المجموع : 5
إذا زلزلت أرضُ الجسومِ تراها
إذا زلزلت أرضُ الجسومِ تراها / وما نالت الأجفان فيه كراها
لقد ظهرتْ فيها أمور عظيمةٌ / وما انفصمتْ مما رأته عراها
إذا جاءها الداعي ليخرج ما بها / وأخرج لي ما قد أجنَّ ثراها
وقد عجزتْ أبصارنا أن ترى لها / بساحتنا حكماً فكيف تراها
إذا جاءت الأسماء يقدمُها الله
إذا جاءت الأسماء يقدمُها الله / فعظِّمه بالذكرى وقل قل هو اللهُ
ألا إنه الرحمن في عرشِه استوى / ولو كان ألفُ اسم فذاك هو الله
وقالوا لنا باسم الرحيم خصصتمُ / بآخرةٍ فانظر تجدْه هو الله
رَكنتُ إلى الاسم العليم لأنني / عليمٌ بما قد قال في العالم الله
يرتب أحوالي الحكيم بمنزلٍ / يؤيدني فيه وجود هو الله
أتتني كرامات فقلت من اسمه ال / كريمُ أتاني في وجودي بها الله
إذا عظموني بالعظيم رأيتهم / أخلاءَ ودٍّ اصطفاهم الله
حليم على الجاني إذا عبده جنى / على نفسه يبدي له عفوه الله
لقد قام بالقيومِ عالٍ وسافلٌ / إليه التجاء الخلقِ سبحانه الله
وقد نص فيه إنه الأكرم الذي / إليه مَرَدُّ الأمرِ والكافل الله
ألا إنني باسم السلام عرفته / وقد قيل لي إنَّ السلامَ هو الله
رجعتُ إليه طالباً غَفرْ زلتي / فراجعني التوَّابُ إني أنا الله
وناداني الربُّ الذي قامني به / أجبتك فيما قد سألت أنا الله
إذا جاءني الوهابُ ينعم لا يرى / جزاءً على النعماءِ ذلكمُ الله
فكن معه تحمد على كلِّ حالة / ولا تخف الأقصاءَ فالأقرب الله
لقد سمع الله السميعَ مقالتي / بأني عبدٌ والسميع هو الله
إذا ما دعوتُ الله صِدقاً يقول لي / مجيبٌ أنا فاسأل فإني أنا الله
أنا واسعٌ أعطى على كلِّ حالة / كفوراً وشَكاراً لأني أنا الله
فقلتُ له أنت العزيزُ فقال لي / حِمايَ منيعٌ فالعزيزُ هو الله
عجبتُ له من شاكرٍ وهو منعم / ومن يشكرِ النعماءَ ذاك هو الله
هو القاهرُ المحمودُ في قهر عبده / ولولا نزاعُ العبد ما قاله الله
وجاء يصلي إذ علمنا بأنه / هو الآخرُ الممتنُّ والآخرُ الله
هو الظاهر المشهودُ في كلِّ ظاهر / وفي كلِّ مستورٍ فمشهودُك الله
له الكبرياءُ السار في كلِّ حادثٍ / فلا تمترِ إنَّ الكبير هو الله
ويعلم ما لا يعلم إلا بخبره / لذا قال حيّ فالخبير هو الله
ومن ينشىء الأكوانَ بدءاً وعودةً / فذاك قديرٌ والقدير هو الله
ومن يرني أشهد لنفسي بأنه / بصير يراني والبصيرُ هو الله
يبالغ في الغفرانِ في كلِّ ما يرى / من السّوءِ مني فالغفورُ هو الله
إذا ستر الغفارُ ذاتك أن ترى / مخالفةً فاشكره إذ عصم الله
وما قهر القهارُ إلاَّ منازعاً / بدعواه لا بالفعلِ والفاعل الله
وما ذكر الجبار إلا من أجلنا / ليجبرنا في الفعلِ والعامل الله
نزولٌ من أجلي كونه متكبرا / بآلة تعريفٍ وهذا هو الله
بآلةِ عهدٍ قلت فيه مصوّرٌ / لنا فيه والأرحام إذ قاله الله
وإنَّ شؤونَ البِرّ إصلاحُ خلقه / لمن يطلبِ الإصلاحَ فالمحسن الله
بمقتدر أقوى على كلِّ صورةٍ / أريد بها فعلاً ليرضى بها الله
ألم تر أنَّ الله قد خلق البرا / وأنشأ منه الناسَ فالبارىء الله
وكلُّ عليٍّ في الوجودِ مقيَّدٌ / سوى مَن تعالى فالعليّ هو الله
وكلُّ وليٍّ ما عدا الحق نازلٌ / فليس ولياً فالوليّ هو الله
لنا قوةٌ من ربنا مستعارةٌ / فنحن ضِعافٌ والقويُّ هو الله
ولا حيّ إلاّ من تكون حياتُه / هويته والحيُّ سبحانه الله
فعيلٌ لمفعولٍ يكون وفاعلٌ / كذا قيل لي إنَّ الحميدَ هو الله
يمجده عبد الهوى في صلاته / على غيرِ علم والمجيدُ هو الله
تحببْ لي باسم الودودِ بجودِه / فأثبتَ عندي جوده أنه الله
لجأت إليه إنه الصمد الذي / إليه التجاءُ الخلقِ والصَّمَدُ الله
وما أحد تعنو له أوجه العُلى / سواه كما قلناه والأحد الله
هو الواحد المعبود في كلِّ صورةٍ / تكون له مجلى فذلكم الله
أنا أوَّلٌ في الممكناتِ مقيدٌ / وإطلاقها الله فالأول الله
أقولُ هو الأعلى ولكن لغير من / وإنْ قلت من فافهم كما قاله الله
هو المتعالي للذي جاء من ظما / وجوعٍ وسقمٍ مثل ما قاله الله
يقدِّرُ أرزاقاً ويوجدها بنا / كما جاء في الأخبارِ فالخالقُ الله
وإن جاء بالخلاقِ فهو بكوننا / كثيرين بالأشخاصِ والموجد الله
ولا تطلب الأرزاقُ إلا من الذي / تسميه بالرزَّاقِ ذلكم الله
هو الحقُّ لا أكني ولستُ بملغزٍ / ولا رامزٍ والحقُّ يعلمه الله
لقد جاءني حكم اللطيفِ بذاته / وإن كان من أسمائه فهو الله
رؤوف بنا والنهي عن رأفة يكن / بحاكما في الزان إن حدَّه الله
عفوٌّ بإعطاء القليل وإن يكن / كثيراً سواء هكذا نصَّه الله
إذا جاءك الفتاح أبشر بنصره / وإنك مدعوٌ كما حكم الله
فإنَّ له حكم المتانة في الورى / وأنت رقيقٌ فالمتينُ هو الله
وأنت خفي في ضنائن غيبه / ولستَ جلياً فالمبينُ هو الله
تأمَّلْ إذا ما كنتَ بالله مؤمناً / من المؤمن الصِّدِّيق فالمؤمن الله
عفوٌّ بإعطاء القليل وإن يكن / كثيراً سواء هكذا نصَّه الله
جلاه لنا من باطن الأمر حكمه / هو الباطن المجهولُ فالمدرك الله
يشاهد في القدّوس في كلِّ حالة / أكون عليها فالشهيد هو الله
شديدٌ إذا يُدعى المليكُ بحكمه / على خلقه فانظره فالحاكم الله
كما هو إن نكرته وأزلته / عن الياءِ فأقصره تجدْه هو الله
وكبِّر تكبيراً إذا ما ذكرتنا / به حاكم الله والأكبر الله
وما عزَّ من يفنيه برهانُ فكره / وقد عزَّ عنه والأعز هو الله
هو السيِّد المعلوم عند أولي النُّهى / وجاءت به الأنباءُ والسيِّد الله
إذا قلت سُبُّوحٌ فذلكم اسمه / لما كان من تنزيهكم وهو الله
كما هو وتر للطلابِ بثاره / لكلِّ شريكٍ يدَِّعي أنه الله
وقل فيه محسان كما جاء نصه / بالسنة الأرسالُ فالمحسنُ الله
جميلٌ ولا يهوى من أعجب ما يرى / فقال لي المجلي الجميلُ هو الله
ولما علمنا بالبراهين أنه / رفيق بنا قلنا الرفيقُ هو الله
لقد جاءني باسم المسعر عبدُه / محمد المبعوثُ والمخبرُ الله
وفي قبضة الرحمن كانت ذواتنا / مع الحدثِ المرئيّ والقابضُ الله
عفوٌّ بإعطاء القليل وإن يكن / كثيراً سواء هكذا نصَّه الله
ألا إنه الشافعي لسقم طبيعتي / كما جاء يشفيني وإنْ أسقم الله
كما أنه المعطى الوجودَ وما له / من الحقِّ خلقاً هكذا قاله الله
ولما أتى داعي المقدّم طالباً / تقدم من يدعو من العالم الله
ومن حكمه باسم المؤخر لم أكن / على حكمه الهادي كما قد قضى الله
هو الدهر يقضي ما يشاء بعلمه / على كلِّ شيءٍ منه يعلمه الله
فهذا الذي قد صح قد جئتكم به / وقد قالت الحفاظُ ما ثم إلاّ هو
ونعني به في النقل إذ كان قد روتْ / بانَّ له الأسماء من صِدقِ دعواه
وقيدها في تسعةٍ لفظُه لنا / وتسعين من أحصاها يدخل مأواه
وما هو إلاّ جَنَّته فوق جّنة / على درج الأسماء والخلد مثواه
نزيه الجنابِ العال كيفَ تنزهت
نزيه الجنابِ العال كيفَ تنزهت / به مقل الأبصار بالمنظر الأزهى
وكيفَ تراه العين وهو منزه / بكرسيه العالي المنزه والأبهى
إذا سمعت أذناي شرحَ كلامِه / تحققت قطعاً بيننا من هو الأشهى
تعالى جلالُ الله عن كلِّ مدرِكٍ / ولله حالٌ ما ألذُّ وما أشهى
فأنهيتُ أمري طالباً حقَّ خالقي / إلا أنَّ عبد الله من كان قد أنهى
فإن كان حقاً ما يقالُ فإنه / يقرِّرُه حالاً وإلا فقد ينهى
ومثلي من يسهو عن الحقِّ عندما / يقرِّرُه أمراً ومثلي من ينهى
دهاني بأمرٍ كنتُ قبل جهلتُه / فما أمكن المملوك ردَّ فما أدهى
وهي جانبُ البيتِ العتيقِ لعزة / فلم أر أهوى منه بيتاً ولا أدهى
ولم يلهني عنه حميمٌ وصاحبٌ / فإن لم يكن بالقولِ بالحال قد ألهى
فلا تحجبني عنك ربيّ بصورة / فإني لها أسعى كما أنني منها
حديثي الذي عند السماع أبثه / فما هو إلا من روايتنا عنها
وما علمت نفسي مثالاً مطابقاً / كما تزعم الألباب كنتُ لها شبها
إذا طمعت نفسي بإدراك ذاتها / فتلك التي تدعى بجاهلة بلها
تخص إذا خصتْ نفوسَ شريفة / منزهة الأوصاف بالصورة الشوهى
إذا وصف الشرع المبين إلها
إذا وصف الشرع المبين إلها / فذاك الإله الحقُّ ليس يضاهى
ودَع عنك أفكاراً تنازع حكمة / فآلهةُ الأفكارِ لا تتناهى
وقد بلغتْ نفسي إذا هي أنصفت / وقالت بقولِ الشرعِ فيه مناها
فيا قارىءَ القرآن شرعَك فالتزم / فما آيةٌ إلا يزيد رضاها
وما طعمةُ الأفكارِ إلا تغصص / إذا هي لم تبلغ لديه أناها
وسارع إلى الخيرات سبقا فإن من
وسارع إلى الخيرات سبقا فإن من / يسارع إلى الخيرات يُحمد سعيه
ونافس كما قد نافسَ الناسُ وارتق / رقيّ الذي ما زال يعصمُ وعيَه