أشاقكَ سَلْعٌ أم هَفَتْ بك ذِكْراهُ
أشاقكَ سَلْعٌ أم هَفَتْ بك ذِكْراهُ / فَساعاتُ هذا اللَّيلِ عِنْدكَ أشْبَاهُ
وهل ذا البُريْقُ التاحَ من نَحْوِ رامةٍ / وإلّا فَلِمْ باتَتْ جفونُكَ تَرْعاهُ
وهل ما سَرَتْ من نَسَمةٍ ريحُ أرْضِها / وإلّا فَهذا الجَوُّ تَعْبَقُ رَيَّاهُ
نَعمْ شاقَني سَلعٌ وذكرى عُهودِه / فآهٌ لأيامٍ تَقَضَّتْ بهِ آهُ
وما القَصْدُ سَلْعٌ أنْ نظرتَ ورامَةٌ / ولكنْ لِجَرِّي من غَدا فيهِ مثواهُ
أُحِبُّ وَميضَ البرقِ قصْدَ جِهاتِه / وأهْوى نَسِيْمَ الرِّيحِ مِن أجل مَسراهُ
وما بيَ إلّا نَظْرَةٌ حاجِريَّةٌ / رَمى سَهْمَها عَمداً فُؤادي فَأصْماهُ
حَسِبتُ اغتِراراً أنَّ جُنَّةَ صَبْرِهِ / تَقيهِ فأغشاهُ الَّذي كنتُ أخْشاهُ
أحِبَّةَ قَلْبي أهْلَ نَجْدٍ بِعَيْشِكُمْ / تُرى يَبْلُغُ المُشْتاقُ ما يَتَمنَّاهُ
نَشدتُكُمُ العَهْدَ القَديمَ ترفَّقُوا / عَلى رَمَقٍ لم يَبْقَ مِنِّيَ إِلّاهُ
أعِندَكُم إن بِنْتُمُ أنَّ مُقْلَتي / تَنامُ وأن الَقْلبَ تَسكُنُ بَلواهُ
إذنْ قُرِّحَتْ عَيْني ولا قَرَّ خاطِري / وكانَ حَسيبي أو حَسِيبَكمُ اللهُ
قُضاةَ الهوى رِفْقاً بِشاكٍ بِكْم لَكُمْ / ولولا انبتاتُ الصبر لم تبدُ شكواهُ
ألا فارْحَمُوا ذا عِزَّةٍ ذَلَّ لِلْهَوى / وما كانَ يرْضَى قَطُّ بالذلِّ لَوْلاهُ
وعاذِلةٍ لم تَدْرِ قدرَ بَلِيَّتي / ألا بِدَمِ المُشتاقِ مَنْ ظلَّ يَلْحاهُ
أعاذِلَ لا عَيْنيكِ تَجْرحُ أدْمُعي / ولا أنتِ تَلقَيْنَ الَّذي أنا ألقاهُ
ذَريني لأَوْجالي فَرُوحي سَليمةٌ / فربَّتما أعْدَى الطَّبيبَ مُعَنَّاهُ
خَليلَيَّ مِن نَجدٍ بِوُدِّكُما انْشَقا / نَسيمَ الصَّبا هَل عَطَّر البانُ ريَّاهُ
وهل جَرَّ أرْدانا على أجْرعِ الحِمى / فأهْدَى تَحايا رَنْدِه وخُزاماهُ
ألا هَلْ إلىً نَجْدٍ سبيلٌ لِذي هَوىً / سَقَى مَدْمعُ العُشَّاقِ نَجداً وحَيَّاهُ
ولا بَرحت أنْفاسُهُمْ تفضَحُ الصَّبا / هُبوباً لَدى أسحارِهِ وعَشاياهُ