُخرِ في كُلِّ شِدَّةٍ / إِلَهُكَ تَرجو فَضلَهُ وَأَلاهُ
فَلا تُشبِهِ الوَحشيَّ خَلَّفَ طِفلَهُ / لِخَنساءَ تَرعى بِالمَغيبِ طَلاهُ
وَإِن نِلتَ في دُنياكَ لِلجِسمِ نِعمَةً / مِنَ العَيشِ فَاِذكُر دَفنَهُ وَبِلاهُ
إِذا اِختَصَمَت في سَيِّءِ الفِعلِ وَاِبنَها / فَلا هِيَ مِن أَهلِ الحُقوقِ وَلا هو
مَتى يَصرِمِ الخِلُّ المُسيءُ فَلا تُرَع / فَأَفضَلُ مِن وَصلِ اللَئيمِ قِلاهُ
وَكَم غَيَّبَ الإِلفُ الشَقيقُ أَليفَهُ / فَريعَ لَهُ الأَيّامَ ثُمَّ سَلاهُ
وَما كانَ حادي العيسِ في غُربَةِ النَوى / عَلَيَّ كَحادي النَجمِ حينَ قَلاهُ
وَمَن يَحلِفِ الأَيمانَ بِاللَهِ لا وَنى / عَنِ الوُدِّ يَحنَث أَو يَضِرَه أَلاهُ
وَمَن تُرِكَ العِلجُ المُعَرِّدُ راتِعاً / بِأَفيَحَ يَقرو في الخَلاءِ خَلاهُ
وَقَد كَلَأَ المِسكينَ في الوِردِ بائِسٌ / وَمِن كَبِدِ القَوسِ الكَتومِ كَلاهُ
فَطَلَّقَ عِرساً كارِهاً وَفَلا الرَدى / لَها تَولَباً لَم يَمتَنِع بِفَلاهُ
فَلا تُقرِ هَمَّ النَفسِ عَجزاً عَنِ القِرى / وَأَدلِج إِذا ما الرَكبُ مالَ طُلاهُ
طَوى عَنكَ سِرّاً صاحِبٌ قَبلَ شَيبِهِ / فَلَمّا اِنجَلى عَنهُ الشَبابُ جَلاهُ
وَلا مُلكَ إِلّا لِلَّذي عَزَّ وَجهُهُ / وَدامَت عَلى مَرِّ الزَمانِ عُلاهُ
وَقَد يُدرِكُ المَجدَ الفَتى وَهوَ مُقتِرٌ / كَثيرُ الرَزايا مُخلِقٌ سَمِلاهُ
غَدا جَمَلاهُ يُرقِلانِ بِكورُهُ / وَهَل غَيرُ عَصرَي دَهرِهِ جَمَلاهُ
وَما فَتَلاهُ عَن سَجاياهُ بَعدَما / أَجادَ كِتاباً مُحكَماً فَتَلاهُ
فَإِن ماتَ أَو غاداهُ قَتلٌ فَما هُما / أَماتاهُ في حُكمي وَلا قَتَلاهُ
يَدٌ حَمَلَت هَذا الأَنامَ عَلَيهِما / وَلَولا يَمينُ اللَهِ ما اِحتَمَلاهُ
وِعاءانِ لِلأَشياءِ ما شَذَّ عَنهُما / قَليلٌ وَلا ضاقا بِما شَمِلاهُ
وَجاءَ بِمَينٍ مُدَّعٍ جاءَ زاعِماً / بِأَنَّهُما عَن حاجَةٍ خَتَلاهُ
عَجِبتُ لِرامي النَبلِ يَقصُدُ آبِلاً / بِجَهلٍ وَقَد راحَت لَهُ إِبلاهُ
بَدا عارِضاً خَيرٍ وَشَرٍّ لِشائِمٍ / وَما اِستَوَيا في الخَطبِ إِذ وَبَلاهُ
زَجَرتُهُما زَجرَ اِبنِ سَبعٍ سِباعَهُ / وَلَو فَهِما زَجري لَما قَبِلاهُ
تَهاوى جِبالٌ مِن كِنانَةِ غالِبٍ / وَأَبطَحُها لَم يَنتَقِل جَبَلاهُ
إِذا النَسلُ أَسواهُ الأَبُ اِهتاجَ أَنَّهُ / يَموتُ وَيَبقى مالُهُ وَحِلاهُ
فَكَم وَلَدٍ لِلوالِدَينِ مُضَيِّعٍ / يُجازيهِما بُخلاً بِما نَجَلاهُ
طَوى عَنهُما القوتَ الزَهيدَ نَفاسَةً / وَجَرّاهُ سارا الحَزنَ وَاِرتَحَلاهُ
يَرى فَرقَدَي وَحشِيَّةٍ بَدَليهِما / وَما فَرقَدا مَسراهُما بَدَلاهُ
وَلا مَهُما عَن فَرطِ حُبِّهِما لَهُ / وَفي بُغضِهِ إِيّاهُما عَذَلاهُ
أَساءَ فَلَم يَعدِلها بِشِراكِهِ / وَكانا بِأَنوارِ الدُجى عَدَلاهُ
يُعيرُهُما طَرفاً مِنَ الغَيظِ شافِناً / كَأَنَّهُما فيما مَضى تَبِلاهُ
يَنامُ إِذا ما أَدنَفا وَإِذا سَرى / لَهُ الشَكوَ باتا الغِمضُ ما اِكتَحَلاهُ
إِنِ اِدَّعَيا في وُدِّهِ الجَهدُ صُدِّقا / وَما اِتُّّهِما فيهِ فَيَنتَحِلاهُ
يَغُشُهُما في الأَمرِ هانَ وَطالَما / أَفاءَ عَلَيهِ النُصحَ وَاِنتَخَلاهُ
يَسُرُّهُما أَن يَهجِرَ الريمَ دَهرَهُ / وَأَنَّهُما مِن قَبلِهِ نَزَلاهُ
وَلَو بِمُشارِ العَينِ يوحى إِلَيهِما / لِوَشكِ اِعتِزالِ العَيشِ لَاِعتَزَلاهُ
يَوُدّانِ إِكراماً لَوِ اِنتَعَلَ السُهى / وَإِنّ حَذِيا السَلّاءَ وَاِنتَعَلاهُ
يَذُمُّ لِفَرطِ الغِيِّ ما فَعَلا بِهِ / وَأَحسِن وَأَجمِل بِالَّذي فَعَلاهُ
يُعِدّانِهِ كَالصارِمِ العَضبِ في العِدى / بِظَنِّهِما وَالذابِلِ اِعتَقَلاهُ
وَيُؤثِرُ بِالسِرِّ الكَنينِ سِواهُما / فَيَنقُلهُ عَنهُ وَما نَقَلاهُ
إِن كُنتَ قَد أوتيتَ لُبّاً وَُحِكمَةً
إِن كُنتَ قَد أوتيتَ لُبّاً وَُحِكمَةً / فَشَمِّر عَنِ الدُنِّيا فَأَنتَ مُنافيها
وَكَونَن لَها في كُلِّ أَمرٍ مُخالِفاً / فَما لَكَ خَيرٌ في بَنيها وَلا فيها
وَهَيهاتَ ما تَنفَكُّ وَلهانَ مُغرَماً / بِوَرهاءَ لا تُعطي الصَفاءَ مُصافيها
فَإِن تَكُ هَذي الدارُ مَنزِلَ ظاعِنٍ / فَدارُ مُقامي عَن قَليلٍ أُوافيها
أُرَجّي أُموراً لَم يُقَدَّر بَلَوغَنُها / وَأَخشى خُطوباً وَالمُهَيمِنُ كافيها
وَإِنَّ صَريعَ الخَيلِ غَيرُ مُرَوَّعٍ / إِذا الطَيرُ هَمَّت بِالقَتيلِ عَوافيها
بِغَبراءَ لَم تَحفِل بِطَلٍّ وَوابِلٍ / وَنَكباءَ تَسفي بِالعَشِيِّ سَوافيها
أَرى مَرَضاً بِالنَفسِ لَيسَ بِزائِلٍ / فَهَل رَبُّها مِمّا تُكابِدُ شافيها
وَفي كُلِّ قَلبٍ غَدرَةٌ مُستَكِنَّةٌ / فَلا تُخدَعَن مِن خُلَّةٍ بِتَوافيها
تُنازِعُ في الدُنِّيا سِواكَ وَما لَهُ
تُنازِعُ في الدُنِّيا سِواكَ وَما لَهُ / وَلا لَكَ شَيءٌ بِالحَقيقَةِ فيها
وَلَكِنَّها مِلكٌ لِرَبٍّ مُقَدِّرٍ / يُعيرُ جَنوبَ الأَرضِ مُرتَدِ فيها
وَلَم تُحظَ في ذاكَ النِزاعِ بِطائِلٍ / مِنَ الأَمرِ إِلّا أَن تُعَدَّ سَفيها
أَيا نَفسِ لا تَعظُم عَلَيكِ خُطوبُها / فَمُتَفِقوها مِثلُ مُختَلِفيها
وُصِفتِ لِقَومٍ رَحمَةً أَزَلِيَّةً / وَلم تُدرِكي بِالقَولِ أَن تَصفيها
تَداعَوا إِلى النَزرِ القَليلِ فَجالَدوا / عَلَيهِ وَخَلّوها لِمُغتَرِفيها
وَما أُمُّ صِلٍ أَو حَليلَةُ ضَيغَمٍ / بِأَظلَمَ مِن دُنياكِ فَاِعتَرِفيها
تُلاقي الوُفودَ القادِميها بِفَرحَةٍ / وَتَبكي عَلى آثارِ مُنصَرِفيها
وَلَم يَتَوازَن في القِياسِ نَعيمُها / وَسَيِّئَةٌ أَودَت بِمُقتَرِفيها
وَأَرزاقُها تَغشى أَناساً بِفَترَةٍ / وَتَقصُرُ حيناً دونَ مُكتَرِفيها
وَما هِيَ إِلّا شاكَةٌ لَيسَ عِندَها / وَجَدِّك إِرطابٌ لِمُختَرِفيها
فَنالَت عَلى الخَضراءِ شُربَ كُميتَها / وَغالَت عَلى الغَبراءِ مُعتَسِفيها
كَما نُبِذَت لِلوَحشِ وَالطَيرِ رازِمٌ / فَأَلفَت شُروراً بَينَ مُختَطِفيها
تَناءَت عَنِ الإِنصافِ مَن ضيمَ لَم يَجِد / سَبيلاً إِلى غاياتِ مُنتَصِفيها
فَأَطبِق فَماً عَنها وَكَفّاً وَمُقلَةً / وَقُل لِغَوِيِّ القَومِ فاكَ لَفيها
كَأَنَّ الَّتي في الكَأسِ يَطفو حَبابُها / سِمامُ حُبابٍ بَينَ مُرتَشِفيها
تُتابِعُ أَجزاءَ الزَمانِ لَطائِفاً / وَتُلحِقُ تَفريقاً بِمُؤتَلِفيها
تَفَقَّهَت في الدُنِّيا فَلَم تُلفِ طائِلاً
تَفَقَّهَت في الدُنِّيا فَلَم تُلفِ طائِلاً / وَلا خَيرَ في كَسبٍ أَتاكَ مِنَ الفِقهِ
وَإِن تَشرَبَ الصَهباءَ تُعقِبكَ شَهوَةً / وَلَكِن مِنَ المَوتِ الشَرابُ الَّذي يَقهي
وَجَدتُ سَجايا الفَضلِ في الناسِ غُربَةً
وَجَدتُ سَجايا الفَضلِ في الناسِ غُربَةً / وَأَعدَمَ هَذا الدَهرُ مُغتَرِبيهِ
وَإِنَّ الفَتى فيما أَرى بِزَمانِهِ / لَأَشبَهُ مِنهُ شَيمَةً بِأَبيهِ
وَوالِدُنا هَذا التُرابُ وَلَم يَزَل / أَبَرَّ يَداً مِن كُلِّ مُنتَسَبيهِ
يُؤَدّي إِلى مَن فَوقَهُ رِزقَ رَبِّهِ / أَميناً وَيُعطي الصَونَ مُحتَجِبيهِ
وَلا شَيءَ مِثلُ الخَيرِ يُزمَعُ تَركُهُ / وَيُصبِحُ مَبذولاً لِمُكتَسِبيهِ
وَيُقسَمُ حَظُّ النَفسِ شَرقاً وَمَغرِباً / عَلى قَدَرٍ مِن خامِلٍ وَنَبيهِ
تَشابَهَتِ الأَشياءُ طَبعاً وَصورَةً / وَرَبُّكَ لَم يُسمَع لَهُ بِشَبيهِ
مَتّى ما تُخالِط عالَمَ الإِنسِ لا يَزَل
مَتّى ما تُخالِط عالَمَ الإِنسِ لا يَزَل / بِسَمعِكَ وَقرٌ مِن مَقالِ سَفيهِ
إِذا ما الفَتى لَم يَرمِ شَخصَكَ عامِداً / بِكَفَّيهِ عَن ضَغنٍ رَماكَ بِفيهِ
وَقَد عَلِمَ اللَهُ اِعتِقادي وَإِنَّني / أَعوذُ بِهِ مِن شَرِّ ما أَنا فيهِ
فَتاةٌ بَغَت أَمراً مِنَ الدَهرِ مُعجَزاً
فَتاةٌ بَغَت أَمراً مِنَ الدَهرِ مُعجَزاً / وَما رَأيُها لَو مُكِّنَت بِسَفيهِ
لِتَفدِيَ عُمراً جَمَّةً شُرَكائُهُ / بِخَمسينَ عَمراً لا تُشارَكُ فيهِ
على أَمَمٍ إنّي رأيْتُكَ لابِساً
على أَمَمٍ إنّي رأيْتُكَ لابِساً / قَميصاً يُحاكي الماءَ إنْ لم يُساوِهِ
وذاكَ لِباسٌ ليس يَجْتابُه الفتى / فتَخْتَلِفُ الأهْواءُ في بُعْدِ شاوِه
وقد دَنِسَتْ أعْطافُهُ من تَقادُمٍ / فخُذْ آسَ نارٍ لا يُسافُ فَداوه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025