المجموع : 3
ومَا بالُه يشكُو الفِراقَ وأينَ مِن
ومَا بالُه يشكُو الفِراقَ وأينَ مِن / قَسَاوتِه شَكوَى الهَوَى وعُتُوِّهِ
ومَا خِلْتُه مَهوَى الهَوى ومَقِيلَهُ / ومَأوى الأسى والبَثِّ عند هُدوِّهِ
تَثُوب إليه في الصّباحِ شُجونُهُ / وَيأْوِي إليه الهَمُّ عندَ هُدوِّهِ
بِنَفْسِيَ مَن أهْدَى إليَّ تَحِيّةً / على بُعدِه وافَتْ بِرَيّا دُنُوِّهِ
فأذكَرَ مَن لم تُنْسِهِ عَهدَهُ النَّوى / ولاَ طَمِعَتْ في يأْسِهِ ونُبُوِّهِ
يَحِنُّ اشتياقاً بالأصائِلِ والضّحى / ويرتَاحُ في روْحاتهِ وغُدُوِّهِ
ألا مَن لِصَادٍ وَالمواردُ جَمّةٌ
ألا مَن لِصَادٍ وَالمواردُ جَمّةٌ / له عَلَلٌ من بَردِها لم يُرَوِّهِ
يُغَانُ عَليهِ حِين يسمعُ نَبْأةً / بِذكْرِهمُ أو دعوةً من مُنَوِّهِ
إذَا ما دَعاهُ الشوقُ خَرَّ كأنّما / به الموتُ لولاَ أنّهُ المتَأوّهِ
كعهدِكَ باناتُ الحِمى فوقَ كُثْبِها
كعهدِكَ باناتُ الحِمى فوقَ كُثْبِها /
ودارُ الهَوى تحمي العِدا سرحَ سِرْبها /
أقولُ وسُمْرُ الخَطِّ حُجْبٌ لحجُبِها /
سقى طَلَلَ الدّارِ التي أنتمُ بها / حَناتِمُ وَبْلٍ صَيِّفٌ وربيعُ
بِدارِكِ ما بي من بِلَى الشَّوقِ والهَوى /
وبي ما بِها من وحشةِ البينِ والنَّوى /
سأُرْوِي ثَراها من دُموعي إنِ ارتَوى /
وخَيْماتُكِ اللاتي بمُنعرَج اللِّوَى / بَلِينَ بِلىً لم تُبْلَهُنّ رُبوعُ
وما الجَوْرُ عن نهجِ السُّلُوِّ أَعاجَني /
على ذي أَثافٍ كالحَمامِ الدَّواجِنِ /
ولكنْ وفاءٌ وِرْدُهُ غيرُ آجِن /
ولو لم يَهِجْني الظّاعنونَ لَهاجَني / حمائمُ وُرْقٌ في الدّيار وُقوعُ
هَواتِفُ يُذْكِرْنَ الشَجِيَّ أَخا الجَوى /
زمانَ التّداني قبلَ رائعةِ النّوَى /
وطيبَ لياليهِ الحميدةِ بالِلّوى /
تداعَيْنَ فاستَبْكَيْنَ مَنْ كانَ ذا هوىً / نوائحُ لم تُذْرفْ لهنّ دُموعُ
إذا ما نسيمٌ هبّ من جانِب الحِمَى /
أَقولُ وأَشواقي تَزيدُ تَضَرُّما /
عسى وطنٌ يدنو بِهم ولَعَلَّمَا /
وإنَّ انهمالَ الدّمعِ يا ليلُ كلّما / ذكرتُكِ وحدي خالياً لَسَريعُ
ولَوْ عادَ يومٌ منكِ يا ليلَ قَدْ خَلا /
بِعُمْريَ أو شرخِ الشبيبةِ ما غَلا /
وقد عزَفَت نفسي عَن الهَجْرِ والقِلى /
وسوفَ أُسلِّي النَّفسَ عنكِ كما سَلا / عن البلدِ النّائِي المخوفِ نَزيعُ
أَيَرْجو ليَ اللاّحي من الحبِّ مَخْلَصَاً /
وقَلبي إذا ما رُضْتُهُ بِالأُسى عَصَى /
وَلَوْ أَنَّ ما بي بالحَصى فُلِقَ الحَصى /
إلى اللهِ أشكو نِيّةً شَقّت العَصا / هيَ اليومَ شَتّى وهيَ أَمْسِ جَميعُ
أطاعَتْ بنا لَيلى افتراءَ التَكذُّبِ /
وصَدُّ التّجَنّي غيرُ صَدِّ التّعَتُّبِ /
فَيا لَكَ من دَهرٍ كثيرِ التّقَلُّبِ /
مَضى زمنٌ والناسُ يَسْتَشْفِعونَ بي / فَهَل لي الى لَيْلى الغَداةَ شَفيعُ
أَلا نَغْبَةٌ من بَرْدِ أَنْيابَها العُلى /
وردُّ زمانٍ كالأَهِلَّةِ يُجْتَلى /
فَقولا لَها جادَتْكِ واهيةُ الكُلى /
أراجِعةٌ يا ليلُ أيامُنَا الأُلى / بِذي الرّمْثِ أمْ لا ما لَهُنّ رُجوعُ
أعاذِلَتي مالي هُديتِ وَمَالَكَ /
لَقَدْ ساءَني أَني خَطَرْتُ ببالِكِ /
ذريني فَلَوْمي ضّلّةٌ من ضَلالِكِ /
لَعَمْرُكِ إني يومَ جرعاءِ مالكٍ / لَعاصٍ لأمرِ العاذلاتِ مُضيعُ
أَعِدْ ذكرَها أَحْبِبْ إليَّ بذِكرِها /
وَدَعْ ذَنْبَها فَالحُبُّ مُبْدٍ لِعُذْرِها /
فَما زِلْتُ في حالَيْ وفائي وغَدْرِها /
إذا أَمَرَتْني العاذلاتُ بهجرِها / هَفَتْ كَبِدٌ عمّا يَقُلْنَ صَديعُ
يَزيدُ هوى ليلى رضاها وعُتْبُها /
وبُعدُ نَواها إِن تناءَتْ وقُرْبُها /
ولَمْ يَنْهَني صِدقُ اللَّواحي وكذْبُها /
وكيفَ أطيعُ العاذلاتِ وحُبُّها / يُؤرِّقُني والعاذلاتُ هُجوعُ